الإخوان المسلمون يقررون خوض انتخابات المحليات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان المسلمون يقررون خوض انتخابات المحليات
المرشد العام يتوسط منصة المؤتمر الصحفي

بقلم:أحمد رمضان

قررت جماعة الإخوان المسلمين خوض انتخابات المحليات المزمع إجراؤها في 8 أبريل المقبل، وأشار فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف- في المؤتمر الصحفي الذي عُقد بمقر مكتب الإرشاد قبل ظهر اليوم الخميس- إلى أن مبدأ الإخوان هو خوض جميع الانتخابات، بدايةً من الانتخابات الطلابية وحتى انتخابات مجلس الشورى، موضحًا أن انتخابات المحليات وسيلة وليست غاية؛ بهدف التعاون مع الشرفاء من أبناء هذا الوطن، وخدمة هذه الأمة.

وأشار إلى أن الجماعة تتعرَّض منذ عدة أشهر لحملة شعواء تتصاعد يومًا بعد يوم، تمثَّلت في تهديدات خطيرة من أجهزة الأمن، واعتقالات طالت المئات من الأفراد ومرشحة للمزيد، وانتهاك حرمات البيوت في منتصف الليل، وإغلاق شركات ومحلات تجارية مملوكة لأفراد من الإخوان؛ بغية قطع الأرزاق وتجويع الأُسَر، وسَحْل الطلاب في الشوارع، وهذا كله بهدف الضغط على الجماعة حتى لا تشارك في انتخابات المحليات القادمة!!.

وتلا بيان الجماعة د. محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين، مقرِّرًا جملةً من الحقائق؛ أولها أن الترشيح والانتخاب للمجالس النيابية والمحلية إنما هما من الحقوق المقررة لكل المواطنين في الدستور، ونحن من هؤلاء المواطنين.

كما أن هذه الحملة الشعواء تدلُّ على أن حزب السلطة الحاكم ليست لديه أية رغبة جادة أو نية صادقة للإصلاح، وأنه في سبيل الاستئثار بالسلطة والانفراد بالحكم يضرب بالدستور والقانون عرض الحائط، وبحق الشعب في المشاركة بإرادته الحرة في اختيار نوابه وممثليه.

وألمح د. حبيب إلى أن المجالس المحلية قد وصل الفساد فيها "للركب"، على حدِّ قول أحد رموز النظام، مشيرًا إلى أن انتخابات هذه المجالس قد أُجِّلَت منذ 2006م لمدة سنتين؛ خشية أن يفوز فيها الإخوان المسلمون، وهو أمرٌ يتناقض مع كل دعاوى الإصلاح والديمقراطية؛ لأن الديمقراطية تقوم على أساس التنافس الشريف، وليس التزوير العنيف.

د. محمد حبيب يلقي بيان المؤتمر

وشدد على أن دور هذه المجالس يتمثَّل في القيام بالخدمات المحلية والاجتماعية للقرى والمراكز والأقسام والمحافظات، ومعنى عدم قيامها بدورها أن تزداد هذه المناطق تخلُّفًا، ويزداد أهلها ضيقًا ومعاناةً.

وحول الأجواء التي ستجري فيها انتخابات المحليات أوضح نائب المرشد أن الشعب الآن في حالة غليان؛ نتيجةً للفساد غير المسبوق على كل المستويات؛ فانتشار الرشوة والاختلاس، ونهب أموال البنوك، والاحتكار، وبيع أراضي الدولة ومصانع وشركات القطاع العام بأسعار بخسة، وتدنِّي الأجور، واشتعال لهيب الأسعار، وتدهور مستوى الخدمات الصحية والتعليمية والخدمات العامة.. كل ذلك يوجب ضرورة تولِّي المسئوليات رجالٌ ذوو أمانة وكفاءة وإخلاص.

