اغتيال قادة "حماس" يمنح الحركة حياة جديدة وإصراراً على مواصلة طريق المقاومة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
اغتيال قادة "حماس" يمنح الحركة حياة جديدة وإصراراً على مواصلة طريق المقاومة


حركة حماس

قادة ورموز حماس


تعتبر حركة المقاومة الإسلامية حماس" من حركات المقاومة الرائدة والفاعلة على أرض فلسطين المباركة، والحركة التي أنشأها الشيخ الشهيد "أحمد ياسين".


استطاعت مع غيرها من حركات المقاومة أن تنقل مشروع تحرير الأرض الفلسطينية من مشروع يتبناه فصيل فلسطيني إلى أن تصبح المقاومة مشروع شعب بأكمله، ولعل هذا ما جعل المشاريع الصهيونية والأمريكية تسعى بكل ما أوتيت من قوة لتفكيك الحركة غير ذات جدوى.



"حماس" في قلوب الفلسطينيين

غير أن الحدث الأبرز في تاريخ "حركة حماس" في المرحلة الأخيرة هو المكانة المتقدمة التي تتولاها الحركة إياها في قلوب الفلسطينيين، خاصة بعد فوزها الكبير في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وتشكيلها للحكومة الفلسطينية التي يرأسها "إسماعيل هنية"، كما أن عملية التحول هذه وصعود حركة حماس المقاوم والسياسي لم يكن عملية بسيطة سهلة، حيث قدمت الحركة الكثير من زهرة شبابها وخيرة قادتها شهداء لتحقيق حلم التحرير الذي يراه البعض بعيدا وتراه حركة حماس وغيرها من فصائل المقاومة قريباً.


قادة الاحتلال يتوعدون باغتيال قادة "حماس"

قادة الكيان الصهيوني ينادون صباح مساء بمواصلة اغتيال قادة حركة حماس ، دون أن يعلم هؤلاء السفهاء أن اغتيال قادة حماس يمنح الحركة وأبناؤها المزيد من القوة والثبات والإصرار على مواصلة طريق الجهاد و المقاومة ، فقد توعد قادة الاحتلال الصهيوني قادة حماس وقالوا أن اغتيال قادة حماس الكبار هو هدف مشروع لـ (الكيان الصهيوني)، كما وتجمع كل تصريحات المسئولين الصهاينة على أن حرباً شاملة على قطاع غزة وعلى قادة حركة حماس على وجه الخصوص يجب أن تُشن لأنهم يمثلون العقبة الرئيسية أمام تنفيذ المشروع الصهيوني في المنطقة وأنهم يقفون لـ (الكيان الصهيوني)، كالشوكة في الحلق.


اغتيال الشيخ ياسين قوّى الحركة

لقد اغتالت سلطات الاحتلال الصهيوني الشيخ أحمد ياسين مؤسس "حركة حماس" وظنت أنها باغتيالها إياه قد تسحق حركة حماس ، بيد أن اغتيال الشيخ ياسين منح الحركة مزيد من الشعبية والقوة والثبات، وأصبح المشروع الذي بناه الشيخ ياسين يكبر ويترعرع، وقد شاء الله تعالى وفي فجر يوم الاثنين غرة صفر 1425هـ الموافق 22 من مارس 2004 م أن يحقق للشيخ ما تمناه منذ سنين؛ حيث لقي الشيخ أحمد ياسين ربه شهيدًا بعد أدائه صلاة الفجر في المسجد، إثر غارةٍ صاروخية صهيونية حاقدة اغتالته هو و8 من الفلسطينيين أمام المسجد؛ لتنتهي قصة أنفاس هذا الرجل، ولتبدأ قصة جيلٍ بناه وأسسه ورباه الشيخ بدمه وبقلبه وبعقله وبإيمانه.


بزوغ نجم مشعل عقب محاولة اغتياله

أما خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس فقد تعرض هو الآخر لمحاولة اغتيال نفذها الموساد الصهيوني، حيث أن الرجل له شخصية قوية وهو ما حدا بالكيان الصهيوني إلى أن يحاول اغتياله يوم (25/9/1997 م)، في العاصمة الأردنية عمَّان على أيدي عملاء الموساد الصهيوني، ولكن المحاولة فشلت فشلاً ذريعاً، واستطاعت بسببها الحكومة الأردنية أن تعقد صفقة مع ال جانب الصهيوني يتم فيها الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس مقابل تسليم الأردن منفذي العملية للاحتلال، وقد جاءت هذه المحاولة الفاشلة لتزيد من تألق خالد مشعل وبزوغ نجمه وزيادة تحركاته السياسية والإعلامية، الأمر الذي أدى إلى قيام الأردن بإبعاده هو ومجموعة من ممثلي حماس من الأردن في (21/11/1999 م)، فتوجه إلى قطر التي رحبت باستضافته هو والمبعدين الآخرين، وبقي فيها لفترة، ثم انتقل بعدها إلى سوريا .


