الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة

بقلم:ستيفين ميرلي

مقدمة

يقوم البحث بعرض نظرة تاريخية لتاريخ الإخوان المسلمين في أمريكا عبر الاستناد إلى دفوعات تم تقديمها في القضايا التي نظرت أمام محاكم أمريكية ومن واقع تحريات مكتب التحقيقات الفيدرالية عن الأشخاص والهيئات الموجودين أدناه؛وذلك مع الأخذ في الاعتبار الصفة الرسمية التي يمثلها معهد هدسون كأحد المراكز البحثية القريبة من المؤسسة الرسمية الأمريكية.


نظرة عامة

لقد رفعت قيادة الإخوان المسلمين في أمريكا شعار الجهاد الذي يستهدف الداخل الأمريكي،ومن أجل ذلك قاموا بإنشاء نظام سري إسلامي داخل أمريكا تتحكم في آلياته قيادات جماعة الإخوان المسلمين.

وفي هذا الإطار،قام الإخوان في أمريكا في أوائل الستينات بعمل منظمات تعمل كواجهة خارجية تغطي علي هذا التنظيم السري للإخوان في الداخل الأمريكي.

ومن جانبها،حاولت جماعة الإخوان نفي ما يتعلق بهذه الأهداف وتلك الوسائل بتقريرها أن الجماعة قد تخلت عن هذه الأفكار الضاربة في القدم ومن ثم فهي لا تمضي بهذه الأهداف بل تنكرها وتلفظها.

لكن من خلال إطلاعنا علي صفحات التاريخ أكدت لنا هذه الحقائق ثم لم يبادر الإخوان ذاتهم بتغييرها علي المستوي الفكري أو الحركي.

تمهيد


أهداف جماعة الإخوان المسلمين في أمريكا

في عام 1991 كتب القيادي الإخوانى في أمريكا محمد أكرم عن أهداف الإخوان في أمريكا فلخصها في كلمة واحدة "الاستقرار".

ففي المؤتمر التنظيمي للإخوان في 1987،قرر مجلس الشورى أن يضع خطة واستراتيجية للعمل في الداخل الأمريكي.

واستقر الرأي وتوحدت الوجهة علي أن يكون مستهدفهم الحقيقي إقامة كيان إسلامي يعرف دينه حق المعرفة ويسعى إلي تعريف غيره،وأن يكون الفرد بمثابة شعلة الإسلام الفواحة نوراً وعطراُ لمن حوله حتي يستلهموا منه الدين ويقتنعوا بعد ذلك بحضارته ومن ثم الدعوة إلي تضافر الجهود لتحقيق غاية الدولة الإسلامية العالمية من خلال توسيع إطار القاعدة الإسلامية الموجودة في البلاد بغض النظر عن الوسائل والاحتياجات.

واستهدف الإخوان في اجتماعهم هذا مستهدفاً واحداً يضعوه نصب أعينهم هو "الاستقرار".

ويستطرد في الحديث عن الاستقرار داخل الولايات المتحدة فيؤكد علي أنه نوع من الجهاد بل ربما يكون أعظمه حيث يستهدف هذا الجهاد قلب موازين الحضارة الغربية من خلال إنشاء كيان إسلامي داخلي يستهدف الحضارة في أخص خصوصياتها ويسعى إلي نشر فكرته في الخواء الذي تركته هذه الحضارة.

كما يؤكد محمد أكرم علي أنه في جهاد هو ومن معه لكنه جهاد سلمي وهو أخطر حدةً من الجهاد المسلح ومن أجله تركوا أوطانهم وضحوا بالغالي والرخيص في سبيل هذا الجهاد،فهو ليس للخاملين لكنه أوان العاملين المخلصين الذين يعرفون جد المعرفة أن قدر الله آت لا محالة في أي مكان كان فليكن في جهاد خير له من أن يكون كسولاً عاطلاً فلا يستوي القاعدون مع المجاهدين أبداً.

كما أكد الأخير علي ضرورة تحقيق هذا الاستقرار حتي يتم الاندماج مع العقول وتتحد المفاهيم وتنتشي المشاعر والأحاسيس،ولن يتحقق ذلك إلا من خلال تنظيم له آلياته وأولوياته وأهدافه.

وعليه فلابد من السعي الدؤوب في سبيل تحقيق مؤسسات فاعلة تتبني هذه الأفكار وتعمل بها بكل حرارة.

والسعي في هذا الطريق الوعرة هو مسؤولية المسلمين أجمعين ومن قبلهم الإخوان المسلمون.

من هنا ندرك حساسية هذا التنظيم السري الذي حقق نجاحات واسعة في خلق هذه المنظمات الراعية والدافعة لتحقيق الأهداف السامية لإخوان أمريكا.

وقد استندنا في الحديث عن تاريخ وجود هذا التنظيم علي ثلاثة مسندات محققة منقحة أولها هذا التقرير الذي تم العثور عليه في منزل قيادي أثناء مداهمة منزله في قضية منظمة الأرض المقدسة وتمت مناقشته في التحقيقات.

وثانيها التحقيقات التي أجريت في شيكاغو تريبيون بناءاً علي تصريحات أدلي بها قيادي بارز من إخوان أمريكا.

وأخيراً تم الاعتماد علي تقارير إعلامية ومواد دعائية عامة تؤكد إلي جانب ما تم ذكره علي فكرة تواجد نظام سري أدي إلي تواجد هذه المنظمات العامة التي يحلو للإخوان أن يسموها جبهات عامة.


الإخوان المسلمون في أوروبا

لقد بدي من الضرورة بمكان حيال بحثنا في تاريخ الإخوان في أمريكا أن نبحث في أعماق تاريخهم في أوروبا التي صدرت الفكرة ذاتها لأمريكا وكان لها شرف تطوير التجربة في غير بلاد أوروبا.

وتذكر صحيفة وول ستريت أنه في أي محاولة للتعرض لذكر الإخوان في أوروبا،لابد وأن يرتبط اسمهم هنا باسم سعيد رمضان.

سعيد رمضان هو زوج ابنة حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين بمصر،نشأ وترعرع هناك وفي أعقاب اتهام الإخوان بالضلوع في محاولة فاشلة لاغتيال جمال عبد الناصر،هرب الأخير من مصر إلي سوريا ولبنان والأردن وباكستان ثم استقر به المقام في ألمانيا وفي جينيف في الستينات حيث انضم إلي جمعية مؤسسي مسجد في ميونخ وكانت الجمعية آنذاك تشرع في بناء مسجدا آخر في الولاية.

وكان ضمن اللجنة المؤسسة للمسجد كذلك تاجر سوري ثري يدعي غالب علي همت الذي لطالما شجع الكثير من الأعمال ومولها من أمواله الخاصة فصحب سعيد رمضان وأصر علي عودته من جنيف ليكون معه في ميونخ حيث بدأ الاثنان مشوارهما معاً في جمع التبرعات الخيرية بعدما عاد سعيد من جنيف.

ثم صارت الجمعية بعد ذلك في مسارها لتكون خلية الإخوان المسلمين في ألمانيا مع حلول عام 1962.

وجاء دور يوسف مصطفي ندا الذي التقي مع غالب همت وشاركه مسيرته في أوروبا.

انضم الأخير لجماعة الإخوان المسلمين في مصر في الأربعينات ثم تم القبض عليه وهو طالب في سن الثالثة والعشرين ثم تم إطلاق سراحه ليواصل عمله في تجارة والده المتواضعة في الإسكندرية.

في إطار المحاولة الفاشلة التي اتهمت بها الجماعة في اغتيال جمال عبد الناصر سنة 1954.

ثم حصل الأخير علي تأشيرة للسفر إلي استراليا حيث دراسة تكنولوجيا الألبان حيث وجد ثمة نجاح لمشاركة سوق مصر بسوق ايمانتلر ثم ذهب إلي جراز لتعلم هذه التكنولوجيا.

لم يمضي الوقت إلا قليلاً حتي تم اتهامه بدعم أنشطة إرهابية فوقف هذا المشروع بعد نمائه وتطوره.

ثم اتجه يوسف لإقامة علاقات مع المحكمة في طرابلس في ليبيا حيث سمحت له بتصدير مواد بناء للبلاد من فيينا.

وأثناء إفطار جمعه بهمت في ميونخ قادماً من جراز،قدم يوسف بدوره همت للمحكمة الليبية من خلال أنشطته في الجمعية المؤسسة للمسجد،وعليه تعهدت المحكمة الليبية بالمشاركة في الجمعية بنصيب كبير من أعمالها الخيرية والوقوف في ظهرها.

وتقول المخابرات الإيطالية بأن يوسف أقام في جراز مابين عامي 1960 حتي 1964 ثم في تونس وفيينا ما بين 1964 حتي 1969.

كما عاصره في جراز وفيينا الدكتور أحمد القاضي. نشأ الأخير في أسرة تنحدر من أصول إخوانية أصيلة حيث كان حماه من قادة الإخوان المشهورين علي مستوي العالم العربي وهو محمود أبو السعود والد زوجته المدعاة إيمان.

لقد اشتهر الدكتور أحمد القاضي بفهمه الاقتصادي الإسلامي العالي ومن ثم محاولات تطبيقه علي الواقع حيث طالب بأن تنعدم الفائدة المستوفاة من القرض كما ينص النظام الإسلامي.

وتتذكر إيمان زوجته قائلةً "لقد اعتاد جدي أن يقول لي إذا لم يأتي والدك لتناول الغداء، يمكننا بعدها أن نبحث عنه في المعتقلات".

اجتمعت العائلتان أبو السعود والقاضي في النسب حيث تزوج أحمد القاضي من إيمان أبو السعود بعدما لاقي استحسان أبيها فدعاه للمنزل عنده.

ومن يومها قررت العائلتان زواج أحمد من إيمان، لكن استدعتهما المخابرات المصرية في وقتها وسألت الزوج : هل ضاقت بك الدنيا فلم تجد إلا ابنة محمود أبو السعود؟.

وقالت شيكاغو تريبيون أن أحمد وإيمان قد تزوجا في 1963 بعدما أخذ أحمد الكثير من الدرجات العلمية في الطب من جراز وفيينا قبل هجرته للولايات المتحدة الأمريكية في 1967.

وبالأخذ في الاعتبار أن أبو السعود وندا كانا لاجئين مصريين وقد تزوج أحمد من ابنة الأخير وسافر إلي فيينا وجراز، تكون الصورة هنا قد اكتملت حيث اتصل أحمد القاضي بيوسف ندا في جراز.


البدايات (1962-1970)

وفي حديث صرح به في بداية الثمانينات، قال زيد النعمان من أحد قادة الإخوان عن كيفية تأسيس الحركة في أمريكا وتضافرها. فقال لقد كانت المرحلة الأولي هي مرحلة التجميع والحشد. بدأ تشكيل الحركة بالتزامن مع بدأ الفاعلية الإسلامية في أمريكا الشمالية أو قبلها بقليل.

حيث بدأ تشكيل المتطوعين لكن بدون أي إطار تنظيمي، فهي إذن مجموعات من المتحمسين أو الناشطين كانوا في بلادهم من الإخوان أو من جماعة أخري أو ليس لهم أدني انتماء فجمعهم النشاط والعمل مع الفريق وبهذا كانت مرحلة غرس بذرة الإخوان في أمريكا الشمالية.


ثم بدأت المرحلة الثانية ذات الطابع التنظيمي حيث تم عمل مجموعات علي مستوي دول أمريكا الشمالية ولديهم إطار تنظيمي تنسيقي ما يسمي بمجلس التنسيق والذي أولي اهتمامه بالتنسيق بين جهود المجموعات الدولية والتحقق من مدي فاعليتها والاستفادة من تجاربها والخروج بتوصيات لكنها غير ملزمة للمجموعات وليست في إطار تنظيمي حتي الآن.

ثم تنامت هذه المجموعات لتفرز قادة لها ثم يتم عمل مجموعة تنسق وتجمع بين قادة المجموعات في غياب أعضاء المجموعة الأقل في السلم القيادي. وعليه تم إلحاق بعض الدول التي ليس لديها مجموعة ممثلة في مجلس التنسيق أن تنضم إلي أقرب مجموعة في الدولة المجاورة لها كما كان الحال بالنسبة للعراق مع الأردن وليبيا مع مصر والأمثلة واردة.


ثم أضافت الجماعة في تلك المجموعات بعض إطاراتها الفكرية و الهياكل التنظيمية التي أوجبت عليهم الانتماء للجماعة وعليه أمدتهم الجماعة بكل ما يحتاجونه من كتب ومواد دعائية ودعوية وغيرها مما ييسر لهم حمل فكرة الإخوان والصدع بها.

وفي هذا الأثناء اقترح الإخوان في أمريكا أن يستبدلوا مسمي حركة الإخوان المسلمين بمسمي الحركة الإسلامية لتكون تابعة للحركة الإسلامية المنشقة في العراق.

لقد كان هذا اجتهاد الإخوان في هذه المرحلة المبكرة جداً في أوائل ومنتصف الستينات حيث كانوا يريدون المزيد من الفعاليات والنشاطات التي لا تعرقل مسيرتهم بل تدفعهم للأمام.

ثم بدأ الإطار التنظيمي لهذه الجماعة الناشئة علي الأراضي الأمريكية تحت شعار الجماعة الثقافية وليس الإخوان المسلمون. ففي تحقيقات جريدة شيكاغو تريبيون أظهرت التحقيقات أن هذه الجماعة نشأت في منتصف الستينات علي يد جماعة من الطلاب الدارسين في ولايات الوسط الأمريكي الذين أرادوا أن يحفظوا هويتهم الإسلامية وأن ينشروا أيدلوجيتهم الإخوانية في الوسط الأمريكي.

ثم ما لبث هؤلاء الطلاب وغيرهم من المقيمين في أمريكا أن استقروا بها وكونوا جماعتهم تلك تحت مسمي الجماعة الثقافية التي تهدف إلي حفظ الهويات الثقافية والفكرية، لكن كان هذا ستاراً لهم وحفظاً لهم من نير الاعتقال والتضييق الأسري المتوقع إن هم هموا بإعلان هويتهم وانتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين.

لكن ليس لدينا أية معلومات عن هذه الجماعة وأول مكان نشأت فيه وهوية قادتها الأوائل. ثم بدأت هذه الجماعة الثقافية في العمل علي تكوين المنظمات أو الجبهات الإخوانية فكانت نشأت اتحاد الطلاب المسلمين.

قام مجموعة من الطلاب ذات الانتماءات الإخوانية في أمريكا الشمالية بالتجمع والتحشد لتكوين هذا الاتحاد ليكون ذا صبغة إخوانية هو الآخر ثم تكون النشاطات التنظيمية محصورة في التجمعات والمؤتمرات العلنية والمعسكرات الطلابية الحاشدة.

وقد اعترف واحد من مؤسسي هذا الاتحاد أن تاريخ تأسيسه يرجع إلي عام 1962. لقد بدأ عمل الاتحاد في جامعة اليونس في يوربانا شامباين حيث تجمعنا لأول مرة في الخامس والعشرين من ديسمبر من عام 1961 وكنا يومها ثمانية طلاب حيث اتفقنا علي أن نلتقي في الأول من الشهر التالي في 1 يناير 1962 حيث ضمت ولايات انديانا ووسكونسين ومينوسوتا وكنا يومها خمس عشرة ثم اتفقنا علي إطار أيدلوجي يمكننا السير عليه والالتزام به لنحقق أعلي فاعلية في الجامعات الأمريكية وتنضم إلينا الفرق الطلابية من كل حدب وصوت.

ثم التقينا في أبريل من العام ذاته وكنا يومها خمسين ثم كان الاجتماع التالي وكان عددنا يومها مائتين. لم ننظر في هذا الحين إلي أدني فوارق بيننا فكان الإسلام فقط هو الذي يجمعنا بغض النظر عن العرق أو السنة أو الشيعة أو البلد أو غيرها من المنغصات العرقية.

وانهالت علينا الدعوات من قبل هيئات الجامعة المختلفة لإلقاء المحاضرات وتنظيم المؤتمرات الحاشدة لمناقشة الإسلام والتعريف به كما كان لنا نشاط أسبوعي كل جمعة يتم فيه عرض قضايا الإسلام والتعريف به في الجامعة كما نقوم بأداء الشعائر علانية في أروقة الجامعة مما كان ذا أثر حميد في فاعليتنا داخل الحرم الجامعي التي لم تشهد الجامعة لها مثيلاً.

