الإخوان المسلمون والسلفية السرورية الحلقة الثانية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٥:٤٧، ٧ يوليو ٢٠١٨ بواسطة Taha55 (نقاش | مساهمات) (حمى "الإخوان المسلمون والسلفية السرورية الحلقة الثانية" ([تعديل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد) [النقل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان المسلمون والسلفية السرورية (الحلقة الثانية)


بقلم : عبده مصطفى دسوقي


بين الإخوان والسرورية

بالرغم من كون محمد بن سرور كان واحد من جماعة الإخوان السوريين قبل أن ينشق عنهم لاختلافه حول منهجهم، كما ترك مجلة المجتمع الكويت]ية – أيضا- لاختلافه مع خط ومنهج المجلة – وهى المجلة المعروفة بميولها وفكرها الإخواني- دليل أن الرجل لم يكن ليستقيم داخل هذا الصرح الإخواني، وكان لابد له ان يتمرد عليه خاصة أن نشأة في بيئة كانت دعوة الإخوان تتعرض للاضطهاد من الأنظمة بالإضافة للاختلافات التربوية والتنظيمية لأفرادها عن الجماعة الأم في مصر.

لكنى لى وقفة هامة حول كون بن سرور كان ضمن جماعة الإخوان المسلمين قبل أن يختلف معهم ويتركهم، خاصة أن الكثيرين ممن تعرفوا على جماعة الإخوان أو التحقوا بها لفترة بسيطة وعلى شأنه في مجال أخر أطلق عليه الباحثين أنه كان من الإخوان.

  • ولى أن أسأل أولا ما درجة الشيخ ابن سرور التربوية وقت أن كان في الإخوان؟
  • ما الأعمال والأقسام التي عمل بها داخل صفوف الإخوان؟
  • ما مدى تأثر بن سرور بفكر مؤسس الإخوان وعلمائها؟

جماعة الإخوان المسلمين هي جماعة كبيرة ومنتشرة في معظم الأقطار، وتضم طوائف مختلفة وفئات متعددة من البشر، كما تتعدد الأمزجة بين أبنائها، ولذا ستجد فيها صاحب الفكر المعتدل، والفكر المتشدد، والرباني، والمهموم بالفكر السياسي، والملتزم بالفكر التنظيمي والحركي، وهذه التعددية تخلق أحيانا صراعا فكريا بين الجميع – ربما تحتويه الجماعة وربما لا يتحمله بعض الأفراد- وهذه هي القاعدة التي يستند إليها كل من يختلف مع الجماعة ويتركها.

وهذا كان واضحا من أول يوما نشأت فيه الجماعة حينما تركها البعض لرغبتهم في الزعامة عام 1932م ثم كان خروج شباب محمد لاختلافهم الديني ومنهجية التغيير مع الجماعة الأم عام 1940م وأيضا مجموعة عبد الرحمن السندي وصالح عشماوي وغيرهم عام 1953م حينما اختلفوا تنظيما حول ماهية التنظيم الخاص مما دفع الجماعة لفصلهم، كما رأينا شكري مصطفى ومجموعته عام 1967م والتي لم تتحمل التعذيب الواقع على المعتقلين فحدوا عن فكر الجماعة وأطلقوا صيحة التكفير، ثم مجموعة حزب الوسط عام 1995م ومن ببعدهم الدكتور محمد حبيب وعبد المنعم أبو الفتوح وغيرهم.

لقد أوضحنا في بداية البحث فكر ومنهج الإخوان في التغيير، كما وضحنا الفكر السروري وكيف نشأ، والقواعد التي على أساسها انطلق.

فالسرورية منهج يختلف عن المنهج الإخواني والسلفي التقليدي فهو يقوم على المزج بين شخصيتين إسلاميتين هامتين هما: ابن تيمية وسيد قطب فقد أخذوا من ابن تيمية موقفه السلفي الصارم من المخالفين للسنة من الفرق والمذاهب الأخرى مثل الشيعة وبالتالي فهم استمدوا من ابن تيمية المضمون العقائدي. وأما سيد قطب فأخذوا منه ثوريته وآمنوا إيماناً تاماً بمقولة الحاكمية لديه (1).