اغتيال شحادة منح القسام العزيمة

ولما يأتي الحديث عن اغتيال القادة الكبار يأتي بنا الحديث للجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني حينما اغتالت الشيخ صلاح شحادة ، هذا الرجل الذي أسس كتائب القسام ، وابتكر اقتحام المستوطنات، وطور السلاح، بدءًا من الهاون والمضادات للدبابات، ثم القذائف والصواريخ، حتى أصبح المطارَد رقم "1" لجيش الاحتلال، وكان قد أشرف على اغتياله رئيس وزراء الكيان الصهيوني ؛ ليكون بحق "رجل تحاربه دولة"؛ فيلقى ربه شهيدا في أبشع جرائم جيش الاحتلال الصهيوني في مدينة غزة في مذبحة راح ضحيتها 15 شهيدا، معظمهم من النساء والأطفال بتاريخ 13-7-2002 بعد حياة عسكرية وجهادية استمرت قرابة عشرين عاماً.


محاولة اغتيال الزهار أغاظ الاحتلال

الدكتور محمود الزهار والد الشهيدين فقد تعرض إلى محاولة اغتيال فاشلة نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني حينما قصفت بيته في سبتمبر 2003 حيث نجا الدكتور القائد الزهار بأعجوبة من محاولة الاغتيال الصهيونية، عندما قصفت طائرات "إف 16" منزله بحي الصبرة جنوب غزة ، حيث أصيب بجراح طفيفة، بينما استشهد في وقتها نجله الأكبر خالد، وحارسه، وأصيب 20 فلسطينيا آخرون، وقد قدم الدكتور الزهار نجله الثاني حسام شهيدا حيث استشهد أثناء تأدية واجبه مع "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" في حين تم قصف السيارة التي كان يستقلها مع مجاهدين آخرين من الكتائب، ليلقب بعد ذلك بوالد الشهيدين.


الدكتور الأسير دويك على الطريق ذاتها

ولم يكن قادة "حماس" بعيدين عن الحياة في داخل سجون الاحتلال بل عاش معظمهم فيها وعانوا معاناة شديدة، فالدكتور عزيز دويك على سبيل المثال رئيس المجلس التشريعي والقيادي البارز في حركة حماس مازال يقبع خلف القضبان الصهيونية، وقد لقب الدكتور بـ "رنتيسي الضفة" وهذا هو اللقب الذي يحب د. عزيز دويك الأسير أن يكنى به، تيمنا برفيق دربه في رحلة الإبعاد إلى مرج الزهور بالجنوب اللبناني عام 1992 الشهيد عبد العزيز الرنتيسي القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والذي كان ناطقًا باسم المبعدين الفلسطينيين باللغة العربية، فيما كان الدكتور دويك ناطقاً باسم المبعدين باللغة الإنجليزية، وقد أعلنت "حركة حماس" مساء الأربعاء (15/2/2006 م)، أنها اختارت الدكتور دويك ليرأس المجلس التشريعي الجديد خلفًا لروحي فتوح، فيما اختارت الدكتور د. أحمد بحر من غزة نائبا أولا له، ود. حسن خريشة من طولكرم نائباً ثانياً.


المقادمة العقل المفكر يرحل شهيداً

أما الدكتور المفكر الشهيد إبراهيم المقادمة فقد اغتالته صواريخ الاحتلال الصهيوني الحاقدة، حيث اعتبر المقادمة بأنه هو العقل المفكِّر لحركة الإخوان المسلمين في فلسطين ، والقائد المؤسس لحركة المقاومة الإسلامية حماس ، والقائد الأول للجهاز الأمني لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وهو القائد العسكري لكتائب الشهيد عزّ الدِّين القسَّام عام 1996 ، الذي أجبر العالم على الاجتماع في شرم الشيخ؛ لينقذ الكيان الصهيوني من ضربات القسَّام التي أعقبت استشهاد القائد المهندس يحيى عياش ، ولم يكن إبراهيم المقادمة مجرد شخصية عسكرية أو سياسية فحسب، وإنما كان له من العلم نصيبُ الذين فتح الله عليهم، في العقيدة كان عالمًا، وفي التفسير كان مجتهدًا، وفي الحديث له نظرات، ومع الفقه له وقفات، كما كان شاعرًا (طالع بعض شعره) ومفكرًا، وصاحب نظرية في التربية، رغم أنه حاصل على بكالوريوس في طب الأسنان!!، لكل ذلك اغتالته قوات الاحتلال الصهيوني أثناء توجهه إلى عمله في مدينة غزة، مع ثلاثة من مرافقيه صبيحة يوم السبت 8 مارس 2003 م.


