الإخوان المسلمون والحركة الطلابية فى السبعينيات (الجزء الأول)
مركز الدراسات التاريخية
مقدمة
بعد وفاة جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 وتولي السادات السلطة في مصر.. تزامن مع تولي السادات الحكم حالة فوران مجتمعي للمطالبة بالحرب مع إسرائيل وتحرير سيناء ، وكانت الحركة الطلابية فى قلب هذه الحالة من الفوران.
فقد شهدت معظم فترة السادات تحركات طلابية ضخمة لما شاب هذه الفترة من سياسات يمينية و قد ابتلت هذه السياسات مصر و الوطن العربي كله بأشياء كثيرة منها معاهدة الذل و الخيانة التي وقعها مع العدو الصهيوني في كامب ديفيد ..
ولكي يرتاح السادات من هذه التحركات الطلابية التي تعبر عن ضمير الأمة و قلبها النابض أصدر السادات لائحة 79 التي ألغى من خلالها اتحاد طلاب الجمهورية الذي كان يمثل رأيًا عامًا غاية في الخطورة و يعبر عن الحركة الطلابية المصرية و ذلك في محاولة لاغتيال هذه الحركة الشامخة كما ألغى السادات اللجنة السياسية في اتحادات الطلاب و حرَّم كافة أشكال العمل السياسي داخل الجامعة .
وكانت الجامعات المصرية تحت سيطرة الناصريين فخلال فترة حكم عبدالناصر تم استبعاد أي نشاط طلابي إسلامي وكان معظم الإسلاميين وخاصة الإخوان المسلمين قابعين في سجون عبد الناصر، ففتح هذا المجال أمام التنظيم الطليعى وغيره من التنظيمات الشبابية الناصرية واليسارية من السيطرة على الجامعات المصرية، ولكن كما هو الحال فى مصر كلها عقب هزيمة 1967 عادت الروح الإسلامية للمجتمع المصري من جديد؛
وبالتالي انتقلت هذه الروح إلى الجامعات المصرية التى تمثل عنفوان الأمة وشبابها فانتشر التدين الفردي في ظل غياب حركة إسلامية تحتوي هذا التدين واستمرت هذه الحالة حتى خروج قيادات جماعة الإخوان ورموزها من معتقلات عبد الناصر في أوائل السبعينيات ، ومع هامش الحرية النسبية التي مارسها السادات في بدايات عهده استطاع الإسلاميون وخاصة الإخوان المسلمين أن يجتاحوا الجامعات وينشروا الفكرة الإسلامية ، وفي المقابل تراجعت التيارات اليسارية والناصرية عن المشهد فى الجامعات .
فكانت نكسة 1967 وهزيمتنا أمام الصهاينة وما وقع للجيش المصري خلال حرب الأيام الستة السوداء هي الباعث الحثيث لمشاعر الشباب الذي أحس أنه خدع لوقت طويل وأن الهزيمة كانت بسبب فشل النظام الاشتراكي الناصري وما عاناه من الفساد في معظم القطاعات واتفق مع هذا التفسير الناصريون أنفسهم وبدت جبهتهم في حالة انقسام وتشتت.
وقد علا صوت بعض الإسلاميين مبكرًا ليقول إن الهزيمة كانت نتيجة لما قام به النظام من تعديات على الشريعة الإسلامية والبعد عن الدين لا سيما في الإعلام والتعليم والسياسة والاقتصاد، وقد وجدت هذه المقولة صدىً واسعًا لدى الكثيرين من الشباب والكبار، ومع أن مؤتمر القمة المنعقد بالخرطوم عقب الهزيمة مباشرة أعلن لاءاته الثلاث التاريخية في مواجهة إسرائيل (لا صلح ... لا تفاوض ... لا اعتراف)
إلا أن ثقة الشباب بالنظام الناصري كانت قد انتهت وبغير رجعة وحدثت عدة ثورات طلابية في مواجهة النظام لا تعدو أن تكون ردود أفعال نفسية ولم تكن لها صبغة محددة ولكن الغالب عليها الشعور الوطني العام لدى قطاعات الطلاب المشاركة بضرورة التغيير ونوجز من هذه الثورات الطلابية.
ثورة فبراير 1968
حيث قامت مجموعات من طلبة حقوق القاهرة في مسيرة متجهة لمجلس الأمة منددة بالأحكام المخفضة التي صدرت ضد قيادات سلاح الجو المصري الذي تسبب في هزيمتنا بعد ما تحطم سلاح الجو كله على الأرض وبدون طيران بينما كان القادة يغطون في نومهم العميق صباح 5 يونيو بعدما قضوا ليلة حمراء وصفتها المصادر بعد ذلك بما لا يمكن كتابته في كتاب مثل هذا.
غير أن طلاب الحقوق لم يبقوا وحدهم وانضم إليهم في صباح السبت 14/ 12/ 1968 طلاب كلية الهندسة وعدد من طلاب الجامعة من كليات أخرى وقد حاصرتهم قوات الأمن حتى مقر المجلس وخدعوهم بالوعد أن مطالبهم سوف تجاب ولكن عليهم تسجيل أسماء قيادتهم ومطالبهم... وفي نفس الليلة كان الجميع بالمعتقلات والسجون بعدما قبض عليهم من منازلهم.
في هندسة عين شمس كانت معركة شرسة بين الطلبة والبوليس الذي لم يستطع منع الطلاب حيث تقع الكلية وسط الأحياء السكنية فأطلق النار في المليان فوقع عدد من الطلاب جرحى وكذلك من المواطنين فتفرق الكل أمام ضراوة القتال.
وظلت الأحداث حية في ذلك الوقت حتى استقر أمر الطلبة على ضرورة الاعتصام حتى تجاب مطالبهم وقد بلغ عدد المعتصمين حوالي 500 طالب بهندسة القاهرة انخفض بالليل إلى حوالي 200 طالب؛
وقد أوجز البيان الصادر هذه المطالب بعد مقدمة طويلة في الآتي:
- الإفراج فورًا عن جميع المعتقلين من الطلبة.
- إطلاق حرية الرأي والصحافة.
- اختيار مجلس أمة حر يمارس الحياة النيابية.
- إبعاد المخابرات والمباحث عن الجامعات.
- إصدار قوانين للحريات والعمل بها.
- التحقيق الجدي في مقتل العمال المتظاهرين بحلوان.
- إعادة محاكمة المتهمين في الطيران.
- التحقيق في انتهاك حرمة الجامعات واعتداء الشرطة على الطلبة.
ثورة 1969 بالإسكندرية
أطلق شرارتها تلك المعاملة الدموية التي لاقاها طلاب المعهد الديني بالمنصورة عندما تظاهروا في 21/ 11/ 1968 مطالبين بتحسين أحوال الدراسة والعمل للأزهريين خريجي المعهد.
وقد التهب حماس الطلبة بجامعة الإسكندرية وخرجوا في مظاهرات صاخبة شارك فيها المواطنون وازدحم ميدان محطة الرمل بالمتظاهرين الذين طوقتهم قوات الأمن وأمطرتهم بالقنابل المسيلة للدموع ولكنهم واصلوا مظاهراتهم مطالبين بتغيير النظام برمته ومحاكمة المسئولين فيه.
