الإخوان والمشردين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٥:٤٣، ٨ يوليو ٢٠١٨ بواسطة Taha55 (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''<center><font color="blue"><font size=5> الإخوان والمشردين </font></font></center>''' ==مقدمة== ملف:55شعار-الاخوان.jpg|200...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
الإخوان والمشردين


مقدمة

55شعار-الاخوان.jpg

ظاهرة أطفال الشوارع تكتسب أهمية خاصة بوصفها تعكس خلل واضح في أجهزة وأساليب التنشئة من خلال مؤسساتها المختلفة وما تعكسه بكل واقعية وصدق من مشاكل عدم التكيف الاجتماعي والنفسي ومشاكل الأسرة والبيئة التي تؤدي إلى نبذ هؤلاء الأطفال فيهيمون على وجههم دون هدف أو ارتباط أسري فيتخذون من الشارع مأوى لهم ومجالاً لكسب قوت يومهم، وقد يقعوا في أيدي المنحرفين لاستثمار طاقتهم أو يدفعون إلى ارتكاب الأفعال الإجرامية.

ومن المؤكد أن ظاهرة أطفال الشوارع ليست مشكله بسيطة يمكن حلها بزيادة مستوى التسامح أو الاحترام للأطفال، لكونها ناتجة عن مشاكل عدم التكيف الاجتماعي والنفس ومشاكل الأسرة والبيئة في كل مظاهرها وعواملها والتي تؤدى في النهاية إلى تربية هؤلاء الصغار على وجودهم بلا هدف أو ارتباط أسرى فيتغذون من الشارع ويتخذونه مأوى لهم أو مجال لكسب يومهم (1).

الإخوان والطفولة المشردة

إن مرحلة الطفولة مرحلة تكوين اللبنة الأساسية لتكوين شخصية الطفل، فتعد هذه المرحلة من أكثر المراحل تأثيرًا في حياة الفرد في المستقبل. فالأسرة المسلمة تشكل نواة المجتمع المسلم، ويعكس أطفالها الأخلاق والمبادئ التي يتم تربيتهم عليها، حيث وضح الإسلام حقوقا لكل فرد، سواء أكان رجلا مسنا، أم امرأة، أم طفلا. وقد حرص الإسلام على رعاية حقوق الإنسان جميعا.

وكما اهتم الإسلام بالنشء منذ المهد سار الإخوان على منهج دينهم فاهتموا بهذا النشء الذي يرجى أن يشب فيصبح عماد الأمة وقوتها ومصدر عزها ولذا حرصوا أشد الحرص على توفير المناخ التربوي الملائم لهذه النبتة حتى تينع فتصبح نبتة طيبة يقوم بقوتها وصلاحها المجتمع.

ولما كان أطفال الشوارع نبتوا في بيئة غير سوية، ليس لهم ذنب فيها كان لازما عليهم أن يضعوا هذه الظاهرة نصب أعيونهم، فيضعوا العلاج الناجع لإنقاذ هؤلاء الأطفال التعساء، ولتخليص المجتمع من هذه القنبلة الموقوتة التي تكاد تفتك به من كل جانب.

خاصة أن هؤلاء الأطفال أصبحوا ف مرمى أعداء الأمة من المبشرين ومروجي الأشياء القاتلة كالمخدرات وغيرها لاستشعارهم بعدم قيمة هؤلاء الأطفال إذا حدث لهم مكروه، فلن يعبأ أحد إذا تم القبض عليهم أو قتلهم.

وبسحب ما أفاد به موقع "إخوان أون لاين" فإن غالبية الأطفال المتسولين من أسر بسيطة جدًّا أو تكاد تكون معدمة تتميز بكثرة عدد أفرادها، ويعيش غالبية هؤلاء الأطفال في بيوت بسيطة تتكون في معظم الأحيان من غرفة واحدة، والوالدان غير مثقفين أو بمعنى أصح أميين، ويترك غالبيتهم الدراسة بعد ذلك ليقضوا أكثر من خمس ساعات في التسول خارج المنزل وبتشجيع من أمهاتهم وآبائهم (2).

