الإخوان المسلمون وقضايا العنف فى عهد مبارك

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٢:١٨، ١٠ فبراير ٢٠١٤ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان المسلمون وقضايا العنف فى عهد مبارك

مركز الدراسات التاريخية "ويكيبيديا الإخوان المسلمين"

مقدمة

اتسم عقد التسعينيات (مقارنة بالثمانينيات) بأنه عقد التحديات والتحول إلى فترة مضطربة جدا للرئيس حسني مبارك فقد تزامنت الظروف الاقتصادية الصعبة مع تفاقم خطر الجماعات الإسلامية التي أضّرت أعمال العنف التي كانت موجهة ضد الأجانب العائدات المتأتية من السياحة؛

والأشد خطورة أنها استهدفت أيضا مؤولين رفيعي المستوي وعلى رأسهم مبارك نفسه وشهد العام 1990 وحده 51 حالة تصادم بين الإسلاميين والأمن راح ضحيتها أكثر من 115 قتيلا من الطرفين وتزامنت حادثة اغتيال بعض التيارات الجهادية للكاتب فرج فودة في العام 1992.

وتعد قضايا العنف والإرهاب من أهم القضايا التي شغلت الرأي العام المصري والعالمي في الآونة الأخيرة، خاصة أن الظاهرة بدأت تستفحل ويمتد أثرها إلى كافة جوانب المجتمع، بل وبدأت تمس مقدراته الاقتصادية الأساسية والنبوية؛

من هنا كان من الطبيعي أن تشغل هذه القضايا محور اهتمام الحركة الإسلامية خاصة أن هذه القضية أثيرت بصدد العنف المتبادل بين النظام وبعض فصائل الجماعات الإسلامية كالجهاد والجماعة الإسلامية وتنظيم طلائع الفتح والشوقيين؛

وبعيدا عن البحث في المتسبب في هذه الحوادث وأن هناك ملاحظات كثيرة تؤخذ على الطرفين (النظام والجماعات) إلا أن القضية الأساسية والجدير بالبحث والرصد هي أن مبدأ العنف والإرهاب مبدأ مرفوض وتلفظه الحركة الإسلامية متمثلة في طليعتها النهضوية وخميرة نهضتها وهي جماعة الإخوان المسلمين التي أبدت مواقف مضيئة ومستنيرة تحسب للحركة الإسلامية التي هي حركة بناء وتحضر في مواجهة ما ابتليت به الأمة من ردة حضارية قادتها إلى جعل العنف والإرهاب وسيلة للتعامل بدلا من الحوار والعقلانية

ولكي نقف على حقيقة موقف الحركة الإسلامية، فمن الأهمية بمكان أن نعرض لأهم حوادث العنف والإرهاب التي شهدها المجتمع المصري في الآونة الأخيرة وبيان موقف الحركة الإسلامية منها.

تطور جماعات العنف فى الثمانينيات

منذ نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات بدأت تبرز أسماء جماعات جديدة قامت بأعمال العنف السياسى. ولكن رغم تعدد هذه الأسماء فقد بقيت الجماعات الرئيسية التى انشقت أو تفرعت عنها تدور حول ثلاث هى : الجماعة الاسلامية ، وتنظيم الجهاد، وجماعة المسلمين أو التكفير والهجرة، التى ظهرت منذ السبيعينيات .

ويبدو أن الجماعة الاسلامية أصبحت فى هذه الفترة هى أكثر هذه الجماعات تماسكا، وأشدها تأثيرا ويرجع ذلك إلى اتساع قاعدتها التنظيمية وحجم عضويتها، فضلا عن اختيارها لمنطقة الصعيد، مركزا رئيسيا لبناء تنظيمها وتجنيد أنصارها وممارسة نشاطها. وقد وفر لها ذلك بيئة سياسية واجتماعية وأمنية ملائمة لتدعيم ذاتها قبل الانطلاق إلى العاصمة.

وتتخذ هذه الجماعات منالمناطق الحضرية العشوائية فى العاصمة مراكز أساسية لممارسة النشاط ، وكانت مسئولة عن أغلب حوادث العنف التى وقعت طوال عقد الثمانينيات واستمرت حتى أوائل التسعينيات من الجماعات التى خرجت منها مجموعة بني سويف التى عرفت باسم صاحبها أحمد يوسف.

أما تنظيم الجهاد المسئول عن حادث اغتيال الرئيس السادات فى 1981،فهو من أكثر التنظيمات الاسلامية التى تولدت عنها العديد من الجماعات الأخيرة تحت مسميات مختلفة مثل : الواثقون من النصر الخلافة، الحركيون، القصاص الاسلامى، طلائع الفتح، وأحدالأسباب الرئيسية وراء ذلك هىالضربة الأمنية التى تعرض لها هذا التنظيم بعد اغتيال السادات فى أوائل الثمانينيات ، ومن ثم فإن توالى ظهور ههذ الجماعات يعد مظهرا من مظاهر إعادة التنظيم مرة أخرى.

وقد استمرت جماعة المسلمون أو التكفير والهجرة والتى برزت فى منتصف السبعينيات كإحدى الجماعات الرئيسية التى ساهمت فى توليد جماعات جديدة ورغم طابعها شديد الانعزالية،إلاأن تأثيرها الفكرى ظل كبيرا ،حيث تولدت عنها أكثر من جماعة فى الثمانينيات وأوائل التسعينيات من ذلك جماعات: التوقف والتبيين، الناجون منالنار ، الشوقيون نسبة إلى مؤسسها شوقى الشيخ وجماعة طه السماوى.

