الأمة الإسلامية في مؤخرة القافلة.. لماذا؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الأمة الإسلامية في مؤخرة القافلة.. لماذا؟

جريدة المدينة المنورة

طالب فضيلة الشيخ عبد الله العقيل ـ الأمين العام المساعد لشؤون المساجد برابطة العام الإسلامي ـ المسلمين بوقفة صادقة مع النفس حتى يمكن التغلب على الواقع المرير الذي تعيشه الأمة الإسلامية في كل مكان حاليًا..

وشدد في هذا الصدد على دم المسلمين الذي يراق دون ذنب أو جريرة، والعرض الذي ينتهك، والمال الذي يسلب في كل مكان، وأراضي المسلمين التي تنتهك حرماتها تحت سمع وبصر العالم أجمع.

وطالب المسلمين في محاضرة ألقاها في بيت الله الحرام بضرورة التكاتف والوقوف بجوار إخواننا المسلمين في بورما وفلسطين وأفغانستان؛ إنفاذًا لتوجيهات المصطفى (صلى الله عليه وسلم).

وقال: إنها لنعمة كبرى أن يوفقنا الله سبحانه وتعالى للحج في هذا العام، وستكون أكبر عندما يتقبل الله منا ويعود الإنسان إلى بلده كيوم ولدته أمه.

وأضاف: أتمنى أن يربط الله على قلوبنا جميعًا حتى تكون نوايانا صادقة وحجنا مبرورًا، بحيث لا يكون له جزاء إلا الجنة، ونعود وقد غُفر لنا كل ذنوبنا، وهذا ليس بالأمر صعب المنال؛ لأن الله سبحانه وتعالى صاحب الفضل وواهبه.

وأشار إلى قول سيدنا عمر (رضي الله عنه) الذي قال: (أنا لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء كانت الإجابة معه)، موضحًا أن قضية الإجابة أمر مسلم به؛ حيث قال الله سبحانه وتعالى (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) صدق الله العظيم.

وأضاف: على المسلم اختيار الألفاظ المأثورة في الدعاء، وانتقاء التوقيت المناسب، وأن يكون متذللاً لله (عز وجل) يرجو مغفرته وغفرانه، مستعطفًا إياه..

وأشار إلى أن حجاج بيت الله الحرام في حاجة ماسة إلى الاستغفار في هذه الأمكان التي يستجاب فيها الدعاء بشرط أن يكون خالص التوجه والنية لله، وأضاف: أن على الإنسان أن يعود ليفتش في مكنون نفسه ليقيمها على منهج الله سبحانه وتعالى (كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) صدق الله العظيم.

وطالب حجاج بيت الله الحرام بالإقبال الصادق على الله أولاً، ومع النفس ثانيًا، فالجميع يعلمون أن معقد الأمور على إصلاح النية، فالحديث الجامع يقول: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى"، والله سبحانه وتعالى أغنى الشركاء عن الشرك.

وحذر من هذا المنطلق من أن إنسانًا جاد بروحه، ولكنه كان في النار، وجاد بماله، ولكنه أيضًا في النار، كما قال المصطفى (صلى الله عليه وسلم) لماذا؟

الإجابة: أن هذا الإنسان قاتل ليقال شجاع، والآخر أنفق ليقال كريم، إذًا نحن في حاجة ضرورية إلى الوقوف على عيوبنا وإصلاحها حتى يقيلنا الله سبحانه وتعالى من عثراتنا.

وقال: إن باب الله سبحانه وتعالى مفتوح دائمًا (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) صدق الله العظيم.

ولكن التعرض للنفحات أمر مطلوب، عسى الله أن يتقبل منا جميعًا.

وأكد أن الإنسان بدون عون الله ضعيف لا يقدر على مواجهة الشيطان الذي يوسوس له الآثام والأخطاء، وقال: إن الطريق لسد وساوس الشيطان هو مقاومة النفس، والدعاء والاستغفار والاستعاذة من الشيطان الرجيم.

وقال: إن أحوال المسلمين في بقاع الأرض يرثى لها، فرغم أننا نربو على الألف مليون مسلم، كما تقول التقارير الرسمية، إلا أننا في مؤخرة القافلة، وقد أصبحت لحومنا وأعراضنا مشاعة للجميع ينتهكها من يشاء، وصدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي قال: "ستتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أو من قلة نحن يا رسول الله؟ قال لا إنكم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله المهابة من قلوب عدوكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت.

وأضاف: أحب أن أقف وقفة يسيرة مع قول المصطفى (صلى الله عليه وسلم) (حب الدنيا) حتى لا يذهب البعض مذهب بعض العلمانيين الذين يقولون: رجال الدين يريدون أن نطلق الدنيا ونهجرها.

وأوضح يقول: هناك فرق واضح، فرق كبير في أن تعيش في الدنيا، وأن تعيش للدنيا، فالأولى تعني أن تعيش عبدًا ذليلاً لله سبحانه وتعالى، تكسب المال الحلال، وتنعم بخيراتها التي لا تعد ولا تحصى؛ حيث المولى لم يكرم أحدًا كما كرم بني آدم، وأن يعيش الإنسان للدنيا، فهنا ثمة فارق شاسع، فهي تعني هنا أن تكون عبدًا ذليلاً وخاضعًا لها تسير كيفما تشاء.

وقال: إن واجبنا في الحج ألا تكون دعواتنا قاصرة على توسعة الأرزاق والمعاش، وحفظ الأبناء فقط؛ بل الواجب أن نعيش واقع المسلمين في كل مكان بأفق واسع نذكر إخواننا في كشمير والبوسنة والهرسك، والدعاء لهم ربما يكون سببًا في التخفيف عنهم.

فلا بد أن يعي المسلمون في كل مكان أننا أمة واحدة ـ قبلتنا واحدة، وربنا واحد، ومشاعرنا واحدة، فالواجب أن تذكر إخوانك، وإن لم تعرفهم.

واختتم حديثه قائلاً: إننا بدون عون الله (عز وجل)، والعودة إليه لن تنفعنا أموالنا أو علومنا ولا شهاداتنا ولا كثرتنا العددية إذا لم تتداركنا عناية الله.

فالاستعانة يجب أن تكون بالله وحده، وأن يكون الطلب منه لا من غيره.

ــــــــــــــــــ

- جريدة المدينة المنورة، 8/1/1413هـ.

المصدر