وأكد د. حبيب أن الانتخابات والمناصب ليست هدفًا لنا في حدِّ ذاتها، ولكن ما نريده هو إنقاذ سفينة الوطن من الغرق، وانتشال أهلها من وهدة الفقر والتخلُّف والمعاناة، وإننا نتحمَّل الظلم والإرهاب؛ لأننا نحب وطننا ونحب شعبنا ونحب ديننا الذي أمرَنا بفعل الخير ونشر العدل، وتحقيق المصلحة لشعبنا المهضوم ولأمتنا المستباحة ولوطننا العزيز.

ودعت الجماعة الشعب المصري بكل توجُّهاته وأطيافه لا أن يشارك في هذه الانتخابات فحسب ليحبط تزويرها، بل أن يتقدم كلُّ ذي كفاءة وأمانة وإخلاص وحب لوطنه ويرشِّح نفسه ليتحمَّل المسئولية، ويزيح الفاسدين والوصوليين والنفعيين، وبذلك يقدِّم خدمةً جليلةً لأهله وبلده.

كما دعت الناخبين إلى مراعاة قيم الصلاح والإخلاص والأمانة، بعيدًا عن العصبيات والصداقات والمجاملات.

وأوضح فضيلة المرشد العام في رده على أسئلة الصحفيين في المؤتمر الصحفي أن الجماعةَ ستدعم الأقباط والمرأة، وستمد يدها لكل شريفٍ بهدف خدمة أبناء هذا الوطن، وفي رده حول وصف الجماعة بالمحظورة أشار إلى أن الجماعةَ شرعية ولم تحل مستشهدًا بقرار المحكمة الدستورية عامي 49 و50، والذي يقضي بعودةِ الجماعة، مضيفًا أن الجماعةَ تستمد شرعيتها من الشارع وليس من النظام الذي يضرب بكل القوانين والأعراف عرض الحائط.

المرشد العام يرد على أسئلة الصحفيين خلال المؤتمر

كما شدد على أنه لم تخلو أي صحيفةٍ محليةٍ أو عالمية من ذكر كلمة الإخوان، وأن الصحافةَ القومية في مصر والتي تصف الجماعة بالمحظورة سُبَّة في جبين النظام، وليس أدل على ذلك من ترويجها للمفهوم المغلوط للأمن القومي المصري في أزمة غزة الأخيرة.

وكشف فضيلة المرشد أن نسبةَ مشاركة الإخوان في المحليات سيقرره كل مكتب إداري على حدة، حسب ظروفها، مشددًا على أن الجماعةَ لا تريد إحراج أحد ولا تتحدى أحدًا، كما لا تسعى لرئاسة الجمهورية مثلما يتردد، وأن الأمر لا يعدوا أكثر من ممارسة حقوقنا في خوضِ الانتخابات، وأن الجماعةَ ستؤدي ما عليها بصرف النظر عن النتيجة.

ومن جانبه أوضح الدكتور محمد السيد حبيب النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين أن هناك ثلاثة تدابير تحكم أي انتخابات؛ الأولى وهي تدابير استثنائية شاذة، وهو ما حدث في حملات الاعتقال الواسعة التي شنَّها النظام على كوادر الجماعة، والثاني هو الأشراف القضائي على صناديق الاقتراع، وهو ما تمَّ إلغاؤه بموجب التعديلات الدستورية الأخيرة.

والعنصر الثالث والأخير والتي تعول عليه الجماعة كثيرًا هو المشاركة الشعبية للجماهير، موضحًا أنه لن يمنع التزوير، ولكنه ستقلل نسبته ما بين 10 إلى 15%.

وأكد حبيب أن الإخوان جماعة منتشرة في كل قريةٍ ونجعٍ وحي في مصر، وأنهم حاضرون بقوةٍ، وأنَّ كلَّ فردٍ في الجماعةِ يُمثِّل جهازًا إعلاميًّا بشريًّا متحركًا.

وفي النهاية عقَّب الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد على كلمةِ "المحظورة"، مشيرًا إلى أن أي دستور ينبع من الشعب، والشعب أعطانا أصواته في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة.