الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإخوان المسلمون والشيعة..بين الرؤية الشرعية والممارسة السياسية (الجزء الأول)»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
(أنشأ الصفحة ب''''<center><font color="blue"><font size=5>الإخوان المسلمون والشيعة..بين الرؤية الشرعية والممارسة السياسية (...')
 
لا ملخص تعديل
 
(٧ مراجعات متوسطة بواسطة مستخدمين اثنين آخرين غير معروضة)
سطر ٣: سطر ٣:
'''موقع [[ويكيبيديا الإخوان المسلمين]] ([[ويكيبيديا الإخوان المسلمين|إخوان ويكي]])'''
'''موقع [[ويكيبيديا الإخوان المسلمين]] ([[ويكيبيديا الإخوان المسلمين|إخوان ويكي]])'''


'''إعداد: [[السعيد رمضان العبادي]]'''
==مقدمة==


==مقدمة==
علاقة [[الإخوان]] ب[[إيران]] أو علاقة [[الإخوان]] ب[[الشيعة]] كلاهما ملف شائك يصعب الاقتراب منه ولكن الاقتراب منه الآن هام وضروري في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة العربية عامة والشرق الأوسط خاصة، ومن المهم بمكان أن نفصل بين العلاقة بين [[الإخوان]] و[[الشيعة]] كمذهب عقائدي وبين [[الإخوان]] و[[إيران]] كدولة رئيسية - تتبنى هذا المذهب-


علاقة [[الإخوان]] ب[[إيران]] أو علاقة [[الإخوان]] ب[[الشيعة]] كلاهما ملف شائك يصعب الاقتراب منه ولكن الاقتراب منه الآن هام وضروري في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة العربية عامة والشرق الأوسط خاصة، ومن المهم بمكان أن نفصل بين العلاقة بين [[الإخوان]] و[[الشيعة]] كمذهب عقائدي وبين [[الإخوان]] و[[إيران]] كدولة رئيسية - تتبنى هذا المذهب- لها علاقاتها مع بعض القوى والتنظيمات الإسلامية، فسنحاول من خلال هذا البحث دراسة علاقة [[الإخوان]] ب[[الشيعة]] وموقفهم منه كمذهب إسلامي، وموقف [[الإخوان]] من الثورة الإيرانية الذي مر بمرحلات مختلفة من التأييد حيناً والمعارضة أحياناً أخرى.
لها علاقاتها مع بعض القوى والتنظيمات الإسلامية، فسنحاول من خلال هذا البحث دراسة علاقة [[الإخوان]] ب[[الشيعة]] وموقفهم منه كمذهب إسلامي، وموقف [[الإخوان]] من [[الثورة]] الإيرانية الذي مر بمرحلات مختلفة من التأييد حيناً والمعارضة أحياناً أخرى.


فمن المؤكد أن ملف التشيع أصبح أمر واقعي دونما مداراة أو إخفاء للحقائق، وخاصة مع تبنى الدولة الإيرانية لهذا المذهب ومحاولات نشره عقب الثورة الإيرانية وما أطلق عليه بمثلث الهلال الشيعي (  ).
فمن المؤكد أن ملف التشيع أصبح أمر واقعي دونما مداراة أو إخفاء للحقائق، وخاصة مع تبنى الدولة الإيرانية لهذا المذهب ومحاولات نشره عقب الثورة الإيرانية وما أطلق عليه بمثلث الهلال الشيعي (  ).


فحملات التشيع المذهبية ركبت موجة السياسة لتصل إلى قلوب الناس خاصة فيمن اتصل بالجهاد في سبيل الله لتحرير [[فلسطين]] ، وَرفعت شعارات الفداء والتضحية بقيادة "[[حزب الله]] " في [[لبنان]] ، والتي لا يستطيع مخالفتها ولا مراجعتها ولا نقدها أحد كائنا من كان!!  
فحملات التشيع المذهبية ركبت موجة [[السياسة]] لتصل إلى قلوب الناس خاصة فيمن اتصل بالجهاد في سبيل الله لتحرير [[فلسطين]] ، وَرفعت شعارات الفداء والتضحية بقيادة "[[حزب الله]] " في [[لبنان]] ، والتي لا يستطيع مخالفتها ولا مراجعتها ولا نقدها أحد كائنا من كان!!  


فهناك بعض الأسباب أدت إلى اختلال المعادلة الدينية السياسية في المنطقة بطريقة أسقطت التاريخ القديم على الجغرافيا الحديثة ، وجعلت من هذه المسألة حقل ألغام بالغ الخطورة يهدد كل من يحاول اقتحامه بالهلاك ،أهمها ما شهدناه في [[لبنان]] خلال هذه السنوات من تطورات ، وما قام به [[حزب الله]] من جهاد وكفاح جعل منهما "الإعلام العربي" شيئا استثنائيا في تاريخ الأمة! ، ضاربا عرض الحائط كل تضحيات الفلسطينيين وغير الفلسطينيين الصامتة منها أو الرنانة وحتى قوات الفجر التي تنتمي إلى [[الجماعة الإسلامية]] والتي بدأت غمار المقاومة ضد العدو الصهيوني في الجنوب اللبناني، إضافة إلى الاغتيالات المؤلمة التي نالت القيادات ورموز الأمة في [[فلسطين]] ، والتي تسببت أولا في خلو الساحات وخاصة "الإعلامية" تماما من "المجاهدين" ضد الاستيطان الإسرائيلي ، مما جعل من "[[حزب الله]]" اللبناني قائداً أوحداً في هذا المجال ، وجعل منه في ذات الحين رائدا دينيا توجيهيا عقيديا في حياة ملايين الشباب في المنطقة.
فهناك بعض الأسباب أدت إلى اختلال المعادلة الدينية السياسية في المنطقة بطريقة أسقطت التاريخ القديم على الجغرافيا الحديثة ، وجعلت من هذه المسألة حقل ألغام بالغ الخطورة يهدد كل من يحاول اقتحامه بالهلاك ،أهمها ما شهدناه في [[لبنان]] خلال هذه السنوات من تطورات ، وما قام به [[حزب الله]] من جهاد وكفاح جعل منهما "الإعلام العربي" شيئا استثنائيا في تاريخ الأمة!  


إنه من الغباء المؤلم بمكان أن نعتبر أو أن ندفع باتجاه أن " [[إيران]]" هي العدو الذي ينبغي أن تٌعد له العده وأن تشترى لمواجهته الأسلحة بمئات المليارات ، كما أنه لمن الحماقة بكل الاتجاهات أن تركب "[[إيران]]" موجة المذهبية الدينية لتباشر غزوا دينيا فكريا غريبا من نوعه للعالم الإسلامي بدل أن تلتزم مكانتها باعتبارها بعدا تاريخيا وجغرافيا وسياسيا بالغ الأهمية للمنطقة العربية في قلب المنطقة الإسلامية ، وتلزم حدودها بهذا الاعتبار كما تفعل تركيا منذ انهيار الخلافة العثمانية مطلع القرن العشرين.
ضاربا عرض الحائط كل تضحيات الفلسطينيين وغير الفلسطينيين الصامتة منها أو الرنانة وحتى قوات الفجر التي تنتمي إلى [[الجماعة الإسلامية]] والتي بدأت غمار المقاومة ضد العدو الصهيوني في الجنوب اللبناني، إضافة إلى الاغتيالات المؤلمة التي نالت القيادات ورموز الأمة في [[فلسطين]] ، والتي تسببت أولا في خلو الساحات وخاصة "الإعلامية" تماما من "المجاهدين" ضد الاستيطان الإسرائيلي ، مما جعل من "[[حزب الله]]" اللبناني قائداً أوحداً في هذا المجال ، وجعل منه في ذات الحين رائدا دينيا توجيهيا عقيديا في حياة ملايين الشباب في المنطقة.
 
إنه من الغباء المؤلم بمكان أن نعتبر أو أن ندفع باتجاه أن " [[إيران]]" هي العدو الذي ينبغي أن تٌعد له العده وأن تشترى لمواجهته الأسلحة بمئات المليارات ، كما أنه لمن الحماقة بكل الاتجاهات أن تركب "[[إيران]]" موجة المذهبية الدينية لتباشر غزوا دينيا فكريا غريبا من نوعه للعالم الإسلامي بدل أن تلتزم مكانتها باعتبارها بعدا تاريخيا وجغرافيا وسياسيا بالغ الأهمية للمنطقة العربية في قلب المنطقة الإسلامية،وتلزم حدودها بهذا الاعتبار كما تفعل تركيا منذ انهيار الخلافة العثمانية مطلع القرن العشرين.


وباستقراء المواقف التاريخية ل[[جماعة الإخوان المسلمين]] منذ نشأتها عام [[1928]] نلاحظ أنها كانت تنتهج منهج تقريبي توافقي بعيداً عن التعصب المذهبي البغيض الذي تمارسه بعض القوى الإسلامية الآن، وكان مبعث تلك الروح هي حالة الفرقة والتشرذم التي أصابت الأمة الإسلامية وخاصة عقب سقوط الخلافة الإسلامية عام [[1924]] والتي كانت عامل أساسي في نشأة [[الإخوان|الجماعة]]، وظلت تلك الروح التوافقية تحرك مسارات ومواقف [[جماعة الإخوان المسلمين]] حتى الآن في مواقفها تجاه الشيعة، وإن كانت هذه الروح لم تمنع أحياناً [[الإخوان|الجماعة]] من إبداء تذمرها أو رفضها لبعض الممارسات الصادرة من الدولة الإيرانية الممثلة للمذهب الشيعي الآن.
وباستقراء المواقف التاريخية ل[[جماعة الإخوان المسلمين]] منذ نشأتها عام [[1928]] نلاحظ أنها كانت تنتهج منهج تقريبي توافقي بعيداً عن التعصب المذهبي البغيض الذي تمارسه بعض القوى الإسلامية الآن، وكان مبعث تلك الروح هي حالة الفرقة والتشرذم التي أصابت الأمة الإسلامية وخاصة عقب سقوط الخلافة الإسلامية عام [[1924]] والتي كانت عامل أساسي في نشأة [[الإخوان|الجماعة]]، وظلت تلك الروح التوافقية تحرك مسارات ومواقف [[جماعة الإخوان المسلمين]] حتى الآن في مواقفها تجاه الشيعة، وإن كانت هذه الروح لم تمنع أحياناً [[الإخوان|الجماعة]] من إبداء تذمرها أو رفضها لبعض الممارسات الصادرة من الدولة الإيرانية الممثلة للمذهب الشيعي الآن.
سطر ٢٥: سطر ٢٧:
قبل الخوض في مسار العلاقة بين [[الإخوان المسلمين]] و[[الشيعة]] كان لزاماً أن نتعرض لبعض المعلومات الأساسية عن الشيعة وكذلك النقاط الأساسية للخلاف مع السنة ، وذلك كتمهيد ضروري للخوض فى موضوع البحث الرئيسي
قبل الخوض في مسار العلاقة بين [[الإخوان المسلمين]] و[[الشيعة]] كان لزاماً أن نتعرض لبعض المعلومات الأساسية عن الشيعة وكذلك النقاط الأساسية للخلاف مع السنة ، وذلك كتمهيد ضروري للخوض فى موضوع البحث الرئيسي


===المبحث الأول: المذهب الشيعي .. المصطلح والنشأة===
==المبحث الأول: المذهب الشيعي .. المصطلح والنشأة==


من المؤكد أن لفظ أو مصطلح الشيعة يُعد من أشهر المصطلحات التي انتشرت في المجتمعات العربية بالآونة الأخيرة خاصة مع بروز حزب الله اللبناني في مواجهته الأخيرة عام [[2006]] مع العدوان الصهيوني على الجنوب اللبناني،وتبنى [[إيران]] لمفهوم دعم القدس – وان كان كظاهرة احتفالية حتى الآن- وبعض المواقف التي تبدو - ظاهرياً - أنها في إطار يخدم المقاومة ودعم القضية الفلسطينية وسنحاول من خلال هذا المبحث التعريف بمصطلح [[الشيعة]] ونشأة فكرة التشيع كنظرة عامة وليس نظرة تفصيلية  
من المؤكد أن لفظ أو مصطلح الشيعة يُعد من أشهر المصطلحات التي انتشرت في المجتمعات العربية بالآونة الأخيرة خاصة مع بروز حزب الله اللبناني في مواجهته الأخيرة عام [[2006]] مع العدوان الصهيوني على الجنوب اللبناني،وتبنى [[إيران]] لمفهوم دعم القدس – وان كان كظاهرة احتفالية حتى الآن- وبعض المواقف التي تبدو - ظاهرياً - أنها في إطار يخدم المقاومة ودعم القضية الفلسطينية وسنحاول من خلال هذا المبحث التعريف بمصطلح [[الشيعة]] ونشأة فكرة التشيع كنظرة عامة وليس نظرة تفصيلية  


===لفظ الشيعة في القرآن ومعناه===
===لفظ [[الشيعة]] في القرآن ومعناه===


مادة شيع وردت في كتاب الله العظيم في اثني عشر موضعاً [انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن ص 18.]، وقد أجمل ابن الجوزي(  ) معانيها بقوله: "وذكر أهل التفسير أن الشيع في القرآن على أربعة أوجه:
مادة شيع وردت في كتاب الله العظيم في اثني عشر موضعاً (انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن ص 18.)، وقد أجمل ابن الجوزي(  ) معانيها بقوله: "وذكر أهل التفسير أن الشيع في القرآن على أربعة أوجه:


أحدها: الفرق، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا} [الأنعام، آية: 159.] وقوله: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ} [الحجر، آية: 1.] وقوله: {وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا} [القصص، آية: 4، قال ابن جرير الطبري {وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا} يعني بالشيع: الفرق، تفسير الطبري: 20/27، وانظر أبو عبيدة/ مجاز القرآن: 1/194.] وقوله: {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا} [الروم، آية: 69.].
أحدها: الفرق، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا} (الأنعام، آية: 159.) وقوله: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ} [الحجر، آية: 1.] وقوله: {وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا} [القصص، آية: 4، قال ابن جرير الطبري {وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا} يعني بالشيع: الفرق، تفسير الطبري: 20/27، وانظر أبو عبيدة/ مجاز القرآن: 1/194.] وقوله: {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا} [الروم، آية: 69.].


والثاني: الأهل والنسب، ومنه قوله تعالى: {هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ} [القصص، آية: 15 ، قال ابن قتيبة: ومعنى {هَذَا مِن شِيعَتِهِ} أي: من أصحابه بني إسرائيل (تفسير غريب القرآن ص329)، وانظر: أبو حيان/ تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب ص: 153.] أراد من أهله في النسب إلى بني إسرائيل.
والثاني: الأهل والنسب، ومنه قوله تعالى: {هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ} [القصص، آية: 15 ، قال ابن قتيبة: ومعنى {هَذَا مِن شِيعَتِهِ} أي: من أصحابه بني إسرائيل (تفسير غريب القرآن ص329)، وانظر: أبو حيان/ تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب ص: 153.] أراد من أهله في النسب إلى بني إسرائيل.
سطر ١٤٢: سطر ١٤٤:


وقال الدكتور [[علي النشار]] معلقا على كلام ابن النديم السابق " أرى في كلام ابن نديم وهو شيعي بعض الغلو "  
وقال الدكتور [[علي النشار]] معلقا على كلام ابن النديم السابق " أرى في كلام ابن نديم وهو شيعي بعض الغلو "  
===الاتجاه الخامس أن الشيعة ظهرت بعد رجوع علي من صفين عام 37هجريه===
===الاتجاه الخامس أن الشيعة ظهرت بعد رجوع علي من صفين عام 37هجريه===


سطر ١٧٤: سطر ١٧٧:
==نظرية الإمامة الشيعية==
==نظرية الإمامة الشيعية==


ليس ما يميز [[الشيعة]] عن غيرها من فرق [[الإسلام]] أن لها مذهبا فقهيا متميزا، هو المذهب الجعفري ـ نسبة إلى جعفر الصادق ـ لأن الفقه الإسلامي حافل بالمذاهب، المشهور منها وغير المشهور، ولم يحدث أن أثمر تعدد المذاهب الفقهية انقساما بين المسلمين يوازي أو يداني أو يشابه ذلك الانقسام الحاد الذي قام بين [[الشيعة]] وبين بقية المسلمين، بمذاهبهم الفقهية ومدارسهم الكلامية وتياراتهم الفكرية..
ليس ما يميز [[الشيعة]] عن غيرها من فرق [[الإسلام]] أن لها مذهبا فقهيا متميزا، هو المذهب الجعفري ـ نسبة إلى جعفر الصادق ـ لأن الفقه [[الإسلام]]ي حافل بالمذاهب، المشهور منها وغير المشهور، ولم يحدث أن أثمر تعدد المذاهب الفقهية انقساما بين المسلمين يوازي أو يداني أو يشابه ذلك الانقسام الحاد الذي قام بين [[الشيعة]] وبين بقية المسلمين، بمذاهبهم الفقهية ومدارسهم الكلامية وتياراتهم الفكرية..


كان قول [[الشيعة]] بالسلطة الدينية والإمامة الدينية والوصية والنص من الله على الأئمة.. فهذا ـ في رأيهم ـ هو المتسق مع العدل الإلهي ومع رعاية الخالق للمخلوقين!..
كان قول [[الشيعة]] بالسلطة الدينية والإمامة الدينية والوصية والنص من الله على الأئمة.. فهذا ـ في رأيهم ـ هو المتسق مع العدل الإلهي ومع رعاية الخالق للمخلوقين!..
سطر ١٨٠: سطر ١٨٣:
وصدورا من هذا الموقف.. وأيضا تسليما بحاجة المجتمع إلى سلطة عليا.. قال [[الشيعة]] بضرورة السلطة، أي بوجوب الإمامة.. وقالوا إن صلاح الدين والدنيا متوقف عليها، وإن استمرار الرسالة إلهية مرتبط بوجود الإمام، لأنه هو المعصوم وحده من دون الأمة، فهو المرجع المؤتمن في الدين، وكذلك في الدنيا..
وصدورا من هذا الموقف.. وأيضا تسليما بحاجة المجتمع إلى سلطة عليا.. قال [[الشيعة]] بضرورة السلطة، أي بوجوب الإمامة.. وقالوا إن صلاح الدين والدنيا متوقف عليها، وإن استمرار الرسالة إلهية مرتبط بوجود الإمام، لأنه هو المعصوم وحده من دون الأمة، فهو المرجع المؤتمن في الدين، وكذلك في الدنيا..


ولما كانت الإمامة، على هذا النحو، هي ما يقرب الناس من الخير ويبعدهم عن الشر، إذن فهي "لطف" إلهي، كما كانت النبوة كذلك، فهي على النبوة تقاس، وليس ـ كما قال غيرهم ـ تقاس على منصب الحكام والولاة.. ولهذا وجدنا الإمامة واجبة عند [[الشيعة]] وجوبا عقليا، لا شرعيا، ووجوبها على الله سبحانه، لأنه هو مصدرها الأوحد، وليس وجوبها على البشر، لأنهم لا شأن لهم بها، فهي أمر من أمور السماء..
ولما كانت الإمامة، على هذا النحو، هي ما يقرب الناس من الخير ويبعدهم عن الشر، إذن فهي "لطف" إلهي، كما كانت النبوة كذلك، فهي على النبوة تقاس، وليس ـ كما قال غيرهم ـ تقاس على منصب الحكام والولاة..  
 
ولهذا وجدنا الإمامة واجبة عند [[الشيعة]] وجوبا عقليا، لا شرعيا، ووجوبها على الله سبحانه، لأنه هو مصدرها الأوحد، وليس وجوبها على البشر، لأنهم لا شأن لهم بها، فهي أمر من أمور السماء..
 
'''وقالت [[الشيعة]]'''


وقالت [[الشيعة]]: إن الإمامة أصل من أصول الدين، بل من أهم أصوله "فالإيمان لا يتم إلا بالاعتقاد بالإمامة"( )، وهي، مع الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، تكون فرائض الله الخمس( ).. وهي، مع المعرفة بصفات الله، والتصديق بالعدل والحكمة، والتصديق بالنبوة، والتصديق بالمعاد، تكون قواعد الإيمان و[[الإسلام]] الخمسة( )..
:إن الإمامة أصل من أصول الدين، بل من أهم أصوله '''"فالإيمان لا يتم إلا بالاعتقاد بالإمامة"'''( )، وهي، مع الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، تكون فرائض الله الخمس( ).. وهي، مع المعرفة بصفات الله، والتصديق بالعدل والحكمة، والتصديق بالنبوة، والتصديق بالمعاد، تكون قواعد الإيمان و[[الإسلام]] الخمسة( )..