وفي الوقت الذي صدرت فيه الأوامر للجيش أن يتحرك هطلت على الإسكندرية أمطار غزيرة لم يثبت لها أحد وخلت الشوارع من الناس والشرطة وكان ذلك سببا لانتهاء الثورة وفي المساء كالعادة واصلت قوات الحكومة اعتقال الناس والطلبة الذين شاركوا في التظاهرات.
وفي يوم 11 يناير 1969 فتحت الجامعات للدراسة بعد قرار إغلاقها الذي استمر قرابة العشرين يوما.
ومع استمرار غياب التيار الإسلامي في الجامعات في هذه الفترة وكذلك استمرار الاحتلال الصهيوني لسيناء والإحساس العام بالهزيمة والضياع فقد نمت بالجامعات التيارات اليسارية في مواجهة نظام الحكم الناصري لكنها لم تلق القبول لدى الطلبة أو المصريين عموما ... وظلت حالة الركود الفكري والسياسي تخيم على الجامعات حوالي أعوام 69/70، 70/71 ولكن العام الدراسي 71/72 شهد بعض الإرهاصات لنمو الحركة الإسلامية؛
وتمثل ذلك في:
- صدور بعض الصحف التي تنادي بضرورة العودة للإسلام والاحتكام للقرآن:مثل جريدة (آراء حرة) التي أصدرها الطالب وائل عثمان بهندسة القاهرة، ومجلة الإيمان التي أصدرها السيد عبدالستار المليجى بعلوم عين شمس.
- ظهور ما يسمى (جماعة شباب الإسلام) بهندسة القاهرة ثم حصولها على موافقة الاتحاد العام للطلبة بأن يكون لها أفرع في الجامعات والكليات باعتبارها جناحا من أجنحة الاتحاد.
وقد أشهرت الجمعية نفسها في مؤتمر ضخم بجامعة القاهرة حضره الشيخ محمد الغزالي، وكان يرأس هذه الجماعة الطالب عدلي مصطفي ويساعده الطالب عصام الغزالي ومن أعضائها الطالب وائل عثمان صاحب كتاب "أسرار الحركة الطلابية" والطالب عصام الشيخ بالهندسة ونبيل يس بالعلوم.
ومع بداية السبعينيات عاد التيار الإسلامي في الجامعات المصرية للنشاط ولكن بشكل محدود ما لبث أن تنامى خلال سنوات قليلة، وفي هذه المرحلة كان المجتمع المصري يعجُّ بالكثير من التيارات والأفكار الإسلامية، فكان هناك الاتجاه السلفي التقليدي، واتجاه الإخوان المسلمين؛
كما كان هناك الجمعيات الإسلامية الرسمية كالجمعية الشرعية وجماعة أنصار السنة المحمدية، بالإضافة لبعض المشايخ الذين كان لهم جمهورهم وتلامذتهم كالشيخ "عبد الحميد كشك" والشيخ "حافظ سلامة" والشيخ "المحلاوي" والشيخ "صلاح أبو إسماعيل".
وكانت هناك أيضا تيارات التكفير، كاتجاه جماعة المسلمين التي أطلق عليها إعلاميًا جماعة (التكفير والهجرة). وقد استطاعت الجماعة أن تجذب إليها أغلب الشباب في كثير من الجامعات المصرية وتصرفهم بعيدًا عن أفكار الغلو والتكفير والعنف، وقد كان ذلك عبر جهد طويل ومنظم قام به كل من: الشيخ محمد الغزالي في مواجهة الغلو السلفي والدكتور القرضاوي في مواجهة أفكار التكفير والأستاذ مصطفي مشهور في مواجهة مناهج العنف.
مراحل تطور الحركة الطلابية فى السبعيينات
مرت الحركة الطلابية الإسلامية فى السبعينيات بعدة مراحل هامة وتميزت كل مرحلة بعدد من الخصائص ويمكن تقسيم تطور الحركة الطلابية الإسلامية في هذه الفترة إلى المراحل التالية:
المرحلة الأولى: منذ 1962م:
- اتسمت الحركة الدينية الطلابية فيها بالضعف؛ نظرًا لسيطرة التيار القومي والشيوعي على اتحادات الطلاب، واستمرت هذه المرحلة حتى وفاة "عبد الناصر"، برغم بعض الحراك السياسي والاجتماعي الذي أحدثته الهزيمة عام 1967م في المجتمع الطلابي والذي كان من أبرز رموزه الطالب خيرت الشاطر.
ويصف د. عبد المنعم أبو الفتوح (أبرز الرموز الطلابية في السبعينيات) هذه المرحلة فيقول:
- "في هذه الفترة كانت التيارات القومية والناصرية واليسارية هي التي تسيطر على الجامعة واتحادات الطلاب فيها، وكانت أفكار هذه التيارات خاصة اليسارية بمثابة الصدمة لي ولأمثالي من الشباب البسيط المتدين.
- كانت مفاجأة لنا أنَّ مجلات الحائط التى يعلقها اتحاد الطلاب كانت تنتقد الإسلام وتخوض فيه بجرأة ولم يكن يسلم من نقد بعضها بل وسخريته من أحاديث للرسول صلى الله عليه وسلم، وأذكر أننى حين كنت أقرأ هذه المجلات وما فيها من سب للإسلام كنت أشعر بالحزن وكنت أبكى،وكنت أتساءل هل هذه هي الجامعة المصرية؟
- كان هذا مما حفزني وأمثالي من البسطاء والمتدينين على أن نرد على هذا السب بتعليق مجلات نبين فيها الحرام والحلال، وكان أن تصادمنا مع اليساريين والشيوعيين في حوارات كنا الذين ننال الهزيمة فيها غالبًا، نظرًا لثقافتنا القليلة السطحية وعدم خبرتنا بالحوار والجدل النظري، فلم تكن لدينا القدرة على الرد أمام القضايا التي كان يثيرها هؤلاء الطلاب المثقفون المدربون جيدًا على مثل هذه المناقشات، كما كان طلاب الاتحاد يمزقون لنا المجلات التى كنا نعلقها وكانت حجتهم أننا لم نستأذن منهم في تعليقها وهم الطلاب المنتخبون لإدارة النشاط"
المرحلة الثانية:منذ عام 1972م:
- اشتدت فيها سواعد الحركة الطلابية الإسلامية مع تغير النظام ونضوب الدعم الموجه للتيار الناصري واليساري من قبله فتطورت لجنة التوعية الدينية من مجرد لجنة تجمع مجموعة صغيرة من الناشطين ينحصر مجالها في التوعية إلى الجمعية الدينية. وقد تميز نشاط هذه الجمعية الدينية في هذه الفترة بالبعد عن الصبغة السياسية أو التنظيمية واقتصاره على بعض الوسائل البسيطة كمعرض الزي الإسلامي أو إقامة مصلى أو توزيع أوراق من القطع الصغير بها آيات وأحاديث.
المرحلة الثالثة: وتبدأ من عام 1974
- وفي هذه المرحلة تحول اسم الجمعية الدينية إلى الجماعة الإسلامية وبدأت رموز التيار الإسلامي يمثلون قيادات مؤثرة في الحركة الطلابية كما بدأت السيطرة على اتحادات الطلاب ففي أعوام متتالية تم انتخاب عبد المنعم أبو الفتوح رئيس اتحاد جامعة القاهرة وعصام العريان أمينًا لصندوق اتحاد طلاب جامعات مصر وحلمي الجزار أمير أمراء الجماعة الإسلامية والمتحدث الرسمي باسمها وأبو العلا ماضي رئيس اتحاد طلاب جامعة المنيا ونائب رئيس اتحاد جامعات مصر.