وفي عام 1995 أكد الشيخ يوسف القرضاوي الصلة التي تجمع اتحاد الطلاب المسلمين بجماعة الإخوان في مؤتمر إسلامي عقد له في نفس العام. والأخير هو إمام قطري يري أن احتلال أمريكا بالدعوة أمر لابد منه وهو الطريق إلي هدم حضارة هذه البلاد وإحلال الإسلام مكانها.

شعار حماس

كما أنه يري أن صواريخ حماس التي تسقطها علي إسرائيل أمر لابد منه أيضاً في إطار الدفاع عن نفسها وأرضها، كما شجب الأخير أحداث الحادي عشر من سبتمبر رغم ذلك. في هذا الأثناء قال الشيخ "سنغزو أوروبا و أمريكا ليس بالسيف ولكن بالدعوة".

كما لم تفوته الفرصة أن يشيد بهؤلاء الإخوان الذين ضيقت عليهم حكوماتهم العربية فقاموا بالهجرة إلي هذه البلاد واستوطنوها وعملوا بنشر الدعوة فيها حيت آتت شجرتهم الطيبة أكلها وطرحت ثمارها فكان اتحاد الطلاب المسلمين نوراً للظلماء التي عمت الأرجاء.

وكان من أعظم مهمات الاتحاد بلا شك توظيف العديد من العناصر الشابة والدفع بهم في صفوف الاتحاد ليكونوا بعد ذلك من حاملي فكر الإخوان والعاملين له والمضحين من أجله. كما تقول تحريات شيكاغو تريبيون بأن الاتحاد قد أعد برنامجاً انتقائياً لانتقاء العناصر التي تتوفر فيها الشروط المطلوبة المدونة في كتاب لهم يضم بين ثناياه هذه الأوصاف.

يسعى الأعضاء بدايةً لانتقاء العناصر المطلوبة ثم تعرضهم للبرنامج المكثف الموضوع لهم سالفاً. يلتقي الأفراد الذين تم اختيارهم في حلقة مسجدية في مسجداً ما وتأخذ صفة السرية إلي حد ما.

يتم فيها التعرف علي أساسيات الدين ومراجعتها بشيء من العمق مثل هدف خلق الإنسان وطريقة تعامله مع الطبيعة من حيث يستطيع أن يخدم هدف وجوده كما يتم صقله في أهداف دعوة الإخوان والتعرف علي مبادئها ونشاطاتها ويتم تفعيله بصورة ما تسمح لقائد الحلقة أو الجلسة بمراقبة أدائه حتي يعطيه شيئاً من الثقة يتم بعد ذلك تعرضه لمرحلة إظهار الولاء والبيعة للجماعة بالشكل الذي يروه مناسباً.

وهم ما زالوا يؤكدون علي أن شرف الانضمام للجماعة ليس تشريفاً ولكنه تكليف للعاملين للإسلام للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل إعلاء كلمة هذا الدين.

كما أكد النعمان علي دور الاتحاد الرائد في انتقاء العناصر وقال بأن الانضمام للاتحاد والتفاعل مع نشاطاته هو من أول درجات الانضمام للجماعة.

وقال بوجود بعض الشروط التي يجب توافرها لانتقال الطالب من مرحلة الاتحاد لمرحلة تنظيم الإخوان: أن يحضر مؤتمرات الاتحاد وأن يتسم بفعاليات إيجابية في لجان الاتحاد التنفيذية المحلية أو العالمية.

لذا بات ذلك شرطاً من الشروط الهامة للانضمام التنظيمي للإخوان من جانب الاتحاد ومؤسسته التعبوية. ثم إذا صادف أن جاء أحد الإخوان من خارج أمريكا فيتم توصيله بإخوان أمريكا من عدة طرق أحدها أن يكون عارفاً لأحد منهم هناك بغض النظر عن المسافة والبعد من منطقته المفترض أن يكون فيها.

يتم إبلاغ الأخ المقيم ثم يقوم هو بدوره في إبلاغ إخوان منطقته الذين يقومون بدورهم في توصيله إلي أقرب مكان يمكن أن ينتمي إليه تنظيمياً في محيطه المعيشي. ويعتمد الانتماء للجماعة في بداياته علي نقاط أكثر عاطفية وحماسة للفكرة وفهماً لإطارها العملي وواجباته المفترضة.

وكان في الستينات حيث ندرة الأعداد تجتمع الأسر الإخوانية مرة كل شهر أو كل ستة أسابيع أو أكثر رغم أن المسافات كانت لا تقل بين أفراد الأسرة البالغ عددهم آنذاك ثلاثة تصل إلي 100 حتي 150 كيلومتراً.

كما أوضح المستند أنه في إطار اجتماعات الاتحاد يتم عمل اجتماعات وندوات للإخوان في نفس التوقيت أو ربما سبقه بيوم أو يومين علي سبيل أنهما هما الهيئتان التنظيميتان في البلاد،ويتم فيها فعاليات تسليم الأعضاء من الاتحاد وإطاره التنظيمي بعد تجاوز عمليات الفرز والانتقاء لهم ليتم تسليمهم للجماعة مباشرة لينتقلوا إلي مرحلتهم الجديدة في التنظيم الدعوى وإطاراته الأكثر اتساعاً من الاتحاد.

ثلاثة عراقيين

إنهم أحمد الحاج تتونجي و الدكتور جمال الدين بارزينجي و الدكتور هشام يحي الطالب وهم من أصول عراقية كردية من شمال العراق.

لقد لعب هؤلاء الثلاثة أدواراً أساسيةً في تكوين اتحاد طلاب المسلمين MSA وربما التقوا ببعضهم البعض في بريطانيا ومنها إلي أمريكا حيث تلقوا تعليمهم العالي بالهندسة.

كما أوضحت مذكرة مرفوعة من المباحث الفيدرالية تؤكد علي أن بارزينجي والطالب كانا أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين قبل قدومهم واستقرارهم في أمريكا.

وتضيف جريدة واشنطن بوسط أن بارزينجي هرب من العراق في 1969 حينما قرر حزب البعث تصفية الإسلاميين.

إذا تصفحنا تاريخ هذا الاتحاد فربما وجدنا أن بارزينجي وإخوانه الذين تحركوا من بريطانيا ليس بغرض الدراسة فحسب ولكن بغرض المضي قدماً في تطوير الحركة الشبابية في أمريكا من خلال إنشاء الاتحاد.

لقد شهد يناير 1963 حراكاً غير عادي أشبه ما يكون بالنزوح لجامعة إيلينويس إيربانا شامبين حيث تجمع ما يقرب من سبعين شخصية مؤثرة في الحركة الإسلامية عموماً في أروقة الجامعة ليكونوا نواة الاتحاد كان منهم توتونجي وأحمد صقر ومهدي بدوري وإلياس بايونس ومن خلفهم جمهرة من الطلاب ربما كان العدد الأكبر في تاريخ الجامعة ليجتمعوا اجتماعاً حاشداً لمناقشة الحالة التي وصل إليها المسلمون في أمريكا الشمالية.

وفي ديسمبر 1996 كتب توتنجي خطاباً يؤكد فيه علي رئاسته لاتحاد الطلاب المسلمين في أمريكا وكندا. وربما أكدت مصادر أخري أن بارزينجي يعد من قادة الاتحاد البارزين.

لقد بدأ الاتحاد بعدد بسيط ربما لا يتعدى العشرات من الطلاب ثم بدأ يتنامي بفضل لائحة الانضمام للاتحاد في الستينات التي لم تفرض شروطاً تعجيزيةً بل كانت تشجيعية إلي حدا يسمح للأعداد أن تتكاثر وتنمو حتي وصلت إلي ما نحن بصدده الآن.

تؤكد صحيفة واشنطن بوسط مجدداً علي أن بارزينجي هو من قادة الاتحاد البارزين فقد كان يدرس الهندسة والتحق بالاتحاد في 1971 ثم نال شرف استضافة وفدٍ من إخوان مصر في اجتماع استمر أسبوعين علي التوالي ناقشوا فيه وضع مصر وحثهم الأخير إلي جانب بعض قادة الاتحاد في المستقبل علي محاولة دخول الانتخابات القادمة لتصفية الصراع الدائر علي الأرض.

وأضاف الأخير "لقد كان من دورنا أن نقدم النصح لحركة الإخوان المسلمين العالمية وهذا من أعظم الأدوار التي قمنا بها".

وتوضح السيرة الذاتية المنشورة علي صفحات الإنترنت أن بارزينجي كان رئيس اتحاد الطلاب المسلمين في عام 1972. وأخيراً كتب الطالب كتاباً يؤكد فيه علي أنه كان من قادة الاتحاد في هذه الفترة المنصرمة. وتؤكد التقارير علي أن معظم مراكز الاتحاد الأساسية في هذه الفترة كانت تتمركز في ولايتي جاري وإنديانا ومسجد الأمين المجاور لهم حتي عام 1975.


مؤسسات البنية التحتية الأمريكية (1970-1975)

لقد حاول الإخوان التحرك في هذا المضمار وهو إنشاء المؤسسات الإسلامية حتي يتثنى لهم أن يعملوا تحت لوائها وكانت هذه الفترة قد بدأت في أوائل السبعينات.

لقد سمي النعمان هذه الفترة بفترة سن القوانين حيث تم بالفعل سن قوانين الاتحاد من قبل أعضائه والمشاركين فيه، كما شهدت هذه الفترة تدفقاً غير عادي لبعض شباب الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية التي أتحفت الاتحاد بشباب فعال فهم دعوة الإخوان من خلال نشاطات الاتحاد وأوضح تعهداته تجاه الدعوة حتي ثابر في الانضمام إلي صف الدعوة وبدأ عمله السري.

وتؤكد مصادر معلوماتية علي أن الإخوان بدءوا في التحرك خارج نطاق الاتحاد لكنهم مازالوا يبقون علي العلاقات المتصلة دائماً بالاتحاد. كما يؤكد النعمان لأول مرة علي أنهم فصلوا في هذه الفترة بين اجتماعات الاتحاد واجتماعات الإخوان ومجلس الشورى الخاص بهم.

فهم يجتمعون قبلهم بيوم أو بعدهم بيوم أي بشكل منفصل ومن المتوقع أن يتم اختيار القيادات في ظل هذه المؤتمرات الحاشدة. كما يحضر هذه الاجتماعات بعض العاملين في الحقل الدعوى الإسلامي وخاصة حركة إخوان باكستان أو أعضاء الحركة الإسلامية في باكستان وحضروا إلي أمريكا لاحقاً.


منظمات جديدة

بعد أن اطلع الإخوان المسلمون علي آليات العمل من خلال المنظمات الإسلامية في أمريكا، عرض إخوان أمريكا عليهم الدفع في هذا الاتجاه ومن ثم تنمية النشاطات الخاصة باتحاد الطلاب المسلمين. كان منها نقابة الأطباء المسلمين التي أنشئت في 1976، ثم نقابة العمال الإسلامية الاجتماعية في 1971، وكذلك نقابة المهندسين والعلميين الإسلامية في 1974.

في هذا الأثناء تم عمل جبهات الإخوان علي مستوي الدوائر والولايات بالتزامن مع هذه الحركة التنموية.وكان من أبرز نتائج اتحاد طلاب المسلمين تلك المنظمات التالية:

اتحاد الأطباء المسلمين في 1967،اتحاد الأطباء والمهندسين الإسلاميين في 1969، اتحاد العلميين الاجتماعيين الإسلاميين في 1972.وكان بارزينجي أحد قادة المنظمتين الأخيرتين مع الأخذ بالمصادر التي تقول بأن اتحاد العلميين الاجتماعيين الإسلاميين قد انبثق أساساً من اتحاد الطلاب المسلمين.

وفي موقعه علي الإنترنت، وصف اتحاد العلميين الاجتماعيين الإسلاميين تأسيسه كما يلي:

بدأ الاتحاد في توفير خبرات إسلامية في شتي المجالات وكان من أهم منطلقاته الجانب الفكري منها حيث يعتقد أن النهضة الفكرية هي الأساس في طريق تحقيق التقدم بشكل مناسب ومن أجل المضي قدماً في تحقيق المستهدف وراء التراث الإسلامي الفكري.

وكان أول رئيس للاتحاد هو اسماعيل الفاروقي الناشط في اتحاد الطلاب المسلمين في الفترة ما بين 1972 حتي 1978 و 1980 حتي 1982.

وخلال السبعينيات خطط اتحاد الطلاب المسلمين لعمل جامعة إسلامية تكون هو الوحيدة بين أقرانها في الولايات المتحدة الأمريكية.اجتمع ما يقرب من ألفي طالب من تسعين جامعة أمريكية في جامعة ميتشيجان لوضع أحوال الإسلام والمسلمين في أمريكا الشمالية في طاولة نقاشهم.

وكان ضمن الاقتراحات الواجب الأخذ بها والمضي قدماً في إبرازها هو إنشاء جامعة إسلامية يتم تمويلها من جهات غير معروفة في الغالب علي رأسها ليبيا، وكان المتحدث بهذه الفكرة هو أحمد توتونجي الذي كان أحد قادة الاتحاد في أعوام سابقة.وكان من المتوقع أن تتسبب هذه الآراء في عمل الكلية الإسلامية الأمريكية ويترأسها القائد السابق في الاتحاد أحمد صقر.


الوقف الإسلامي بأمريكا الشمالية

أظهر الموقع الحالي للإخوان المسلمين بأمريكا وجود منظمات إسلامية أخري انبثقت من الجهود السابقة ومن التجربة الناجحة لاتحاد الطلاب المسلمين.

كان ضمن هذه المؤسسات الوقف الإسلامي بأمريكا الشمالية، الجمعية الطبية الإسلامية، رابطة الشباب المسلم العربي، الشباب المسلم في أمريكا الشمالية.تم تأسيس الوقف الإسلامي في 23 من مايو 1973 علي خلفية شراكة في ولاية إنديانا.

وقد تم رصد عنوان لها في مسجد الأمين في ولاية جاري حيث يقيم الطالب المسئول عن إدارتها. وكانت هذه المنظمة قد ضمت عدداً من الأساتذة كان منهم: بارزينجي وصقر ومعين الدين صديقي وأحمد عثمان. كما ضمت أيضاً محمد شامة الذي أصبح شريك الطالب في إدارة المنظمة.

وكان ضمن مستهدفات المؤسسة أن تخدم اتحاد الطلاب المسلمين في أمريكا وكندا من خلال التشارك في نشاط تنموي غير مستهدف الربح وخالي من الضرائب.وقد تم إعلان الميزانية العامة للشراكة لتكون 340000 دولاراً بالتشارك مع أربعة جهات داعمة هم:

مسجد الأمين وفي ميتشيجين كان آن آربار لخدمات الكتب التابعة للاتحاد والعالمية لطباعة الرسوم المتحركة في منتجع تاكوما وماريلاند والإسلامية لخدمات الكتب بولاية سينسيناتي.

هذا وقد أدت منظمة الوقف الإسلامي إلي بدأ العمل الإسلامي الاجتماعي ودعمه في النهوض بأعبائه. لقد صرح النعمان في هذا الصدد أن هذه خطوة تقع من الأهمية بمكان وتتلخص في التحول بنشاط الاتحاد وانغلاقه علي ساحة الجامعة ليكون نواة صالحة في المجتمع لها أثرها ومكانتها.

سعينا من جانبنا لتكوين هذه النواة من خلال فكرة البيت المسلم. تقف هذه الفكرة عند حد تصور مد العمل الجامعي من خلال الاتحاد إلي بع اجتماعي وذلك من خلال بيت يتم تخصيصه للجامعة لتمارس فيه نشاطاتها الدعوية وتؤدي فيه الصلوات المكتوبة وتدعو له الطلاب وغيرهم من الراغبين حتي يكونوا النواة الفعالة المفتوحة أمام الجميع للالتحاق بهذا الركب الإسلامي.

ثم قام الشباب بعد ذلك بتطوير هذه المنظومة لتكون مركزاً إسلامياً جامعاً يكون قبلةً ومنارةً للباحثين عن الإسلام ومؤسساته وانتشرت المراكز في الولايات بفضل الله ونسأل الله القبول والتوفيق.

وفي مسألة تمويل المنظمة والجهات المسئولة عنها أمر هام، فهذه الجهات حسبما صرح المصدر متفرقة وليست متقاربة مما يؤكد علي الانتشار الجيد التي تتمتع به جماعة الإخوان علي الصعيد الاجتماعي الأمريكي.