وكما بلَّغ الرسول الدين عن ربه، وأشهد الناس على بلاغه، فإن الإمامة كانت مم بلًّغ عن ربه من أصول دينه،ومما أشهد الناس على بلاغه إياهم لها.. وفي هذا الباب يفسر [[الشيعة]] بعض المأثورات تفسيرا يختلف معهم فيه غيرهم، وينفردون هم برواية مأثورات أخرى:
وكما بلَّغ الرسول الدين عن ربه، وأشهد الناس على بلاغه، فإن الإمامة كانت مم بلًّغ عن ربه من أصول دينه،ومما أشهد الناس على بلاغه إياهم لها.. وفي هذا الباب يفسر [[الشيعة]] بعض المأثورات تفسيرا يختلف معهم فيه غيرهم، وينفردون هم برواية مأثورات أخرى:


فهم يستندون إلى "حديث الغدير" في أن الرسول قد أشهد الناس، عند "غدير خم"، وهو عائد من حجة الوداع، على أن علي بن أبي طالب هو الإمام من بعده، عندما خطب فقال:
:#فهم يستندون إلى '''"حديث الغدير" '''في أن الرسول قد أشهد الناس، عند "غدير خم"، وهو عائد من حجة الوداع، على أن علي بن أبي طالب هو الإمام من بعده، عندما خطب فقال:"من كنت مولاه فعلي مولاه".. لكن خصومهم ينكرون أن يكون المراد هو الإمامة والسلطة السياسية في المجتمع، لأن الموالاة هي "النصرة" و "المناصرة"، كما تشهد بذلك معاني ومواطن ورود هذا المصطلح في القرآن الكريم، وليست [[السياسة]] والسلطة العليا في المجتمع..
:#وهم يستدلون على "النص والوصية" من النبي لعلي بن أبي طالب بالإمامة، "بحديث المنزلة"، الذي خاطب فيه النبي عليا فقال: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي"..وخصومهم يقولون إن هذا الحديث لا يشهد لهم، لأنه هارون لم تكن من منازله مع موسى الخلافة والإمامة السياسية بعد موسى، فلقد مات قبله، فالخلافة والإمامة هنا غير واردة ولا مرادة..
:#كما يستدلون "بحديث الدار"، في بداية الدعوة بمكة، عندما جمع الرسول عشيرته، وفيهم علي ـ وهو صبي ـ فقال لهم: "إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم".. لكن خصومهم ينكرون أن تكون الخلافة والإمامة السياسية مراده.. ففي بداية الدعوة لم تكن القضية واردة، بل لم تكن قضية "الدولة" الإسلامية واردة أصلا، فلقد كان الوقت مبكرا حتى بالنسبة لوجود، "الجماعة الإسلامية!..
 
وذلك فضلا عن أن جميع هذه الأحاديث ـ وما ماثلها ـ هي "أحاديث آحاد".. وأحاديث الآحاد إن جاز الأخذ بها في "الأمور العملية" فمن غير الواجب أن تؤسس عليها "العقائد"، خصوصا إذا كانت عقيدة الإمامة، وهي.. على رأي [[الشيعة]] ـ من أصول الدين( )!..
 
وإذا كانت المأثورات التي رواها [[الشيعة]] أو فسروها كي تشهد لعقيدتهم في "النص والوصية" قد جاء أغلبها للنص على إمامة علي بن أبي طالب، فلقد قالوا إنه قد نص على إمامة ابنه الحسن، الذي نص على إمامة أخيه الحسين.. وهكذا توالت سلسلة أئمتهم من آل البيت، أبناء فاطمة بنت الرسول.
 
ومن كونهم اثنى عشر أخذت هذه الفرقة ـ تمييزا لها عن غيرها من فرق [[الشيعة]] الإمامية ـ اسم: "الإثنى عشرية"..
 
وفيما يتعلق بتسلسل الإمامة في ولد علي بن أبي طالب، فإن اختلاف تيارات التشيع حول أعيان الأئمة قد كان سببا رئيسيا لما أصاب هذا التيار من انقسامات..
 
'''فالكيسانية'''
 
:لم يحصروا الإمامة في أبناء علي من فاطمة، وقالوا إنها انتقلت من علي لابنه محمد بن الحنفية [21ـ81هـ /642ـ 700م]..
 
'''والإسماعيلية'''
 
:قالوا إنها بعد جعفر الصادق لابنه إسماعيل [ 143هـ /760م] وليس لموسى الكاظم.
 
'''والزيدية'''
 
:قالوا إن "الوصية والنص" لم يتعد عليا والحسن والحسين، وأنه لم يحدد "الذات"، ذات المنصوص عليه بل كان نصا على من تجتمع فيه صفات الإمام، وهي قد اجتمعت في هؤلاء، وأن الإمامة بعدهم فيمن تتوافر فيه الشروط من ولد علي، شريطة أن يكون ثائرا خارجا شاهرا سيفه ضد أئمة الجور والفساد، وأنها لذلك كانت لزيد بن علي [79ـ 122هـ / 698ـ740] ثم لأئمة الزيدية من بعده..
 
أما الاثنى عشرية، فإنهم، بعد تحديدهم لسلسة أئمتهم الاثنى عشر، قالوا إن إمامهم الثاني عشر: أبو القاسم، محمد بن الحسن، قد اختفي، اتقاء للهلاك، في سرداب بمدينة "سامراء"، ب[[العراق]]، وأنه حي لم يمت، ولن يموت حتى يظهر فيقود شيعته لبناء الدولة [[الإسلام]]ية، مالئا الأرض عدلا بعد أن امتلأت بالجور والفساد، وأنه لذلك هو "المهدي" الذي يدعون الله أن يعجل ظهوره ويزيل حرجه ويسهل فرجه..
 
وهم يعتبرون بقاءه حيا هذه القرون من الأمور الجائزة عقلا، الواجبة بالنصوص المروية عندهم، وأنه، في النهاية، ليس إلا إحدى المعجزات التي اختص الله بها الأئمة اختصاصه الرسل والأنبياء!..
 
لكن اختفاء "المهدي" وغيبته، وطول هذه الغيبة قد فرضت على الفكر الشيعي ضرورة التلاؤم مع واقع الافتقار إلى الإمام، الذي هو المرجع الأوحد في أمور الدين والدنيا، فتبنى هذا الفكر مبدأ نيابة المجتهد ـ واحدا كان أو أكثر ـ عن الإمام، وولاية هذا المجتهد على جمهور [[الشيعة]].
 
'''وقالوا'''
 
:"إنه ليس معنى انتظار هذا المصلح المنقذ "المهدي"، أن يقف المسلمون مكتوفي الأيدي فيما يعود إلى الحق من دينهم، وما يجب عليهم من نصرته و[[الجهاد]] في سبيله والأخذ بأحكامه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل المسلم أبدا مكلف بالعمل بما أنزل من الأحكام الشرعية..
 
والمجتهد الجامع للشرائط هو نائب للإمام عليه السلام، في حال غيبته، وهو الحاكم والرئيس المطلق، له ما للإمام في الفصل في القضايا والحكومة بين الناس، والراد عليه راد على الإمام، والراد على الإمام راد على الله تعإلى، وهو ـ [أي الرد على نائب الإمام] ـ على حد الشرك بالله"( )؟!..
 
وعلى حين قصر بعض مجتهدي [[الشيعة]] ولاية المجتهد ونيابته عن الإمام الغائب في أمور الدين والفقه، وجعلوا شئون [[الثورة]] والدولة و[[السياسة]] مؤجلة حتى يظهر الإمام، فإن مجتهدين آخرين، وخاصة في القرون الأخيرة، قد عمموا ـ استجابة للضرورات، وخاصة بعد تطاول الزمن دون أن يظهر الإمام الغائب ـ قد عمموا ولاية الفقيه المجتهد في كل ما هو للإمام.
 
'''وقالوا'''
 
:"إن المجتهد ليس مرجعا في الفتيا فقط، بل له الولاية العامة، فيرجع إليه في الحكم والفصل والقضاء، وذلك من مختصاته، ولا يجوز لأحد أن يتولاها دونه، إلا بإذنه، كما لا تجوز إقامة الحدود والتعزيرات إلا بأمره وحكمه، ويرجع إليه في الأموال، التي هي من حقوق الإمام ومختصاته"( ).
 
'''ويقولون '''
 
:"إنه إذا نهض بأمر تشكيل الحكومة عالم عادل، فإنه يلي من أمور المجتمع ما كان يليه النبي، صلى الله عليه وعلى آله، منهم.. وهو يملك من أمر الإدارة والرعاية و[[السياسة]] للناس ما كان يملكه الرسول وأمير المؤمنين، وواجب أن يسمعوا له ويطيعوا.."
 
وهم يروون عن أئمتهم حديثا نبويا يجعلونه سندا في عموم ولاية المجتهد والفقيه، يقول فيه الرسول، صلى الله عليه وسلم ـ فيما يرويه علي بن أبي طالب ـ " "قال رسول الله ، صلى الله عليه وعلى آله: اللهم ارحم خلفائي (قالها ثلاث مرات) قيل: يا رسول الله، ومن خلفاؤك؟ قال: الذين يأتون من بعدي، يروون حديثي، وسنتي، فيعلمونها الناس من بعدي.."( ).
 
هكذا جعلت [[الشيعة]] الإمامة أصل الدين، قاستها على النبوة، وحصرت في الإمام أمور الدين والدنيا، ثم تسلسل الإثنى عشرية بأئمتهم حتى الثاني عشر، فلما غاب أحلوا مجتهديهم في النيابة عنه، ومنح تيار منهم هؤلاء المجتهدين سلطان الإمام وسلطاته، فجعلوا لهم الولاية العامة، في الدين والدنيا، حتى لقد جعلوا الراد على المجتهد رادا على الإمام، أي رادا على الله.. أي مشركا بالله!.. وهم في هذا متسقون تماما مع العقيدة التي تجعل الإمامة دينا، وأصلا من أهم أصول الدين!.


"من كنت مولاه فعلي مولاه".. لكن خصومهم ينكرون أن يكون المراد هو الإمامة والسلطة السياسية في المجتمع، لأن الموالاة هي "النصرة" و "المناصرة"، كما تشهد بذلك معاني ومواطن ورود هذا المصطلح في القرآن الكريم، وليست السياسة والسلطة العليا في المجتمع..
ولقد كان واضحا لدى [[الشيعة]]، ولدى خصومهم، أنهم يناصبون فكرة "[[الشورى]]" في [[السياسة]] ونظم الحكم عداء شديدا، لأنهم يجعلون المرجعية للإمام دون الأمة، وتعيين الإمام لله دون الناس، ويجعلون من عصمة الإمام حاجزا دون نقده أو مخالفته، حتى لقد جعلوا الرد عليه شركا بالله..  


2ـ وهم يستدلون على "النص والوصية" من النبي لعلي بن أبي طالب بالإمامة، "بحديث المنزلة"، الذي خاطب فيه النبي عليا فقال: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي"..
'''ولقد كان مفكروهم صرحاء في الاعتراف بذلك، فلم ينفوه أو ينكروه، بل دافعوا عنه وبرروه، عندما قالوا'''


وخصومهم يقولون إن هذا الحديث لا يشهد لهم، لأنه هارون لم تكن من منازله مع موسى الخلافة والإمامة السياسية بعد موسى، فلقد مات قبله، فالخلافة والإمامة هنا غير واردة ولا مرادة..
:إن الفرد ـ غير الإمام ـ يجوز عليه الخطأ والسهو والنسيان والضلال، والأمة، في مجموعها، ليست سوى جمع هؤلاء الأفراد الذين تتكون منهم، فما جاز على الفرد منها يجوز على جميعها ومجموعها، ومن هنا، حتى يحفظ الله دينه كان لابد من معصوم ثقة حجة قيم، حتى على الدين والقرآن، وهو الإمام...


3ـ كما يستدلون "بحديث الدار"، في بداية الدعوة بمكة، عندما جمع الرسول عشيرته، وفيهم علي ـ وهو صبي ـ فقال لهم: "إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم".. لكن خصومهم ينكرون أن تكون الخلافة والإمامة السياسية مراده.. ففي بداية الدعوة لم تكن القضية واردة، بل لم تكن قضية "الدولة" الإسلامية واردة أصلا، فلقد كان الوقت مبكرا حتى بالنسبة لوجود، "الجماعة الإسلامية!..
ووفق عبارة أبي جعفر الطوسي (385ـ 460هـ / 995ـ 1067م) فإن "شريعة نبينا لابد لها من حافظ.. ولا يخلو الحافظ لها من أن يكون: جميع الأمة، أو بعضها..  


وذلك فضلا عن أن جميع هذه الأحاديث ـ وما ماثلها ـ هي "أحاديث آحاد".. وأحاديث الآحاد إن جاز الأخذ بها في "الأمور العملية" فمن غير الواجب أن تؤسس عليها "العقائد"، خصوصا إذا كانت عقيدة الإمامة، وهي.. على رأي الشيعة ـ من أصول الدين( )!..
وليس يجوز أن يكون الحافظ لها الأمة، لأن الأمة يجوز عليها السهو والنسيان، وارتكاب الفساد، والعدول عما علمته.. وإن ما جاز على آحادها جائز على جميعها، من حيث لم يكن إجماعها أكثر من انضمام آحادها بعضها على بعض..  


وإذا كانت المأثورات التي رواها الشيعة أو فسروها كي تشهد لعقيدتهم في "النص والوصية" قد جاء أغلبها للنص على إمامة علي بن أبي طالب، فلقد قالوا إنه قد نص على إمامة ابنه الحسن، الذي نص على إمامة أخيه الحسين.. وهكذا توالت سلسلة أئمتهم من آل البيت، أبناء فاطمة بنت الرسول.
وإذا كانت العصمة مرتفعة من كل واحد على انفراد، فيجب أن تكون مرتفعة عن الكل.. فإذن، لابد للشريعة من حافظ معصوم، يؤمن من جهته التغيير والتبديل والسهو، ليتمكن المكلفون من المصير إلى قوله، وهو الإمام.."( ).


ومن كونهم اثنى عشر أخذت هذه الفرقة ـ تمييزا لها عن غيرها من فرق الشيعة الإمامية ـ اسم: "الإثنى عشرية"..
==المبحث الثانى:أهم نقاط الخلاف بين [[الشيعة]] والسنة==
وفيما يتعلق بتسلسل الإمامة في ولد علي بن أبي طالب، فإن اختلاف تيارات التشيع حول أعيان الأئمة قد كان سببا رئيسيا لما أصاب هذا التيار من انقسامات..
فالكيسانية: لم يحصروا الإمامة في أبناء علي من فاطمة، وقالوا إنها انتقلت من علي لابنه محمد بن الحنفية [21ـ81هـ /642ـ 700م]..
والإسماعيلية: قالوا إنها بعد جعفر الصادق لابنه إسماعيل [ 143هـ /760م] وليس لموسى الكاظم.
والزيدية: قالوا إن "الوصية والنص" لم يتعد عليا والحسن والحسين، وأنه لم يحدد "الذات"، ذات المنصوص عليه بل كان نصا على من تجتمع فيه صفات الإمام، وهي قد اجتمعت في هؤلاء، وأن الإمامة بعدهم فيمن تتوافر فيه الشروط من ولد علي، شريطة أن يكون ثائرا خارجا شاهرا سيفه ضد أئمة الجور والفساد، وأنها لذلك كانت لزيد بن علي [79ـ 122هـ / 698ـ740] ثم لأئمة الزيدية من بعده..
أما الاثنى عشرية، فإنهم، بعد تحديدهم لسلسة أئمتهم الاثنى عشر، قالوا إن إمامهم الثاني عشر: أبو القاسم، محمد بن الحسن، قد اختفي، اتقاء للهلاك، في سرداب بمدينة "سامراء"، بالعراق، وأنه حي لم يمت، ولن يموت حتى يظهر فيقود شيعته لبناء الدولة الإسلامية، مالئا الأرض عدلا بعد أن امتلأت بالجور والفساد، وأنه لذلك هو "المهدي" الذي يدعون الله أن يعجل ظهوره ويزيل حرجه ويسهل فرجه.. وهم يعتبرون بقاءه حيا هذه القرون من الأمور الجائزة عقلا، الواجبة بالنصوص المروية عندهم، وأنه، في النهاية، ليس إلا إحدى المعجزات التي اختص الله بها الأئمة اختصاصه الرسل والأنبياء!..
لكن اختفاء "المهدي" وغيبته، وطول هذه الغيبة قد فرضت على الفكر الشيعي ضرورة التلاؤم مع واقع الافتقار إلى الإمام، الذي هو المرجع الأوحد في أمور الدين والدنيا، فتبنى هذا الفكر مبدأ نيابة المجتهد ـ واحدا كان أو أكثر ـ عن الإمام، وولاية هذا المجتهد على جمهور الشيعة،
وقالوا: "إنه ليس معنى انتظار هذا المصلح المنقذ "المهدي"، أن يقف المسلمون مكتوفي الأيدي فيما يعود إلى الحق من دينهم، وما يجب عليهم من نصرته والجهاد في سبيله والأخذ بأحكامه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل المسلم أبدا مكلف بالعمل بما أنزل من الأحكام الشرعية.. والمجتهد الجامع للشرائط هو نائب للإمام عليه السلام، في حال غيبته، وهو الحاكم والرئيس المطلق، له ما للإمام في الفصل في القضايا والحكومة بين الناس، والراد عليه راد على الإمام، والراد على الإمام راد على الله تعإلى، وهو ـ [أي الرد على نائب الإمام] ـ على حد الشرك بالله"( )؟!..
وعلى حين قصر بعض مجتهدي الشيعة ولاية المجتهد ونيابته عن الإمام الغائب في أمور الدين والفقه، وجعلوا شئون الثورة والدولة والسياسة مؤجلة حتى يظهر الإمام، فإن مجتهدين آخرين، وخاصة في القرون الأخيرة، قد عمموا ـ استجابة للضرورات، وخاصة بعد تطاول الزمن دون أن يظهر الإمام الغائب ـ قد عمموا ولاية الفقيه المجتهد في كل ما هو للإمام، وقالوا: "إن المجتهد ليس مرجعا في الفتيا فقط، بل له الولاية العامة، فيرجع إليه في الحكم والفصل والقضاء، وذلك من مختصاته، ولا يجوز لأحد أن يتولاها دونه، إلا بإذنه، كما لا تجوز إقامة الحدود والتعزيرات إلا بأمره وحكمه، ويرجع إليه في الأموال، التي هي من حقوق الإمام ومختصاته"( ).
ويقولون: "إنه إذا نهض بأمر تشكيل الحكومة عالم عادل، فإنه يلي من أمور المجتمع ما كان يليه النبي، صلى الله عليه وعلى آله، منهم.. وهو يملك من أمر الإدارة والرعاية والسياسة للناس ما كان يملكه الرسول وأمير المؤمنين، وواجب أن يسمعوا له ويطيعوا.." وهم يروون عن أئمتهم حديثا نبويا يجعلونه سندا في عموم ولاية المجتهد والفقيه، يقول فيه الرسول، صلى الله عليه وسلم ـ فيما يرويه علي بن أبي طالب ـ " "قال رسول الله ، صلى الله عليه وعلى آله: اللهم ارحم خلفائي [قالها ثلاث مرات] قيل: يا رسول الله، ومن خلفاؤك؟ قال: الذين يأتون من بعدي، يروون حديثي، وسنتي، فيعلمونها الناس من بعدي.."( ).
هكذا جعلت الشيعة الإمامة أصل الدين، قاستها على النبوة، وحصرت في الإمام أمور الدين والدنيا، ثم تسلسل الإثنى عشرية بأئمتهم حتى الثاني عشر، فلما غاب أحلوا مجتهديهم في النيابة عنه، ومنح تيار منهم هؤلاء المجتهدين سلطان الإمام وسلطاته، فجعلوا لهم الولاية العامة، في الدين والدنيا، حتى لقد جعلوا الراد على المجتهد رادا على الإمام، أي رادا على الله.. أي مشركا بالله!.. وهم في هذا متسقون تماما مع العقيدة التي تجعل الإمامة دينا، وأصلا من أهم أصول الدين!.
ولقد كان واضحا لدى الشيعة، ولدى خصومهم، أنهم يناصبون فكرة "الشورى" في السياسة ونظم الحكم عداء شديدا، لأنهم يجعلون المرجعية للإمام دون الأمة، وتعيين الإمام لله دون الناس، ويجعلون من عصمة الإمام حاجزا دون نقده أو مخالفته، حتى لقد جعلوا الرد عليه شركا بالله.. ولقد كان مفكروهم صرحاء في الاعتراف بذلك، فلم ينفوه أو ينكروه، بل دافعوا عنه وبرروه، عندما قالوا: إن الفرد ـ غير الإمام ـ يجوز عليه الخطأ والسهو والنسيان والضلال، والأمة، في مجموعها، ليست سوى جمع هؤلاء الأفراد الذين تتكون منهم، فما جاز على الفرد منها يجوز على جميعها ومجموعها، ومن هنا، حتى يحفظ الله دينه كان لابد من معصوم ثقة حجة قيم، حتى على الدين والقرآن، وهو الإمام...
ووفق عبارة أبي جعفر الطوسي [385ـ 460هـ / 995ـ 1067م] فإن "شريعة نبينا لابد لها من حافظ.. ولا يخلو الحافظ لها من أن يكون: جميع الأمة، أو بعضها.. وليس يجوز أن يكون الحافظ لها الأمة، لأن الأمة يجوز عليها السهو والنسيان، وارتكاب الفساد، والعدول عما علمته.. وإن ما جاز على آحادها جائز على جميعها، من حيث لم يكن إجماعها أكثر من انضمام آحادها بعضها على بعض.. وإذا كانت العصمة مرتفعة من كل واحد على انفراد، فيجب أن تكون مرتفعة عن الكل.. فإذن، لابد للشريعة من حافظ معصوم، يؤمن من جهته التغيير والتبديل والسهو، ليتمكن المكلفون من المصير إلى قوله، وهو الإمام.."( ).