ولذا كان من أهم دوافع سـرور للانشقاق عن جماعة الإخوان المسلمين كان اتهامه لها بالابتعاد عن منهج السلف الصالح، بالإضافة إلى التساهل أو المبالغة في موالاة الحكام.

يقول الدكتور عصر النصر - الباحث الشرعي الأردني:

لعل من أبرز الجوانب التي ميزته عن الاتجاهات السلفية الأخرى، اهتمامه بالجانب السياسي، فقد أظهر التيار وعيا مبكرا بمخاطر الرؤى الغربية للعالم الإسلامي، وفي الوقت نفسه مخاطر المشروع الإيراني على المنطقة.

لقد كان موقف الرموز المحسوبة على التيار السروري في السعودية واضحا في معارضته للتوجهات السياسية الرسمية في السعودية بالاستعانة بالقوات الأجنبية، وفي الوقت نفسه معارضا لفتاوى المؤسسة الرسمية الدينية التي أجازت تلك الاستعانة.

ويؤكدّ د/ النصر أن التيار يدعو إلى العمل الجماعي، مع إيمانه بضرورة العمل التنظيمي، وهذا جانب آخر تميز به عن الاتجاهات السلفية الأخرى. وفي السياق ذاته حدد الباحث في الحركات الإسلامية، حسن أبو هنية طبيعة البنية الدينية والفكرية للتيار السروري بأنها نتاج المزاوجة بين علمية السلفية وحركة الإخوان، يصح معها وصف التيار بأنه سلفي المنهج إخواني الحركة في صيغته الخاصة به (2).

وللشيخ بن سرور بعض الأراء في حكام السعودية حيث كتب يقول: قال صاحبي: ما رأيـك بهـذا الـقـول: لو سلم أبناء عبد العزيز من البطانة العلمانية التي تحيط بهم لما كانت الأمور بهذا السوء؟

فأجابه محمد سرور قائلاً : قلت : يا أبا … هم أخبث من بطانتهم العلمانية … لأن عقائد الطرفين واحدة (3).

ويضيف: يا للعجب من تناقضات دولة فهد وأشقائه، يفتخرون بإرسال الدعاة إلى جميع بلدان العالم، ويدفعون لهم المكافآت، ويمنعون الدعاة الأحرار المتطوعين في بلدهم، يمنعونهم حتى من رفع صوتهم بالدعوة إلى الله داخل بيوته (4).

يتضح للمراقب أن السرورية وإن كانت نجحت في خلق جيل مطلع محب للقراءة والمعرفة إلا أنها أخفقت كغيرها من التيارات الدينية في مجاراة التحديث المتسارع للمجتمع ما نتج عنه شبه ازدواجية بات أفراد هذا التيار يتبادلونها من خلال تقوقعهم على شكليات ورمزيات كانت فاصلة في فترة التسعينيات لكنها اليوم صارت أكثر عمومية وشمولية من ذي قبل (5).

مما سبق يتضح لنا أن السرورية جمعت ما بين الجانب العقدي والجانب الحركي المتمثل في تعاليم ابن تيمية مع كتابات سيد قطب، لكنها كانت أشد شراسة من الإخوان المسلمين.

ضعف إخواني وانتشار سروري

انتشرت السرورية في أماكن كان انتشار الإخوان فيها ضعيفا أو ذو تأثير ضعيف خاصة دول الخليج ويرجع ذلك لأسباب منها:

1- منهج حسن البنا منذ البداية بعدم الاصطدام بالوهابية أو بالدولة السعودية الناشئة.
2- كل من كتب عن الإخوان في السعودية من الإخوان أنفسهم، ومن بينهم الشيخ يوسف القرضاوي، يؤكدون فيما كتبوه أن الإخوان في مصر عندما جاءوا إلى السعودية في الخمسينات والستينات من القرن العشرين، كان لهم تنظيمهم الخاص، وأن مناع خليل القطان كان على رأس هذا التنظيم، بل أكد بعضهم في كتاباتهم أن قيادات التنظيم عندما جاءوا إلى السعودية اتخذوا قرارا وكانوا متمسكين به، بعدم العمل التنظيمي بين السعوديين على الإطلاق، وذكر بعضهم أن دواعي العمل التنظيمي في مصر لم تكن قائمة في السعودية ولا حاجة لها.

