الإخوان والأوبئة بين الحقائق وتزيفها في إعلام الدولة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان والأوبئة بين الحقائق وتزيفها في إعلام الدولة


دفع انتشار فيروس كورونا بين الناس كالنار في الهشيم إلى فرض عزله إجبارية على الجميع، ووحد الصفوف بين مؤسسات الدولة وجميع أفراد الشعب وذلك في الدول الديمقراطية التي أعلت شأن شعبها وحرصت على التصدي للخطر الذي لم يفرق بين أحد، فين حين اختفت رؤوس أنظمة وتوارت عجزا عن التصدي للأخطار وأطلقت أبواقها الإعلامية لتشغل الناس عن المرض بأن الإخوان هم من خلف الفيروس، وأنهم من سعوا لانتشاره – كما ذكر أحمد موسى والباز والديهي وغيرهم.

لقد رفعت جميع الأنظمة الحاكمة درجة الجاهزية للتصدي لهذا الفيروس الذي حصد الأرواح بل وأغلقت حدودها ووفرت سبل الراحة لشعوبها، في الوقت الذي انشغل النظام المصري والإماراتي والسعودي بإيهام الناس بخطر الإخوان في نشر الفيروس.

فمثلا في عدن باليمن التي تعاني من مرتزقة الإمارات التي تسعى للسيطرة عليها وعلى الأماكن الحيوية على المحيط الهندي مثل سقطري، خرج اعلامهم ليجمل صورة الإمارات وأن لها دور ريادي لتحصين أرخبيل سقطري من الأوبئة (كما جاء في موقع عدن تايم التابع لها يوم الثلاثاء 17 مارس 2020)، ولم يسلم الإخوان من هجوم الإمارات في مثل هذه الظروف – التي لا تستطيع الإمارات حفظ نفسها أو شعبها من فيروس كورنا

فخرج موقع عند لنج الإماراتي يوم 16 مارس 2020م بخبر الإخوان يمنعون حملة لمكافحة الأمراض في سقطرى التي استعدت مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، وكما جاء أيضا في موقع شبوه برس يوم 17 مارس 2020م تحت عنوان سقطرى .. إنسانية الإمارات تعقم المحافظة والإخوان يستعجلون الأوبئة.

بل شاركها في هذه الحملة الإعلام المصري – وبدل من توعية الشعب المصري بطرق الوقاية من الفيروس، سعى هذا الاعلام – كما ذكر عمرو أديب – بتغيب الحقائق عن مدى انتشار الفيروس في مصر بل وسلط اعلامه بأن يشغل الناس بقصص أن الإخوان هم سبب انتشار الفيروس، بل لم تستح دار الافتاء المصرية أن تشارك هذه الأباطيل، كما جاء في موقع الوطن ليوم 16 مارس 2020 تحت عنوان (العالمي للفتوى: الإخوان وداعش يدعوان لقنابل بيولوجية من مصابي كورونا)

بل أن وزارة الأوقاف وعلى لسان وزيرها مختار جمعة عمد إلى اتهام الإخوان أنهم وراء الفيروس وكأنه يخاطب شعب ساذج لا يستطيع أن يكتشف حقائق كذبه الدائم إرضاء لنظامه، فقد خرج مختار جمعة في يوم 14 مارس 2020م بتصريح (أن جماعة الإخوان المسلمين تسعى لنشر فيروس كورونا بين أفراد الجيش والشرطة والقضاء والإعلام).

مع العلم أن مواقع السلطة حاولت نفى وجود الفيروس في مصر وأنها حرب إشاعات من قبل الإخوان المسلمين فجاء في موقع الدستور يوم 19 فبراير 2020م خبر كيف خططت "الإخوان" لنشر رعب "كورونا" فى المدارس؟، هذا التاريخ الذي حاول اعلام السيسي ترويج أن مصر خالية من الفيروس

وأن اللجان الاعلامية الإخوانية هي التي تسعى لنشر الفزع، ولم يمر على هذا الكذب اسبوع إلا وبلغت حالات المرضى تتجاوز الـ100 حالة كما أعلنت وزارة الصحة، ولننظر إلى صوت الأمة التي تؤكد على هذا الأمر بقولها يوم 1 مارس 2020م (الرد المبين على شائعات الإخوان: مصر خالية من "كورونا").

وسارع إعلامي السلطة المصرية من خلال قنواتهم بالعمل الحثيث على إلهاء الناس في ظل مرور البلاد بأزمات جسيمة اختباء رأس النظام وأذرعته عن الرد على طرق حلها مثل مشكلة سد النهضة وقيروس كورونا واعصار التنين المدمر الذي أغرق البلاد وكشف عورات المشروعات الضخمة التي قام بها السيسي وجيشه خاصة البنية التحتية، والجراد التي بدأت بشائره تظهر في أراضي مصر، ففي اليوم السابع التي رصدت حلقة نشأت الديهي يوم 14 مارس 2020م يقول فيها ("كن نظيف وابتعد عن الإخوان".. روشتة نشأت الديهي لمواجهة فيروس كورونا).