تركزت عناصر الخلاف بين السنة و[[الشيعة]] فى عدة نقاط أساسية حصرها علماء السنة وتمثلت فى ( القرآن الكريم – السنة والحديث – الإجماع – المفهوم الشيعى للإمامة – أهل البيت- الصحابة – مبدا التقية- نكاح المتعة- غديرخم).


وتعرض الباحث [[سعيد إسماعيل]] فى كتابه" حقيقة الخلاف بين علماء [[الشيعة]] و جمهور علماء المسلمين" لهذه الموضوعات الخلافية بمزيد من التفصيل والشرح ولكننا سنعرض لهذه النقاط كعرض سريع لبيان تلك النقاط دونما الخوض فى الردود المتبادلة بين علماء الطرفين


===أولاً:القرآن الكريم===


يقول علماء الجعفرية، المذهب الرسمي لجمهورية [[إيران]] الإسلامية إن عدد آيات القرآن الكريم سبعة عشر ألفا كما ورد في كتاب '''"الأصول من الكافي "''' وقد ورد في الكافي - وهو أوثق مصدر شيعي للحديث- '''"ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما نزله الله تعالى إلا علي بن أبى طالب (عليه السلام) " و الأئمة من بعده (عليهم السلام).'''


ويرخص علماء [[الشيعة]] لأتباعهم في قراءة القرآن الذي بأيدي المسلمين حتى يأتيهم من يعلمهم قرآن [[الشيعة]] الكامل بزعمهم.


أما علماء المسلمين فيؤكدون أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جمع القرآن في ترتيبه وكماله الحالي تلاوة وحفظا ثم جمعه زيد بن ثابت في خلافة أبي بكر الصديق في كتاب واحد.


وفى خلافة عثمان بن عفان تمت كتابة القرآن بلغة قريش التي بها أنزل وتم تعميمه على الأمصار [[الإسلام]]ية وهو الموجود اليوم بين أيدي المسلمين هدى وتبيانا، أما فيما يتعلق بالقراءات السبع فإنها اختلافات بسيطة جدا لا يترتب عليها اختلاف جذري في المعنى ومثال تلك الاختلافات: مالك أو ملك، وتعلمون أو يعلمون، يغفر لكم أو نغفر لكم.


ويجمع علماء المسلمين على أن القرآن الكريم محفوظ إلى الأبد...فالله سبحانه وتعالى يقول: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ، و يقول جل وعلا: (لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه)،و يقول أيضا: (إنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد).


المبحث الثانى:أهم نقاط الخلاف بين الشيعة والسنة
تركزت عناصر الخلاف بين السنة والشيعة فى عدة نقاط أساسية حصرها علماء السنة وتمثلت فى ( القرآن الكريم – السنة والحديث – الإجماع – المفهوم الشيعى للإمامة – أهل البيت- الصحابة – مبدا التقية- نكاح المتعة- غديرخم).
وتعرض الباحث سعيد إسماعيل فى كتابه" حقيقة الخلاف بين علماء الشيعة و جمهور علماء المسلمين" لهذه الموضوعات الخلافية بمزيد من التفصيل والشرح ولكننا سنعرض لهذه النقاط كعرض سريع لبيان تلك النقاط دونما الخوض فى الردود المتبادلة بين علماء الطرفين
أولاً:القرآن الكريم
يقول علماء الجعفرية، المذهب الرسمي لجمهورية إيران الإسلامية إن عدد آيات القرآن الكريم سبعة عشر ألفا كما ورد في كتاب "الأصول من الكافي " وقد ورد في الكافي - وهو أوثق مصدر شيعي للحديث- "ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما نزله الله تعالى إلا علي بن أبى طالب (عليه السلام) " و الأئمة من بعده (عليهم السلام).
ويرخص علماء الشيعة لأتباعهم في قراءة القرآن الذي بأيدي المسلمين حتى يأتيهم من يعلمهم قرآن الشيعة الكامل بزعمهم.
أما علماء المسلمين فيؤكدون أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جمع القرآن في ترتيبه وكماله الحالي تلاوة وحفظا ثم جمعه زيد بن ثابت في خلافة أبي بكر الصديق في كتاب واحد. وفى خلافة عثمان بن عفان تمت كتابة القرآن بلغة قريش التي بها أنزل وتم تعميمه على الأمصار الإسلامية  وهو الموجود اليوم بين أيدي المسلمين هدى وتبيانا، أما فيما يتعلق بالقراءات السبع فإنها اختلافات بسيطة جدا لا يترتب عليها اختلاف جذري في المعنى ومثال تلك الاختلافات: مالك أو ملك، وتعلمون أو يعلمون، يغفر لكم أو نغفر لكم. ويجمع علماء المسلمين على أن القرآن الكريم محفوظ إلى الأبد...فالله سبحانه وتعالى يقول: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ، و يقول جل وعلا: (لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه) ، و يقول أيضا: (إنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد).
و يرى علماء المسلمين بتكفير من يعتقد بتحريف القرآن كمن ينكر القرآن جملة. فالله تعالى يقول: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عتا تعملون)،.
و يرى علماء المسلمين بتكفير من يعتقد بتحريف القرآن كمن ينكر القرآن جملة. فالله تعالى يقول: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عتا تعملون)،.
ثانياً: السنة و الحديث  
 
يعتبر علماء الجعفرية السنة والحديث ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم وما قاله أئمة الشيعة "المعصومون ". ولو ألقينا نظرة إلى الكافي - الذي يعتبره الطبطبائى "أوثق وأشهر مصادر الحديث في العالم الشيعي"- لوجدنا أن أغلب الأحاديث لا تقول قال الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن قال الإمام كذا وكذا. وكثير منها لا إسناد لها.
===ثانياً: السنة و الحديث===
 
يعتبر علماء الجعفرية السنة والحديث ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم وما قاله أئمة [[الشيعة]] "المعصومون ".
 
ولو ألقينا نظرة إلى الكافي - الذي يعتبره الطبطبائى '''"أوثق وأشهر مصادر الحديث في العالم الشيعي"'''- لوجدنا أن أغلب الأحاديث لا تقول قال الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن قال الإمام كذا وكذا.وكثير منها لا إسناد لها.
 
أما علماء المسلمين فيعرفون السنة بأنها ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم أو فعله أو أقره وصفاته الخلقية.
أما علماء المسلمين فيعرفون السنة بأنها ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم أو فعله أو أقره وصفاته الخلقية.
وبصفة عامة فهناك طريقتان يعتمد عليهما جمهور علماء المسلمين لتوثيق الأحاديث الشريفة:
وبصفة عامة فهناك طريقتان يعتمد عليهما جمهور علماء المسلمين لتوثيق الأحاديث الشريفة:
أولا: فحص الإسناد لمعرفة مدى الثقة في الرواة. لهذا فالأحاديث منقطعة الإسناد ترفض لتعذر تعديل أو جرح الرواة المجهولين.
 
ثانيا: فحص المتن للتأكد من عدم مخالفته للقرآن أو لأحاديث أخرى قد تكون أقوى سندا
'''أولا: '''فحص الإسناد لمعرفة مدى الثقة في الرواة. لهذا فالأحاديث منقطعة الإسناد ترفض لتعذر تعديل أو جرح الرواة المجهولين.
واستنادا إلى هذه المقاييس ومدى دقتها في اختيار الأحاديث أجمع علماء الحديث عل
 
أن صحيح البخاري ومسلم هما أوثق مصدرين للسنة النبوية.
'''ثانيا: '''فحص المتن للتأكد من عدم مخالفته للقرآن أو لأحاديث أخرى قد تكون أقوى سندا واستنادا إلى هذه المقاييس ومدى دقتها في اختيار الأحاديث أجمع علماء الحديث عل أن صحيح البخاري ومسلم هما أوثق مصدرين للسنة النبوية.
ثالثاً: الإجماع
 
لعلماء الشيعة موقفان متغايران بالنسبة للإجماع. فهم يحتجون بالإجماع إذا كان يؤلد ما ذهبوا إليه من أقوال. فالطبطبائى مثلا يستعمل كثيرا قول: "كلأ من الشيعة والسنة.. " و ".. واتفق الجميع على إقراره".
===ثالثاً: الإجماع===
أما من ناحية أخرى فإن علماء الشيعة يرفضون الإجماع فمثلا:
 
(1) يقولون بأن الصحابة- وهم عشرات الألوف- قد تآمروا على مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم عقب وفاته ولم يثبت على سنته إلا أقل من عشرة، لهذا يرجحون هذه الأقلية - المكذوب عليها- على الأغلبية الساحقة.
لعلماء [[الشيعة]] موقفان متغايران بالنسبة للإجماع. فهم يحتجون بالإجماع إذا كان يؤلد ما ذهبوا إليه من أقوال. فالطبطبائى مثلا يستعمل كثيرا قول: "كلأ من [[الشيعة]] والسنة.. " و ".. واتفق الجميع على إقراره".
(2) يعتقدون بأن ملايين المسلمين عبر الأزمنة والأمكنة على مر التاريخ لا يتوافر فيهم صفة الإسلام والإيمان لأنهم يرفضون أحد أركان الإسلام والإيمان في اعتقاد الشيعة- وهو الإيمان بركن الإمامة- أي بركن الإيمان بوجود اثني عشر إماما معصومين نص عليهم الرسول لتكون لهم القيادة السياسية والدينية يتوارثونها واحدا بعد الآخر.
 
(3) يشككون في صحة القرآن وكماله وقد وثقه علماء المسلمين قاطبة.
'''أما من ناحية أخرى فإن علماء [[الشيعة]] يرفضون الإجماع فمثلا'''
أما جمهور علماء المسلمين فإنهم يعتبرون الإجماع المصدر الثالث للشريعة الإسلامية بعد القرآن والسنة كما يؤكد ذلك ابن تيمية. فأوثق النصوص ما وصل إسناده درجة التواتر حيث يروى مجموعة من الصحابة خبرا يتناقله عنهم مجموعة أخرى من التابعين.  
 
رابعاً: أركان الإسلام و أركان الإيمان
:#يقولون بأن الصحابة- وهم عشرات الألوف- قد تآمروا على مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم عقب وفاته ولم يثبت على سنته إلا أقل من عشرة، لهذا يرجحون هذه الأقلية - المكذوب عليها- على الأغلبية الساحقة.
يقول علماء الجعفرية الاثني عشرية بأن الإيمان بنظام وراثي لقيادة الأمة الإسلامية ركن من أركان الإيمان له مكانة الإيمان بالله كما يؤكد ذلك دستور الجمهورية الإسلامية لإيران في مادته الثانية. فالإمامة إذا- لدى علماء الجعفرية- ركن من أركان الإيمان التي لا يأتي من بينها الإيمان بالملائكة والقدر خيره وشره وهى أيضا ركن من أركان الإسلام مثل الشهادتين والصلاة والصوم والحج.
:#يعتقدون بأن ملايين المسلمين عبر الأزمنة والأمكنة على مر التاريخ لا يتوافر فيهم صفة [[الإسلام]] والإيمان لأنهم يرفضون أحد أركان [[الإسلام]] والإيمان في اعتقاد [[الشيعة]]- وهو الإيمان بركن الإمامة- أي بركن الإيمان بوجود اثني عشر إماما معصومين نص عليهم الرسول لتكون لهم القيادة السياسية والدينية يتوارثونها واحدا بعد الآخر.
أما جمهور علماء المسلمين فيؤكدون انتفاء المفهوم الشيعي للإمامة في القرآن أو السنة والذي ينص على ضرورة النظام الوراثي الشامل في الإسلام في الحكم والخلافة وفهم الدين. بل و يؤكدون أن في القرآن والسنة ما يتعارض مع هذا النظام الوراثي الذي يشمل القيادة السياسية والدينية والروحية. فالقرآن الكريم يمدح المؤمنين فيقول عنهم (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون) ، كما يأمر الله تعالى نبيه الكريم فيقول:، (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين).
:#يشككون في صحة القرآن وكماله وقد وثقه علماء المسلمين قاطبة.
ويجمع علماء المسلمين على أن الإسلام بنى على خمسة أركان: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا. 36، كما يجمع علماء المسلمين على أن أركان الإيمان الأساسية هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
 
خامساً: المفهوم الشيعي للإمامة
أما جمهور علماء المسلمين فإنهم يعتبرون الإجماع المصدر الثالث للشريعة [[الإسلام]]ية بعد القرآن والسنة كما يؤكد ذلك ابن تيمية.  
يعتقد علماء الشيعة بأن الإمامة ركن من أركان الإيمان كالإيمان بوحدانية الله، وتعنى الإمامة لدى علماء الشيعة أن الحياة الروحية والتعليمية والدينية والسياسية للأمة الإسلامية كافة تخضع لنظام وراثي يتعاقب فيه على السلطة اثنا عشر إماما. وتنحصر هذه السلطة في زوج فاطمة الزهراء، وابنيها الحسن والحسين ثم تنحصر في بعض آل الحسين الذي كان قد تزوج من شهبانو ابنة الإمبراطور الفارسي يزدجرد الذي قوضت الجيوش الإسلامية أركان عرشه في عهد الخليفة عمر بن الخطاب. فدستور جمهورية إيران الإسلامية مثلا ينص عل أن "الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الاثنى عشري. وهذه المادة غير قابلة للتغيير إلى الأبد".
 
و يرتبط ركن الإمامة بالاعتقاد بأن هؤلاء الأئمة معصومون ويشاركون الله علمه بالغيب بما في ذلك علمهم بوقت وفاتهم، وأن الطاعة العمياء للأئمة ضرورية "لدرجة أن عبادة الله لا تصبح ضرورية إذا كان هذا هو أمر الإمام." و يقول الخميني في هذا المضمار: "الأئمة الذين لا نتصور فيهم السهو أو الغفلة ونعتقد فيهم الإحاطة بكل ما فيه مصلحة للمسلمين".
فأوثق النصوص ما وصل إسناده درجة التواتر حيث يروى مجموعة من الصحابة خبرا يتناقله عنهم مجموعة أخرى من التابعين.  
وهذه العقيدة مرتبطة أيضا بضرورة الإيمان بأن "للأئمة مكانة روحية وخلافة تكوينية على جميع المخلوقات بحيث يخضع لها جميع ذرات الكون، وأن من أساسيات العقيدة الشيعية أنه لا يصل إلى المكانة الروحية للأئمة لا ملك مقرب ولا نبي مرسل". و يندرج ضمن هذا الاعتقاد أن جميع خلفاء وحكام المسلمين وقضاتهم طواغيت ما لم يكونوا جعفريين ولا يجوز التحاكم إليهم. لهذا نجد دستور الجمهورية الإسلامية لإيران يحرص على أن يكون رئيس الجمهورية "مؤمنا ومعتقدا بمبادئالجمهورية الإسلامية والمذهب الرسمي للدولة". كما تنص على ذلك المادة الخامسة عشرة بعد المائة وأن يقسم "أن أكون حارسا للمذهب الرسمي" كما جاء في المادة الواحدة والعشرين بعد المائة.
 
ولضمان عدم اللجوء إلى القضاة غير الجعفريين أو التشريع غير الجعفري نصت المادة الثانية والسبعون على أنه "لا يستطيع (مجلس الشورى الوطني) أن يسن القوانين المغايرة لقواعد وأحكام المذهب الرسمي للدولة... "
===رابعاً: أركان [[الإسلام]] و أركان الإيمان===
ولما كان الإمام إلحادي عشر قد توفى منذ حوالي أحد عشر قرنا- حسب العقيدة الجعفرية- فعقيدة الإمامة تنص على أن الإمام الثاني عشر، المهدى، قد اختفى وهو في الخامسة- عل أرجح أقوال علماء الشيعة- ولم يمت وسيعود إلى الظهور في آخر الزمان وأن حقه في وراثة السلطة ثابت أثناء غيبته ولهذا نص الدستور في المادة الخامسة بوضوح على أن "تكون ولاية الأمر، والأمة في غيبة الإمام المهدى- عجل الله تعالى فرجه- في جمهورية إيران الإسلامية للفقيه العادل... ".
 
هذا ما يقوله علماء الشيعة، أما جمهور علماء المسلمين فيقولون بأن النظام الملكي الذي تقتصر فيه الوراثة على السلطة السياسية هي موضع خلاف. فكيف بنظام تجتمع فيه وراثة السلطة الروحية والدينية والسياسية و يرثها الطفل في التاسعة والثامنة والخامسة. ولهذا يرفضون تماما مثل هذا النظام الذي لا تسنده أي آية قرآنية أو حديث صحيح واحد. بل و يتعارض مع مبدأ الشورى الذي أثنى الله عليه وأمر به في القرآن الكريم.
يقول علماء الجعفرية الاثني عشرية بأن الإيمان بنظام وراثي لقيادة الأمة [[الإسلام]]ية ركن من أركان الإيمان له مكانة الإيمان بالله كما يؤكد ذلك دستور الجمهورية [[الإسلام]]ية ل[[إيران]] في مادته الثانية.  
و يؤكد علماء المسلمين بأن العصمة الكاملة لله وحده ولا شريك له فيها فعصمة الأنبياء والرسل مقصورة على أدائهم الرسالة بأمانة، وعصمتهم من الذنوب التي تخل بالرسالة وعصمتهم من مخالفة ما يدعون إليه الناس. أما فيما عدا ذلك فقد يخطئ الرسول في الاجتهاد وكما حدثنا القرآن عن عتاب الله لمحمد صلى الله عليه وسلم- وهو أفضل الخلق- حين أعرض عن الأعمى في سورة عبس.  
 
سادساً:أهل البيت  
فالإمامة إذا- لدى علماء الجعفرية- ركن من أركان الإيمان التي لا يأتي من بينها الإيمان بالملائكة والقدر خيره وشره وهى أيضا ركن من أركان [[الإسلام]] مثل الشهادتين والصلاة والصوم والحج.
يميل علماء الشيعة إلى حصر أهل البيت النبوي في الابنة الصغرى للنبي صلى الله عليه وسلم، فاطمة، وزوجها علي وابنيها الحسن والحسين وتسعة من نسل الحسين الذي كان قد تزوج من ابنة الإمبراطور الفارسي يزدجرد على عهد عمر بن الخطاب، ويخصون هؤلاء بصفات سبق الإشارة إليها مثل الولاية الوراثية الشاملة والعصمة، وعلم الغيب.. إلخ
 
ثم يعمدون إلى إغفال خلفاء المسلمين وقضاتهم عبر العصور والتقليل من شأن منجزاتهم في نصرة الإسلام والمسلمين، وهذا يشمل مع من يشمل جيل الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين إلا من ثبت لدى علماء الشيعة بالدليل القاطع بأنه قد ناصر عليا رضى الله عنه ولم يعارضه في شيء أبدأ.
أما جمهور علماء المسلمين فيؤكدون انتفاء المفهوم الشيعي للإمامة في القرآن أو السنة والذي ينص على ضرورة النظام الوراثي الشامل في [[الإسلام]] في الحكم والخلافة وفهم الدين.  
 
بل و يؤكدون أن في القرآن والسنة ما يتعارض مع هذا النظام الوراثي الذي يشمل القيادة السياسية والدينية والروحية.  
 
فالقرآن الكريم يمدح المؤمنين فيقول عنهم (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون)،كما يأمر الله تعالى نبيه الكريم فيقول:، (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين).
 
'''ويجمع علماء المسلمين على أن [[الإسلام]] بنى على خمسة أركان'''
 
:شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا. 36، كما يجمع علماء المسلمين على أن أركان الإيمان الأساسية هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
 
===خامساً: المفهوم الشيعي للإمامة===
 
يعتقد علماء [[الشيعة]] بأن الإمامة ركن من أركان الإيمان كالإيمان بوحدانية الله، وتعنى الإمامة لدى علماء [[الشيعة]] أن الحياة الروحية والتعليمية والدينية والسياسية للأمة [[الإسلام]]ية كافة تخضع لنظام وراثي يتعاقب فيه على السلطة اثنا عشر إماما.  
 
وتنحصر هذه السلطة في زوج فاطمة الزهراء، وابنيها الحسن والحسين ثم تنحصر في بعض آل الحسين الذي كان قد تزوج من شهبانو ابنة الإمبراطور الفارسي يزدجرد الذي قوضت الجيوش [[الإسلام]]ية أركان عرشه في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.  
 
فدستور جمهورية [[إيران]] [[الإسلام]]ية مثلا ينص عل أن "الدين الرسمي ل[[إيران]] هو [[الإسلام]] والمذهب الجعفري الاثنى عشري. وهذه المادة غير قابلة للتغيير إلى الأبد".
 
و يرتبط ركن الإمامة بالاعتقاد بأن هؤلاء الأئمة معصومون ويشاركون الله علمه بالغيب بما في ذلك علمهم بوقت وفاتهم، وأن الطاعة العمياء للأئمة ضرورية "لدرجة أن عبادة الله لا تصبح ضرورية إذا كان هذا هو أمر الإمام."  
 
'''ويقول [[الخميني]] في هذا المضمار'''
 
:"الأئمة الذين لا نتصور فيهم السهو أو الغفلة ونعتقد فيهم الإحاطة بكل ما فيه مصلحة للمسلمين".
 
وهذه العقيدة مرتبطة أيضا بضرورة الإيمان بأن "للأئمة مكانة روحية وخلافة تكوينية على جميع المخلوقات بحيث يخضع لها جميع ذرات الكون، وأن من أساسيات العقيدة الشيعية أنه لا يصل إلى المكانة الروحية للأئمة لا ملك مقرب ولا نبي مرسل".  
 
و يندرج ضمن هذا الاعتقاد أن جميع خلفاء وحكام المسلمين وقضاتهم طواغيت ما لم يكونوا جعفريين ولا يجوز التحاكم إليهم.  
 
لهذا نجد دستور الجمهورية [[الإسلام]]ية ل[[إيران]] يحرص على أن يكون رئيس الجمهورية "مؤمنا ومعتقدا بمبادئالجمهورية [[الإسلام]]ية والمذهب الرسمي للدولة".  
 
كما تنص على ذلك المادة الخامسة عشرة بعد المائة وأن يقسم "أن أكون حارسا للمذهب الرسمي" كما جاء في المادة الواحدة والعشرين بعد المائة.
 
ولضمان عدم اللجوء إلى القضاة غير الجعفريين أو التشريع غير الجعفري نصت المادة الثانية والسبعون على أنه "لا يستطيع ([[مجلس الشورى]] الوطني) أن يسن القوانين المغايرة لقواعد وأحكام المذهب الرسمي للدولة... "
 
ولما كان الإمام إلحادي عشر قد توفى منذ حوالي أحد عشر قرنا- حسب العقيدة الجعفرية- فعقيدة الإمامة تنص على أن الإمام الثاني عشر، المهدى، قد اختفى وهو في الخامسة- عل أرجح أقوال علماء [[الشيعة]]-  
 
ولم يمت وسيعود إلى الظهور في آخر الزمان وأن حقه في وراثة السلطة ثابت أثناء غيبته ولهذا نص [[الدستور]] في المادة الخامسة بوضوح على أن "تكون ولاية الأمر، والأمة في غيبة الإمام المهدى- عجل الله تعالى فرجه- في جمهورية [[إيران]] [[الإسلام]]ية للفقيه العادل... ".
 
هذا ما يقوله علماء [[الشيعة]]، أما جمهور علماء المسلمين فيقولون بأن النظام الملكي الذي تقتصر فيه الوراثة على السلطة السياسية هي موضع خلاف.  
 
فكيف بنظام تجتمع فيه وراثة السلطة الروحية والدينية والسياسية و يرثها الطفل في التاسعة والثامنة والخامسة.  
 
ولهذا يرفضون تماما مثل هذا النظام الذي لا تسنده أي آية قرآنية أو حديث صحيح واحد. بل و يتعارض مع مبدأ [[الشورى]] الذي أثنى الله عليه وأمر به في القرآن الكريم.
 
و يؤكد علماء المسلمين بأن العصمة الكاملة لله وحده ولا شريك له فيها فعصمة الأنبياء والرسل مقصورة على أدائهم الرسالة بأمانة، وعصمتهم من الذنوب التي تخل بالرسالة وعصمتهم من مخالفة ما يدعون إليه الناس.  
 
أما فيما عدا ذلك فقد يخطئ الرسول في الاجتهاد وكما حدثنا القرآن عن عتاب الله لمحمد صلى الله عليه وسلم- وهو أفضل الخلق- حين أعرض عن الأعمى في سورة عبس.  
 
===سادساً:أهل البيت===
 
يميل علماء [[الشيعة]] إلى حصر أهل البيت النبوي في الابنة الصغرى للنبي صلى الله عليه وسلم، فاطمة، وزوجها علي وابنيها الحسن والحسين وتسعة من نسل الحسين الذي كان قد تزوج من ابنة الإمبراطور الفارسي يزدجرد على عهد عمر بن الخطاب، ويخصون هؤلاء بصفات سبق الإشارة إليها مثل الولاية الوراثية الشاملة والعصمة، وعلم الغيب.. إلخ
 
ثم يعمدون إلى إغفال خلفاء المسلمين وقضاتهم عبر العصور والتقليل من شأن منجزاتهم في نصرة [[الإسلام]] والمسلمين، وهذا يشمل مع من يشمل جيل الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين إلا من ثبت لدى علماء [[الشيعة]] بالدليل القاطع بأنه قد ناصر عليا رضى الله عنه ولم يعارضه في شيء أبدأ.
 
أما جمهور علماء المسلمين فإنهم يعتبرون أهل البيت كل من حرمت الصدقة عليه من أقرباء النبي عليه الصلاة والسلام و يشمل هؤلاء النبي وآله، وجعفرا وآله، وعقيلا وآله، والعباس وآله.
أما جمهور علماء المسلمين فإنهم يعتبرون أهل البيت كل من حرمت الصدقة عليه من أقرباء النبي عليه الصلاة والسلام و يشمل هؤلاء النبي وآله، وجعفرا وآله، وعقيلا وآله، والعباس وآله.
كما يعتبر علماء المسلمين زوجات الرسول من أهل البيت بنص الآية الثالثة والثلاثين من سورة الأحزاب، إذ يخاطبهن الله بقوله (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). هذا فضلا عن كون زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات كل من ادعى أنه مؤمن إذ تقول الآية السادسة من سورة الأحزاب: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم... ). كما أن صالحي أهل البيت لهم مكانة سامية لدى علماء المسلمين وجمهورهم بدون استثناء ففي حديث رواه مسلم54 يروى زيد بن الأرقم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم عند ماء يدعى خما قال: "... فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي".  
 
سابعاً:الصحابة  
كما يعتبر علماء المسلمين زوجات الرسول من أهل البيت بنص الآية الثالثة والثلاثين من سورة الأحزاب، إذ يخاطبهن الله بقوله (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).  
يقول علماء الشيعة في إيران إن الخليفتين الراشدين الأولين أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما قد تآمرا على الإسلام في محاولة للقضاء على الأحاديث حتى يتم لهما تفسير القرآن الكريم حسب مصالحهما الشخصية، كما يقولون أيضا إن الخلفاء الراشدين الثلاثة الأول قد "خانوا عهدهم للرسول صلى الله عليه وسلم ".
 
وقد نشرت وزارة الإرشاد الإسلامي بجمهورية إيران كتيباً يصنف فيه جيل الصحابة الكرام إلى:
هذا فضلا عن كون زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات كل من ادعى أنه مؤمن إذ تقول الآية السادسة من سورة الأحزاب: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم... ).  
(1) المجموعة التي رضى عنهم علماء الشيعة ولا يكاد يتجاوز عددهم أصابع اليدين.
 
(2) المجموعة التي وصفها المؤلف بأنه "أسوأ العناصر وانتحرت تحت أقدام الطغاة"
كما أن صالحي أهل البيت لهم مكانة سامية لدى علماء المسلمين وجمهورهم بدون استثناء ففي حديث رواه مسلم54 يروى زيد بن الأرقم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم عند ماء يدعى خما قال:  
ومن بينهم عبد الله بن عمر الذي روى نحوا من الأربعة آلاف حديث وكان له دور كبير في الحفاظ على السنة ونشر الإسلام.
 
(3) المجموعة التي وصفها المؤلف- على شريعتي- بأنه "التي باعت شرفها.. وجمعت نقودها ببيع كل حديث بدينار". ومن بين هذه المجموعة أورد على شريعتي أسماء أبى هريرة وأبى الدرداء، وأبى موسى الأشعري الذين قاموا بدور عظيم في الحفاظ على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونشر الإسلام.
"... فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي".  
وفى مصدر آخر من المصادر الحديثة وصفت جريدة (الجهاد) النبي صلى الله عليه وسلم بالتحيز لعلى في أدائه للرسالة ثم استطردت قائلة "بل إننا نلاحظ أن من ذلك أن الجيل المعاصر للرسول (ص) لم يكن يملك تصورات واضحة محددة حتى في مجال القضايا الدينية التي كان النبي يمارسها مئات المرات وعلى مرأى ومسمع من الصحابة". و يقول عالم جعفري "عبد الرحمن بن عوف عابد المال، وعثمان الأرستقراطي، وخالد بن الوليد عديم المبالاة، وسعد بن الوقاص عديم التقوى"570
 
أما علماء المسلمين فيقولون بأن جميع الصحابة عدول وقد عصمهم الله من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم و يستحقون كل تبجيل . فالله سبحانه وتعالى قد أثنى عليهم وقال: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) وقال تعالى: "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رض الله عنهم ورضوا عنه وأعد هم جنات تجرى تحتها الأنهار خالدين فيها أبدأ ذلك الفوز العظيم). وقال أيضا: (لقد رض الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا)61 وفى الآية التاسعة والعشرين من السورة نفسها قال تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء عل الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين أمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرأ عظيما).  
===سابعاً:الصحابة===
ثامناً: التقية
 
يقول علماء الشيعة: "إن تسعة أعشار الدين في التقية من دين الله ولا دين لمن لا تقية له والتقية في كل شىء إلا في النبيذ والمسح على الخفين " وتعنى التقية التظاهر بالعمل والقول بخلاف ما يضمره الإنسان في قلبه كأن يتظاهر باللطف مع الآخرين بينما يلعنهم في قلبه و بين خلصائه حتى في غياب الأسباب القاهرة. والسبب المحدد للتقية كما يقول الخميني في كتابه "هو الحفاظ على الإسلام والمذهب الشيعي، وأن الشيعة لو لم يلجئوا إليه لكان الفكر الشيعي قد انتهى الأمر به إلى الانقراض " بمعنى آخر أن التقية يمكن استخدامها ضد غير الشيعة بما في ذلك المسلمين وذلك للحفاظ على العقيدة الجعفرية.
يقول علماء [[الشيعة]] في [[إيران]] إن الخليفتين الراشدين الأولين أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما قد تآمرا على [[الإسلام]] في محاولة للقضاء على الأحاديث حتى يتم لهما تفسير القرآن الكريم حسب مصالحهما الشخصية، كما يقولون أيضا إن الخلفاء الراشدين الثلاثة الأول قد "خانوا عهدهم للرسول صلى الله عليه وسلم ".
و يقول أحد كبار علماء الشيعة، الطبطبائي: "إن عقيدة التقية في المذهب الشيعي تستمد جذورها من الآية الثامنة والعشرين من سورة آل عمران والتي تقول: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير). ومن الآية السادسة بعد المائة من سورة النحل: (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم).
 
أما جمهور علماء المسلمين فيقولون إننا عندما نتدبر القرآن الكريم فإننا نجد أن إظهار الإنسان لغير ما يبطن يعتبر الصفة المميزة للمنافقين و يبغضه الله سبحانه وتعالى، فالآية الرابعة عشرة والخامسة عشرة من سورة البقرة تقول: (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون).
وقد نشرت وزارة الإرشاد [[الإسلام]]ي بجمهورية [[إيران]] كتيباً يصنف فيه جيل الصحابة الكرام إلى:
و يقول الله تعالى: "أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون، وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون. أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون).
 
و يعتبرون التظاهر قولا وعملا بغير ما يبطن المسلم نوعا من الكذب، علامة النفاق وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان ." وفى حديث آخر ذم النبي صلى الله عليه وسلم ذا الوجهين،75 فالقاعدة الإسلامية العامة أن الكذب على المسلمين محرم وممقوت.
:#المجموعة التي رضى عنهم علماء [[الشيعة]] ولا يكاد يتجاوز عددهم أصابع اليدين.
:#المجموعة التي وصفها المؤلف بأنه "أسوأ العناصر وانتحرت تحت أقدام الطغاة" ومن بينهم عبد الله بن عمر الذي روى نحوا من الأربعة آلاف حديث وكان له دور كبير في الحفاظ على السنة ونشر [[الإسلام]].
:#المجموعة التي وصفها المؤلف- على شريعتي- بأنه "التي باعت شرفها.. وجمعت نقودها ببيع كل حديث بدينار".  
 
ومن بين هذه المجموعة أورد على شريعتي أسماء أبى هريرة وأبى الدرداء، وأبى موسى الأشعري الذين قاموا بدور عظيم في الحفاظ على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونشر [[الإسلام]].
 
وفى مصدر آخر من المصادر الحديثة وصفت جريدة ([[الجهاد]]) النبي صلى الله عليه وسلم بالتحيز لعلى في أدائه للرسالة ثم استطردت قائلة '''"بل إننا نلاحظ أن من ذلك أن الجيل المعاصر للرسول (ص) لم يكن يملك تصورات واضحة محددة حتى في مجال القضايا الدينية التي كان النبي يمارسها مئات المرات وعلى مرأى ومسمع من الصحابة"'''.  
 
'''و يقول عالم جعفري'''
 
:"عبد الرحمن بن عوف عابد المال، وعثمان الأرستقراطي، وخالد بن الوليد عديم المبالاة، وسعد بن الوقاص عديم التقوى"570
 
أما علماء المسلمين فيقولون بأن جميع الصحابة عدول وقد عصمهم الله من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم و يستحقون كل تبجيل .  
 
فالله سبحانه وتعالى قد أثنى عليهم وقال:(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)  
 
'''وقال تعالى'''
 
:"والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رض الله عنهم ورضوا عنه وأعد هم جنات تجرى تحتها الأنهار خالدين فيها أبدأ ذلك الفوز العظيم).  
 
'''وقال أيضا'''
 
:(لقد رض الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا)61 وفى الآية التاسعة والعشرين من السورة نفسها  
 
'''قال تعالى'''
 
:(محمد رسول الله والذين معه أشداء عل الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين أمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرأ عظيما).  
 
===ثامناً: التقية===
 
'''يقول علماء [[الشيعة]]'''
 
:"إن تسعة أعشار الدين في التقية من دين الله ولا دين لمن لا تقية له والتقية في كل شىء إلا في النبيذ والمسح على الخفين " وتعنى التقية التظاهر بالعمل والقول بخلاف ما يضمره الإنسان في قلبه كأن يتظاهر باللطف مع الآخرين بينما يلعنهم في قلبه و بين خلصائه حتى في غياب الأسباب القاهرة.  
 
'''والسبب المحدد للتقية كما يقول [[الخميني]] في كتابه'''
 
:"هو الحفاظ على [[الإسلام]] والمذهب الشيعي، وأن [[الشيعة]] لو لم يلجئوا إليه لكان الفكر الشيعي قد انتهى الأمر به إلى الانقراض " بمعنى آخر أن التقية يمكن استخدامها ضد غير [[الشيعة]] بما في ذلك المسلمين وذلك للحفاظ على العقيدة الجعفرية.
 
'''ويقول أحد كبار علماء [[الشيعة]]، الطبطبائي'''
 
:"إن عقيدة التقية في المذهب الشيعي تستمد جذورها من الآية الثامنة والعشرين من سورة آل عمران والتي تقول: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير).
 
ومن الآية السادسة بعد المائة من سورة النحل: (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم).
 
أما جمهور علماء المسلمين فيقولون إننا عندما نتدبر القرآن الكريم فإننا نجد أن إظهار الإنسان لغير ما يبطن يعتبر الصفة المميزة للمنافقين و يبغضه الله سبحانه وتعالى، فالآية الرابعة عشرة والخامسة عشرة من سورة البقرة تقول:  
 
(وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون).
 
'''ويقول الله تعالى'''
 
:"أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون، وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون. أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون).
 
و يعتبرون التظاهر قولا وعملا بغير ما يبطن المسلم نوعا من الكذب، علامة النفاق وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان ."  
 
وفى حديث آخر ذم النبي صلى الله عليه وسلم ذا الوجهين،75 فالقاعدة [[الإسلام]]ية العامة أن الكذب على المسلمين محرم وممقوت.
 
أما فيما يتعلق بالرخصة المذكورة في الآية القرآنية في سورة آل عمران فهي محددة باستخدامها فقط مع الكافرين وفى حالات خاصة ضيقة.  
أما فيما يتعلق بالرخصة المذكورة في الآية القرآنية في سورة آل عمران فهي محددة باستخدامها فقط مع الكافرين وفى حالات خاصة ضيقة.  
تاسعاً: نكاح المتعة
 
يقول علماء الشيعة بإباحة نكاح المتعة لأنها كانت مباحة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. ولم يحرمها سوى عمر بن الخطاب أثناء خلافته. والغرض من نكاح المتعة هو إشباع الرغبة الجنسية فقط، وليس في نكاح المتعة طلاق ولا ميراث بين الطرفين ولا يوجب فرض ليلة للمرأة أو نفقة.  
===تاسعاً: نكاح المتعة===
أما جمهور علماء المسلمين فيقولون التالي:
 
(1) لقد وضع القرآن الكريم قواعد العلاقة المشروعة بين الرجل والمرأة وحصرها في نوعين:
يقول علماء [[الشيعة]] بإباحة نكاح المتعة لأنها كانت مباحة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. ولم يحرمها سوى عمر بن الخطاب أثناء خلافته.  
أولا: الزواج الذي يترتب عليه طلاق وميراث و يوجب فرض ليلة ونفقة للزوجة.
 
ثانيا: العلاقة بين الرجل وما ملكت يمينه من الجواري. فالله سبحانه وتعالى يقول: (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون).
والغرض من نكاح المتعة هو إشباع الرغبة الجنسية فقط، وليس في نكاح المتعة طلاق ولا ميراث بين الطرفين ولا يوجب فرض ليلة للمرأة أو نفقة.  
(2) وقد جاء تأكيد ذلك مفصلا في سورة النساء ابتداء من أول السورة وخاصة الآيتين الرابعة والعشرين والخامسة والعشرين حيث يجعل دفع المهر لازما إذا دخل الرجل بزوجته.
 
و يؤكد جمهور علماء المسلمين أن معنى قوله تعالى (فما استمتعتم به منهن)، هو استمتاع الزوج بزوجته ضمن عقد الزواج ومن هذا المعنى ورد في حديث للنبي صلى الله عليه وسلم رواه البخاري ومسلم قوله: "استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع أعوج وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن استمتعت بها استمتعت و بها عوج وان ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها".
'''أما جمهور علماء المسلمين فيقولون التالي'''
(3) وقد ثبت في الحديث الصحيح أن نكاح المتعة قد أباحه النبي صلى الله عليه وسلم عند الحاجة الطارئة الشديدة مثل الجهاد في سبيل الله. وكان يحرمه بمجرد انتهاء تلك الحاجة، بل وعندما أبيح في المرة الأخيرة أتبعه بإعلان تحريم نكاح المتعة نهائيا. فقد جاء في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أيها الناس إني قد كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله، ولا تاخذوا مما آتيتموهن شيئا".  
 
'''(1)''' لقد وضع القرآن الكريم قواعد العلاقة المشروعة بين الرجل والمرأة وحصرها في نوعين.
 
'''أولا:''' الزواج الذي يترتب عليه طلاق وميراث و يوجب فرض ليلة ونفقة للزوجة.
 
'''ثانيا: '''العلاقة بين الرجل وما ملكت يمينه من الجواري. فالله سبحانه وتعالى يقول: (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون).
 
'''(2) '''وقد جاء تأكيد ذلك مفصلا في سورة النساء ابتداء من أول السورة وخاصة الآيتين الرابعة والعشرين والخامسة والعشرين حيث يجعل دفع المهر لازما إذا دخل الرجل بزوجته.
 
و يؤكد جمهور علماء المسلمين أن معنى قوله تعالى (فما استمتعتم به منهن)، هو استمتاع الزوج بزوجته ضمن عقد الزواج ومن هذا المعنى ورد في حديث للنبي صلى الله عليه وسلم رواه البخاري ومسلم قوله  
 
:"استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع أعوج وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن استمتعت بها استمتعت و بها عوج وان ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها".
 
'''(3) '''وقد ثبت في الحديث الصحيح أن نكاح المتعة قد أباحه النبي صلى الله عليه وسلم عند الحاجة الطارئة الشديدة مثل [[الجهاد]] في سبيل الله.  
 
وكان يحرمه بمجرد انتهاء تلك الحاجة، بل وعندما أبيح في المرة الأخيرة أتبعه بإعلان تحريم نكاح المتعة نهائيا.  
 
'''فقد جاء في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال'''
 
:"يا أيها الناس إني قد كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله، ولا تاخذوا مما آتيتموهن شيئا".  
 
فالإباحة كانت- في الواقع- إباحة مؤقتة واستثناء من القاعدة الأساسية، وقام بهذا الاستثناء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يملك الصلاحية لذلك فهولا ينطق عن الهوى، أما غيره فلا يملك تلك الصلاحية، وكان النبي عليه الصلاة والسلام حريصا على سد هذا الباب بإعلانه تحريم الله لمتعة النكاح إلى يوم القيامة.  
فالإباحة كانت- في الواقع- إباحة مؤقتة واستثناء من القاعدة الأساسية، وقام بهذا الاستثناء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يملك الصلاحية لذلك فهولا ينطق عن الهوى، أما غيره فلا يملك تلك الصلاحية، وكان النبي عليه الصلاة والسلام حريصا على سد هذا الباب بإعلانه تحريم الله لمتعة النكاح إلى يوم القيامة.  
عاشراً: غدير خم
يقول الطبطبائى- أحد كبار علماء الجعفرية في القرن العشرين- إن الحجة الجوهرية في أحقية على بن أبى طالب للخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم هي حادثة غدير خم. وعندما نرجع إلى كتيب لأحد علماء الشيعة أفرده لهذه الحادثة نجد ما يلي:
1- أن الذين شهدوا خطبة غدير خم أكثر من مائة ألف صحابي.
2- ألقى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الخطبة عند غدير خم وهو عائد من حجة الوداع إلى المدينة في الثامن عشر من شهر ذي الحجة وأن سبب خطبته هذه هو نزول الآية التالية عليه في هذا المكان: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس، إن الله لا يهدى القوم الكافرين)
3- لهذا أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم التالي:
ا- أنه سيترك للمسلمين ثقلين: أحدهم كتاب الله. طرفه بيد الله وطرفه الآخر بأيدي المسلمين وأن الآخر هو عترة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن ربه أخبره بأنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض.
ب- بعد أن رفع يد علي قال: "من كنت مولاه فعلى مولاه."
ج- وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا قال: "اللهم وال من والاه وعاد من عاد"
د- وقال: "اللهم أدر معه الحق حيث دار".
هذا ما يقوله علماء الجعفرية من الشيعة عن حادثة غدير خم. لنتدبر ما يقوله جمهور علماء المسلمين.
(1) حسب دعوى علماء الشيعة لم يثبت على الإسلام الصحيح بعد وفاة النبي سوى بضعة من الصحابة لا يكاد يتجاوز عددهم البضعة عشر صحابيا. وقد حضر خطبة الغدير اكثر من مائة ألف صحابي يعني أن كل هؤلاء المائة ألف قد نقضوا عهدهم وتآمروا على حرمان علي بن أبى طالب من الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم. ما هي نسبة احتمال حصول ذلك؟ ولأي مصلحة؟ لو استعرضنا حتى كتابات علماء الشيعة لما وجدنا أي مصلحة في ذلك!
(2) خطبة غدير خم كانت في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة من العام نفسه الذي حج فيه الرسول صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، وفى الشهر نفسه الذي نزلت فيه آية (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) في اليوم التاسع من ذي الحجة يوم عرفة فكيف يمكن لهذه الآية الأخيرة الختامية أن تنزل قبل آية يأمر الله فيها نبيه بتبليغ الرسالة؟ 89 خاصة وقد شهد ألوف الحجاج يوم عرفة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أدى الأمانة وبلغ الرسالة.
و يؤكد جمهور علماء المسلمين بأن آية("يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك..)، قد نزلت قبل حجة الوداع بل وقبل فتح مكة وغزوة خيبر.
(3) و يؤكد ابن تيمية- رحمه الله- بأن الخطبة بالصيغة التي ذكرتها مصادر الشيعة كذب وبهتان جملة( ).


خاتمة الجزء الأول
===عاشراً: غدير خم===
تعرضنا في الجزء الأول من البحث للتعريف بالشيعة وتاريخ نشأة المذهب الشيعي والآراء المختلفة حول تاريخ النشأة، وكذلك عرض لبعض الخلافات الفقهية بين السنة والشيعة والتي تركزت في نقاط عشرة، وسنتناول في الجزء الثاني من البحث بإذن الله الشيعة في ميزان علماء السنة، ويعقبها تناول موضوع البحث الرئيسي وهى العلاقة بين الإخوان المسلمون والشيعة سواء من حيث الرؤية الشرعية أو الممارسة السياسية.
 
يقول الطبطبائى- أحد كبار علماء الجعفرية في القرن العشرين- إن الحجة الجوهرية في أحقية على بن أبى طالب للخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم هي حادثة غدير خم. وعندما نرجع إلى كتيب لأحد علماء [[الشيعة]] أفرده لهذه الحادثة نجد ما يلي:
 
:#أن الذين شهدوا خطبة غدير خم أكثر من مائة ألف صحابي.
:#ألقى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الخطبة عند غدير خم وهو عائد من حجة الوداع إلى المدينة في الثامن عشر من شهر ذي الحجة وأن سبب خطبته هذه هو نزول الآية التالية عليه في هذا المكان: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس، إن الله لا يهدى القوم الكافرين)
 
'''لهذا أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم التالي'''
 
:#أنه سيترك للمسلمين ثقلين: أحدهم كتاب الله. طرفه بيد الله وطرفه الآخر بأيدي المسلمين وأن الآخر هو عترة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن ربه أخبره بأنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض.
:#بعد أن رفع يد علي قال: "من كنت مولاه فعلى مولاه."
:#وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا قال: "اللهم وال من والاه وعاد من عاد"
:#وقال: "اللهم أدر معه الحق حيث دار".
 
هذا ما يقوله علماء الجعفرية من [[الشيعة]] عن حادثة غدير خم. لنتدبر ما يقوله جمهور علماء المسلمين.
 
:#حسب دعوى علماء [[الشيعة]] لم يثبت على [[الإسلام]] الصحيح بعد وفاة النبي سوى بضعة من الصحابة لا يكاد يتجاوز عددهم البضعة عشر صحابيا.وقد حضر خطبة الغدير اكثر من مائة ألف صحابي يعني أن كل هؤلاء المائة ألف قد نقضوا عهدهم وتآمروا على حرمان علي بن أبى طالب من الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم.ما هي نسبة احتمال حصول ذلك؟ ولأي مصلحة؟ لو استعرضنا حتى كتابات علماء [[الشيعة]] لما وجدنا أي مصلحة في ذلك!
:#خطبة غدير خم كانت في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة من العام نفسه الذي حج فيه الرسول صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، وفى الشهر نفسه الذي نزلت فيه آية (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم [[الإسلام]] دينا)في اليوم التاسع من ذي الحجة يوم عرفة فكيف يمكن لهذه الآية الأخيرة الختامية أن تنزل قبل آية يأمر الله فيها نبيه بتبليغ الرسالة؟ 89 خاصة وقد شهد ألوف الحجاج يوم عرفة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أدى الأمانة وبلغ الرسالة.و يؤكد جمهور علماء المسلمين بأن آية("يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك..)، قد نزلت قبل حجة الوداع بل وقبل فتح مكة وغزوة خيبر.
:#و يؤكد ابن تيمية- رحمه الله- بأن الخطبة بالصيغة التي ذكرتها مصادر [[الشيعة]] كذب وبهتان جملة( ).
 
==خاتمة الجزء الأول==
 
تعرضنا في الجزء الأول من البحث للتعريف ب[[الشيعة]] وتاريخ نشأة المذهب الشيعي والآراء المختلفة حول تاريخ النشأة، وكذلك عرض لبعض الخلافات الفقهية بين السنة و[[الشيعة]] والتي تركزت في نقاط عشرة، وسنتناول في الجزء الثاني من البحث بإذن الله [[الشيعة]] في ميزان علماء السنة.
 
ويعقبها تناول موضوع البحث الرئيسي وهى العلاقة بين [[الإخوان المسلمون]] و[[الشيعة]] سواء من حيث الرؤية الشرعية أو الممارسة السياسية.
 
==المصادر==
 
1-  الهلال الشيعي مصطلح سياسي استخدمه الملك الأردني عبد الله الثاني ل[[واشنطن بوست]] وأثناء زيارته للولايات المتحدة في أوائل شهر [[ديسمبر]] عام [[2004]]، عبر فيه عن تخوفه من وصول حكومة عراقية موالية ل[[إيران]] إلى السلطة في [[بغداد]] تتعاون مع طهران ودمشق لإنشاء هلال يخضع للنفوذ الشيعي يمتد إلى [[لبنان]] ويخل بالتوازن القائم مع السنة، ورأى في بروز هلال شيعي في المنطقة ما يدعو إلى التفكير الجدي في مستقبل استقرار المنطقة، وهو ويمكن أن يحمل تغيرات واضحة في خريطة المصالح السياسية والاقتصادية لبعض دول المنطقة.
 
2- [أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي التيمي البغدادي، المعروف بابن الجوزي، صاحب التصانيف الكثيرة في التفسير والحديث والفقه وغيرها، منها: جامع المسانيد، والمنتظم وغيرهما، توفي عام 597هـ. انظر: ابن العماد/ شذرات الذهب: 4/329 ، اليافعي/ مرآة الجنان: 3/489 -492 ، معجم المؤلفين: 5/157.]
 
3-[محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الدمشقي، المعروف بابن قيم الجوزية، توفي سنة 751هـ، وله من التصانيف الكبار والصغار شيء كثير، منها: إعلام الموقعين، وزاد المعاد.]
 
4-انظر: مسند أحمد: 12/4
 
5-انظر مسند أحمد: 12/3-5
 
6- مجموع الزوائد: 10/22، وانظر الحديث في المعجم الكبير للطبراني: 12/242، رقم ( 12998) ولكن في إسناده الحجاج بن تميم وهو ضعيف (انظر: تقريب التهذيب:1/152).]
 
انظر الحديث في ذلك في صحيح البخاري (مع فتح الباري) ج12 ص290، وصحيح مسلم (بشرح النووي ) ج‍7 ص 165(1)،للمزيد طالع كتاب أصول مذهب الشيعة الاماميه الاثنى عشرية، تأليف الدكتور:ناصر بن عبدالله بن علي القفاري
 
7-النوبختي [فرق الشيعة] ص 3.2. طبعة استانبول سنة [[1931]] م. والطوسي [تلخيص الشافي] جـ1 ق2 ص109 ـ 112. طبعة النجف 1383ـ 1384هـ.
 
8- لويس [برنارد] [أصول [[الإسماعيلية]] ] ص 83ـ 86. طبعة [[القاهرة]]. دار الكتاب العربي.
 
9-السيد محمد باقر الصدر [التشيع ظاهرة طبيعية في إطار الدعوة الإسلامية] تقديم وتعليق السيد طالب الحسيني الرفاعي. طبعة القاهرة سنة [[1977]]م.
 
10-القاضي عبد الجبار [تثبيت دلائل النبوة] جـ2 ص259،258. و [المغني في أبواب التوحيد والعدل] جـ ق ص 223،127. وابن المرتضى [باب ذكر المعتزلة ـ من كتاب المنية والأمل] ص4و5. و د. [[علي سامي النشار]] [نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام] جـ2 ص2. طبعة [[القاهرة]] سنة [[1969]]م.
 
11-محمد رضا المظفر [عقائد الإمامية] ص 65. طبعة النجف. دار النعمان.
 
12-الكليني [الأصول من الكافي] جـ1 ص 290. طبعة طهران سنة 1388هـ.
 
13-[تلخيص الشافي] جـ1 ق1 ص 96 هامش ـ وص 59 ، 60.
 
14-[[محمد عماره]] [الإسلام وفلسفة الحكم] ص 335ـ 421. طبعة بيروت، الثانية، سنة [[1979]]م.
 
15-محمد رضا المظفر [عقائد الإمامية] ص57 ، 109. الطبعة الثالثة. بيروت سنة [[1973]]م.
 
16-المرجع السابق. ص 57.
 
17-  آية الله الخميني [الحكومة الإسلامية] ص 49 ، 56. طبعة [[القاهرة]] سنة [[1979]]م.
 
18-[تلخيص الشافي] جـ1 ق1 ص 133، 134 ، 149 ، 150.
 
• لمطالعة المزيد حول [[الشيعة]] طالع كتاب تيارات الفكر الاسلامى ، د. [[محمد عماره]]
 
19- [[سعيد إسماعيل]] ،حقيقة الخلاف بين علماء الشيعة و جمهور علماء المسلمين،[http://goo.gl/Ptzr]
 
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:أحداث صنعت التاريخ]]
[[تصنيف:17/3/2012]]
[[تصنيف:عرض رئيسية]]

المراجعة الحالية بتاريخ ١٢:١٠، ١٠ فبراير ٢٠١٤

الإخوان المسلمون والشيعة..بين الرؤية الشرعية والممارسة السياسية (الجزء الأول)

موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمين (إخوان ويكي)

مقدمة

علاقة الإخوان بإيران أو علاقة الإخوان بالشيعة كلاهما ملف شائك يصعب الاقتراب منه ولكن الاقتراب منه الآن هام وضروري في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة العربية عامة والشرق الأوسط خاصة، ومن المهم بمكان أن نفصل بين العلاقة بين الإخوان والشيعة كمذهب عقائدي وبين الإخوان وإيران كدولة رئيسية - تتبنى هذا المذهب-

لها علاقاتها مع بعض القوى والتنظيمات الإسلامية، فسنحاول من خلال هذا البحث دراسة علاقة الإخوان بالشيعة وموقفهم منه كمذهب إسلامي، وموقف الإخوان من الثورة الإيرانية الذي مر بمرحلات مختلفة من التأييد حيناً والمعارضة أحياناً أخرى.

فمن المؤكد أن ملف التشيع أصبح أمر واقعي دونما مداراة أو إخفاء للحقائق، وخاصة مع تبنى الدولة الإيرانية لهذا المذهب ومحاولات نشره عقب الثورة الإيرانية وما أطلق عليه بمثلث الهلال الشيعي ( ).

فحملات التشيع المذهبية ركبت موجة السياسة لتصل إلى قلوب الناس خاصة فيمن اتصل بالجهاد في سبيل الله لتحرير فلسطين ، وَرفعت شعارات الفداء والتضحية بقيادة "حزب الله " في لبنان ، والتي لا يستطيع مخالفتها ولا مراجعتها ولا نقدها أحد كائنا من كان!!

فهناك بعض الأسباب أدت إلى اختلال المعادلة الدينية السياسية في المنطقة بطريقة أسقطت التاريخ القديم على الجغرافيا الحديثة ، وجعلت من هذه المسألة حقل ألغام بالغ الخطورة يهدد كل من يحاول اقتحامه بالهلاك ،أهمها ما شهدناه في لبنان خلال هذه السنوات من تطورات ، وما قام به حزب الله من جهاد وكفاح جعل منهما "الإعلام العربي" شيئا استثنائيا في تاريخ الأمة!

ضاربا عرض الحائط كل تضحيات الفلسطينيين وغير الفلسطينيين الصامتة منها أو الرنانة وحتى قوات الفجر التي تنتمي إلى الجماعة الإسلامية والتي بدأت غمار المقاومة ضد العدو الصهيوني في الجنوب اللبناني، إضافة إلى الاغتيالات المؤلمة التي نالت القيادات ورموز الأمة في فلسطين ، والتي تسببت أولا في خلو الساحات وخاصة "الإعلامية" تماما من "المجاهدين" ضد الاستيطان الإسرائيلي ، مما جعل من "حزب الله" اللبناني قائداً أوحداً في هذا المجال ، وجعل منه في ذات الحين رائدا دينيا توجيهيا عقيديا في حياة ملايين الشباب في المنطقة.

إنه من الغباء المؤلم بمكان أن نعتبر أو أن ندفع باتجاه أن " إيران" هي العدو الذي ينبغي أن تٌعد له العده وأن تشترى لمواجهته الأسلحة بمئات المليارات ، كما أنه لمن الحماقة بكل الاتجاهات أن تركب "إيران" موجة المذهبية الدينية لتباشر غزوا دينيا فكريا غريبا من نوعه للعالم الإسلامي بدل أن تلتزم مكانتها باعتبارها بعدا تاريخيا وجغرافيا وسياسيا بالغ الأهمية للمنطقة العربية في قلب المنطقة الإسلامية،وتلزم حدودها بهذا الاعتبار كما تفعل تركيا منذ انهيار الخلافة العثمانية مطلع القرن العشرين.

وباستقراء المواقف التاريخية لجماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها عام 1928 نلاحظ أنها كانت تنتهج منهج تقريبي توافقي بعيداً عن التعصب المذهبي البغيض الذي تمارسه بعض القوى الإسلامية الآن، وكان مبعث تلك الروح هي حالة الفرقة والتشرذم التي أصابت الأمة الإسلامية وخاصة عقب سقوط الخلافة الإسلامية عام 1924 والتي كانت عامل أساسي في نشأة الجماعة، وظلت تلك الروح التوافقية تحرك مسارات ومواقف جماعة الإخوان المسلمين حتى الآن في مواقفها تجاه الشيعة، وإن كانت هذه الروح لم تمنع أحياناً الجماعة من إبداء تذمرها أو رفضها لبعض الممارسات الصادرة من الدولة الإيرانية الممثلة للمذهب الشيعي الآن.

وسنحاول فى هذا البحث تناول موقف الإخوان من الشيعة كمذهب وذلك في فترة ما قبل الثورة الإيرانية ثم علاقة الجماعة بإيران كمذهب ودولة فيما بعد الثورة الإيرانية.

بداية لابد منها

قبل الخوض في مسار العلاقة بين الإخوان المسلمين والشيعة كان لزاماً أن نتعرض لبعض المعلومات الأساسية عن الشيعة وكذلك النقاط الأساسية للخلاف مع السنة ، وذلك كتمهيد ضروري للخوض فى موضوع البحث الرئيسي

المبحث الأول: المذهب الشيعي .. المصطلح والنشأة

من المؤكد أن لفظ أو مصطلح الشيعة يُعد من أشهر المصطلحات التي انتشرت في المجتمعات العربية بالآونة الأخيرة خاصة مع بروز حزب الله اللبناني في مواجهته الأخيرة عام 2006 مع العدوان الصهيوني على الجنوب اللبناني،وتبنى إيران لمفهوم دعم القدس – وان كان كظاهرة احتفالية حتى الآن- وبعض المواقف التي تبدو - ظاهرياً - أنها في إطار يخدم المقاومة ودعم القضية الفلسطينية وسنحاول من خلال هذا المبحث التعريف بمصطلح الشيعة ونشأة فكرة التشيع كنظرة عامة وليس نظرة تفصيلية

لفظ الشيعة في القرآن ومعناه

مادة شيع وردت في كتاب الله العظيم في اثني عشر موضعاً (انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن ص 18.)، وقد أجمل ابن الجوزي( ) معانيها بقوله: "وذكر أهل التفسير أن الشيع في القرآن على أربعة أوجه:

أحدها: الفرق، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا} (الأنعام، آية: 159.) وقوله: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ} [الحجر، آية: 1.] وقوله: {وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا} [القصص، آية: 4، قال ابن جرير الطبري {وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا} يعني بالشيع: الفرق، تفسير الطبري: 20/27، وانظر أبو عبيدة/ مجاز القرآن: 1/194.] وقوله: {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا} [الروم، آية: 69.].

والثاني: الأهل والنسب، ومنه قوله تعالى: {هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ} [القصص، آية: 15 ، قال ابن قتيبة: ومعنى {هَذَا مِن شِيعَتِهِ} أي: من أصحابه بني إسرائيل (تفسير غريب القرآن ص329)، وانظر: أبو حيان/ تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب ص: 153.] أراد من أهله في النسب إلى بني إسرائيل.

والثالث: أهل الملة، ومنه قوله تعالى: {ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ} [مريم، آية: 69.]، وقوله: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ} [القمر، آية: 51.]، وقوله: {كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم} [سبأ، آية: 54.]. وقوله: {إِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ} [الصافات، آية: 83.]

والرابع: الأهواء المختلفة، قال تعالى: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً} [الأنعام، آية: 65.]" [ابن الجوزي/ نزهة الأعين النواظر: 376-377، وزاد الدامغاني وجهاً

خامساً وهو: الشيع والإشاعة، واستشهد لهذا بقوله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا} يعني أن تفشو الفاحشة، كما أن ابن الجوزي ذكر في الوجه الثاني أن من معاني الشيع الأهل والنسب، واستشهد لها بقوله سبحانه: {هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ}، بينما نجد الدامغاني ذكر أن من معاني الشيعة: الجيش، واستدل لذلك بنفس الآية. وقد اتفقا فيما سوى ذلك من معاني التشيع.].

ويشير ابن القيم - رحمه الله –( )إلى أن لفظ الشيعة والأشياع غالباً ما يستعمل في الذم، ويقول: ولعله لم يرد في القرآن إلا كذلك، كقوله تعالى: {ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا}، وكقولـه: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا}، وقوله: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ}. ويعلل ابن القيم لذلك بقوله: "وذلك والله أعلم لما في لفظ الشيعة من الشياع، والإشاعة التي هي ضد الائتلاف والاجتماع، ولهذا لا يطلق لفظ الشيع إلا على فرق الضلال لتفرقهم واختلافهم" [بدائع الفوائد: 1/155. وهذا في الغالب لأنه ورد في القرآن: {إِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ}.].

لفظ الشيعة في السنة ومعناه

ورد لفظ الشيعة في السنة المطهرة بمعنى الأتباع.. كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في الرجل [هو: ذو الخويصرة التميمي.. أصل الخوارج.( ).

الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "لم أرك عدلت.." قال فيه عليه الصـلاة والسلام: "سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه".. ( ) قال عبد الله بن الإمام أحمد: ولهذا الحديث طرق في هذا المعنى صحاح.

وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح (المصدر السابق)، ورواه ابن أبي عاصم في السنة: 2/454، قال الألباني: إسناده جيد ورجاله كلهم ثقات.]، وكذلك في الحديث الذي أخرجه أبو داود في المكذبين بالقدر.. وفيه: "وهم شيعة الدجال" [سنن أبي داود 5/67، فال المنذري: وفي إسناده عمر مولى غفرة لا يحتج بحديثه، ورجل من الأنصار مجهول (المنذري) مختصر أبي داود 6/61، ورواه أيضاً الإمام أحمد 5/407.]، فالشيعة هنا مرادفة للفظ الأصحاب، والأتباع، والأنصار.

وقد أخرج الطبراني - بإسناد حسن كما يقول الهيثمي - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا علي سيكون في أمتي قوم ينتحلون حب أهل البيت، لهم نبز، يسمون الرافضة، قاتلوهم فإنهم مشركون".

وقد نبه شيخ الإسلام ابن تيمية إلى كذب لفظ الأحاديث المرفوعة التي فيها لفظ الرافضة، لأن اسم الرافضة لم يعرف إلا في القرن الثاني [منهاج السنة: 1/8.]، وفي ظني أن هذا لا يكفي في الحكم بكذب الأحاديث، إذ لو صحت أسانيدها لكانت من باب الإخبار بما سيقع، وأن الله أخبر نبيه بما سيكون من ظهور الروافض، كما أوحى الله إليه بشأن ظهور فرقة الخوارج [ففي الصحيحين عشرة أحاديث فيهم، أخرج البخاري منها ثلاثة، وأخرج مسلم سائرها، وساقها جميعاً ابن القيم في تهذيب السنن: 7/148-153.]، وإن كانت بذرة الخوارج وجدت في حياته - عليه الصلاة والسلام – [كما دلت على ذلك بعض الأحاديث في قصة الرجل الذي قال للرسول صلى الله عليه وسلم وهو يوزع بعض الغنائم: اعدل يا محمد. ( ).

الشيعة لغة واصطلاح

شيعة المرء: أعوانه وأنصاره والموالون لمذهبه.. هكذا يدل المصطلح لغويا، بشكل عام.. أما في إطار الفكر الإسلامي ومذاهبه وتياراته فلقد غلب هذا المصطلح:

"الشيعة"ـ على الذين شايعوا وناصروا ووالوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب [23 ق.هـ ـ 40هـ/ 600 ـ 661م] والأئمة من بنيه، وأهل بيت الرسول، صلى الله عليه وسلم، على وجه العموم..

ولقد استمرت هذه الدلالة ردحاً من الزمن، ثم تخصص المصطلح أكثر فأكثر عندما تبلورت في الفكر الإسلامي نظرية "النص والوصية"، أي النص على أن الإمام، بعد الرسول، هو علي بن أبي طالب، والوصية من الرسول ـ بأمر الله هذا ـ لعلي بالإمامة، وكذلك تسلسل النص والوصية بالإمامة للأئمة من بنيه، على النحو الذي قالت به الشيعة، كفرقة من فرق المسلمين.

فلم تعد موالاة أهل البيت كافية كي يكون المرء "شيعيا"، بل أصبح الاعتقاد "بالنص والوصية" معيار التميز بين الشيعة وغيرهم من فرق الإسلام..

وكما انقسم المسلمون، في البداية، إلى: شيعة، وخوارج، ومعتزلة، ومرجئة، وأهل حديث ـ [سلفية نصوصيين] ـ الخ....

فلقد انقسمت الشيعة إلى فرق وجماعات وتيارات، لأنهم وإن اتفق جمهورهم على "النص والوصية" بالإمامة لعلي بن أبي طالب، فلقد اختلفوا في أعيان الأئمة المنصوص عليهم من بنيه.. كما اختلفوا في مدى التطرف أو الاعتدال الذي ذهبوا إليه في موالاة أهل البيت والتشيع لهم، حتى لقد بلغت انقساماتهم قرابة المائة، إذا نحن أدخلنا فيها الفروع.. لكن التيارات الرئيسية في الشيعة ظلت هي:

الإمامية الاثنا عشرية، والزيدية، والإسماعيلية.. كما ظلت هذه التيارات الشيعية الثلاثة مستقطبة الكثرة من المتشيعين في عالم الإسلام حتى عصرنا الراهن ( ).

تاريخ نشأة التشيع

عندما يؤرخ أعلام الشيعة لنشأة فرقتهم يقولون إن تاريخ هذه النشأة يعود إلى تاريخ وفاة الرسول، صلى الله عليه وسلم، عندما اجتمع قادة الأنصار ونفر من المهاجرين في سقيفة بني ساعدة للتداول فيمن يخلف الرسول في الولاية على الدولة، وهو الاجتماع الذي تمخض عن البيعة لأبي بكر [51 ق.هـ ـ 13هـ / 573ـ 634م] بالخلافة على دولة العرب المسلمين..

إذ يقول مؤرخو الشيعة إن النفر من الصحابة الذين رفضوا ما تمخض عنه اجتماع السقيفة، وقالوا بأحقية علي بن أبي طالب للخلافة، كانوا هم نواة الشيعة، كفرقة، وطليعة المتشيعين لأهل بيت الرسول.. تجمع على هذا الرأي مصادر الشيعة، وتتفق فيه فرقهم.. ويتفق معهم في ذلك علماء الاستشراق ( ).

بل إن من علماء الشيعة من يذهب إلى أن التشيع والشيعة، كفرقة، وبالمعنى الذي يدل عليه المصطلح اليوم، هو الاستمرار لإسلام النبوة المحمدية، وأن من عدا الشيعة، من الذين رفضوا "النص والوصية" وقالوا بالشورى، هم طارئون على فكر الإسلام وعالم المسلمين!( ).

لكن غير الشيعة، والمعتزلة خاصة، ينكرون أن تكون الشيعة قد نشأت كفرقة، في ذلك الزمان المبكر، ويؤرخون بعصر الإمام الشيعي جعفر الصادق[80 ـ 148 هـ /599 ـ 765م] والمفكر الشيعي هشام بن الحكم [المتوفي سنة 190هـ سنة 805م] ظهور الشيعة كفرقة يعني ذكرها ما يعنيه التشيع بالمعنى المتعارف عليه الآن ( ).

وقد اختلف الباحثون قدماء ومحدثون في تحديد الوقت الذي ظهر فيه التشيع في الإسلام.

والزمن الذي حددوه لظهور هذه الفكرة يتفاوت بين بداية الإسلام وبعد استشهاد علي رضي الله عنه .

فظهرت اتجاهات مختلفة في تحديد بدايته ...

الاتجاه الأول إن التشيع ظهر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

والشيعة هم أصحاب هذا الاتجاه فهم يزعمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي غرس بذرة التشيع وأن الشيعة ظهرت في عصره ؛ وأن هناك بعض الصحابة الذين تشيعوا لعلي رضي الله عنه ووالوه في زمنه .

يقول النوبختي (الشيعة هم فرقة علي بن ابي طالب المسلمون بشيعة علي في زمانه صلى الله عليه وسلم وما بعده معرفون بانقطاعه إليه والقول بإمامته منهم المقداد وسلمان وابي ذر وعمار وهم أول من سمى باسم التشيع .

ويقول السيد محمد أمين ( إن تسميتهم بذلك أي الشيعة من زمن الرسول )

ويقول محمد الحسين آل كاشف الغطاء ( إن أول من وضع بذرة التشيع وضعت مع حقل الإسلام هو نفس صاحب الشريعة الإسلامية يعني أن بذرة التشيع وضعت مع بذرة الإسلام جنبا إلى جنب وسواء بسواء ولم يزل غارسها يتعهدها بالسقي والعناية حتى نمت وأزهرت في حياته ثم أثمرت بعد وفاته )

وقد علق الدكتور علي النشار على هذا الرأي بقوله ( والخطأ الكبير في هذه المحاولة انه لم يكن بين يدي الرسول صلى عليه وسلم شيعة وسنه وقد أعلن القران الكريم " إن الدين عند الله الإسلام" لا التشيع والتسنن .

وقال أتى الإسلام لكي يرفع الحجز بين الناس فلا هاشمي ولا قرشي ولا تيمي ولا غيره ولا فضل لعربي على عجمي الا بالتقوى .

فهل كان عثمان يكره عليا ؟ وهل كان أبو ذر وعمار يكرهان أبو عثمان ؟ ونحن لا ننسى أبو بكر هو الذي اعتق عمار بن ياسر وانه استخدمه بعد ذلك أميرا ولم يكن هناك شيعية لا روحية ولا سياسية بين يدي النبوة ولم تظهر كلمة الشيعة كمصطلح على الإطلاق إبان ذلك الوقت .

الاتجاه الثاني :إن التشيع ظهر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

لأنه نتيجة للخلاف الذي حدث بعد وفاته صلى الله عليه وسلم حول من يخلفه صلى عليه وسلم فوجد جماعة يرون أحقية علي رضي الله عنه بالإمامة ويتشيعون له وهم بعض الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين

من أنصار هذا الرأي الدكتور احمد أمين الذي يرجع بدء التشيع إلى فريق الصحابة الذين اخلصوا الحب لعلي رضي الله عنه ورأوا الأحق بتولي الخلافة ومن أشهرهم سلمان وأبو ذر والمقداد

ويرد الدكتور مصطفي حلمي قائلا ( ويبدو أن الدكتور احمد أمين استقرا هذا الرأي من الوقائع التاريخية التي تروي عن تخلف بعض الأشخاص عن بيعة أبي بكر حيث رأوا أحقية علي بالخلافة لكن اختلاف الرأي في مثل هذه الحالة لا ينبغي ان يؤخذ كدليل على بداية التشيع لأن الملتفين حول علي حينئذ لم يجمعهم إلا حبهم له وتفضيله على غيره لا على أساس الذرية الشيعية )

ثم إن هناك بعض الأنصار كانوا قد رشحوا سعد بن عباده ليكون خليفة للمسلمين فهل نستطيع أن نقول حينئذ أن ذلك كان تشيعا لسعد ؟ اللم لا.

لان ذلك الاختلاف أمر طبيعي الذي هو من مقتضيات نظام الشورى في الإسلام فهم في مجلس واحد تعددت آراؤهم وما انفصلوا حتى اتفقوا على خلافة أبي بكر رضي الله عنه ليكون خليفة للمسلمين .

وإن كان علي رضي الله عنه قد تخلف في أول مبايعة أبي بكر لانشغاله بتجهيز رسول الله صلى الله عليه وسلم تمهيدا لدفنه فانه لما علم أن أبا بكر جلس للبيعة خرج مسرعا حتى بايعه .

أخرج الطبري في تاريخه بإسناده إلى حبيب بن أبي ثابت قال : كان علي في بيته إذ أتى فقيل له : قد جلس أبو بكر للبيعة فخرج في قميص ما عليه إزار ولا رداء عجلا في كراهية أن ببطيء عنها حتى بايعه ثم جلس إليه وبعث إلى ثوبه فأتاه فتجلله ولزم مجلسه

الاتجاه الثالث :أن التشيع بدأ في حياة عثمان رضي الله عنه وبعد استشهاده

يقول ابن حزم ( ثم تولى عثمان وبقي اثنا عشر عاما وبموته حصل الاختلاف وابتدأ أمر الروافض )

ويقول الإمام محمد أبو زهرة : قامت الشيعة ظاهرة في آخر عصر الخليفة الثالث عثمان بن عفان وقد نمت وترعرعت في عهد علي رضي الله عنه من غير ان يعمل على تنميتها .

قال : والذي تولى رعاية هذا المذهب هو عبدالله بن سبأ بدأ حركته في أواخر عهد عثمان والذي ترأس مجموعه ممن دخلوا في الإسلام ظاهرا وأضمروا الكفر باطنا فأخذوا يشيعون السوء عن ذي النورين عثمان رضي الله عنه ويذكرون علي رضي الله عنه بالخير .

يقول الإمام الطبري : كان عبدالله بن سبأ يهوديا من أهل صنعاء أمة سوداء فأسلم زمن عثمان ثم تنقل في بلاد المسلمين يحاول ضلالتهم فبدأ بالحجاز ثم البصرة ثم الكوفة ثم الشام فلم يقدر على ما يريد عند احد من أهل الشام فأخرجوه حتى أتي صر فاعتمر فيها .

فقال فيهم فيما يقول ( لعجب مما يزعم أن عيسى يرجع ويكذب بأن محمد يرجع وقد قال الله عز وجل ( إن الذي فرض عليك القران لرادك إلى ميعاد) فمحمد أحق بالرجوع من عيسى .

قال فقيل ذلك عنه ووضع لهم الرجعة فتكلموا فيها ثم قال لهم بعد ذلك إنه كان ألف نبي ولكل نبي وصي وكان علي وصي محمد .

ثم قال : محمد خاتم الأنبياء وعلي خاتم الأوصياء ؛ ثم قال لهم بعد ذلك : أن عثمان أخذها بغير حق وهذا وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم فانهضوا في هذا الأمر وابدؤوا بالطعن على أمرائكم وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تستميلوا الناس وادعوهم إلى هذا الرأي .

الاتجاه الرابع أن التشيع بدأ في خلافة علي رضي الله عنه وبعد استشهاده

ومن أنصار هذا الرأي ابن النديم حيث قال " لما خالف طالحة والزبير عليا رضي الله عنه وأبيا إلى الطلب بدك عثمان بن عفان وقصدهما علي رضي الله عنه ليقاتلهما حتى يفيئا إلى أمر الله جل اسمه تسمى من اتبعه على ذلك الشيعة فكان يقول شيعتي وسماهم عليه السلام الأصفياء الأولياء شرطة الخميس والأصحاب

وقال الدكتور علي النشار معلقا على كلام ابن النديم السابق " أرى في كلام ابن نديم وهو شيعي بعض الغلو "

الاتجاه الخامس أن الشيعة ظهرت بعد رجوع علي من صفين عام 37هجريه

وممن يرى هذا الرأي صاحب مختصر التحفة الإثنا عشريه حيث يقول " واعلم أن ظهور هذا اللقب الشيعة كان عام سبع وثلاثون للهجرة والله تعالى اعلم "

ويؤيد هذا الرأي الدكتور محمد العسال حيث يقول معلقا ( لقب به أتباع علي رضي الله عنه وهم يومئذ أهل الكوفة اللذين يتكونون من قتله عثمان وعشائرهم ومن أتباع سبا ولا يمكن لأي مدع أن يدعي ظهور طائفة اختصت بمشايعة علي قبل هؤلاء.

إذ من المعروف أن أمير المؤمنين كان في عهد إخوانه الثلاثة من قبله خير عون لهم يبذل النصح لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ولم تحم حوله الشبهات في أن له شيعة ظاهرون أو مستترون فضلا عن أن يكون له شيعة معروفون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم اختصوا بشيعته وموالاته

هذا هو واقع التاريخ وبه ينهار ما ادعاه الشيعة من أن التشيع نشأ في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مع الإسلام جنبا إلى جنب .

ثم قال : وعليه فان التاريخ لا يعرف شيعة لعلي رضي الله عنه إلا بعد صفين سنة 37هـ أي يعد عامين من خلافته وبعض الصحابة اللذين لازموه رضي الله عنهم في تلك الفترة لا يصح وصفهم بأنهم شيعة بالمعنى الاصطلاحي الذي تعرف به الشيعة اليوم أما المعنى اللغوي فيصح إطلاقه عليهم على معنى التبع والأنصار

الاتجاه السادس أن التشيع ظهر بعد مقتل الحسين رضي الله عنه

يقول الدكتور مصطفي الشيبي : أن التشيع قد عاصر بدء الإسلام باعتباره جوهرا له وأنه ظهر كحركة سياسيه بعد أن نازع معاوية عليا رضي الله عنه الإمارة وتدبير شؤون المسلمين .

ويتبين بعد ذلك أن تبلور حركة السياسة تحت اسم الشيعة كان بعد مقتل الحسين مباشرة وان كانت الحركة سبقت الاصطلاح بذلك يمكننا أن نقول إن التشيع كان تكتلا إسلاميا ظهرت نزعته أيام النبي صلى الله عليه وسلم وتبلور اتجاهه السياسي بعد قتل عثمان واستقل الاصطلاح الدال عليه بعد مقتل الحسين .

ويقول الدكتور علي النشار " تكونت الشيعة حقا بعد مقتل الحسين عليه السلام فرقة دينية تتدبر الأمر.

قال : يقول المسعودي " وفي سنة خمس وستين تحركت الشيعة بالكوفة وتلاقوا بالتلاوم والتنادم حين قتل الحسين ولم يغيثوه ورأوا أنهم اخطئوا كثيرا بدعاء الحسين لهم ولم يجيبوه ولمقتله إلى جانبهم ولم ينصروه ورأوا أنهم لا يغسل عنهم ذلك الجرم إلا بقتل من قتله أو القتل فيه ففزعوا إلى خمسة نفر منهم سليمان الخزاعي ......"

ووصلوا إلى موضع بالعراق يقال له عين الوردة يطالبون بدم الحسين بن علي ويعملون بما أمر الله به ( فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لك عند بارئكم فتاب عليكم انه هو التواب الرحيم ) وقتلوا جميعا فيما تجمع المصادر غير أن الكلمة التي غلبت عليهم هي التوابون .

وظهرت كلمة الشيعة الحسينية على يد المختار بن أبي عبيد الثقفي وهي الشيعة التي تنسب إلى محمد بن علي بن أبي طالب المشهور بابن الحنيفة وقد اجتمعت عليه الشيعة بالكوفة وقتل قتلة الحسين جميعا حتى قتل .

وفي الكوفة بعد مقتل المختار بن أبي عبيد أخذت الشيعة تتكون كفرقة دينية كلاميه تضع أصول التشيع ولكن لم تصل الشيعة إلى وضع مذهبها النهائي إلا في عهد إمامة جعفر الصادق .

من هذا يتضح لنا أن اسم الشيعة كمصطلح ظهر بعد استشهاد الحسين وان الكلمة كانت تطلق في أول الأمر على أية مجموعه تلتف حول صحابي من الصحابة.