يقول د/ القرضاوي: إن الحاجة منتفية والواقع يؤكد عدم وجود ذلك، فنشوء وقيام التنظيمات في العالم يقوم بناء على الحاجة والتحديات التي يراها معتنقو فكر معين، فعند انتفائها لا يسعون إلى قيام التنظيم.

3- أن المجتمع السعودي والأنظمة في السعودية، سمحت بقيام الجمعيات (مؤسسات المجتمع المدني) ولم تسمح بقيام التنظيمات (6).

لكن التيار السروري وجد أرضا خصبة فانتشر وسط جموع الشباب السعودي خاصة والخليجي عامة وأصبح يحقق طموحات كثيرا منهم خاصة في بداية نشأته والتي لم تجد عراقيل من الأنظمة الحاكمة في هذه الدول مثلما وجدت دعوة الإخوان المسلمين.

لم يكن للإخوان في هذه الدول مداخلات في الأمور السياسية إلا في القضايا الكبرى، وهي القضايا التي تحدث فيها عموم الإخوان وتنظيمهم الدولي مثل الموقف من الثورة الإيرانية، واستعانة الدول الإسلامية بالجنود الأمريكان أثناء غزو العراق للكويت، حيث رأى الإخوان إجلاء القوات العراقية عن طريق القوات العربية والإسلامية وعدم الاستعانة بقوات أجنبية وهذا ما أغضب عليهم الأنظمة الخليجية، بل إخوان الكويت كان لهم رأى غير الموقف العالمي للإخوان.

لكن موقف التيار السروري كان واضحا ومهاجما الأنظمة الخليجية في العديد من القضايا وعلى رأسها – كما ذكرنا – غزو الكويت.

نقاط مشتركة بين الإخوان والسرورية

لقد انبعث الفكر السروري من خلال التربية الإخوان التي تربى عليها الشيخ محمد بن سرور وسط الإخوان وقت وجوده في سوريا قبل أن يميل للمنهج القطبي هناك ثم يرحل إلى السعودية وينشأ فكر جديد جمع بين السلفية الجهادية والإخوان.

ولذا نجد التنظيم السروري يمتلك عدداً من الآليات الاجتماعية لضمان انتشاره بسلاسة ودون أن يثير ضدّه أية حساسيات سياسية أو دينية، كان على رأسها التغلغل في العملية التعليمية استفادة من تجربة «الإخوان المسلمين» في استقطاب الطلاب من هناك مع التركيز على النابهين منهم. فأنشئت في المدارس جمعيات التوعية الإسلامية، أو المنتدى الإسلامي، أو نحو هذه الأسماء، بحسب كل مدرسة، وطبيعة الصراع فيها بين السرورية و»الإخوان». كما استخدموا الأنشطة اللاصفِّيَة في المدارس كالألعاب الرياضية والمسرح. واستحوذوا على عدد كبير من المساجد حيث الدروس العلمية والمحاضرات والندوات.

واستولوا على أكثر حلقات تحفيظ القرآن الكريم والمكتبات المُلحقة عادة بالمساجد، حيث يجتمع فيها الشباب يومياً بعد العصر، ولهم برامج يومية وشهرية وسنوية منتظمة.

كذلك سيطروا على المراكز الصيفية لضمان السيطرة على الأتباع، خارج أوقات الدراسة وفي أيام الإجازات الرسمية، كما استخدموا الكاسيت وكان له رواج لافت للنظر في فترة التسعينيات، واستخدموا الكتيبات الصغيرة التي توزع في المساجد والمدارس والأماكن العامة.

وأنشأوا منظومة إعلامية موجهة لكل الشرائح التي يهتمون بها، فبالإضافة لمجلة «السنّة» التي يشرف عليها محمد سرور بشكل مباشر، والتي تنحو منحىً سياسياً محمَّلاً بخطاب المعارضة السياسية، هناك مجلة «البيان» التي تصدر عن «المنتدى الإسلامي» بلندن (7).

كما تتفق السـرورية مع الإخوان المسلمين في قبول العملية السياسية - وإن جاء ذلك في مرحلة متأخرة - ولذلك سعى التيار السـروري مؤخراً إلى تأسيس أحزاب سياسية للمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية، كما حدث في دولة الكويت بمشاركتهم في انتخابات مجلس الأمة عام 2008م، والتي لم يتمكنوا من الفوز بأي مقعد فيها، وكذلك مشاركتهم في الانتخابات البلدية في المملكة العربية السعودية عام 2011م، وتحقيقهم بعض المكاسب فيها.

أيضا كلاهما يبتعد عن الصوفية، بل ويربي أتباعه على عدم الاهتمام بمن يعتبر لديهما من أهل الأهواء مثل الجهمية والمعتزلة

صراعات واختلافات

من خلال المتابعات لما كتب عن السرورية وعلاقتها بالإخوان يتضح أن هناك صراعا قائما بين الفكريين في أماكن تواجدهما، لكن في التوسع في البحث وجدت أن معظم من ساق لفكر الصراع سواء من تيارات يجمعها صراع مع بقية الحركات الإسلامية أو باحثين تابعين للأنظمة العربية التي لا ترضى بوجود الفكر الإخوان ولا السروري.

لكننا لا ننفى سمة اختلاف في الفكر والمنهج بين الجماعتين لكنه لا يرتقى للصراع بسبب:

1- الأماكن التي تتواجد فيها السرورية بكثافة هى أماكن ضعف لتيار الإخوان خاصة دول الخليج.
2- أماكن القوة لدى الإخوان المسلمين تكاد تكون منعدمة –أو محدودة – من التيار السروري خاصة مصر والأردن وتونس والمغرب العربي وغيرهم..حتى بريطانيا –والتي ظل فيها مؤسس السرورية فترة- لا نكاد نسمع عن صراع بين التيارين لطبيعة القوانين الغربية التي لا تساعد على الصراع.
3- وجود بعض القضايا المتفق عليها من قبل التيارين خاصة التي تحارب العدو الصهيوني والتخاذل الواضح من الأنظمة العربية.

أوجه الخلاف بين التيارين

1- رفض الإخوان لمبدأ العنف وهو ما يخالفه السروريين حيث يتبنون العنف في كثير من قضاياهم، حيث تنطلق السـرورية في الأساس من تكفير الحاكم الذي لا يحكم بما أنزل الله، وإن كانت لا تطلق أحكاماً على أسماء بعينها، بينما لا يعلن الإخوان المسلمون ذلك، بل يتعاملون مع هؤلاء الحكام ويشاركونهم أحياناً السياسة والسلطة.

2- يرى بعض الباحثين أن الإخوان والسرورية وإن كانوا قد اتفقوا على ظلال القرآن كمنهج تربوي إلا أن السرورية لم يقتنعوا بكتب السيرة التي يتدارسها الإخوان وعلى رأسها كتاب منير الغضبان مما اضطر محمد بن سرور لتأليف كتاب لشرح السنة النبوية وفق فهمه ومنهجه وقام بتدريسه لأتباعه...وإن كنت أرى أن هذا أمر لا يشكل أمرا جوهريا خاصة أن الإخوان يعتمدون على الكثير من الكتب ولم يتوقفوا على دراسة كتاب واحد، فمثلا تدراسوا السيرة النبوية للشيخ محمد الغزالي والسيرة النبوية للدكتور علي الصلابي.

يقول الدكتور جمال سند السويدي:

وقد أدت الاختلافات بين السـرورية والإخوان المسلمين إلى مواجهة فكرية حقيقية على أرض الواقع، وربما يصفها بعض المراقبين بالصـراع الذي كانت ساحته المساجد والأندية الطلابية والمراكز الصيفية، وانتخابات المجالس البلدية في فترة لاحقة، بل وصل الصـراع إلى حد تبادل الاتهامات، وربما أحياناً السعي لتشويه صورة الآخر، وقد كان لهذا الأمر تأثير كبير في وجود الإخوان المسلمين في المملكة العربية السعودية، حيث أتاحت البيئة السلفية بطبيعتها المجال لانتشار السـرورية، ولكن كان ذلك في كثير من الأحيان على حساب انتشار الإخوان المسلمين الذين لم يكن من الممكن لهم إعلان أنفسهم كما كان أنصار محمد بن سـرور يفعلـون (8).