أما السبب الثالث للانشقاق والخاص بمسألة القيادة فهو الأكثر شيوعا، ويفسر كثيرا من حالات الانشقاق التى يعقبها تكوين مجموعات جديدة تنسب أسماؤها فى الغالب إلى أصحابها ويزيد من هذ الظاهرة طبيعة العلاقة بين رئيس الجماعة أو الأمير وباقى اعضائها، فهذه لعلاقة تقوم على الطاعة المطلقة للأمير، مما يجعل من عمليات الانشقاق إحدى الوسائل الأساسية لحسم الخلافات التى قد تنشب بين الأعضاء وأمير الجماعة.

حيث تقع أعمارهم فى الغالب فيما بين 18 – 35 عاما ، وههذ المرحلة العمرية مثلما تساعد على زيادة التم على المجتمع، فإنها تجعل من مسالأة الطاعة المطلقة للأمير أمرا صعبا على المدى الطويل.

ورغم أن ظاهرة الانشقاقات داخل الحركة الاسلامية قد تمثل أحد مؤشرات الضعف الداخلى للحركة، إلا أنها فى المقابل تجعل مسألة السيطرة على هذه الجماعات أمرا شديد التعقيد، كما تحد من فعالية مواجهتها بالاعتماد على السياسة الأمنية حيث يزداد طابع السرية والتشعب، بالاضافة على أن أغلب حالات الانشقاق ارتبط بتبنى أفكار أكثر تشددا.

وتعتبر حوادث العنف التى وقعت فى النصف الأول من التسعينيات واضطلعت بها جماعات صغيرة حديثة التكوين دليلا مؤكدا على ذلك، وربما يعبر هذا الاتجاه فى جزء منه عن بعض تداعايات سياسية المواجهة الأمنية التى أدت فى الغالب إلى توليد المزيد من الجماعات الأكثر عنفا.

واتخذت ظاهرة العنف الذي تقوم به الجماعات الإسلامية اتجاها متصاعدا منذ النصف الثاني من الثمانينيات بعد فترة الهدوء النسبي التي شهدها مطلع هذا العقد ، وقد ارتبطت حالة الهدوء بشدة الإجراءات الأمنية التي تلت حادث اغتيال الرئيس السابق أنور السادات من ناحية، والانفراج السياسي النسبي الذي تميزت به السنوات الأولى لعهد الرئيس مبارك والذي ساهم إلى حين في امتصاص حالة الغضب السياسي العام الذي تفجر في نهاية عهد السادات ، من ناحية أخرى.

إلا أن عودة الظاهرة وبروزها على السطح مرة أخرى كشف عن استمرار أسبابها السياسة والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الكامنة في المجتمع والتي شكلت أرضا ملائمة لتزايدها، التي لم تكن السياسية الأمنية أو المصالحات السياسية الجزئية مع بعض فصائل المعارضة السياسية والإسلامية ممثلة في الإخوان المسلمين ،قادرة وحدها على معالجة أو التقليص من وحدتها وخطورتها على عملية التطور الديمقراطي والاستقرار السياسي في البلاد.

وتتخذ ظاهرة العنف السياسي بوجه عام أشكالا عدة تتراوح بين المظاهرات، وأحداث الشغب، والتمرد، والإضراب انتهاء بالاغتيالات أو محاولات الاغتيال والانقلابات أو محاولات الانقلابات وتحمل هذه الأشكال درجات ومستويات مختلفة من العنف السياسي .

فالمظاهرة هي تجمع من الموطنين قد ينتمون إلى فئة اجتماعية معينة أو عدة فئات ، وغالبا ما تكون منظمة ويفترض فيها عدم العنف، والهدف منها إعلان الاحتجاج ضد النظام برمته أو ضد السياسية أو قرار سياسي بعينه وإن كانت المظاهرات في بلدان العالم الثالث، لا تخلو في كثير من الأحيان ، من أعمال العنف.

وبعد سنوات من الهدوء النسبي عادت هذه الأداة لتحتل أولوية في أعمال العنف التي تقوم بها هذه الجماعات ، وظهر ذلك من النصف الثاني من الثمانينيات حيث شهد عاد 1987 ثلاث محاولات للاغتيال استهدفت بعض الشخصيات السياسية (وزيري الداخلية السابقين حسن أبو باشا والنبوي إسماعيل)

والشخصيات العامة (مكرم محمد أحمد رئيس تحرير مجلة المصور) وتمت هذه المحاولات على يد جماعة تدعى جماعة التوقف والتبيين وهى إحدى الجماعات التي انشقت عن جماعة المسلمون أو التكفير والهجرة وهى الجماعة التي قامت بقتل الشيخ حسن الذهبي عام 1977.

وفى عام 1989 وقعت محاولة اغتيال أخرى ضد وزير الداخلية السابق زكى بدر وقامت بها الجماعة الإسلامية وقد عكس الأسلوب والأدوات التي تمت بها هذه المحاولة درجة أعلى من التدريب الفني لهذه الجماعات؛

حيث تم الاعتماد على وسائل وأسلحة حديثة في تنفيذ هذه العملية بعكس الحوادث السابقة، وكانت هذه المحاولة بداية لسلسة من حوادث الاغتيال أو محاولات الاغتيال التي تمت بنفس الأسلوب تقريبا.وشهدت الأعوام الأولى من التسعينيات تصعيدا ملحوظا في الاغتيالات ومحولات الاغتيال التي قامت بها الجماعات الإسلامية .

