الإخوان المسلمون ما بعد الربيع العربي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
الإخوان المسلمين ما بعد الربيع العربي


المقدمة

تاريخ النشر

تمهيد

  • لم تشهد المنطقة العربية حراكا شعبيا حقيقيا فيما بعد الحرب العالمية الثانية ، كما شهدته عندما قامت ماسميت بثورات الربيع العربى التي بدأت شرارتها من تلك الدولة الهادئة والوادعة القابعة على شاطئ الأبيض المتوسط ثم امتدت هذه الشرارة الى عاصمة العرب مصر ثم الى عواصم عربية أخرى
  • فأحداث المنطقة العربية في مرحلة مابعد الاستعمار كانت تتحدد من خلال (ضباط) .. وكان مسرحها (شعوب) مفعولة لا فاعلة تابعة لا متبوعة ، بدءا من انقلاب حسنى الزعيم في سوريا 1949 وصولا لانقلاب الجيش المصرى فى 1952
  • لكن بقيام الربيع العربى تحولت الشعوب الى صانعة للاحداث فاعلة للمشهد .. حيث بلغت أحلام الشعوب الذروة بعدما أوصلت واحدا من الإخوان المسلمين في مصر الى الحكم عام 2012 .. ثم حدث لهذه الاحلام انكسار بحدوث انقلاب 2013
  • منحنى واحد للاحداث طوال اكثر من 90 عام هي عمر جماعة الإخوان .. منحنى تشكل من نجاحات واخفاقات امال والام فتفتحت عقول وكتبت أقلام ، فكان سؤال الساعة ..
  • هل لازال لحركة الإخوان المسلمين من وجود وقدرة على التأثير في الاحداث خاصة بعد انقلاب 2013 الذى اخرجها من المعادلة السياسية برمتها وماتبعه من مجازر وقمع توزع فيها الالاف من أعضائها وأنصارها مابين السجون والقبور؟

موضوع البحث

هذا البحث محاولة للإجابة على سؤالين أبرزهما مسار الربيع العربى ، احدهما رئيسى والأخر فرعى:

  • السؤال الرئيسى : (هل بقى لجماعة الإخوان المسلمين من دور في مستقبل مابعد الربيع العربى ؟ أم أن وجودها فضلا عن دورها قد انتهى بانقلاب 2013 ؟)
  • السؤال الفرعى : (هل كان الانقلاب على المسار يمثّل حالة فشل للإخوان المسلمين في تجربة الحكم ؟ أم أن هناك توصيف اخر لما حدث؟)

منهجية البحث

  • نجيب على هذه الاسئلة من خلال تتبع وتحليل – وليس سرد - مسار جماعة الإخوان المسلمين خلال عهود اربعة سبقت الثورة وصولا الى أحداث الربيع العربى ، بما يكشف عن .. (مدى قدرة الإخوان على صناعة المكتسب وحمايته وانماءه .. واثر ذلك على اتجاهات المستقبل)

المعادلة :

  • وهكذا نستخلص جزء من الإجابة على سؤال البحث (هل بقى لجماعة الإخوان المسلمين من دور فيما بعد الربيع العربى ؟)
  • يركز البحث على الحالة المصرية باعتبارها الدولة (المركز) في العالم العربى ، وفيها الجماعة (الام) لكثير من الحركات الإسلامية في العالم سواء بالانتساب او بالتاثير .
  • سنتحدث عن الموضوع في أربعة مباحث وخاتمة :

المبحث الأول: ملامح من مشروع الإخوان المسلمين.

وتحدثنا فيها عن اهداف جماعة الإخوان المسلمين العامة ووسائلها .. وكذلك عن اهم ملامح مشروع جماعة الإخوان المسلمين .

المبحث الثانى: مسار الإخوان المسلمين .. المنحنى والاتجاه

وفيه تحدثنا عن عهود أربعة مر بها الإخوان .. وتركنا مابعد الثورة في مبحث مستقل ..

  • مطلب اول: عهد الملكية: وفيها كان اختبار (قابلية الفكرة وجدارة المشروع) وتعرضت فيها جماعة الإخوان المسلمين لأول محاولة للقضاء عليها عام 1948
  • مطلب ثانى: عهد عبد الناصر: وفيها كان اختبار (المتانة والصلاحية) حيث تعرض الإخوان لمحاولتين للقضاء عليهم ، محاولة عام 1954 ومحاولة عام 1965
  • مطلب ثالث: عهد السادات: وفيها كانت (صناعة النفوذ .. توزان واحتياج)
  • مطلب رابع: عهد مبارك: وفيها (اكتساب ارض جديدة صعودا نحو هرم السلطة)

المبحث الثالث : احداث مابعد الثورة: وفيها واجهت جماعة الإخوان مستوى جديد من الصراع .. ففيها تمت المحاولة الرابعة للقضاء على الإخوان في ميدان رابعة 2013

  1. قيام الثورة
  2. الوصول الى الحكم
  3. الانقلاب
  4. مابعد الانقلاب

المبحث الرابع : تحديات ومؤشرات

  1. التحديات
  2. المؤشرات
  3. الخلاصة والخاتمة .
  • فرضيات البحث :
  1. الثورة (تبدأ) بفعل غاضب في لحظة احتجاج و(تكتمل) بتكون طبقة جديدة من المجتمع تتحمل عبء التغيير الكامل والجذرى و(تنتهى) بعصر جديد ذي ملامح جديدة غير تلك الملامح القديمة البالية (1)
  2. ما من ثورة بدأت الا وتبعتها أخرى مضادة لها (2)
  3. الثورة (جولات) يقطعها الثائرون فينجحون او يتعثرون (3)
  4. الانتقال من جولة الى أخرى لا يكون الا بمكتسبات في الجولة السابقة تؤهلك لدخول الجولة اللاحقة
  5. الصراع بين الثورات والثورات المضادة لا يسير في خط مستقيم انما يسير في منحنى يتجه صعودا او هبوطا من خلال سنة (التدافع)
  6. العبرة في احتساب نتيجة الثورات (نجاح او فشل) بمآلاتها لا باحداثها
  7. قياس أداء جماعة - حزب ما ، لايكون في فراغ انما يكون بالنسبة الى أداء بقية الفاعلين في ذات المشهد السياسى .

فإلى أولى الأوراق في هذا البحث .. (ملامح من مشروع الإخوان المسلمين)

المبحث الأول : ملامح مشروع الإخوان المسلمين

تمهيد

بينما كان المنتصرون في الحرب العالمية الأولى يقتسمون بلاد المشرق العربى فيحولونها الى (حظائر) تسكنها شعوب وعلى أبوابها حراس (حكام) لايسمحون للشعوب ان تتنفس الا برئة غربية الهوى والمسلك !

بينما كان هذا يحدث ، كانت هناك حركة فتية واعدة طموحة تتشكل في مراقد الوجع والالم والقهر على يد شاب عشرينى .. حركة تتأبى على الخضوع لخطة العالم الجديد ، فتنتصر لدينها وهويتها وتاريخها لكن .. بطريقتها الخاصة ، طريقة ملامحها ملخصة فى (سباعية) تشرح كيف يفكر الإخوان المسلمين ؟ وكيف سينفذون مشروعهم على الأرض ؟

أولا : اهداف جماعة الإخوان المسلمين

  1. أن يتحرر الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي
  2. أن يقوم في هذا الوطن الحر دولة إسلامية حرة
  • ويسعون الى ذلك باهداف اربعة:
  1. اصلاح الفرد
  2. بناء الاسرة
  3. ارشاد المجتمع
  4. اصلاح الحكومة

ثم يتبعونها باهداف ثلاثة :

  1. إقامة الدولة
  2. اتحاد بين الدول
  3. استاذية العالم
  • ويتوسلون لتحقيق هذه الأهداف السبعة بوسائل أربعة :
  1. الدعوة: لنشر الفكرة وتكوين القناعات
  2. التربية: لتكوين الخصائص والصفات
  3. النضال الدستورى: لممارسة العمل السياسى
  4. الجهاد: لمواجهة العدوان الخارجى

ثانيا : اهم ملامح مشروع الإخوان المسلمين

  1. الإخوان حركة مجتمعية لاتنظيم نخبوى .. تستمد قوتها من معايشة الناس وهمومهم .. تنحاز الى الامة على حساب السلطة ، وبالمجتمع على حساب الدولة ، فلاتغيير للدولة الا بمجتمع يتبنى هذا التغيير ويحميه (فالجماهير هي القوة الحقيقية للمشروع الإسلامي في نظر الجماعة) (2)
  2. تسعى الى التغيير بمرجعية إسلامية شاملة .. فالاصلاح عندهم لابد ان ينتهى الى احداث تغيير جذرى شامل عميق ، فلم يكتفى الإخوان بالوعظ والإرشاد او التنبيه والتحذير بل سعوا الى خلق واقع جديد تتغير به موازين القوى وحياة الناس (3)
  3. وبمنهجية سلمية متدرجة .. فهى تبدأ من اسفل الى اعلى .. تهتم ببناء قناعات عند الناس من غير جبر او قهر او اكراه .. لاتتعسف مع طاقات الناس ولاتهمل حاجاتهم . ومن ثم فهى لاتعتمد في احداث التغيير الذى تنشده على أسلوب الانقلابات او الثورات .. لكن ان ثار الناس فلم يقف الإخوان مكتوفى الايدى ، بل يتدخلون لكى لاتتحول الى فوضى ودماء تضر بالمجتمع لاعوام طويلة
  4. منهجهم مع منتسيبيهم (التربية) .. فاداة الإخوان الأساسية لاحداث التغيير المطلوب لن يكون الا بصف (تنظيم) يتحمل دفع ضريبة التغيير ويقود المجتمع نحو تبنيه وحمايته .. وهذا الصف لن يتكون الا بتربية تعنى بتكوين الخصائص والصفات بعد القناعات .. فالصف – الذى تمت تربيته – هو نواة اى تغيير (فالجماهير هي القوة الحقيقية للمشروع الإسلامي في نظر الجماعة، ولكن الجماهير دون تنظيم، لا يمكن أن تحقق الغايات المرجوة، فالتنظيم هو الذي يمنح الجماهير القوة والتنظيم والعمل المرتب والمنهجي ، كما أن التنظيم هو الذي يسمح بتراكم النتائج والإنجازات) رفيق حبيب - حول "الفكرة" والتنظيم في منهج عمل جماعة الإخوان المسلمين
  5. ومع شعوبهم .. تكوين الرأي العام فمشروع التغيير لابد ان تتبناه الجماهير وتصبر عليه .. وذلك لن يكون الا ببناء القناعات وغرس القيم التي تحمى هذه القناعات وتحولها الى واقع معاش .. (فكل أنشطة الجماعة التربوية والإصلاحية تقوم على جذب الجماهير ونشر رؤية الجماعة بينهم .. وبهذا يعتمد منهج الجماعة في التغيير على تغيير رؤية الناس أولاً؛ حتى يصبح لدى الجماهير رسالةٌ يعملوا من أجل تحقيقها) (4)
  6. يقدمون القوة الناعمة على القوة الخشنة .. فالامام حسن البنا رتب القوة على ثلاثة مراتب بالترتيب (قوة العقيدة والايمان ثم قوة الوحدة والارتباط وأخيرا قوة الساعد والسلاح) فانتزعوا من الأنظمة والحكومات (بتأثيرهم وقوة نفوذهم) مالم يستطع غيرهم ان ينتزعه بالسلاح والصدام .
  7. يحرصون على شرعية الإنجاز بعد شرعية الشارع والصندوق .. استطاع الإخوان منذ نشأتهم الانتقال بدعوتهم من ميدان الشعارات الى ميدان الفعل بتقديم مايخدم الناس .. فشرعيتهم بدأت من الشارع وتعززت بصندوق الانتخابات وتأكدت بقدرتهم الكبيرة على تحقيق الإنجاز ، وظل هذا المزيج حاضرا في مناهج الإخوان النظرية وتطبيقاتهم العملية طيلة تاريخهم الذى امتد الى اكثر من 90 عام .. مما عزز مكانتهم عند الشعب وانتقل بيهم من مرحلة (الدعوة) الى مرحلة (الدولة) .

ثالثا: مسار الإخوان (اختبارت ومكتسبات)

كان الإخوان المسلمين خلال خمسة عهود في حالة (مدافعة) مع الأنظمة .. تخللتها اربعة محاولات للقضاء عليهم ، وكان لكل عهد منها سماته الخاصة التي تأثر بها سلوك ومسار جماعة الإخوان المسلمين ..

تحركت مسارات الإخوان في شكل منحنى تحددت اتجاهاته بنجاحات واخفاقات جماعة الإخوان المسلمين .. ومثلت النقطة الأخيرة في هذا المنحنى النتيجة التراكمية الأخيرة لجهاد اكثر من تسعين عاما .. وفيها الإجابة على (هل بقى لجماعة الإخوان المسلمين دور فيما بعد الربيع العربى؟ ... وهل فشل الإخوان المسلمين بانقلاب 2013؟)

فالى الإجابات في الأوراق التالية ...

المبحث الثانى : مسار الإخوان المسلمين .. المنحنى والاتجاه

تمهيد

كتب كثيرون عن منهج الإخوان وعطائهم خاصة بعد الربيع العربى .. فحكموا عليهم بالفشل ، ممااوصلهم لنهاية محتومة فلامشروع ولامستقبل .. وكان مماقالوه عن الإخوان انهم ..