ومن خلال التمويل الذي نجح الاتحاد في اجتذابه من خارج البلاد، قام بعد ذلك بتطوير ضروري يتمثل في عمل وحدة استثمارية كانت هي مؤسسة الوقف هذه التي نجحت هي الأخرى في بناء المساجد والمدارس وغيرها من المؤسسات الإسلامية التنويرية إلي جانب نشر الكتب من خلال منظمات النشر العالمية التابعة لها مثل الوقف الإسلامي لأمريكا الشمالية ودار طباعة الرسوم المتحركة إلي جانب دار الإسلامية لخدمات الكتب.

وأظهرت تحقيقات أجرتها صحيفة شيكاغو تريبيون هذا التأثير الذي حظيت به الجماعة وخاصة من خلال قادة مسجد منطقة شيكاغو الذين كانوا في غاية الاعتدال والتأثير علي المجتمع المجاور.

يخص هذا المسجد بعض الفلسطينيين المهاجرين الذين قاموا بشراء قطعة الأرض الخاصة بالمسجد هذه وبنوا عليها المسجد بمعرفتهم، لكنهم كانوا علي قدر كبير من الجهل.

وفي الستينات جاء جيل جديد من الشباب الواعي الفاهم فجمع تبرعات بلغ حجمها 1.2 مليون دولاراً من الحكومات السعودية والإماراتية حتي قاد المسجد إلي انتعاشة جديدة بعد الركود الذي مني به.

وعلي هذه الخلفية تولي هذا الجيل مناصب قيادية في الجمعية التأسيسية للمركز الإسلامي وقاموا باستبدال إمامه بإمام مصري ملتزم يسمي أحمد زكي حماد والذي عرف فيما بعد حسبما ينص التقرير بقائد الإخوان المسلمين في أمريكا.

عمدت اللجنة التأسيسية الجديدة في الضغط علي المؤسسين للمسجد لضمه إلي مؤسسة الوقف الإسلامي لأمريكا الشمالية، لكنهم رفضوا ذلك بذريعة انتماء هذه المنظمة للإخوان المسلمين وباتوا يعقبون علي ذلك بالتأكيد علي أنهم يتبنون نظرية الإسلام الميسر الذي يعتبر الإيمان أحد مكوناته ضارباً عرض الحائط بالأصولية والتشدد. لكنه رغم كل ذلك، فقد تم ضم المسجد للوقف الإسلامي بعد صراع كبير بلغ مداه بضم المسجد في 1981.


القاضي أمينًا لصندوق الإخوان المسلمين

وفي عشية تأسيس الوقف الإسلامي، انتقل أحمد القاضي إلي يبرينج فيلد ميسوري من مونرو لويزيانا. وقالت صجيفة شيكاغو أنه في الأساس قد ترك النمسا وجاء هنا إلي مونرو بدايةً بغرض استكمال التدريب الطبي الخاص به في 1967.

وتقول السجلات العامة بأن أحمد القاضي قد تم تعيينه للعمل في 1968 في مستشفي كونواي ميموريال هوسبيتال الواقعة في مونرو.وتقول الجريدة بأن القاضي قد التحق بالجمعية الثقافية فور وصوله هو وأسرته إلي سبرينج فيلد وقد أقام بها من عام 1973 حتي عام 1978 حيث كان ضمن فريق طبي فيها.كما تم تسجيل عائلة القاضي في سجل الإقامة داخل البلاد في أبريل 1977 كما قام بتسجيل مولود جديد.

وتقول الصحيفة بأن القاضي قد انتقل إلي ميسوري حيث قالت بأنه أصبح أمين صندوق الإخوان المسلمين في أمريكا. وعليه قام بالتجول برفقة زوجته بين الولايات لجمع التبرعات وحصص المشاركة من الأعضاء والتي قدرت بثلاثة بالمائة من جملة الدخل يدفعها الفرد في الجماعة من أجل تمويل مشاريع الجماعة الدعوية مثل المؤتمرات والندوات ونشر الكتب وغيرها.

ويجتمع الأعضاء في مؤتمر حاشد في فندق عالي المستوي للتشاور تحت راية الجماعة الثقافية كما يقومون بالانتخابات علي مناصب الجماعة القيادية.

ويقدر عدد الحاضرين بأنه يتجاوز الألف شخص. وفي 28 أكتوبر 1974 قام أعضاء الجماعة الثقافية باستصدار قانونية الشركة التي أسموها ميسوري بينوفولانت كوربوراشن وكانت المناصب القيادية فيها كالآتي:

أحمد القاضي كرئيس، ومحمد شامة كنائب للرئيس وشريك في الوقف الإسلامي، محمد جاجهيلت كأمين صندوق، ربيع أحمد كعضو مجلس إدارة وكان الأمين العام لاتحاد الطلاب المسلمين في 1979 ويعمل كجراح مخ وأعصاب في جامعة ميسوري، مظفر بارتوماه وهو إيراني المولد وسني يعمل كأخصائي أشعة وكان أحد رؤساء الاتحاد وتم تعيينه هنا كعضو مجلس إدارة. وتقول الجريدة بأن القاضي قد عمل كرئيس للوقف الإسلامي مقترحةً بأنها كانت هي الجهة الاستثمارية الداعمة الأولي للإخوان في أمريكا.


تنظيم دولي مماثل

لقد سعي الثلاثة العراقيون بارزينجي وتوتونجي والطالب إلي أن يبكروا بالتنظيم لدعوة الإخوان في أمريكا قدر المستطاع حتي يحققوا غايتهم المستفادة في أقرب وقت ممكن.

كما حاول الثلاثة أن يربطوا طلاب المسلمين ببعضهم البعض مع تباعد الأقطار والأمصار، لذا حاولوا جاهدين في خلق آلية يتقابل فيها طلاب العالم الإسلامي ويعبروا عن رغباتهم ويأنسوا ببعضهم البعض من خلال أنشطة دولة تنظمها اتحادات طلابية إسلامية عالمية.

ومن موقعه كرئيس لاتحاد طلاب المسلمين، قام توتونجي بخط رسالة في ديسمبر 1966 يحث فيها علي إنشاء منظمات طلابية عالمية تتخذ من السعودية مقراً لها أو بدايةً لمشوارها وتعمل علي ربط الطلاب ببعضهم البعض مع تباين الأقطار والأمصار.

وكما تعلمون جيداً فهناك فقط منظمتان طلابيتان عالميتان يمثلان طيفان سياسيان مختلفان، لكن علي كل حال لقد تم العزم علي أخذ هذه الخطوة.

قام المنوطون باتخاذ هذه الخطوة بالاجتماع في نيجيريا ما بين الثاني والعاشر من يوليو لبحث هذه القضية والمسارعة في اتخاذ اللازم. وعليه تم تعيين لجنة تحضيرية في نيجيريا استأنفت عملها في السودان للتحضير لمثل هذه الخطوة ووضع الميثاق والآليات التي تتحكم في سير هذه المنظمة المرتقبة.

كما اجتمعت رئاسة اتحاد الطلاب المسلمين في آن آربار في ميتشجان ما بين الثاني والسادس من سبتمبر لبحث ملف إنشاء المنظمة الطلابية العالمية المرتقبة ووضع دستور يحكمها ويدير نشاطها ويفعله بالشكل المطلوب.

وقد تم تشكيل اللجنة المنوطة بإدارة هذا الملف، وإنه لمن بالغ سعادتي وعظيم فرحي أن يتم هذا العمل بمنتهي السرعة ويلتقي طلاب العالم الإسلامي علي كلمة سواء.

وبعد سلسلة من الاجتماعات التي تمت في أفريقيا، عقد الاجتماع الأخير الذي توج هذا العمل في مكة ليعلن ميلاد الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية ليكون شريكاً فاعلاً لاتحاد الطلاب المسلمين في أمريكا وكندا وكان ذلك في فبراير 1969.

وقام الاتحاد الجديد بعمله وأولي اجتماعاته في 1969 و 1971 في مسجد آيشن بألمانيا الذي يعرف بأنه أكبر تجمع لإخوان سوريا هناك بألمانيا.

وقد تم بعث خطاب في 29 أغسطس 1969 من جانب توتونجي يخبر فيه الأمين العام للأمم المتحدة بأنه قد أصبح الأمين العام للاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية، وقد خلفه في هذا المنصب رفيقه الطالب حسبما ورد في سيرته الذاتية.

وعلي خلفية تأسيس هذا الاتحاد الجديد، تم تأسيس الرابطة العالمية للشباب الإسلامي إنطلاقاً من الخبرة المكتسبة من الاتحاد الجديد حيث كان ذلك في 1972 ومقره الرياض.واستهدفت الرابطة المضي قدماً في مشاركة المنظمات الشبابية الدعوية عملها ودعوتها في هذا الاتجاه.

ووصف بارزينجي نفسه بأنه هو المؤسس للمؤسسة الأخيرة هذه وعمل فيها توتونجي كنائب لرئيسها الدكتور عبد الحميد سليمان.

ومن خلال هذا التشابك بين المنظمات الناشئة يتضح لنا نشأتها من رحم اتحاد طلاب المسلمين الذي نجح في تأسيسها في منطقة الكاريبي وضخ التمويل عليها من قدر الإمكان وتبنيها علي مستوي القيادات والإداريين لها.

فقد عمل مثلاً توتونجي كرئيس للمنظمتين الأخيرتين ومساعداً لرابطة الشباب الإسلامي الحديثة النشأ إلي أن انتهي به المطاف ليحتفظ بعضويته إلي جانب عمله في الاتحاد الأول.

زار الأخير منطقة الكاريبي لثلاثة مرات أولها في 1968 حيث زار ترينيداد وباربادوس وجويانا. وكانت الزيارتان الأخيرتان لترينداد في 1994 و 1995. وقد تمت تسميته بالراعي للعمل الإسلامي في المنطقة لما قام به من جهود ضخمة.

كما كان لتوتونجي وصقر باكورة العمل في جنوب أفريقيا حيث زارها الاثنان ما بين 1971 و 1974 كضيوف علي المنظمة الإسلامية حديثة الإنشاء هناك المسماة حركة الشباب الإسلامي بجنوب أفريقيا.

ندا العالمية

وبعد أن أسس الاثنان بارزينجي والطالب للمنظمتين الأخيرتين، الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية والرابطة العالمية للشباب الإسلامي، اتصلوا بيوسف ندا الذي أقام علاقات تجارية ناجحة مع المملكة العربية السعودية أخيراً في تجارة الأسمنت. وقد دعم يوسف ندا علاقاته مع غالب علي همت الذي أجبر سعيد رمضان علي ترك مجلس إدارة مسجد ميونخ وسيطر عليه بمفرده ليكون تحت كلمته.

تحكي جريدة وول ستريت جورنال عن نشأت العلاقات وتطورها بين يوسف ندا وهمت فتقول: لقد عمل يوسف ندا في جناح استثماري عالي المستوي مع ليبيا حتي عام 1969، لكن جاء الانقلاب العسكري هناك ليقلب الأمور رأساً علي عقب ويدمر كل ما بناه يوسف بما فيهم علاقات العمل تلك.

أصيب يوسف بأزمة انهيار عصبي حاد فذهب إلي عيادة بمدينة فيزبيدن بألمانيا. وقرر يوسف من يومها أن يتجه نحو سويسرا والجناح الإيطالي فيها بالقرب من بحيرة لوجانو.

وعليه لم ينفصل يوسف عن همت وقد كانت بينهما علاقة سابقة لكن بعد المسافات هي التي حالت بينهما، لكن تلاشي هذا الأمر مع سكن يوسف سويسرا.

دعي همت من جانبه يوسف ندا إلي أن يكون عضواً للجمعية الإسلامية لجنوب ألمانيا التي تتبني مسجد ميونخ في ثوبها الجديد فوافق وانضم لهم في 1971.

وما بين عامي 1978 و 1982 شهدت أمريكا ولادة اثنين من أبناء يوسف ندا وقام بتسجيلهم هناك، وصرح في مقابلة مع وول ستريت جورنال أنه يملك علاقات عمل واسعة مع أمريكا. وكان أحد أطفاله قد ولد في بنساكولا فلوريدا حيث يوجد أحمد القاضي الذي كان يعمل كمدير لقسم العمليات في مستشفي بنساكولا في نفس التوقيت.

وفي 7 ديسمبر 1976 قام يوسف ندا بتأسيس شركته ندا العالمية في ليشتنشتاين لتكون محور عملياته التجارية مع السعودية.

وفي 21 يناير 1978 انضم كل من الطالب وبارزينجي ومحمد شامة إلي مجلس إدارة الشركة وظلوا فيها حتي قدموا استقالاتهم في 19 سبتمبر 1983.

وانضم همت هو الآخر في 24 فبراير 1978 ليكون في مجلس الإدارة. وفي مقابلة مع يوسف ندا،اعترف بأن الطالب كان ضمن الكيان الإداري لشركاته ما بين 1976 و 1981 في ليشتنشتانين وكذلك كان بارزينجي مديراً لأحد فروع الشركة في الرياض في المملكة العربية السعودية.

هذا وقد نصت نظم معلومات الشركة علي أن بارزينجي كان نائب رئيس شركة ندا العالمية فيما بين 1977 و 1982 كما كان الطالب نائب مدير قسم الهندسة في الشركة فيما بين 1974 حتي 1982.وفي أبريل 1978 رشح يوسف ندا الطالب لعضوية IGD e.V.


جبهة المنظمات الكبري (1975-1984)

وفي حديث له، أعلن النعمان أن هذه هي فترة الانفتاح العام علي المستوي المؤسسي، لذا اتجهت الجماعة في هذا الاتجاه وقد أثر بلا شك علي الجماعة داخلياً حيث كرست جهدها في هذا الاتجاه فقط دون النظر إلي الجماعة من الداخل.

في هذا التوقيت كانت أمريكا مهب الوفود الطلابية وغيرها في العالم وكان الطلاب يأتون علي خلفية عملهم مع الجماعة في بلادهم.

لقد نجح الإخوان في هذه الفترة الانفتاحية العصيبة بسبب التخطيط الجيد لحملات التبرعات والمساهمات الشعبية معتمدين علي مصادرهم الواسعة في الشرق الأوسط مما أكسبهم قاعدة جماهيرية مساهمة أدت وما زالت تؤدي إلي نجاح مشروعاتهم الكبري التي تلتهم التمويل المالي وتعطي في المقابل أثراً دعوياً جباراً.

مع تدفق الشباب للولايات المتحدة الأمريكية الذين كانوا علي معرفة وثيقة بالإخوان في بلادهم يبدو التعامل وتوظيف هذه الطاقات المتمرسة سهلاً لكن يبدو أن الأمر ليس كذلك.

لقد جاء هؤلاء الشباب إلي هذه البلاد فوجدوا فيها طبيعة دعوية غير مستأنسة لهم فهم قد تربوا علي مناهج معينة وأبعاد دعوية وجهداً ما غير ما هو محتاج هنا ومنه نبعت المشكلة وبدأت التساؤلات: لماذا تفعلون هذا؟ وكيف تفعلون هذا؟ وما هي المناهج التي تتبعونها في التربية هنا؟ وما هي الأطر التنظيمية المتبعة هنا؟ وغيرها من الأسئلة المطروحة.

باتت هذه التعقيدات أمراً غير مستساغ بالمرة من قبل هؤلاء الوافدين فكان الأمر ما حدث في معسكر 77 حيث تواجدت قيادة أخري صعدت قيادياً في 78 لتشكل المزيد من التعنتات القيادية التي لم تعمل وفق المخططات واحتياجات البلاد ورأينا تخبطاً واضحاً في مواقفهم وإطار التعامل مع الجيوب التنظيمية وطوي ذراعها من الخلف في الكثير من الأحيان.

وفي مؤتمرات 77 و 78 و 79 ناقش الإخوان أبعاد هذه المشاكل التي طرأت علي ساحتهم في الآونة الأخيرة فوجدوا منها المزيد. كانت هذه هي أعظم محن الإخوان ومنحها في المستقبل حيث وقف الإخوان علي حقيقة أمرهم ومستقبل دعوتهم والتقدم الذي أحرزوه وإلي أي مدي ستؤثر هذه المشاكل في المستقبل الدعوى وكيفية القضاء عليها مهما كلف الأمر.

وعليه ظهر فريقان من الإخوان أحدهما يريد تغيير الأمر الواقع والآخر يريد الإبقاء عليه. لذا كان القضاء الفصل بمحاكمة ومحاسبة من له مسؤولية ورقابة مما فتح الباب في أول مرة للقواعد الإخوانية والجيوب التنظيمية من أن تدلي بآرائها في القيادة التي كانت تُري علي أنها معصومة من الخطأ ويجب السير خلفها وعدم استجوابها علي كل حال وأن تكون لها كلمة في وحدة الصف.

