الإخوان المسلمون فى عصر مبارك.. من المهادنة إلى المواجهة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان المسلمون فى عصر مبارك.. من المهادنة إلى المواجهة
( الجزء الثامن)

موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمين (إخوان ويكي)

باحث بمركز نهضة ميديا للدراسات والأبحاث- مؤسسة إخوان ويب

المبحث السادس: التنظيم الدولى والانطلاقة الثانية

شهدت فترة الثمانينات إحياء التنظيم الدولي للاخوان المسلمين وهى فكرة قديمة جديدة فكانت النشأة الحقيقية للتنظيم الدولى فى عام 1963 ممثلاً بمكتب التنسيق بين الأقطار العربية والذى استمر لفترة غير قصيرة ولكن عادت له الحياة كاملة فى الثماننيات فقد ارتبط الإعلان عن تدشين «التنظيم الدولي للإخوان المسلمين» في 29 يوليو (تموز) 1982 بمرشد الجماعة الخامس مصطفى مشهور.

فقبل الاعتقالات الكبرى التي قام بها الرئيس المصري الراحل أنور السادات في 5 سبتمبر 1981 (ايلول) كانت معلومات تسربت إلى الأستاذ مصطفي مشهور بضرورة تركه مصر فهاجر إلى الكويت ثم إلى ألمانيا حيث استفاد من طبيعته التنظيمية وعلاقاته القوية ببعض قيادات التنظيم الخاص لاخوان مصر من أمثال كمال السنانيري وأحمد الملط وأحمد حسنين وغيرهم في هيكلة كيانات الإخوان المتناثرة في العالم لربط أواصرها معاً وجعلها تنظيماً واحداً.

ولم يكن ما أقدم عليه مصطفي مشهور من فراغ، فقد كانت هناك جهود إخوانية ربما تمتد للستينيات استطاعت بناء شبكات إخوانية متناثرة في العالم وتكاملت مع مطلع السبعينيات الذي شهد أكبر موجة صعود إسلامي في التاريخ المعاصر، ومن بين أهم الشخصيات التي لعبت دوراً مهما في بناء روابط بين هذه الشبكات سعيد رمضان، زوج ابنة مؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا، والذي تمتع بعلاقات قوية مع بعض النظم العربية واستطاع أن يؤسس مراكز إسلامية في أوروبا بدأت من مدينة ميونيخ الالمانية التي كان يقيم بها وحصل على جنسيتها وامتدت هذه المراكز إلى كل قارات العالم خاصة أوروبا وأميركا قبل أحداث 11 سبتمبر المرعبة والتي قلبت الموازين الدولية، بيد أن أهمها على الإطلاق كان المركز الإسلامي بميونخ بألمانيا والذي كان «مركز العمليات» لتأسيس وإطلاق التنظيم الدولي للإخوان.

أما تركيبة «التنظيم الدولي للإخوان» فقد وضحتها اللائحة المعروفة بـ«النظام العام للإخوان» والتي ولدت مع التنظيم الدولي عام 1982 حيث تضمنت في الباب الخامس عنوانا هو «تنظيم العلاقة بين القيادة العامة والأقطار» والتي يجب فيها على قيادات الأقطار الالتزام بقرارات القيادة العامة المتمثلة في المرشد العام ومكتب الإرشاد ومجلس الشورى العام.

أي أن هذه المؤسسات هي مؤسسات مركزية يقف على رأسها المرشد العام للتنظيم الدولي ومكتب الإرشاد العام للتنظيم الدولي (13 عضوا، ثمانية من الإقليم الذي يقيم فيه المرشد، وخمسة يراعى فيهم التمثيل الإقليمي)، ومجلس الشوري العام للتنظيم الدولي (30 عضوا على الأقل يمثلون التنظيمات الإخوانية المعتمدة في جميع الأقطار)، ويختارون من قبل مجالس الشورى المحلية، وتلتزم القيادات القطرية المختلفة في العالم بضرورة الحصول على موافقة مكتب الإرشاد العام قبل الإقدام على اتخاذ أي قرار سياسي هام ويجب على قيادات الأقطار التشاور والاتفاق مع فضيلة المرشد أو مكتب الإرشاد العام قبل اتخاذ القرار في جميع المسائل المحلية المؤثرة على الجماعة.

لائحة التنظيم

كانت لائحة 1982 من أوائل اللوائح التنظيمية التى تناولت العلاقة بين الإخوان فى الأقطار المحتلفة – بالطبع غير لائحة قسم الاتصال بالعالم الاسلامى- فقد حددت العلاقة من خلال دوائر ثلاث وهى:

الدائرة الأولى: وهي التي يجب فيها على قيادات الأقطار الالتزام بقرارات القيادة العامة متمثلة في فضيلة المرشد العام ومكتب الإرشاد العام ومجلس الشورى العام وتشمل ما يلي:

الالتزام بالمبادئ الأساسية الواردة في هذه اللائحة عند صياغة اللائحة الخاصة للقطر وتشمل هذه المبادئ العضوية وشروطها ومراتبها - ضرورة وجود مجلس للشورى إلى جانب المكتب التنفيذي - الالتزام بالشورى ونتيجتها في جميع أجهزة الجماعة .. الخ.