  1. قدموا للناس (إسلام فقير) قام على (على تمييع القضايا .. فبدلا من تقديم حلول .. صدروا للبسطاء أن البديل في الآخرة) (1)
  2. دوما يلجأون للعنف فهم (بعدما عجزوا عن إقناع الجماهير العريضة بالالتفاف حولهم) (2)
  3. وعندما وصلوا الى الحكم (لم يكن لديهم مشروع .. انما فقط عموميات لا ترقى إلى مستوى البرنامج السياسي ..) (3)
  4. (الإيديولوجيا الإخوانية فقدت جزء كبير من بريقها ورصيدها الشعبي بعد عام واحد فى السلطة ، فاكتشف الناس ان "الإسلام هو الحل" و"المشروع الإسلامي" و"التمكين" .. إلخ لم تكن سوى شعارات للتعبئة والحشد دون أي مضمون حقيقي) (4)
  • سنناقش كل عهد من هذه العهود الأربعة في مطلب خاص بها من خلال خمسة بنود :
  • مدخل:
  • في التدافع يفوز من يملك (اليد القوية +الرؤية السديدة +النفَس الطويل) ، وعبر سلسلة طويلة من الخطوات القصيرة في الاتجاه الصحيح .. تصل حتما الى القمة .
  • (اليد القوية) تنظيم فاعل مبادر متماسك، له قدرة على الإنجاز والاستمرار والنمو نقيسها بـــ (دافعية الإنجاز)
  • (رؤية السديدة) تصنع تراكما لنقاط القوة، نكشفها بتحليل لاحداث ومسيرة (نظرة تحليلية)
  • (نفس الطويل) يعين على الانتقال من مرحلة الى مرحلة .. برصيد حققه في السابق (الإخوان والمستقبل)
  • نتحدث عن هذا التدافع عبر خمسة عهود ، من خلال العناصر الاتية :
  • احداث .. صنعت تاريخا: نلخص فيها احداثا وضعت الإخوان على منحنى التاريخ .. بما يجيب في التحليل النهائي على سؤال البحث (لمن المستقبل؟)
  • نظرة تحليلية: نسنتنتج فيها النقطة التي صنعها الإخوان على منحنى النتائج .. من خلال تحليل نشاط الإخوان في فترة معينة وذلك من خلال نموذج (كاشف) من ستة نقاط تتكرر في كل عهد .. ترصد (نقطة البداية) ثم موقف قوى ثلاثة (السلطة - الأحزاب - الإخوان) ثم (التحديات) التي واجهت الإخوان في ذلك العهد ، وأخيرا محطة (النهاية) لذلك العهد .
  • الإخوان ودافعية الانجاز: حيث نقدم خمسة (مفاتيح) تبين مدى قدرة (الإخوان المسلمين) على الاستمرار والنمو في وسط عالم متغير ملئ بالتحديات:
  1. الفاعلية: بمعنى مدى الانتشار والتأثير .. فيكون التأييد الشعبى (حاضنة) تتبنى المشروع وتحمى مكتسباته .
  2. القدرة على التكيف: مع المعطى الجديد فتستطيع مواجهة تحديات كل مرحلة .. في مرونة لاتمس ثبات المبادئ التي قام عليها المشروع .
  3. القدرة على التوريث: يراكم الخبرة ويحافظ على النجاح ويحمى المكتسب .
  4. قوة الفكرة: فلا ترتبط بشخص او تخضع لعامل داخلى او خارجى .. فقط قوة الفكرة وجاذبيتها بمايحقق لها وحدها الولاء .
  5. قوة التماسك: ويعنى التفاف العالمين للمشروع حول الأهداف والوسائل وان تعددت الرؤى او تعثرت الخطوات .. مع استيعاب للجديد الوافد واستفادة بالسابق الخبير

فنعطى للقوى المختلفة اوزانا نسبية حسب الفاعلية والتأثير

(5) للاكثر فاعلية

(3) لمتوسط الفاعلية

(1) لضعيف الفاعلية

(0) لمنعدم الفاعلية

ملحوظة :

أشار الى مثل هذه المعانى مفكرين مثل الدكتور محمد المختار الشنقيطي

وكذلك مااوردته الباحثة منى سليمان عن المفكر الامريكى صمويل هنتنجتون في ورقتها (البنية المؤسسية للاخوان المسلمين)

المطلب الأول: الإخوان المسلمين والملكية

(اختبار قابلية الفكرة وجدارة المشروع)

  • مدخل:

كانت فترة العشرينيات مرحلة ازدهار التيار الليبرالى العلمانى على حساب التيار الاسلامى .. في هذه الفترة قامت ثورة 1919 وعلى اثرها تم تشكيل حزب الوفد الذى كان ذو شعبية طاغية وكان زعيمه مصطفى النحاس باشا له شعبية كبيرة، والقضية التي تشغل جميع الساسة في مصر هي قضية الجلاء والدستور ومن ثم لم يعنى حزب الوفد آنذاك كثيرا بالإصلاح الاجتماعى، فبقى هذا الميدان فارغا ينتظر م يملأه .

اما التيارات الإسلامية (الصوفية – انصار السنة – السلفية) فكانت على الهامش من الحياة السياسية في هذه الأجواء نشأت جماعة الإخوان المسلمين 1928 على يد الشاب العشرينى حسن البنا الذى سرعان مالمع نجمه وصار مكافئا للنحاس باشا في زعامته وشعبيته ام لم يكن اكثر ، قدّم الإخوان خلال هذه الفترة مالم يقدمه الوفد او غيرهم مما ساهم كثيرا في علو نجمهم وازدهار فكرتهم ودعوتهم ..

  • أحداث .. صنعت تاريخا:

(احداث دالة .. صنعت تاريخا واستنبتت مستقبل)

سنركز على نشاط الإخوان فيما تفرَّدوا فيه .. مماجعلهم ينتزعون مكان الصدارة فى مشهد طالما احتكره منافس قوى (حزب الوفد) ..

سنذكر – اختصارا - أنشطة توزعت في ميدانى الشباب وخدمة المجتمع .. هذا بيانها:

  • المجال الشبابى
  • المجال الاجتماعى

أولا: المجال الشبابى:

تحرك الإخوان في هذا المجال على مسارين ، الأول تكوين الفرق الرياضية والثانى تكوين فرق الجوالة .. الأولى تجذب الشباب وتستوعبهم .. والثانية توظف طاقات هؤلاء الشباب فيما ينفع مجتمعهم
  • الفرق الرياضية:
فكان للاخوان "99" فرقة كرة قدم فى مناطق القطر المختلفة منها "36" فرقة فى القاهرة وحدها و "32" فرقة لكرة السلة و "28" فرقة لتنس الطاولة و "19" فرقة لرفع الأثقال و "16" فرقة للملاكمة و "9" فرق للمصارعة و "8" فرق للسباحة كان يشرف عليها السباح العالمى حسن عبد الرحيم . أما فى الدراجات فقد اشترك الإخوان فى مسابقات عدة داخل القطر وخارجه وفاز الأخ محمد مصطفى اللورى ببطولة فلسطين والشرق الأوسط .
  • نشاط الجوالة:

اهتم الإخوان بتنظيم الشباب فى نشاط الكشافة ثم الجوالة ، كما سيتضح فيما يلى :

  • تضاعفت الاعداد المنتسبة لنشاط الجوالة كما هو موضح ..
  1. بلغت جوالة الإخوان 1941 حوالى 2000 جوال
  2. تضاعف هذا العدد الى 15000 جوال في 1942
  3. ثم وصل الى 45000 جوال سنة 1945
  4. ثم وصل الى 70000 جوال سنة 1947

ثانيا: المجال الاجتماعى:

  • النشاط الصحى:
  • فى عام 1946 تم بناء مستوصف بشارع خير بن حديد بالحلمية الجديدة، بلغ عدد من عولجوا به (39039) مريضا .
  • فى عام 1947 بلغ عدد المرض المنتفعين (51300) مريضا
  • النشاط الاغاثى:
  • في عام 1945 تصدى الإخوان لانشار وباء الملاريا فى صعيد مصر ، جنبا إلى جنب مع رجال الصحة وهيئات الهلال الأحمر
  • في عام 1947 اشتد انتشار وباء الكوليرا في الوجه البحرى ، فوضع الإخوان تحت تصرف المسئولين في الدولة حوالى 70000 جوال لإغاثة المصريين من هذا الوباء .
  • أعلن وزير الصحة الدكتور نجيب اسكندر عن الإشادة بجهود جوالة الإخوان ، كما رأت وزارة الشئون الاجتماعية أن تقدم لشباب الإخوان مكافأت مالية تقديراً لدورهم، ولكن الإمام الشهيد رفض هذه المكافأت وذلك لأن الإخوان كانوا يقومون بواجبهم الوطنى...
  • النشاط التعليمى:
في عام 1946 شارك الإخوان بطلب من الحكومة في مكافحة الأمية أثناء تولى العشماوى (باشا) وزارة المعارف وذلك اعترافا من الحكومة بنفوذ الإخوان .
  • كلمة أخيرة:

بينما كان الإخوان يشيدون بنجاح شبكة علاقاتهم وخدماتهم الاجتماعية .. فيحوذون (نفوذ) لم يكن لهم من قبل .. كان على الجهة الأخرى تجرى احداث بعيدة عن هذا السياق:

  1. تشكلت فرق شبه عسكرية لكل من الوفد (سميت بالقمصان الزرقاء) ومصر الفتاة (سميت بالقمصان الخضراء) وصارت بينهما خصومة واحتكاك .. ممادى في النهاية الى الغاء هذه الفرق بحكم القانون
  2. حاصرت الدبابات الإنجليزية قصر الملك فاروق 1972 لاجباره على تكليف النحاس باشا زعيم حزب الوفد بتأليف الوزارة .. وقد كان
  3. ألف مكرم عبيد باشا كتابا سماه (الكتاب الأسود) عام 1943 وفيه اتهامات وفضائح نسبها الى زعيم الوفد النحاس باشا (6)
  4. كتب الكاتب الكبير احسان عبد القدوس مقالا بتاريخ 13/9/1945 في مجلة روزاليوسف عنوانه (الرجل الذي يتبعه نصف مليون) يعبر فيه عن اعجابه بحسن البنا

ثالثا: حل جماعة الإخوان المسلمين:

صدر قرار حل جماعة الإخوان بايعاز من الانجليز في ديسمبر 1948 بينما كان الإخوان يقاتلون الصهاينة على ارض فلسطين .. نعرض لموضع حل الجماعة في نقطتين:

  1. وصل عدد شعب الإخوان المسلمين في القطر المصرى (2000) شعبة ، وفى القاهرة وحدها (120) شعبة
  2. كان لدى الإخوان 70000 من الشباب منتظمين في فرق جوالة الإخوان
  3. ولهم حاضنة شعبية جارفة نتيجة الخدمات التي قدموها لوطنهم
  4. كما كان للإخوان المسلمين كتائب تقاتل الصهاينة في فلسطين .
لم يقابل الإخوان قرار الحل باى عنف كانت تعليمات الشيخ حسن البنا للاخوان واضحة (سلموا اكتافكم للسعديين .. حرصا على مستقبل وطنكم وإبقاء على وحدته واستقلاله) بل وارسل الامام حسن البنا الى الإخوان المقاتلين في فلسطين أن مهمتكم هناك على أرض فلسطين ما زالت قائمة، وألا يلتفتوا إلى ما يحدث فى مصر ..
وعندما اعتقلوا هؤلاء المجاهدين لم يوجه الإخوان سلاحهم إلى من اعتقلهم من أفراد الجيش، بل وساعدوا الجيش وحموا مؤخرته بعد ذلك .. وبعد أن تم اغتيال الإمام الشهيد، وسقطت حكومة حزب السعديين كان الإخوان يعرفون جيداً جميع من قام بمؤامرة الاغتيال، ورغم تطور الأحداث السياسية وقيام الثورة ضد النظام الملكى، كان الإخوان يستطيعون الانتقام من قتلة الإمام دون الانتظار لأى محاكمة لكنهم كما رباهم الإمام الشهيد رفضوا ذلك ولم يفكروا فيه لحظة واحدة (7)

بعد اغتيال النقراشى باشا واغتيال الإمام الشهيد حسن البنا .. تم اعتقال الإخوان ومصادرة أموالهم واملاكهم .. وكانت هذه اول محنة تمر بالإخوان وكانت كذلك أول محاولة للقضاء على جماعة الإخوان المسلمين .. وظلت الجماعة بعد اغتيال الامام حسن البنا بلا مرشد لمدة عامين تقريبا .

  • نظرة تحليلية:

(نظرة فى المسافة بين البداية والنهاية ، ترصد التغير في موزين القوى)

  1. البداية: عند نشأة جماعة الإخوان كان حزب الوفد في اوج شعبيته وكان زعيمه مصطفى النحاس هو الشخصية الأشهر في مصر .. ثم مالبث ان تصاعدت شعبية الإخوان وكذلك شعبية زعيمها الشاب حسن البنا حتى نازعت شعبية حزب الوفد وزادت عليها
  2. السلطة: لم يكن للملك تنظيم سياسى خاص به .. انما كان له من الأحزاب من يواليه .. وبخلعه انتقض بناؤه ونظامه
  3. الأحزاب: حياة حزبية تمتعت بحرية كبيرة .. حزب الوفد هو صاحب الأغلبية الذى استطاع ان يحكم لوحده اكثر من مرة ..
  4. الإخوان: نجح الإخوان فيما فشل فيه غيرهم .. فصار بها للاخوان (مكانة) فوق الاحزاب ، احتسبت لهم عند الشعوب واحتسبت عليهم عند الخصوم .
  5. التحديات: تم حل الجماعة ثم قتل حسن البنا ، ثمنا لدخول الإخوان حرب فلسطين .. مماانذر بنهاية الإخوان ومشروعهم .
  6. ماحدث: تمت الإطاحة بالملك بـ (انقلاب) تهيأت أسبابه وتوفر داعموه (الإخوان) .

(لمعرفة قدرة التنظيم على تحقيق المكتسب وتنميته وحمايته)

  • الفاعلية: تصدر الإخوان المشهد بماقدموه من أنشطة عجزت القوى المختلفة عن مثيلها .. فتكون لهم رصيد شعبى كبير . (وفقا للتعداد السنوي لعام 1947 كان عدد السكان 18970 مليون نسمة) ، وكان عدد العضوية (غير المتعاطفين والمؤيدين) من 2 مليون ينتسبون للاخوان (ا-2 مليون اخوانى) .. فانت تتحدث تزيد عن 9% من جملة السكان اخوان) (8)
  • القدرة على التوريث: تكونت خبرات كبيرة لدى الإخوان .. مثلت رصيدا لايستهان به للجماعة في المراحل التالية .
  • قوة الفكرة: لم تتأثر الجماعة او منهجها بمقتل المؤسس او حل الجماعة ، بل واصلت مسيرتها حين تعثر غيرها .
  • قوة التماسك: خرج الإخوان من المحنة الأولى التي مروا بها كتلة واحدة بغير انشقاق او انحراف .

