الإخوان المسلمون ونظام مبارك .. افتعال الازمات (محاولة اختراق)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٨:٥٧، ١١ يوليو ٢٠٢٠ بواسطة Lenso90 (نقاش | مساهمات) (حمى "الإخوان المسلمون ونظام مبارك .. افتعال الازمات (محاولة اختراق)" ([تعديل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد) [النقل=السماح للإداريين فقط] (غ...)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان المسلمون ونظام مبارك .. افتعال الازمات (محاولة اختراق)


المقدمة

المعارضة هي مجموعات تختلف مع رؤية الحكومة وتحاول الوصول لرؤية حقيقية تخدم الدولة، وهو أمر متعارف عليه في الدول الديمقراطية حيث يعمل الجميع من أجل الصالح العام وفق دستور وقوانين البلاد، غير أن هذا الأمر في الدول المستبدة لا يوجد بهذه الصورة ودائما المعارضة مضطهدة من قبل النظام إلا المعارضة المستأنسة التي تسير وفق رؤية النظام وأهدافه من أجل مصلحتها أو تحقيق مكسب بسيط لها ولحزبها.

وكانت طريقة نظام مبارك في التعامل مع القوى السياسية المختلفة تفجيرها من الداخل ، نجحت هذه الطريقة في تفتيت قوى اليسار والناصريين ، وفى تفجير حزب العمل واضعاف حزب الوفد ... لكن الامر لم يكن كذلك مع الإخوان المسلمين ! نرصد هنا اهم محاولات السلطة (الناعمة) في محاولة اختراق البيت الإخوانى وافتعال الازمات فيه ونتائجها .ىمن خلال أحداث تولية (المأمون الهضيبى) مهام المرشد العام ، افتعال (ازمة) حول مسودة برنامج حزب الإخوان .. وافتعال (ازمة) اقتراح المرشد العام (محمد عاكف) بتصعيد عصام العريان .

تولية المأمون الهضيبى

فبينما كان المرشد العام مصطفى مشهور (19962002) يرقد في غيبوبة ، بدأ الإعلام الموجه في توجيه سهام النقد للجماعة وقيادتها في محاولة لاحداث شرخ بين أبنائها ..

قذائف إعلامية موجهة

فمع مرض المرشد العام (مصطفى مشهور) الطويل كانت تلك هي اهم المضامين الإعلامية التي انتشرت في ذلك الوقت:

  • (الإخوان مقبلة على أزمة) يقول ضياء رشوان ، ثم يتابع .. (القيادات الحالية تتمتع بالشرعية التاريخية بينما يتمتع جيل الوسط بالشرعية الواقعية وهم اكثر قدرة على استيعاب الأمور) ضياء رشوان
  • (الحل الوحيد لتجاوز الخلافات داخل الإخوان هو الفصل بين منصب المرشد العام للاخوان في العالم ومهام المراقب العام في مصر)
  • (معايير البقاء في المنصب داخل الحكم هي ذاتها التي تنطبق على المعارضة لان أحدا لا يتخلى عن موقعه الا بسبب الوفاة)
  • (الخلافات محسومة داخل الإخوان ، فالجميع باتوا تحت سقف النظام الخاص بالجماعة) نائب مدير مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية وحيد عبد المجيد

والغريبة ان نفس التقرير المشار اليه في المصدر السابق هو بعينه الذى نُشر في الدستور الأردنية ، ولكن بعنوان اخر ..

الحقيقة وراء الخطاب الإعلامى الموجه

عادت نغمة (التيار التجديدى) و (تمكين شباب الإخوان) على لسان الإعلام بمناسبة مرض المرشد العام مصطفى مشهور .. في محاولة لإحداث (ازمة) داخل البيت الإخوانى .. فقبيل وفاة المرشد العام الأستاذ مصطفى مشهور ، سُئل نائبه – المرشد العام لاحقا – المستشار المأمون الهضيبى ، لماذا لاتتنحوا عن القيادة لصالح الشباب ؟ فتكنون أنتم الخبرة وهم الإدارة ..

أجاب المستشار المأمون الهضيبى :

"ما هو ده شيء طيب ، لما يبقى الشباب موجود ومعاه مخزن الخبرة، أنت عاوز تاخد منهم مخزن الخبرة ليه؟"

كان هذا هو بيت القصيد من الحملات الإعلامية الموجهة للداخل الإخوانى بالدرجة الأولى ثم للرأي العام المصرى ثانيا ... اللعب على التناقضات الجيلية داخل الإخوان للنفاذ الى داخل التنظيم ومن ثَم التأثير على التماسك الداخلى للجماعة .. وسنجد ان هذه الخلطة (نظام خاص مسيطر + شباب قادر لكنه غير مستوعَب) تتكرر في كل مناسبة ! والاغرب ان بعضا من المغادرين للاخوان تلقَّفها وكأنها حقيقة ثابتة !

برنامج الحزب

إفتعال الازمة

في عام 2007 قامت جماعة الإخوان بطرح مسودة برنامج مقترح لحزب مفترض يؤسسه الإخوان على مجموعة من الساسة والخبراء لاستطلاع الرأي .. لكن بعضاً من هؤلاء سرّب هذه المسودة الى الإعلام ! ليبدأ من بعدها نقاش واسع لم يحدث لبرنامج اى حزب من قبل !

لكن هذا النقاش اخذ شكل التشكيك في نوايا الإخوان تجاه المرأة والاقباط والدولة المدنية .. وبطبيعة الحال تم التطرُّق الى خلاف اخوانى اخوانى بشأن ماطرح في هذه المسودة

مواد أثارت لغطا

د. أبو الفتوح: هي نقاط سوء فهم، وليست نقاط خلاف، ويُـمكن توضيحها كالتالي:

هيئة الرقابة الشرعية: (تراجع مدى مطابقة القوانيين للشريعة الإسلامية)

لم تكن تلك الهيئة بديلا عن مجلس الشعب في التشريع . فمطلب الإخوان المسلمين الدائم أن تُشكّـل هيئة كِـبار علماء المسلمين وشيخها بالانتخاب من بين علماء الإسلام لتكون مرجِـعاً للأمة في أمورها، وهي بذلك تُـعدّ إحدى الهيئات الاستشارية للمجالس النيابية وغيرها من الهيئات.
أما إصدار التشريعات والقوانين، فهو مسؤولية البرلمان المُـنتخب انتخابا حرّا نزيهًا، وتكون الرقابة على دستورية القوانين واللّـوائح مسؤولية المحكمة الدستورية.

الترشح لرئاسة الجمهورية: (الا يكون قبطى او امرأة)

فالإخوان المسلمون يتبنّـون الرأي القائِـل بأنه من حقّ كل مواطن تتوافر فيه الشروط المنصُـوص عليها في الدستور وهى : (أن يكون سنّـه 40 عاماً وأن يكون لأبويْـن وجدّيْـن مصريين وأن يكون متمتِّـعاً بحقوقه المدنية والسياسية)، الترشّـح لرئاسة الجمهورية، دون أية عوائق.

لكن للإخوان المسلمين كما لغيرهم حق وضع معايير تتفق مع برنامجهم ، وأحد هذه المعايير أن يكون رجُـلاً مسلماً متَّـصفًا بالنزاهة والعدالة وللشعب في النهاية الحق في أن يرفض أو يقبل لكن مثل هذه التفسيرات ما كانت لتقنع وسائل الإعلام او لتُسكت الأصوات التي شككت في الإخوان وفى نواياهم .. مما جعل الإخوان يحسمون أمرهم ..

خروج بعض الإخوان للإعلام

الا أن اللافت أن بعض الإخوان قد خرج في مناقشته لمسودة البرنامج - الذى لم يكن مطروحا أصلا للنقاش الإعلامى – الى الإعلام ! وهذا وفّر لاشك وجبة شهية لخصوم الإخوان الذين كانوا يبحثون ليس عن إجابات شافية إنما عن حالة (اختلاف) داخل البيت الإخوانى لترويج أن هناك شقاقا اخوانيا ..

فذكر الدكتور عمرو حمزاوى في دراسته (ماذا يحدث داخل الإخوان المسلمين المصرية – معهد كارنيجى) أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وكذلك الدكتور جمال حشمت وغيرهم صرحوا بأن البرنامج لم يحظى مناقشة اخوانية داخلية كافية مما دفع بالباحث حسام تمام (رحمه الله) بأن يصور الأمر على أنه صراع بين تيارين داخل الإخوان (تيار محافظ وأخر تنظيمى)

يقول

"إن إضافة المادتين الشهيرتين التى تمنعان المرأة والأقباط من الترشح وتفرضان رقابة دينية على أداء المجلس التشريعى. دليل على أن أياد تنظيمية محافظة عبتثت بالبرنامج الذى وضعه الإصلاحيون فأفقدته طابعه ووجهته وأهدافه الإصلاحية"