ومع قدوم انتخابات 79 التي أفرزت جيلاً جديداً بدد كل الظلمات التي حلت بالجماعة في هذه الآونة إلي جانب تبني أفكاراً تقدمية تنظيمية أخري،كان البعد الجديد في إدارة الجماعة بشكل مؤسسي.

قامت الفكرة التنظيمية الجديدة علي أساس المسئول العام الذي يشرف علي الجماعة بشكل عام وعلي مجلس الشورى بشكل خاص، ثم يقوم مجلس الشورى بإصدار قراراته للجان التنفيذية التي توزع علي مناطق لها مسئولوها الذين ينفردون ببعض القرارات حتي يصل التسلسل القيادي إلي العضو البسيط الذي يمثل منتهي الهرم التنظيمي.

وعلي هذا الأساس يكون التقييم والمراقبة للأداء. وعليه ظهر الإخوان في مقدمة الثمانينات في أمريكا بشكل خاص جداً من ناحية التركيز علي الأهداف السامية في الارتقاء الدعوى والأخذ بسبل التقدم والازدهار وخبرات السابقين عليهم في مناطق أخري. لذا كانت التحولات الهائلة في تاريخ الإخوان المسلمين في أمريكا الشمالية.

وربما كان صاحب فكرة المسئول العام وأول من طبقها هو أحمد القاضي الذي كان مسئول الإخوان في أمريكا في 1984 حسبما أودت جريدة شيكاغو تريبيون في تحقيقاتها.

لقد ترك أحمد ميسوري ذاهباً إلي مدينة بنما في فلوريدا حيث أقام عيادة أكبر الطبية والتي تم تمويلها بما يقرب من 2.4 مليون دولاراً وكان أحد مموليه حماه المسمي أبو السعود. هذا وقد أقام القاضي ضمنها مدرسة إسلامية ومسجداً صغيراً.


الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية

في هذا الإطار الذي تتقدم فيه المنظمات الإسلامية في أمريكا نحو الأمام، قرر اتحاد طلاب المسلمين في 1975 أن يفعل نشاطه في أمريكا الشمالية من خلال أمانة عامة أو مركز إسلامي. وعليه تم نقل مراكز الاتحاد من جاري إلي انديانولوليس.

ووقع الاختيار علي انديانوبوليس بالذات لأسباب من أهمها انخفاض معدل الجريمة وانخفاض تكاليف المعيشة ووجود مؤسسات علمية واسعة إلي جانب تواجد حياة اجتماعية تتصف بالتسامح والتواصل.

وفي 23 يونيو 1976 تم تسجيل الجماعة الثقافية علي أنها شركة غير مستهدفة الربح لتكون علي عنوان منزل أحمد القاضي ليكون عنواناً تجارياً آخر له.

هذا وقد شغل أحمد القاضي منصب الرئيس بينما شغل شامة منصب السكرتير وهو في عنوانه بإنديانوبوليس.

وأخيراً في سبتمبر 1976 حصل الوقف الإسلامي بأمريكا الشمالية علي قطعة أرض بلغت 124 فداناً غرب مطار انديانوبوليس قليلاً ليتم فيها بناء مكاتب اتحاد الطلاب المسلمين ويكون مقره الدائم.

هذا وقد طلب الطالب إعداد اجتماع طارئ لبحث مهمة لابد من الخوض فيها. فتم الاجتماع في 1977 في بلاينفيلد لبحث توسيع المجال الدعوى للاتحاد وخاصة أنه أصبح يملك قدرات هائلة وقد تنامي احتياج الناس في أمريكا الشمالية إلي منظمة إسلامية كبري تخدم أغراضهم من خلال منظماتها الفرعية.

لذا كان وضع حجر الزاوية للعديد من المنظمات إلي جانب المنظمة الأم والكل تحت رعاية اتحاد الطلاب المسلمين والوقف الإسلامي. كانت المنظمة الأم هذه التي تم التخطيط لها هي الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية التي تم افتتاحها في ربيع الأول 1403/يناير 1983 ومن خلفها رابطة الجالية الإسلامية في أمريكا وكندا وكذلك الجمعية الطبية الإسلامية واتحاد العلماء المسلمين والمهندسين وجمعية العلماء الاجتماعيين المسلمين والذين أسستهم منظمة الوقف الإسلامي لأمريكا الشمالية. كما كان إلي جانب ذلك جمعية المعلم المسلم ومؤسسة الأوقاف الإسلامية الكندية.

وفي اجتماع عام 1977، تم إضافة المزيد من التطورات علي ما حدث في العامين السابقين علي مستوي تمثيل المقرات وغيرها.

وفي حديث له علي وكالة أنباء محلية، أدلي بارزينجي بحديث له أكد فيه علي نية منظمة الوقف الإسلامي بناء مسجد علي قطعة أرض قاموا بشرائها.

وقد تم توصيف الأخير في هذه الفترة علي أنه مدير منظمة الوقف الإسلامي لأمريكا الشمالية. وقد تم التأكيد علي منصبه هذا من خلال قاعدة معلومات الشركة.

ثانياً في يناير 1978، تم الإعلان عن شراء قطعة أرض في بلاينفيلد في انديانا يتم بناء مسجد عليها إلي جانب حجرات دراسية وصالة ألعاب وغرف إقامة مجهزة و صالة جيم.

ثالثاً في أوائل مارس 1978، قامت هيئة الأبنية بالتصديق علي مجمع تقدر تكلفته بـ5 حتي 10 مليون دولاراً.

وأخيراً في أكتوبر 1979 تم التعرف علي بورطوماه علي أنه يشغل منصب مدير الجماعة الثقافية إلي جانب وصفه في مقال صحفي علي أنه مدير الاستعلامات في اتحاد الطلاب، في حين كان مدير الجماعة الثقافية أحمد ربيع قد شغل منصب مدير عام الاتحاد وقد صرح بأن الاتحاد يدير صندوق إغاثة أفغانستان وقد بعث بالفعل ببعثة طبية تضم عدداً من الأطباء عبر باكستان.

وقد وجدت هناك العديد من التقارير حول عملية استكمال هذا المشروع الضخم، لكن تم الوصول إلي المرحلة الأولي في البناء والتي كلفت 3.5 مليون دولاراً لتكون مسجداً يسع خمسمائة مصلي إلي جانب مكتبة بها 80 ألف مجلد وقاعة بحث مجهزة.

هذا وقد صرحت واشنطن بوسط أنه قد تم تمويل هذا المركز بما يقرب من 21 مليون دولاراً تم جمعها من قادة جماعة الإخوان المسلمين وعلي رأسهم الشيخ يوسف القرضاوي ويوسف ندا وكذلك بمشاركة أمير قطر.

هذا وقد ذكرنا سالفاً علي أن بارزنجي والطالب قد عملوا سوياً مع يوسف ندا وقد خططوا بالفعل لتمويل مثل هذه المشاريع الضخمة من قبل ذلك حيث كان هذا المشروع الضخم يأخذ خطواته واحدة تلو الأخرى علي أرض الواقع.

هذا وقد أوضحت السجلات أن هذا المجمع سيخدم أو من المتوقع له أن يكون مركزاً رئيسياً للمنظمات التالية: اتحاد الطلاب المسلمين، الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية والوقف الإسلامي لأمريكا الشمالية وكذلك المنظمات التابعة لهم كالجمعية الطبية الإسلامية ورابطة الشباب المسلم العربي ورابطة الجالية الإسلامية في أمريكا وكندا ومؤسسة التطور الدولي ومجموعة الدراسات الإسلامية الماليزية.

كما أوضحت بعض السجلات أن الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية قد تأسست وتمت إدارتها من قبل الإخوان المسلمين بدايةً في 1985.

وقد نصت وثيقة عن الإخوان المسلمين قالوا فيها بأنه في عام 1980 قمنا بمزج اتحاد الطلاب المسلمين ليشكل قواعد الحركة الإسلامية في أمريكا الشمالية بصفوفه التي تشتمل علي المهاجرين والمواطنين والجنسيات المتعددة علي حد سواء.

وصرح الإخوان مجددا بأنهم قد أقاموا الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية في 14 يونيو 1981 في إنديانا بغرض نشر الإسلام الشامل بما تحمله الكلمة من معني في ربوع أمريكا الشمالية وهداية الناس إلي ما فيه الخير لهم.

هذا وقد اتخذوا من بلاينفيلد عنواناً لها حيث قاموا بتشييد مبناها هناك. وقاد هذه الجمعية بدايةً ثلاثة هم: إقبال أونص وطلعت سلطان ومحمود رشدان. وقد تشكل مجلس الإدارة من الأعضاء الآتي ذكرهم:

سلطان، سيد سعيد، نذير الدين علي، سيد امتياز أحمد وهارون قاظي.

وقد بدي هؤلاء النفر من قيادات الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية أيضاً لكنهم كانوا من الجماعة الإسلامية في باكستان مما أثار غضب الممولين السعوديين للجمعية فذهبوا وتركوها علي حد ما ذكر كوكب صديقي المحرر في نيوترند.

لقد حذر الأخير كثيراً من خطر تمويل هؤلاء المحتكرين الذين يمثلون مافيا الإخوان فهم يمثلون أنفسهم في ميادين مختلفة عن فشل الأول كان الثاني لهم فيه نصيب.

لذا فهم يتنقلون من مدينة إلي مدينة مانعين للإصلاح أن يخطوا خطاه ويلقي حظه من التمثيل. لذا يذكر الدكتور محمد عمر فاروق الأستاذ المشارك بجامعة أيووا العليا بقسم الاقتصاد هذا الخطر الذي أحدثه التمويل السعودي في أنشطة الجمعية الإسلامية في أمريكا الشمالية.

لقد حضرت نشاطهم أولاً في 1981،يذكر المصدر، وقد بدي هناك شكل ما في آراء مختلفة حول دور الجمعية بين الجالية الإسلامية.

ثم حضرت بعد ذلك بخمس سنوات فوجدت الخطر التمويلي قد استفحل وبدت حقيقة نشاطات الجمعية التي أثارت الجالية ودبت بينها الشقاق علي مختلف أصعدته بين مختلف المراكز الإسلامية التي دخلت حيز أمانة الجمعية. تجدهم قد اختلفوا علي الخطبة واتجاهها وكافة الأنشطة والمرجو منها، بل ربما يصل هذا النوع من الشقاق إلي بعض الجمعيات ذات الصبغة الأكاديمية مثل جمعية العلماء الاجتماعيين المسلمين حيث قمت بتقديم العديد من الأبحاث لهم.


الاتحاد الإسلامي من أجل فلسطين

في 1981 بالتزامن مع تشكيل الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية، قام الإخوان بتشكيل الإتحاد الإسلامي من أجل فلسطين ليكون آخر جبهة من الجبهات التي كونها الإخوان علي حد قول النعمان.

ويذكر مصدر إخواني آخر كيفية تكوين هذا الإتحاد فيقول:

في عام 1981 قام الإخوان بتشكيل هذا الاتحاد حيث استهدفوا منه إحياء القضية الفلسطينية المركزية عند الإخوان علي مستواها السياسي والإعلامي مستعينين بخبرات إخوانية من قيادة وقواعد لكنهم ركزوا علي المهاجرين والجالية العربية علي حد مطلق والفلسطينيين علي حد خاص.

ووصف مسئول رفيع في وزارة المالية أن هذا الاتحاد يوالي حماس تماماً ويقع تحت سلطتها قيادياً. لقد تم تشكيله في 1981 علي يد الدكتور علي مشعل وبإشراف خالد مشعل الشخصي الذي كان ناشطاً إخوانياً وربما أصبح بعد ذلك أميناً عاماً لحماس. سنتعرض لنشاط الاتحاد هذا بتفصيل أكثر مجدداً.


مجموعة صفا

المعهد العالمي للفكر الإسلامي

وبالتزامن مع إنشاء الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية، نشأت أيضاً مؤسسة فكرية تنظيرية في مثل هذا الزمن. صرح سليمان البحيري رجل الأعمال المصري لمسئولي الجمارك الأمريكية أنه سمع بانعقاد مؤتمر دولي في لوجانو في سويسرا في بيت يوسف ندا وقد حضره الكثير من الشخصيات العربية والإسلامية الهامة ويستهدف من البداية مناقشة مشاكل العالم الإسلامي ومن ثم وضع مخطط لها إلي جانب التأسيس الفكري للحركات الإسلامية الموجودة علي الساحة في الثمانينات، وقد كان عقد هذا المؤتمر في 1973.

وقد تم بالفعل عمل نسخة أخري من هذا المؤتمر الفكري في 1977 وقد صرح مفكر إسلامي مؤكداً علي أن بارزينجي والطالب قد حضرا هذا المؤتمر.

في هذا الجو الفكري الذي أثار إعجاب الجميع نبعت فكرة المعهد العالمي للفكر الإسلامي وقد كان ضمن أهداف جمعية العلماء الاجتماعيين المسلمين أن يؤسسوا لأسلمة العلم بطرقهم الخاصة ليتم التكامل مع هذا المعهد الوليد الجديد في مؤسسته الفكرية علي ضوء تلك التجمعات التي حدثت في لوجانو مؤخراً في 1977.

هذا وقد حضر المؤتمر التأسيسي، الذي استضافه أبو السعود والد زوجة أحمد القاضي وهو من قادة الإخوان المعروفين دولياً ولديه علم غزير بالبنوك الإسلامية، لفيف من قادة الإخوان في العالم علي رأسهم رشدان الأمين العام السابق لاتحاد الطلاب المسلمين ومؤسس الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية، والفاروقي من اتحاد طلاب المسلمين، أبو سليمان مؤسس الجمعية العالمية للشباب الإسلامي، القرضاوي، محمد المبارك الأستاذ بجامعة بن سعود السعودية، جمال الدين عطية المتخصص في البنوك الإسلامية، خورشيد أحمد قائد الجماعة الإسلامية في باكستان، الدكتور أحمد العسال رئيس الجماعة الإسلامية الدولية في إسلام أباد، طه جابر العلواني من الجمعية العالمية للشباب الإسلامي. وقد وكلت مهمة تسجيل وتأسيس المعهد إلي أبو سليمان الذي انتقل من فلاديلفيا ليقوم بتسجيل المعهد في 8 نوفمبر 1980 علي عنوان الفاروقي في بينسلفانيا.

وقد أكدت السجلات علي عضوية التالي أسمائهم في مجلس إدارة المعهد:أبو سليمان كرئيس والفاروقي كسكرتير ورئيس صندوق وعضوية كل من العلواني وبارزينجي وأنور إبراهيم. ورغم أن التقرير قد أهمل ذكر توتنجي، إلا انه قد حفظ مكانه هو الآخر في نشأة هذا المعهد حيث تم التصريح بأنه قد عمل كمساعد للرئيس أو مديراً للمعهد.

وفي عام 1985 تم تسجيل المعهد في فيرجينيا علي عنوان هيرندون حيث يقع الآن. هذا وقد تلخصت أهداف المعهد في تدريب وتثقيف الدعاة والعلماء في مجل أسلمة العلوم الاجتماعية وكيفية الخوض في هذا المجال باستخدام الكتابة أو الحديث أو غيره من الطرق الإعلامية علي وجه واسع النطاق.

وقد أولي المعهد كذلك نشر الكتب التي أثرت العالم الإسلامي بشكل واسع في هذه المجالات، وقد ذكر مصدر ما أن الفاروقي الذي يرأس المعهد قد نجح في جمع 25 مليون دولاراً دعماً للمعهد من السعودية من بنك التطوير الإسلامي هناك بغرض إنشاء هذا الصرح الضخم.

والفاروقي هذا هو ابن قاضي فلسطيني مسلم فر إلي أمريكا في 1948. وقد تجول في البلاد حيث ذهب إلي مصر حيث الأزهر الشريف وإلي باكستان حيث معهد البحث الإسلامي في كراتشي ثم أقفل عائداً إلي أمريكا.

وقد عمد الفاروقي إلي العديد من مؤسسات التعليم الجامعية فدرس فيها مثل جامعة شيكاغو كمدرس زائر في 1963. وما بين عامي 1964 حتي 1968 عمد الأخير إلي العديد من المؤسسات الأخرى، حيث عمل كمدرس مشارك في الدراسات الإسلامية في جامعة سيراكوز كما عمل مدرساً في جامعة تيمبل حيث قضي فيها بقية أوقات حياته الجامعية.