(الانتشار والتأثير .. اتجاهات المستقبل)

(5) فاعل (3) موجود (1) ضعيف (0) خامل

  • انتهت المرحلة الملكية ، فسقط الملك وسقط نظامه (الفاعلية = 0)
  • خرج الوفد منهكا بعدما تراجعت شعبيته (الفاعلية = 3)
  • تصدر الإخوان المشهد وحرص القادمون الجدد على ودهم (الفاعلية = 5)

فتأهل الإخوان بذلك الى مرحلة جديدة من الصراع متحركين على منحنى صعود

المطلب الثانى : الإخوان المسلمين وعبد الناصر

(اختبار المتانة والصلاحية)

  • مدخل :
  • بينما تميزت مرحلة الملكية بحرية واسعة للجميع ، اثبت فيها الإخوان قابلية (فكرتهم) للتطبيق وجدارتها للتعبير عن الشعب المصرى .
  • كانت فترة (حكم عبد الناصر) اختبارا شديدا لمدى ايمان صف الإخوان بمشروعهم وحمايتهم له ، تم فيها تأميم الحياة السياسية والاجتماعية والنقابية لصالح مشروع واحد فقط هو المشروع الناصرى .. مماتسبب في انقطاع شبه كامل للاخوان عن الحياة في مصر لمدة عشرين عام تقريبا،وهى بذلك عكس المرحلة الملكية تماما .
  • خرج الإخوان من المرحلة الملكية بمكتسبات :
  1. راس مال (اخوانى) متعاظم وثمين من الخبرات والقدرات .. بالإضافة الى رصيد شعبى كبير .. مما جعل الإخوان مكوناً اساسياً من مكونات العمل الوطنى .
  2. تولى المستشار حسن الهضيبي القيادة بعد استشهاد الإمام الشهيد حسن البنا .. وكان اهم الملفات حينذاك الاحتلال الانجليزى الذى هو اس البلاء فيما حل بالمصريين .
  • احداث .. صنعت تاريخا :

(احداث دالة .. صنعت تاريخا واستنبتت مستقبل)

نقرأ فيها مدى قدرة الإخوان على الحفاظ على مكتسباتهم وتنميتها .. مما يؤهلهم للعب دور في المستقبل ، فنتحدث عن :

  1. معارك الإخوان ضد الانجليز في القناة
  2. علاقة الإخوان بقادة حركة يوليو
  3. نظرة الإخوان لمجموعة عبد الناصر
  4. بداية الازمة (تأسيس جمهورية الضباط)
  5. محنة الإخوان الثانية (1954)
  6. محنة الإخوان الثالثة (1965)
  7. سقوط المشروع الناصرى

(1) معارك الإخوان ضد الانجليز في القناة:

  • والتي جاءت كأنها رد فعل (في الاتجاه الصحيح) على ماحدث للاخوان من حل جماعتهم وقتل مرشدهم واعتقال أبنائهم ..

(2) علاقة الإخوان بقادة حركة يوليو (انقلاب 52)

مرت علاقة الإخوان برجال الجيش - عبد الناصر بعدة مراحل :

  • استطاع الإخوان التواصل مع بعض ضباط الجيش أيام الملك فاروق .. توثقت هذه العلاقة بالمشاركة في الاعداد والتدريب ضد قوات الاحتلال الانجليزى (من خلال النظام الخاص)
  • في خلال هذه الفترة تمت (البيعة) بين الإخوان ومجموعة الضباط على حماية الوطن و(رفعة الإسلام) ، وفيها قامت حركة الجيش فباركها الإخوان وعموم الشعب املا فيها (10)

(3) نظرة الإخوان لعبد الناصر ولحركة يوليو :

كان للإخوان المسلمين رؤية في حركة الجيش ومن قاموا بها ، عبر عنها المرشد العام المستشار حسن الهضيبي ، وعبرت عنها كذلك مواقف الجماعة لاحقا ..

وفى هذا تفصيل مهم:

  1. كان تعليق الأستاذ الهضيبى عندما علم بعزم الجيش على الإطاحة بفاروق "إن تنفيذ الانقلاب على يد الجيش معناه السير فى طريق الحكم العسكري والديكتاتورية وهذا لا يحقق رغبات الشعب المصري ولا يتماشي مع أصول الإسلام لأن الحرية الفردية هى أساس من أسس الإسلام" شهادة نبيه عبد ربه
  2. وعندما سئل الأستاذ الهضيبى عن موقف الإخوان قال (الإخوان سيؤيدون حركة الجيش إذا ما حاولت القوات البريطانية التدخل .. وغير ذلك سيقتصر الإخوان على حفظ الامن) وقال (الإخوان سيؤيدون الحركة طالما بقيت تعمل على تحقيق آمال الشعب) شهادة نبيه عبد ربه
  3. عندما قامت حركة يوليو 1952 سماها المرشد العام للاخوان الأستاذ الهضيبى بــ (الانقلاب) وصرح بذلك الأستاذ الهضيبى ، بل وكان يعتقد أن رجال هذا الانقلاب يعملون لإقامة حكم علماني (شهادة الحاجة زينب الغزالي)
  4. سئل مرة من بعض الإخوان: ألا تكون حركة الضباط بمثابة تقدم للدعوة مائة عام إلى الأمام؟ فقال الأستاذ الهضيبى (ولم لا تقول أنها أخرت الدعوة مائة عام إلى الخلف) شهادة جمال فوزى
  5. وكان الإمام الهضيبي بثاقب نظرته منذ الأيام الأولي للانقلاب وبعد لقائه بجمال عبد الناصر مرات يقول : أخشي أن تزول أسرة محمد على لتأتي أسرة عبد الناصر (شهادة أحمد الملط)
  6. عندما التقى الاستاذ حسن الهضيبي بعبد الناصر قال (ان هذه الحركة ليس لها صلة ما بالإسلام ولا بأهله اللهم إلا صلة التعويق والمحاربة) ثم ركز الهضيبي على جمال عبد الناصر وقال (ويل لمصر والإسلام من هذا الأصفر) شهادة أحمد البس
  7. رفضت الهيئة التأسيسية للاخوان – بعد مناقشة استمرت لثلاثة أيام متتاليات - عرض الجيش المشاركة بثلاثة وزراء في الحكومة ، وكان مماقاله المرشد العام الاستاذ الهضيبي (... إن الحكومة (ثورية) ومعني هذا أنها ستتخذ إجراءات عنيفة لا تقرها مبادئ الإسلام للتخلص من تاريخ مغلوط معقد .. فلنتركها تبوء بهذا كله وننشغل نحن بتسديدها ن بعيد دون مسئولية) شهادة عبد البديع صقر (12)

(3) بداية الازمة (تأسيس جمهورية الضباط) :

تجلت الازمة في مظهرين :

  1. سعى عبد الناصر للانفراد بالسلطة
  2. رفض الإخوان الانضواء تحت حزبه الواحد (هيئة التحرير)

عندما سعى عبد الناصر الى الانفراد بالسلطة .. اصطدم هو ورفاقه خلال اول عامين مع الجميع من (حلفاء الامس من ضباط في الجيش والقوى السياسية والشعبية والعمالية .. بالإضافة للإخوان المسلمين)

  • الضباط: بعد الوصول الى السلطة حدث خلاف بين ضباط حركة يوليو .. حين بدا لبعض الضباط البقاء في السلطة وعدم العودة الى الثكنات (عبد الناصر ومن ايده من سلاح المدفعية والمشاه) ورفض ذلك اخرون (محمد نجيب ومن ايده من سلاح المدرعات واخريين) ، واستمر هذا الصراع لعامين الى ان حسمه عبد الناصر عقب ازمة مارس 1954 .. وتم ابعاد محمد نجيب والقبض على الضباط المناوئين لعبد الناصر (13)
  • النقابات العمالية: في أغسطس 1952، أضرب نحو عشرة آلاف عامل في شركة مصر للغزل والنسيج الرفيع في كفر الدوار، مطالبين برفع الأجور وانتخاب نقابة تعبر عن العمال. فكان رد عبد الناصر ان حاصر المصنع بالدبابات وأطلقت قوات الشرطة النار على العمال وتم القبض على نحو 500 عامل وأعدم اثنان منهم بعد محاكمة صورية .. وبذلك تم السيطرة على النقابات العمالية (14)
  • الأزهر: في أول خمسة اشهر من حكم الثورة تم إلغاء الوقف الأهلي (مرسوم بقانون رقم 180 لعام 1952م) فانكشف بذلك ظهر علماء الأزهر ووضعهم تحت رحمة رجال الجيش ثم تم الغاء المحاكم الشرعية بعد ذلك
  • الجمعيات الإسلامية المستقلة: كأنصار السنة والجمعية الشرعية وغيرها .. تم وضعها جميعا تحت وصاية احد ضباط الجيش (15)
  • الأحزاب السياسية : فبجرة قلم الغى عبد الناصر (الديمقراطية) متمثلة في حرية تكوين الأحزاب .. حيث حل الأحزاب السياسية وصادر أموالها فيما عرف بـ (قانون الوحدة الوطنية) في 16 يناير 1953 .. ثم بعدها بخمسة أيام تم تشكيل (هيئة التحرير) 23/1/1953 لتكون بذلك حزب الدول الوحيد امام الجميع
  • رفض الإخوان الانضواء تحت مظلة (هيئة التحرير) :

حين طلب من الإخوان الانضواء تحت مظلة (هيئة التحرير) رفض الإخوان .. فاعتبر عبد الناصر ذلك منازعة لسلطانه الذى رضخ له الجميع ، وسماهم حينذاك (عصاة) وحلَّ جماعتهم !! (17)

(4) محنة الإخوان الثانية (1954):

  • بعد ان اخضع عبد الناصر الجميع لسلطانه .. فالأحزاب استسلمت من اول يوم وكذلك النقابات حاولت لكنها تراجعت سريعا ، محمد نجيب والضباط الذين ناصروه حاولوا المقاومة لكنهم انهاروا سريعا ... بقى كيان واحد يحول بين عبد الناصر وبين اكمال سيطرته على البلاد والعباد (الإخوان المسلمين)
  • فقرر عبد الناصر سلخ الإخوان في مذابحه حتى لايبقى لمشروعهم اثر في ارض او في ذاكرة .. وقرر الإخوان الصمود والاستبسال حتى لايسلموا شعبهم لطاغية لايرحم .. فتنتقل الامة من طغيان الملك الى طغيان عبد الناصر .. فبدأت المذابح وبدأ الصمود ..
  1. بدأ عبد الناصر في الاعتقال الأول للاخوان 14/3/1954 .. لكن حدث بعد ذلك مااجبر عبد الناصر على التراجع
  2. تدخل الملك سعود في موضوع اعتقال الإخوان ، اذ كان في زيارة للقاهرة في ذات وقت اعتقال الإخوان (18)
  3. وفى ذات الوقت هاج الشعب والجيش عندما تم اعلان استقالة محمد نجيب من قيادة مجلس الثورة حيث اعتصم ضباط المدرعات في ثكناتهم واندلعت مظاهرات عمت مصر والسودان معا .. وكان ذلك مفاجئا لعبد الناصر ورفاقه
  4. تراجع عبد الناصر عن اقالة محمد نجيب كما تراجع عن قرارات مارس والتي اعتقل بموجبها الإخوان
  5. رفض الهضيبى ان يخرج الإخوان من السجون الا بعد اعتذار عبد الناصر وتبرئة الإخوان من كل مانسب اليهم من اتهامات باطلة ... وقد كان فخرج الإخوان من السجون 25/3/1954 وذهب عبد الناصر الى بيت الأستاذ الهضيبى في منيل الروضة في نفس يوم الافراج معتذرا .. فكانت تلك صفعة من الإخوان لعبد الناصر وابطال لكيده ضد الإخوان (19)
  6. (قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إثر حادث المنشية (الملتبس تاريخيًّا) بحل الجماعة واعتقال الآلاف من كوادرها وإعدام بعض قادتها وتم الحكم بالإعدام على المرشد الثاني للجماعة المستشار (حسن الهضيبي) إلا الحكم تم تخفيفه للمؤبد وشهدت مصر سعار محموم وغير مسبوق ضد الجماعة على كافة الأصعدة وصار الانتماء للجماعة شبهة تودي بصاحبها لغياهب السجون وغابت الجماعة عن التأثير في واقع المجتمع المصري تمامًا) (20)

(5) محنة الإخوان الثالثة (1965) :

  • (اكتشفت الأجهزة الأمنية تنظيمًا للإخوان على رأسه الأستاذ سيد قطب (مسئول قسم نشر الدعوة بالجماعة قبل حلها سنة 1954) وكان هدفه حسبما أعلن أعضاؤه في التحقيقات تكوين نواة صلبة من الشباب المسلم تتثقف وتتربى على الأفكار الإسلامية الخالصة لتكون نواة للمجتمع المسلم.
  • فقام الرئيس جمال عبدالناصر بإصدار أوامره – وكان حينها في موسكو - باعتقال كافة أعضاء الجماعة الذين سبق اعتقالهم وتوعد بالقضاء على الجماعة نهائيًّا، ومورست أبشع عمليات التعذيب على أفراد التنظيم وتمت محاكمتهم وصدرت أحكام بإعدام البعض على رأسهم الأستاذ سيد قطب وأحكام بسجن الآخرين، وكان منهم الدكتور محمد بديع الذي أصبح فيما بعد المرشد الثامن للجماعة (21)
  • قد كان في استطاعة الإخوان ان يكونوا جزء من نظام عبد الناصر بدخولهم لهيئة التحرير .. لكن الإخوان توقعوا ان عبد الناصر سيجلب على البلاد كوارث – وهذا طبيعة حكم الفرد - فلم يريدوا ان يكونوا شركاء في جرائمه .. وقد حدث ماتوقعه الإخوان وماقاله مرشدهم العام الهضيبى يوما (... الحكومة ثورية ومعني هذا أنها ستتخذ إجراءات عنيفة لا تقرها مبادئ الإسلام للتخلص من تاريخ مغلوط معقد .. فلنتركها تبوء بهذا كله وننشغل نحن بتسديدها من بعيد دون مسئولية) شهادة عبد البديع صقر (12)

(6) سقوط مشروع عبد الناصر :

الحقيقة لم يكن هناك شيء اسمه مشروع (الناصرية) فهذه تسمية اول من اطلقها هيكل في مقال (بصراحة) المنشور بالاهرام 14/1/1972 يعنى بعد وفاة عبد الناصر بعام ونصف ، انما كانت شعارات .. عبر عنها ميثاق تم إعلانه في 21/5/1962

كما فشل عبد الناصر ان يكون له تنظيم شعبى قوى .. بداية من (هيئة التحرير) وانتهاء بـ (الاتحاد الاشتراكى) .. فكل مابقى بقايا التنظيم الطليعى والذين صاروا بعد ذلك رجال كل العهود !

عجّل بسقوط عبد الناصر ، كارثتان : حرب اليمن - وهزيمة 67

حرب اليمن : (الزهور تدفن في اليمن) ...

  • دخل عبد الناصر اليمن في سبتمبر 1962 بثلاث طائرات حربية وفرقة صاعقة ومائة جندي ... فخرج منها بــ 20000 (شهيد) في مقابل لاشئ .. مابين القوسين عنوان لكتاب عن الحرب الفه وجيه ابوذكرى الذي كان يشغل منصب - رئيس قسم الشؤون العربية بمجلة آخر ساعة

حرب 67 : (مذبحة الأبرياء) ...

فبعد ان كانت (إسرائيل) قابعة داخل حدود 48 لمدة عشرين عام ، تمددت في عهد عبد الناصر فاحتلت تلت مساحة اكبر واهم دولة عربية (سيناء) ! فكانت الافجع ، اذ هزمت اسرئيل فيها 3 دول عربية واستولت على اراضى من كل منها !

