الإخوان المسلمون والعودة في السبعينات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٢:١٢، ١٠ فبراير ٢٠١٤ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان المسلمون والعودة في السبعينات

موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمين (إخوان ويكي)

مقدمة

نشأت جماعة الإخوان المسلمين على يد مؤسسها الأستاذ حسن البنا في عام 1928م على مبادئ ومنهج الإسلام الوسطي الشامل، ومنذ اليوم الأول وقد وضع أسس وقواعد تقوم عليها هذه الدعوة وسط المجتمع، فعمد إلى عدة مراحل مرت بها الدعوة لتتأصل في قلوب الشعب، حيث عاش فترة العشر سنوات الأول يعرف بالدعوة ومنهجها ومبادئها وخلال الفترة من 1928 حتى عام 1938م انتشرت الدعوة في معظم ربوع مصر، بل حملها معظم فئات المجتمع داخل مصر وخارجها سواء طلبة أو عمال أو فلاحين وغيرهم.

ثم كانت المرحلة الثانية وهي مرحلة التكوين والتي بدأت من عام 1939م حيث عمد فيها الإمام البنا والإخوان على تربية الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم تربية إسلامية صحيحة، وطرقوا الأبواب البرلمانية فترشح الإمام البنا عام 1942م ثم عام 1945م.

كان للإخوان جهود كبيرة وسط المجتمع فأنشأوا الشركات الاقتصادية، وحاربوا العادات السيئة والمنكرات المنتشرة في المجتمع، كما حاربوا الطبقية ودعوا إلى الحرية والعدالة الاجتماعية.

لم يكتفي الإخوان الوضع الداخلي بمصر لكن دعوتهم انتشرت خارج نطاق مصر فكانت في سوريا ولبنان والأردن وغيرها، وحينما اندلعت حرب فلسطين كان الإخوان على رأس المجاهدين فيها وظلوا كذلك حتى بعد صدور قرار بحل جماعتهم في 8 ديسمبر 1948م ثم اغتيال مرشدهم الأول الأستاذ حسن البنا.

دخل الإخوان في طور ومرحلة جديدة بعد اندلاع ثورة 23 يوليو حيث شاركوا فيها وعملوا على تأمينها والتعاون مع قادتها.

بعدما استقرت الأمور لم يلتزم العسكر بما تعهدوا به من رجوع الجيش لثكناته، وإطلاق الحريات، وترك الحكم للمدنيين الذين يختارهم الشعب فكان الصدام.

صدر قرار في ديسمبر من عام 1953م بحل جميع الأحزاب ثم أعقبه قرار في 4 يناير 1954م قرار بحل جماعة الإخوان المسلمين واعتبارها كحزب سياسي، غير أن المظاهرة الحاشدة التي تحركت صوب قصر عابدين منددة باعتقال قادة الإخوان، ومطالبة بعودة نجيب لسدة الحكم مرة أخرى بعد أن أقصاه شباب الضباط الأحرار عنها أمثال عبدالناصر ورفاقه.

ما حل يوم 26 أكتوبر 1954م حتى كان الصدام القوي حيث أعلن عن محاولة لاغتيال عبدالناصر في ميدان المنشية ينفذها فرد من الإخوان المسلمين، فتحركت على إثرها سيارات الشرطة والشرطة العسكرية تحصد شباب ورجال الإخوان وتزج بهم في السجون، بل قدموا للمحاكمة العسكرية والتي حكمت عليهم بعشرات السنين.

دخلت مصر في دوامة الصراع مع الغرب ما بين العدوان الثلاثي للوحدة مع سوريا والانفصال عنها، وفجأة أعلن عبدالناصر عن اكتشاف تنظيم جديد للإخوان عام 1965م يقوده الشهيد سيد قطب وصدر قرار باعتقال كل من سبق اعتقاله، وتعرض الإخوان فيها لمحنة شديدة حتى اعتقل فيها عدد كبير من الأخوات.

ظل الإخوان في السجون حتى مات عبدالناصر عام 1970م وتولى السادات فبدا في تنفيذ الأحكام بخروج الإخوان الذين قضوا مدة سجنهم حتى كانت أخر دفعة خرجت من السجون عام 1975م.

بدا الإخوان يتجمعون لينطلقوا مرة أخرى فكان لابد من الحاجة لعنصر الشباب الذي غاب طويلا فأعطوا أهمية كبيرة لطلاب الجامعات وشبابها.

الإخوان في السبعينات

بعد انهيار الحلم الناصرى فى نفوس الجماهير حلت حالة من عدم اليقين أو الثقة في كل ما له صلة بالنظام، وبدأ الجميع يفكر في أن كل من كان ضد جمال عبدالناصر كان على صواب وعلى حق.

