الأديب محمد خير الدين يكتب .. " هل يعاقب الله أولياءه ؟ "

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الأديب محمد خير الدين يكتب .. " هل يعاقب الله أولياءه ؟ "


الجمعة,24 أكتوبر 2014

كفر الشيخ اون لاين | خاص

تأملت فى أحوالنا الآن ورحت أتذكر أصدقائى وأحبابى

فوجدتهم ما بين شهيد ومصاب ومعتقل ومطارد ومحكوم عليه بأحكام جائرة ومهاجر خارج البلاد ومفصول من وظيفته .. إلخ

فقلت : يا إلهى لطفك بنا .. أهذا يحدث لمن قام يدعو إليك ؟؟ بينما العاهرات يتصدرن الفضائيات ؟؟

بينما الداعرات يتصدرن المشهد الان فى صورة مقززة يدعون فيها إلى كل رذيلة بدون حياء ؟؟؟

بينا اللصوص والسوقة وأرباب السوابق والقتلة والسفاحين يخرجون ألسنتهم ليل نهار لأصحاب الحق فى تبجح لم تشهد البشرية له نظيرا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وهل تصدق فينا مقولة الشامتين : إن هذا دليل على غضب الله ولعناته ونقمته علينا ؟؟ وأننا لو كنا قوما صالحين ما كان حدث ما حدث .. كما يقول أصحاب : تسلم الأيادى " ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!

فجاءتنى أحداث التاريخ تترى تقول : لستم خير من رسل الله وأنبيائه ومن لا صحابة رسول الله " صلى الله عليه وسلم "

فها هم أنبياء الله ورسله يتعرضون لكل أنواع العذاب والتنكيل وهم أكرم خلق الله على الله ..

تذكرت نوحا عليه السلام ..وابتلائه على مدار ألف سنة إلا خمسين عاما!!

تذكرت يوسف عليه السلام وحبسه فى السجن بلا ذنب سوى أن قال : ربى الله .. وكيف ظلمه القضاء الشامخ بعد تبرئته !!! ..

تذكرت نبى الله يحيي وزكريا " عليهما السلام " وقد قطعت رأسيهما بسبب بغى عاهرة !! ..

!!! تذكرت نبى الله موسى " عليه السلام " ومطاردته وهجرته خارج البلاد فارا بدينه وتعرضه للقتل

نبى الله عيسى وقد تعرض لمؤامرة القتل والصلب قبل أن يرفعه الله إليه !!

تذكرت خير رسل الله سيد البشر وحبيب الحق محمد " صلى الله عليه وسلم " وقد تعرض لكل أنواع العذاب والابتلاء وهو الحبيب إلى خالقه ... وكان من الممكن أن يجلس منعما مرفها مكرما .. بعيدا عن كل هذا العذاب .. ولكن لله حكمة فى خلقه ..

تذكرت كل الصحابة الكرام " رضوان الله عليهم أجمعين بداية من الصدِّيق الذى تعرض لكل أنواع العذاب مرورا بعمر بن الخطاب الذى استشهد فى المحراب ثم عثمان الذى استشهد ودمه على مصحفه وعلى بن طالب الذى استشهد .. وحمزة الذى بقرت بطنه ومضغت كبده ومصعب الذى قطعت يداه وجعفر الطيار الذى قطعت ذراعاه وعبدالله بن جحش الذى جدعت انفه وزيد وعبدالله بن رواحة وغيرهم آلاف الصحابة الكرام ...

تأملت سيرة كل المصلحين على مدار التاريخ فمررت على أحمد بن حنبل فى سجنه يعذب على مدار سنين وكيف تعاقبه أربعة حكام يعذبونه العذاب الأليم .

تأملت ابن تيمية شيخ الاسلام وهو فى سجنه بالقلعة ..

تأملت العز بن عبدالسلام سلطان العلماء وقد تجمعت المماليك لقتله

تأملت كل الأئمة والمصلحين حتى وصلت للعصر الحديث

فما وجدت صاحب حق ولا فكرة إلا وابتلى فى سبيلها ..

وتذكرا قول الشافعى ردا على سؤال وُجِّه إليه : أيمكَّنُ المرءُ أم ُيبتلى ؟

فقال " رضى الله عنه " : " لن يمكَّن حتى يبتلى "

وتمضى الأجساد والأرواح إلى ربها ويبقى الحق ساطعا ما بقيت دنيا الرحمن ...

أما الباطل فمصيره الحتمى .. هو مزبلة التاريخ

لأن الله تعالى كتب ذلك فى كتابه " فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض " تأملت كل هذا ..

فأيقنت أننا نسير على الطريق السليم

قد يقول قائل : ومن أنتم حتى تشبهوا انفسكم برسل الله وأنبيائه وصحابته ؟؟

فأقول : نحن لا نشبه أنفسنا أبدا بهؤلاء العظماء ... إنما نحاول أن نسير على خطاهم ونقتفى آثارهم عسى ان يقبلنا الله فى زمرة عباده المخلصين وتشبهوا بهم إن لم تكونوا مثلهم ** إن التشبه بالكرام فلاح

ثبت الله قلوبنا على الحق

وهدانا جميعا إلى صراطه المستقيم

المصدر