القتلى: 26000 عربى في مقابل 800 اسرائيلى

الاسرى: 6000 عربى في مقابل 15 اسرائيلى

مابين القوسين عنوان لكتاب عن الحرب الفه وجيه ابوذكرى الذي كان يشغل منصب - رئيس قسم الشؤون العربية بمجلة آخر ساعة

  • نظرة تحليلية:

(نظرة فى المسافة بين البداية والنهاية .. ترصد التغير في موزين القوى)

  1. البداية: لم ينتهى الإخوان او مشروعهم بموت قائدهم .. انما اعادوا بسرعة ترتيب صفوفهم بقائد جديد ثم استأنفوا مشروعهم
  2. السلطة: بعكس الملك ، كان لعبد الناصر مشروعه الخاص .. لكنه بمغامراته العسكرية فقد الكثير من مصداقيته عند الشعب
  3. الأحزاب: برزت ظاهرة الحزب الواحد لأول مرة في الحياة السياسية المصرية .. مما سبب مواتا كاملا في الحياة الحزبية .
  4. الإخوان: انحاز الإخوان الى شعبهم في معركة (الحزب الواحد والحاكم الفرد) فكسروا إرادة الطاغية و .. دفعوا الثمن .
  5. التحديات: عشرون عام غاب فيها الإخوان نتيجة محنتين (54/65) .. كانت كفيلة بجفاف ماءهم وحرق زرعهم .
  6. ماحدث: ثبات الإخوان في السجون ابقى البديل .. وفشل الاتحاد مع سوريا .. والنعوش القادمة من اليمن وسيناء .. اضعف النظام .

(لمعرفة قدرة التنظيم على تحقيق المكتسب وتنميته وحمايته)

  • الفاعلية: (معركة الإخوان ضد الانجليز) + (انحيازهم المبكر للديمقراطية) زاد من مصداقيتهم .. فنقل الى أيديهم زمام الفعل والمبادرة في المستقبل .
  • القدرة على التكيف: قابل الإخوان (مقتل المؤسس) بقائد جديد .. و(حل الجماعة) بمعركة القناة .. و(دكتاتورية ناصر) بالموقف والثبات .. مماحمى الفكرة والصف من تقلبات الاحداث .
  • القدرة على التوريث: في السجون .. قام (شيوخ) الإخوان بتوريث (شبابهم) الفكرة والخبرة .. فتحولت السجون الى بوتقة تصهر الجميع في نظام واحد .
  • قوة الفكرة: كما ان الفكرة لم تتأثر بموت مؤسسها .. كذلك لم تتأثر بالشدة والمحنة منهجها .

(الانتشار والتأثير .. اتجاهات المستقبل)

(5) فاعل (3) موجود (1) ضعيف (0) خامل

  • تراجع رصيد التجربة الناصرية بشدة بعد هزائم اليمن وسيناء واهوال السجون (الفاعلية = 3)
  • لم تكن هناك حياة حزبية ومن ثم فلا احزاب (الفاعلية = 0)
  • تأثر الإخوان بغيابهم لعشرين سنة فى السجون وتشوية الاعلام لهم .. وان بقوا بديلا محتملا (الفاعلية = 3)
  • فدخل الإخوان مرحلة السادات محملين بركام كبير من شبهات الاعلام واتهامات الخصوم .. وكذلك برصيد كبير من التجربة والصدقية

المطلب الثالث : الإخوان المسلمين والسادات

(صناعة النفوذ .. توزان واحتياج)

  • مدخل :
  • مات مشروع عبد الناصر وميثاقه ، ذلك المشروع الذى سُخرت له إمكانات دولة كاملة وهتفت باسمه ملايين العرب .. مات وقُبر مع صاحبه .. تسبقه نعوش جنودنا في حرب اليمن وفي حرب 67 .. وتلحقه حكايات تعذيب الإخوان المسلمين في سلخانات السجن الحربى
  • في هذا الوقت جاء السادات ليحكم مصر .. فوجدها وكأنها دولة ملقاة في الشارع .. جاء باتفاق من داخل البيت الذى يحكم .. ظنوه اضعفهم فجائوا به ليحكموا هم من خلفه .. فكان في اختيارهم نهايتهم ..
  • احداث .. صنعت تاريخا:

(احداث دالة .. صنعت تاريخا واستنبتت مستقبل)

عاد الإخوان بعد ان غُيبوا لعشرين عاما تحملوا فيها من الاهوال مالايتحمله بشر .. عادوا ليكتبوا تاريخا ويصنعوا حاضر .. فتراكم المكتسب وتحرك منحنى التاريخ صعودا ..

  1. نقطة توازن احتاجها الجميع
  2. الإخوان والعمل الطلابى
  3. الإخوان والعمل المجتمعى
  4. الإخوان والعمل السياسى
  5. مواقف سياسية – بداية ازمة
  6. الإخوان في المشهد العالمى

(1) نقطة التوازن التي احتاجها الجميع:

نقطة التوازن التي بغيابها اختل الجميع .. فاحتاجها من في السلطة .. واحتاجها المجتمع .. كان الإخوان المسلمين :

  • احتياج السلطة:

جاء السادات ومراكز القوى التي تكونت في عهد عبد الناصر لاتزال في خلفية المشهد .. فهم الذين جاءوا به .. لكن السادات لم يقبل ان يكون العوبة في أيديهم .. فكانت اول معاركه ..

لم يكن للسادات اى ظهير شعبى في هذه المعركة ، وكان اليساريون والشيوعيون مسيطرين على العمل الطلابى .. فلم يكن امام السادات الا ان يبحث عن ظهير شعبى اقوى يمكن ان يواجه به الشيوعيين واليساريين .. فكان الإخوان المسلمين . (23)

  • احتياج المجتمع:

بقى المجتمع طوال عهد عبد الناصر لاتخاطب فيه الاغرائزه .. دون الاهتمام ببناء منظومة القيم او حراستها .. فكان فيه عطش شديد الى قيم اعلى من قيم (ميثاق) عبد الناصر .. كان فيه ظمأ شديد للدين .. للاسلام .

وفيما يلى التفصيل :

  • تهديد السلم الاهلى (الفتنة الطائفية) :

وكان هذا اخطر ماواجه المجتمع المصرى أيام السادات .. حيث بدا ان هناك في السلطة من يحاول اذكاء نار الخلاف بين المصريين لغرض خاص في نفسه .. وكان المثال لذلك احداث الزاوية الحمراء شمال القاهرة 1981 .. ثم مالبثت ان امتدت الى الصعيد .. وتهيأ الوضع لاشتعال الحريق في كل مصر ..

فلجأ السادات الى الإخوان المسلمين الذين شكلوا وفدا للمصالحة واحتواء الموقف من الأستاذ عمر التلمساني والأستاذ مصطفى مشهور والشيخ حافظ سلامة والشيخ احمد المحلاوى والشاب عبد المنعم أبو الفتوح .. ونجح الوفد في احتواء الموقف واتمام المصالحة

كما حدث ان اتصل وزير الداخلية بالشاب حلمي الجزار ورجاه ان يتوجه الى المنيا للافراج عن شباب قبطى احتجزهم شباب مسلم على اثر ماحدث في شمال القاهرة .. فلبى حلمي الجزار الطلب وذهب على الفور وتم الافراج عن الشباب القبطى وتم احتواء الموقف (24)

  • اشباع الظمأ الروحى :
  • فطوال عهد عبد الناصر كانت الغلبة لاصحاب الفكر الشيوعى والناصرى .. مما هيأ الجو لهزائم مصر في اليمن وسيناء حتى فقدت مصر ثلث مساحتها .. فاقبلت الناس على المساجد وبنائها اكثر من اى وقت مضى .. حتى ان المساجد الاهلية التي بنيت أيام السادات مقارنة بماكان عليه الحال أيام عبد الناصر
  • في عام 1964 كان عدد المساجد الاهلية 14212 مسجد
  • في عام 1980 صار عدد المساجد الاهلية 26001 مسجد
  • كذلك زاد الاقبال على قراءة ومتابعة اخبار اهل التدين تزيد ومنهم الإخوان المسلمين ، فبرغم خروجهم من السجون بعد غياب حوالى عشرين عام كان الاقبال عليهم ومتابعة اخبارهم كبيرا كما سنوضح فيما بعد ففي عام 1956 كانت الاعداد الموزعة من مجلة الدعوة لسان حال الإخوان 80000 نسخة بينما في عام 1976 يعنى بعد 20 عاما من القمع كانت الاعداد الموزعة حوالى 150000 نسخة (25)

(2) الإخوان والعمل الطلابى:

فالزلزال الذى صحت عليه مصر يوم اكتشاف الهزيمة والذى أحال مصر الى مأتم كبير .. كان من توابعه تلك المظاهرات العارمة التي خرجت احتجاجا على الهزيمة وعلى محاكمات صورية لمن كانوا السبب فيها في شوارع القاهرة وفى جامعة الإسكندرية والتي كانت من قادتها الشاب النابه خيرت الشاطر ..

مرت الحركة الطلابية في الجامعات أيام السادات بأربعة مراحل :

  1. مرحلة كانت فيها الحركة الطلابية في الجامعات يغلب عليها الاتجاه اليسارى والتيار الناصرى ..
  2. مرحلة نشاط الحركة الطلابية الإسلامية بدءا من عام 1972 وذلك كجزء من ظاهرة التوجه الاسلامى العام في الشعب المصرى .. والتى نشأت بشكل استقلالى تماما وبعيدا عن اى دور للنظام او لغيرهم ، مستفيدين بجو الحرية الذى سمح به السادات للجميع
  3. تواصل الإخوان المسلمين وهم لازالوا فى السجون ! بقيادات الحركة الطلابية .. وكان اول تواصل 1971 من خلال طلبة كلية الطب الذين احتكوا بالإخوان المسلمين المسجونين الذي يعالجون في مستشفى القصر العينى .. فانحاز اغلب قيادات الحركة الطلابية الاسلامية الى الإخوان بحكم شيوع الفكر الاسلامى الذى كان يتبناه الإخوان من خلال شيوخهم ومفكريهم .. باستثناء مجموعتين في الإسكندرية والصعيد انحازت الأولى الى التيار السلفى وانحازت الثانية الى التيار الجهادى
  4. حصلت الحركة الطلابية الإسلامية في انتخابات عام 1977 على الأغلبية المطلقة للمقاعد في ثماني جامعات مصرية من أصل 12 (اثنا عشر جامعة) وحصلت على عدد من المقاعد يقترب من النصف في الأربعة الباقية ..
  5. دفع الإخوان المسلمين بقيادات العمل الطلابى من شباب الإخوان للانخراط في العمل المجتمعى ثم النقابى لاحقا ثم السياسى .. وكانت اول بوادر هذه السياسة عند الإخوان عندما دفعوا بالشاب عبد المنعم أبو الفتوح ليكون عضوا في وفد التهدئة الذى ذهبوا به الى الزاوية الحمراء بشمال القاهرة لاحتواء احداث الفتنة الطائفية .. وكذلك بالشاب حلمي الجزار الى الصعيد لنفس السبب وكلاهما من قيادات اتحاد الطلبة فى جامعة القاهرة (26)

فكانت هذه اول نافذة للإخوان المسلمين على المجتمع بعد عشرين عام من الغياب القسرى والتشويه الاعلامى الرهيب .. ومنها تحرك الإخوان في المسارات الأخرى ..

(3) الإخوان والعمل المجتمعى:

العمل مع المجتمع كانت استراتيجية ثابتة عند الإخوان المسلمين وترسخت منذ الأيام الأولى لدعوتهم في حياة المؤسس (راجع نشاط الإخوان أيام الملكية)

تحرك الإخوان بخبرتهم السابقة وبما يمتلكون من كوادر في المجال الطبي والتعليمى والخدمى والتوعوى

الجمعية الطبية الإسلامية :

أسسها مجموعة من أطباء الإخوان وعلى رأسهم احد القيادات المخضرمة والتي عايشت تجربة الإخوان الأولى أيام الملكية ، الدكتور احمد الملط عام 1977 لتوفير رعاية طبية عالية الجودة لكن بتكلفة منخفضة
تدير الجمعية 22 مستشفى و7 مراكز طبية متخصصة (أربعة مراكز غسيل كلى، ومركز لطب العيون، ومركز للخصوبة، ومركز لذوي الاحتياجات الخاصة) .. تعالج مستشفيات الجمعية نحو 2.5 مليون مريض سنوياً، وتجري نحو 60 ألف عملية جراحية. تخصص كل فروع الجمعية صندوقاً لإعانة الفقراء، وتقدم العلاج المجاني أو ببدل رمزي لنحو 550 ألف شخص سنوياً (27)

القطاع التعليمى :

انتشرت المدارس التي أسسها (افراد) الإخوان في المحافظات المختلفة .. منها مدارس (الجزيرة) التي أغلقت في الإسكندرية ومدارس (الدعوة الإسلامية) في الصعيد ومدارس أخرى أسسها الإخوان في القاهرة والوجه البحرى ..

(4) الإخوان والعمل السياسى

  • نزل الإخوان الى ساحة العمل السياسى ليستكملوا مشروعا بدأوه أيام الملكية .. فرفضوا عروضا من السادات وخطوا لانفسهم طريقا يدركون ابعاده ومآلاته
  1. عرض على الأستاذ عمر التلمساني عضوية مجلس الشورى
  2. عرض على الإخوان الاندماج في احد الاخزاب السياسية
  3. عرض على التلمساني تسجيل الإخوان كجمعية خيرية

رفض الإخوان هذه العروض كلها لتبقى الإخوان نسيجا وحده (28)

وبدا الضغط الذي يمارسه الإخوان والإسلاميون الآخرون أكثر قوة عندما وقع السادات على اتفاقية سلام مع إسرائيل في العام 1979

(5) مواقف سياسية – بداية ازمة

اتفاقية السلام: وقع السادات اتفاقية مع اسرئيل 1979 فرفضها الإخوان

ثورة إيران: قامت ثورة إيران فايدها الإخوان لانها ثورة شعب مظلوم

بدا للسادات ساعتها ان الإخوان بجملة هذه المواقف وماسبقها من إصرارهم على النزول لحلبة السياسة بشرعية شعبية كاملة وليس بتعيين .. انهم لن يكونوا جزءا من فريقه .. فبدأ الفراق

(6) الإخوان في المشهد العالمى

لم يكن الإخوان المسلمين بتاريخهم بعيدين عن ساحة العمل الاسلامة العالمى .. ممااضاف وزنا إضافيا للاخوان في ميزان القوى (الناعمة) الداخلى والخارجى ..