ويصف د/ عبدالمنعم أبو الفتوح في مذكراته حالة الجامعة بقوله: في هذه الفترة كانت التيارات القومية والناصرية واليسارية هي التي تسيطر على الجامعة واتحادات الطلاب فيها، وكانت أفكار هذه التيارات خاصة اليسارية بمثابة الصدمة لي ولأمثالي من الشباب البسيط المتدين.

كانت مفاجأة لنا أن مجلات الحائط التي يعلقها اتحاد الطلاب كانت تنتقد الإسلام وتخوض فيه بجرأة ولم يكن يسلم من نقد بعضها بل وسخريته من أحاديث للرسول صلى الله عليه وسلم، وأذكر أنني حين كنت أقرأ هذه المجلات وما فيها من سب للإسلام كنت أشعر بالحزن وكنت أبكى، وكنت أتساءل هل هذه هي الجامعة المصرية؟!

خرج الإخوان من السجون والتعذيب إلى الأفق الواسع والحرية لكن بعدما تعرض الكثير ممن التحق بهم حديثا إلى هزة شديدة بعد ما لاقوه من تعذيب على يدي عسكر عبدالناصر حتى وصل الحال ببعض هؤلاء بتكفير من يعذبونهم واستمر الحال حتى كفروا المجتمع، وانفصلوا عن الإخوان بعدما رأوا أن الإخوان ينبذون العنف ولا يؤمنون بتكفير أحد.

ظل الإخوان يخرجون من المعتقل على فترات، حتى خرج أخر فرد فيهم عام 1975م كان وقتها المستشار حسن الهضيبي المرشد العام قد توفي واختير الأستاذ عمر التلمساني مرشدا للإخوان فكان له الدور الرئيسي في حسم مسألة العنف وتأكيد التوجه السلمي للإخوان.

انطلق الإخوان في عدة محاور فقد عملوا على محور الدعوة والعمل العام وسط المجتمع ومحور العمل الطلابي ومحور التربية.

الدعوة وسط المجتمع

المجتمع المصري بطبعه متدين فهو يحب الإسلام ويجب العاملين له، ومن ثم حينما خرج الإخوان انتشروا في أوساط الناس لإعادة مفهوم الإسلام.

لقد عمدت الفترة الناصرية على تغريب المجتمع المصري، فأطلقت العنان للشيوعيين واليساريين في الإعلام والصحافة يشوهون الإسلام ومعانيه وفهمه، فكانت الكتابات التي تسب الإسلام، وتسب الذات الإلهية والرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

كما عمد عبدالناصر إلى تحجيم كل من يدعوا إلى التدين فغيب مؤسسة الأزهر وفرغها من مضمونها وحولها من مؤسسة مستقلة إلى مؤسسة تابعه يقيل منها من يشاء فبرز علماء جل همهم المنصب والمال، حتى أصبح الحجاب تهمة تعاقب عليها المرأة في الحقبة الناصرية.

بعدما خرج الإخوان من السجون كان شباب الجماعة الإسلامية في الجامعات قد بدا مرحلة الانطلاق والتصدي للتغريب، فتعاون الإخوان بحكمة الشيوخ ومنهجهم الوسطي وشمولية الإسلام، فعادت مظاهر الحياة الإسلامية مرة أخرى، وبدأت الحياة تدب في المساجد بشباب طاهر تقي بعد أن اكتفت بالعجزة وكبار السن، كما عاد الحجاب يظهر على رؤوس الفتيات مرة أخرى وبدأت الحشمة تبدو في ملابسهن.

انطلق الإخوان في كل محافظة وفي كل مسجد، فلم يتركوا منبر يستطيعون الوصول للشعب عن طريقه ويعرفونه بدينه حتى غشوه وعملوا من خلاله.

كان لصحيفة الدعوة التي أعاد الإخوان أصدرها مرة أخرى دور كبير في التعريف بشمولية الإسلام، فقد تنوعت موضوعاتها فكانت نقطة بيضاء في بحر لجي من الظلمات وسط الصحافة والإعلام حيث كانت الصحف اليسارية والليبرالية هي التي تغشى هذا المجتمع، وكان الصوت الإسلامي في الصحافة ضعيف سواء مجلة الدعوة أو مجلة الإعتصام وغيرها من المجلات التي كانت تعمل على استحياء.

العمل مع الطلاب

من المعروف أن الإخوان منذ نشأتها وعين مرشدها حسن البنا تترقب حركة الطلبة فهم السواعد الفتية، والقوة الدافعة لأية دعوة، وتحقق هذا الحلم حينما سارع 6 من الطلبة عام 1933م لبيعة الإمام حسن البنا ومن وقتها حمل الطلبة معين الدعوة فانطلقوا به وسط الجامعات، بل وسط المجتمع، فكانوا الوقود الذي حرك المجتمع ضد المستعمر والتصدي لأعماله داخل المجتمع، فكانوا أول من رفعوا الأذان داخل جامعة القاهرة، بل كانوا أول من حمل السلاح للتصدي للعصابات الصهيونية في حرب فلسطين، بل كانوا جذوة الوقود التي ألهبت خط القنال عام 1951م، وحينما فتحت المعتقلات كانوا رصيد داخل هذه المعتقلات، لكنهم حينما خرجوا في عهد السادات كانت أعينهم على الطلبة.