وقد استهدفت تلك المحاولات الشخصيات السياسة والعامة وكبار رجال الأمن ، على نحو يفوق ما شهده عقد الثمانينيات ، حيث اتخذت شكلا متتاليا وكثفا وبدأت تلك الحوادث باغتيال رئيس مجلس الشعب الدكتور رفعت المحجوب في أكتوبر 1990 على يد الجماعة الإسلامية وتوالت خلال ذلك الأحداث فتم اغتيال الكاتب فرج فودة في 1992 على يد الجماعة السلامية

وكان فودة قد اشترك في أول مناظرة علني بين أنصار الدولة الدينية والدولة المدنية، نظمتها الهيئة المصرية العامة للكتاب وأقيمت في معرض القاهرة الدولي للكتاب قبل شهور من اغتياله، وكان لهذه الواقعة بالتحديد دلالة خطيرة باعتبارها سابقة في ممارسة العنف المؤدى المباشر ضد أصحاب الرأي والفكر؛

باستثناء محاولة الاغتيال الفاشلة ضد رئيس تحرير مجلة المصور التي تمت في 1987، وعكست هذه الواقعة أيضا اتجاه الجماعات الإسلامية لتوسيع مجالات المواجهة، بحيث لم تعد قاصرة على الرموز السياسية للنظام أو رجال الدولة.

وشهد العام التالي 1993 تكثيفا في محاولات الاغتيالات السياسية ضد أعضاء الحكومة، حيث وقعت ثلاث محاولات خلال ذلك العام استهدفت كلا من وزيري الإعلام السيد صفوت الشريف في أبريل 1993، والداخلية اللواء حسن الألفي في أغسطس 1993، ورئيس الوزراء السيد عاطف صدقي في ديسمبر من نفس العام.

كما شهدت الأعوام تصعيدا في محاولات الاغتيال الموجهة ضد مسئولين كبار في جهاز الأمن. وتكشف المقارنة بين عقدي الثمانينيات والتسعينيات أو منحنى الاغتيالات بدأ عاليا في مطلع الثمانينيات باغتيال رئيس الدولة؛

ثم اتجه للهبوط فى النصف الأول للثمانينيات ،ولكن بدأ في الصعود مرة أخرى منذ النصف الثاني من نفس العقد وحتى نهايته ، ثم اتخذ شكلا تصاعديا منذ بداية عقد التسعينيات ، وهى ظاهرة تعد جديدة على الحياة السياسية المصرية أخذا في الاعتبار نسبة تكرارية هذه الحوادث .

وبدأت حالات العنف الاجتماعي والاعتداء على حريات الأفراد تبرز منذ منتصف الثمانينيات مع تزايد عدد الجماعات الإسلامية انتشارها على نطاق أوسع مما عرفه عقد السبعينيات الذي شهد ظهور أولى هذه الجماعات في 1974، وتراوحت هذه الحوادث بين اقتحام المنازل والاعتداء على أصحابها بدعوى استغلالها في أعمال منافية للآداب والاعتداء على أصحاب ومحلات بيع الخمور، وتحطيم نوادي الفيديو؛

والاعتداء على الفرق الفنية، ومنع الأهالي في بعض الأحياء من إقامة أية حفلات اجتماعية، ومهاجمة النساء لإجبارهن على الالتزام بزى معين، والاعتداء على الأضرحة ومهاجمة الموالد، وهى الطقوس التي تدخل في إطار التدين الشعبي.. وغيرها من الحوادث التي تدخل مباشرة في إطار انتهاك الحريات الشخصية.

وفى نفس الاتجاه، تأتى حوادث العنف الطائفي ممثلة في الاعتداء على الأقباط سواء في الأرواح أو الممتلكات أو الكنائس، وقد اتخذت هذه الحوادث شكلا متصاعدا متكررا خاصة في صعيد مصر حيث يزداد وجود الأقباط. (1)

يوميات العنف والإرهاب

شهد عهد مبارك وخاصة فى التسعينيات عدد من أحداث العنف أو التفجيرات من أهمها:

  1. جماعة الجهاد قامت بإغتيال الكثير من الجنود وضباط الشرطة والأهالى ولم يعرف أحداً ماذا تم بشأن المتهمون الذين قبض عليهم فى القضية 62 لسنة 1982
  2. محاولة إغتيال مبارك فى أديس أبابا فى 26/ 6/ 1995
  3. محاولة أغتيال د. عاطف صدقى رئيس الوزراء فى 23/ 11/ 1993 وقد حاولت العصابات الإسلامية نسف عربته وهو بداخلها ويقال أن المحكمة العسكرية قد أصدرت أحكام متنوعة على المتهمين يتاريخ 17/ 3/ 1994
  4. محاولة أغتيال السيد صفوت الشريف وزير الإعلام فى 1993وحاولت العصابات الإسلامية نسف عربته أيضاً وهو بداخلها ويقال أن المتهمون حوكموا فى محكمة عسكرية فى القضية رقم 11 لسنة 1993
  5. أغتيال ومحاولة رجال الصحافة منهم مكرم أحمد والكاتب فرج فودة والأديب نجيب محفوظ
  6. تم أغتيال الكثير من كبار قيادات رجال الشرطة ولم يعلن عن أسماؤهم
  7. محاولة أغتيال وزراء الداخلية فى وزارات مختلفة:اللواء حسن أبو باشا 1986 ... اللواء زكى يدر 1990 ... اللواء النبوى أسماعيل 1991 ... اللواء عبد الحليم موسى 1992 ... اللواء حسن الألفى 1993
  8. الإعتداء على السياح وضيوف مصر الأجانب خلال عام 1993 بضرب البواخر والأتوبيسات السياحية ويقال ان المتهمون حوكموا أمام محكمة عسكرية عليا فى القضية 12 لسنة 1995
  9. بعض من العائدين من السودان يحاولون قلب نظام الحكم فى مصر وحوكم المتهمين فى محكمة عسكرية عليا فى القضية رقم 5 لسنة 1993
  10. تفجير البنوك وسرقة خزائنها ويقال أن المتهمون الإسلاميون حوكموا أمام محكمة عسكرية عليا فى القضية 5 لسنة 1995
  11. قيام العصابات الإسلامية بألقاء قنابل وتفجير عبوات ناسفة فى جهة كرداسة بإمبابة خلال عام 1997 وقبض على المتهمون ويقال ان عددهم كان 55 شخصاً
  12. قيام العصابات الإسلامية بنسف الأتوبيس السياحى بميدان التحرير بتاريخ 18/ 10/ 1997
  13. إغتيال ومحاولة إغتيال 45 شخصاً من الشرطة وأيضاً من الشخصيات الهامة والعامة من الذين يعملون فى مناصب حساسة فى الدولة وذلك فى سنة 1997
  14. القبض على جماعة أسلامية شكلت بهدف قلب نظام الحكم فى سنة 1997 وقد تم القبض على 65 شخصاً
  15. تم القبض على 16 سخصاً فى سنة 1998 بتهمة أحياء جماعة الجهاد الإسلامية المحظور نشاطها وقدموا إلى محكمة عسكرية فى القضية رقم 8 لسنة 1998 عسكرية عليا
  16. فى صباح 17/ 11/ 1997 هاجمت العصابات الأسلامية أتوبيس سياحى عند معبد حتشبسوت بالأقصر وأطلقوا النارعلى السياح الأجانب الأبرياء من أسلحتهم الأوتوماتيكية فقتلوا معظم ركاب الأتوبيس وقد قامت قوات الأمن المصاحبة بمطاردتهم ويقال أنها قتلتهم جميعاً