وهذه بعض تتجليات ذلك البعد العالمى:

  1. عقد الإخوان المسلمين اول اجتماع لهم منذ 1954 في موسم الحج عام 1973 لتنظيم أوضاع التنظيم .. (29)
  2. الرئيس الامريكى يتصل بالرئيس المصرى يطلب منه الاتصال بمرشد الإخوان ليتدخل لدى إيران لحل مشكلة (رهائن السفارة الامريكية) .. فيأمر السادات بعمل جوازات سفر دبلوماسية للأستاذ عمر التلمساني واللواء إبراهيم شرف سكرتيره الخاص وعضو مكتب الإرشاد مع الدكتور محمود جامع (راوى القصة)

.. لكن السادات سمع خطاب للخميني يقول انه تلميذ حسن البنا فتراجع السادات خوفا من اتصال مرشد الإخوان بزعيم الثورة الايرانية (30)

  • نظرة تحليلية:

(نظرة فى المسافة بين البداية والنهاية .. ترصد التغير في موزين القوى)

  1. البداية: بدأ السادات و(الناصرية) اكثر ضعفا والإخوان اكثر حيوية ونشاطا ، والشعب اكثره مُغَيب ... والشباب متعطش لفتح صفحة جديدة ، ليس فيها من كان جزءا من هزائم ناصر .
  2. السلطة: جاء السادات بنهج جديد .. (حرية مشروطة) هو وحده من يمنحها او يمنعها .. مدعوما بانتصار أكتوبر .
  3. الأحزاب: تمتعت الأحزاب بحرية .. فعاد حزب الوفد بعد غياب 30 عاما لكن بغير شعبيته القديمة .. ونزل الإخوان العمل السياسى متحالفين مع الأحزاب .
  4. الإخوان: استطاع الإخوان النفاذ الى السلطة التشريعية بعد طول حصار .. كما استطاعوا ان يحصدوا ثمرة تجهزت طوال أيام سجنهم في العمل الطلابى .
  5. التحديات: معارك جانبية تنفتح داخل التيار الاسلامى بفعل تطرف (مسموح به) .. ثم اعتقالات طالت الجميع بما فيهم الإخوان .
  6. ماحدث: خاصم السادات الجميع باعتقالات سبتمبر 1981 .. ثم اغتيل على يد بعض ضباط الجيش من ذوى الميول الاسلامية

(لمعرفة قدرة التنظيم على تحقيق المكتسب وتنميته وحمايته)

  • الفاعلية: لم يتكئ الإخوان على (مظلومية المحنة) ، بل استطاعوا تحقيق نجاحات في العمل السياسى والطلابى والمجتمعى .. متجاوزين اطواقا من الحصار الاعلامى والحظر السياسى ..
  • القدرة على التكيف: استفاد الإخوان من أيام عبد الناصر، فكوّنوا – في محنتهم - كتلة صلبة هي التي حققت كل النجاحات فيما بعد .. كما استفادوا من جو الحرية أيام السادات فحققوا ماعجز عنه غيرهم في العمل السياسى وغيره .
  • القدرة على التوريث: نجح (الخارجون من المحنة) في نقل خبراتهم وتجاربهم الى شباب الجامعات .. فصنعوا بعد ذلك اهم نجاح في العمل النقابى والمجتمعى .
  • قوة الفكرة: بقيت الفكرة (المشروع) هي عامل الجذب الأكبر لشرائح متزايدة من الشباب في مصر وفى خارجها .
  • قوة التماسك: لم يحدث أيام السادات اى انشقاق برغم اغراء الوعود التي وعد بها السادات الإخوان .. فبقى الإخوان على قرار واحد يصدر من قيادتهم فيلتزم به الجميع .

(الانتشار والتأثير .. اتجاهات المستقبل)

(5) فاعل (3) موجود (1) ضعيف (0) خامل

  • تصدر الإخوان المشهد بفعل ماحققوا من نجاحات (الفاعلية = 5)
  • تأخرت الأحزاب في الانتشار والتأثير بعد الإخوان وبعد السلطة (الفاعلية = 1)

دخل الإخوان مرحلة مبارك برصيد تنامى سريعا خلال السادات .. ليشهد بعد ذلك ارتفاعات غير مسبوقة فى الحياة السياسية عموما

المطلب الرابع : الإخوان المسلمين و مبارك

التقدم الى الامام – تغير قواعد اللعبة

  • مدخل:

جاء مبارك بعد ان وصل نظام السادات الى الشيخوخة .. فبدأ مبارك كما بدأ السادات وقبله عبد الناصر .. مزيد من الحريات والافراج عن المعتقلين .. وكان الإخوان بطبيعة الحال – كما في السابق – حاضرين للتحرك في مسارات سبق ان اعدوا لها وتدربوا عليها وبخبرات متراكمة من عهد الملكية الى عهود (الضباط)

  • احداث .. صنعت تاريخا:

(احداث دالة .. صنعت تاريخا واستنبتت مستقبل)

  1. الإخوان و العمل النقابى
  2. الإخوان و العمل السياسى
  3. الإخوان و العمل المجتمعى
  4. الصدام (تجفيف المنابع)
  5. مقاومة السقوط

تحرك الإخوان بمالديهم من رصيد من عمل طلابى ومشاركة في العمل المجتمعى .. فاغلب قيادات العمل الطلابى هم الذين تصدروا الترشح للعمل النقابى ..

  • نقابة الأطباء: (31)
  • كان عدد الإخوان في مجلس نقابة الأطباء عام 1984 (7) اخوان .. بعد ست سنوات عام 1990 وصل العدد الى (20) وكان هذا تقدما مذهلا يدل على سرعة تنامى شعبية الإخوان
  • طرح الإخوان في نقابة الأطباء في العام 1986 مشروعهم الشهير المتعلق بالتأمين الصحي .. بلغ عدد المستفيدين من هذا المشروع في العام 1988 أكثر من 17600 طبيب و43960 من أفراد أسر الأطباء
  • انتقلت التجربة في العام 1989 إلى نقابة المهندسين حيث وصل عدد المستفيدين منه إلى 72000
  • نقابة المحامين: (32)
  • حقق الإخوان فوزا كبيرا بنقابة المحامين سبتمبر 1992 والذى كان اخر معاقل الليبرالية المصرية .. وهكذا تواجد الإخوان فى اهم واكبر ست نقابات مهنية في مصر (الأطباء والصيادلة والمحامين والاسنان والمهندسين والعلميين) .
  • بدأ الإخوان بتشكيل معارض لبيع السلع المعمرة كالغسالات والبرادات والأثاث المنزلي، ونجح هذا التوجه في تحقيق فوائض كبيرة في الميزانيات لأول مرة في تاريخ النقابات، الأمر الذي منحهم شعبية كبيرة

وضع الإخوان على رأس اولوياتهم التواجد الرسمي باسمهم وبمشروعهم في الحياة السياسية المصرية وكان مما قاله المرشد العام للإخوان المسلمين الأستاذ عمر التلمساني (ماذا نفعل تجاه الأحداث التي تمر بنا ونحن كالبلهاء .. نحن لسنا بأموات نحن لنا حق الحياة كما هو حق لكل مصري ويجب أن نتمتع بأي حق يتمتع به المصري...) ورغم ان المنافذ القانونية كانت مغلقة امام الإخوان .. الا انهم استطاعوا ان ينفذوا وبشكل اكثر بكثير من المتوقع ..

وهذه هي التطورات:

في مجلس الشعب : (33)

  • اهم انجاز سياسى ودستورى: في عام 1979، ينجح اثنان: الحاج حسن الجمل (اخوان) والشيخ صلاح أبو إسماعيل (دعمه الإخوان) ، وإليهما يُنسَب أهم (إنجاز سياسي ودستوري للحركة الإسلامية في هذا العصر)، وهو جعل الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع ، إضافة إلى تشكيل لجان لتقنين الشريعة برئاسة الدكتور صوفي أبو طالب .
  • التحالفات مع الأحزاب الأخرى: بدأت بتحالف مع الوفد 1984 .. ثم بتحالف مع حزبى (العمل والاحرار) 1987 تحت شعار (الإسلام هو الحل) وتميزت هذه المشاركة بترشيح الإخوان النائب القبطي جمال أسعد عبد الملاك على قائمة التحالف الإسلامي، فكان أول قبطي يدخل البرلمان بالانتخاب منذ عودة التعدّدية في مصر، ويكون ذلك على قائمة الإخوان .
  • تحقيق اكبر كتلة للمعارضة: ففي انتخابات عام 2005 فاز من الإخوان 88 مرشّحًا بعضوية مجلس الشعب أي 20% من مقاعد المجلس ليصبحوا أكبر كتلة معارضة في مصر .

مواقف سياسية:

  • في الاقتصاد:
  • طالب المرشد السابق مأمون الهضيبي بالزام الحكومة باطلاع الشعب على أسماء هذه الشركات الأجنبية (وعلى هويات أصحابها) الذين ستسمح لهم الحكومة بشراء شركاتنا المصرية وذلك لطمأنة المصريين على استقلالهم الوطني
  • شكك عصام العريان في نزاهة واستقلالية صندوق الدولي والبنك العالمي اللذين يري أنهما يخضعان لهيمنة الولايات المتحدة ورغبتها في ضم مصر إلى السوق العالمية دونما اعتبار لخصوصيات الثقافة والاقتصاد المحلي
  • في القضايا الإقليمية:
  • ادان الإخوان المسلمين الغزو العراقى للكويت أغسطس 1990 .. لكنهم كذلك رفضوا ان يتدخل الطرف الاجنبى (الامريكان) في القضية لانه ان دخل الخليج فلن يخرج منه (وهذا خلاف الموقف الحكومى المصرى)
  • في القضايا الوطنية:
  • لكن أهمها (لجنة الإغاثة الإنسانية) والتي تأسست بعد دخول نجاح الإخوان المسلمين في انتخابات نقابة الأطباء عام 1984 كإحدى لجان النقابة وصدر قرار إنشائها من مجلس النقابة في 3 مايو عام 1985 واقتضى القرار المساهمة في تنظيم سفر الأطباء لإغاثة المهاجرين واللاجئين (43)... سواء طبيعية كأزمة الزلزال سنة 1992 أو أزمات السيول عامي 1993، 1994 وغيرها . كما أن لها دورها الخدمي والإنساني في مناطقها الخاصة ومجالات عملها في مساعدة المنكوبين والمحتاجين دون تمييز أو أدلجة محددة .. بل وتجاوزت اسهاماتها حدود القطر المصرى .. فارتفع العلم المصرى في فلسطين والصومال والبوسنة .. (35)

الإخوان وزلزال 1992م

حدث زلزال مدمر في القاهرة يوم 12 أكتوبر 1992 .. وقد تسبب في وفاة 545 شخصا وإصابة 6512 آخرين وشرد حوالي 50000 شخص إذ أصبحوا بلا مأوى .. فكان هذا الحدث كاشفا الاوزان الحقيقية للقوى على الأرض بمافيها الحكومة نفسها ..

  • اخوان الاحياء: انتفض الإخوان في كل مكان لإنقاذ المنكوبين من جراء الزلزال، حتى أنهم سبقوا الحكومة في ذلك. فانتشرت على الفور فرق المتطوعين من الإخوان في الأماكن المنكوبة
  • ويقول شارل المصري: لقد سبق الإخوان الحكومة ونافسوها في الخدمات، والدليل عندما وقع الزلزال في أكتوبر 1992م نزل الإخوان إلى الشوارع، ونصبوا الخيام ووزعوا الأدوية، وخدماتهم التي كانوا يقدمونها أفضل من خدمات الحكومة (52).
  • وحرص مندوبو "الإخوان المسلمين" على أن يكونوا إلى جوار منكوبي الزلزال وقدموا لهم معونات مادية وأطعمة وعاونوهم في نقل الأثاث وكان مظهرهم واضحًا من خلال اللحى وعبارات المواساة الإسلامية في مثل هذه المناسبات
  • اخوان النقابات: وقامت نقابة المهندسين من خلال عدد من مهندسي الإخوان فيها بمعاينة المنازل المتضررة بأسرع مما تحركت به الجهات الرسمية
  • وذكرت جريدة الحياة فى عددها الصادر فى 16/10/1992 أن نقابة المهندسين شكلت لجنة من جانبها فور وقوع الزلزال لجنة تضم 10 من كبار أساتذة الجامعات وقيادات النقابة فى مجالات الهندسة المدنية والمعمارية للإشراف على عمليات تقويم أحوال المنشآت والعمل على معالجة آثار الأضرار التي لحقت بها..
  • كما وجهت نداء إلى أعضائها للحضور إلى مقر النقابة بالقاهرة للمساهمة في دراسة البلاغات التي تقدم بها المواطنون في هذا الشأن واستطاع أعضاء المجلس إحضار مالا يقل عن 500 مهندس متخصص للقيام بدور من دون مقابل، ولوحظ أن الاستجابة الفورية لنداء النقابة جاءت بنسبة أكبر من جانب المهندسين المنتمين إلى التيار الإسلامي.
  • نقابة الأطباء: من خلال لجنة الإغاثة الإنسانية التي كان يسيطر عليها الإخوان بنشر المخيمات وإعاشة المنكوبين والمساعدة في إخلاء الضحايا بدرجة واضحة من النظام والدقة التي كانت حديث وسائل الإعلام في الخارج، (36)

رد فعل الحكومة على موقف الإخوان المسلمين:

  • يقول الباحث أحمد بان: كانت الكارثة كبيرة وكشفت حجم الفساد في المحليات والنقص الفادح في إمكانات التعامل مع الكوارث
  • شكلت الهزة الأرضية التي ضربت مصر عام 1992 حدثا آخر لم يكشف للدولة عن مدى قوة الهيكل التنظيمي وحسب، بل أظهر كيف يمكن أن توظف تلك القوة سياسيا.
  • وتفاقم الوضع مع النظام عندما تحدثت المحطات الإخبارية العالمية عن الأداء الجيد للإخوان في عمليات الإغاثة، ثم زادت نقمة النظام على الإخوان عندما قاموا بتسييس عملهم الإنساني بوضع شعارات على خيم الإنقاذ كتب عليها "الإسلام هو الحل"، وقد بدا للنظام أن الإخوان يعملون كحكومة ظل.
  • بما آثار حفيظة الحكومة التي تحركت بعدها مباشرة بإصدار قانون يحول دون وصول الإخوان لمجالس هذه النقابات
  • الصدام (تجفيف المنابع):
  • استطاع الإخوان نتيجة الأنشطة السابقة اكتساب – او بتعبير ادق تجديد ومراكمة - شرعية (اجتماعية) بفضل كفاءة هيكلهم التنظيمي ووصولهم الى الطبقة الوسطي تلك الشرعية التي طالما حرمها النظام منها .. فهم اكتسبوا قبول في الشارع المصرى نتيجة خدماتهم الاجتماعية ، وتعزز هذا القبول بانتشار الإخوان في الطبقة الوسطى من خلال الطلبة والمهنيين ..
  • الذى ارعب النظام تخوفه من ان يحقق الإخوان في مجلس الشعب نفس التقدم الذى حققوه في الشارع .. حيث رأى في ذلك تهديدا مباشرا له .. فكان لابد من التحول من سياسة المهادنة مع الإخوان الى سياسة الصدام التي بلغت ذروتها في 1995 ..

