افرحوا يا مصريون: الجبابرة يرتعدون

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
افرحوا يا مصريون: الجبابرة يرتعدون
١٣/ ٢/ ٢٠١١

بقلم:سمير فريد

افرحوا يا مصريون: الجبابرة يرتعدون

ثورة الشعب المصرى التى بدأت ٢٥ يناير، ولن تنتهى إلا بالانتصار وتغيير النظام من القمة إلى القاعدة، تهز العالم العربى والعالم كله لسبب واحد أنها ثورة من أجل الحرية، وأن شعارها الوحيد علم مصر، ولا تهتف ضد الإمبريالية ولا الصهيونية ولا الوحدة العربية، ولا تهتف ضد أحد على الإطلاق، وإنما مع الحرية والديمقراطية. ولو لم تكن كذلك لما أسقطت النظام، ولما كان لها أى قيمة.

فى عام ١٩٥٣ أرسل بن جوريون صحفياً أسترالياً لإجراء حوار مع عبدالناصر، وطلب مؤسس إسرائيل من صديقه الصحفى معرفة ما موقف عبدالناصر من إسرائيل.

وكان رد عبدالناصر: إننى لا أفكر فى إسرائيل، وإنما أفكر فى القضاء على الفقر والجهل والمرض لتكون مصر حرة وقوية. ويكتب بن جوريون فى مذكراته أن هذه كانت أسوأ لحظة عاشها فى حياته، وهو صادق تماماً فى ذلك لأن مصر الحرة القوية التى لا تعانى من الفقر أو الجهل أو المرض هى فقط التى يمكنها أن تواجه الإمبريالية والصهيونية وكل الأعداء، وهى فقط التى يمكن أن تحقق الوحدة العربية.

وفى تقديرى أن هذا ما دفع بن جوريون للهجوم على معسكر للجيش المصرى فى غزة عام ١٩٥٥ وذبح كل من فيه لكى يستفز عبدالناصر العسكرى والصعيدى ويصبح مهموماً بتقوية الجيش قبل كل شىء، بينما القوة العسكرية الحقيقية هى التى تكون إحدى نتائج الدولة الحرة القوية، كما هو الحال اليوم بالنسبة للجيش الأمريكى، فقوته أولاً وأخيراً من قوة التعليم وحرية التعبير وشفافية الانتخابات ورفاهية أغلب الشعب.

بل إن الولايات المتحدة زرعت نهاية الاتحاد السوفيتى بعد الحرب العالمية الثانية عام ١٩٤٥ عندما استخدمت القنبلة النووية ضد اليابان رغم أن الحرب انتهت لتدفع الاتحاد السوفيتى إلى سباق التسلح، وبدلاً من أن تجنى الشعوب السوفيتية ثمرة التضحية بـ٢٠ مليون إنسان فى الحرب، وهى الرفاهية تذهب أغلب الأموال فى سباق التسلح وفى الحرب الباردة والتنازع على اقتسام العالم.

الشعوب الحرة فقط هى التى تنتصر فى كل المعارك وضد كل الأعداء: هكذا يعلمنا التاريخ.

ولذلك ترتعد إسرائيل بعد ثورة ٢٥يناير كما لم ترتعد طوال تاريخها لأن هذه الثورة لم تهتف ضد إسرائيل، وإنما هتفت مع الحرية، ويقبض على مواطن فى الإمارات لأنه أعلن تأييده ثورة مصر بعد أن أدى الصلاة فى أحد المساجد، وتحذف الصين أو دولة ثلث البشرية كلمة مصر من الإنترنت حتى لا تصل عدوى المطالبة بالحرية إلى شعبها، حيث يحكمها حزب شيوعى، ولكن تحت شعار يا «عمال العالم انتحروا»،

وحيث تضع فى السجن أستاذ الأدب المقارن الذى فاز بجائزة نوبل للسلام لأنه أسس مع طلبته فى الجامعة نادياً باسم «نادى القلوب الطاهرة»، ويضرب العالم الحر أخماسه فى أسداسه من واشنطن إلى باريس لأنه لم يجد شعار «الإسلام هو الحل» فى ثورةمصر، وينسى أوباما ما قاله فى جامعة القاهرة، وتصبح كل المشكلة تأمين معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.

لا يوجد شعب فى العالم لا يريد السلام حتى شعب إسرائيل، ولكن مصر الديمقراطية التى ولدت مع ثورة ٢٥ يناير تعرف أن الطريق إلى السلام الحقيقى أن تكون قوية وحرة، وليس أن تحارب بالسلاح فقط، كما كان يريدها عبدالناصر، ولكنه أخطأ الوسائل ووقع فى فخاخ إسرائيل والقوميين العرب فى نفس الوقت.

ومصر الديمقراطية أسقطت نظرية الشعوب الجاهزة وغير الجاهزة للحرية، فكل الشعوب تتوق إلى الحرية، ولا توجد وصفة جاهزة تباع فى السوبر ماركت للديمقراطية، وإنما يصنع كل شعب ديمقراطيته المستمدة من ثقافته الوطنية، وينضجها عبر الممارسة والخطأ والصواب.

بين الجحيم والنعيم هناك المطهر، والشعب المصرى اليوم فى المطهر نحو جنة الحرية.

الشعب المصرى اليوم غيره قبل ٢٥ يناير.

سائق التاكسى يعيد إليك باقى العملة ولا يحصل على أكثر من حقه.

الشعب المصرى اليوم ينتزع حريته بالدم، ولا يعطيها له حاكم كمنحة يمكن أن يمنعها كما يعطيها.

لا تقولوا أعطيناكم كذا وكذا، وهذا يكفى، فالعطاء كان من دم الشعب.

ولا تهينوا الملايين بأن أصابع الغزاة الأجانب تحركهم، فالشعب فقط هو الذى يرفض تحكم الغزاة الأجانب.

وليست هذه الديمقراطية الأولى التى تشهدها مصر، فقد كانت هناك تجربة سابقة من ١٩٢٣ إلى ١٩٥٣، ولعل هناك من يقول للسيد ساركوزى فى مدينة النور إن حكومة مصر عام ١٩٢٤ كان بها وزير يهودى فى الوقت الذى كان فيه يهود أوروبا يغيرون أسماءهم حتى لا يعرف أحد أنهم يهود، وفى انتخابات ١٩٢٤ نجح حزب الوفد المعارض، وسقط الحزب الذى ينتمى إليه رئيس الوزراء الذى أجرى الانتخابات، وكان فى نفس الوقت وزيراً للداخلية!.

المصدر