العمليات الإرهابية التى تمت خارج مصر:

  1. تفجير المركز التجارى فى نييورك سنة 1993
  2. أغتيال الدبلوماسى المصرى علاء نظمى وذلك بالسفارة المصرية فى جينيف
  3. تفجير السفارة المصرية فى باكستان 1995
  4. محاولة تفحير السفارة المصرية فى صوفيا ببلغاريا سنة 1996م

موقف الإخوان من أحداث العنف

يشهد التاريخ أن الحركة الإسلامية في مصر متمثلة في جماعة الإخوان المسلمين قد لعبت دورا بارزا في مواجهة أحداث العنف والتطرف ليس فقط في الآونة الأخيرة وإنما منذ بدأت صيحات التكفير تنطلق داخل السجون والمعتقلات، وهو الأمر الذي جسده كتاب المرشد العام الأستاذ حسن الهضيبي (دعاة لا قضاة) الذي يعد وثيقة تاريخية إسلامية تحسب في ميزان الحركة الإسلامية.

كما أن الجماعة لم تفتأ في الدعوة إلى الحوار ونبذ العنف والإرهاب وفتح القنوات الشرعية مع النظام وذلك عبر البيانات المختلفة التي أصدرتها أو من خلال اللقاءات والمؤتمرات والأحاديث الصحفية التي شارك فيها رموزها، كما كان لقيادات الإخوان دور واضح فى مواجهة الفكر التكفيرى داخل السجون وخارجه وقد استخدم نظام مبارك ومن قبله السادات قيادات الإخوان لمواجهة قضايا العنف والتكفير.

فيقول د. عبد المنعم أبو الفتوح:

كان أول المفرج عنهم من الإخوان المتحفظ عليهم الأستاذ عمر التلمساني والأخ جابر رزق في يناير 1982 في حين بقينا نحن إلى نهاية العام تقريبا، وكان الرئيس مبارك قد تولى الحكم وقام باستقبال كل القوى السياسية في البلاد ولكنه رفض أن يدعو الأستاذ عمر التلمساني لهذا اللقاء... وكان ذلك مؤشرا سلبيًا أكّد لنا أن الدولة لن تتعامل معنا مستقبلا بطريقة جيدة.
وأثناء الاعتقال بدأت الدولة فكرة الحوار مع الشباب الإسلامي المؤمن بالعنف، فكانت تستدعي عددا من العلماء ورجال الأزهر للحوار مع الشباب المعتقلين المتهمين بالانتماء لتنظيمات مسلحة، وأعدت الحكومة جدول محاضرات لهذه الحوارات، لكن معظم هؤلاء العلماء كانوا يسيئون كثيرًا في حديثهم وكانوا رسميين يمثلون وجهة نظر السلطة، ولم يكن له أدنى قبول عند الشباب المعتقل بل كانوا منفرين لهم!.
ومع ظهور سلبية هذه الحوارات ونتائجها العكسية اتصل وزير الداخلية بالأستاذ عمر التلمساني معاتبا بأنه ليس له دور في إصلاح عقول هؤلاء الشباب، فرد عليه الأستاذ عمر مؤكدا أنه على استعداد أن يذهب لهؤلاء الشباب في المعتقل ويتحدث معهم ويحاورهم في قضية العنف...
وبالفعل جاء الأستاذ عمر إلى ليمان طرة محاضرًا، والتقى بالشباب من الاتجاهات الإسلامية المختلفة، وكان له أثر كبير فيهم حيث لم يكونوا ينظرون إليه كعالم سلطة أو من المحسوبين عليها خاصة أنه قد سبقهم إلى الاعتقال!.
ورغم تأثيره الكبير في الشباب وربما بسببه أوقفت السلطة زيارة الأستاذ عمر ولقاءاته، ربما خشية أن ينضم هؤلاء الشباب إلى الإخوان، وكانت هذا آخر مرة يلتقي فيها الأستاذ عمر بالمعتقلين من الشباب. (2)

والثابت تاريخياً أنه لم يثبت أى اتهام للإخوان بأى أعمال عنف فى عهد مبارك بالرغم من حجم الاضطهادات التى عانوها خلال هذا العهد،فقد أعلن الإخوان المسلمون مرات عديدة خلال السنوات الماضية أنهم يخوضون الحياة السياسية ملتزمين بالوسائل الشرعية والأساليب السلمية وحدها ورفضهم لأساليب العنف والقسر وجميع صور العمل الانقلابي الذي يمزق وحدة الأمة؛