وقد استغل نشاطه في جامعة تميبل ليكون محركاً رئيساً لاتحاد طلاب المسلمين علي مستويات عدة وخاصة فيما يخص أسلمة العلوم الاجتماعية كما أسس أيضاً جمعية العلماء الاجتماعيين المسلمين وترأسها ما بين 1972 حتي 1978 ومن 1980 حتي عام 1982.

ثم عمد الفاروقي إلي إقامة العلاقات ودعمها في إطارها الواجب كونه حتي يتثنى له نشر الإسلام كما يجب. كما أعد برنامجاً للمتخرجين المسلمين من جامعة تيمبل حيث توجب عليهم دراسة القانون الإسلامي والإقتصاد الإسلامي إلي جانب علم النفس الإسلامي. كما شغل في 1980 منصب سكرتير صندوق المعهد العالمي للفكر الإسلامي في ماريلاند.

لقد صب الفاروقي جام جهده في أسلمة الثقافة التي يعتقد أنها سبب المشاكل الكبري الآن. فهو لا يزال يربط المشاكل ومنبعها الثقافي الأول بعدم وجود قيمة روحانية إسلامية تتحكم في هذه الثقافة وتوجهها علي النحو الأمثل حتي تؤتي ثمارها دون القضاء علي الحياة بشكل عام وإحداث هذه المشاكل الناجمة عنها. لذا حفز المفكر هذا المسلمين إلي دراسة الثقافة من وجهة النظر الإسلامية والإدلاء بدلوهم آخذين الإسلام منهجاً ونبراساً للبحث في إطاره. لكن وللأسف فإن الفاروقي قد أولي اهتمامه البالغ بوضع هذا العلم في نطاق البحث في العلوم الاجتماعية فقط، وليس للعلوم الطبيعية عنده حينئذٍ من مكان للبحث فيها هي الأخرى.


مؤسسة سار

في الثالث والعشرين من يوليو عام 1983 تم وضع حجر الأساس لمؤسسة سار في هيريندون بفرجينيا علي يد شركائها الاثنان الطالب وبارزينجي.

وكان ضمن مجلس الإدارة الخاص بالمؤسسة الطالب وتوتونجي وبارزينجي إضافة إلي الفاروقي وعبد الحميد سليمان وبعض أعضاء بنك الراجحي السعودي.

وفي مقابلة شخصية مع الرئيس السابق للمنظمة قال الدكتور يعقوب مرزا بأن المنظمة قامت أساساً لخدمة مجموعة العلماء المسلمين في الشرق الأوسط وآسيا. وقال بأن المنظمة حاولت جاهدةً أن يكون لها دور في إصلاح الحالات المأساوية التي تمر بها البلاد الإسلامية، وعليه قامت المنظمة باستجداء التبرعات بأكبر قدر ممكن فكان النصيب الأكبر نابعاً من أسرة الراجحي بالسعودية.

وطبقاً لميرزا، صرح مجدداً بأن المؤسسة في 1983 قامت ببعض التغيرات في اتجاهها حيث أقامت المؤسسة علي قاعدة غير مستهدفة الربح وتم تغيير مبدأ التبرعات إلي مبدأ الاستثمار وبحجم استثماري ضخم بعيداً عن الاستمارات ذات الأحجام الصغيرة.

وأضاف "كنا نتلقى من 10 إلي 20 مليون دولاراً كل عام فبدأنا في الاستثمار بهذا المبدأ المتبع لدينا والمعتمد حديثاً".ورغم كل ذلك، فقد اتجهت سار إلي تمويل المنح الدراسية الطلابية للمسلمين الراغبين في الدراسة داخل الولايات المتحدة وكان ذلك في مارس عام 1999.

وأكد ميرزا علي أن الهدف السامي من وراء جمع هذه الاستثمارات هو المزيد من النشاطات الخيرية، وعلي هذا الأساس فضلت عائلة الراجحي في السعودية علي أن تستثمر أموالها معنا طبقاً للمكاسب التي يجنوها إلي جانب مشاركاتهم في التبرعات والحملات الخيرية التي تعود عليهم بالنفع بلا شك.

هذا وقد شجعت الحكومة الأمريكية علي ذلك في السبعينات والثمانينات حيث عملت سار في الاتجاه الاستثماري هناك مما عزز المناخ الاستثماري الأمريكي بلا شك. كما أكد مسئول حكومي علي أن إبراهيم حسب الله الشريك في سار قد جاء إلي أمريكا ومعه 3388000 دولاراً حيث الاستثمار مما فتح الباب لسار لضخ المزيد من الاستثمارات داخل أمريكا بالتعاون مع منظمات ومؤسسات تجارية أمريكية.

وعلي الرغم من أن المؤسسات لم تكن بارزة في مجالها الخيري في السبعينات إلا أنه بات من الصعب نسيانها في الثمانينات حيث أصبحت من العلامات المميزة في أمريكا حيث ضمت إمبراطورية استثمارية تجارية تعمل في مجال المواد الغذائية والعصائر من خلال مصنعها هناك كما أنشأت فرعاً لها في شيلي إلي جانب فرعها في زيمبابوي حيث مزرعتها الغذائية هناك.

كما بات من السهل أن ننسب تلك الجهود إلي ميرزا الذي جعل منها هذه الإمبراطورية الضخمة وقادها بحسن إدارته وموقعه فيها كرئيس ونائب رئيس.وتحكي واشنطن بوسط فتقول:

أتي يعقوب ميرزا إلي أمريكا وهو باكستاني الأصل حيث درس الفيزياء وأخذ فيها درجة الدكتوراه من جامعة تكساس في دالاس ثم بدأ خوض غمار التجارة بغرض نشر الإسلام من خلالها وممارسة الأعمال الخيرية جراء الربح المستقي من وراء هذه المعاملات.

بدأ في تجارة العقارات بمعاونة محمد حديد مطور العقارات في واشنطن حتي أصبحت سار من أصحاب الأملاك المعدودين في أمريكا، ثم بدأ في مجال المواد الغذائية حتي قام بشراء شركة مار جاك في جورجيا التي تعتبر من كبري الشركات الممولة لأمريكا في هذا المجال.

لقد تعاظمت سار بشكل مذهل الأمر الذي دفع بعض رجال أعمالها إلي القول "ليس لدي سار أدني مشكلة في التمويل، فهي إن طلبت بعض الملايين أشارت إلي عائلة الراجحي فأغدقت عليها بالأموال فوق الحاجة والطلب. وقد وصفوا ميرزا هذا بالتجاري العبقري فقد تقلد رئاسة اتحاد الطلاب المسلمين ثم كان مبعوثاً للكاريبي لدي منظمات الجمعية العالمية للشباب الإسلامي والاتحاد الإسلامي للمنظمات الطلابية.في السبعينات والثمانينات.

هذا وقد بدت هناك علاقات متصلة علي طول الخط بين بارزينجي والطالب وميرزا حيث سكنوا مع بعضهم البعض في بيوت مجاورة أقامتها لهم شركة تابعة لسار ثم تعاونوا في إطارهم التجاري ليشكلوا مجالس إدارة متحدة للعديد من الشركات التابعة لهم مثل سار كان أحدها مجموعة صفا وشركة يورك.

هذا وقد قامت سار بالفعل بتمويل أنظمة إسلامية سياسية كما مولت مؤسسة يورك في الداخل وما يتبعها في الخارج كمؤسسة يورك العالمية في جزيرة مان.ثم مولت سار هي أيضاً المعهد العالمي للفكر الإسلامي في أمريكا وفرنسا بالعوائد غير مستهدفة الربح التي حصلت عليها الشركة فور ممارسة عملها. كما تبرعت ببعض التبرعات لكنها قليلة لمنظمات الإخوان في أمريكا مثل الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية وغيرها من المنظمات التابعة أو الموالية للإخوان في أمريكا.


حقبة المشاكل (1985-1994)

القيادة

لقد انتهي تاريخ النعمان مع الإخوان المسلمين في أمريكا مع أواسط الثمانينات كما نرى ذلك من وجهتنا. لكن ما زال يؤكد البعض الآخر من خلال وثائق أخري تؤكد علي أن الإخوان منذ هذه اللحظة قد أخذوا في ترتيب صفوفهم علي مستواها التنظيمي من حيث القيادات علي مستوي المجالس والمناطق والدوائر الأقل تنظيماً.

هذا وقد ذكرت وثيقة داخلية للإخوان المسلمين تعرض قائمة بالقيادات التي قادت الإخوان في هذه المرحلة وترجع إلي 18 ديسمبر عام 1988.

وقد بدي أحمد القاضي علي رأس قائمة مجلس الشورى كرئيس للمجلس في هذه المرحلة ثم جاء خلفه في القائمة ما يلي: عمر السوباني المولود في الأردن موسي أبو مرزوق رئيس لجنة فلسطين ومحمد جاجليت رئيس الجماعة الثقافية لمؤسسة سار إلي جانب هاني صقر وزياد أبو غنيمة من إخوان الأردن، ومحمد أكرم عدلوني.


كما تم التعرف علي لجان أخري منبثقة من هذه اللجان ولها رؤسائها وقادتها مثل لجنة المالية واللجنة السياسية القضايا الاجتماعية والتربية والأمن وفلسطين ويقود هذه اللجان الأشخاص التالي أسماؤهم: محمد حنوتي وجمال بدوي وبسام عثمان وعبد الرحمان العمودي وأحمد زكي حماد.

كما ذكر المصدر المؤسسات التي تعمل تحت راية الإخوان المسلمين وهي اتحاد الطلاب المسلمين والجمعية الطبية الإسلامية واتحاد العلماء المسلمين والمهندسين وجمعية العلماء الاجتماعيين المسلمين والوقف الإسلامي في أمريكا الشمالية ورابطة الشباب المسلم العربي والشباب المسلم في أمريكا الشمالية والجمعية العالمية للشباب الإسلامي والجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية إلي جانب مجموعة الدراسات الإسلامية الماليزية.

هذا وقد ذكر المصدر أن أحمد القاضي كان قد لعب دوراً هاماً في رابطة الشباب المسلم العربي. كما وصفت وثيقة للإخوان في 1991 المنظمات الشبابية في أمريكا الشمالية علي النحو التالي: في عام 1985 نشأت المنظمات الشبابية التي تضم الشباب والأطفال الخاصة بالجالية المقيمة هناك لكن دون أدني علاقة بالإخوان حيث كانت نشأتها مستقلة تماماً غير أنها تتبع الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية.

لكن الأمر قد كان في حيز التطور حيث كانوا يعدون مؤتمرات جماهيرية حاشدة والأمر المذهل أنها كانت علي المستوي القاري. هذا ولم يذكر المصدر السابق اسم المعهد العالمي للفكر الإسلامي رغم أنهم قد أضافوا جمعية العلماء الاجتماعيين المسلمين وأبو سليمان قائد مجموعة الصفا.

هذا وقد وصف مصدر عام 1991 المؤسسات التابعة للإخوان ومن تبعهم وصحبهم في ذلك. لكن جاء مصدر عام 1992 ليذكر أنه قد تم إضافة مجلس إدارة لدفتر الإخوان المسلمين في أمريكا إلي جانب مجلس الشورى.

وقد تمت إضافة أربعة من أصل ستة ممن تم ذكرهم في مجلس الشوري وهم: القاضي وعدلوني وصقر والسابوني. إلي جانبهم كان الآخرون: أحمد الحطاب من رابطة الشباب المسلم العربي وحامد الغزالي من اتحاد الطلاب المسلمين بسام عثمان من الوقف الإسلامي وجمال بدوي من الجمعية الإسلامية والوقف الإسلامي.

وإلي جانبهم كان زيد النعمان، كما تم ذكر آخرين غير هؤلاء وقد أخذوا صفة مسئول في إطار تنظيمي آخر علي مستوي المناطق التنظيمية الخاصة بالإخوان المسلمين في أمريكا.


المشاكل:

توحي مستندات الإخوان في هذه الفترة أن قيادات الإخوان في أمريكا قد واجهوا تحديات جمة.

1) التفاعل السياسي

في هذه الفترة الحالكة من الزمن واجه الإخوان في أمريكا تحدياً يدعو الإخوان للنظر تفاعلهم السياسي وأخذ دورهم فيه مع العلم أن هذا النهج ليس غريباً علي الإسلاميين ففي أقطار شتي قام الإسلاميون بالدخول وسط المعترك السياسي ولم يتخلفوا عنه حتي حينهم.

علي هذه الخلفية كتب محرر الجمعية الإسلامية بأمريكا الشمالية يحض الجمعية علي أن تتمتع بفاعلية سياسية في وسط هذا الجو السياسي الذي يحض علي ذلك، لكنه وللأسف لم يلقي أذناً تسمع لهذا النداء في الجمعية وتجيب له مطلبه.

لكن علي العكس تماماً ففي عام 1986 بادر المركز الإسلامي بجنوب كاليفورنيا بعمل لجنة تفاعلية سياسية تابعة للمركز مباشرة فكان لهم السبق مع العلم أنهم ينتهجون نهج الإخوان في إدارة المركز.

في وسط هذه الأجواء المشحونة داخل الجالية الإسلامية في أمريكا الشمالية وخاصة مع تواجد المنظمة الداعمة لإسرائيل باكس، رأت قيادة الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية أن تروي في الأمر وخاصة أنها في موقع المقدمة للمنظمات الإسلامية في أمريكا الشمالية وتتمتع بشهرة وشعبية واسعتين.

مع تزايد الطلب علي دخول الجمعية المعترك السياسي، رضخت الجمعية للمطالب الشعبية وقامت بتكوين لجنة لوضع الاستراتيجيات المطلوبة لتحرك المسلمين سياسياً في أمريكا الشمالية.

فكانت جلسة الاستماع التي فتحت أمام الجميع للإدلاء بآرائهم ومقترحاتهم في هذا الصدد. لقد توجب إذاً علي الجمعية أن تنشأ الجالية نشأة تربوية سياسية علي ما يرام حتي يتعرفوا علي واجبهم ويعرفوا بحق آلية الانتخابات وكيفية الشروع في استخدامها ثم كيفيات التحرك داخل المجتمع واستجداء شعبيته نحو الجمعية وتوجهها السياسي الجديد.

لقد بات لزاماً علي الجمعية بدورها التثقيفي أن تنهج مع الجالية في تربيتهم نهجاً يسمح للجالية أن تناقش وتجادل في قضاياً دينية إسلامية في العمق وأن تتربي علي النظام السياسي الإسلامي حتي تعرف مبتغاها من الحملة السياسية المزمع عقدها من قبل اللجنة السياسية المنوطة بذلك. كما توجب عليها في المقابل إظهار الكوادر السياسية التابعة للجمعية وتنميتهم في هذا المجال حتي تجد من يمثلها سياسياً.

هذا وقد قال قائد الجمعية ورئيسها بوجود ثمة رؤى تتحلي بها بعض قادة الجمعية وهي من المنظور السياسي البحت لهم: فقد قال أحدهم "إننا لم نكن يوماً ما مواطنين خُلص من الدرجة الأولي في هذه البلاد ولن نسعى أن نكون كذلك لأنه ينبغي علينا إذاً أن نوافق علي سياسات البلاد ومؤسساتها الاستراتيجية، لكننا هنا في هذا البلاد حتي يتثنى لنا الضغط علي هذه المؤسسات السياسية والاستراتيجية من الداخل حتي تتراجع بعض الشيء عن قراراتها.

وفي نوفمبر 1987 أعلنت الجمعية إنشاء مؤسستها السياسية المسماة "إسنا باك" لتكون جبهتها السياسية الخاصة بها ويتولى قيادتها عبد الرحمان العمودي رئيس اتحاد الطلاب المسلمين السابق والسكرتير النتفيذى لرئيس مؤسسة سار وقد كان الأخير الممثل الإقليمي للجمعية في واشنطن.

ثم عمد الأخير في يوليو 1990 بصحبة أبو السعود والد زوجة أحمد القاضي فتشاركا معاً في تشكيل المجلس الإسلامي الأمريكي الذي صب اهتمامه البالغ في السياسية ودعا الجالية إليه في هذا الشأن.

وقد بدأ العمودي عمله ليكون قائداً لمجموعة.واقترح مستند عام 1991 أن ناقوص انخراط الإخوان في العمل والفاعلية السياسية الأمريكية قد دق أجراسه ليتم تنظيم حزب سياسي ومكاتب تمثيل سياسي محلية ويتم عمل شعارات ومنظمات أمريكية للعمل السياسي الأمريكي ومراكز معلوماتية تختص بالتعريف السياسي وغيرها الكثير.