عاكف ينهى الازمة

  • لم تكن الأجواء التي يفرضها النظام على الإخوان من المطاردة والاعتقالات والإحالة للمحاكم العسكرية تسمح بطرح مسودة لبرنامج حزب للإخوان

غضبة الإعلاميين والباحثين

  • فعمرو الشوبكي الباحث بمركز الأهرام الاستراتيجي قال بأن عدم إعلان الجماعة عن برنامج حزبها سببه الحقيقي وجود أزمة داخل الجماعة !
  • الدكتور جهاد عودة قال بأن المراوغة وعدم الوضوح هي طبيعة الدعوة الإخوانية ، وأن برنامج حزبهم يمتلئ بكل ما هو مخالف لحقوق الإنسان
  • السيد ياسين مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بـالأهرام ،قال أن برنامج الحزب لا يعد برنامجا سياسيا بمعني الكلمة .

تصعيد عصام العريان

في أواخر عام 2009 حدث أن خلا مقعد في مكتب الإرشاد فكان لائحيا تصعيد الذي يليه في الأصوات فكان الدكتور عصام العريان، وأراد الأستاذ محمد مهدي عاكف أن يتم تصعيد الدكتور عصام العريان ليكون عضو بمكتب الإرشاد بدلا من الأستاذ محمد هلال الذى وافته المنية ... وبعد مناقشة في مكتب الإرشاد تم عرض الأمر على مجلس الشورى العام للجماعة الذى ارتأى أن ملء المكان الشاغر يكون من خلال انتخابات داخل مكتب الإرشاد لقرب موعدها .

فكيف تناول اعلام السلطة ذلك الامر ؟ وكيف كان رد الإخوان ؟

نار ينفخ فيها إعلام السلطة

حيث تم تصوير الأمر على أنه صراع ، فكانت المضامين كالتالى :

  1. الأزمة أفصحت عن تنافس وصراع بين جيل الشيوخ وجيل الوسط علي شغل المواقع داخل مكتب الإرشاد (عمار على حسن) استقالة المرشد‮.. ‬ارتباك وانشقاقات ومكاسب سياسية‬‬‬‬‬‬‬ .. جريدة المال – 25/10/2009
  2. هناك صراع بين التنظيميين والاصلاحيين على قيادة الجماعة ، وازداد هذا الصراع بعد غلبة التنظيميين على قيادة الجماعة (حسام تمام)
  3. مهدى عاكف اختار التوقف عن دور رجل التوافقات ليلقى بثقله وراء تيار الإصلاحيين استباقا لسيطرة شبه كاملة يوشك أن يبسطها تيار التنظيم على قيادة الجماعة (حسام تمام)
  4. حاول المرشد العام (عاكف) اختيار خليفته على عينه وفى حضوره وقبل مغادرته منصبه ، أو على الأقل منع التيار التنظيمى من بسط هيمنته على منصب المرشد حسام تمام - نهاية التعايش الداخلى
  5. عندما فشل عاكف في حسم الصراع داخل مكتب الإرشاد لصالحه وتياره ، أعلن الاستقالة
  6. الشباب داخل الجماعة أصدر بياناً يشيد فيه باصرار المرشد العام علي الاستقالة (مصطفى النجار) استقالة المرشد‮.. ‬ارتباك وانشقاقات ومكاسب سياسية‬‬‬‬‬‬‬ جريدة المال – 25/10/2009
  7. والغريب ان وثائق ويكيليكس في ذلك الوقت نقلت نفس ما ادعته وسائل الإعلام من صراع داخل قيادة الإخوان .. وتوقعات بحدوث اشقاقات داخل الجماعة .. وثورة شباب الإخوان واصطفافهم خلف المرشد العام محمد مهدي عاكف ! أخبار عن انشقاقات في صفوف الإخوان المسلمين ويكيبيديا الإخوان المسلمين