حقائق كالشمس

ما يزيد عن التسعين عاما هي عمر جماعة الإخوان المسلمين وهي الفترة التي شهدت تكاتف جماعة الإخوان مع الحكومات والشعب في مواجهة مخاطر الأمة التي مرت بها وعلى رأسها الاحتلال الانجليزي والأوبئة التي انتشرت في مصر، حيث شاركت مستوصفاتهم وجوالتهم في التصدي للأوبئة التي انتشرت، ففى عام 1943م قامت فرق الجوالة في الريف المصري بأعمال كنس الطرقات والشوارع وحث القرويين على التردد على المستشفيات والعيادات الطبية.

وعندما ظهر مرض الملاريا بقنا وأسوان عام 1944م انتفض الإخوان لهذه الكارثة الصحية، وانتقدوا هروب الأغنياء لترك إخوانهم الفقراء والبؤساء دون إعانة أو مواساة، بل وأخذوا على عاتقهم الجوانب العملية للتصدي للمرض حيث جعلوا من دور الإخوان معسكرات لتجنيد المتطوعين لتوزيع الدواء في كل مكان، وأن يسعوا إلى الناس في أماكنهم شارحين طرق الوقاية من هذا المرض وأساليب العلاج.

وفي عام 1947م اجتاحت الكوليرا الأراضي المصرية حينما جاءت مع جنود الاحتلال البريطاني من الهند وانتشرت أول ما انتشرت في قرية القرين بالشرقية وأصابت ما يزيد عن 20 ألفا ومات منها ما يقترب من الـ10 ألف سارع الإخوان بتجهيز 40 ألف جوال شاركوا في توعية الناس بالوباء، كما شاركوا وزارة الصحة العمل على بتكوين فرق مختلفة للقيام بأعمال التمريض، حتى أن وزير الصحة الدكتور نجيب اسكندر باشا قد ارسل خطاب شكر للمركز العام على جهودهم في معاونة الوزارة في التصدي للوباء.

لم يقف الأمر عند ذلك بل قام قسم البر والخدمة الاجتماعية التابع للإخوان بالاهتمام بتقديم المطهرات للأسر الفقيرة في الأحياء الفقيرة كالفنيك والصابون. وحينما ضرب مصر زلزال في 12 من أكتوبر 1992م سارع الإخوان لمعاونة الشعب، وحرصوا على أن يكونوا إلى جوار منكوبي الزلزال وقدموا لهم معونات مادية وأطعمة، حتى أن الاعلام الغربي أشاد بدورهم في معاونة منكوبي الزلزال كما جريدة الحياة فى عددها الصادر فى 16 /10/ 1992م

وكما ذكر الباحث أحمد بان في كتابه الإخوان المسلمون ومحنة الوطن والدين، وكما ذكر الصحفي شارل فؤاد المصري:

رحلات ابن فؤاد في وصف البلاد والعباد، الجزء الأول. ليس ذلك فحسب بل كان لهم دور ريادي في كوارث زاوية عبد القادر عام 1992م، و أحداث السيول عام 1993، 1994م، و إغاثة منكوبي حريق جبل الطيرة في المنيا عام 1995.

كورونا وطي الخلافات

على الرغم من الخصومة السياسية بين الإخوان وبعض الأنظمة العربية منها المصرية والإماراتية إلا أنهم وقت المحنة تناسوا هذا الخلاف ودعو للتكاتف والتلاحم لمواجهة انتشار فيروس كورونا – وليس كما يحاول إعلام النظام المصري والإمارتي من أنهم يسعون لنشر الشائعات – فقد ذكرت جميع الصحف والمواقع ما جاء على لسان الإخوان المسلمين وعلماء شريعتها من كونهم يدعون لرص الصفوف بمواجهة "كورونا"، كما دعو لاتباع الإجراءات الحكومية للحد من "كورونا" كما جاء في صحيفة الرأى الأردنية 17 مارس 2020م وموقع البوصلة 17 مارس 2020م وموقع السبيل يوم الثلاثاء 17 مارس 2020م.

كما دعت جماعة الإخوان المسلمين المصرية شعوب الأرض إلى التكاتف والتعاون لمواجهة فيروس كورونا، مؤكدة أن "ذلك لا يتحقق إلا في مناخ الشفافية والتعاون والمساواة والتآزر لنصرة قيم العدالة والحرية ومناصرة قضايا الشعوب المضطهدة والمظلومة".

وأطلقت نداءً لأبناء الأمة الإسلامية جميعا، حكاما ومحكومين، قالت فيه:

"ليكن الجميع على قلب رجل واحد، وليكن الهدف أمام هذا الخطر الداهم إعلاء قيم العدل واحترام حقوق الإنسان. كما جاء في بوابة الحرية والعدالة ومجلة المجتمع الكويتية وموقع علامات أون لاين وموقع عربي 21 يوم الثلاثاء 17 مارس 2020م".

لقد سطر الإخوان صحائف من ضياء بخدمتهم لشعوبهم، فكانوا كالجبال الراسخة أمام جبروت الأنظمة الديكتاتورية ، وكانوا عاونا دائما لشعوبهم في التصدي للأمراض والأوبئة التي غمرت هذه الشعوب.