الإخوان والانتخابات النيابية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
الإخوان والانتخابات النيابية
محمد حبيب 2.jpg

د. محمد حبيب

- بتاريخ: 2010-02-23

أعترف أن النتائج التى حققها الإخوان من جراء خوضهم انتخابات مجلس الشعب خلال العقود الماضية كانت ـ على وجه الإجمال ـ إيجابية ، على المستوى التربوى والدعوى بالنسبة للإخوان كجماعة من ناحية ، وعلى مستوى ممارسة الدور التشريعى والرقابى فى المجلس ، والدور الخدمى الذى يقوم به النواب بالنسبة للجماهير فى الدوائر المختلفة من ناحية أخرى. ويقتضى الإنصاف والموضوعية أن يكون تقويم أداء النواب شاملا ، فلا يقتصرعلى الدور التشريعى والرقابى فقط ، ولا على الدور الخدمى فحسب. كما يقتضى الإنصاف والموضوعية أيضا أن يكون التقويم شاملا للنواب ككتلة وليس كأفراد. وفى هذا الصدد لا يجب أن تغيب عنا الحقائق التالية:

1) أن النظام الذى نتعامل معه لايقيم وزنا للديموقراطية بمعناها المتعارف عليه ، فلا تعددية سياسية حقيقية ، ولا تداول سلمى للسلطة ، ولا اعتبار لمبدأ الأمة مصدر السلطات ،

2) لا مكان للرأى الذى تبديه المعارضة ـ مهما كانت حجته ووجاهته ـ وقد رأينا كيف يعمل حزب السلطة على إقصاء المعارضة والتعتيم عليها بشكل كامل ،

3) أن النواب الإخوان يعملون فى ظل مناخ ردىء ومعوق ، وقد شاهدنا كيف يتم التضييق عليهم فى مقارهم ، وملاحقة واعتقال مدراء مكاتبهم.

وبالرغم مماسبق ، فلست مع أخى عبد المنعم أبوالفتوح فى مقترحه الذى أبداه منذ أسابيع قليلة بمقاطعة إنتخابات مجلس الشعب لمدة عشرين عاما ، وذلك لعدة أسباب أوجزها فيما يلى:

أولا: أن المنافسة على بضعة مقاعد فى مجلس الشعب لاتعد بحال منافسة على السلطة ، ولا تمثل تهديدا ولا حتى إزعاجا للنظام على أى نحو ، هى فقط عبارة عن فضاءات قانونية يتحرك فيها الإخوان لخدمة الوظيفتين الأخريين ، التربوية والدعوية ، فضلا عن أنها جزء منهما ،

ثانيا: أن عدم مشاركة الإخوان لن تدفع النظام لإجراء إنتخابات حرة وشفافة ونزيهة ، ولو بأى نسبة ، ويجب ألا نخدع أنفسنا ، فهذه السياسة جزء من تركيبة النظام نفسه ، ويكفى أن نستحضر ما يفعله مع الأحزاب ،

ثالثا: أن حزب السلطة ـ برغم إمكانات الدولة الضخمة الموضوعة بين يديه ـ هش وضعيف ، وسيبقى كذلك إلى ماشاء الله ، وبالتالى سوف تظل حاجته إلى التزوير قائمة ودائمه ، إلا أن يشاء الله شيئا آخر ،

رابعا: أن حزب السلطة لايريد أن تبرز أمامه أية قوة سياسية ، أيا كانت مرجعيتها ؛ إسلامية ، أو ليبرالية ، أو قومية ، أو إشتراكية ، هو يريد أن يكون الكل ضعيفا ، متراجعا ، منكفئا،

خامسا: أن المتغيرات السياسية على المستوى المحلى والإقليمى والدولى متسارعة ، ولا يتوقع أحد ما يمكن أن يحدث هذا العام أو العام الذى يليه ، وبالتالى ففترة عشرين عاما غير منطقية بالمرة وتعتبر ـ فى عالم السياسة ـ طويلة للغاية ، ولا أحسب أن أخى عبد المنعم أبو الفتوح قصد هذا الرقم تحديدا ،

سادسا: أن الحياة قائمة على سنة التدافع ، ولا يتصور أحد أن الغياب عن خوض المعارك الإنتخابية طيلة هذه الفترة سوف يدفع النظام ـ أيا كان شكله ـ أو القوى السياسية أو الرأى العام إلى تغيير نظرته ، فضلا عن أن هذا الأخير بصفة خاصة لن يتفضل عليك بشىء لم تجاهد ببسالة من أجله.

وفى النهاية أقول : كنت أتوقع من أخى عبد المنعم أن يقترح ، مثلا ، تقليل نسبة المشاركة ، لا منعها ، فذلك أجدى وأنفع وأوفق.


والله من وراء القصد ‘‘