والذي قد يتيح لأصحابه فرصة القفز على الحقائق السياسية والمجتمعية ولكنه لا يتيح لهم أبدا فرصة التوافق مع الإرادة الحرة لجماهير الأمة كما أنه يمثل شرخا هائلا في جدار الاستقرار السياسي وانقضاضا غير مقبول على الشرعية الحقيقية في المجتمع

وإذا كان جو الكبت والقلق والاضطراب الذي يسيطر على الأمة قد ورط فريقا من أبنائها في ممارسة إرهابية روعت الأبرياء وهزت أمن البلاد وهددت مسيرتها الاقتصادية والسياسية فان الإخوان المسلمين أعلنوا في غير تردد ولا مداراة أنهم أبرياء من شتى أشكال ومصادر العنف مستنكرين شتى أشكال ومصادر الإرهاب وان الذين يسفكون الدم الحرام أو يعينون على سفكه شركاء في الإثم واقعون في المعصية وأنهم مطالبون في حزم وبغير إبطاء أن يفيئوا إلى الحق فان المسلم من سلم الناس من لسانه ويده .

وبالرغم من حالة العداء بين الإخوان ومبارك فقد صرح الرئيس المصري محمد حسني مبارك لجريدة (اللوموند) الفرنسية اثناء زيارته لفرنسا سنة 1993 ، بتصريح نشرته الصحف المصرية وفي مقدمتها جريدة الاهرام بتاريخ 1 تشرين الثاني 1993

قال فيه:

"إن هناك حركة اسلامية في مصر تفضل النضال السياسي على العنف وقد دخلت هذه الحركة في بعض المؤسسات الاجتماعية واستطاعت النجاح في انتخابات النقابات المهنية مثل الاطباء والمهندسين والمحاميين" وكان يقصد بها جماعة الإخوان المسلمين . واكد وزير الخارجية المصري في جريدة الاهرام في 14 نيسان 1994 "أن الإخوان المسلمين لا يرتكب افرادها اعمال عنف" (3)

وقد أظهر الإخوان المسلمون في العقود الاخيرة موقفهم من العنف في صراحة في بيانات رسمية معلنة ومنشورة يدينون فيها العنف ويستنكرونه ويرفضونه بكل اشكاله وصوره، وايا كانت مصادره وبواعثه. (4)

وهناك العديد من التصريحات التى تتناول موقف الإخوان من العنف وإستنكارهم

ويقول الأستاذ عمر التلمساني:

(ولسنا نهدف إلى عنف، بدليل انه في الخطاب الأخير للرئيس الراحل المرحوم أنور السادات، قال: أنا أعرف عمر رجل سلام، ومعنى هذا أننا ندعو إلى السلام علانية وفي الخفاء). (5)

ويقول أيضا:

(نحن لا نركب الموجات وما تركنا موقفا من المواقف التي تدعو إلى استنكار العنف وشغب الجماعات إلا ووقفنا بجانبه). (6)

ويقول أيضا:

(أنا أعارض فكر العنف في مواقفي كلها وكتاباتي كلها، انا استنكرت واستنكر بكل قوة العنف أو القتل أو الاغتيال، وأنا قد اتهمت من الجماعات الإسلامية بموالاة الحكم القائم، ولم أهتم بهذا الاتهام) (7)

ويقول أيضا:

(نحن لا ننكر على الشباب اتجاهه الديني، بل نحن نحضه على هذا الاتجاه ولكننا ننكر العنف بأي صورة من صوره). (8)

ويقول أيضا:

(إذا أسس أحدهم جماعة وأصبح أميرها فهذا شيء ينبغي أن نفرح به، ونأخذه بالأسلوب الإسلامي الذي يقره الشرع، ولكن أن تتكون الجماعة بهدف العنف، فهذا ما ننكره ولا نرضى عنه ولا نقره، ولا نقبل به بأي صورة من الصور). (9)

ويقول أيضا عن اغتيال السادات:

(أما ان نهايته جاءت على يد الإخوان المسلمين، أظن إن هذا حرام، بعد أن قرر رئيس الجمهورية الحالي أن الإخوان المسلمين أبعد ما يكونون، ولا علاقة لهم بهذا الاغتيال، إذن فنحن الإخوان المسلمون لا علاقة لنا، ولم تكن نهاية السادات على أيدينا، والشباب الذي نتكلم عنه وعن انحرافه في فهم الإسلام وعن أخذه بهذه الأساليب، نحن ننكر أن يكون في الإسلام عنف، والإخوان المسلمون ليس لهم شأن فيما حدث أبدا). (10)

ويقول التلمساني

" المعتقد الديني بعيد كل البعد عن هذه الجرائم .. مسألة عثمان بن عفان .. أولا لكي تقول أن عثمان اغتيل يجب أن تقرأ كل ما يدور حول هذه المسألة ، ولا يكفي عبقرية العقاد أو ما كتبه طه حسين ود. طه رغم عظمة أسلوبه الذي لم يجاريه فيه أحد ، أنا كإنسان لم استفد علما من طه حسين استفدت أسلوبا وقراءة وكتابة فقط .
والعقاد كان أغزر علما من طه حسين .. ولدينا الكتب الكثيرة التي تملأ هذه القائمة في التاريخ الإسلامي يمكن الرجوع إليها .. إن مقتل عثمان بن عفان بدأ بفكرة إسلامية ، وليست خارجة عن الإسلام .
والذين هاجموه قالوا أن عثمان حابي أهله ، وأركبهم علي رءوس المسلمين . كما قالوا أنه بدل وغير وهذا عن جهلهم هو وليس عن جهل أمير المؤمنين . لقد قال عثمان أن الرسول صلي الله عليه وسلم قصر الصلاة في الحج ، لكن عثمان لم يقصر وصلي "4" ركعات في الظهر ومثلها في العصر وعبد الله بن مسعود حين قالوا له مستنكرين : أنت تأخذ بسنة رسول الله في القصر .. وتصلي وراء عثمان أربعة لماذا ؟! قال خشيت أن أقول أنني أخالف أمير المؤمنين .
في مثل هذا .. أبو بكر كان يري المسائل وعمر وعثمان يخالفونه ولكنهما ينفذان رأيه فالمسائل لم تصل إلي حد الخلاف العميق بينهم ، ولكن كان هناك اختلاف في وجهات النظر وهناك ناس قالوا علي عثمان كذا وكذا .. وقتلوه .
لم يقتلوه لمخالفته للعقيدة أو الشرع الإسلامي وإنما لتصورهم الخاطئ ، كما أن الخوارج لم يخرجوا بسبب خطأ وقع فيه علي وإنما خرجوا لتصوراتهم الخاطئة ليس لنا أن نحمل الفكر الإسلامي أخطاء بعض الأفراد فقد نتجنى علي الحقيقة .. وهذا عيب في تصرف فردي ولا يجب أن نحمله للفكر الإسلامي كله ..