- كما زادت وتعددت أنشطة الجماعة الإسلامية الثقافية والتربوية من اللقاءات والندوات والمعسكرات بل وتعدى الأمر أسوار الجامعات فزاد الاهتمام بمشاكل المجتمع واتصلت بالشارع المصري وأسهمت في معارضة نظام الرئيس السادات عقب اتفاقية كامب ديفيد.
- وأثناء هذه المرحلة في العام 1975م دخلت الجماعات الإسلامية في الجامعات المصرية في مرحلة حسم السؤال الجوهري، كما يقول الدكتور "عصام العريان":
- هل نبدأ من جديد أم نكمل المسيرة مع مَن صمدوا وثبتوا واستفادوا من تجاربهم؟ فاختار السواد الأعظم التواصل والاستمرار عدا جامعة أسيوط التي سيطر عليها اتجاه بقي على اسم (الجماعة الإسلامية) لكن بمضامين أكثر عنفًا وبتحالف مع التيار الجهادي.
- وكما سبقت الإشارة فإن جيل السبعينات من الحركة الإسلامية ساهم في وجود الحركة الطلابية في الجامعات المصرية وساهم في قيادتها حتى نهاية السبعينات حتى أصبح هو المسيطر على الجامعات المصرية ، ويكفي للدلالة على هذه السيطرة أنْ حصلت الحركة الإسلامية الطلابية في انتخابات عام 1977 على الأغلبية المطلقة للمقاعد في ثماني جامعات مصرية من أصل 12 (اثنا عشر جامعة) وحصلت على عدد من المقاعد يقترب من النصف في الأربعة الباقية؛
- وحصلت هذه الحركة على معظم مقاعد اتحاد طلاب مصر من عام 1977 حتى عام 1979 حيث قام الرئيس السادات بحل الاتحاد وإيداع عدد من قيادات الاتحاد في السجن للاعتراض على أشياء كثيرة آخرها اتفاقية السلام التي وقعت في 26 مارس 1979 .
نشأة العمل الإسلامي بالجامعات.. شبهات وحقائق
يثير بعض الباحثين ذوى الميول المضادة للإسلاميين العديد من الشبهات حول نشأة العمل الإسلامي بالجامعات فحيناً يتهمونها بأنها صنيعة نظام السادات وأحياناً أخرى يربطون بين نشأة الجماعة الإسلامية الطلابية والتى التحقت بالإخوان المسلمين وبين الجماعة الإسلامية التى انتهجت العنف في أواخر السبعينات وفترة الثمانينات والتسعينات حتى مبادرة وقف العنف عام 1997، لذا قبل الخوض في نشأة وتطور العمل الطلابى الإسلامي بالجامعات سنتعرض لأهم تلك الشبهات
حقيقة الصفقة بين الإخوان والسادات
ذكرنا سابقاً أنَّ الجامعات المصرية كانت تحت سيطرة التيار اليساري والتيار الناصري ومع السنوات الأولى من حكم السادات تبدل الأمر وأصبحت السيطرة للتيار الإسلامي مما أعطى انطباعًا لدى بعض الباحثين أنَّ هناك ثمة صفقة بين الإخوان والسادات وأنَّ العمل الإسلامي بالجامعات كان من صنيعة السادات، وهو غير صحيح تماماً وفقاً للشواهد التاريخية العديدة وعلى ألسنة معاصريها بل وصانعي أحداثها.
يقول د. عبد المنعم أبو الفتوح " أحد رموز العمل الطلابى خلال السبعينات":
- ما إن يبدأ الحديث عن الحركة الإسلامية في الجامعة في السبعينيات حتى تبدأ الأسطوانة المكررة عن أن الحركة الإسلامية في الجامعة كانت صنيعة السادات وأنه كان يسيطر عليها ويوظفها لضرب خصومه الشيوعيين والناصريين…
- ولن أتعرض للجدل في هذا الادعاء كثيرًا وإنما سأكتفي بشهادتي كأحد الذين عاصروا هذه الفترة وأسسوا العمل الإسلامي فيها، فقد كنت في موقع من لا تغيب عنه المعلومات التفصيلية لأي صفقة كان يمكن أن تعقد بين السادات وبين الحركة الإسلامية في الجامعات، بل أقول جازمًا أنه لو كانت هناك صفقة لعقدها السادات معي شخصيًا، بحكم مسئوليتي عن الحركة الطلابية الإسلامية،وأشهد الله أننا لم نعقد مع النظام أو مع أحد أي صفقة.
- إذا كنّا نتحدث عن رغبة السادات بل وسعيه إلى السيطرة على الحركة الإسلامية في الجامعة وتوظيفها ضد خصومه فإن هذا كان صحيحًا، لكنه لم يتصل بنا مباشرة بأي شكل من الأشكال.
- وربما حاول عبر مسئولين في الدولة الاتصال بنا لتوظيف الحركة ضد خصومه خاصة من الشيوعيين، لكن هذه المحاولات فشلت، كما أننا لم نكن الرهان المناسب له في هذا الغرض، فقد كنّا بالأساس حركة اعتراض ورفض ضد الحكومات "المنحرفة عن الدين" التي "لا تطبق شرع الله "، ومن ثم فقد كان مشروعنا على الأقل في بدايته أساسه وجوب إزالة هذه الحكومات وإقامة أخرى تقيم شرع الله… وهو ما لم يكن ليشجع النظام على فتح اتصال صريح ومباشر معنا.
- ورغم أننا دخلنا في مواجهات مع الشيوعيين في الجامعة بعضها تطور إلى استخدام العنف البدني إلا أنها كانت مواجهة عفوية تلقائية يحكمها منطق الصراع بين تيار ديني عفوي متشدد ليس لديه منهج منضبط وبين تيار كان دائما ما يتعرض للثوابت الإسلامية بالنقد والسخرية بما تبدو معه المواجهات أمرًا طبيعيًا وليست مقصودة أو موظفة من قبل النظام.
- وسأروي واقعة محددة والكلام لأبو الفتوح تكشف عن أننا كنا واعين تمامًا باستقلاليتنا عن النظام وحريصين على ألا يوظفنا لمصلحته، فقد كانت هناك مظاهرة طلابية ضد إسرائيل، وقام الطلاب الشيوعيون بمظاهرة أخرى، كنت وقتها رئيس اتحاد طلاب الجامعة ومعي الأخ محمد عبد اللطيف نائب رئيس اتحاد كلية الطب (صاحب مؤسسة سفير للنشر والدراسات،ومن مؤسسي حزب الوسط) وكان الدكتور صوفي أبو طالب هو نائب رئيس الجامعة آنذاك، فغضب مستنكرًا تظاهر الشيوعيين، فقال لنا وكنّا في لقاءٍ معه: إزاي تسيبوا الشيوعيين يقوموا بمظاهرة؟!
- فقلت له: هم أحرار في ذلك.
- فقال : إزاي؟ وإنتم متقدروش توقفوهم؟! (وكأنه يحرضنا عليهم).
- فرد عليه الأخ محمد عبد اللطيف: نحن لا نُستخدم عصًا في يد أحد.
- كان رد الأخ محمد تلقائيًا وعفويًا ولكنه كان يعكس استقلاليتنا... كان يمكن فعلاً أن نشتبك مع الشيوعيين وقد يتطور الأمر للمواجهة البدنية... لكن ذلك لم يكن ليتم لمصلحة أحد أو بتوجيه منه... كان يحدث وفق قناعاتنا التي يمكن أن نراها الآن خاطئة لكنها لم تكن يومًا لأحد إلا لفكرتنا ودعوتنا.
ويوضح أبو الفتوح حقيقة المواجهة بين الإسلاميين والشيوعين فى الجامعات فيقول:
- كانت مواجهتنا مع الطلبة الشيوعيين تعبير عن حسنا الجهادي أحيانًا الذي كان يدفعنا إلى السعي إلى تغيير المنكر باليد أي بالقوة... أذكر أنَّ اتحاد طلاب كلية الطب عام 1973 أقام حفلاً به رقص وغناء ماجن، وفكرنا كيف نمنع هذه الحفلة فاهتدينا إلى فكرة أن نحتل المدرج قبل بدء الحفلة بنصف ساعة، فجلسنا جميعًا نقرأ القرآن، ولما جاؤوا لم يستطيعوا أن يخرجونا ولم تستطع الفرقة الغنائية الدخول فانتهى بذلك الحفل!.
- أما في المرة التالية التي أرادوا فيها إقامة الحفلة أغلقوا الأبواب ولم يسمحوا بالدخول إلا لمن يحمل تذكرة... وساعتها لم يكن هناك بد من مسيرة ضخمة واقتحام الأبواب بالقوة ودخول المدرج وتعالت التكبيرات وساد الجوَّ نوعٌ من الاضطراب وانتهت الحفلة بالفشل! هذه نماذج للعنف الذي كانت الحركة تتورط فيه لكنه لم يكن يومًا ما بتوجيه من النظام أو بتنسيق معه.
- ما أتصوره أن السادات رأى أن يضرب التيار الشيوعي بطريقة تلقائية ودون مجهود منه، وذلك بترك التيار الإسلامي يعمل بحرية وينتشر دون وضع العراقيل أمامه أو ملاحقته... وكانت الساحة مهيأةً تمامًا لنمو هذا التيار وانتشاره عفويًا وطبيعيًا... ولم تكن هناك صفقة أو اتفاق سري كما أشاع خصوم الحركة الإسلامية... ما أقطع به أنَّ أحدًا لم يتصل بنا مباشرة أو يناقش معنا اتفاقات أو يعرض علينا صفقة... ولو كان شيء من هذا حدث لتمّ الاتصال معي بحكم مسئوليتي عن الحركة الطلابية الإسلامية في جامعات مصر. (1)
- ويأتى فى إطار التوثيق لحقيقة نشأة العمل الإسلامى بالجامعات لابد من تفسير كامل لحقيقة تلك العلاقة فالثابت تاريخيًا وهو ما لا يستطيع أن ينكره أحد أنَّ نظام السادات وباقتراح محمد عثمان إسماعيل حاول تأسيس مجموعة إسلامية لمواجهة المد الشيوعي داخل الجامعات لأن التيار الشيوعي كان يمثل عقبة كبيرة في مواجهة السادات وبالفعل نجح محمد عثمان إسماعيل في استيعاب مجموعة من الشباب وتم إنشاء ما أطلق عليها "جماعة شباب الإسلام"
ويقول د. عبد المنعم أبو الفتوح عن هذه الجماعة:
- فوجئنا ذات يوم وأظنه في نهاية عام 1973 بلافتات تملأ ساحات كلية الهندسة جامعة القاهرة تحمل اسم " جماعة شباب الإسلام" وكانت اللجنة الدينية هي التي تمثلنا في الكلية وكان المسؤول عنها الذي يمثلنا في الكلية الأخ عصام الشيخ، وحين سألناه عن هذه اللافتات أخبرنا بأنه فوجئ مثلنا بهذا ألأمر، وأن هؤلاء الطلاب الذين كونوا جماعة شباب الإسلام لا علم لنا بهم ولم يكن لهم أي نشاط معنا إطلاقا قبل ذلك، وأنهم الآن يحدثون الطلاب عن الإسلام؛
- بل وحتى الطالبات أيضًا يقفون معهن ويحدثونهن عن الإسلام، وخلصنا وقتها إلى نتيجة جازمة بأن هؤلاء الطلاب من جماعة شباب الإسلام غير متدينين، ولا ينتمون إلينا، لأن الوقوف مع الطالبات والحديث معهن كان في هذه الفترة ممنوعًا،حتى وإن كان هذا الحديث عن الإسلام.
- وسمعنا بعد ذلك أنَّ محمد عثمان إسماعيل أحد أركان نظام السادات والمقربين منه و كان أمين التنظيم بالاتحاد الاشتراكي ثم محافظًا لأسيوط فيما بعد حين وجد أننا لا نصلح أن نكون آلة في يد النظام نتيجة خطابنا ومواقفنا أراد أن يصنع له تيارًا إسلاميًا خاصًا مرتبطًا مباشرة بالنظام وممثلاً لتوجهاته بين الطلاب، وربما كان مسؤولاً عن تأسيس جماعة (شباب الإسلام) هذه؛
- لكن الذي حدث غير ذلك تمامًا فقد انحسرت هذه الجماعة واختفى أعضاؤها من على الساحة، حتى أنَّها لم تخرج من كلية الهندسة ولم نر لها أي أثر في كلية أخرى أو حتى في كلية الهندسة نفسها في الأعوام التالية وأنا نفسي نسيت أسماء قيادتها ولم أعد أتذكر سوى أشهرهم المهندس وائل عثمان وقد سمعت أنه كتب عن تجربة هذه الجماعة في كتاب أسماه:أسرار الحركة الطلابية،وله فيما أعرف كتاب اسمه: حزب الله في مواجهة حزب الشيطان. (2)
ويقول المهندس عدلى مصطفي:
- " اتصل بنا محمد عثمان إسماعيل محافظ أسيوط الأسبق وكان وقتها مستشاراً للرئيس السادات وبدأ يكلمنا عن ضرورة تقوية العمل الإسلامى بالجامعة، وأن الجمعية الدينية بهندسة القاهرة الجماعة الإسلامية بعد ذلك ليست قوية ولا تقوى على التصدي للأفكار الدخيلة، ولاتتصدى للقضايا السياسية، وأنه لابد من وجود جماعة إسلامية أخرى تقوم بهذه المهمة؛
- ولذلك بدأ يمدنا ببعض المعونات لإصدار نشرة خاصة باسم "شباب الإسلام"، وكونَّا تجمعاً أطلقوا عليه نفس الاسم ،تولى رئاسته شاب شاعر وخطيب هو المهندس " عصام الغزالى" وبدأنا أول ما بدأنا بالاصطدام، ليس بالاتجاه الشيوعي ولكن بالجمعية الدينية أو الجماعة الإسلامية ... كيف تم ذلك؟
ويضيف المهندس عدلي مصطفي:
- كان "شباب الإسلام" لايلتزمون في سلوكهم بالآداب والأخلاق الإسلامية فكانوا يدخنون السجائر علانية ويمازحون الفتيات المتبرجات فى ردهات الكلية وكان هذا مما لايمكن تحمله من جانب الشباب المسلم الملتزم بآداب الإسلام.