ولذا نظر الإخوان إلى الجوانب الإنسانية التي تحتم على كل مسلم أن يرعى هؤلاء الأطفال الذين حرموا حنان الأب والأم والبيئة الطيبة التي لم يتربوا فيها، وقد أخذت جهود الإخوان في هذا المضمار شوطا كبيرا منذ بدأ حسن البنا بذرة هذه الدعوة حتى بلوغ الجماعة رأس الهرم برئاسة البلاد.

جهود تعليمية

قام الإمام البنا بوضع خطة تهدف إلى تدريب المحتاجين من مرتادي الشوارع على العمل الدائم

قام الإمام الشهيد بوضع برامج دائمة للتدريب على العمل وقد اهتم بمرتادي الشوارع وكان يتابعهم بنفسه، كما رسم الخطط المحكمة وضمنها الوسائل المعينة للوصول إلى الهدف المهم، وعمل على تعليم مرتادو الشوارع و تثقيفهم في كل المجالات الدينية والدنيوية ومحو أميتهم.

فأنشئ مدرسة ليلية في كل شعبة هدفها الأساسي محو الأمية الدينية التعليمية؛ حيث يجتمع العمال والفلاحون ومرتادى الشوارع، وكان ذلك في شعب الإسماعيلية وأبو صوير وعابدين والتي احتوى معهدها على فرعٍ لمكافحة الأمية والتشرد (3).

وفي قنا وأسوان أنشأ الإخوان قسمين لمكافحة الأمية والتشرد ،أحدهما نهاري، والثاني ليلي، وحين وضعت الحكومة منهاجا لمكافحة الأمية والتشرد ، أثناء تولى العشماوى (باشا) وزارة المعارف سنة 1946 طلب من الإخوان أن يساعدوا الوزارة فى تنفيذ خطتها اعترافا منها بنفوذهم (4).

توفير حاجة الطعام

اهتم الإخوان بالعديد من الأطفال المشردين والفقراء فعملوا على توفير متطلبات الحياة لهم وعلى رأسها الطعام، حيث قام الإخوان في بين منطقة السرايات والخرطة بإطعامِ حوالي مائة وخمسين فقيرًا مرة كل شهر، كما خصصوا يوما سمي (يوم الفقير)" تم تخصيصه للفقراء وأطفال الشوارع. كما جمعت شعبة رشيد مبلغًا كبيرًا من أهل الخير، واستطاعت أن تقوم بكسوةِ 500 يتيم لمناسبة عيد الفطر المبارك وذلك حلا لمشكلة أطفال الشوارع وعدم تفشيها.

وقام الإخوان في أسوان بمشروع كسوةِ وتغذيةِ الفقراءِ لمناسبة عيد الفطر بصورةٍ متسعة، وقد كُسِي أكثر من 430 فقيرًا منهم 190 أرملةً و140 من البنات ما بين أطفال ويتيمات.

كما تبرَّعت جمعيةُ الإخوان المسلمين بجرجا بإطعامِ 500 فقير من كل الفئات المحتاجة ومنها أطفال الشوارع.

احتفلت منطقة دشنا بشهر رمضان فقامت بإطعام 200 فقير من مرتادي الشوارع في شهر رمضان أيام الجمع...وهناك الكثير من الأعمال الخدمة التي قام بها الإخوان للحد من ظاهرة أطفال الشوارع التي انتشرت بسبب عامل الفقر (5).

الاهتمام الإعلامي

اهتم الإخوان بقضية أطفال الشوارع إعلاميا، فتحت عنوان "أبناء الشوارع وكيف يعيشون" كتبت مجلة الإخوان الأسبوعية أن أعداد المتشردين من أبناء الشوارع يزدادون كل يوم بسبب قسوة الحياة والمجتمع عليهم فتراهم يعيشون عيشة الحيوانات فى الشوارع لا يجدون ما يحميهم من الحر أو يستر جسدهم أو يرد عنهم البر القارص هذا غير تعرضهم لمطاردة البوليس, وطالب صاحب المقال الحكومة بإنقاذهم وتحسين حالهم (6).