والالتزام بفهم الجماعة للاسلام المستمد من الكتاب والسنة والمبين في الأصول العشرين والالتزام بالنهج التربوي الذي يقره مجلس الشورى العام والالتزام بسياسات الجماعة ومواقفها تجاه القضايا العامة كما يحددها مكتب الإرشاد العام ومجلس الشورى العام والالتزام بالحصول على موافقة مكتب الإرشاد العام قبل الإقدام على اتخاذ أي قرار سياسي مهم.

الدائرة الثانية: وهي التي يجب فيها على قيادات الأقطار التشاور والاتفاق مع فضيلة المرشد العام أو مكتب الإرشاد العام قبل اتخاذ القرار وتشمل جميع المسائل المحلية المهمة والتي قد تؤثر على الجماعة في قطر آخر.

الدائرة الثالثة: وهي التي تتصرف فيها قيادات الأقطار بحرية كاملة ثم تُعلِم مكتب الإرشاد العام في أول فرصة ممكنة أو في التقرير السنوي الذي يرفع للمراقب العام وتشمل هذه الدائرة كل ما يتعلق بخطة الجماعة في القطر ونشاط اقسامها ونمو تنظيمها والمواقف السياسية في القضايا المحلية والتي لا تؤثر على الجماعة في قطر آخر شريطة الالتزام بالمواقف العامة للجماعة والوسائل المشروعة التي يعتمدها القطر لتحقيق أهداف الجماعة ومبادئها على ضوء أوضاعه وظروفه.

وفي عام 1991 وبالتحديد في شهر سبتمبر منه اجتمع قادة التنظيم الدولي بمدينة إسطنبول بتركيا وكان أن تقدم الحاج مصطفي مشهور المعروف حركياً آنذاك باسم"أبو هاني"باقتراح إلي هيئة المكتب حمل عنوان "إعادة تقييم المرحلة الماضية من عمر التنظيم العالمي" والتي كانت قد وصلت الي مايقرب من عشر سنوات.

انقسمت الورقة إلي خمسة أقسام رئيسية هي: فكرة التنظيم العالمي، أهدافه ،وسائله، سلبيات العمل في الفترة الماضية، الاقتراحات والتوصيات.

ويوضح أحد التقارير التى عُثر فى منزل مهندس خيرت الشاطر بجانب أوراق خطة التمكين الشهيرة، و يحمل توقيع نائب المرشد العام آنذاك الأستاذ مصطفي مشهور ، يوضح التقرير أن مشهور تقدم فى يناير من عام 1989 باقتراح إلى مجلس الشورى العام للجماعة بإعداد تقويم لعمل الجماعة خلال المرحلة الماضية من عمر التنظيم العالمى.. ووضع أسس جديدة للعمل تقوم على أساس الاستفادة مما مر بالجماعة من خبرات لتلافى السلبيات والمعوقات.

ويضيف التقرير الذى جاء فى ست عشرة صفحة من القطع المتوسط.. أن مشهور كان قد طلب من كل الأقطار القيام بإعداد دراسة تتناول النقاط التى شملها الاقتراح، حيث تم تشكيل لجنة من عدد من أعضاء مكتب الإرشاد الدولى وآخرين لدراسة ما يتجمع لديه من هذه الدراسات.. والخروج بدراسة كاملة تقويمية لعمل الجماعة ووضع المقترحات والحلول المستقبلية موضع التنفيذ، إلا أن الظروف حالت دون وضع التقرير فى موعده حتى جاءت حرب الخليج الأولى على خلفية احتلال العراق للكويت، وما أظهرته تلك الأزمة من ضرورة المراجعة السريعة والجادة لأداء الجماعة (وفق نص التقرير): «فقد رأى المكتب أن يتم عقد جلسة استماع خاصة يدعى إليها بعض الإخوة من بعض الأقطار للاستماع إلى ما لديهم من دراسات واقتراحات حول هذا الموضوع وتحدد للجلسة يوم 2/9/1991».

ويذكر التقرير أن الجلسة عقدت فى العاصمة التركية «اسطنبول» بمشاركة ثلاثة عشر عضوا بالجماعة.. اضافة إلى أعضاء مكتب الإرشاد العالمي.

ويؤكد التقرير أن الورقة تناولت الدراسات المقدمة والمناقشات ضمن خمس نقاط شملت كل نواحى عمل الجماعة وهي:

1- فكرة التنظيم العالمي.

2- أهدافه.

3- وسائله.

4- سلبيات العمل (خلال الفترة الماضية).

5- الاقتراحات والتوصيات.

أولاً :- فكرة التنظيم العالمي

وتحت هذا العنوان الفرعى كتب الشيخ مصطفي مشهور يقول: «لا جدال فى أن قيام التنظيم العالمى ضرورة شرعية وحركية، فالعالم الآن (كما أشارت إحدى الدراسات) يدار عن طريق مشروعين.. أحدهما صهيونى والآخر صليبى.. وان تداخلت خطوطهما فى بعض الأحيان وتطابقت مصالحهما فى أكثرها.. وليس من المعقول ولا من المقبول شرعا وعقلا أن تترك المشاريع الإسلامية لتدار بأساليب إقليمية أو قطرية، فهى إن توافرت لها عناصر النجاح على هذه المستويات فستكون اشبه بمجموعة من الجزر لا تربط بينها روابط وسرعان ما تكتسحها التيارات العاتية التى تتسع حركتها وتتضافر عوامل النجاح لها بتضافر عوالم القوة العالمية لها تخطيطا وتنفيذاَ».