فقام النظام بالإجراءات الاتية:

  1. شن حملة أمنية استهدفت الكيانات الاقتصادية للجماعة أو لبعض أعضائها المستنفذين ففى فبراير 1992 أغارت أجهزة المخابرات على شركة "سلسبيل" للكومبيوتر واعتقلت صاحبيها حسن مالك وخيرت الشاطر وكان السبب غير المعلن ان النظام اكتشف ان شركة "سلسبيل" فازت بمناقصات توريد أجهزة الكومبيوتر للجيش ولأجهزة المخابرات
  2. منع نجاح الإخوان في انتخابات العام 1995
  3. حوّل حوالى 95 عضوا فاعلا في الجماعة إلى محاكمات عسكرية
  • وفي أعقاب إصدار الأحكام العسكرية طلب التنظيم من القسم السياسي داخل الجماعة عمل دراسات وإطلاعه على ما يعتقد أنها الأسباب التي أدت إلى تغيير النظام موقفه من الحركة وعلى الخيارات المتاحة أمام الإخوان (37)
  • واكب ذلك التضيق على العمل الخيرى الإخوانى
  • وكذلك التضييق على العمل الجامعى
  • بدت هذه الإجراءات العقابية كمحاولة أخيرة لكتم انفاس ذلك الكيان الذى تعملق اكثر من اللازم .. لكن كان الإخوان يراهنون على انفجار وشيك بسبب ضعف وفساد النظام .. وهذا ماحدث بالفعل ..

(6) مقاومة السقوط:

  • كان نظام مبارك يعانى من شيخوخة الرئيس والنظام والشعبية .. وكانت انتخابات 2010 مؤشرعلى ذلك .. وفيها تعامل الإخوان باحترافية لم ينتبه لها كثير من السياسيين .. حيث دخلوا الجولة الأولى فاكان فضيحة النظام بالتزوير الفج .. ثم انسحبوا في الجولة الثانية .. لتزداد فضيحة النظام ويزداد الغليان داخل الشعب المصرى .
  • مع تزايد الاحتجاجات الشعبية والسياسية (كفاية) بدأت بعض الدوائر الدولية تتدخل لقطع الطريق على انفجار شعبى وشيك ربما لايستطيعون التحكم فيه ... فكان البرادعى ..
  • نزل البرادعى ولم يجرؤ نظام مبارك على اعتقاله لانه كان قادم بضوء اخضر من أمريكا .. وكان تصريحه الشهير بضرورة اشراك الإخوان في اى تغيير قادم..لتبدأ بذلك جولة جديدة من الصراع ..
  • نظرة تحليلية:

(نظرة فى المسافة بين البداية والنهاية .. ترصد التغير في موزين القوى)

  1. البداية: جاء مبارك ليبدأ من الصفر .. وجاء الإخوان ليستكملوا مشروعا بدأوه منذ الملكية .
  2. السلطة: لفظ السادات أنفاسه دون ان يتم مشروعه .. وجاء مبارك بوعود جديدة لكن بنفس نهج السادات (حرية مشروطة)
  3. الأحزاب: حضور ضعيف وتواجد منهك .. ثم حركة بطيئة في (المسموح) دون مخاطرة تذهب بالمتاح ..
  4. الإخوان: مزيد من التمدد في ساحة العمل السياسى ، والعمل النقابى ، والعمل الطلابى ، والعمل المجتمعى
  5. التحديات: سياسة مبارك (تجفيف منابع الإخوان) + المحاكمات العسكرية + تزوير الانتخابات .. كل ذلك مثل تهديدا لمكتسبات الإخوان وإمكانية توسعهم ..
  6. ماحدث: تزايد الضغط الشعبى مماادى في النهاية الى نزول شعبى الى الشارع في احتجاج على عنف الشرطة .. نزل الإخوان فتحول الاحتجاج الى ثورة خلعت رأس السلطة ، فتعرى النظام

(لمعرفة قدرة التنظيم على تحقيق المكتسب وتنميته وحمايته)

  1. الفاعلية: واصل الإخوان نجاحاتهم بشكل متسارع .. وعجزت الأحزاب ان تلحق به .. كما عجزت السلطة عن إيقافه
  2. القدرة على التكيف: استطاع الإخوان تفادى ضربات النظام من اعتقالات او محاكمات عسكرية او تجفيف منابع .. وواصلت الحفاظ على الصدارة رغم ذلك .
  3. القدرة على التوريث: نجح الإخوان في توريث خبراتهم في العمل رغم تعدد الاجيال وتمدد ساحات العمل ... ووضح جدا الاحترافية من التقرير الذى أعدته اللجنة السياسية ورفعته الى مكتب الارشاد .
  4. قوة الفكرة: قوة اداء الإخوان لا تنطلق من شخص المرشد وإنما من قوة الفكرة وقوة التنظيم نفسه وقدرته على التوغل في نسيج المجتمع بخدماته .
  5. قوة التماسك: رغم تتابع الضربات بقى الإخوان محافظين على اعلى درجات التماسك .

(الانتشار والتأثير .. اتجاهات المستقبل)

(5) فاعل (3) موجود (1) ضعيف (0) خامل

  • بقى الإخوان في صدارة المشهد بفعل التنامى الكبير في الحضور الشعبى (الفاعلية = 5)
  • خرج مبارك من السلطة بعد ثورة (الفاعلية = 1)
  • ازداد تراجع شعبية الأحزاب فيما ظهرت قوى أخرى شاركت في الثورة (الفاعلية = 3)

وبسبب هذه المرحلة المتقدمة التي حققها الإخوان طوال العشرين سنة الماضية من عمر نظام مبارك وبسبب الحراك السياسي الشعبي الذي أصبح الإخوان طرفا فيه فإنه سيكون صعبا جدا على أى نظام جديد أن يبدأ دورته الحياتية بتحقيق مصالحه مع المجتمع من دون أن يمر ذلك بمصالحه مع الإخوان أولا

المبحث الثالث : ثورة يناير ... الفاتحة

مواجهة .. جمهورية الضباط

  • مدخل :
  • كانت حركة الإخوان المسلمين دوما في مناطق (ضعف) النظام دون مواجهة مباشرة او علنية مع الجسم الصلب له (الجيش) .
  • وبقدر حرص النظام على استبعاد الشعب من اى مواجهة .. كان حرص الإخوان على اشراك الشعب ، فهو صاحب القضية
  • قبيل سقوط مبارك ظهرت حركات شبابية جديدة منها حركة 6 ابريل .. في حين كانت الحياة الحزبية ضعيفة .. وكان الإخوان بحكم مابذلوا وماانجزوا لازالوا في صدارة المشهد .
  • جاءت ثورة يناير كاشفة لحقيقة اوزان الجميع ، وكذلك كاشفة لحقيقة كل الدعاوى التي اُطلقت من الجميع .

كانت ثورة يناير محصلة لجهد كل السنوات الماضية ..

  • احداث .. صنعت تاريخا:

(نظرة فى المسافة بين البداية والنهاية .. ترصد التغير في موزين القوى)

نتحدث عن الإخوان في مرحلة مابعد مبارك في محطات اربعة:

  1. محطة الثورة
  2. محطة الحكم
  3. محطة الانقلاب
  4. جولة جديدة

(1) الثورة

تزايد الغضب الشعبى نتيجة تردى الأوضاع .. حتى تحول احتجاج على ممارسة الشرطة للتعذيب في 25/1/2011 .. كانت استراتيجية الإخوان خلال ذلك كالتالى :

  1. النزول: لم يعلن الإخوان النزول للشارع يوم 25/1 ، بل نزلوا نوابا وبعض افراد ليكونا ناسا من الناس .. فصار الحراك (شعبيا) .. حينها اعلن الإخوان النزول .. فازدادت الاعداد وازدادت الطلبات .. فرحل مبارك ، وبرحيله بدأت مرحلة جديدة لكن .. مع (العسكر) مباشرة .
  2. الانتخابات: دفع الإخوان في اتجاه اجراء الانتخابات ، فحاول المجلس العسكرى التهرب منها ، فافتعل احداث محمد محمود لتكون استفزازا للمتظاهرين وضغطا على الإخوان لكى ينزلوا .. رفض الإخوان (كجماعة) النزول رغم الضغوط ، فتحمّل العسكر وحدههم نتيجة ماحصل من دماء .. وصار الضغط على العسكر بدل ان يكون على الإخوان .. فاضطر العسكر لاجراء انتخابات بلغت نسبة المشاركة فيها حوالي 60 % وهي نسبة قياسية في تاريخ الانتخابات المصرية (38) فاز فيها الإخوان بالأغلبية .. فاصبح مجلس الشعب يشرع ويراقب والمجلس العسكرى يحكم ... الا ان المجلس العسكرى حل هذا المجلس في 14/6/2012 قبل أيام من تسليم السلطة للرئيس المنتخب محمد مرسى ! (39)
  3. الازمات: ازدادت الازمات فتم توجيه اللوم الى من يراقب ويشرع (مجلس الشعب) لا الى من يحكم .. وكان الإخوان قد وجهوا لحكومة الجنزورى اتهامات منها (... الانفلات الأمني الذي كان من شأنه وقوع مذبحة لمشجعي كرة القدم في مدينة بورسعيد الساحلية .. وأخيرا قرار رفع حظر السفر عن أجانب أغلبهم أمريكيون اتهموا بالعمل في منظمات غير حكومة تلقت أموالا أجنبية بدون موافقة حكومية وعملت بدون ترخيص) (40) .فكان كلما أراد الإخوان ان يغيروا وزيرا او رئيسا للحكومة رفض العسكر بما له من صلاحيات .. فانحشر الإخوان في الزاوية ..
  4. الرئاسة مخرج من الازمة ام مدخل اليها: لم يكن في نية الإخوان الترشح للرئاسة وكانوا يميلون الى ترشيح احد القضاه الذين اشتهر عنهم النزاهة الا انهم جميعا رفضوا .. فاضطر (41) الإخوان – حفاظا على الثورة – ان ينزلوا هم بمرشح للرئاسة خاصة بعدما رفض المجلس العسكرى تغيير حكومة الجنزورى .. فازداد التوتر بين الإخوان وبين المجلس العسكرى ، وكان مما قاله الدكتور محيي الزايط عضو مجلس الشورى العام بجماعة الإخوان المسلمين (هناك حروبًا ضارية بين المجلس العسكري والإخوان خلف الكواليس، وأن الإخوان المسلمين من يحق لهم إصدار العفو تجاه المجلس العسكري وليس العكس) (42) فنزل الإخوان الرئاسة .. فاز بها الإخوان ، فكان مرسي .. وكان الاختبار الاخطر والاهم في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين .. كيف ينتقلوا من الدعوة الى الدولة ... ؟

(2) الإخوان في ادارة الدولة:

  • في سابقة لم تحدث من قبل طوال تاريخ الإخوان .. وصل الإخوان الى الرئاسة عبر انتخابات شهد الكل بنزاهتها .. حوت هذه الفترة اختبارات للاخوان الجماعة والإخوان الرئيس والحكومة ، فرغم قصر المدة مما لا يكفى للحكم على أداء الإخوان .. الا انها ملئ بالمؤشرات الدالة ..
  • كان اعلام الدولة دائما مايصدر نموذج الحكم في إيران وفى السودان كنموذج وحيد لدولة يديرها إسلاميون .. فجاء الإخوان فلم يطبقوا هذا ولاذاك انما طبقوا نموذجا خاصا بهم ..

تشكيل الحكومة:

  • بتولى مرسى الرئاسة .. بدأ بالبحث عمن يشكل الحكومة .. فتوجه الرئيس مرسي الى القوى العلمانية والليبراليه لتشكيل الحكومة او المشاركة فيها ، الا انهم جميعا رفضوا (43) سواء القبول بتكليف تشكيل الحكومة او حتى المشاركة فيها او حتى الحكم المحلى رغم دعوتهم مرارا الي المشاركة .. فانحشر الإخوان في الزاوية مرة أخرى لكن هذه المرة من شركاء الميدان ورفقاء السياسة وليس من العسكر ..
  • حكومة هشام قنديل: وقع اختيار الرئيس مرسي على الدكتور هشام قنديل ليقوم بتشكيل اول حكومة للثورة وتم تشكيلها في (44) 2 أغسطس 2012 ورحلت وقت ثورة 30 يونيو 2013 وحدث تعديل في يناير 2013 وفي مايو 2013 ..
  • إدارة الدولة:
  • من الصعوبة ان نقيم أداء الرئيس مرسي في إدارة الدولة في عام واحد .. لكن يمكننا ان نصل الى مؤشرات معينة تبين اتجاهات المستقبل .. وذلك بالإشارة الى ثلاثة نماذج:
  • الرئيس مرسي وقضية الفساد :
  • حيث تمت مطالبة شركة اورسكوم بضرائب مستحقة قيمته ‬7.‬1 ‬مليار جنيه، ‬تسدد علي أقساط سنوية .. عن صفقة استحواذ شركة لافارج الفرنسية علي قطاع الأسمنت بشركة أوراسكوم عام ‬2007 ‬والتي بلغت قيمتها ‬68 ‬مليار جنيه (45)‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
  • اصر الدكتور عبد الله شحاتة ساعتها على تسديد قيمة الضرائب بالدولار .. وتم تسديد ‬350 ‬مليون دولار فعلا كدفعة أولى .‬‬‬‬‬‬‬‬ وعندما رفض أنسي ساويرس وناصف ساويرس الاعتراف بالتهرب الضريبي وسداد المستحقات للدولة ، تم إصدار قرار من المستشار طلعت عبدالله، النائب العام حينئذ، بوضعهما على قوائم الممنوعين من السفر وترقب الوصول . (46)
  • الرئيس مرسي والامن القومى المصرى:

القمح احد المحاصيل الاستراتيجية التي تستخدم كورقة ضغط على القرار السياسى .. هذا مواقف ثلاثة عهود مختلفة من قضية الاكتفاء الذاتي من انتاج القمح: (47)

  1. كان مبارك يقول باستحالة الاكتفاء الذاتي من القمح
  2. اعلن الوزير باسم عودة عن سعى الحكومة الى تحقيق الاكتفاء الذاتي من انتاج القمح في خلال 3 او 4 سنوات .. وكان الرئيس مرسي قد اعلن في كلمة له وسط محصول القمح - بزيادة الإنتاج بنسبة 30 في المئة خلال العام الأول من حكمه.
  3. لكن في عهد الانقلاب نشرت (الأهرام الزراعي) في أبريل 2016 عنوان (القمح في ذمة الله. وزيرا الزراعة والتموين يعلنان نهاية عصر زراعة المحصول في مصر)

وهكذا أثبت باسم عودة للشعب فشل العسكر طيلة 62 عاما خربوا فيها مصر .. حيث قضى على ظاهرة الطوابير التي حشر فيها العسكر مصر لإذلال الشعب المصري.. طابور الجمعية.. طابور العيش.. طابور البوتاجاز. (48)

  • الرئيس مرسي واستقلال القرار الوطنى:

قضية فلسطين كانت دوما مؤشرا على مدى استقلال القرار السياسى لمصر .. هذه اربعة مواقف تبين حقيقة مواقف العهود المختلفة:

  1. حرب 2008: يتم الإعلان عنها من القاهرة على لسان وزير خارجية (إسرائيل) .. واستمرت ثلاثة أسابيع تم فيها استمرار حصار غزة من الجانب المصرى .
  2. حرب 2012: تستمر لأسبوع واحد فقط ولاجلها يطرد الرئيس مرسي السفير الاسرائيلى ثم يرسل رئيس الوزراء الى غزة فيتشجع العرب فيذهب 12 وزير عربى لزيارة غزة (49)
  3. وترسل إسرائيل عبر دولة اوربية تتوسل للرئيس مرسي فتح قناة حوار خلفية للتوصل الى حل لقضية حصار غزة .. وأعلنت حماس الانتصار من القاهرة . (50)
  4. حرب 2014: بعد الانقلاب استمرت أكثر من 50 يوما .. وعند المفاوضات كان المصريون يجلسون الى جوار الاسرائليين على الطاولة مقابل الوفد الفلسطيني !