كما أن المجلة هاجمت الآباء الذين يدفعون بأبنائهم إلى التشرد بالرغم من كون هؤلاء الآباء يجلسون عاطلون على المقاهي ويسخرون أبنائهم فى بيع ورق اليانصيب تحت التهديد بل وإنزال العقاب بهم, وتساءلت المجلة لماذا أنشئت وزارة الشئون الاجتماعية مادامت لم تقم بدورها فى حماية الأطفال المتشردين (7).

وفى عموده بعنوان "فى الطريق" كتب الأستاذ عبد الحليم الوشاحى تحت عنوان "الطفولة المشردة" يقول: «أهؤلاء الأطفال الذين يتزاحمون على أفاريز الشوارع وزوايا الطرق وينتقلون من ترام لآخر يلبسون الأسمال ويستترون بالخرق التى تظهر ما خفى من أجسامهم الهزيلة, هؤلاء الأطفال يطوفون طول النهار وأكثر الليل على المقاهى والحانات لعلهم يجدون ما يسد رمقهم, من هؤلاء تكونت عصابات النشل بعد أن وقع هؤلاء المساكين تحت رحمة رؤساء العصابات فيطلقونهم على وسائل النقل المزدحمة فيسلبون الأموال, فهؤلاء الصبية هم الذين يستخدمون فى توزيع المخدرات على مدمينها, هذا غير نبذ الطبقة الغنية لهم، فمن لهؤلاء؟» (8).

أطفال الشوارع والتبشير

حارب الإخوان التبشير ووضعوا له الخطط، ونشروا الوعاظ والخطباء، غير أن المبشرين كان الفقر أداة من أدواتهم التي استخدموها لجذب هؤلاء الفقراء للمسيحية، ففطن الإخوان لهذه المخططات فكتبوا للملك وشيخ الأزهر ورئيس الوزراء، وكلف مكتب الإرشاد الإخوان في كل قرية ومدينة بالتحري عن هؤلاء الأطفال وإنقاذهم من يدي المبشرين وتوفير ملازات آمنة لهم.

وناشد الإخوان شعبهم الكريم.. محذرين من دسائس هؤلاء المضلِّلين وخداعهم، والعمل على الابتعاد عن مدارسهم ومستشفياتهم وملاجئهم وكتبهم. فمثلا في منطقة أبي حماد بمديرية الشرقية استطاع الإخوان أن يمنعوا الإرساليات التبشيرية من إنشاء مدرسة للبنين كان غرضها الأساسي تكوين أجيال تنادي بمبادئهم وقيمهم وتؤمن بدينهم، وسارعت هذه الإرساليات وأسَّست مدرسةً للبنات ليدسوا إليهن سمومهم، إلا أنه سرعان ما اجتمع الإخوان بدار الجمعية وأخذوا يقلِّبون الأمر ليدرءوا هذا الخطر الفادح، وقامت هذه اللجنة بالانتشار في المنطقة لتفهيم أولياء أمور التلاميذ والتلميذات بمخططات المدارس التبشيرية، وتوضيح الحقائق للذين انخدعوا بمعسول الألفاظ (9).

الإخوان ووضع إستراتيجية للحل

طرح الأستاذ/ كامل الشافعي وجهةَ نظرٍ سديدةً تطوِّر من إستراتيجية أعمالِ البرِّ والخدمةِ الاجتماعيةِ، وتحول وجهتها من أعمال البرِّ والإحسانِ فقط إلى وجهة التأهيلِ المهني لأطفال الشوارع ، وفتح أبواب العمل والإنتاج لهم فيقول: "لا يخفى أن موائدَ إطعامِ الفقراءِ وكسائهم وغير ذلك يشجِّع على البطالةِ والتسولِ ويدفع إلى الكسل؛ لأن المعروف أن مضغ الطعام المعد أسهل من جلبه بعرق الجبين والكد في إعداده، وإذن "فلتتألف الجمعيات الخيرية وليكن هدفُها أن تغيِّر طرق البر القديمة وتسير في سبيل التصنيع ولا تكن حفلات الإطعام وغيرها إلا لمن أصابته الدنيا بعاهة أعجزته عن الكسب (10).

ولم تكن هذه الوجهة بعيدةً عن تفكيرِ الإخوان المسلمين؛ فقد انتبهوا إليها، وكانت لهم فيها تجاربُ ناجحةٌ موفقة ، مثل ما قام به الإمام البنا وتم ذكره فى السطور السابقة.

كما قدمت صفية عبد الرازق علي، وسمية عبد الرازق علي، وسندس محمد، وفاطمة الموصل، ورقتين بحثيتين تضمنت عددا من الاقتراحات لكيفية مساهمة الإخوان في حل مشكلة أطفال الشوارع تضمنت البدء في تكوين مؤسسة إسلامية لرعاية أطفال الشوارع تضمن المساعدة في حل مشكلات العشوائيات والفقر من خلال دعم الأسر الفقيرة ماديا ومعنويا، وتفعيل دور الدولة في التصدي لمن يستغلون أطفال الشوارع في أعمال لا أخلاقية (11).

ولقد تضمن برنامج حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين هذه الظاهرة في الباب الثالث بعنوان (العدالة الاجتماعية) حيث جاء في البند خامسا تحت عنوان (معالجة ظاهرة أطفال الشوارع) النص:

  1. تتركز فكرتنا بعد إيجاد حصر دقيق لهذه الشريحة بتوفير طرق ووسائل للتعامل مع هذه الظاهرة بعيداً عن الحل الأمني الذي يضر ولا ينفع ويدفع إلى المزيد من الانعزال والرفض والحنق من هؤلاء تجاه مجتمعاتهم لذلك ننوى الآتى :
  2. إنشاء قرى خاصة بهؤلاء الأطفال لتأهيلهم علميًا وتربويًا وأخلاقيًا، وتشجيع القطاع الخيري للإسهام في إنشائها والإنفاق عليها.
  3. إعادة تأهيل دور الأحداث لتتحول من مؤسسة عقابية إلى مؤسسة تربوية إصلاحية.
  4. علاج ظاهرة الطلاق ، والتفكك الأسري ، التي هى إحدى الروافد المهمة لهذه الظاهرة.
  5. توفير فرص عمل مناسبة لمن بلغ سنًا معينًا منهم (12).

الإخوان البرلمانين وأطفال الشوارع

تبني الإخوان قضية أطفال الشوارع وقضايا المجتمع في البرلمانات السابقة، حيث اهتموا بها وبأسبابها وطرق حلها وتقديم استجوابات من اجل انتشار هذه الظاهرة الخطيرة والتي من الممكن أن تهدم أركان المجتمع لو انتشرت بكثافة.

فقد أكد [[صابر أبو الفتوح] ــ عضو الكتلة البرلمانية السابقة للإخوان المسلمين ــ أن أطفال الشوارع كانوا محور استجواب قام بتقديمه لمجلس الشعب، تساءل فيه عن الجمعيات الخيرية ،التي تحصل على دعم خارجي ؛لتحقيق أهداف مشبوهة من خلال هؤلاء الأطفال ، معتبراً أن هذه الجمعيات تساهم في نشر هذه الظاهرة ،وليس محاربتها.

مشيراً إلى أن هذه الظاهرة تعد قنبلة موقوتة تهدد المجتمع المصري، وتسعى لإحداث الفوضى فيه، واعتبر أن هذه القضية تمثل تهديد للأمن القومي ؛لأن هؤلاء أطفال مصر لو تم استغلالهم بشكل جيد سيتحولون لعناصر فعالة وإيجابية في المجتمع.