ووفقا لتلك الرؤية الواضحة والحاسمة، أكد مشهور فى تقريره «أن الحاجة إلى وجود التنظيم العالمى تفرضه الأسباب التالية:

1- استجابة لأمر الله تعالى بأن هذه الأمة أمة واحدة: «وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون».

2- أن التنظيم العالمي بعد سعة الانتشار فى جميع أقطار الأرض تقريبا يعد تعبيرا عن عالمية الدعوة الإسلامية ووحدة المسلمين.. ويعطى حركة الإخوان بعدا يمكنها من الانتشار والنضوج تحت قيادة توحد التوجهات وأساليب التربية، على نحو لا تستطيعه فى ظل القطرية والتجزئة.

3- يوفر التنظيم العالمي للأقطار من خلال التضامن والتكافل والتنسيق الفرصة الأكبر للتمكين.

4- أن التنظيم العالمي يعطى القيادات القطرية فرصة رائعة فى التعاون والتنسيق للوصول بالحركات الإخوانية فى مختلف الأقطار إلى حالة من التأثير لا تستطيعها منفردة.

5- أن هدف الحركة الإخوانية فى التمكين لدين الله.. وتكوين المجتمع الإسلامى الفاضل يصعب تحقيقه إلا فى وجود التنظيم العالمى الموحد للإخوان، وذلك لحشد الطاقات والتنسيق بين المؤسسات والتعاون الفعال بين القيادات فى ميلاد الدولة الإسلامية وتثبيتها حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.

6- أن التنظيم العالمى يمكّن القيادة الإخوانية من الاطلاع على الساحة العالمية ورصد القوى والمؤثرات والتعرف على المشكلات والعقبات وهذه مقدمة ضرورية للوصول نحو الأهداف.

7- أن التنظيم العالمي يوفر الجهود وينسق الطاقات وينقل التجارب ويواسى فى الضراء ويعطى المسلم شعورا بالاعتزاز من خلال الانتساب إلى حركة تمتد فى كل الأرض وأثرها واضح فى كل ميدان.

8- وقد جاءت لائحة التنظيم العالمي والمعتمدة بتاريخ 9 شوال 1402 الموافق 29/7/1982 شاملة فى مقدمتها.. وفى بابها الثانى المعنون (الأهداف والوسائل) كل هذه المبررات تقريبا التى أصبحت تشكل قناعة لدى كل أفراد الإخوان.

ثانياً: الأهداف

يؤكد التقرير أن الاتفاق على أهداف التنظيم العالمي يصل إلى حد الإجماع بين جميع الإخوان فى جميع الاقطار، وهى لا تخرج عما رسمه الإمام حسن البنا مؤسس الجماعة وهي:

1- تحرير الوطن الإسلامى من الاستعمار.

2- إقامة دولة الاسلام على كل بقعة من أرض الاسلام.

3- توحيد هذه الكيانات الإسلامية وإعادة دولة الخلافة الاسلامية.

4- العودة إلى القيام بدور الأستاذية فى العالم. ويؤكد التقرير وجود عدة ملاحظات توافرت لدى الأمانة العامة للتقرير حول الأهداف تتلخص فى ما يلي:

1- اقتراح بإعادة صياغة الأهداف بحيث تنقسم إلى قسمين، عام وخاص، الأمر الذى يمكن معه صياغة الوسائل وفقا لهذا التقسيم.

2-إعادة صياغة الأهداف بحيث تكون كالتالي:

■ تحقيق حكم الإسلام فى دولة من الدول العربية أو الإسلامية وتكثيف الجهود مجتمعة للعمل على ذلك.

■ مساعدة الحركات النامية فى الأقطار المختلفة ومدها بالخبرات والتجارب والمساعدات لتستوى قوية.

■ الوقوف مع أى جماعة ممتحنة فى أى قطر من الأقطار إعلاميا وماديا ومعنويا.

■ التأثير فى التيارات الفكرية العالمية المتلاطمة وطرح الإسلام كحل وحيد لمشكلات الإنسان فى الكون.

■ مساعدة حركات الجهاد الإسلامى فى اى بلد مسلم والوقوف مع المجاهدين ومدهم بما يحتاجونه من المال والخبرة والرجال.

■ إبراز الرأى الإسلامى الموحد فى القضايا السياسية والفكرية المختلفة فى الوقت المناسب والمكان المناسب.

■ حل الخلافات والمنازعات وتحديد الجهة الشرعية عند الاختلاف فى داخل الصف فى الأقطار المختلفة.

ويسرد التقرير:«أن الإخوة الذين تقدموا بهذه الصياغة المقترحة يرون أن الهدف الأول (تحقيق الدولة الإسلامية فى دولة عربية والتكاتف فى سبيل تحقيق ذلك الهدف) قد حصلت فيه محاولات لم تكن مدروسة كما ينبغى.. فلم تنجح وهكذا شاء الله سبحانه وتعالى، وأما الأهداف الاخرى فقد تحقق منها الكثير إلا ما يراد من عمل جاد قوى وشامل وموحد فى موضوع القضية الفلسطينية.

ثالثا: الوسائل: ويذكر التقرير أن الجلسة عقدت فى العاصمة التركية «اسطنبول» بمشاركة ثلاثة عشر عضوا بالجماعة.. اضافة إلى أعضاء مكتب الإرشاد العالمى.

ويؤكد التقرير أن الورقة تناولت الدراسات المقدمة والمناقشات ضمن خمس نقاط شملت كل نواحى عمل الجماعة وهي

1- فكرة التنظيم العالمى

2- أهدافه.

3- وسائله.

4- سلبيات العمل (خلال الفترة الماضية).

5- الاقتراحات والتوصيات.

وتحت هذا العنوان الفرعى كتب الأستاذ مصطفي مشهور يقول: «لا جدال فى أن قيام التنظيم العالمي ضرورة شرعية وحركية، فالعالم الآن (كما أشارت إحدى الدراسات) يدار عن طريق مشروعين.. أحدهما صهيونى والآخر صليبى..

وان تداخلت خطوطهما فى بعض الأحيان وتطابقت مصالحهما فى أكثرها.. وليس من المعقول ولا من المقبول شرعا وعقلا أن تترك المشاريع الإسلامية لتدار بأساليب إقليمية أو قطرية، فهى إن توافرت لها عناصر النجاح على هذه المستويات فستكون اشبه بمجموعة من الجزر لا تربط بينها روابط وسرعان ما تكتسحها التيارات العاتية التى تتسع حركتها وتتضافر عوامل النجاح لها بتضافر عوالم القوة العالمية لها تخطيطا وتنفيذاَ».

ووفقا لتلك الرؤية الواضحة والحاسمة، التى ما زال الإخوان يراوغون فيها.

أكد مشهور فى تقريره «أن الحاجة إلى وجود التنظيم العالمى تفرضه الأسباب التالية:

1- استجابة لأمر الله تعالى بأن هذه الأمة أمة واحدة: «وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون».

2- أن التنظيم العالمي بعد سعة الانتشار فى جميع أقطار الأرض تقريبا يعد تعبيرا عن عالمية الدعوة الإسلامية ووحدة المسلمين.. ويعطى حركة الإخوان بعدا يمكنها من الانتشار والنضوج تحت قيادة توحد التوجهات وأساليب التربية، على نحو لا تستطيعه فى ظل القطرية والتجزئة.

3- يوفر التنظيم العالمى للأقطار من خلال التضامن والتكافل والتنسيق الفرصة الأكبر للتمكين.

4- أن التنظيم العالمى يعطى القيادات القطرية فرصة رائعة فى التعاون والتنسيق للوصول بالحركات الإخوانية فى مختلف الأقطار إلى حالة من التأثير لا تستطيعها منفردة.

5- أن هدف الحركة الإخوانية فى التمكين لدين الله.. وتكوين المجتمع الإسلامى الفاضل يصعب تحقيقه إلا فى وجود التنظيم العالمى الموحد للإخوان، وذلك لحشد الطاقات والتنسيق بين المؤسسات والتعاون الفعال بين القيادات فى ميلاد الدولة الإسلامية وتثبيتها حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.

6- أن التنظيم العالمى يمكّن القيادة الإخوانية من الاطلاع على الساحة العالمية ورصد القوى والمؤثرات والتعرف على المشكلات والعقبات وهذه مقدمة ضرورية للوصول نحو الأهداف.

7- أن التنظيم العالمى يوفر الجهود وينسق الطاقات وينقل التجارب ويواسى فى الضراء ويعطى المسلم شعورا بالاعتزاز من خلال الانتساب إلى حركة تمتد فى كل الأرض وأثرها واضح فى كل ميدان.

8- وقد جاءت لائحة التنظيم العالمى والمعتمدة بتاريخ 9 شوال 1402 الموافق 198229/7/ شاملة فى مقدمتها.. وفى بابها الثانى المعنون (الأهداف والوسائل) كل هذه المبررات تقريبا التى أصبحت تشكل قناعة لدى كل أفراد الإخوان.

ويؤكد التقرير أن الاتفاق على أهداف التنظيم العالمى يصل إلى حد الإجماع بين جميع الإخوان فى جميع الاقطار، وهى لا تخرج عما رسمه الإمام حسن البنا مؤسس الجماعة وهي:

1- تحرير الوطن الإسلامى من الاستعمار.

2- إقامة دولة الاسلام على كل بقعة من أرض الاسلام.

3- توحيد هذه الكيانات الإسلامية وإعادة دولة الخلافة الاسلامية.

4- العودة إلى القيام بدور الأستاذية فى العالم.

ويؤكد التقرير وجود عدة ملاحظات توافرت لدى الأمانة العامة للتقرير حول الأهداف تتلخص فى ما يلي:

1- اقتراح بإعادة صياغة الأهداف بحيث تنقسم إلى قسمين، عام وخاص، الأمر الذى يمكن معه صياغة الوسائل وفقا لهذا التقسيم.

2-إعادة صياغة الأهداف بحيث تكون كالتالي:

■ تحقيق حكم الإسلام فى دولة من الدول العربية أو الإسلامية وتكثيف الجهود مجتمعة للعمل على ذلك.

■ مساعدة الحركات النامية فى الأقطار المختلفة ومدها بالخبرات والتجارب والمساعدات لتستوى قوية.

■ الوقوف مع أى جماعة ممتحنة فى أى قطر من الأقطار إعلاميا وماديا ومعنويا.