ويضيف التلمساني:

أهم أسباب انحراف الشباب إلي العنف هو التعذيب الذي لاقوه أيام السجن وهو شيء ليس بقليل ناحية أخري أن مظاهر المجتمع كله في نظر أي مسلم مظاهر يري الشباب أن تعاليم دينه تقضي بأوضاع معينة ويري أن هذه الأوضاع لا تتبع ، خاصة في دولة يقول دستورها أن دينها الرسمي هو الإسلام وأن الشريعة المصدر الرئيسي للتقنين .. قطعا الشباب يتأثر ويفكر طويلا:هل هذا العمل ينطبق مع ما يقال . أنها دولة إسلامية أم لا ؟. (11)

ويقول أيضا:

(أيها الإخوة سمعتموني أكثر من مرة أتحدث إليكم، لا أتحدث إلا في السلام وفي الأمن وفي الاستقرار وفي عدم التظاهر وعدم التخريب وعدم المصادمات). (12)

ويقول أيضا:

(الدعاة إلى الله دعاة سلم وأمان ولا أتصور أن شابا يدعو الله، وقد تمكنت الدعوة من قلبه تماما ثم يدمر ويخرب أو أن يضرب أو ان يعنف). (13)

أما محمد حامد أبو النصر فيقول إجابة على سؤال حول ظاهرة العنف: (العنف عموما لا نوافق عليه). (14)

وكانت هناك العديد من المواقف التى تثبت موقف الإخوان الحقيقى من العنف كبعد عملى وسنكتفى هنا بنموذج الهجوم على وزير الداخلية "حسن أبي باشا" فقد استنكرت قيادات الإخوان في الداخل والخارج الهجوم على حسن أبي باشا، رغم الصفحات التي سودوها عنه في كتبهم عن التعذيب في عهد عبد الناصر.

فعقب الهجوم عليه أصدر الإخوان المسلمون بيانا نشرته "مجلة المجتمع": (الإخوان يستنكرون الحادث:

وقد أصدر الإخوان المسلمون بيانا أعلنوا فيه استنكارهم للعنف طريقا للتعامل بين أبناء الوطن الواحد حكاما ومحكومين... وقال البيان؛
"إن العنف لا يولد إلا عنفا، وإن الحوار بالحكمة والموعظة الحسنة لهو سبيل الإسلام كما جاء بذلك صريح القرآن... كما يدعو الإخوان المسلمون ذوي الشأن وحملة الأقلام، أن يكبحوا جماح النفس، وان ينتظروا ما يسفر عنه التحقيق في مثل هذه الأمور، وألا يعلقوا كل ما يحدث على شجب الجماعات الإسلامية، فرب "ملتح" لا صلة له بالإسلام وإنما يبغي الفتنة...".
ودعا البيان جميع المواطنين أن يحكموا العقل والتروي في مثل هذه الأمور حتى لا نصل إلى ما لا يحمد عقباه من الفوضى والتربص، وكفى الله مصر شر هذا المصير.
وكان عدد من نواب الإخوان في البرلمان قد أرسلوا برقيات للواء أبو باشا في المستشفي نظرا لمنع الزيارة له يعلنون فيها رفضهم لاسلوب الحوار بالرصاص، ويتمنون له الشفاء، معربين أن أي خلاف بينهم وبينه لا يمكن أن يصل إلى هذا الحد، ولكنه موكول إلى الله أولا ثم إلى القضاء العادل ليرد المظالم إلى أهلها...". (15)

وقال حسن الجمل أحد قيادات الإخوان وعضو مجلس الشعب لمجلة "المجلة":

(هذا الحادث مفتعل كحادث الأمن المركزي في العام الماضي الذي استقال بسببه وزير الداخلية السابق أحمد رشدي، وأن أصابع خفية تلعب وراء هذه الأحداث؛
ولا أعتقد أن من فعل هذا الحادث مهما كانت دوافعه انسان عاقل، وما نشر عن ان من ارتكب الحادث هما مسلمان ملتحيان محاولات ينسبونها إلى التيار الإسلامي، وهو منها بريء، لانه ليس هناك مسلم يؤيد مثل هذه الجريمة النكراء، وما حدث للواء حسن أبو باشا جريمة يرفضها الإسلام وكل مسلم، بل ويدينها).
وتسأله؛ هل هناك ثأر بين حسن أبو باشا والتيار المتطرف بسبب مواقفه المتشددة تجاه بعض الجماعات الإسلامية ذات النشاط المتصاعد؟

فيقول:

(إن الحكومة تخلط بين التيار الإسلامي ممثلا في الإخوان المسلمين وبين بعض الجماعات الأخرى وتعتبرهم اتجاها واحدا، وفي كل الأحوال؛ فأنا استبعد حتى عن الجماعات الإسلامية فعل هذا الحادث وأظنها محاولات لضرب التيار الإسلامي، مثلها مثل محاولة اثارة فتنة طائفية في الأيام الماضية وقبيل الانتخابات).