2) الجمعية الإسلامية بأمريكا الشمالية

كان من أقوي المعضلات بلا شك أمام الإخوان في هذه المرحلة هو معضلة تقول بأن الإخوان قد فشلوا في السيطرة علي الجمعية المذكورة سالفاً. بدي ذلك واضحاً أمام العيان وخاصةً في انتخابات الجمعية عام 1986. قرر الإخوان ترشيح القائد المحنك أحمد زكي حماد الذي عمل في الوقف الإسلامي بأمريكا الشمالية من قبل.

ووقفت معه بعض الجهات مبايعة له في قيادة الجمعية لكن لم يرضخ لهذا القرار البعض الآخر. رشح المعهد العالمي للفكر الإسلامي أحمد زكي لكن أبي بعض الحرس القديم إلا أن يرشحوا شوقي زهران علي حساب أحمد زكي. ومن جانبهم فضل بعض الإخوان الليبراليين السودانيين والتونسيين إلا أن يرشحوا قطبي مهدي القائد السابق للجمعية.

من جانبهم رشح الطلاب الماليزيون أحمد زكي مخالفين بذلك المجموعة الإسلامية الماليزية الأمر الذي أدي إلي امتعاض حركة الشباب الإسلامي بماليزيا من هذا الشقاق الذي تزعمه أحمد زكي حماد. حاول السودانيون من جانبهم أن يقودوا حملة انتخابية يرشحون فيها مهدي لكن سارع الإخوان بعمل اتصالاتهم الهاتفية ورسائلهم السريعة لتعريف الجالية بكيفية الانتخاب. ومع قدوم الرئيس الجديد للجمعية، أحمد زكي حماد، لاقت الجمعية تغيرات جمة علي صعيدها التنظيمي والهيكلي في هذه الفترة الضبابية.

قام الرئيس الجديد للجمعية بإجراء العديد من التغيرات الهيكلية، أولها تعيين العلواني رئيس لجنة الفقه في الجمعية وهو يرأس المعهد العالمي، ثانيها إخلاء سبيل طلعت سلطان من إدارة قسم التربية وهو من الجماعة الإسلامية، ثالثاً السماح للكثير من المتحدثين فمن بلاد شتي بحضور المؤتمر السنوي الذي تنظمه الجمعية.

وأخيراً تم المزج بين رابطة الشباب المسلم العربي والجمعية والتي تنص علي أحقية العضوية المشتركة والمشاركة في الانتخابات بشكل مشترك. فعلي الرغم من أن زكي حماد قد تم استبداله في هذا المنصب في 1991، إلا أن لم يسلم من نقد من جاء بعده في هذا المنصب حيث قال بأنه قد تم طرده من هذا المنصب بيد أنه لم يستجيب لطلبات الجمعية ومتطلباتها كجمعية. وقد خلفه في هذا المنصب الهندي سيد امتياز أحمد الذي كان ضمن مجلس الإدارة وينتمي للجماعة الإسلامية وليس للإخوان.

وبدأ العد التنازلي لسيطرة الإخوان علي الجمعية حيث تمكنوا من السيطرة عليها في الثمانينات بفضل تواجدهم الجيد، لكن أصبح الآن تواجدهم ضعيفاً جداً.

وقد تم بالفعل دعم هذه الوجهة عبر شيكاغو تريبيون والتي أكدت علي أن الجمعة كانت غطاء اتحاد الطلاب المسلمين ورابطة الشباب المسلم العربي وهما المنظمتان الإخوانيتان، لكن مع قدوم التسعينات لم يجد الإخوان لهم في الجمعية قدماً راسخة. لذا ركز الإخوان في هذه المرحلة علي استراتيجية رفض الامتعاض والسخط من الجمعية والمضي قدماً في تواجد جيد للإخوان في الجمعية.

وفي ديسمبر 1991، بعث أحمد القاضي رئيس لجنة التنسيق الإسلامية بخطاب يحث فيه علي إنشاء منظمة إسلامية جديدة.وقد دعي الخطاب إلي نبذ روح الفرقة والتشرذم وتوحيد الوجهة الدعوية والعمل علي تنمية هذه الروح الجماعية.

كما دعي إلي عمل منظمة جديدة تجمع الأطياف الدعوية علي كلمة سواء آخذين في الاعتبار هذا التنامي السريع للجالية في أمريكا الشمالية والذي يستلزم جهداً مضاعفاً لا يتم استنزافه في الداخل الذي ينبغي أن يتحد. كما حث الخطاب علي ضرورة تجمع وتجمهر المراكز الإسلامية قاطبةً لوضع رؤى جديدة للعمل الإسلامي وتنشيطه في أمريكا الشمالية.

كما أشاد الخطاب بالرؤى التربوية الشاملة التي تتمتع بها الجماعة وتتميز بها عن غيرها كما أشاد بركن الدعوة في الجمعية الإسلامية ومؤسسة بدوي الدعوية ومركز شاكر السيد، وحث علي تجمع هذه الخبرات لتكون يداً واحدةً في إطار حركتها الدعوية هنا وهناك.

الجمعية الإسلامية الأمريكية

في ظل هذه الظروف التي عاصرها الإخوان بعد انتزاع الجمعية الإسلامية منهم، وجد الإخوان سلوتهم في تشكيل جبهة إسلامية أخري تميل إلي الطابع السياسي ومن ثم تملئ هذا الفراغ الذي خلفته الجمعية في صف الإخوان التنظيمي، لذا كانت الجمعية الإسلامية الأمريكية.

وحسبما ورد عن شيكاغو تريبيون التي باتت تؤكد علي أن محمد مهدي عاكف المرشد الحالي للإخوان المسلمين قد شارك هو شخصياُ في بدأ مشروع بناء الجمعية وتأسيسها جسبما أكد هو ذلك خلال رحلاته للولايات المتحدة الأمريكية.

وفي 11 يونيو 1993 تم إعلان هذه الجمعية علي هيئة شراكة تجمع أعضاء مجلس الإدارة التالي أسماؤهم: السابوني والقاضي وبدوي و غدور سعيدي و محمد الحريزي.وهم دون أدني شك من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين فضلاً عن أنهم أسماء بارزة في الحركة هناك. كما تم الدفع بأسماء ودماء جديدة كان منها رئيس الجمعية المسمي عصام عميش.

لقد جاء الإخوان فأكدوا في سياق كلامهم علي ما جاء في خطاب 1992 بالحرف الواحد والذي دعاهم إلي تشكيل جبهة أخري فتجدهم يقولون: إنه لما كان من الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية وما حدث من تنحيتنا بعد أن أثبتنا فيها جدارتنا واستحقاقنا وما حققناه من خدمات توعوية للجالية ورفع مستواها وكفاءتها، إلي جانب ما قوبلنا به لما أردنا أن ننتهج نهجاً يقودها إلي الأمام للوقوف علي حجم التحديات وتقليص الفجوة بينها وبين الواقع فتم استبعادنا منها، لما حدث كل ذلك أمام العيان هب المخلصون الفاهمون إلي الإجماع علي ضرورة إنشاء مؤسسة تحمل هذا الهم والعبء الثقيل وتأخذ بزمام كل المبادرات ولا تجعل بينها وبين الوقع حائلاً حتي وإن كان مراً، فكان إنشاء الجمعية الإسلامية الأمريكية بهذه السواعد الفتية التي أنشأت الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية وما تبعها من جمعيات ومؤسسات عازمين علي كل حال بالخوض في تجربة يتم فيها تقييم الماضي والمضي قدماُ في تحقيق متطلبات الواقع الجديد في قرنه الحديث.

وعن هوية الجمعية الإخوانية ثار الجدل داخل صف الجماعة حسبما قرره تقرير جريدة شيكاغو تريبيون. قال التقرير بأن الإخوان قد تجادلوا حول مدي إظهار الخلفية الإخوانية للجمعية من عدمه آخذين في الاعتبار التصرف الحكومي الشديد فور الإعلان عن ذلك بأي كيفية.

لذا قال مصطفي السيد العضو السابق في الإخوان بأننا قد اجتمعنا في منتجع في تيناسي نتدبر هذا الأمر ونأخذ فيه بالشورى ونقطع بالرأي. لكن معظم الإخوان بات متخوفاً من الإعلان عن الهوية وخاصة أنهم يتعاملون مع أعضاء حماس في أمريكا بمنتهي القسوة فور التعرف عليهم.

وقد كان رأي محمد مهدي عاكف رئيس التنظيم الدولي وأحمد القاضي حسبما جاء قولهم "إننا ندعو لدين الله الذي جاء به إلي العالمين فلابد أن يعلم الجميع هويتنا وأن لا نتحرج يوماً ما من إظهارها ولن نخسر شيئاً كثيراً علي كل حال" وأضاف "فلما السرية إذاً".

وحسبما جاء في التقرير، فقد قرر الإخوان أن يجعلوا الجمعية الإسلامية الأمريكية هي هويتهم الأساسية في التحدث مع العامة وأن يجعلوها وجهتهم فإذا ما وجهت لهم أسئلة عما إذا كانوا ينتمون إلي الإخوان أم لا قالوا بأنهم مستقلون يعملون لصالح الإسلام.

وإذا تم استجوابهم في مسألة الإرهاب قالوا بأن الجهاد هو من أركان الإسلام التي نستخدمها في الدفاع عن أرضنا إذا اغتصبت وعن حقوقنا إذا إنتُهبت. ولأول مرة قامت الجمعية بالدعوة لمؤتمر عام حاشد يستهدف التبرعات للجمعية والتعريف بهويتها ونشاطاتها من جديد.

وفي 30 يونيو 1994 في اجتماع لجنة فلسطين في جماعة الإخوان المسلمين تم التركيز علي ضرورة تفعيل دور الجمعية الناشئة حديثاً ومن ثم تربية الإخوان من خلالها ومن ثم وأد أية علاقات ماضية أو ممكنة في المستقبل مع أية منظمة صهيونية في الداخل الأمريكي.

وقد استهدف الإخوان في هذه المرحلة هدفين لابد من تحقيقهما: أولهما إقامة علاقة مع الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية تلك المنظمة التي تعمل لصالح الجماعة الإسلامية.

ثانياً السعي وراء مثالية خدمية إسلامية من خلال مركز إسلامي يجمع حاجة الجالية من ثقافة وفكر من عبادة وعلم من رياضة وتروض ليكون كدار الأرقم يجمع الجالية في الصلوات والممارسات الاجتماعية والفعاليات الثقافية والرياضية والجماهيرية ليشمل مدرسة وحضانة ودار ندوة ومجمع ملاعب وأندية تجمع نسائية لتأوي إليه أفئدة الجالية فيستزيدوا منه هذه التربية الشاملة الجامعة في كل مناحي الحياة.

كما لا بد أن يكون له دور إعلامي في نشر الكتب والشرائط والمجلات والجرائد التي تحمل الفكرة وتقويها لدي نفوس الجالية المتحمسة النشطة. إذا تم بناء هذه المراكز بهذه الكيفيات والمستهدفات، ستكون بحق شعلة نشاط الإخوان في البلاد وتحمل الراية علي عاتقها وسط الجالية بلا خوف ولا جزع.


لجنة فلسطين بجماعة الإخوان المسلمين بأمريكا

لقد قام الإخوان المسلمون من خلال تنظيمهم الدولي في انتفاضة عام 1987 بوضع حجر الأساس للجنة فلسطين علي مستوي تنظيمات الجماعة في كل مكان تتواجد به، وقد أدرك المراقبون الأمريكان ذلك بجدية.

صرحت وثيقة معلوماتية داخل صف الإخوان المسلمين نشرت عام 1991 ذكرت هذا الدور الفعال الذي لعبته الجمعية خاصة عبر تحالفها المسمي التحالف الإسلامي من أجل فلسطين.

لقد تم إنشاء هذه التحالف في عام 1981 وقام بأدوار عظام خاصة في الانتفاضة الأولي في أواخر عام 1987. لقد تم تشكيل هذا التحالف سارعت بعض الجهات باحتضانه في شخصيات نذكرها: عمر السابوني ومحمد الجاغليت ومحمد الحانوتي وموسى أبو مرزوق ومحمد أكرم وجمال سعيد من مسجد بريفيو إلي جانب صندوق دعم الأراضي المحتلة والمكتب الإعلامي الذين قاموا بدورهم في نشر التوعية بالقضية وإحيائها في أمريكا والتمهيد لإعلان حركة المقاومة الإسلامية حماس من خلال التحالف الإسلامي من أجل فلسطين.

ويوضح مسئول استخباراتي أمريكي هذه العلاقة الحميمية بين الاتحاد الإسلامي هذا وحماس، فقد تم تشكيل حماس بعد تشكيل الاتحاد بست سنوات الأمر الذي يؤكد أن منبع الاثنين من جماعة الإخوان المسلمين. لقد تم تشكيل هذا الاتحاد إذاً ليكون لسان حال حماس في أمريكا الشمالية.

ثم تبدوا العلاقة الحميمية واضحة أمام العيان حينما نتعرف علي موسى أبو مرزوق القيادي في جماعة الإخوان المسلمين في أمريكا عام 1988،ثم هو يعل كنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والمسئول الأول عن توجيه العمليات الإرهابية التي توجه للجنود والعزل في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة في المكتب السياسي القابع في دمشق بسوريا.

وطبقاً لما قاله مسئول استخباراتي سابق في وزارة المالية فقد عمل موسى أبو مرزوق علي تمويل التحالف الإسلامي من أجل فلسطين بكل ما أوتي من قوة. هذا وقد عمل القادة الفلسطينيون في منظمتين أحدها مؤسسة الأرض المقدسة ومؤسسة الإغاثة اللتان اتخذتا من رتشاردسون موقعاً قريباً من التحالف الإسلامي .

وقد تم اتهام هاتان المنظمتان بتمويل حركة حماس ومن ثم تم اعتقال عناصرهما بهذه التهمة. هذا وقد صرح المسئول الاستخباراتي بأن لائحة الاتهامات ضمت الضلوع في نشر ميثاق حماس وموادها الإعلامية ودعم مجاهديها بالمال والعتاد وعقد المؤتمرات والندوات واللقاءات الجماهيرية المفتوحة التي تستقطب عناصر حماس ومنشديها لساحات أمريكا لنشر قضيتهم وتوزيع كتاب فلسطين الإسلامية والمنشورات الخاصة بذلك إلي جانب تحركهم لنصرة قادتهم المعتقلين وعلي رأسهم موسى أبو مرزوق ومحمد صلاح.

هذا وقد تم تسجيل بعض المنظمات المنضمة للتحالف الإسلامي من أجل فلسطين في سجل الهاتف الخاص بالتحالف. وفي 3 أكتوبر 1993 اجتمعت لجنة فلسطين في فلاديلفيا وقد تم رصدها من قبل المخابرات وقالت مؤسسة نيفا بأنه قد حضر هذا الاجتماع عمر أحمد ونهاد عواد من الجماعة الثقافية والأشقر من قادة الإخوان هناك إلي جانب الحانوتي ولفيف من الناشطين وحاملي الصناديق التابعين للجنة ورئيس الجناح العسكري لحركة حماس.

وقد وصفت المباحث الفيدرالية التي راقبت الاجتماع بأنه علي درجة كبيرة من الأهمية حيث اجتمع قادة الإخوان من الكثير من الأقسام ومنهم التحالف الإسلامي ومؤسسة الأرض المقدسة ومؤسسة الإغاثة.

هذا وقد أكدت المباحث في تحليلها لخلاصة الاجتماع فباتت مؤكدة علي أن الاجتماع قد استهدف نسف معاهدة السلام بين فلسطين وإسرائيل ومن ثم وجوب التحرك السريع لأخذ أدوار توعوية من خلال العمل الاجتماعي والدخول في صفوف الجماهير لجمع التبرعات وتوعية الجماهير بالمستهدفات وهم علي ثقة تامة من أنه سيأتي اليوم الذي يكونون فيه بدلاً من منظمة التحرير الفلسطينية.

كما استغل الإخوان الواقع الأمريكي الديمقراطي لتلبية أغراضهم الجماهيرية من جمع التبرعات والاتصال بالجماهير، ويتم صرف هذه التبرعات علي الجرحى والمرضي وأسرهم وعوائلهم.