مشيراً إلى الخشية من استغلالهم لإحداث فوضى منظمة تعمل ضد الثورة، وتسعى لإجهاضها وتحويلهم لبلطجية مأجورين ،مؤكداً أن هذا الأمر قد تم بالفعل مع بعضهم من قبل بعض فلول الحزب الوطني، وطالب وزارة التضامن الاجتماعي بإتباع عدد من الإجراءات ،التي تساعد على حل مشكلتهم، وتتمثل أهم تلك الإجراءات في رأيه في: الإشراف الكامل على الجمعيات الاجتماعية المتخصصة بهم، وكذلك توجيه الدعم لهذه الجمعيات ،ووضع خطة لتأهيل هؤلاء الأطفال من كافة النواحي الاجتماعية، والتربوية والمادية ؛حتى يتحولوا من قنبلة موقوتة إلى أداة لبناء المجتمع، وأكد أن ما قيل عن تناقصهم في شوارع الإسكندرية السبب فيه عدة أمور، أولها :استغلالهم ليصبحوا كبلطجية في وجه الثورة، وكذلك محاولة بعض أولياء أمورهم استعادتهم نتيجة للظروف الأمنية الصعبة خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى حدوث هذا الامر فعلاً ولكن مع قلة منهم. وأكد أن هناك الكثير منهم مازالوا يفترشون الشوارع، والطرقات ،ويبحثون عن مأوى لهم.

وأشار الدكتور محمد الحلواني ــ وكيل أول وزارة التضامن الاجتماعي بالإسكندرية ــ في حديثه عنهم إلى أن الإسكندرية تضم عدداً كبيراً جداً في شوارعها أكثر من أي محافظة أخرى؛ نتيجةً لما يسميه العاملين في هذا المجال "مشاكل آخر الخط"، فأي طفل هارب من أسرته يتجه نحو آخر محطة يتوقف فيها القطار بعيداً عن منزله، والإسكندرية من أهم مدن آخر الخط، مشيراً إلى أن أغلب هؤلاء الأطفال من خارج الإسكندرية، وأشار لأوضاعهم بعد الثورة فأكد أن أعدادهم الإجمالية لم تتناقص ،وأن تواجدهم في الشارع قد تناقص إلى حد ما؛ نتيجةً لنشاط الجمعيات الخيرية، والمؤسسات العالمية، التي تسعى لاحتوائهم ،وتوفير مأوى لهم، وطالب شباب الثورة بالعمل المنظم بالتعاون مع الجمعيات المتخصصة للمساعدة على القضاء على هذه الظاهرة، والمشاركة في حماية هؤلاء الأطفال.

وأكدت ــ أميمة الشيخ ــ رئيسة جمعية الريادة الخيرية لنا أن عدد أطفال الشوارع بالإسكندرية لم يتناقص، بل بالعكس وأن هذا الأمر تأكدت منه نتيجة للبحوث التي قامت بها الجمعية بعد الثورة ،بالاشتراك مع عدد من المنظمات العالمية، واعتبرت أن السبب الرئيسي لهذه المشكلة ؛هو التفكك الأسري خاصة في المناطق العشوائية ،مشيرةً إلى أن سبيل حل هذه المشكلة هو تجفيف منابع خروج هؤلاء الأطفال للشارع، وأن الجمعية تسعى بالفعل لهذا الأمر خاصة بعد الثورة، وبدعم كبير من شباب الثورة الذي كان يعمل على تجميل وتنظيف شوارع الإسكندرية، وأشارت إلى قيام عدد كبير من المتبرعين بعد الثورة بالتوقف عن تقديم أي دعم للجمعيات التي تعمل على مساعدة هؤلاء الأطفال بدعوى أن هؤلاء الأطفال لصوص، وبلطجية، لا يستحقون الدعم؛ وقد أدى هذا الأمر لعجز عدد كبير من الجمعيات حتى عن توفير الطعام لهؤلاء الأطفال ،مؤكدةً أن هذا الأمر ناتج عن قيام عدد من الجهات المشبوهة باستغلالهم في أعمال بلطجة منظمة، ومظاهرات مقابل بعض الطعام والعصير، ومبالغ بسيطة جدا مستغلين أوضاعهم الصعبة، وأشارت كذلك إلى أن الجمعيات الآن تعجز عن تقديم المساعدات لعدد كبير منهم ،وأن الدعم الآن كله موجه لدعم المتضررين من الثورة ،خاصة من فقدوا وظائفهم أو من تعرضوا للضرر الجسدي من أحداث الثورة ،مؤكدةً أن هؤلاء من الممكن أن يتحولوا لبلطجية مطالبة بالتوقف عن المظاهرات، والاعتصامات،والاتجاه نحو العمل الجاد للمساعدة على حل الكثير من المشكلات تلك المشكلة من بينها؛ لأن مصر في رأيها دخلت مرحلة خطيرة جداً (13).