غير أن الدكتور عوض القرني ذكر في حوار خلاف ذلك فقال:

لم يكن هناك خلاف أو اختلاف بين الإسلاميين في جدة وكان هناك شبه اتفاق ضمني بينهم، بحيث إذا ترشح أحد في دائرة ألا يترشح فيها الآخر بل يبحث عن دائرة أخرى يترشح من خلالها. إنما ما ترتب على الخلاف الذي حدث في الدمام ألحق به جدة لتسريبها إلى القراء وإيهامهم بالحقيقة، وخلاف الدمام لم أكن قريبا منه وإنما تابعته من خلال المنتديات وتحديدا عبر ما كتبه أحدهم في أحد المنتديات، وتحليلي أن هناك مجموعتين من المتدينين ذوي التوجه الإسلامي، كانت لهم برامج مختلفة أو رؤى مختلفة، فخاضوا الانتخابات بقائمتين مختلفتين، وما جرى بعد ذلك أن المراقبين صوروه على أنه صراع، وبعد أن فتشت القائمتين وجدت في كل قائمة من يصنف على أنه إخواني ومن يصنف على أنه سروري، ومن يظهر لي أن الفرز لم يكن قائما على تصنيف فكري بل كان على أسس برامجية أو مناطقية أو بسبب العلاقات الشخصية، والانتخابات البلدية لا تحتمل أن يكون الخلاف فيها خلافا فكريا أو سياسيا، فهي انتخابات خدمية والدليل أن ثلاثة من السبعة كانوا في القائمتين التي روجت بالجوالات والنت (9).

يرى السروريين إن الحكم لله وحده، وعليه فلا يجوز إصدار أي تشـريع ليس مصدره القرآن الكريم والسنة النبوية الشـريفة.

كما تنطلق رؤية الإخوان تجاه المجتمع وأنظمة الحكم والدولة فيه من إيمانها المطلق بأنه ليس في الدنيا نظام يمد الأمة الناهضة بما تحتاج إليه من نظم وقواعد وعواطف ومشاعر كما يمد الإسلام بذلك كل أممه الناهضة.

و”يعتقد الإخوان المسلمون أن الله تبارك وتعالى حين أنزل القرآن وأمر عباده أن يتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم ورضي لهم الإسلام دينا، وضع في هذا الدين القويم كل الأصول والقواعد اللازمة لحياة الأمم ونهضتها وإسعادها، وذلك مصداق قول الله تبارك وتعالى: {الّذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم} [الأعراف: 157] (10).

والإسلام في مفهوم الإخوان المسلمين (كما فهمه السلف الصالح) نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة، وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة، وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء، وهو مادة وثروة أو كسب وغنى، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة، كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء (11).

لقد تعرفنا خلال بحثنا على التوافقات بين الإخوان والسلفية السرورية والاختلافات التي بين المنهجين.

المراجع

  1. حوار مع إبراهيم السكران: الأصول المرجعيّة للحركات التكفيريّة في سوريا، مركز بيروت لدراسات الشرق الأوسط، 11 نوفمبر 2014م، رابط goo.gl/c62AEy
  2. السرورية" نِتاج المزاوجة بين الحركية والسلفية : موقع العربي 12، الأربعاء، 16 نوفمبر 2016م.
  3. مجلة “السنة” العدد (43) جمادى الثانية سنة 1415هـ صـ (27-29).
  4. مجلة “السنة”، المرجع السابق، صـ 17.
  5. خالد المشوح: مرجع سابق.
  6. عبده مصطفى دسوقي: نشأة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين من البداية حتى السبعينات، اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة، 2013م.
  7. عبدالله بن بجاد «السورية النشأة والتنظيم»، مركز المسبار للدراسات والبحوث- دبي، 2007م.
  8. جمال سند السويدي: السراب، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، الإمارات، 2015م.
  9. صحيفة الشرق الأوسط العدد 11508 - الثلاثـاء 18 جمـادى الثاني 1431 هـ 1 يونيو 2010
  10. رسالة إلى أي شيء ندعو الناس: مجموعة رسائل حسن البنا، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2008م.
  11. رسالة التعاليم (الأصل الأول من الأصول العشرين): مجموعة رسائل حسن البنا، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2008م.