هذا وقد تم عرض المقترح الذي يقول بإنشاء منظمة إضافية تعمل بجوار أخواتها كجبهة إسلامية. في هذا الصدد صرح عمر أحمد، الذي سيكون قائد هذه المنظمة في المستقبل، بوجود خطة لبناء منظمة للعلاقات العامة والاتصال بالجماهير لكن تم تأجيل هذه النظرة علي كل حال.

مجدداً صرح محمد أكرم عدلوني بأننا نحتاج إلي منظمة تتسم بالانفتاحية وقبول الآخر واستجداء دعمه للقضية، ولا شك سيكون هذا الأمر ناجعاً أكثر من المنظمات التي تلتزم ركناً لا تتعداه وتتسم بالانغلاقية غير المبررة.

نحتاج كثيراً إلي الاتصال بقنوات التوعية الغربية وعرض قضيتنا من خلالها بما يناسب الوضع والحال حتي يعلم الناس عنا هذه الانفتاحية فلا يرهبوا أبداً الوقوف جنباً إلي جنب وقضية فلسطين الأساسية.


تأسيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية

وفي 15 من سبتمبر عام 1994 تم تأسيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية طبقاً لما جاء في سجلات شركات واشنطن. وقد تم التعرف علي مؤسسيها وهم ثلاثة فلسطينيون من التحالف الإسلامي، عمر أحمد ونهاد عواد ورفيق جابر.

صرح عواد بداية بأنه بعد حرب الخليج قمت بالانضمام للتحالف الإسلامي وعملت فيه في قسم العلاقات العامة الذي يستهدف توعية الناس بالقضية والتحدث معهم عن أبعادها وتجربتها عبر التاريخ.

قمت بالجهد في هذا السبيل بلا هوادة حتي أصبحت مديراً لقسم العلاقات العامة بالتحالف جنباً إلي جنب مع عمر أحمد. ثم اقترح علي عمر بأن نطور فكرة العلاقات العامة هذه والاتصال مع الجماهير إذ هي المعول الأساسي لنشر القضية مع مجابهة وسائل الإعلام وضحاياها المشوهين في أمريكا.

فكانت فكرته أن أتوجه لواشنطن حيث البيئة الصالحة لذلك فقمت علي الفور بالاتصال بصديقي عمر هوبر الصحفي المميز كثيراً في مجال العلاقات العامة وعرضت عليه الفكرة وما زلت معه حتي وافق عليها وتحمس لها.

فلما كان من شأني الذهاب إلي واشنطن لهذا الغرض بالتعاون مع عمر هوبر، قمنا بدايةً بمعرفة الواقع هناك والتعرف علي الأساليب المناسبة والمواتية للولوج إليه من بابه الذي اعتاده.

فكان هدفنا الأول هو إنهاء الخصومة الواقعة بحق الجوار وحث العامة علي اتخاذ وقفة حاسمة للتكاتف والتآلف.ثم في توها قمنا بتشكيل بعض التبرعات البسيطة جداً ليقوم عليها مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية.ورفض عواد التحدث بشأن التبرعات وعما إذا كانت مهداة من أي جهة أخري تابعة للجنة فلسطين.

ثم هو في 2003 يصف هذه التهمة الخاصة بالتبرعات بأنها أكذوبة ملفقة.كما أنكر رئيس المجلس هو الآخر أن تكون هذه التبرعات مقدمة من الجهة مصدر الريب والشك.

لكن علي الرغم من ذلك، فقد تم التعرف في 31 أكتوبر 1994 علي حوالة مالية تم تحويلها من مؤسسة الأراضي المقدسة إلي المجلس هذا في التاريخ الذي حدده عواد أعلاه.

لقد قام المجلس بدوره في الوقوف مع حماس والدفاع عن حياضها ومن ثم مناهضة إسرائيل في الداخل الأمريكي وشن حملات متوالية لفك أسر موسى أبو مرزوق القيادي الحمساوي.

وكان ضمن هذه الحملة أن أرسلوا خطاباً إلي وزير الخارجية السابق وارين كريستوفر يؤكدون فيه علي براءة المتهم موسى أبو مرزوق من التهم الباطلة المنسوبة إليه مؤكدين علي أن العدالة الأمريكية قد تم اغتيالها من قبل أسلحة إسرائيل وأجنحتها في الداخل الأمريكي وأصبحت من ثم أمريكا ألعوبة في يد إسرائيل تحركها كيفما شاءت، كما لم يألوا المجلس جهداً في جمع التبرعات لأبو مرزوق المتهم في أبريل 1996 بالاضطهاد الديني.


المجمع الفقهي لأمريكا الشمالية

وكان ضمن المؤسسات العريقة التابعة للجماعة أيضاً المجمع الفقهي لأمريكا الشمالية. هذا وقد أوضح الموقع الإلكتروني الخاص بالمجمع بداية هذه الفكرة وانطلاقتها علي النحو التالي: بدأت الفكرة من لجنة الشئون الدينية في اتحاد الطلاب المسلمين ثم تطورت لتكون لجنة فقهية تابعة للجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية فور نشأتها عام 1981.

ثم والي المجمع تبني الجمعية له ومن ثم تدريب كوادرها وتثقيفهم علي حد واسع شامل بالقضايا التي تعرض لهم في المجتمع الأمريكي الذي يتمتع بخصوصيات متزايدة علي مستواها الفقهي وتطبيق الشريعة الإسلامية.

ثم لما كان هذا التنامي والتزايد للحاجة الماسة لمجمع فقهي لأمريكا الشمالية، كان هذا المجمع الفقهي لأمريكا الشمالية الذي تأسس عام 1986.

وتقول المصادر الحكومية بأن المجمع هذا ق تأسس في فيرجينيا في 14 يونيو عام 1994 علي شكل شركة غير مستهدفة الربح. وقد قام ثلاثة نفر بتأسيس هذا المجمع وهم العلواني وبارزينجي والعمودي وقد كان الأول هو الشريك الأساسي الذي اتخذ من عنوانه في هيرندون 555 شارع جروف موطناً للمجمع.

هذا وتؤكد الاستنتاجات أنه قد تم تشكيل المجمع بمعرفة المعهد العالمي للفكر الإسلامي ومؤسسة سار.

فالأول حيث أن العلواني قد شغل منصب رئيس المعهد أثناء تسجيل المجمع وإعلان كامل مسئوليته عنه، والثاني أن هذا العنوان هو نفس العنوان المتخذ لمؤسسة سار وتوابعها وعلي رأسهم المعهد العالمي. وفي النهاية، ومع حل هذه الشراكة في إطار المجمع، فسوف يتم توزيع الحصص بين مجموعة صفا والمعهد العالمي للفكر الإسلامي والوقف الإسلامي لأمريكا الشمالية.


استبدال أحمد القاضي

يقول تقرير شيكاغو تريبيون مجدداً أنه قد تم استبدال القاضي في منصب رئيس جماعة الإخوان المسلمين في أمريكا تبعاً لبعض المشاكل التي واجهته شخصياُ.

كان ضمن هذه المشاكل عيادته التي ركدت وزادت عليها المديونيات حتي فاز الدائنون بها فاضطر البنك الإسلامي في لوكسمبورج إلي إنقاذه وشراء هذه العيادة بما تحويه.

ثم توالت عليه المشاكل لتأتي أعظمها وتلوح في أفقه المثخن بالأزمات حيث تم رفع قضية تأديبية عليه من قبل جهات طبية تؤكد أنه قد قام بإجراء عمليات في المعدة للكثير من الأشخاص ولم يكن ذلك ضرورياً أبداً. ثم زادواً علي ذلك بأنه قد قام في عيادته بعمل عمليات خطيرة دون تأمين معداتها والدم الكافي لإجراء مثل هذه العمليات التي تم إجرائها علي تسعة أشخاص مما قد يسبب لهم الوفاة. وعليه قررت الجهات المختصة سحب رخصته المهنية الطبية منه في عام 1992.

وتبعاً لهذه المشاكل التي لاحقته، قام الإخوان بإعفائه من مسئولياته تجاه قيادة الجماعة وبات السر في هذا الإعفاء غير معلوم رغم هذه الإشارات البسيطة من سوء أحواله الاقتصادية وما شابه، لكنها علي كل حال لم تكن هي الأساس في الإعفاء.

قال أحمد وزوجته حينما سئلوا عن سر إعفائه من المنصب هذا، قال بأنه لم يكن محافظاً كما يجب. فقد بدأ في تفعيل دور المرأة بشكل كبير جداً وكذلك دفع الحركات الأخرى إلي صف الإخوان بطرق واسعة لم تلقي بالفعل قبول الكثير من الإخوان.

ومن جانبها قالت إيمان القاضي بأن هذا الفكر يشكل عقبة أمام الكثير من الأعضاء في فهم سياقه. فقد تحرك القاضي علي الصعيد الأوسع لنشر دعوة الإسلام في كل الأواسط ومن ثم كان لابد من إشراك الكثير من هذه العناصر في بعض أضواء الجماعة، فدعوة الإسلام غير محصورة علي المسلمين وفقط بل هي للجميع.

ثم أكد أحمد القاضي بعد ذلك أنه ليس حزيناً علي كل حال من إعفائه من منصبه كقائد للإخوان في أمريكا مؤكداً علي بقائه في الجماعة واعترافه بأولويتهم ونجاح فكرهم طالما أنهم يعملون للإسلام.

واليوم وبعد فك أسر بعض المستندات من عقالها في مؤسسة الأرض المقدسة في يونيو 2007، قام بعض الباحثين الذين لم يتم التعرف عليهم بالتأكيد علي عدم وجود فعلي للإخوان المسلمين في أمريكا فهم فقط كانوا طلاباً مهاجرين في أواسط الستينات.

ورغم كل ذلك فلا تزال هناك مؤكدات تدل علي وجود حقيقي لقواعد الإخوان في أمريكا.وعلي العكس تماماً فهناك تقرير يقول بأن الإخوان قد نجحوا نجاحاً باهراً منذ عام 1965 حتي عام 1995 علي مختلف الأصعدة؛ فقد نجحوا في إجتذاب أعضاء جدد لهم إلي جانب تكوين منظمات وهيئات عامة علي قدر كبير من الأهمية. وبكثير من التحفظ يمكننا أن نقول بأن هذه المنظمات ما زالت تعمل حتي الآن بهذا النشاط والروح التي نشأت بها.


قيادة الإخوان في أمريكا

لقد قال أحمد القاضي بعد أن أعفاه الإخوان من منصبه القيادي بينهم في عام 1995 كما هو مذكور سالفاً، بات مؤكداً علي أن الإخوان سيبقون ناشطين عاملين كما هم.

وعليه فقد استمرت القيادة عام 1988 حتي عام 1991 لتخدم مصالح الجماعة بشكل جاد، ومنهم بدوي والغزالي والحانوتي وشامة وجاغليت الذين كانوا أعضاءً في الجماعة الثقافية المسجلة في ميسيوري عام 1974، فما زالوا يؤدون كأعضاء للإخوان المسلمين بشكل عالي الكفاءة.


مؤسسات الإخوان المسلمين

لقد استمرت مؤسسات الإخوان المسلمين في عملها الدؤوب علي نفس المستوي التنافسي الذي كانت عليه، حتي عاملتها الحكومة والإعلام علي أنها الممثل الأول للجالية الإسلامية في البلاد. كان ضمن هذه المؤسسات:


اتحاد الطلاب المسلمين

بدأ الاتحاد عمله في 1963 حتي أصبح من العلامات المميزة في الجامعات والمعاهد الأكاديمية حتي تمتع بحوالي 250 مكتباً تمثيلياً له في مختلف جامعات أمريكا وكندا.وقائدة هذا الاتحاد هي أسماء ميرزا من أقرباء يعقوب ميرزا القائد المحنك لمؤسسة سار.

كما أن أطر الاتصال بجماعة الإخوان وإعلان الولاء لها ما زال من أولويات الاتحاد، حيث يستضيف جمال بدوي القيادي في الجماعة باستمرار في مؤتمراته وندواته المتكررة كما أنه يبدي تبعية لبعض المؤسسات الإخوانية الأخرى مثل الجمعية الإسلامية وما سواها.


الوقف الإسلامي بأمريكا الشمالية

منذ نشأت الوقف في 1973 حتي الآن، ما زال الوقف يتمتع باسم عريق بين المؤسسات الإسلامية حيث ضم ما يقرب من 25 حتي 30 بالمائة من جملة المؤسسات الإسلامية في أمريكا بنسبة تقدير تراوحت من 27 حتي 79 بالمائة.

وقد أوضح الموقع الخاص به بوجود علاقة حميمية بينه وبين الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية وكذلك اتحاد الطلاب المسلمين. هذا وقد شغل رئيس الجمعية الإسلامية منصب عضو أمناء الوقف مما يؤكد هذه الصلة الوثيقة بينهما.

هذا وقد تم التعرف حديثاً علي بسام عثمان الذي يشغل منصب عضو الأمناء في الوقف كما أنه عضو منظم داخل جماعة الإخوان في أمريكا.


الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية

منذ أن خرجت الجمعية الإسلامية إلي الضوء في عام 1983 وهي تتمتع بشهرة بالغة حتي وصل الحد بها أنها وصفت نفسها قائلة بأنها أكبر وأعرق الجبهات الإسلامية في أمريكا علي الإطلاق حيث تملك ما بين 6-8 مليون مشتركاً في ثنايا منظمتها في أمريكا الشمالية.

وتعرف الجمعية بشكل كبير في مؤتمرها الحاشد الذي قدر بأربعين ألفاً ممن حضروا هذا المؤتمر في 2005. وكل أعضاء هذه المؤسسة بلا استثناء يعملون بجدية في كل إطار تطلب منهم المؤسسة العمل فيه. فرئيس هذه المؤسسة ذاته المسمي سيد سعيد قد عمل اتحاد الطلاب المسلمين وجمعية العلماء الاجتماعيين المسلمين والاتحاد العالمي للمنظمات الطلابية والمعهد العالمي للفكر الإسلامي وها هو الآن يقع علي رأس أكبر مؤسسة إسلامية هناك.

وتزوجت أخته الكبري المدعاة عفيفة من صهيب بارزينجي من أقارب جمال بارزينجي. كما حافظت هذه المنظمة علي اتصالها الوثيق بجماعة الإخوان المسلمين ومؤسساته في الداخل الأمريكي ومن ثم بناء جسر هام للعلاقات بينهم.


المعهد العالمي للفكر الإسلامي

لقد لعب المعهد منذ نشأته في 1985 علي المستوي العالمي، لذا فإنه ليس بالغريب أن يصبح للمعهد أربعة عشر مكتباً في أمريكا وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا.

هذا وقد لعب أبو سليمان والعلواني وبارزينجي وتوتنجي وأنور إبراهيم دوراً هاماً في قيادة المعهد علي فترات كما شاركهم في قيادة المعهد كذلك الدكتور القرضاوي الذي أصبح رمزاً في جماعة الإخوان العالمية.

كما كان هذا المعهد أحد الجهات التي تم رفعها بموجب القانون الفيدرالي في إطار حملة مكافحة الإرهاب في عام 2003. لكن علي الرغم من ذلك، فيبدوا واضحاً أن المعهد قد طور من علاقاته في الآونة الأخيرة خاصة مع وزارة الخارجية التي تتبادل الزيارات ومقر المعهد هناك بشكل مستمر.


مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية

بدأ مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية عمله في 1994 ويصف نفسه بأنه يعمل بجهد قومي إنساني في مجال الحقوق العامة والدفاع عنها. وتبلغ ميزانية المجلس القومية حوالي 2 مليون دولاراً.

كما يتولي قيادة المجلي عمر أحمد ونهاد عواد إلي جانب جمال بدوي الذي تولي فرعهم في كندا وقد تم التعرف عليه هو الآخر كقائد للإخوان المسلمين في 1991.

ويحافظ المجلس علي علاقاته الطيبة جداً وجماعة الإخوان ومؤسساتها كالجمعية الإسلامية وما شابه ومن ثم تشكيل لجنة استشارية تضم عدداً لا بأس به منهم. كما نشر الموقع الخاص بالمجلس طرفاً من هذه الأسماء المشاركة في المجلس وكان معظمهم من المنظمات كالجمعية الإسلامية أو من مجلس شوري الإخوان وكان منهم علي سبيل المثال بدوي وموساميل صديقي.

هذا وقد حسن المجلس من علاقاته والحكومة ومنظماتها الأمنية كالمباحث الفيدرالية حتي وصل الأمر إلي الاستعانة بمسئولي المجلس في إعطاء عملائها محاضرات في التدريب الحساس.