■ التأثير فى التيارات الفكرية العالمية المتلاطمة وطرح الإسلام كحل وحيد لمشكلات الإنسان فى الكون.

■ مساعدة حركات الجهاد الإسلامى فى اى بلد مسلم والوقوف مع المجاهدين ومدهم بما يحتاجونه من المال والخبرة والرجال.

■ إبراز الرأى الإسلامى الموحد فى القضايا السياسية والفكرية المختلفة فى الوقت المناسب والمكان المناسب.

■ حل الخلافات والمنازعات وتحديد الجهة الشرعية عند الاختلاف فى داخل الصف فى الأقطار المختلفة.

ويسرد التقرير:«أن الإخوة الذين تقدموا بهذه الصياغة المقترحة يرون أن الهدف الأول (تحقيق الدولة الإسلامية فى دولة عربية والتكاتف فى سبيل تحقيق ذلك الهدف) قد حصلت فيه محاولات لم تكن مدروسة كما ينبغى.. فلم تنجح وهكذا شاء الله سبحانه وتعالى، وأما الأهداف الاخرى فقد تحقق منها الكثير إلا ما يراد من عمل جاد قوى وشامل وموحد فى موضوع القضية الفلسطينية.

ويذكر التقرير تحت هذا العنوان أن لائحة التنظيم العالمى قد نصت فى مادتها الثالثة على اتخاذ الوسائل التالية فى تحقيق الأهداف.

مادة (3): يعتمد الإخوان المسلمون فى تحقق هذه الأغراض على الوسائل الآتية، وعلى كل وسيلة أخرى مشروعة:

أ-الدعوة: بطريق النشر والإذاعة المختلفة من الرسائل والنشرات والصحف والمجلات والكتب والمطبوعات، وتجهيز الوفود والبعثات فى الداخل والخارج.

ب-التربية: لتطبيع أعضاء الجماعة على هذه المبادئ وتعكس معنى التدين قولا وعملا فى أنفسهم أفرادا وبيوتا وتربيتهم تربية صالحة عقيديا وفق الكتاب والسنة، وعقليا بالعلم وروحيا بالعبادة وخلقياً بالفضيلة، وبدنيا بالرياضة، وتثبيت معنى الإخوة الصادقة والتكامل التام والتعاون الحقيقى بينهم حتى يتكون رأى عام إسلامى محدد، وينشأ جيل جديد يفهم الاسلام فهما صحيحا ويعمل بأحكامه ويوجه النهضة إليه.

ج-التوجيه: بوضع المناهج الصالحة فى كل شئون المجتمع من التربية والتعليم والتشريع والقضاء والادارة والجندية والاقتصاد والصحة والحكم، والتقدم بها إلى الجهات المختصة والوصول بها إلى الهيئات السياسية والتشريعية والتنفيذية والدولية لتخرج من دور التفكير النظرى إلى دور التنفيذ العملى، والعمل بجد على تنقية وسائل الإعلام مما فيها من شرور وسيئات والاسترشاد بالتوجيه الإسلامى فى ذلك كله.

د-العمل: بإنشاء مؤسسات تربوية واجتماعية واقتصادية وعلمية، وتأسيس المساجد والمدارس والمستوصفات والملاجئ والنوادى، وتأليف اللجان لتنظيم الزكاة والصدقات وأعمال البر والإصلاح بين الأفراد والأسر، ومقاومة الآفات الاجتماعية والعادات الضارة والمخدرات والمسكرات والمغامرة، وإرشاد الشباب إلى طريق الاستقامة وشغل الوقت بما يفيد وينفع ويستعان على ذلك بإنشاء أقسام مستقلة طبقاً للوائح خاصة.

هـ- إعداد الأمة إعدادا جهادياً لتقف فى جبهة واحدة فى وجه الغزاة والمستعلين من أعداء الله تمهيداً لإقامة الدولة الإسلامية الرائدة.

انتقاد: وفى انتقاد واضح لتلك الأساليب السابقة، يؤكد التقرير أن الوسائل يجب أن تكون مصاغة طبقاً للأهداف لأنها توظف لتحقيقها، ويفضل فى هذا الإطار، أن يحدد الهدف والوسائل المتبعة لتحقيقه كل على حدة.. أو يشار إلى الهدف عند ذكر وسائل تحقيقه ليسهل مراجعتها وتقويمها. والمهم أن تكون الوسائل فى قدرة الجماعة بظروفها وإمكانياتها المختلفة للأخذ بها وتنفيذها ولهذا يجب أن يراعى فيها التدرج فى الخطوات ومراعاة الواقع والمقدرة التنفيذية.

ويرصد التقرير عدداً من التعديلات التى وضعتها فروع التنظيم العالمي فى الأقطار المختلفة على هذه الوسائل المذكورة فى اللائحة، وذلك لتناسب تحقيق الأهداف المرجوة كالتالي:

1-الدعوة: ويؤكد التقرير أن «كل الوسائل التى ذكرت جيدة ويمكن أن يزاد عليها ويتوسع فيها، وهى صالحة لنشر الدعوة إذا نفذت بتخطيط دقيق يحقق المطلوب ويتلاشى السلبيات، فمثلاً: ‌

أ- حتى الآن يفتقر التنظيم العالمى إلى صحيفة أو مجلة قادرة على ملء الفراغ والإجابة عما يدور فى أذهان الإخوان قبل غيرهم من أسئلة واستفسارات حول جميع الأمور على الساحة الإسلامية والعالمية، وعلى نشر فهم الإخوان للإسلام وتصحيح المفاهيم ورد الشبهات وتجلية معنى شعار (الإسلام هو الحل) أى إبراز قدرة الإسلام على حل مشاكل الشعوب والمجتمعات وإسعاد الناس، والمساهمة فى توحيد النظر والتوجه فى القضايا سياسية كانت أو شرعية أو غيرها، والمساهمة فى تغيير العرف العام للناس.. إضافة الى حاجة الإخوان أنفسهم إلى دوريات متجددة تؤصل الفكر وتزكى الشعور العام.

ب- بخصوص تجهيز الوفود والبعثات فى الداخل والخارج فإن المتتبع لمحاضرات الإخوان أو من يقدمهم الإخوان فى المؤتمرات واللقاءات والندوات يجد أحيانا تفاوتا وتبانيا فى الرأى فى المسألة الواحدة سواء كانت سياسية أو حركية أو تنظيمية أو شرعية، وقد يكون ذلك سائغاً اذا كان هذا الاختلاف بين مجموعة خاصة تناقش أمرا تريد أن تصل فيه إلى رأى أو أفضل الآراء أو الى رأى جماعى، ولكن حين يكون ذلك مع جمهور الناس مختلفى الثقافة والتحصيل العلمى.. فإن ذلك يحدث بلبلة وحيرة وأحياناً بين الإخوان أنفسهم فما بالنا بعامة الناس ولا نكون بذلك قد نشرنا دعوة فإن نشر الدعوة يكون بالبيان المبين وليس بالبيان المحير والمشتت.. وحتى بعض الذين نرجو انضمامهم إلى الصف فيزيد بهم قوة ويزدادوا به عزة يحجم بعد هذه البلبلة عن الانضمام للصف.

ج- كان يمكن لجهاز نشر الدعوة لو كتبت له الحياة وباشر عمله حسب اللائحة التى وضعت له أن يجنبنا كثيراً من المفارقات العجيبة التى نشاهدها ونسمع عنها فى المؤتمرات والمخيمات والدورات سواء فى الغرب أو فى الشرق ولأتت الزيارات التى يبذل فيها الجهد والمال والوقت بثمار طيبة».

2-التربية: ويكشف التقرير عن أن العمل التربوى، وبعد كل تلك السنوات من عمر التنظيم، لا يمتلك خطة واضحة ومستقرة يبنى عليها مناهجه.

ويضيف أن «المناهج التربوية المعتمدة من التنظيم العالمى على كل ما بذل فيها من جهد لتحديد الموضوعات والكتب.. فقد وجدت كثيرا من النقد من المنفذين لها ويجب أن يعاد النظر فيها ويتم تعديلها بحيث تلبى حاجة الفرد المسلم واحتياجاته فى هذا العصر وفى المكان الذى يعيش فيه ثم تلبى حاجة الجماعة فى كل قطر.. وأخيرا تلبى حاجة التنظيم وتعمل على تحقيق أهدافه».

ويذكر التقرير أنه «إذا كان إيجاد الفرد المسلم وتكوينه هو أحد أهم ما يجب أن يحققه المنهج.. فإن نقباء الأسر هم العمود الفقرى لهذا التكوين وهذه التربية، والنقص الذى تعانيه بعض البلاد فيهم كما وكيفا يجب أن يتدارك ويخطط لتلافيه ونضع فى حسابنا الإقبال الشديد من الشباب على الدعوة.. وما أخطر أن تتكون الأسر بغير نقباء معدين لهذا العمل (الإعداد الجيد).

3-التوجيه : ويذكر التقرير «ان الأمور التى ذكرت فى هذه الوسيلة جيدة ولكننا حتى الآن ليس لدينا من الناحية النظرية المناهج المتكاملة الصالحة فى كل شئون المجتمع التى تعطى لشعار (الإسلام هو الحل) المدلول العملى أو كما ورد باللائحة التى تخرجنا من دور التفكير النظرى إلى دور التنفيذ العملى ويمكن أن نقول إن هناك كتابات متناثرة فى بعض الشئون لم تكتمل ولم تتكامل.. ومن أخصها بعض مشروعات القوانين الجنائية التى تتوافر فى بعض الأقطار».

ويحدد التقرير النواقص التى يجب أن توفرها الدراسات الشرعية والسياسية والقانونية فى التالي:

1- قوانين التكافل الاجتماعى ورعاية حقوق الإنسان وحمايته فى نفسه وماله وحريته وحقه فى المشاركة بالرأى والمشورة والحكم.

2- الاقتصاد الإسلامى واهدافه فى الموازنة بين الحقوق العامة والفردية لتصب جميعا فى تطوير مستوى حياة الفرد نحو الأفضل.

3- المالية عامة ورعايتها والحفاظ عليها وتوزيعها بالعدل ووظائف البنوك وفق المنظور الإسلامى. 4- مبدأ تحقيق العدالة والمساواة أمام القضاء وحماية الحقوق الإنسانية من الاغتيال.

5- قانون خيانة الأمانة فى كل مستوياتها والجزاءات الشرعية الرادعة.

4- العمل: ويوضح التقرير «ان موضوع المؤسسات الاقتصادية ما زال الأمر فيها يسير معتمداً على قدرات فردية دون تخطيط أو رعاية أو توجيه أو اشراف من الجماعة.

وأما الشباب.. فرغم أن جهوداً تبذل من أجلهم، لكنها أقل بكثير مما يجب سواء على مستوى الأقطار أو على المستوى العالمى الذى لا تكاد تذكر له جهود فى هذا السبيل.

5-إعداد الأمة إعداداً جهادياً: ونأتى إلى بيت القصيد حيث يؤكد التقرير تحت هذا العنوان: « أن شعار (الجهاد فى سبيل الله) الذى رفعته الجماعة منذ نشأتها كان عاملاً قوياً فى إحياء هذه الفريضة وجذب العديد من طوائف الشعوب الى صفوفها، وقد قواه وأكده سبق الجماعة للجهاد فى فلسطين والقناة وتصديها للطغيان فى العديد من الأقطار، ثم تبنيها لقضايا الجهاد فى أفغانستان وكشمير وغيرها من البلاد الإسلامية وأخيرا عودة روح الجهاد إلى أرض فلسطين، وقيام حماس بفرض وجودها وتميزها.

وكل ذلك لم يأت من فراغ إنما كانت المناهج وطريقة التربية والتأكيد فيها وفى غيرها على فضل الجهاد وشرفه والتشويق إليه ودراسة السور التى ترغب فيه واستغلال كل الفرص المتاحة للتدريب والعيش فى جو ينمى فى الفرد روح الجهاد والشوق إليه، كانت العوامل التى أدت إلى ذلك وما أحوجنا فى هذه الآونة أكثر من غيرها إلى بعث روح الجهاد وتجديد العزم له والطريق إلى ذلك ليس عسيراً بإذن الله ويجب التفكير جديا فى إعادة تشكيل جهاز الجهاد.

ويرى بعض الإخوة أنه وبعد مرور ما يزيد علي عشر سنوات من عمر التنظيم العالمي ومغالاة الأنظمة فى حرب الجماعة والوقوف بشكل عام أمام أى توجه إسلامى صحيح.. فإن هناك وجها آخر لوسائل التغيير لابد من اعادة النظر فيه وتجليته للوصول إلى رؤية شرعية محددة لوسيلة من أهم وسائل التغيير داخل مجتمعنا انطلاقا من ثوابت فكر الإمام الشهيد رحمه الله.

ويضيف التقرير أن بعض الإخوة قد بلوروا وجهة نظرهم بالصورة التالية:

نستطيع أن نلحظ أن الإمام البنا قد اختار وسيلة بعينها فى الأجواء الليبرالية التى كانت تحيط به وهى النضال الدستورى.. ولكنه لم يغلق باب الخيارات الأخرى التى قد تحتاجها الحركة للتغيير النهائى.

يقوم الإمام البنا فى رسالة المؤتمر السادس (أما ما سوى ذلك من الوسائل فلن نلجأ إليه إلا مكرهين) ونستطيع أن نلمح أيضاً أبنية مختلفة تشير إلى هذه الخيارات الأخرى مثل التنظيم الخاص والتنظيم العسكرى الإخوانى داخل الجيش، وحتى كلام الإمام البنا عن الثورة كوسيلة للتغيير فى الفكر الإخوانى طرحها الإمام البنا ولا نجد ما يمنع من تبنى رأى آخر فيها إذا لم يحتمل النص تأويلا ومخرجا وإن كنا نرى أنه يحتمل ذلك.

ونستطيع أيضا أن نقول إن الإمام البنا قد نجح نجاحا كبيراً فى وضع الأرضية اللازمة للحركة الإسلامية ونجح أيضاً فى وضع الغطاء الفكرى للحركة الإسلامية فى مراحلها المختلفة فى عصره، واستطاع أن يواكب الأحداث السياسية وغيرها باستجابات ومواقف ملائمة.

فالحركة أيا كانت تحتاج إلى أرضية تقف عليها وغطاء فكرى نظرى يواكب حركتها واستجابة مستمرة مناسبة للمواقف المستجدة التى تحيط بها.

ولعلنا نستطرد فنقول إن الهياكل التنظيمية لإنجاز المشروع قد وجدت لدى الإمام البنا اهتماما وإبداعاً مستمرين.. فعن طريق مراعاة احتياج الحركة تمت الإبداعات المتوالية من التنظيمات الجماهيرية إلى الكتائب والأسر.

ومن أجل ذلك كله نستطيع أن نقول إن المعالم النظرية للمشروع الحركى الإخوانى قد تبلورت فى صورة أقرب إلى النضج، ولكن ذلك لا يعنى بحال من الأحوال أن أى نظرية فى العلوم الإنسانية يمكن أن تصل إلى صيغتها النهائية:

بل يظل الباب مفتوحا للمراجعة والتقويم وتلخيصاً نقول: إن الإمام البنا قد قام بما يلي:

1- دراسة الواقع المحيط وتحديد المشكلة المطلوب علاجها.

2- تحديد الأهداف الاستراتيجية للحركة.