حقيقة الموقف شهادة للاخوان

  1. طلب المرشد العام الأستاذ محمد عاكف من مكتب الإرشاد تصعيد الدكتور عصام العريان ليكون عضو بمكتب الإرشاد .
  2. إختلفت آراء المكتب حول مدى جواز الامر لائحياً ، فإرتأى المكتب عرض الأمر على مجلس الشورى العام للجماعة للفصل فيه .
  3. قال المرشد العام الأستاذ عاكف : (إن ماحدث هو خلاف طبيعى في وجهات النظر حول تفسير اللائحة ، هل تسمح اللائحة بتصعيد عضو شورى عام لملء مقعد شاغر في مكتب الإرشاد أم لاتسمح ؟) - مرشد اخوان مصر باق في منصبه خبرنى – 23/10/2009
  4. في نفس الوقت الذى خرجت فيه وسائل الإعلام تقول إن المرشد العام للإخوان أعلن استقالته ، كان المرشد العام في مكتبه يزاول أعماله !! وقد أصدر بيانا يكذَّب الخبر .
  5. بعد نقاش إرتأى مجلس الشورى ملء المقعد الشاغر من خلال انتخابات مكتب الإرشاد وكان قد اقترب موعدها ، وهو كان نفس رأى الدكتور عصام العريان ..
  6. إلتزم مكتب الإرشاد برأى مجلس الشورى العام للجماعة بملء المقعد الشاغر من خلال اقرب انتخابات لمكتب الإرشاد وهو ماحدث بالفعل . د. عزت لـ"الجزيرة": انتخابات الإخوان الكل فيها مرشحون اخوان اون لاين – 16/12/2009

النقطة المضيئة في الازمة

بينما كان اعلام السلطة يرتب لاحداث وقيعة بين صفوف الإخوان مستغلاً ما حدث ، كان الرأي العام يتابع أمرا لم يتعود سماعه من الأحزاب السياسية .. فمكتب الإرشاد يملك حرية حقيقية للنقاش حول مايهم الجماعة ، فلم يستجب لاقتراح المرشد العام عندما رأى أن الامر مخالف للائحة المؤسسة !

وبرغم أن المرشد العام هو في ذات الوقت رئيس مجلس الشورى ، إلا ان مجلس الشورى العام لم يؤيد رأى المرشد العام ! أعلن المرشد العام في لقاء مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية BBC ، أنه ما زال يمارس مهام عمله، وأنه "من العيب" أن يقدم استقالته لاختلاف رأيه مع آراء عدد من أعضاء مكتب الإرشاد كما شدَّد عاكف - خلال المقابلة - على أنه "ليس في الجماعة تيارين ، أحدهما محافظ والآخر إصلاحي"

وقد اثار ماحدث من حراك في مكتب الإرشاد ثم في الشورى العام اعجاب البعض ، خاصة أن هذا أمر غير معتاد في حزب السلطة أو في الأحزاب عموما ، مما دفع بالمحامى منتصر الزيات الى الإشادة بذلك الموقف وتسجيله كنقطة إعجاب .

بعدما نزل الجميع على رأى مجلس الشورى العام .. لم يقدّم المرشد العام استقالته .. ولم تحدث داخل الإخوان المسلمين اية انشقاقات .. ولم يثر شباب الإخوان المسلمين ، وتبين لكل المتابعين خفِّة من تنبأ بهذا على كثرتهم ! أو كذب من قال بهذا أيضا على كثرتهم !

الخاتمة

  1. كانت طريقة مبارك في تفجير الأحزاب السياسية من داخلها ، البحث عن التناقضات الطبيعية بين أعضاءها ثم استغلالها في احداث شرخ سرعان مايتسع ليصبح صدعا في الحزب لايلتئم .
  2. تعاملت السلطة مع جماعة الإخوان المسلمين بطريقتين: العصا الغليظة: والمقصود بها القمع والاعتقالات والملاحقات الامنية - العصا الناعمة : وتمثلت في الإعلام الموجه الذى يبدو صديقا ، لكنه يحمل بداخله السم الزعاف ..
  3. اكثر طريقة استطاع بها الإعلام (الموجه) الطعن في الإخوان كان حديث بعض الإخوان الى وسائل الإعلام ..
  4. استهدف النظام دوما - من خلال اعلامه الموجه – وكذلك الخصوم ، إيجاد حالة استقطاب داخل الإخوان ، مرة من خلال تقسيمهم الى اصلاحيين و محافظين ومرة أخرى من خلال تقسيمهم الى شيوخ وشباب .
  5. كانت اكثر الورقات الرابحة في يد النظام وإعلامه (المنشقون) ، والذين كان يفضل أكثرهم أن يبوح للإعلام بما كان بينه وبين الجماعة ! مما وفّر وجبة شهية لاعلام النظام واعلام الخصوم – من غير النظام – على السواء .
  6. ظهر من خلال الازمات التي مرّت بها جماعة الإخوان – سواء الحقيقية منها أو المفتعلة – أن الالتزام باللوائح الداخلية المنظمة للعمل داخل الإخوان واحترام المؤسسية ، ضمانة للحفاظ على تماسك الجماعة .