- انتهى كلام المهندس عدلي مصطفي.. وهو يبين كيف ولماذا فشلت محاولات السلطة لاحتواء العمل الإسلامي داخل الجامعة، عن طريق صنع كيانات بديلة هزيلة تسعى لشق الصف أكثر من سعيها لخدمة الإسلام الصحيح. (3)
ويقول د. عصام العريان "أحد الرموز الطلابية" فى رده على سؤال حول استخدام الإسلاميين لضرب الشيوعيين في الجامعات:
- لم يحدث ذلك بالطبع، ولكن كان هناك اتجاه حكومي متمثل في مجموعة شباب الإسلام التي كونها محمد عثمان إسماعيل في كلية الهندسة، وكان دورهم الرئيسي هو التصدي الفكري للشيوعيين، ولكن تأثيرهم في الجامعة كان محدودًا.
وعن علاقة طلاب التيار الإسلامى بالدولة خلال تلك الفترة يقول د. عصام العريان:
- العلاقة للمراقب من بعيد كانت فيها ألغاز.. أما نحن كشباب فكانت تلقائية؛ حيث دخلنا اتحادات الطلاب، ونافسنا منافسات شريفة، وكانت تجري انتخابات حقيقة، وكنا نسيطر على ميزانيات اتحاد الطلاب، ونطلب وفي أيدينا أوراق ضغط، وكنا نتفاوض مع الجامعة من موقعنا في الاتحادات، ووظَّفنا تلك الميزانيات في أعمال مفيدة للطلبة، وفي نفس الوقت كانت تلقَى قبولاً لدى الحكومة لعدائها مع الشيوعيين.
- وبالرغم من ذلك أقمنا مؤتمرًا ضد حديث السادات حول فصل الدين عن السياسة، كما نظمنا عدداً من المظاهرات ضد الدولة، أما مظاهرات يناير 1977م فلم نخرج لها، وذلك باجتهاد شخصي منا، وليس بتوجيه من أحد، ولم يكن في تفكيرنا عقد صفقات، بل كنا نمارس حقوقنا لنحصل على إنجازات لصالح الطلاب، مثل المطالبة بتغيير اللائحة الطلابية، ومن جانبها قامت الحكومة بإلغاء المعسكر الطلابي في عام 1979م؛
- وكون الدولة رأت أن وجود هذه الحركة في مصلحتها فهذا أمرٌ لا يعنينا، وهناك دليلٌ آخر على عدم تعاوننا مع الحكومة، وهو موقف الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح حين وقف معترضًا على السادات في أحد الاجتماعات وهو حادث مشهور، فلو كان هناك اتفاق فهل يعقل أن يتم اعتراض على رئيس الدولة بهذا الشكل؟!. (4)
وينفى د محمد عبد الرحمن " أحد مؤسسي العمل الطلابي بجامعة المنصورة وعضو مكتب الإرشاد"
- ما أثير حول دعم السادات أو قيام السادات بالسماح بقيام الجماعات الإسلامية بجامعات مصر مدللاً على ذلك بأن السادات فتح مساحة من الحرية للعمل بالجامعات أمام الجميع سواء الإخوان أو الإسلاميين الآخرين وحتى اليساريين واستشهد بانتخابات اتحاد الطلاب عام 1979 فقد كانت هناك مجموعات إسلامية مدعومة من جهاز أمن الدولة تواجه طلاب الإخوان في الانتخابات وفاز طلاب الإخوان برئاسة اتحاد الجامعة لأول مرة فى تاريخها وكان محسن الشرقاوى الطالب بكلية العلوم أول رئيس إتحاد إسلامي لجامعة المنصورة. (5)
وتقول د. هالة مصطفي:
- إذا كان النظام لدواعي الصراع السياسي الذى ساد في أوائل السبعينيات قد أعطى دفعة أساسية أو أفسح المجال أمام حرية عمل هذا التيار "التيار الإسلامي" في الجامعة بهدف تحجيم نشاط اليسار داخل الحركة الطلابية الذى كانت له السيطرة عليها مع مطلع السبعينيات ، إلا أنَّ ذلك لا يعنى أنه قام بخلق قواعده، فجذور هذا التيار داخل الأوساط الطلابية قديمة ترجع على ما قبل قيام نظام 1952، حتى وإن اختلفت الفصائل المعبرة عنه؛
- وإذا كان العهد الذى تلا تلك الحقبة قد شهد انحسارًا وقتيًا لهذا التيار ضمن تيارات أخرى، فإن ذلك يرجع بشكل أساسي إلى السياسة التى اتبعها النظام وقتئذ ، والتى أدت إلى تحقيق درجة عالية من السيطرة على الحركة الطلابية. (6)
ومن المؤكد أن السادات قد أزال العوائق أمام الحركة الإسلامية، لكنه وللإنصاف أيضًا لم يضع أية عوائق أمام الآخرين كي يعملوا وينشطوا في الساحة..وأنَّ الساحة كانت مفتوحة لجميع اللاعبين سواء الإسلاميين أو اليساريين وغيرهم من القوى الأخرى، كما كان هناك أيضًا تسامح أو تساهل من الدولة مع الإخوان المسلمين بعد خروجهم من السجون، حيث سمح لهم بالتواجد وبالنشاط العام؛
مثل إقامة الاحتفالات الخاصة بالمولد النبوي في الميادين العامة، ولم يكن الجهاز الأمني يتدخل في أي نشاط من قريب أو من بعيد... حتى جاءت أواخر السبعينات حين انقلبت الدولة على الإسلاميين جميعًا وبدأ التدخل الأمني يظهر بشدة.
وما ذكرناه سابقاً رد واضح على زعم بعض الباحثين بأنَّ السادات هو من أسس النشاط الإسلامي فى الجامعات ولكن حقيقة الأمر كما ذكرناه سابقاً أنَّ محمد عثمان إسماعيل أحد أركان نظام السادات والمقربين منه وكان أمين التنظيم بالاتحاد الاشتراكي ثم محافظًا لأسيوط فيما بعد كان له دور فى إنشاء أو دعم أحد الفصائل الإسلامية في الجامعة ولكن هذا الفصيل لم يستمر طويلاً وانتهى سريعاً، ولم يكن له أي علاقة بالقاعدة العريضة من طلاب التيار الإسلامي والذين انتموا إلى جماعة الإخوان المسلمين.
الجماعة الإسلامية الجهادية 1974-1987
تمثل إشكالية العلاقة بين الجماعة الإسلامية في بداياتها بالشكل الطلابي وتطورها بعد ذلك بنفس الاسم إلى أحد جماعات العنف التى انتهجت العنف ومارسته طوال عقدي الثمانينيات والتسعينيات أحد الإشكاليات المثارة حول العمل الطلابي في فترة السبعينيات، فهناك من يتهم جماعة الإخوان المسلمين بأنها هى المنشأ الأساسي لجماعات العنف وهذا أمر فيه خلط ومغالطة كبيرة فالثابت تاريخياً أن الجماعة الإسلامية التى نشأت فى الجامعات المصرية فى أوائل السبعينيات هي غير الجماعة الإسلامية التى انتهجت العنف ومارسته خلال الثمانينات؛
فقد شهد عام 1974 تمايزًا واضحًا بين تياريين داخل الحركة الإسلامية الطلابية وهوالتيار الذى انتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين والتيار الآخر الذي رفض الانضمام للإخوان المسلمين وتبنى الفكر الجهادي وأسس الجماعة الإسلامية وتمركزت هذه "الجماعة" بصورة كبيرة في جامعات الصعيد.
فقد تبنى الإخوان المسلمون كثيراً من طلاب الاتحاد سواء بجامعة القاهرة أو جامعة الإسكندرية التى سبقت القاهرة في حسم انتمائها لجماعة الإخوان المسلمين وتوالت بعد ذلك الجامعات الأخرى مثل المنصورة والمنيا؛
ولكن كانت الأغلبية في جامعات الجنوب قد رفضت الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين وكانوا أيضًا قد بدؤوا يتورطون في أعمال عنف صغيرة،وكانوا في الوقت نفسه يستمعون إلى مشايخ آخرين غير الذين يقرأ كتبهم الإخوان أو بالإضافة إليهم، ويتأثرون بشدة بالتيار السلفي ماثلاً في كتابات ابن تيمية وغيره من التيارات الإسلامية التي كانت موجودة في الساحة آنذاك، وكان شباب الجماعة الإسلامية في مواجهاتهم تلك مع اليساريين، قد بدؤوا فى واقع الأمر، وربما دون أن ينتبهوا لذلك يكونوا جبهة تتسم بالعنف والعداء لكل ماهو مخالف للدين الإسلامي في مجتمعاتهم.
وقد تطور النقد والاعتراض إلى نوع من الصراع، يروى فيما يتعلق به أن بعض الاشتباكات قد وقعت فعلاً بين الجماعة الإسلامية والإخوان في هذا الوقت المبكر، وعليه فإن عبارة أنَّ " الجماعة الإسلامية قد خرجت من عباءة الإخوان المسلمين" تنطوي في واقع الأمر على تدليس أكثر مما تحتويه من الحقيقة.
ذلك أنَّ الاشتراك في عمل طلابي ذي طابع وأهداف إسلامية، كان سابقًا على اتصال الإخوان ببعض الطلاب، كما أن نتيجة دعوة الإخوان بين الطلاب كانت رفض البعض الانضمام إليهم وقبول البعض الآخر، واحتفظ من رفضوا باسم الجماعة الإسلامية، ثم تطورت توجهاتهم مع الميول للعنف إلى ما صارت إليه بعد ذلك، فلا يصح إذن القول بأنهم خرجوا من عباءة الإخوان لأنهم لم يكونوا بداخلها في يوم من الأيام. (7)
ويقول م. أبو العلا ماضي:
- دخلنا في صدام عنيف من يستقطب الشباب؟ نحن نأخذهم معنا الإخوان؟ أم هم يأخذونهم معهم للمجموعة الأخرى؟ لازالوا بلا اسم، طيب نحن الاثنين .. نحن جماعة إسلامية وهم جماعة إسلامية، ما نحن؟ من عمل هذه الجماعة الإسلامية؟صناعة مشتركة؟
- وقد يكون دورنا نحن أكثر من دورهم .. هذه المجموعة القيادات يعني ، فبدأنا نحن الاثنين نستعمل اسم الجماعة الإسلامية فطلعنا مطبوعاتنا باسم الجماعة الإسلامية، وطلعوا مطبوعاتهم باسم الجماعة الإسلامية، خطابين مختلفين، طيب نريد أن نميز بعض، فنحن خلاص انحزنا للإخوان، أصبحنا نضع شعارنا وشعار الإخوان السيفين والمصحف وأعدوا.. وعلى اليسار الله أكبر ولله الحمد، هم عملوا شعار آخر مصحف واحد مفتوح وفيه سيف طالع وتحتها قاتلوهم حتى لاتكون فتنة .. أصبح هناك جماعتين إسلاميتين والناس " تتبرجل "..
- فأصبحنا نتنازع على اسم الجماعة الإسلامية حتى قررنا نحن التخلى عن الاسم لأنه شابه تشوهات واختلط مع مجموعة تتبنى العنف كانوا لم يبدؤوا بعد العنف الكبير، بعد ذلك قررنا نترك اسم الجماعة الإسلامية نهائياً ونضع اسم الاخوان على مطبوعاتنا حتى في الجامعة وخارج الجامعة.. وتحول اسم الجماعة الإسلامية إلى أحد جماعات العنف. (8)
بالرغم من المجهود الذى حاوله بعض قيادات الإخوان التي خرجت من السجون لضم معظم الطلاب الإسلاميين في الجامعات إلا أنَّ هذه الجهود لم تبُء كلها بالنجاح بل قد أصابها الفشل في بعض الأماكن ففي جامعة الإسكندرية على سبيل المثال رفضت مجموعات طلابية الانضمام إلى الإخوان وأنشأت ما سمي بـ"الدعوة السلفية" وكان من أبرز رموزها محمد إسماعيل المقدم، كما في جامعات الجنوب رفضت بعض المجموعات الانتماء للإخوان وفضلت إنشاء تنظيم جديد خاص بهم والذى استمر باسم "الجماعة الإسلامية".
ويقول د.عبد المنعم أبو الفتوح:
- حين أخذنا أنا وبعض قادة الجماعة قرار الانضمام للإخوان كنَّا نتوقع أنَّ الصف الثاني من بعض قيادات الجماعة الإسلامية سوف يعارض ما تم الاتفاق عليه بيننا وبين الإخوان، وكانت المعارضة تتمثل فيمن غلبت عليهم الرؤية السلفية مثل الإخوة:أسامة عبد العظيم في القاهرة وأحمد فريد ومحمد إسماعيل في الإسكندرية، أو من غلبت عليه الروح الجهادية مثل الإخوة: كرم زهدي وناجح إبراهيم في الصعيد، ولذلك قررنا أن نؤخر إعلام هؤلاء الإخوة بما تم الاتفاق عليه مع الإخوة.
- ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد كان الأخ خالد داوود أحد قادة الجماعة الإسلامية البارزين في الإسكندرية يجلس ذات مرة مع الأخ أسامة عبد العظيم وتطرق الحديث إلى الجماعة والإخوان فزل لسانه وأخبره أن قيادات الجماعة الإسلامية قد أنهت القضية وبايعت قادة الإخوان!.
- فوجئ أسامة بهذا الكلام، وخرج الأمر منه إلى الآخرين، فاندلعت ثورة من التساؤلات والاستنكارات، خاصة من الجناح السلفي والجناح الجهادي.أخذنا نفكر في كيفية الخروج من هذا المأزق فقررنا أن نصارحهم بما حدث فعلاً، وأننا بايعنا الإخوان وأصبحنا منهم بالفعل، وكانت رؤيتنا أنَّ خير وسيلة للدفاع هي الهجوم .
- جرى هذا في الفترة ما بين عامي 1979 و1980، وعلى إثر ذلك ظهرت مجموعة السلفيين أو تيار السلفية العلمية في الإسكندرية، ويمثله الإخوة محمد إسماعيل وأحمد فريد ومعهم أسامة عبد العظيم في القاهرة وعبد الله سعد الذي كان نشطًا جدًا في جامعة الأزهر ، كما ظهرت مجموعة الجهاديين الذين أسسوا تيار العنف في المنيا وأسيوط وعلى رأسهم كرم زهدي وأسامة حافظ وناجح إبراهيم وعاصم عبد الماجد وعصام دربالة
- أخذت الأمور تستقر تدريجيًا وانحصر نقد الإخوة في التيار السلفي لنا كإخوان في دروس ومحاضرات تتهمنا بأننا أصحاب بدع وتحلل من الدين، أما مجموعة الصعيد فقد صرنا في نظرهم مهادنين متخاذلين آثرنا العافية بدلاً من مقارعة النظام، وكنَّا في البداية نرد عليهم بأن اختيارنا هذا نوع من الإعداد والتمهل وعدم التسرع في الأخذ بالأسباب.
- وتدريجيًا بدأ التمايز بين هذه المجموعات الثلاث وفقدنا السيطرة على الطرفين الآخرين السلفية والجهادية، وكان الأشد خطرًا مجموعة الجهاديين الذين بدأوا يمارسون العنف بشكل بارز، مثل بعض العمليات التي قاموا بها عام 1981 من تكسير بعض الكازينوهات، وضرب البنات المتبرجات على كورنيش النيل في المنيا، الهجوم على الطلاب الأقباط واحتجازهم في المدينة الجامعية في أسيوط. (9)
وتقول د. سلوى العوا بخصوص التمايز والانفصال بين المجموعتين:
- إذن فقد اكتمل تدريجياً الانفصال بين المجموعتين، المجموعة التي قررت أن تتصالح مع مجتمعها وتعزز دورها فيه بإصلاحه وتوجيهه للاتجاه الدينى السليم، وفي طريق إحياء الدولة الإسلامية واصفة دورها بأنه دور "إعداد" عبََّر عنه شعارها " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" تحت إدارة شيوخ ذوي خبرة ولواء جماعة عريقة؛
- والمجموعة التي فضلت مواجهة مجتمعها حين يخالف الدين، وتقويم فساده قسراً في سبيل تغيير وجه المجتمع ومحو كل مظهر غير إسلامي،(مع الانتشار السريع عن طريق الفكرة الإسلامية) لتكون لهم السيطرة والقيادة في مناطقهم المحلية كمقدمة لدورهم الذي هو إقامة حكم الله في الأرض عن طريق "المواجهة" بكل وسيلة حتى إن بلغ الأمر القتال، وهو ماعبَّر عنه شعارهم "وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة" الذى اتخذوه لأنفسهم دون توجيه من شيخ أو إدارة من هيئة ذات رؤية أوسع. (10)
يقول د. محمد حبيب:
- المتأمل فى الشخصيات التى آل إليها أمر الجماعة الإسلامية فى أسيوط يجد لها تركيبة نفسية وذهنية وعصبية خاصة محكومة بطبيعة الحال بالمناخ السائد عند أهل الصعيد في التعامل مع أي مشكلة إلى استخدام القوة من منطلق فهم خاطئ عن قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فضلاً عن ضبابية الرؤية حول فقه الواقع والأولويات والتوازنات، وقد دارت حوارات ومناقشات بين شباب الإخوان وهؤلاء في محاولة لإقناعهم بمدى خطئهم في فهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكنَّ إخواننا من قيادات الجماعة الإسلامية لم يكن لديهم أي استعداد للرجوع عما مضوا فيه.
ويضيف حبيب:
- سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى 8/8/1978 وعدت فى 8/8/1979 فوجدت الجماعة الإسلامية في أسيوط قد بلغت نشاطاً بعيداً.. وقد سمعت من الإخوان أنهم وصلوا إلى الحد الذي كانوا يمنعون فيه الدراسة وهو ما أدى إلى بناء أسوار حول الجامعة، بل أسوار بين مبانى المدينة الجامعية ذاتها، وقد قامت احتكاكات شديدة بين هؤلاء الطلاب والأمن. (11)
من خلال العرض السابق يتبين لنا أن الجماعة الإسلامية التي مارست العنف غير تلك الجماعة الإسلامية التي مارست العمل الطلابي داخل الجامعات وإن كان هناك بعض الأفراد انتموا لها في مرحلة سابقة قبل الفصل بين الجماعتين.
تنظيم الفنية العسكرية
أثيرت بعض الأقاويل بخصوص قضية الفنية العسكرية وعلاقة جماعة الإخوان المسلمين بها وخاصة أنها حدثت فى فترة تأسيس "الجماعة الإسلامية" الطلابية وتحول انتمائها من الانتماء الفردي إلى الانتماء التنظيمي لجماعة الإخوان.
ففي أبريل من عام 1974 كانت أول محاولة لقلب نظام الحكم من قبل مجموعة من الشباب الإسلامي وهو أول عمل إسلامي مسلح في هذه المرحلة، وهو محاولة بعض الشباب الإسلامي الهجوم المسلح على الكلية الفنية العسكرية والاستيلاء على أسحلتها ومن ثم التوجه للسيطرة على مقر الاتحاد الاشتراكي والقبض على الرئيس السادات وأركان حكمه المجتمعين وقتها وإعلان أول انقلاب إسلامي يذاع بيانه الأول من مبنى الإذاعة والتلفزيون الكائن على بعد خطوات من مقر الاتحاد الاشتراكي.
كان قائد التنظيم وعقله المدبر صالح سرية وهو فلسطيني كان يعمل موظفًا بالجامعة العربية بالقاهرة وكانت له نشاطات إسلامية في بلده فلسطين ثم العراق قبل أن يستقر في مصر... وكان معه في القيادة عدد من الشباب الإسلامي في جامعة الإسكندرية وفي الكلية الفنية العسكرية من أشهرهم طلال الأنصاري وكارم الأناضولي.
ويروى د. عبد المنعم أبو الفتوح جانبًا من التفاصيل حول هذه القضية وعلاقتها بشباب الإخوان المسلمين في تلك الفترة فيقول:
- حين وقعت المحاولة التي كان محكومًا عليها بالفشل وأعلن عنها في الصحف وجدنا أنَّ بقائمة المتهمين عضوين في تنظيم الفنية العسكرية يعملان معنا في العمل العام بكلية طب القصر العيني، وهما مصطفى يسري وأسامة خليفة؛
- ولم نكن نعرف أنهما منضمان لهذا التنظيم، إذ لم يخبرا أحدًا منّا، ولم يكن هناك ما يدل من سلوكهما على أنهما بصدد القيام بعمل عسكري،وباعتباري رئيسا لاتحاد الطلاب فقد حضرت جميع جلسات القضية مدافعًا عن الطلبة المتهمين باعتباري رئيسًا لاتحاد الكلية التي يدرسان بها، كما وكّل اتحاد الطلاب المحامي الأستاذ الدكتور عبد الله رشوان للدفاع عنهما... وقد حكم عليهما في القضية بالسجن بعد فشل عمليتهم.
ويضيف أبو الفتوح:
- في ذلك الوقت كانت فكرة استخدام العنف في التغيير مقبولة عندنا أو على الأقل لا تجد منا رفضًا صريحًا لها... فالمسألة لم تكن محسومة لدينا كما هي الآن... وكان أقصى خلافنا مع من تبنوا العنف منهجًا للتغيير أنهم يتعجلون بطرح أفكارهم في غير أوانها..