الدكتور الطبيب الثائر الشهيد الرنتيسي

الدكتور الطبيب الثائر الشهيد عبد العزيز الرنتيسي هو الآخر ظنت سلطات الاحتلال الصهيوني أنه باغتياله سيتم القضاء على حركة حماس ، بيد أنها تألقت أكثر من ذي قبل وأصبح اسمها لامع في كل العالم، فالرنتيسي رحمه الله كان شخصية منطقية ورزينة، ولكنها قادرة علي إثارة حنق الصهاينة، حيث ملك القدرة على إثارة وتعبئة الشارع الفلسطيني، وله سجل حافل بالنضال والجهاد والدعوة، لا يخلو من الاعتقالات والتعذيب والإبعاد، وقد نجا الدكتور الرنتيسي من محاولة اغتيال نفذتها طائرات الاحتلال الصهيوني، وفيما بعد اغتالت قوات الاحتلال الصهيوني الشهيد الدكتور الرنتيسي، فاستشهد مع 3 من مرافقيه في غارة جوية صهيونية استهدفت سيارته في شارع الجلاء بمنطقة الغفري شمال مدينة غزة مساء السبت (17/4/2004 م).


الجمالين أيقظا الضفة المحتلة

وعلى نفس درب الجهاد و المقاومة عاش الجمالين، جمال منصور و جمال سليم ، فحملا الفكرة ذاتها ومضيا في الضفة الغربية ينشرانها، وقد كانت حياتهما عامرة بالإيمان والعطاء والتضحية، وقد كانا رحمهما الله من أولئك الأبطال الذين أسسوا اللبنات الأولى لحركة المقاومة الإسلامية حماس في الضفة الغربية المحتلة، وتخرج على أيديهما العشرات من الاستشهاديين الأبطال الذين زلزلوا الكيان الصهيوني بالعمليات الاستشهادية، حتى قضيا معا في قصف صهيوني همجي بطائرات حربية مروحية لمكتبها في مدينة نابلس الباسلة.


العلامة البرفيسور نزار ريان مقاوماً

وبخطوات ثابتة وبإيمان عميق رحل الدكتور العلامة البروفيسور نزار ريان "أبو بلال" الذي قضى هو الآخر في مجزرة صهيونية، حيث قصفت طائرات الـ "اف 16" منزله المكون من أربعة طوابق في جريمة تعد من أعنف الجرائم في فلسطين ، حيث استشهد هو 15 فردا من عائلته بينهم زوجاته الأربعة، وذلك في جباليا (شمال قطاع غزة) عصر الخميس 5 محرّم 1430 هـ، الموافق (1/1/2009 م)، وقد نعت حركة حماس القائد المجاهد الدكتور ريان مؤكدة أنها ماضية في طريق المقاومة، لا يضرّها من خالفها، ولا يثنيها من تآمر عليها، ولا يخيفها هذا العدوان الصهيونيّ الوحشيّ الإجراميّ الغاشم، وسيبقى قادة (حماس) في مقدّمة الصفوف يقدّمون أنفسهم وأرواحهم دفاعاً عن هذه القضيّة المباركة وشعبها البطل المقدام.


الشهيد الوزير والنائب سعيد صيام

وبعد 15 يوماً ارتقى إلى العلا الشهيد الوزير النائب سعيد صيام الذي اغتالته طائرات "اف 16" غارة غادرة على منزل شقيقه الذي كان متواجدا فيه هو وابنه وشقيقه، حيث استشهد بعد خمسين عاما قضاها في طاعة الله تعالى، وكانت حياته حياة عامرة بالعطاء و الجهاد والمقاومة وخدمة المواطنين الفلسطينيين، وقد التهبت مشاعر الفلسطينيين عند سماع نبأ استشهاد الشيخ صيام فنعته مكابرات الصوت في مساجد القطاع، مهنئة إياه بالشهادة التي كان يتمناها.


اغتيال قادة "حماس" وقوداً جديداً

ومع مواصلة الاحتلال الصهيوني اغتيال قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس"، فإن الحركة المجاهدة تزداد فكرتها انتشارا وقوة وثباتا، فالاحتلال يغتال الجسد بينما تظل الفكرة التي حملها هؤلاء تدق كالنواقيس في قلوب الناس والفلسطينيين على وجه الخصوص، فلن تتراجع الحركة عن مسيرتها التي خاضتها بدماء قادتها، وجعلت من عظام قادتها وقودا للدعوة الإسلامية الخالدة، ولقد أثبت التاريخ أنه ومع اغتيال القادة فإن حياة جديدة توهب للحركة الربانية التي تخوض حربا ضروسا مع الوجود الصهيوني على أرض فلسطين الحبيبة.


المصدر : كتائب الشهيد عز الدين القسام-المكتب الإعلامي