كانت الحركة الإسلامية قد اشتعلت داخل الجامعات ووسط الطلبة، وسط حملات التغريب التي مارسها طلبة التيار اليساري والشيوعي والليبرالي، فكانت حركة التدين أخذت في الانتشار خاصة بعد نكسة عام 1967م.

وتكونت حركات إسلامية من الطلبة في العديد من الجامعات، الذين استطاعوا أن ينشروا التدين وسط الطلبة.

خرج الإخوان من سجونهم تباعا منذ عام 1971م فكانت بداية حركة الإخوان باسمها انطلقت من جامعة الإسكندرية على يد محمد إبراهيم ومحمد أبو الناس حينما استطاع الأستاذ جمعة أمين عبدالعزيز بعد خروجه أن يتواصل مع هؤلاء الطلبة، ثم انتقلت هذه الحركة لجامعة المنصورة وبدأها المعيد عبدالفتاح عسكر وبعض الطلبة وأشرف عليهم الأستاذ محمد العدوي.

كانت الحركة الإسلامية قوية في جامعة القاهرة خاصة (الجماعة الإسلامية) واستطاع رموز وقادة الإخوان أن يتواصلوا مع قادة هذه الجماعة أمثال الدكتور أبو الفتوح والدكتور عصام العريان والدكتور حلمي الجزار وغيرهم، واستطاعوا أن يندمجوا بعد محاولات لتنظيم الإخوان المسلمين، وأشرف عليهم الأستاذ كمال الدين السنانيري.

انطلق العمل الطلابي في كل مكان يعيد مظاهر الحياة الإسلامية مرة أخرى، فانتشرت صلاة العيد في الخلاء، كما انتشرت الدروس الدينية، كما انتشر الحجاب مرة أخرى.

المحور التربوي

لم يعتمد الإخوان على العمل العام وسط المجتمع فحسب، بل عمدوا إلى تربية أبناء الحركات، فأعادوا الأسر التربوية والمعسكرات والرحلات الإسلامية.

وكانت المعسكرات فكان المعسكر الإسلامي الأول عام 1973م لجامعة القاهرة وعين شمس.

ثم المعسكر الإسلامي الثاني عام 1974م الذي ضم جامعة القاهرة وعين شمس والأزهر.

ثم المعسكر الإسلامي الثالث عام 1975م حيث حضرت جامعات القاهرة وعين شمس والأزهر والمنصورة والزقازيق وطنطا.

ثم المعسكر الإسلامي الرابع عام 1976م والذي ضم أغلبية جامعات مصر، حيث ضم الجامعات السابقة بالإضافة لجامعات المنيا وأسيوط والإسكندرية.

لقد انتظمت الأسرة في الإخوان الذين خرجوا من السجن وحينما التحق بعض أفراد الجماعة الإسلامية من الطلبة ضمهم الإخوان لأسر تربوية، فيقول د/ عبدالمنعم أبو الفتوح:

في هذا عام 1975م التحقت بأول أسرة تربوية داخل جماعة الإخوان، وكانت تضمني والأخ سناء أبو زيد وهو دفعتي في كلية الطب، والأخ عبد المعطي الجزار وكان أستاذا في الطاقة الذرية ويسبقنا بسنا، وكان مسئول الأسرة الأخ مبارك عبد العظيم.

أخيرا

جماعة الإخوان المسلمين لم يتوقف رافدها عن المجتمع المصري لحظة ما، ولم تغب عن ذهن الشعب المصري حتى في أشد الأوقات محنة.

وحينما خرج الإخوان من السجون في السبعينات سمح لهم السادات بالعمل الإسلامي من أجل توقف تغلغل اليساريين والشيوعيين والليبراليين في الحياة السياسية خاصة وشئون المجتمع عامة، وليوجد توازن بين جميع القوى، وبالفعل عمل الإخوان على جميع المستويات، واهتموا بقسم الطلبة كما اهتم به الأستاذ البنا، وبالفعل تواصل مع شباب الجامعة الذين كانوا يعملون بفكر إسلامي، وكان لهم قوة ونفوذ داخل الجامعات تحت مسمى الجماعة الإسلامية وتم التواصل بينهم.

لم يكن عمل الإخوان مقتصر على العمل الطلابي فقط بل اهتم بكل شئون المجتمع وهذا من خصائص جماعة الإخوان، وكان للإخوان الذين خرجوا من السجون دور كبير في الانتشار وسط المجتمع عامة.