نظرية الإمامة الشيعية

ليس ما يميز الشيعة عن غيرها من فرق الإسلام أن لها مذهبا فقهيا متميزا، هو المذهب الجعفري ـ نسبة إلى جعفر الصادق ـ لأن الفقه الإسلامي حافل بالمذاهب، المشهور منها وغير المشهور، ولم يحدث أن أثمر تعدد المذاهب الفقهية انقساما بين المسلمين يوازي أو يداني أو يشابه ذلك الانقسام الحاد الذي قام بين الشيعة وبين بقية المسلمين، بمذاهبهم الفقهية ومدارسهم الكلامية وتياراتهم الفكرية..

كان قول الشيعة بالسلطة الدينية والإمامة الدينية والوصية والنص من الله على الأئمة.. فهذا ـ في رأيهم ـ هو المتسق مع العدل الإلهي ومع رعاية الخالق للمخلوقين!..

وصدورا من هذا الموقف.. وأيضا تسليما بحاجة المجتمع إلى سلطة عليا.. قال الشيعة بضرورة السلطة، أي بوجوب الإمامة.. وقالوا إن صلاح الدين والدنيا متوقف عليها، وإن استمرار الرسالة إلهية مرتبط بوجود الإمام، لأنه هو المعصوم وحده من دون الأمة، فهو المرجع المؤتمن في الدين، وكذلك في الدنيا..

ولما كانت الإمامة، على هذا النحو، هي ما يقرب الناس من الخير ويبعدهم عن الشر، إذن فهي "لطف" إلهي، كما كانت النبوة كذلك، فهي على النبوة تقاس، وليس ـ كما قال غيرهم ـ تقاس على منصب الحكام والولاة..

ولهذا وجدنا الإمامة واجبة عند الشيعة وجوبا عقليا، لا شرعيا، ووجوبها على الله سبحانه، لأنه هو مصدرها الأوحد، وليس وجوبها على البشر، لأنهم لا شأن لهم بها، فهي أمر من أمور السماء..

وقالت الشيعة

إن الإمامة أصل من أصول الدين، بل من أهم أصوله "فالإيمان لا يتم إلا بالاعتقاد بالإمامة"( )، وهي، مع الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، تكون فرائض الله الخمس( ).. وهي، مع المعرفة بصفات الله، والتصديق بالعدل والحكمة، والتصديق بالنبوة، والتصديق بالمعاد، تكون قواعد الإيمان والإسلام الخمسة( )..

وكما بلَّغ الرسول الدين عن ربه، وأشهد الناس على بلاغه، فإن الإمامة كانت مم بلًّغ عن ربه من أصول دينه،ومما أشهد الناس على بلاغه إياهم لها.. وفي هذا الباب يفسر الشيعة بعض المأثورات تفسيرا يختلف معهم فيه غيرهم، وينفردون هم برواية مأثورات أخرى:

  1. فهم يستندون إلى "حديث الغدير" في أن الرسول قد أشهد الناس، عند "غدير خم"، وهو عائد من حجة الوداع، على أن علي بن أبي طالب هو الإمام من بعده، عندما خطب فقال:"من كنت مولاه فعلي مولاه".. لكن خصومهم ينكرون أن يكون المراد هو الإمامة والسلطة السياسية في المجتمع، لأن الموالاة هي "النصرة" و "المناصرة"، كما تشهد بذلك معاني ومواطن ورود هذا المصطلح في القرآن الكريم، وليست السياسة والسلطة العليا في المجتمع..
  2. وهم يستدلون على "النص والوصية" من النبي لعلي بن أبي طالب بالإمامة، "بحديث المنزلة"، الذي خاطب فيه النبي عليا فقال: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي"..وخصومهم يقولون إن هذا الحديث لا يشهد لهم، لأنه هارون لم تكن من منازله مع موسى الخلافة والإمامة السياسية بعد موسى، فلقد مات قبله، فالخلافة والإمامة هنا غير واردة ولا مرادة..
  3. كما يستدلون "بحديث الدار"، في بداية الدعوة بمكة، عندما جمع الرسول عشيرته، وفيهم علي ـ وهو صبي ـ فقال لهم: "إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم".. لكن خصومهم ينكرون أن تكون الخلافة والإمامة السياسية مراده.. ففي بداية الدعوة لم تكن القضية واردة، بل لم تكن قضية "الدولة" الإسلامية واردة أصلا، فلقد كان الوقت مبكرا حتى بالنسبة لوجود، "الجماعة الإسلامية!..

وذلك فضلا عن أن جميع هذه الأحاديث ـ وما ماثلها ـ هي "أحاديث آحاد".. وأحاديث الآحاد إن جاز الأخذ بها في "الأمور العملية" فمن غير الواجب أن تؤسس عليها "العقائد"، خصوصا إذا كانت عقيدة الإمامة، وهي.. على رأي الشيعة ـ من أصول الدين( )!..

وإذا كانت المأثورات التي رواها الشيعة أو فسروها كي تشهد لعقيدتهم في "النص والوصية" قد جاء أغلبها للنص على إمامة علي بن أبي طالب، فلقد قالوا إنه قد نص على إمامة ابنه الحسن، الذي نص على إمامة أخيه الحسين.. وهكذا توالت سلسلة أئمتهم من آل البيت، أبناء فاطمة بنت الرسول.

ومن كونهم اثنى عشر أخذت هذه الفرقة ـ تمييزا لها عن غيرها من فرق الشيعة الإمامية ـ اسم: "الإثنى عشرية"..

وفيما يتعلق بتسلسل الإمامة في ولد علي بن أبي طالب، فإن اختلاف تيارات التشيع حول أعيان الأئمة قد كان سببا رئيسيا لما أصاب هذا التيار من انقسامات..

فالكيسانية

لم يحصروا الإمامة في أبناء علي من فاطمة، وقالوا إنها انتقلت من علي لابنه محمد بن الحنفية [21ـ81هـ /642ـ 700م]..

والإسماعيلية

قالوا إنها بعد جعفر الصادق لابنه إسماعيل [ 143هـ /760م] وليس لموسى الكاظم.

والزيدية

قالوا إن "الوصية والنص" لم يتعد عليا والحسن والحسين، وأنه لم يحدد "الذات"، ذات المنصوص عليه بل كان نصا على من تجتمع فيه صفات الإمام، وهي قد اجتمعت في هؤلاء، وأن الإمامة بعدهم فيمن تتوافر فيه الشروط من ولد علي، شريطة أن يكون ثائرا خارجا شاهرا سيفه ضد أئمة الجور والفساد، وأنها لذلك كانت لزيد بن علي [79ـ 122هـ / 698ـ740] ثم لأئمة الزيدية من بعده..

أما الاثنى عشرية، فإنهم، بعد تحديدهم لسلسة أئمتهم الاثنى عشر، قالوا إن إمامهم الثاني عشر: أبو القاسم، محمد بن الحسن، قد اختفي، اتقاء للهلاك، في سرداب بمدينة "سامراء"، بالعراق، وأنه حي لم يمت، ولن يموت حتى يظهر فيقود شيعته لبناء الدولة الإسلامية، مالئا الأرض عدلا بعد أن امتلأت بالجور والفساد، وأنه لذلك هو "المهدي" الذي يدعون الله أن يعجل ظهوره ويزيل حرجه ويسهل فرجه..

وهم يعتبرون بقاءه حيا هذه القرون من الأمور الجائزة عقلا، الواجبة بالنصوص المروية عندهم، وأنه، في النهاية، ليس إلا إحدى المعجزات التي اختص الله بها الأئمة اختصاصه الرسل والأنبياء!..

لكن اختفاء "المهدي" وغيبته، وطول هذه الغيبة قد فرضت على الفكر الشيعي ضرورة التلاؤم مع واقع الافتقار إلى الإمام، الذي هو المرجع الأوحد في أمور الدين والدنيا، فتبنى هذا الفكر مبدأ نيابة المجتهد ـ واحدا كان أو أكثر ـ عن الإمام، وولاية هذا المجتهد على جمهور الشيعة.

وقالوا

"إنه ليس معنى انتظار هذا المصلح المنقذ "المهدي"، أن يقف المسلمون مكتوفي الأيدي فيما يعود إلى الحق من دينهم، وما يجب عليهم من نصرته والجهاد في سبيله والأخذ بأحكامه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل المسلم أبدا مكلف بالعمل بما أنزل من الأحكام الشرعية..

والمجتهد الجامع للشرائط هو نائب للإمام عليه السلام، في حال غيبته، وهو الحاكم والرئيس المطلق، له ما للإمام في الفصل في القضايا والحكومة بين الناس، والراد عليه راد على الإمام، والراد على الإمام راد على الله تعإلى، وهو ـ [أي الرد على نائب الإمام] ـ على حد الشرك بالله"( )؟!..

وعلى حين قصر بعض مجتهدي الشيعة ولاية المجتهد ونيابته عن الإمام الغائب في أمور الدين والفقه، وجعلوا شئون الثورة والدولة والسياسة مؤجلة حتى يظهر الإمام، فإن مجتهدين آخرين، وخاصة في القرون الأخيرة، قد عمموا ـ استجابة للضرورات، وخاصة بعد تطاول الزمن دون أن يظهر الإمام الغائب ـ قد عمموا ولاية الفقيه المجتهد في كل ما هو للإمام.

وقالوا

"إن المجتهد ليس مرجعا في الفتيا فقط، بل له الولاية العامة، فيرجع إليه في الحكم والفصل والقضاء، وذلك من مختصاته، ولا يجوز لأحد أن يتولاها دونه، إلا بإذنه، كما لا تجوز إقامة الحدود والتعزيرات إلا بأمره وحكمه، ويرجع إليه في الأموال، التي هي من حقوق الإمام ومختصاته"( ).

ويقولون

"إنه إذا نهض بأمر تشكيل الحكومة عالم عادل، فإنه يلي من أمور المجتمع ما كان يليه النبي، صلى الله عليه وعلى آله، منهم.. وهو يملك من أمر الإدارة والرعاية والسياسة للناس ما كان يملكه الرسول وأمير المؤمنين، وواجب أن يسمعوا له ويطيعوا.."

وهم يروون عن أئمتهم حديثا نبويا يجعلونه سندا في عموم ولاية المجتهد والفقيه، يقول فيه الرسول، صلى الله عليه وسلم ـ فيما يرويه علي بن أبي طالب ـ " "قال رسول الله ، صلى الله عليه وعلى آله: اللهم ارحم خلفائي (قالها ثلاث مرات) قيل: يا رسول الله، ومن خلفاؤك؟ قال: الذين يأتون من بعدي، يروون حديثي، وسنتي، فيعلمونها الناس من بعدي.."( ).

هكذا جعلت الشيعة الإمامة أصل الدين، قاستها على النبوة، وحصرت في الإمام أمور الدين والدنيا، ثم تسلسل الإثنى عشرية بأئمتهم حتى الثاني عشر، فلما غاب أحلوا مجتهديهم في النيابة عنه، ومنح تيار منهم هؤلاء المجتهدين سلطان الإمام وسلطاته، فجعلوا لهم الولاية العامة، في الدين والدنيا، حتى لقد جعلوا الراد على المجتهد رادا على الإمام، أي رادا على الله.. أي مشركا بالله!.. وهم في هذا متسقون تماما مع العقيدة التي تجعل الإمامة دينا، وأصلا من أهم أصول الدين!.

ولقد كان واضحا لدى الشيعة، ولدى خصومهم، أنهم يناصبون فكرة "الشورى" في السياسة ونظم الحكم عداء شديدا، لأنهم يجعلون المرجعية للإمام دون الأمة، وتعيين الإمام لله دون الناس، ويجعلون من عصمة الإمام حاجزا دون نقده أو مخالفته، حتى لقد جعلوا الرد عليه شركا بالله..

ولقد كان مفكروهم صرحاء في الاعتراف بذلك، فلم ينفوه أو ينكروه، بل دافعوا عنه وبرروه، عندما قالوا

إن الفرد ـ غير الإمام ـ يجوز عليه الخطأ والسهو والنسيان والضلال، والأمة، في مجموعها، ليست سوى جمع هؤلاء الأفراد الذين تتكون منهم، فما جاز على الفرد منها يجوز على جميعها ومجموعها، ومن هنا، حتى يحفظ الله دينه كان لابد من معصوم ثقة حجة قيم، حتى على الدين والقرآن، وهو الإمام...

ووفق عبارة أبي جعفر الطوسي (385ـ 460هـ / 995ـ 1067م) فإن "شريعة نبينا لابد لها من حافظ.. ولا يخلو الحافظ لها من أن يكون: جميع الأمة، أو بعضها..

وليس يجوز أن يكون الحافظ لها الأمة، لأن الأمة يجوز عليها السهو والنسيان، وارتكاب الفساد، والعدول عما علمته.. وإن ما جاز على آحادها جائز على جميعها، من حيث لم يكن إجماعها أكثر من انضمام آحادها بعضها على بعض..

وإذا كانت العصمة مرتفعة من كل واحد على انفراد، فيجب أن تكون مرتفعة عن الكل.. فإذن، لابد للشريعة من حافظ معصوم، يؤمن من جهته التغيير والتبديل والسهو، ليتمكن المكلفون من المصير إلى قوله، وهو الإمام.."( ).

المبحث الثانى:أهم نقاط الخلاف بين الشيعة والسنة

تركزت عناصر الخلاف بين السنة والشيعة فى عدة نقاط أساسية حصرها علماء السنة وتمثلت فى ( القرآن الكريم – السنة والحديث – الإجماع – المفهوم الشيعى للإمامة – أهل البيت- الصحابة – مبدا التقية- نكاح المتعة- غديرخم).

وتعرض الباحث سعيد إسماعيل فى كتابه" حقيقة الخلاف بين علماء الشيعة و جمهور علماء المسلمين" لهذه الموضوعات الخلافية بمزيد من التفصيل والشرح ولكننا سنعرض لهذه النقاط كعرض سريع لبيان تلك النقاط دونما الخوض فى الردود المتبادلة بين علماء الطرفين

أولاً:القرآن الكريم

يقول علماء الجعفرية، المذهب الرسمي لجمهورية إيران الإسلامية إن عدد آيات القرآن الكريم سبعة عشر ألفا كما ورد في كتاب "الأصول من الكافي " وقد ورد في الكافي - وهو أوثق مصدر شيعي للحديث- "ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما نزله الله تعالى إلا علي بن أبى طالب (عليه السلام) " و الأئمة من بعده (عليهم السلام).

ويرخص علماء الشيعة لأتباعهم في قراءة القرآن الذي بأيدي المسلمين حتى يأتيهم من يعلمهم قرآن الشيعة الكامل بزعمهم.

أما علماء المسلمين فيؤكدون أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جمع القرآن في ترتيبه وكماله الحالي تلاوة وحفظا ثم جمعه زيد بن ثابت في خلافة أبي بكر الصديق في كتاب واحد.

وفى خلافة عثمان بن عفان تمت كتابة القرآن بلغة قريش التي بها أنزل وتم تعميمه على الأمصار الإسلامية وهو الموجود اليوم بين أيدي المسلمين هدى وتبيانا، أما فيما يتعلق بالقراءات السبع فإنها اختلافات بسيطة جدا لا يترتب عليها اختلاف جذري في المعنى ومثال تلك الاختلافات: مالك أو ملك، وتعلمون أو يعلمون، يغفر لكم أو نغفر لكم.

ويجمع علماء المسلمين على أن القرآن الكريم محفوظ إلى الأبد...فالله سبحانه وتعالى يقول: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ، و يقول جل وعلا: (لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه)،و يقول أيضا: (إنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد).

و يرى علماء المسلمين بتكفير من يعتقد بتحريف القرآن كمن ينكر القرآن جملة. فالله تعالى يقول: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عتا تعملون)،.

ثانياً: السنة و الحديث

يعتبر علماء الجعفرية السنة والحديث ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم وما قاله أئمة الشيعة "المعصومون ".

ولو ألقينا نظرة إلى الكافي - الذي يعتبره الطبطبائى "أوثق وأشهر مصادر الحديث في العالم الشيعي"- لوجدنا أن أغلب الأحاديث لا تقول قال الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن قال الإمام كذا وكذا.وكثير منها لا إسناد لها.

أما علماء المسلمين فيعرفون السنة بأنها ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم أو فعله أو أقره وصفاته الخلقية.

وبصفة عامة فهناك طريقتان يعتمد عليهما جمهور علماء المسلمين لتوثيق الأحاديث الشريفة:

أولا: فحص الإسناد لمعرفة مدى الثقة في الرواة. لهذا فالأحاديث منقطعة الإسناد ترفض لتعذر تعديل أو جرح الرواة المجهولين.

ثانيا: فحص المتن للتأكد من عدم مخالفته للقرآن أو لأحاديث أخرى قد تكون أقوى سندا واستنادا إلى هذه المقاييس ومدى دقتها في اختيار الأحاديث أجمع علماء الحديث عل أن صحيح البخاري ومسلم هما أوثق مصدرين للسنة النبوية.

ثالثاً: الإجماع

لعلماء الشيعة موقفان متغايران بالنسبة للإجماع. فهم يحتجون بالإجماع إذا كان يؤلد ما ذهبوا إليه من أقوال. فالطبطبائى مثلا يستعمل كثيرا قول: "كلأ من الشيعة والسنة.. " و ".. واتفق الجميع على إقراره".

أما من ناحية أخرى فإن علماء الشيعة يرفضون الإجماع فمثلا

  1. يقولون بأن الصحابة- وهم عشرات الألوف- قد تآمروا على مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم عقب وفاته ولم يثبت على سنته إلا أقل من عشرة، لهذا يرجحون هذه الأقلية - المكذوب عليها- على الأغلبية الساحقة.
  2. يعتقدون بأن ملايين المسلمين عبر الأزمنة والأمكنة على مر التاريخ لا يتوافر فيهم صفة الإسلام والإيمان لأنهم يرفضون أحد أركان الإسلام والإيمان في اعتقاد الشيعة- وهو الإيمان بركن الإمامة- أي بركن الإيمان بوجود اثني عشر إماما معصومين نص عليهم الرسول لتكون لهم القيادة السياسية والدينية يتوارثونها واحدا بعد الآخر.
  3. يشككون في صحة القرآن وكماله وقد وثقه علماء المسلمين قاطبة.

أما جمهور علماء المسلمين فإنهم يعتبرون الإجماع المصدر الثالث للشريعة الإسلامية بعد القرآن والسنة كما يؤكد ذلك ابن تيمية.

فأوثق النصوص ما وصل إسناده درجة التواتر حيث يروى مجموعة من الصحابة خبرا يتناقله عنهم مجموعة أخرى من التابعين.

رابعاً: أركان الإسلام و أركان الإيمان

يقول علماء الجعفرية الاثني عشرية بأن الإيمان بنظام وراثي لقيادة الأمة الإسلامية ركن من أركان الإيمان له مكانة الإيمان بالله كما يؤكد ذلك دستور الجمهورية الإسلامية لإيران في مادته الثانية.

فالإمامة إذا- لدى علماء الجعفرية- ركن من أركان الإيمان التي لا يأتي من بينها الإيمان بالملائكة والقدر خيره وشره وهى أيضا ركن من أركان الإسلام مثل الشهادتين والصلاة والصوم والحج.

أما جمهور علماء المسلمين فيؤكدون انتفاء المفهوم الشيعي للإمامة في القرآن أو السنة والذي ينص على ضرورة النظام الوراثي الشامل في الإسلام في الحكم والخلافة وفهم الدين.

بل و يؤكدون أن في القرآن والسنة ما يتعارض مع هذا النظام الوراثي الذي يشمل القيادة السياسية والدينية والروحية.

فالقرآن الكريم يمدح المؤمنين فيقول عنهم (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون)،كما يأمر الله تعالى نبيه الكريم فيقول:، (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين).

ويجمع علماء المسلمين على أن الإسلام بنى على خمسة أركان

شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا. 36، كما يجمع علماء المسلمين على أن أركان الإيمان الأساسية هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.

خامساً: المفهوم الشيعي للإمامة

يعتقد علماء الشيعة بأن الإمامة ركن من أركان الإيمان كالإيمان بوحدانية الله، وتعنى الإمامة لدى علماء الشيعة أن الحياة الروحية والتعليمية والدينية والسياسية للأمة الإسلامية كافة تخضع لنظام وراثي يتعاقب فيه على السلطة اثنا عشر إماما.

وتنحصر هذه السلطة في زوج فاطمة الزهراء، وابنيها الحسن والحسين ثم تنحصر في بعض آل الحسين الذي كان قد تزوج من شهبانو ابنة الإمبراطور الفارسي يزدجرد الذي قوضت الجيوش الإسلامية أركان عرشه في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.

فدستور جمهورية إيران الإسلامية مثلا ينص عل أن "الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الاثنى عشري. وهذه المادة غير قابلة للتغيير إلى الأبد".

و يرتبط ركن الإمامة بالاعتقاد بأن هؤلاء الأئمة معصومون ويشاركون الله علمه بالغيب بما في ذلك علمهم بوقت وفاتهم، وأن الطاعة العمياء للأئمة ضرورية "لدرجة أن عبادة الله لا تصبح ضرورية إذا كان هذا هو أمر الإمام."

ويقول الخميني في هذا المضمار

"الأئمة الذين لا نتصور فيهم السهو أو الغفلة ونعتقد فيهم الإحاطة بكل ما فيه مصلحة للمسلمين".

وهذه العقيدة مرتبطة أيضا بضرورة الإيمان بأن "للأئمة مكانة روحية وخلافة تكوينية على جميع المخلوقات بحيث يخضع لها جميع ذرات الكون، وأن من أساسيات العقيدة الشيعية أنه لا يصل إلى المكانة الروحية للأئمة لا ملك مقرب ولا نبي مرسل".

و يندرج ضمن هذا الاعتقاد أن جميع خلفاء وحكام المسلمين وقضاتهم طواغيت ما لم يكونوا جعفريين ولا يجوز التحاكم إليهم.

لهذا نجد دستور الجمهورية الإسلامية لإيران يحرص على أن يكون رئيس الجمهورية "مؤمنا ومعتقدا بمبادئالجمهورية الإسلامية والمذهب الرسمي للدولة".

كما تنص على ذلك المادة الخامسة عشرة بعد المائة وأن يقسم "أن أكون حارسا للمذهب الرسمي" كما جاء في المادة الواحدة والعشرين بعد المائة.

ولضمان عدم اللجوء إلى القضاة غير الجعفريين أو التشريع غير الجعفري نصت المادة الثانية والسبعون على أنه "لا يستطيع (مجلس الشورى الوطني) أن يسن القوانين المغايرة لقواعد وأحكام المذهب الرسمي للدولة... "

ولما كان الإمام إلحادي عشر قد توفى منذ حوالي أحد عشر قرنا- حسب العقيدة الجعفرية- فعقيدة الإمامة تنص على أن الإمام الثاني عشر، المهدى، قد اختفى وهو في الخامسة- عل أرجح أقوال علماء الشيعة-

ولم يمت وسيعود إلى الظهور في آخر الزمان وأن حقه في وراثة السلطة ثابت أثناء غيبته ولهذا نص الدستور في المادة الخامسة بوضوح على أن "تكون ولاية الأمر، والأمة في غيبة الإمام المهدى- عجل الله تعالى فرجه- في جمهورية إيران الإسلامية للفقيه العادل... ".

هذا ما يقوله علماء الشيعة، أما جمهور علماء المسلمين فيقولون بأن النظام الملكي الذي تقتصر فيه الوراثة على السلطة السياسية هي موضع خلاف.

فكيف بنظام تجتمع فيه وراثة السلطة الروحية والدينية والسياسية و يرثها الطفل في التاسعة والثامنة والخامسة.

ولهذا يرفضون تماما مثل هذا النظام الذي لا تسنده أي آية قرآنية أو حديث صحيح واحد. بل و يتعارض مع مبدأ الشورى الذي أثنى الله عليه وأمر به في القرآن الكريم.

و يؤكد علماء المسلمين بأن العصمة الكاملة لله وحده ولا شريك له فيها فعصمة الأنبياء والرسل مقصورة على أدائهم الرسالة بأمانة، وعصمتهم من الذنوب التي تخل بالرسالة وعصمتهم من مخالفة ما يدعون إليه الناس.

أما فيما عدا ذلك فقد يخطئ الرسول في الاجتهاد وكما حدثنا القرآن عن عتاب الله لمحمد صلى الله عليه وسلم- وهو أفضل الخلق- حين أعرض عن الأعمى في سورة عبس.

سادساً:أهل البيت

يميل علماء الشيعة إلى حصر أهل البيت النبوي في الابنة الصغرى للنبي صلى الله عليه وسلم، فاطمة، وزوجها علي وابنيها الحسن والحسين وتسعة من نسل الحسين الذي كان قد تزوج من ابنة الإمبراطور الفارسي يزدجرد على عهد عمر بن الخطاب، ويخصون هؤلاء بصفات سبق الإشارة إليها مثل الولاية الوراثية الشاملة والعصمة، وعلم الغيب.. إلخ

ثم يعمدون إلى إغفال خلفاء المسلمين وقضاتهم عبر العصور والتقليل من شأن منجزاتهم في نصرة الإسلام والمسلمين، وهذا يشمل مع من يشمل جيل الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين إلا من ثبت لدى علماء الشيعة بالدليل القاطع بأنه قد ناصر عليا رضى الله عنه ولم يعارضه في شيء أبدأ.

أما جمهور علماء المسلمين فإنهم يعتبرون أهل البيت كل من حرمت الصدقة عليه من أقرباء النبي عليه الصلاة والسلام و يشمل هؤلاء النبي وآله، وجعفرا وآله، وعقيلا وآله، والعباس وآله.

كما يعتبر علماء المسلمين زوجات الرسول من أهل البيت بنص الآية الثالثة والثلاثين من سورة الأحزاب، إذ يخاطبهن الله بقوله (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).

هذا فضلا عن كون زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات كل من ادعى أنه مؤمن إذ تقول الآية السادسة من سورة الأحزاب: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم... ).

كما أن صالحي أهل البيت لهم مكانة سامية لدى علماء المسلمين وجمهورهم بدون استثناء ففي حديث رواه مسلم54 يروى زيد بن الأرقم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم عند ماء يدعى خما قال:

"... فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي".

سابعاً:الصحابة

يقول علماء الشيعة في إيران إن الخليفتين الراشدين الأولين أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما قد تآمرا على الإسلام في محاولة للقضاء على الأحاديث حتى يتم لهما تفسير القرآن الكريم حسب مصالحهما الشخصية، كما يقولون أيضا إن الخلفاء الراشدين الثلاثة الأول قد "خانوا عهدهم للرسول صلى الله عليه وسلم ".

وقد نشرت وزارة الإرشاد الإسلامي بجمهورية إيران كتيباً يصنف فيه جيل الصحابة الكرام إلى:

  1. المجموعة التي رضى عنهم علماء الشيعة ولا يكاد يتجاوز عددهم أصابع اليدين.
  2. المجموعة التي وصفها المؤلف بأنه "أسوأ العناصر وانتحرت تحت أقدام الطغاة" ومن بينهم عبد الله بن عمر الذي روى نحوا من الأربعة آلاف حديث وكان له دور كبير في الحفاظ على السنة ونشر الإسلام.
  3. المجموعة التي وصفها المؤلف- على شريعتي- بأنه "التي باعت شرفها.. وجمعت نقودها ببيع كل حديث بدينار".

ومن بين هذه المجموعة أورد على شريعتي أسماء أبى هريرة وأبى الدرداء، وأبى موسى الأشعري الذين قاموا بدور عظيم في الحفاظ على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونشر الإسلام.

وفى مصدر آخر من المصادر الحديثة وصفت جريدة (الجهاد) النبي صلى الله عليه وسلم بالتحيز لعلى في أدائه للرسالة ثم استطردت قائلة "بل إننا نلاحظ أن من ذلك أن الجيل المعاصر للرسول (ص) لم يكن يملك تصورات واضحة محددة حتى في مجال القضايا الدينية التي كان النبي يمارسها مئات المرات وعلى مرأى ومسمع من الصحابة".

و يقول عالم جعفري

"عبد الرحمن بن عوف عابد المال، وعثمان الأرستقراطي، وخالد بن الوليد عديم المبالاة، وسعد بن الوقاص عديم التقوى"570

أما علماء المسلمين فيقولون بأن جميع الصحابة عدول وقد عصمهم الله من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم و يستحقون كل تبجيل .

فالله سبحانه وتعالى قد أثنى عليهم وقال:(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)

وقال تعالى

"والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رض الله عنهم ورضوا عنه وأعد هم جنات تجرى تحتها الأنهار خالدين فيها أبدأ ذلك الفوز العظيم).

وقال أيضا

(لقد رض الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا)61 وفى الآية التاسعة والعشرين من السورة نفسها

قال تعالى

(محمد رسول الله والذين معه أشداء عل الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين أمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرأ عظيما).

ثامناً: التقية

يقول علماء الشيعة

"إن تسعة أعشار الدين في التقية من دين الله ولا دين لمن لا تقية له والتقية في كل شىء إلا في النبيذ والمسح على الخفين " وتعنى التقية التظاهر بالعمل والقول بخلاف ما يضمره الإنسان في قلبه كأن يتظاهر باللطف مع الآخرين بينما يلعنهم في قلبه و بين خلصائه حتى في غياب الأسباب القاهرة.

والسبب المحدد للتقية كما يقول الخميني في كتابه

"هو الحفاظ على الإسلام والمذهب الشيعي، وأن الشيعة لو لم يلجئوا إليه لكان الفكر الشيعي قد انتهى الأمر به إلى الانقراض " بمعنى آخر أن التقية يمكن استخدامها ضد غير الشيعة بما في ذلك المسلمين وذلك للحفاظ على العقيدة الجعفرية.

ويقول أحد كبار علماء الشيعة، الطبطبائي

"إن عقيدة التقية في المذهب الشيعي تستمد جذورها من الآية الثامنة والعشرين من سورة آل عمران والتي تقول: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير).

ومن الآية السادسة بعد المائة من سورة النحل: (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم).

أما جمهور علماء المسلمين فيقولون إننا عندما نتدبر القرآن الكريم فإننا نجد أن إظهار الإنسان لغير ما يبطن يعتبر الصفة المميزة للمنافقين و يبغضه الله سبحانه وتعالى، فالآية الرابعة عشرة والخامسة عشرة من سورة البقرة تقول:

(وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون).

ويقول الله تعالى

"أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون، وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون. أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون).

و يعتبرون التظاهر قولا وعملا بغير ما يبطن المسلم نوعا من الكذب، علامة النفاق وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان ."

وفى حديث آخر ذم النبي صلى الله عليه وسلم ذا الوجهين،75 فالقاعدة الإسلامية العامة أن الكذب على المسلمين محرم وممقوت.

أما فيما يتعلق بالرخصة المذكورة في الآية القرآنية في سورة آل عمران فهي محددة باستخدامها فقط مع الكافرين وفى حالات خاصة ضيقة.

تاسعاً: نكاح المتعة

يقول علماء الشيعة بإباحة نكاح المتعة لأنها كانت مباحة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. ولم يحرمها سوى عمر بن الخطاب أثناء خلافته.

والغرض من نكاح المتعة هو إشباع الرغبة الجنسية فقط، وليس في نكاح المتعة طلاق ولا ميراث بين الطرفين ولا يوجب فرض ليلة للمرأة أو نفقة.

أما جمهور علماء المسلمين فيقولون التالي

(1) لقد وضع القرآن الكريم قواعد العلاقة المشروعة بين الرجل والمرأة وحصرها في نوعين.

أولا: الزواج الذي يترتب عليه طلاق وميراث و يوجب فرض ليلة ونفقة للزوجة.

ثانيا: العلاقة بين الرجل وما ملكت يمينه من الجواري. فالله سبحانه وتعالى يقول: (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون).

(2) وقد جاء تأكيد ذلك مفصلا في سورة النساء ابتداء من أول السورة وخاصة الآيتين الرابعة والعشرين والخامسة والعشرين حيث يجعل دفع المهر لازما إذا دخل الرجل بزوجته.

و يؤكد جمهور علماء المسلمين أن معنى قوله تعالى (فما استمتعتم به منهن)، هو استمتاع الزوج بزوجته ضمن عقد الزواج ومن هذا المعنى ورد في حديث للنبي صلى الله عليه وسلم رواه البخاري ومسلم قوله

"استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع أعوج وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن استمتعت بها استمتعت و بها عوج وان ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها".

(3) وقد ثبت في الحديث الصحيح أن نكاح المتعة قد أباحه النبي صلى الله عليه وسلم عند الحاجة الطارئة الشديدة مثل الجهاد في سبيل الله.

وكان يحرمه بمجرد انتهاء تلك الحاجة، بل وعندما أبيح في المرة الأخيرة أتبعه بإعلان تحريم نكاح المتعة نهائيا.

فقد جاء في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

"يا أيها الناس إني قد كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله، ولا تاخذوا مما آتيتموهن شيئا".

فالإباحة كانت- في الواقع- إباحة مؤقتة واستثناء من القاعدة الأساسية، وقام بهذا الاستثناء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يملك الصلاحية لذلك فهولا ينطق عن الهوى، أما غيره فلا يملك تلك الصلاحية، وكان النبي عليه الصلاة والسلام حريصا على سد هذا الباب بإعلانه تحريم الله لمتعة النكاح إلى يوم القيامة.

عاشراً: غدير خم

يقول الطبطبائى- أحد كبار علماء الجعفرية في القرن العشرين- إن الحجة الجوهرية في أحقية على بن أبى طالب للخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم هي حادثة غدير خم. وعندما نرجع إلى كتيب لأحد علماء الشيعة أفرده لهذه الحادثة نجد ما يلي:

  1. أن الذين شهدوا خطبة غدير خم أكثر من مائة ألف صحابي.
  2. ألقى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الخطبة عند غدير خم وهو عائد من حجة الوداع إلى المدينة في الثامن عشر من شهر ذي الحجة وأن سبب خطبته هذه هو نزول الآية التالية عليه في هذا المكان: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس، إن الله لا يهدى القوم الكافرين)

لهذا أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم التالي

  1. أنه سيترك للمسلمين ثقلين: أحدهم كتاب الله. طرفه بيد الله وطرفه الآخر بأيدي المسلمين وأن الآخر هو عترة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن ربه أخبره بأنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض.
  2. بعد أن رفع يد علي قال: "من كنت مولاه فعلى مولاه."
  3. وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا قال: "اللهم وال من والاه وعاد من عاد"
  4. وقال: "اللهم أدر معه الحق حيث دار".

هذا ما يقوله علماء الجعفرية من الشيعة عن حادثة غدير خم. لنتدبر ما يقوله جمهور علماء المسلمين.

  1. حسب دعوى علماء الشيعة لم يثبت على الإسلام الصحيح بعد وفاة النبي سوى بضعة من الصحابة لا يكاد يتجاوز عددهم البضعة عشر صحابيا.وقد حضر خطبة الغدير اكثر من مائة ألف صحابي يعني أن كل هؤلاء المائة ألف قد نقضوا عهدهم وتآمروا على حرمان علي بن أبى طالب من الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم.ما هي نسبة احتمال حصول ذلك؟ ولأي مصلحة؟ لو استعرضنا حتى كتابات علماء الشيعة لما وجدنا أي مصلحة في ذلك!
  2. خطبة غدير خم كانت في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة من العام نفسه الذي حج فيه الرسول صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، وفى الشهر نفسه الذي نزلت فيه آية (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)في اليوم التاسع من ذي الحجة يوم عرفة فكيف يمكن لهذه الآية الأخيرة الختامية أن تنزل قبل آية يأمر الله فيها نبيه بتبليغ الرسالة؟ 89 خاصة وقد شهد ألوف الحجاج يوم عرفة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أدى الأمانة وبلغ الرسالة.و يؤكد جمهور علماء المسلمين بأن آية("يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك..)، قد نزلت قبل حجة الوداع بل وقبل فتح مكة وغزوة خيبر.
  3. و يؤكد ابن تيمية- رحمه الله- بأن الخطبة بالصيغة التي ذكرتها مصادر الشيعة كذب وبهتان جملة( ).

خاتمة الجزء الأول

تعرضنا في الجزء الأول من البحث للتعريف بالشيعة وتاريخ نشأة المذهب الشيعي والآراء المختلفة حول تاريخ النشأة، وكذلك عرض لبعض الخلافات الفقهية بين السنة والشيعة والتي تركزت في نقاط عشرة، وسنتناول في الجزء الثاني من البحث بإذن الله الشيعة في ميزان علماء السنة.

ويعقبها تناول موضوع البحث الرئيسي وهى العلاقة بين الإخوان المسلمون والشيعة سواء من حيث الرؤية الشرعية أو الممارسة السياسية.

المصادر

1- الهلال الشيعي مصطلح سياسي استخدمه الملك الأردني عبد الله الثاني لواشنطن بوست وأثناء زيارته للولايات المتحدة في أوائل شهر ديسمبر عام 2004، عبر فيه عن تخوفه من وصول حكومة عراقية موالية لإيران إلى السلطة في بغداد تتعاون مع طهران ودمشق لإنشاء هلال يخضع للنفوذ الشيعي يمتد إلى لبنان ويخل بالتوازن القائم مع السنة، ورأى في بروز هلال شيعي في المنطقة ما يدعو إلى التفكير الجدي في مستقبل استقرار المنطقة، وهو ويمكن أن يحمل تغيرات واضحة في خريطة المصالح السياسية والاقتصادية لبعض دول المنطقة.

2- [أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي التيمي البغدادي، المعروف بابن الجوزي، صاحب التصانيف الكثيرة في التفسير والحديث والفقه وغيرها، منها: جامع المسانيد، والمنتظم وغيرهما، توفي عام 597هـ. انظر: ابن العماد/ شذرات الذهب: 4/329 ، اليافعي/ مرآة الجنان: 3/489 -492 ، معجم المؤلفين: 5/157.]

3-[محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الدمشقي، المعروف بابن قيم الجوزية، توفي سنة 751هـ، وله من التصانيف الكبار والصغار شيء كثير، منها: إعلام الموقعين، وزاد المعاد.]

4-انظر: مسند أحمد: 12/4

5-انظر مسند أحمد: 12/3-5

6- مجموع الزوائد: 10/22، وانظر الحديث في المعجم الكبير للطبراني: 12/242، رقم ( 12998) ولكن في إسناده الحجاج بن تميم وهو ضعيف (انظر: تقريب التهذيب:1/152).]

انظر الحديث في ذلك في صحيح البخاري (مع فتح الباري) ج12 ص290، وصحيح مسلم (بشرح النووي ) ج‍7 ص 165(1)،للمزيد طالع كتاب أصول مذهب الشيعة الاماميه الاثنى عشرية، تأليف الدكتور:ناصر بن عبدالله بن علي القفاري

7-النوبختي [فرق الشيعة] ص 3.2. طبعة استانبول سنة 1931 م. والطوسي [تلخيص الشافي] جـ1 ق2 ص109 ـ 112. طبعة النجف 1383ـ 1384هـ.

8- لويس [برنارد] [أصول الإسماعيلية ] ص 83ـ 86. طبعة القاهرة. دار الكتاب العربي.

9-السيد محمد باقر الصدر [التشيع ظاهرة طبيعية في إطار الدعوة الإسلامية] تقديم وتعليق السيد طالب الحسيني الرفاعي. طبعة القاهرة سنة 1977م.

10-القاضي عبد الجبار [تثبيت دلائل النبوة] جـ2 ص259،258. و [المغني في أبواب التوحيد والعدل] جـ ق ص 223،127. وابن المرتضى [باب ذكر المعتزلة ـ من كتاب المنية والأمل] ص4و5. و د. علي سامي النشار [نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام] جـ2 ص2. طبعة القاهرة سنة 1969م.

11-محمد رضا المظفر [عقائد الإمامية] ص 65. طبعة النجف. دار النعمان.

12-الكليني [الأصول من الكافي] جـ1 ص 290. طبعة طهران سنة 1388هـ.

13-[تلخيص الشافي] جـ1 ق1 ص 96 هامش ـ وص 59 ، 60.

14-محمد عماره [الإسلام وفلسفة الحكم] ص 335ـ 421. طبعة بيروت، الثانية، سنة 1979م.

15-محمد رضا المظفر [عقائد الإمامية] ص57 ، 109. الطبعة الثالثة. بيروت سنة 1973م.

16-المرجع السابق. ص 57.

17- آية الله الخميني [الحكومة الإسلامية] ص 49 ، 56. طبعة القاهرة سنة 1979م.

18-[تلخيص الشافي] جـ1 ق1 ص 133، 134 ، 149 ، 150.

• لمطالعة المزيد حول الشيعة طالع كتاب تيارات الفكر الاسلامى ، د. محمد عماره

19- سعيد إسماعيل ،حقيقة الخلاف بين علماء الشيعة و جمهور علماء المسلمين،[١]