(3)الانقلاب كحل أخير مع الإخوان:

عندما فشلت (دولة العسكر العميقة) في تطويع او افشال او ارباك الرئيس مرسي .. لجأت الى الانقلاب عليه في مغامرة ربما لم تكن محسوبة فيها ردات الفعل جيدا ..

نرصد في هذا الانقلاب اربع محطات ذات دلالة:

  1. تجنب الصدام أو تأخيره
  2. موقف مختلف القوى من الانقلاب
  3. موقف الشعب (ناخبين) من الانقلاب
  4. منهج الإخوان في التعامل مع الانقلاب
  • تجنب الصدام او تأخيره: تلك سياسة اتبعها الإخوان منذ الثورة ، فلم يغب عن الإخوان عدم رضا المجلس العسكرى عما آلت اليه الأوضاع .. وكان هذا واضحا للجميع منذ تعنت المجلس العسكرى في تغيير حكومة الجنزورى وكذلك في تصريح الكتتانى لقناة الجزيرة بما دار بينه وبين الجنزورى من النية لحل مجلس الشعب وكذلك في تصريحات عضو الشورى العام دكتور محي الزايط (51) ...

فانبنت خطة الإخوان على تجنب الصدام مع المجلس العسكرى او تأخيره ، لحين تحقيق ثلاثة اهداف :

  • تكوين مؤسسات دستورية (برلمان ولجنة التأسيسية ودستور) مما يجعل من عملية اختطاف الثورة امر صعب لايتم الا بانقلاب (مكلِّف) يدفع ثمنه من حرض عليه وقام به .
  • تقديم نموذج من إدارة الدولة يبطل الشبهات التي أُلصقت بالإخوان وبمشروعهم السياسى .. ممايسمح بدخول جولة جديدة من الصراع ان حدث الانقلاب .
  • انكشاف اكبر قدر من الدولة العميقة وحيلها وادواتها المستترة والمخفية .وقد انجز الإخوان بالفعل الدستور وان لم يستطيعوا ان يصلوا الى انتخابات لمجلس الشعب اذ عجل العسكر بالانقلاب .
  • موقف مختلف القوى من الانقلاب: ظلت القوى العلمانية والليبرالية تكرر اخطائها في المشاغبة دون تقديم بديل افضل يقنع الناس بانتخابهم ..
  • ففضلا عن تمنعهم عن المشاركة فى اول حكومة بعد الثورة .. فانهم جميعا رحبوا بالانقلاب ... وبرغم الإهانة التي وجهت لهم عند كتابة دستور الانقلاب عندما تم تغيير ماتم الاتفاق عليه ، الا ان الأغلبية آثروا اكمال التصويت عليه (52)
  • ثم عندما بدأ غدر العسكر بالجميع .. لم تجرؤ القوى العلمانية باطيافها المختلفة على النزول الى الشارع كما كان يحدث أيام مرسى .. فقد اختفوا جميعا من المشهد ولم يبقى في الشارع سوى الإخوان وانصار الشرعية ..
  • بالانقلاب والتمهيد له اكتشفنا جميعا من هم انصار الدولة المدنية .. ومن هم مع الدولة المدنية اذا جاءت بهم ومع الدولة العسكرية اذا كان في الحكم غيرهم .
  • موقف الشعب (الناخبين) من الانقلاب : الوسيلة الوحيدة التي نستطيع بها ان نعرف حقيقة التأييد الشعبى لماحدث من انقلاب .. هي احتشاد الشعب امام صناديق الاقتراع ، ومقارنة ذلك بماكان أيام الثورة وايام مرسي
  • جاءت انتخابات رئاسة الانقلاب 2014 لتعلن النتيجة .. حيث كانت المقاطعة هي سيدة الموقف .. وبدأت اول مقارنة بين اقبال الناس على انتخابات الانقلاب وبين اقبالهم على انتخابات الثورة .. لقد كانت انتخابات بين انقلاب وبين ثورة بين السيسى وبين مرسي (53)
  • ثم جاءت انتخابات مجلس شعب الانقلاب في 2015 فكانت نسبة حضور الناخبين – حسب مااعلنه نظام الانقلاب –28% بينما كانت نسبة حضور الناخبين في انتخابات الثورة 2011 تجاوزت 60% .. فكان هذا اول اختبار لحقيقة الجموع التي خرجت في 30/6 ثم رحبت بإعلان الانقلاب في 3/7 (54)
  • اما القبول بالانقلاب والعودة الى البيوت .. وساعتها كان سيتم الذبح في البيوت ومن سلطة شرعية باعتراف الإخوان .
  • واما الصدام واللجوء للعنف امام القمع غير المسبوق .. وساعتها سيكون السيسى على حق فيما ادعاه على الإخوان
  • واما رفض الانقلاب وعدم الاعتراف به .

حسم الإخوان امرهم سريعا وكانوا مازالوا في اعتصام رابعة .. وكانت الكلمة التي حددت المسار لما بعد الانقلاب الى لحظة اعداد هذا البحث والتي اعلنها المرشد العام للإخوان المسلمين دكتور محمد بديع (ثورتنا سلمية وستظل سلمية .. ثورتنا اقوى من الرصاص)

ويتم القبض على المرشد ونوابه وباقى قيادات الإخوان ولم نجد اى مقاومة مسلحة او حراسات مسلحة ، لانها لم تكون موجودة اصلاً (55)

فشل الانقلاب في انتزاع شرعية من الإخوان (الاعتراف) او من الشعب (الإنجاز) انكشفت به حقيقة القوى المدنية وكانت تلك هي السقطة الثانية والاوضح تسبب الانقلاب في توحد التيارات الإسلامية لأول مرة بعد ست سنوات من الانقلاب الجيش في الواجهة متحمل كل الكوارث

(4) جولة جديدة: جاء الانقلاب بعد رئيس منتخب وفى ظل دستور يحدد بشكل دقيق متى يخلع الرئيس وكيف يحاكم .. ممايقطع الطريق على اى محاولة لاستخدام القوة لفرض أوضاع معينة على الأرض .. فلم يبقى امام الانقلاب سوى حل من ثلاثة:

  • لم يبقى امام السيسى سوى احد امرين :
  1. اما تنازل من الرئيس واعتراف من الإخوان
  2. واما شرعية الشارع .. بتأييد الجماهير
  3. واما شرعية الانجاز .. فتأتى بتأييد الجماهير
  • حاول الانقلاب ان ينتزع التسليم من الرئيس مرسي او من الإخوان ... فلم يقبل الرئيس مرسي ولم يقبل الإخوان .. فبقيت الشرعية محجوبة عن الانقلاب ..
  • والناس عندما دعيت الى النزول لانتخابات رئاسة الانقلاب 2014 لم يستجب الا القليل .. وعندما دعى الناس الى انتخابات مجلس شعب الانقلاب تكرر نفس الامر .. فامتنع عن الانقلاب تنازل الرئيس مرسي واعتراف الإخوان كما امتنع عنه تأييد الجماهير .. فلم يتبقى امامه سوى (الإنجاز)
  • فصارت شرعية الانقلاب مرهونة بما سيكون في مستقبل الأيام .. فانفتحت بذلك جولة جديدة من الصراع اما ان تنتهى بسقوط الانقلاب واما تنتهى بقبول الناس به
  • نظرة تحليلية

(نظرة فى المسافة بين البداية والنهاية ، ترصد التغير في موزين القوى)

  1. البداية: سقط مبارك .. فتعرى النظام .. كاشفا عن مكونين كبيرين (العسكر والإخوان) .. الأول جزء من النظام والثانى نتاج معاناة 90 عام
  2. السلطة: ادارها (المجلس العسكرى) هادفا الى اخراج الشعب من الحسابات وتوريط الإخوان في تجربة تنهى مشروعهم وتقضى على سمعتهم .
  3. الأحزاب: سقط مع مبارك كل من اعتاد الجلوس على مائدته او الاكل من فتاته .. فتشكلت قوى جديدة تملك الحماسة ولاتملك الرؤية اوالقدرة .
  4. الإخوان: بنزولهم صارت لهم قيادة الشارع الثائر .. فانتزعوا سنة للحكم – بأمر الشعب - فقدموا نموذجا لم يعتاده الناس من قبل .
  5. التحديات: انقلاب على الثورة .. بدأ ناعما ثم تحول الى خشن ودفع فيه الإخوان الثمن الأكبر اعتقالا ونفيا وقتلا .
  6. ماحدث: وقع الانقلاب فلم يعترف به الإخوان .. دفعوا ثمنا .. لكن لازالت الدبابة في الشارع خائفة متربصة من غضبة شعبية قادمة .

(لمعرفة قدرة التنظيم على تحقيق المكتسب وتنميته وحمايته)

  1. الفاعلية: (مبادرة) لدخول الرئاسة منعت اجهاض الثورة في بدايتها و(جاهزية) منعت تشويه الثورة في مسيرتها و(إيجابية) منعت تخريب الثورة في نهايتها .
  2. القدرة على التكيف: فكانت الجاهزية حاضرة لقيادة الشارع ثم لادارة الدولة ثم لمقاومة الانقلاب .
  3. القدرة على التوريث: تعدد المراحل وتنوعها كان اثرا عن تراكم الخبرات واستثمار الطاقات .
  4. قوة الفكرة: فقوة الفكرة والقناعة بها عوضت غياب التكافؤ بين القوى .. ممااوصل الإخوان لمبارة في النهائى .
  5. قوة التماسك : تحكيها حركة رشيقة لصف الإخوان بين منعطفات ثورة تمثل جولة أخيرة لنظام العسكر .

(الانتشار والتأثير .. اتجاهات المستقبل)

(5) فاعل (3) موجود (1) ضعيف (0) خامل

  1. ظل الإخوان في صدارة المشهد .. الى ان حدث الانقلاب
  2. سقط نظام (العسكر) ثم استعاد مواقعه مرة أخرى بالانقلاب
  3. نشطت القوى الشبابية والحزبية أيام مرسى ثم انطفأت أيام الانقلاب

اخوان السلطة أحزاب

الثورة 5 0 3 مرسى 5 3 1 لانقلاب 3 5 0

رغم الانقلاب وتغييب الإخوان في السجون .. لازال الإخوان هم الحاضر الغائب في المشهد السياسى والاجتماعى

المبحث الرابع : تحديات ومؤشرات

التحديات:

  1. غياب القيادة.
  2. تماسك الصف.
  3. التوازن.
  4. ضياع المكتسب.
  5. الشباب.
  6. غياب الإخوان.

المؤشرات :

التحديات

  1. غياب القيادة: فاول من استهدفهم الانقلاب بالقتل او السجن كانت القيادة في المستوى الأول والثانى واكثر الصف الثالث .. والقيادة في الجماعات التنظيمية هي العمود الفقرة للتنظيمات .. ويزداد الامر خطورة ان انهدم البناء التنظيمى نفسه ، حينذاك تكون المشكلة كارثة على الإخوان .
  2. تماسك الصف: ان يبدأ التنازع الداخلى ان طالت المحنة .. فيكون التلاوم بعد الصبر ، ويكون الارجاف بعد التثبيت ، خاصة ان تضررت البيوت والعوائل فتصبح عامل ضغط اضافى على رجال الإخوان .
  3. التوازن: هى اهم ماميز الإخوان عن غيرهم .. فاوجد لمشروعهم كتلة صلبة تتقدم وتتحمل دون ان تنحرف او تتنازل .. فان غلب الجانب السياسى على التربية اختل التوازن وانحرف المسار .
  4. ضياع المكتسب: فان حدث ان عجز الإخوان عن حماية مكتسبات الثورة او تنازلوا واعترفوا بالانقلاب تحت ضغط المحنة .. سيؤدى ذلك الى انهيار المعنوبات وعدم جرأة القادم الجديد على تكرار التجربة
  5. الشباب: ان يتأثر الشباب سلبا بالهجرة القسرية والبعد عن الاهل او بالسجون او بمنظر الدماء خاصة ان كانت لصديق او قريب .. فبتورطوا في عنف او يقعدوا عن مواصلة المسير .. خاصة الشباب الذى لم يعش فترة كافية في المحاضن التربوية للاخوان
  6. الغياب: أولى هذه التحديات ان يتأثر الوضع العام بغياب الإخوان القسرى في السجون او في المنافى .. فنصل الى حالة اشبه بوضع الإخوان في سوريا عندما خروجوا بعد مذبحة حماة 1982 فغاب من يدير عملية الوعى في الداخل

المؤشرات

بعض الاحداث التي حصلت على الأرض تشير ان ان الإخوان امتصوا الصدمة .. وربما ينجحوا في تجاوزها ، فيتكرر ماحصل الخمسينات والستينات .. عندما خرجوا من شدتهم افضل ممادخلوا فيها:

  1. غياب القيادة: فخروج مجموعة من قيادات التنظيم من البلد بقرار من مكتب الإرشاد بعد تنبؤهم بالانقلاب ، قلل من صدمة الغياب .
  2. تماسك الصف: الى الان (2019) مازال الإخوان صفا واحدا رغم خروج البعض عن الجماعة وتكوينهم لتنظيم اخر .
  3. التوازن: لازالت الكتلة الأكبر بداخل الإخوان متوازنة ..
  4. ضياع المكتسب: تحول المعركة من ثنائية الإخوان والعسكر الى الشعب والعسكر اول (واق) وحماية
  5. الشباب: لازال التحدى قائم والخطر ماثل

الغياب: وعى الشعب بالازمات وربطهم ذلك بالانقلاب لازال يتشكل .