ويقول عصام العريان:

(إن هذا الحادث غريب على مصر وعلى طبيعة الشعب المصري، وفي ظني أن اللواء حسن أبو باشا ليس أول ولا أخر من سيوجه اليهم الاتهام باساءة استخدام سلطاتهم حتى يبرر مثل هذا الحادث، وأنه حادث غير مقبول مهما قيل من أنه تصفية حسابات أو معالجة لمواقف سابقة، وهي جريمة نكراء، لايستطيع أي منصف أن يلتمس لها مبررا أو يدافع عنها ورغم أنها جريمة لها توصيفها القانوني فليأخذ القانون مجراه وليلق فاعلوها العقاب الذي يستحقونه؛
وأري ان هذا الحادث ستكشف اسراره الأيام المقبلة، ولكن قيل أن مرتكبيه ملتحيان ويرتديان جلابيب، ولهذا اتساءل؛ كيف يفعلون هذا وهل من يرتكب هذا الحادث بمثل هذه الأوصاف قادر على فعله أم لا بد أن يحلق ذقنه أولا ويغير ملابسه حتى لا توجه إليه الاتهامات؟
وحين قتل التيار المتطرف الرئيس الراحل أنور السادات قتلوه بعد حلق لحيتهم وكانوا مرتدين الزي العسكري، ولهذا اتوقع أن تكشف الأيام المقبلة أسرار هذا الحادث). (16)

أما المستشار مأمون الهضيبي فيقول:

(إننا نجدد ما أعلناه حين تم الاعتداء على اللواء أبو باشا من استنكار لهذا الأسلوب وإدانته، ولا نقبله على الإطلاق، وفي نفس الوقت أيضا لا نقبل الإرهاب الحكومي، فإرهاب الأفراد مهما بلغت خطورته لا يمكن إطلاقا أن يساوي شيئا إلى جانب الإرهاب الحكومي). (17)

كما أدانت الجماعة حادث الإعتداء على "باص" السياح الأسبان ففى 29/8/1994 ذكرت جريدة "الحياة" أن الإخوان المسلمين دانوا الهجوم على "باص" السياح الأسبان فى الصعيد يوم الجمعة الموافق26/8/1994 الذى أسفر عن مقتل أسبانى وجرح ثلاثة، بينهم مرشدة سياحية مصرية.

وقال المستشار المأمون الهضيبى لـ"الحياة" إن موقف الإخوان من العنف لن يتغير، مؤكداً أن السياح الأجانب يدخلون إلى مصر بعهد أمان على جميع أفراد المجتمع مؤيدين ومعارضين احترامه..

وتابع الهضيبي:

هؤلاء السياح لم يرتكبوا جريمة كى يتعرضوا للقتل ومواجهة طلقات الرصاص، ومن غير المقبول شرعاً أو قانوناً الإعتداء عليهم، وإذا كنا نعترض على بعض تصرفات الحكومة فإن هذا لايعنى مساندة الإرهاب لبعض الأفراد والجماعات. (18)

هذا وقد أصدرت الجماعة فى 1998 كتاباً من جزءين تحت عنوان "قضية الإرهاب الرؤية والعلاج" طرحت فيها الجماعة رؤيتها لعلاج تلك القضية التى عانت منها مصر لعدة عقود (19) وقد تناول الكاتب الرؤية الاسلامية الصحيحة لظاهرة الإرهاب وكيفية معالجتها.

كما كان للجماعة العديد من البيانات التى تنتقد فيها عمليات العنف والارهاب ونكتفى هنا بثلاثة بيانات أصدرتها الجماعة عبر فترات مختلفة تبرز فيها موقفها كحركة إسلامية مستنيرة من بعض القضايا التي تتعلق بالعنف والإرهاب.

بيان من الإخوان المسلمين بخصوص حوادث العنف والإرهاب

"في 15 ديسمبر 1992"

إننا لا نقر العنف أيا كان مصدره وأيا كانت صورته، كما لا نقبل بل ونستنكر الإرهاب بجميع أشكاله، وأن الأجنبي الذي يأتي لبلادنا سائحا كان أو غير سائح هو مستأمن لا يجوز المساس بأمنه وطمأنينته وإن ما حدث من عدوان على بعض السائحين وإرهاب لهم.. بغي لا يقبل شرعا ولا عقلا ولا إنسانية.

ومن ثم أصدرنا هذا البيان الممنهج الصادق لنا والعقيدة التي لا نحيد عنها أبدا، والمسلك الذي التزمنا به بدقة، وأثبتت كل التحقيقات التي أجريت في القضايا التي حدثت في الأشهر الأخيرة بل وعلى مدى عشرين سنة مضت دقة التزامنا به.

إن العنف والإرهاب خروج عن الشرعية وعن الفهم الإسلامي الصحيح، ولا يؤديان إلا إلى اشتداد التوتر والضعف باستقرار الأمة وأمنها ولدخولها في دوامات من الاضطرابات والبلبلة لا تكسب من ورائها شيئا، بل تعوق حركة تطورها إلى الأفضل كما تعوق مسيرة الدعوة الإسلامية.

إن دعوتنا مستمرة بإذن الله، ملتزمين فيها بقول الحق تبارك وتعالى:(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) وفي هذا الفلاح والنجاح بعون الله وهو سبحانه يقول الحق ويهدي إلى سواء السبيل.

المرشد العام للإخوان المسلمين

بيان من الإخوان المسلمين بخصوص التفجيرات المتتالية للعبوات والقنابل في مصر

"في 19 /6 / 1993"
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد.