الجمعية الإسلامية الأمريكية

تطورت الجمعية منذ نشأتها عام 1993 لتكون منظمة قومية لها خمسون فرعاً داخل الولايات المتحدة. وتميزت الجمعية هذه عن الإخوان بممارساتها السياسية والضلوع فيها إلي حد بعيد.

فقد دخلت الجمعية في تحالفات سياسية مع أحزاب يسارية بل ربما كانت متشددة في اليسار ومنها حركة أنسر العالمية، وكان ذلك من خلال مؤسستها فريدم.

هذا وقد تولي عصام عميش رئاسة هذه الجمعية إلي جانب مهدي براي الذي بدأ مع المجلس الإسلامي الأمريكي. كما شاركهم نشاطهم أيضاً جمال بدوي.


المجمع الفقهي لأمريكا الشمالية

علي العكس تماماً من المؤسسات التي مثلت الإخوان في أمريكا، فشل المجمع في تحقيق أي تواجد داخل أمريكا سياسياً خلا هذه الفتوى التي أصدرها في يوليو 2005 التي دعت لنبذ الإرهاب وقامت قيادات الإخوان جميعها بالتصديق عليها.

وفي أواخر أغسطس 2005، تلقي المجمع تمويلاً من قبل ساتورنا كابيتال من خلال دوره الاستشاري الذي يلعبه مع صناديق التمويل الإسلامية التابعة لمؤسسة أمانة للتنمية وصندوق أمانة للتمويل. وفي عام 1985، صرحت جريدة الاقتصاد أن بارزينجي قد قام بتأسيس شركة أمانة.

هذا وصرح الموقع الخاص بشركة أمانة وغيره من المصادر أن الأموال التي تنفق علي المجمع الفقهي اليوم كانت تنفق قبل تأسيسه علي الوقف الإسلامي في أمريكا الشمالية.

وفي عام 2001 قام موقع شركة أمانة بإضافة بسام عثمان إلي مجلس أمنائها قائلةً بأن الجمعية الإسلامية المتمثلة في بسام عثمان تمدنا بالكثير من الاستشارات وبيننا وبينها ود وشراكة تمويلية.

وقبل أحداث 2002 الأخيرة التي شنتها الحكومة علي مجموعة صفا، كان الموقع الإلكتروني الخاص بأمانة قد أضاف بارزينجي وميرزا علي قائمة مجلس الأمناء.

هذا وقد أظهر الموقع الخاص بالمجمع وجود أعضاء في الجمعية الإسلامية يتمتعون بوجود قوي أيضاً في اللجنة التنفيذية للمجمع إلي جانب جمال بدوي. كما انضمت زينب العلواني، وطه العلواني إلي جانب الحنوتي ليكونوا من أهم أعضاء المجمع.


لا يتمتع بتواجد علي الإطلاق

لقد اختفت منظمتان من أهم وأقدم المنظمات الإخوانية علي الإطلاق ومنهم مؤسسة سار التي تمت تصفيتها بموجب القانون في ديسمبر 2000.علي الرغم من أن مجموعة صفا ومؤسسة يورك اللتان كانتا ضمن هذه المؤسسة لا يزالوا في قيد عملهم دون تغير أو إقفال.

كما اختفي المجلس الإسلامي الأمريكي من علي الساحة وخاصة بعد اعتقال العمودي فور اتهامه بأحداث إرهابية في 2004. هذا وقد مارس المجلس أعماله من خلال الجمعية الإسلامية الأمريكية ومجلس الشئون العامة الإسلامية.


تنظيم الإخوان المسلمين في أمريكا

لقد بات من الصعب بعد هذا الجهد الحثيث في تنظيم جماعة الإخوان في أمريكا أن نقول في هذا التقرير بأن هذا التنظيم يعتمد علي المركزية التي تصل لها كل القيادات وتنبع منها كل القرارات.

لا، بل إن الأمر ليس كذلك علي الإطلاق فهم يعتمدون علي آلية غير مفهومة تماماً في إدارة المؤسسة الإخوانية لا تتعدي أن تكون كمثال تلك المنظمة الحديثة النشأ والتي تسمي "أمريكيون من أجل تقارب فاعل" والتي تقوم فكرتها الأساسية علي الاعتماد علي سواعد الجالية الإسلامية في أمريكا من أجل نهضة البلاد والوصول من خلالهم إلي تقارب لوجهات النظر ودعم للرؤى والمفاهيم بين الشرق والغرب.

لذا كان من الضروري أن يكون هناك مستوي معين من التنسيق بين الجالية المستعدة تماماً لخوض غمار هذه المهمة والحكومة الأمريكية التي ترحب بذلك في إطارها الخاص بها.

لذا تسعي المنظمة لتحقيق الحقوق المكتسبة للجالية الإسلامية في أمريكا ومن ثم معاملتهم كغيرهم من القاطنين في البلاد فلهم ما لهم وعليهم ما عليهم.

ثم كان من أهم نقاط الالتقاء بين المنظمة التي تمثل الجالية والحكومة هو التعهد في محاربة الإرهاب ومساعدة الحكومة في ذلك بما تملك من عدة وعتاد.

كما كان ضمن أنشطة المنظمة انخراط المسلمين في الأنشطة الاجتماعية التي تدعم أواصر المجتمع الأمريكي وتجمع شتاته حتي يكون لهم دور اجتماعي فاعل في المجتمع الذي يعيشون فيه ومن ثم يمتد أثرهم في الخارج نحو العالم الإسلامي بأسره.

هذا وتضم المنظمة قيادات فردية ومنظمات جماعية تم ذكرها علي طول هذا التقرير، لذا كان من المقترح أن تكون هذه هي الصورة المصغرة لجماعة الإخوان المسلمين في أمريكا وإطارها التنظيمي الشبيه بذلك.

ويعيش الإخوان بالقرب من بعضهم حتي يكون لهم أثرهم الفاعل إذ هم يسكنون شمال فرجينيا، كاتحاد الطلاب المسلمين والمعهد العالمي للفكر الإسلامي والجمعية الإسلامية الأمريكية والمجمع الفقهي لأمريكا الشمالية ومجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية


النتائج

رد الإخوان المسلمين

لقد حاول الإخوان وحلفائهم كثيراً أن يفكوا تحقيقات شيكاغو تريبيون ومستندات جمعية الأرض المقدسة كي يتمكنوا من دفع التهم والشبه عنهم، لكن لما واجهناهم بهذه الحقائق كانت لهم استراتيجيتان: أحدها مهاجمة المصادر قدر استطاعتهم وثانيها نفي وجود أية صلات بالإخوان المسلمين علي الإطلاق.

أولاً: مهاجمة المصادر

وبعد ما تم نشر تحقيقات شيكاغو فيما يخص أحمد القاضي، حاول مهدي براي القيادي في الجمعية الإسلامية الأمريكية أن يدافع عنه فقال بأنه كان ولا يزال مريضاً طريح الفراش.كما ذكر مهدي أن هذا التقرير الذي أعدته شيكاغو لا يتسم بالموضوعية أو الدقة الصحفية محاولاً بذلك إنكار أية صلة بين جمعيته وإخوان مصر لكنه فشل في ذلك علي كل حال.

لكن علي الصعيد العام، صرح قائلاً بأن شيكاغو لا تعتمد في تقريرها إلا علي مصدر واحد هو أحمد القاضي وهو الآن يعاني من مشاكل حادة في الذاكرة بل ربما لم يكن في وعيه التام الذي يمكنه من وضع الأشياء في موضعها، لذا كان التحذير التام من مقابلته وأخذ كلامه موضع الثقة تبعاً لظروفه التي يرثي لها.

لكن علي الرغم من ذلك، فقد تم التحقق من صحة كل الأنباء والأخبار والتقريرات الواردة في ثنايا هذا التقرير مع الأخذ في الاعتبار ظروف أحمد القاضي هذه.

لكن عاود مهدي واصفاً هذه التقارير بأنها تعوزها الدقة وتحتاج إلي مزيد من التدقيق والبحث والتنقيب عن الصحيح منها والعطب. لكن علي كل حال، فلم يأتي الأخير بالتقرير الذي يثبت عكس ذلك.

وفي إطار نفينا لتواجد جماعة الإخوان في أمريكا ضاربين عرض الحائط بتقريرات الأرض المقدسة وغيرها، جاء الدكتور بيتر وهو عالم إسلامي ومدير مركز الدراسات الدولية في جامعة جورج ماسون الذي قال بأنه ليس من الحكمة أن نولي هذا التقرير المأخوذ عن الأرض المقدسة هذه العناية الفائقة وهو لا يتعدى أن يصدر عن أشخاص غير مسؤولين أو أنه أشبه بحوار داخلي بين هؤلاء الأعضاء ولا يعتمد عليه كمصدر معلوماتي تبني عليه قرارات وتحقيقات.

لكن أيضاً لا بد من التذكير هنا بأن هؤلاء الفتية ينتمون إلي جماعة الإخوان المسلمين بشكل عام. لكن علي الرغم من ذلك، فإن كل المعلومات الواردة عن تنظيم الجماعة من خطط عمل ومنشورات ومخططات لا تعطي أية معلومات تتسم بالمرجعية عن تنظيم الجماعة. لذا باتت كل المصادر الواردة في هذا الشأن محل طرح الثقة.


نفي وجود صلات بالإخوان المسلمين

لقد بدأت هذه استراتيجية إنكار الصلة بالإخوان في 2004 حيث ذهب فيها شاكر السيد قائد الجمعية الإسلامية الأمريكية أيما ذهاب. لقد أكد شاكر علي أن الجمعية ليست جمعية الإخوان لكنها جمعية الجالية، فصحيح أن الإخوان قد أنشئوها لكنهم لا يديروها وفق مطالبهم، لذا فإنها موجهة لخدمة الجالية وليس إلا.

أقول بأنه ربما صرح أحد أعضائها بأنه من الإخوان، لكن الجمعية لا تزال غير إخوانية فهي تختلف مع الإخوان في الكثير من القضايا العالقة وربما اتفقت معها في بعضها. إنه لا يساورنا أدني شك في هذا النوع من الإسلام الذي أراده مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا وهو ما ندعو إليه ونتمنى أن يملئ هذا الدين الواقعي المشارق والمغارب.

وكذلك، فالجمعية لا تدار بواسطة إخوان مصر أو غيرهم، لكنها تدار بمعرفتنا، فلسنا إخواناً علي كل حال.

ومنذ هذا التاريخ وبدأ الإعلام حملته في التركيز علي الجمعية ووضعها تحت الضوء في ظل خلق مناخ للشكوك حول علاقتهم بالإخوان. لذا، جاء مهدي براي أحد قادة الجمعية في أكتوبر 2005 فبات يؤكد علي أن الجمعية قد بدأت عملها وتكوينها في 1993 بهدف سامي وهو أن نكون مختلفين عن الإخوان علي مستوي الهدف المطلوب تحقيقه، وهو محاولة دمج المهاجرين المسلمين الجدد في النسيج الأمريكي الاجتماعي وتنشيطه ليكون عضواً اجتماعياً نافعاً وصالحاً.

لذا فنحن مختلفون عن الإخوان ولسنا تابعين لهم علي أي حال. وجاء دور عصام عميش القائد الأكبر للجمعية ليدلي بدلوه في هذا الخلاف والجدل الدائر فقال بأنه من الضروري أن نشرح شيئاً هاماً ذا وجهة تاريخية حتي يتثنى لنا معرفة جذور الإخوان وتأصلهم في الحركة الإسلامية في أمريكا.

لقد جاء الإخوان إلي أمريكا في الستينات ويحدوهم الأمل أن يخلقوا جواً دعوياً مناسباً لهذا الجو الحركي الذي صحبوه معهم من بلادهم. فبدئوا في عمل اتحادات طلابية أثرت بعد ذلك هذا الواقع الحركي داخل الجالية بنشاط غير عادي أثر بعد ذلك في تشكيل العديد من المنظمات الإسلامية.

لا شك في أن هذه المنظمات قد تأثرت بفكر الإخوان لكنها لم تكن يوماً ما نسخة منها. فالإخوان يرون وجوب التعددية والنظر في المستقبل الإنساني ومراعاته والسعي الدؤوب وراء تحقيق السماحة وخدمة العامة، وهذا جل ما ندعو إليه ليس علي خلفية أننا إخوان لكنه فقط انبعاث من هذه الأفكار التي لا يتخلى عنها مسلم فما بالك بمنظمة عريقة مثلنا.

لذا كان هذا هو الإطار الذي نتحرك فيه دون أدني صلة بالإخوان في أمريكا أو مصر أو في أي قطر من الأقطار.وفور نشر وثائق مؤسسة الأرض المقدسة، صرح عصام عميش أنه تحتوي علي الكثير من التلفيقات والأكاذيب.

وقال بأن الجمعية التي يترأسها لا تري سوي طريق التسامح والتعاطي مع جمهور الشعب والعريق المتحضر بدون أدني انزواء أو تحفي. لذا أكد الأخير علي أن الجمعية لا تنتمي إلي الإخوان المسلمين بل هي تتأصل وتتجذر منذ نشأة الفاعلية الإسلامية في هذه البلاد التي كانت مقفرة من الإسلام بين أهلها وساكنيها.وفي هذا السياق، صرح مسئول إخواني رفيع من الإخوان في مصر قائلاً "أنا لا أريد أن أصرح بأن الجمعية الإسلامية الأمريكية من الإخوان حيث يسبب لهم ذلك متاعب أمنية ليس لهم بهم طاقة وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.


هل تغيروا؟

ففي سياق إنكار الجمعية الإسلامية الأمريكية وغيرها من المنظمات الإخوانية في الداخل الأمريكي، تلوح لنا في الأفق بوادر أخري لتنظيم من نوع خاص وله أيدلوجياته الخاصة به.

ففي إطار التصريح الذي سمعناه مؤخراً من المسئول الإخوانى المصري، يبدو لنا أن التنظيم العالمي للإخوان يأخذ شكلاً أكثر مرونة وأعلي جاذبية.

لقد اعتمدوا النظرة الانفرادية في إدارة كل بلد علي حدة، فأهلها وساكنوها هم الذين يديرونها وفق احتياجاتهم ومشكلاتهم التي يتعرضون لهم، ومن ثم فهم أقدر الناس علي حلها.

لكن لا يخلو الأمر من مستوي معين من التنسيق الدولي بين الأقطار وخاصة في بعض القضايا التي يتحدون تحتها وعلي رأسها قضية فلسطين التي توحد الأقطار العربية أكثر مما يعتقد البعض أنها تفرقهم في الظاهر.

لذا كان لهذا التنظيم شكلان إيجابيان مثمران غاية في الإثمار: أحدها هذا النوع من المرونة الذي تتمتع به الجماعة وثانيها هذا النوع من التركيز علي العمل وفاعليته.

لقد بدي كذلك في هذا السياق أن ما ذكرته الجمعية الإسلامية علي لسان قادتها من تطوير فكرة الإخوان والعمل علي خلق واقع جديد بشكل انفرادي يبدو خارج السياق.

فالإخوان المسلمين لم يدعو باباً إلا طرقوه في الكثير من المناهج الدعوية المعتمدة لديهم، كما لم يزعم أحدهم مهما بلغت قيادته أن يدعي تطويراً ما في منهج الإخوان وتحركهم.

وأخيراً نخلص إلي أن تاريخ الإخوان المسلمين يؤكد علي تمحور دعوتهم في الدعوة للتطرف والتمسك والتشدد وما يستلزمه من معاداة السامية والسعي الحثيث وراء دعم حماس والمنظمات الإرهابية في كل حين وبكل قوة يستطيعونها، لذا يقع الإخوان أعلي قائمة الداعمين للإرهاب علي مستواه التنظيمي والمادي، وعلي هذه الخلفية تم اتهام العديد من مسئوليهم في خلفية قضية مؤسسة الأرض المقدسة ودعمها لأكبر مؤسسة إرهابية في الأراضي الفلسطينية المدعاة حماس.

فمع الأخذ في الاعتبار نية الإخوان المبيتة منذ نشأتها لخلق تنظيم جهادي عالمي يهدف إلي قلب المجتمع الأمريكي من الداخل وقلب الموازنات في العالم بأسره، يبقي أمام الإخوان المسلمين أن يثبتوا عكس ذلك بالواقع وليس بالمقالة.


اقرأ أيضا

وصلات داخلية

كتابات الإمام البنا عن أمريكا

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

أخبار متعلقة