الخاتمـــة

(الإخوان رئة تتنفس بها الحياة السياسية في مصر .. بغيرها تموت)

نقدم في هذه الخاتمة:

  1. الإجابة على سؤال البحث.
  2. خلاصات عامة.
  3. رأى باحثين.

(1)الإجابة على سؤال البحث:

كانت معادلة الإجابة على سؤال البحث هي :

خلال جولتنا في خمسة عهود استطعنا ان نستنتج عبر نموذج الفاعلية ان الإخوان المسلمين وحدهم كانوا يخرجون من كل عهد برصيد من المكتسبات وبقدرة على حمايتها وتنميتها وبما لايحرفهم عن خطهم الفكرى الأصيل .. في حين عجزت القوى الأخرى بما فيها السلطة (اسرة محمد على + جمهورية الضباط) عن ذلك ..

بما مثل في الأخير ان البديل الأفضل دوما كان جماعة الإخوان المسلمين .. وان المحن والشدائد التي مرة بها الإخوان لم تكن فشلا ، انما كانت ثمنا مستحقا لنجاح حققوه وحافظوا عليه حتى وصلوا الى اعلى هرم السلطة .. وهذا خلاصة الجداول التي جعلنا في خاتمة كل عهد ..

(5) فاعل (3) موجود (1) ضعيف (0) خامل

  • النتيجة: البديل الأفضل دوما .. الإخوان .

(2) خلاصات عامة:

  1. بيئة البحث (السؤال والجواب) العمل المجتمعى والسياسى السلمى .. فهذا هو خيار الإخوان المسلمين الى الان .. ومن ثم لم نتطرق للخيار المسلح الذى لجأت اليه السلطة في انقلابها الخشن 2013 ولم تعتمده جماعة الإخوان كوسيلة لتحقيق المكتسب او حمايته .
  2. بعد كل ماقدمنا .. كان المتصور ان يكون السؤال : (هل بقى للتيار الليبرالى - الناصرى - العلمانى) من دور في الحاضر او في المستقبل ؟
  3. رغم ان الإخوان هم اكثر من بتحمل فاتورة التغيير .. لكنهم اكثر الفائزين بحب شعبهم طوال سنوات مابعد المحن (194819541965) والمتصور ان مثله سيحدث بعد (مذابح رابعة ومابعدها)
  4. كل التيارات تعثرت او اندثرت .. سوى الإخوان ، وحدها التي عبرت .. فكان منهم الرئيس
  5. في عام من حكم لم يكتمل ابطل الإخوان شبهات مائتين عام حول المشروع الاسلامى .. وحول الإخوان .. فلم يكن مرسي نسخة مكررة من حكم السودان او إيران ... بل نسيج وحده
  6. كان امام الإخوان في كل مرحلة خياران .. اما الرجوع والاعتذار للشعب (ويدفعوا الثمن) واما التقدم للامام املا في تحصيل مكتسب يقلل الخسائر ويفتح بابا للمستقبل في جولة ثانية للثورة . كان الإخوان يختارون التقدم الى الامام والرهان على المستقبل ..
  7. وكان الأكثر لفتا للنظر، البعد العالمى (فرئيس الدولة السادات يتصل بمرشد الإخوان عمر التلمساني بناء على اقتراح من الرئيس الامريكى كارتر .. لحل مشكلة بين أمريكا وإيران)
  8. بالرغم مع تمتع الإخوان بالدهاء السياسى الا ان المواقف الأخلاقية كانت حاضرة دوما ... وكان لها ثمن
  9. كان وراء هذا الصعود لجماعة الإخوان خبرات بشرية ضخمة تراكمت عبر سنواتها التسعين ، وتمتع الإخوان بوفاء نادر لمبادئهم .. حتى في أيام محنتهم (فتنة التكفير) .
  10. ظاهرة غريبة تحتاج الى دراسة مستقلة .. عندما كان الإخوان يعجزون عن التمدد الافقى كانوا يتمددون رأسياً .. فهم في تمدد دوما .

(3) رأى باحثين:

نشير الى رأى باحثين اثنين في عامين مختلفين ، في اول سنة بعد الانقلاب (2014) وفى عام (2019) :

  • الأول: الدكتور بشير موسى نافع .

وهو من أهم المفكرين العرب الذين ظهروا في العالم الإسلامي والعربي في العقدين الأخرين ، حيث كتب في عام 2014 مقالا بعنوان : (لماذا تنتهي الحرب على الإخوان المسلمين دائماً إلى الفشل؟) حيث خلص الى ان احد اهم أسباب الفشل المتكرر للحرب على الإخوان ، ان الإخوان يمثلون التيار الغالب في الامة وانهم يتمتعون بمرونة عالية في مواجهة التحديات وان من أمامهم بقايا لافكار او أنظمة متهالكة متداعية .

  • الثانى: الباحثة باربرا زولنر .

وهى محاضرة حول سياسات الشرق الأوسط في قسم السياسات في كليّة بيركبيك، لندن ، حيث كتبت مقالا نشر موقع مركز كارنيجى للشرق الأوسط بتاريخ 18/3/2019 بعنون (البقاء على رغم القمع: كيف استطاعت جماعة الإخوان المسلمين المصرية الصمود والاستمرار؟) خلصت ان الانقلاب فشل في تفكيك جماعة الإخوان المسلمين عبر السيطرة على بنيتها التنظيمية ، كما انه فشل في عزل جماعة الإخوان بوصمها بالعنف .. بل جاءت سياسة الانقلاب كنتيجة عكسية حيث اثبتت هذه السياسة ان الجماعة تمتلك قدرة كبيرة على الصمود والتكيّف، كما برزت مؤشرات على حدوث تجدّد داخلي فيها

لازال الإخوان المسلمين هم البديل الأفضل بحكم انجازاتهم طوال العهود السابقة واخفاق خصومهم ، وبحكم امتلاكهم لمجموعات عمل مؤسسية تجيد تحقيق المكتسب وحمايته وتنميته .

فهرس المصــادر

المقدمـة

  1. (مستقبل الإسلام السياسي في دول الربيع العرب .. مصر نموذجا) محمود أحمد جبر (تعريف الثورة يتوقف على المسافة التي يقطعها الحراك الشعبى من لحظة الاحتجاج الى لحظة تكون طبقة اجتماعية جديدة قادرة على تنحية الطبقة الاجتماعية القديمة العاجزة)
  2. (الربيع العربي - لعبة الثورات والثورات المضادة) سعد محيو - بيروت
  3. (الربيع العربي لم يمُت.. بل يتمخّـض) سعد محيو - بيروت

(الطموح لنيْل الحرية والديمقراطية، ليست حرباً واحدة تُربَح أو تُخسَر مرة واحدة، بل هي سِلسلة معارِك متّصلة، يتراكم فيها الوعي الليبرالي المؤدّي إلى الديمقراطية بمشقّة وعبْر التجربة والخطأ)

المبحث الأول : ملامح مشروع الإخوان المسلمين

  1. مبادئ واهداف الإخوان المسلمين
  2. (حول الفكرة والتنظيم في منهج جماعة الإخوان المسلمين) دكتور رفيق حبيب
  3. (يريد الإخوان المسلمين تغيير العالم.. فهل فكروا في تغيير أنفسهم؟) - مروان العياصرة (ينظر الإخوان المسلمين للتغيير باعتباره أمراً حتمياً، والطريق الحقيقي للإصلاح، وبدأت هذه الثنائية تأخذ مسارها في أدبياتهم حتى أقاموا لها منهجاً أسموه منهج "الإصلاح والتغيير"، ومن باب المقاربة بين المعنيين، فإنّ وصف جماعة الإخوان المسلمين بأنها حركة إصلاحية لم يكن وصفاً دقيقاً وحقيقياً فحسب؛ بل أخذت الجماعة مساراً أبعد أثراً وهو مسار "التغيير"، الذي يمكن له أن يطال كل المجالات، لا الناحية الاجتماعية فقط)
  4. (التغيير والمنهج التربوي) - رفيق حبيب

المبحث الثانى : مسار الإخوان المسلمين .. المنحنى والاتجاه

التمهيد

  1. (مستقبل الإسلام السياسي في دول الربيع العربي) حيث تحدث عن تزييف وتمييع قضايا الواقع الحياتية
  2. المصدر السابق
  3. المصدر السابق
  4. (تآكل السردية الإخوانية .. الشمولية وسقوط "الإسلاموية الأرثوذكسية) - خليل العنانى

حيث ذهب خليل العنانى الى ان الأيديولوجيا الإخوانية فقدت جزء كبير من بريقها

المطلب الاول : الإخوان المسلمين والملكية

(5) (الإخوان المسلمين والمجتمع المصرى) رسالة جامعية ذكر فيها بالتفصيل أنشطة الإخوان المسلمين في العهد الملكى

(6) عالم المعرفة – الكتاب الأسود لمكرم عبيد

(7) (الإمام البنا واستخدام القوة)محمد عبد الرحمن المرسي

(8) (الجماعات السياسية الإسلامية والمجتمع المدنى) – احمد حسين حسن

المطلب الثانى: الإخوان المسلمين و عبد الناصر

(9) (الإخوان المسلمين ودورهم في حرب القنال عام 1951م)

(10) (اسرار حركة الضباط الاحرار)حسين حمودة احد الضباط السبعة الذين حضروا بيعة الضباط مع الإخوان ، واحد الذين اسسوا حركة الضباط الاحرار

(11) المصدر السابق

(12) (حسن الهضيبي الإمام الممتحن)جابر رزق حيث ورد في هذا الكتاب كل الشهادات التي جاءت مؤرخة لموقف الإخوان من نظام عبد الناصر

(13) (أزمة مارس 54: القشة التي قصمت ظهر الديمقراطية في مصر) – مقال

(14) احتجاجات كفر الدوار – موسوعة المعرفة

(15) (عبد الناصر والإسلام) – عبد المنعم منيب

(16) (ثورة 23 يوليو والديمقراطية) – عبد المنعم منيب

(17) (اسرار حركة الضباط الاحرار) حسين حمودة (شهادة حسين حموده خلال حوار بينه وبين عبد الناصر)

(18) (اسرار حركة الضباط الاحرار) حسين حمودة

(19) (حسن الهضيبي الإمام الممتحن)جابر رزق شهادة عبد الحكيم عابدين

(20) (هل يمكن القضاء على جماعة الإخوان المسلمين) – احمد الباهى

(21) نفس المصدر

(22) نفس المصدر

المطلب الثالث : الإخوان المسلمين والسادات

(23) (الحكومة الخفية في عهد جمال عبد الناصر) – جمال حماد وفى الكتاب ذكر جمال حماد تفاصيل الصراع بين مراكز القوى وبين السادات

(24) (عبد المنعم أبو الفتوح : شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر 1970-1984)

(25) (البدايات : الأصولية الإسلامية في المجتمع المصري - عبد الله شلبى)

(26) (الإخوان المسلمين والحركة الطلابية فى السبعينيات)

(27) مصر "تتحفّظ" على المستشفيات الإسلامية

(28) (كتاب أيام مع الساداتعمر التلمساني)

(29) (تحولات الإخوان المسلمين – حسام تمام)

(30) (كتاب عرفت السادات – محمود جامع)

المطلب الرابع : الإخوان المسلمين و مبارك

(31) (صراع على الشرعية الإخوان المسلمين ومبارك) - هشام العوضي

(32) المصدر السابق

(33) (التجربة السياسية للإخوان المسلمين في مصر بعد ثورة يناير) – جمال نصار

(34) العلاقات الدولية للإخوان كما يراها يوسف ندا

(35) الإخوان المسلمين وإحياء العمل الإغاثي

(36) (صراع على الشرعية)

(37) المصدر نفسه

المبحث الثالث : ثورة يناير ... الفاتحة

(38) انتخابات برلمان "الثورة" المصري

(39) المصدر السابق

(40) البرلمان يتجه لسحب الثقة من الجنزوري وعلى المجلس العسكري تكليف الاغلبية بتشكيل الحكومة

(41) (التجربة السياسية للإخوان المسلمين في مصر بعد ثورة يناير) – جمال نصار

(42) لا تراجع عن ترشيح الشاطر .. وحكومة الجنزوري تحرق مصر

(43) هشام قنديل يحرج معتز عبدالفتاح: أنت ضمن كثيرون رفضوا المناصب الوزارية

(44) بالأسماء - هؤلاء هم وزراء حكومات مصر الـ7 بعد ثورة يناير

(45) ساويرس يحول ‬350 ‬مليون دولار للضرائب كدفعة أولى للتصالح‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

(46) (أخطاء عبد الله شحاتة القاتلة)

(47) إنتاج القمح في مصر بين عهدي مرسي والسيسي

(48) (باسم عودة,وزير التموين كاد أن يحل مشاكل مصر الغذائية) - رياض فالحى

  • (حكايات قديمة عن حرب القمح) – وائل قنديل مقال ذكر فيه الكاتب مارواه له وزير الزراعة السابق احمد الليثى الى ان هناك فيتو امريكى على زراعة القمح في مصر
  • (على هامش الرحلة) – محمد أبو الغار
قال بان جمال عبد الناصر عدو أمريكا كان يستورد قمح أمريكي في أجولة عليها يدان تتصافحان عليهما علم مصر وأمريكا، و تحتهما عبارة: إهداء من الشعب الأمريكي. في الوقت الذي كان يشن فيه عبد الناصر حملات شرسة عن تآمر أمريكا ضد مصر.

(49) لميدل إيست آي: محمد مرسي كان صديقا حقيقيا للفلسطينين

(50) عزام التميمى في وفاة الرئيس مرسي

(51) تراجع عن ترشيح الشاطر .. وحكومة الجنزوري تحرق مصر

(52) ابو الغار يفضح تزوير الدستور

(53) الانتخابات ـ متصلة بـ احمد موسى تبكي على الهواء، اللجان فاضية يا استاذ احمد

  • هستيريا الإعلام المصري بسبب ضعف الإقبال على الانتخابات

(54) الحياة السياسية في مصر 2011-2018

(55) المرشد العام من على منصة رابعة : ثورتنا سلمية وستظل سلمية

فهرس الرسوم والاشكال

المقدمة:

معادلة الحل :

ملامح مشروع الإخوان المسلمين

المبحث الثانى - المطلب الأول: الفترة الملكية

المبحث الثانى - المطلب الثانى: الإخوان المسلمين وعبد الناصر

المبحث الثانى - المطلب الثالث: الإخوان والسادات

المبحث الثانى - المطلب الرابع: الإخوان المسلمين ومبارك

المبحث الثالث: ثورة يناير .. مابعد الثورة

المبحث الرابع: تحديات ومؤشرات

  • الخاتمــــــــــة:

للقراءة بصيغة البي دي إف

الإخوان المسلمين ما بعد الربيع العربي

اضغط هنا لتحديث قارئ الملف (في حالة عدم ظهور الملف)

اضغط هنا لتحميل الملف