وفي الدورة البرلمانية عام 2009م طالب النائب الإخواني صبري عامر بعقد جلسات استماع لأساتذة الجامعات والخبراء لإيجاد توصيف حقيقي وعلمي لهذه الظاهرة.

فيما هاجم النائب الإخواني عصام مختار المجلس القومي للأمومة والطفولة، متحدثًا بقوله "هذا المجلس تفرغ لمشكلة تافهة جدًا وهي مشكلة ختان الإناث وترك مشكلة أطفال الشوارع".

واستطرد مختار باتهام للحكومة والنظام "بأنهما سعيا للإبقاء على العشوائيات وأطفال الشوارع، ليخرج من بينهم البلطجية والمسلحين، الذين تستخدمهم لتزوير الانتخابات (14).

الشيخوخة المشردة

لم تكن ظاهرة أطفال الشوارع هى ما شغلت الإخوان لوضع الأسس التربوية لعلاج هذه الظاهرة التي تكاد تنفجر في أي مجتمع.

فلم يقتصر التشرد على الأطفال فحسب بل وجدت أيضا الشيخوخة المتشردة – وهم الذين لا يستطيعون العمل ولا يقدرون على السعي أو الإنفاق على أنفسهم, وليس لهم مأوى أو مورد يتقوتون منه.

فأعطى الإخوان هذا الأمر أهمية مطالبين بالعناية بكبار السن وتقديم الخدمات وعنايتهم في أخر حياتهم لا تشردهم ولذا كتبت مجلة الإخوان تحت عنوان "الشيخوخة المشردة": تبين طبيعة حياتهم وظروف معيشتهم وحذرت من هؤلاء أكثر من غيرهم لتعرضهم للأمراض التي لا يستطيعون الإنفاق على علاجها فتراهم ملقون على الأرض صرعى المرض وقد بلغ بهم درجة خطيرة وكاد يقضي عليهم، وهؤلاء محتاجون إلى العطف والعناية والرحمة، فقلد حذر الإخوان من خطورة انتشار هذه الظاهرة والتي تؤدى إلى وقوع هؤلاء الأطفال المشردين فى يد بعض المجرمين الذين يدربونهم على احتراف الإجرام وتنفيذ مطالبهم وخططهم الإجرامية, هذا غير احترافهم النشل والتسول, ومن ثم طالب الإخوان الحكومة برعايتهم وبناء الملاجئ التي تؤويهم (15).

نتائج عملية

كان لجهود الإخوان المسلمين مردود إيجابي من جانب الكثير من المنظمات الأهلية والحكومية ، التى شعرت بالحرج تجاه قيام الإخوان وحدهم بدور كبير فى محاربة ظاهرة أطفال الشوارع ، فاعتبرت نظرتهم المستقبلية لحل أزمة أطفال الشوارع ، نظرة تعبر عن مشروع متكامل يهدف لحل أزمة أطفال الشوارع.

حتى أن د /عبد الحميد أباظة مساعد وزير الصحة لشئون الأسرة والسكان صرح أن الوضع الحالي لأطفال الشوارع جعل منها قنبلة موقوتة تتطلب تضافر كافة الجهود الموجهة لطفل الشارع مع السعي للقضاء علي أسباب لجوئه للشارع ومحاولة دمجه مرة أخري في المجتمع بما يحقق التصدي للظاهرة وتلبية احتياجات تلك الفئة والمدافعة عن حقوقها .