فإن الإخوان المسلمين الذين أكدوا ويؤكدون على الأمن والأمان للوطن ولكل مواطن واستنكروا ويستنكرون العنف أيا كان شكله وأيا كان مصدره، وعاهدوا ويعاهدون الله على العمل الدؤوب لصالح هذا البلد وأمنه واستقراره، ووحدة صفوفه..

ليستنكرون الجريمة البشعة التي وقعت في شارع شبرا وبتفجير قنبلة موقوته وسط الجماهير الآمنة فأودت بحياة الأبرياء، وأصابت الأبرياء، دون ذنب أو جريرة.

والإخوان المسلمون وقد هزهم الحادث المروع ليطالبون الحكومة بسرعة الكشف عن مرتكبيه، وسرعة الوصول إلى الجهة التي تعددت تفجيراتها المشابهة وسط الآمنين الأبرياء.. ويناشدون شعب مصر الأبي أن يقف صفا واحدا في وجه شتى أشكال ومصادر العنف. مواصلا السعي والعمل من أجل إحلال الأمن والأمان والحرية والاستقرار لتشمل أجواؤها كل ربوع هذا البلد الطيب.

نسأل الله أن يحفظ مصر وشعبها ويجعلها وسائر بلاد العرب والمسلمين... الآمنة المطمئنة، العزيزة القوية.

الإخوان المسلمون

بيان من الإخوان المسلمين حول محاولة اغتيال الدكتور عاطف صدقي رئيس مجلس الوزراء المصري

" في 26/11/1993 "

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومن والاه.. وبعد فإن الإخوان المسلمين تلقوا بكل أسف نبأ محاولة اغتيال الدكتور عاطف صدقي رئيس مجلس الوزراء، وذلك بواسطة قنبلة تم تفجيرها بميدان عام، وأودت بحياة أشخاص آخرين، وإصابة العديد من الناس من بينهم صبية وأطفال

كما أدت إلى ترويع الآمنين، خاصة وقد وقع الحادث إلى جوار مدرستين تكتظان بالتلاميذ الصغار.وهذا عمل إجرامي لا يمكن أن يجيزه شرع أو قانون أو عقل أو حتى مجرد الشعور بالإنسانية.

ونحن نؤكد ما سبق تقريره في مرات سابقة من أننا نرفض هذا الإجرام.. وندينه بكل شدة .. وندعو كل الأمة للتكاتف والوقوف صفا واحدا في مواجهته..

محمد حامد أبو النصر
المرشد العام للإخوان المسلمين(20)

بيان من الإخوان المسلمين حول حادث الأقصر 1997

إن الإخوان المسلمين الذين يلتزمون ويدعون إلى الإلتزام بما جاء فى كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من صون وحماية للأرواحن وصون وحماية لأمن الناس، واحترام وصيانة ورعاية لمصالح البلاد والعباد، والذين استكروا ويستنكرون العنف والإرهاب بكافة أشكالهما ومستوياتهما

ومن كافة مصادرهما وجهاتها، يستنكرون الحادث الإجرامى البشع الذى راح ضحيته مجموعة من السائحين الذين وفدوا إلى مصر للسياحة، وكفل لهم الشرع حق واجب الأمن وصون الأرواح وهم وسط ديارنا، ويرون أنه يمثل خروجاً على شرع الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وانتهاكاً لحق الحياة وحق الأمن اللذين وهبهماالله لعباده، ونص على أبعاد ومعالم ذلك فى كتابه

كما أنهم يهيبن بكافة قوى الشعب ومؤسساته الشعبية والرسمية أن تتكاتف فى التقاء يجسد روح التعاون المأمول من أجل مواجهة حاسمة، تجتث كافة جذور العنف والإرهاب وترسى وتدعم معالم وجذور الأمن والحرية فى ربوع ديارنا الحبيبة " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"

الإخوان المسلمون القاهرة
18 من رجب 1418هـ 18 من نوفمبر 1997

المصادر

  1. الدولة والحركات الإسلامية المعارضة بين المهادنة والمواجهة فى عهدى السادات ومبارك، هالة مصطفى، كتاب المحروسة، 377-390
  2. عبد المنعم أبو الفتوح،شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية فى مصر،1970-1984، دار الشروق، ص124
  3. يوسف القرضاوي:الإخوان المسلمون 70 عاما فى الدعوة والتربية والجهاد ، مكتبة وهبه، ص281
  4. المصدر السابق، ص278 .
  5. مجلة المصور، عدد: 2989، 22/1/1982.
  6. المصور، عدد: 2989، 22/1/1982.
  7. مجلة المصور، عدد: 2989، 22/1/1982.
  8. مجلة المصور، عدد: 2989، ، 22/1/1982.
  9. مجلة المصور، عدد: 2989، ، 22/1/1982.
  10. مجلة المصور، عدد: 2989، ، 22/1/1982.
  11. عمر التلمسانى فى حوار للمصور منشور على موقع إخوان ويكي
  12. مجلة الأطباء: السنة 31، عدد: 98، أغسطس/86، ص: 33-34.
  13. مجلة الأطباء: السنة 31، عدد: 98، أغسطس/86، ص: 35.
  14. المصور، عدد: 3217، 22/رمضان/1406 هـ، 6/7/86.
  15. مجلة المجتمع: مايو/1987/ص: 28
  16. مجلة المجلة: العدد: 279، 13، 19/5/87، ص: 19.
  17. لواء الإسلام، عدد: 11، السنة 45، غرة رجب 1411، 17/1/91، ص: 26.
  18. جريدة "الحياة" اللندنية،29/8/1994
  19. طالع كتاب "قضية الإرهاب الرؤية والعلاج"، جمعة أمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية،1998
  20. الحركة الإسلامية في مصر من 1928 – إلى 1993 ... رؤية من قرب، د. محمد مورو، نسخة الكترونية منشور على موقع إخوان ويكي