3- تحديد وسائل التغيير:

أ – المباشرة: النضال الدستورى – الانقلاب العسكرى – الثورة. ب- غير المباشرة: العمل الجماهيرى ونشر الفكرة. 1- بناء أجهزة الحركة المناسبة للتغيير: التنظيم الخاص، الشعب، الجهاز التربوى، الجهاز الإعلامى، المؤسسات الاقتصادية. ( ).

التنظيم الدولى ودعم بعض القضايا الاسلامية

كان للتنظيم الدولى دور فاعل فى دعم بعض القضايا الإسلامية وخاصة ما يطلق عليها "مناطق الأزمات الساخنة" فكان للاخوان دور مؤثر فى دعم تلك القضايا فقد تعاظم دور الإخوان في تشكيل ظاهرة “الأفغان العرب” ودعم الجهاد الأفغانى، بعد عام 1982.

يقول الدكتور عبد الله عزام عضو التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين “إن الأخ كمال السنانيري (أحد قادة النظام الخاص الذي توفي في السجن عام 1981) قد جاء إليه عام 1980 حيث كان يعمل في جامعة الملك عبد العزيز بالسعودية، واجتمع به في الحرم، وأخبره تعليمات مكتب إرشاد الجماعة التي تقضي بالذهاب إلى أفغانستان لتكوين ما أطلقوا عليه “وحدة انتشار سريعة مسلحة” من الشباب العرب والمسلمين الوافدين للقتال في أفغانستان، ويضيف عزام أنه أنهى أعماله في جامعة الملك عبد العزيز وفق هذه المشورة وذهب إلى أفغانستان، حيث أسس هناك مكتب خدمات المجاهدين، والذي كان النواة الرئيسية التي تشكل منها تنظيم القاعدة فيما بعد”.

كما كان هناك دور لجماعة الإخوان فى نشر فكرة الجهاد الأفغانى ووسائل دعمه سواء من خلال الدعم المادى – كما ذكرنا سابقاً- أو من خلال التعريف بالقضية بالاضافة إلى الجانب الإغاثى و يمكن أن نرصد دور نقابة الأطباء المصرية التي كان يتولى مجلس إدارتها حينئذ جماعة الإخوان المسلمين، والتي قدَّمت الدعم المادي عن طريق جمع الأموال، وإرسال نخبة من الأطباء ذوي الكفاءة، وقد أمدَّت النقابة المؤسسات الإسلامية الإغاثية الحكومية منها والشعبية بطاقات بشرية كبيرة من الأطباء، وكانت النقابة قد بدأت جهودها منذ عام 1984م واستمرت حتى أوائل التسعينيات.

كما قدَّم الإخوان المسلمون أشكالاً أخرى من الدعم المباشر، مثل: جمع التبرعات، والأموال، وإرسال مستشارين لقادة الجهاد، وإرسال مدرسين وأطباء من كافة أنحاء العالم، وتنظيم الندوات واللقاءات مع الجماهير.

كما وفَّروا زخمًا إعلاميًّا من خلال الصحف والمجلات التي يصدرونها أو القريبة منهم، مثل: "الدعوة" و"لواء الإسلام" المصريتين، و"الإصلاح" الإماراتية، و"المجتمع" الكويتية، ومن خلال المراكز الإسلامية المنتشرة في أوروبا وأمريكا، وكذلك أسَّسوا مؤسسة إغاثية "لجنة الدعوة الإسلامية" اهتمت بإنشاء المدارس والمعاهد في المخيمات وفي بيشاور، وأنشأت معاهد عليا مثل المعهد "الشرعي"، وجامعة في ضواحي بيشاور أطلق عليها جامعة "الدعوة والجهاد".

وعلى صعيد الدور السياسي حرص الإخوان على الالتقاء بقادة الجهاد الأفغاني دوريًّا لتوحيد صفوفهم، وقد نجح المرحوم كمال السنانيري عام 1980م في جمع قادة المنظمات الأفغانية في مكة المكرمة، حيث وقَّعوا وثائق تنازل عن قياداتهم لمنظماتهم، واستعدوا للانضمام إلى تنظيم واحد هو "الاتحاد الإسلامي لمجاهدي أفغانستان" الذي جمع المنظمات المتصارعة ورأسه عبد ربِّ الرسول سيَّاف.

ولكنه تمزَّق بعد شهور، وقد استمر الإخوان في القيام بدور الوساطة، وتقريب وجهات النظر بين فصائل المجاهدين، وبينهم والحكومة الباكستانية، فقد قام المرحوم صلاح شادي في 1989م بجهود من هذا القبيل عقب توقيع باكستان اتفاقية جنيف في أبريل 1989م والتي رفضتها الفصائل الأفغانية.

كما كان للإخوان دور واضح وفعال فى دعم شعب البوسنة فقد.. انتفض الإخوان .. ومن ورائهم شعب مصر كله يدافعون عن المسلمين فى البوسنة والهرسك .. يجمعون التبرعات لمساعدة شعب البوسنة والهرسك المسلم .. بالسلاح .. والغذاء .. والكساء ، نظموا المظاهرات .. عقدوا المؤتمرات .. كفلوا اليتامى .. وعالجوا المرضى .. وأنشأوا لجنة الإغاثة الإسلامية العالمية .. وضربوا أروع أمثلة التكافل والاتحاد .. والنصرة .. حتى قال علي عزت بيجوفيتش ( رئيس البوسنة والهرسك) " لولا الإخوان في مصر لضاعت البوسنة والهرسك " .