وأكد أباظه أن إنشاء شبكة قومية تضم كافة الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني العاملة في مجال حماية أطفال الشوارع في مصر تهدف للحد من ظاهرة أطفال الشوارع مع السعي لتنفيذ أهداف الإستراتيجية القومية لحماية الطفل المصري مع تطبيق وتفعيل سياسات حماية الطفل داخل الهيئات والمنظمات المتعاملة مع الأطفال ووضع نظام قوي وموحد لحماية أطفال الشوارع من خلال وضع تدخلات وتشريعات وإستراتيجيات جديدة للعمل مع الظاهرة بما يتناسب واحتياجاتها المستقبلية بالتنسيق مع الوزارات المعنية بالقضية ، مشيرا إلى إعجابه وتأثره بمنهجية الإخوان المسلمين فى حل هذه الظاهرة .

وصرحت أ. د./ لمياء محسن أمين المجلس القومي للطفولة والأمومة بان المجلس يسعي لتحقيق التنسيق بين الشبكة والمنظمات العاملة بمجال حماية الطفولة خاصةً أطفال الشوارع مع بناء ورفع قدرات المتعاملين مع الأطفال من كافة القطاعات من الشرطة والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين لوضع الخدمات المقدمة لأطفال الشوارع علي المستوي الأهلي والحكومي ، وأعلنت احترامها لدور الإخوان في حل ظاهرة أطفال الشوارع (16).

المراجع

  1. محمد ماهر مقلد فولي: فعالية برنامج إرشاد لتعديل المفاهيم الخاطئة لدى بعض فئات المجتمع تجاه أطفال الشوارع، رسالة مقدمة لنيل الماجستير، كلية التربية، جامعة بني سويف، 2013م، 1434هـ.
  2. دراسة: أكثر من 100 مليون طفل مشرد في العالم: معهد الإمام الشيرازي الدولى للدراسات - واشنطن، رابط http://cutt.us/lIrRP
  3. جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية – السنة الأولى – العدد 16 – 13رجب 1352هـ / 1نوفمبر 1933م.
  4. جريدة الإخوان المسلمين اليومية: العدد 157 السنة الأولى/15 ذو الحجة 1365هـ, 9/11/1946،صـ4.
  5. مجلة الإخوان المسلمون نصف الشهرية: عدد 8، 15-2-1942م، مجلة الوفد المصري 13-9-1941م، مجلة الإخوان نصف الشهرية- عدد 22- 23-10-1943م.
  6. مجلة الإخوان المسلمين: العدد 126 السنة 4 /22 ذو الحجة 1365هـ ,16/11/1946 الغلاف.
  7. مجلة الإخوان المسلمين: العدد 129 السنة 4/ 13 محرم 1366هـ, 7/12/1946 صـ20.
  8. مجلة الإخوان المسلمين: العدد 154 السنة 5/11 رجب 1366هـ, 31/5/1947 صـ6.
  9. جريدة الإخوان المسلمين - السنة الأولى – العدد 3 – 6ربيع الأول 1352هـ / 29يونيو 1933م.
  10. مجلة المباحث القضائية- العدد الصادر يوم 27 يونيو 1950م الموافق 11 رمضان 1369هـ.
  11. (مجلة الشروق) الأبحاث التي لم تناقش في مؤتمر شباب الإخوان، 2012م
  12. برنامج حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين
  13. موقع أمل الأمة بتاريخ 25/ 6/ 2011م.
  14. موقع حريتنا بتاريخ 2/ 3/ 2009م.
  15. مجلة الإخوان المسلمين: العدد 109 السنة4/ 6 شعبان 1365هـ, 6/7/1946 الغلاف.
  16. حسام زايد: بوابة الأهرام، 21/ 11/ 2011م الموافق 25 ذو الحجة 1432هـ، رابط http://cutt.us/JxZDT