- وكان خلافنا حول التوقيت فقط والملاءمة لأننا كنّا نعتبر أننا في هذا الوقت لا نملك القدرة ولا نرى الوقت مناسبًا... ولم يكن رفضنا مبدئيًا... فالعنف كان مقبولاً والاختلاف حول توقيته وجدواه فحسب... لقد كانت أفكارنا في هذا الوقت مزيجًا غريبًا من السلفية والجهادية وبعض من الإخوان المسلمين،ولذلك كانت مسألة استخدام العنف في التغيير مرفوضة من المبدأ.
- لقد كان الأخوان مصطفى يسري وأسامة خليفة يدعوان لمبدأ العنف من أجل التغيير ولكنهما لم يكونا يدعوان إلى تنظيم معين أو للمشاركة في عملية بعينها... لهذا لم نكن نعلم عنهما أنهما في تنظيم أصلاً، ومن ثم فقد فوجئنا بحادثة اقتحام الكلية الفنية العسكرية.
- وما أعلمه يقينًا والكلام لأبو الفتوح أنه لم تكن هناك أي صلة بين هذين الطالبين وقتها وبين الإخوان المسلمين لا من قريب أو بعيد. ولم يذكر أحد منهما ولا من بقية المتهمين أي شيء يؤكد وجود علاقة بين الإخوان وبين تنظيم الفنية العسكرية.
- وأنا أكتب هذه الشهادة نشرت شهادة طلال الأنصاري الوحيد الذي خفف عنه الحكم بالإعدام من بين ثلاثة هم صالح سرية (قائد التنظيم) وكارم الأناضولي، وقد نشرتها مجلة روز اليوسف المعادية للإخوان والتيار الإسلامي عمومًا!
- وقد لاحظت أنَّ طلال يكرر في هذه الشهادة الحديث عن علاقته بالإخوان بما يوحي بصلة الإخوان بالتنظيم أو وقوفهم وراء محاولته الانقلابية، وهو يدلس في هذه الشهادة حين يدعّي وجود صلة من هذا النوع بالإخوان؛
- فالحاصل أنَّ الإخوان كانوا آنذاك محط احترام الشباب وكان من الفخر لأبناء جيلنا أن يجلس أحد منا مع أحد الإخوان الخارجين من المعتقلات حديثًا، ولا مانع أن يكون طلال قد اتصل بهم كما اتصل بهم كل الشباب الإسلامي من أبناء جيلنا دون أن يكون ذلك دليلاً على صلة تنظيمية.
- والدليل على أن ما ذكره طلال في شهادته محض افتراء وأنه لم يحدث، أنَّ أحدًا من المتهمين الآخرين لم يذكر الإخوان في أقواله من قريب أو بعيد، كما لم يتم التحقيق مع أي من أفراد جماعة الإخوان أثناء التحقيق في القضية.
- كما أن حادثة الفنية العسكرية وقعت في نفس العام الذي بدأ السادات يفرج عن الإخوان ويخرجهم من المعتقلات. فكيف يعقل أنَّ الإخوان يفكرون أو يقدرون على القيام بتنظيم انقلابي بهذا الشكل على السادات الذي أخرجهم من سنوات السجن والتعذيب؟!. (12)
- والثابت تاريخياً أنه كانت توجد هناك بعض العلاقات الشخصية بين صالح سرية وبعض قيادات الإخوان كما كانت له بدايات مع إخوان العراق قبل فراره من العراق ولكن لم يثبت له أي انتماء تنظيمي للإخوان بمصر مما يؤكد عدم وجود أي علاقة بين الإخوان وتنظيم الفنية العسكرية ومما يؤكد هذه الرؤية ماجاء في أسئلة التحقيق مع قائد التنظيم صالح سرية
فيقول في رده على بعض أسئلة المحقق:
- هل معنى ذلك إنك قمت بإنشاء التنظيم وإجراء المحاولة التي قمت بها لقلب الحكم بالقوة كبديل عن قيام الإخوان المسلمين بهذه العملية؟
- أيوه .
- هل معنى ذلك أيضاً إنك قمت بهذا العمل انطلاقاً من رغبتك في إعادة أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وتمكينهم بالقوة من الاستيلاء على الحكم؟
- لأ مش كده بالضبط إنما أنا أنشأت التنظيم ومحاولة قلب نظام بالقوة لإقامة الدولة الإسلامية بصرف النظر عن موافقة هذا الإخوان أو عدم موافقته لها
يقول رياض حسن محرم:
- تعرف على الحاجة زينب الغزالي وزارها أكثر من مرة في منزلها، وسرعان ما عرفته بالمرشد العام المستشار "حسن الهضيبي" وتعريفه بمجموعات الشباب الجديد ومنهم "طلال الأنصاري" و"إسماعيل طنطاوى"و"يحيى هاشم".
- سرعان ما أدرك صالح سرية أن الإخوان المسلمين فى مصر غير راغبين أو قادرين على المواجهة وذلك بعد لقائه ببعض قادتهم وعلى رأسهم المرشد العام وكذلك لقاءاته مع كثير من قياداتهم أمثال الشيخين محمد الغزالي والسيد سابق.
- ويمكن التماس العذر لهؤلاء القادة الذين كان يهمهم في الأساس الأول بقاء الدعوة واستمرارها وحماية أعضائها وهم ليسوا بعيدين من محنة قاسية ألمت بهم فى العام 1965 وما زالوا يرممون نتائجها ويضمدون جراحها. (13)
والشهادات السابقة تنفي وجود أي صلة بين شباب الجماعة الإسلامية "الإخوان المسلمون" وبين تنظيم الفنية العسكرية ورفضهم المطلق لسياسة استخدام العنف تجاه الأنظمة الحاكمة، وكان هذا السبب الرئيسي لانفصال شباب الجماعة الإسلامية "الصعيد" عن شباب الجماعة الإسلامية "الإخوان المسلمون".
المراجع
- عبد المنعم أبو الفتوح شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية فى مصر1970-1984 ، حسام تمام، دار الشروق، ص54
- عبد المنعم أبو الفتوح شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية فى مصر1970-1984 ، حسام تمام، دار الشروق، ص56
- الجماعة الإسلامية فى جامعات مصر "حقائق ووثائق"، بدر محمد بدر، ص15
- شهادة دكتور عصام العريان عن نشأة التيار الإسلامي بالجامعات المصرية
- حوار بالفيديو لموقع إخوان ويكى مع د. محمد عبد الرحمن
- الدولة و الحركات الإسلامية المعارضة بين المهادنة والمواجهة فى عهدى السادات ومبارك، هالة مصطفى، دار المحروسة،ص369
- د. سلوى العوَّا،الجماعة الإسلامية في مصر ، مكتبة الشروق الدولية ، القاهرة ، 2006 صـ 82.
- د. سلوى العوَّا،الجماعة الإسلامية في مصر ، مكتبة الشروق الدولية ، القاهرة ، 2006 صـ 83.
- عبدالمنعم أبو الفتوح شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية فى مصر1970-1984 ، حسام تمام، دار الشروق، ص89
- د. سلوى العوَّا ، الجماعة الإسلامية في مصر ، مكتبة الشروق الدولية ، القاهرة ، 2006 صـ 84
- ذكريات د محمد حبيب عن الحياة والدعوة والسياسة والفكر،دار الشروق، ص134
- عبدالمنعم أبو الفتوح شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر، حسام تمام، دار الشروق، ص64
- قضية الفنية العسكرية 1974م حقيقتها.. صلة الإخوان بها (إخوان ويكي)، عبده مصطفي دسوقي