الإصلاح السياسي عند البنا (محاربة الاحتلال- الحلقة الثانية)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٩:١١، ٣٠ ديسمبر ٢٠١٠ بواسطة Opsa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإصلاح السياسي عند البنا (محاربة الاحتلال- الحلقة العاشرة)

إعداد: طارق عبد الرحمن


توقفنا في الحلقة السابقة عند إرسال الإمام البنا خطابًا للنقراشي باشا قبل سفره لأمريكا، عن ملامح هذا الخطاب يكون الحديث في هذه الحلقة


رسالة المرشد العام إلى دولة رئيس الوزراء بمناسبة سفره

الإمام حسن البنا

أرسل المركز العامالإخوان المسلمين الخطاب التالي مساء أمس إلى دولة رئيس الوزراء بمناسبة سفره إلى أمريكا:

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..

حضرة صاحب الدولة.. محمود فهمي النقراشي باشا- رئيس الحكومة المصرية..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد.. فالآن وقد أصبح أمرُ سفركم وعَرْض القضية على مجلس الأمن محقَّقًا، بعد أن طالت شكوك الناس فيه، فإني أحب أن أكاشف دولتكم ببعض ما يجول في خواطر هذا الشعب، شعب وادي النيل، ويملك عليه نفسه وحسَّه، لتكونوا على بيِّنة منه وأنتم تواجهون موقفًا حاسمًا من مواقف نضاله، في سبيل حريته واستقلاله.


يا صاحب الدولة.. لم يعُد حقُّ وادي النيل في الحرية الكاملة والاستقلال التام والوحدة الدائمة وجلاء كل القوات الأجنبية عنه خفيًّا على أحد، إلا على الجاحدين المكابرين من غلاة الاستعماريين، الذين خرفت رءوسهم، ودالت دولتهم، وذهبت ريحهم، ولم يعُد شعب هذا الوادي الأبيّ يقبل بحالٍ من الأحوال أن يجادله الناس في هذا الحق أو أن ينتقصوا منه، أو يدفعوه عنه، بعد أن آمن به أعمقَ الإيمان، وجاهدَ في سبيله هذا الجهاد الطويل المرير، واستنفد كل وسائل السلام من المطالبة والتفاهم، وأخيرًا الاحتكام إلى الضمير العالمي ممثلاً في هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن.


ولم يبقَ أمامه إن لم توصله هذه الطريق إلى حقه إلا أن يثور على الظلم ويصل بالكفاح الدامي إلى ما لم يصل إليه بالتفاهم والإنصاف، ولا تبعةَ عليه ولا لومَ بعد ذلك، وطالب الحق ما تعدَّى، وعلى الباغي تدور الدوائر: ﴿وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيل﴾ (الشورى: 41).


ولن يستطيع حاكمٌ بعد اليوم أن يستمرَّ في حكومته، أو زعيمٌ أن يبقى في زعامته، أو رئيسُ جماعةٍ أن يُحتَرَم من جماعته إلا إذا دعا إلى هذه السبيل، وسلك مع الأمة المجاهدة هذه الطريق، والنفوس لذلك مهيَّأة، والقلوب عليه مجتمعة: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحج: من الآية 40).


وإن سبعةً وعشرين مليونًا من البشر- هم أول من رفَعَ لواء الحضارة الإنسانية وورثوا بعد ذلك حضارة الأمم الشعوب، وانتهت إليهم أخيرًا زعامة العروبة وقيادة أمم الإسلام- لقادرون بتأييد الله وفي وضَحِ الحق على أن يقيموا الدليل على وجودهم، وأن يصلوا بجهادهم وكفاحهم إلى حقِّهم، وخاصةً بعد أن ظلَّ هذا الحق قوام حياتهم المادية والروحية معًا: ﴿وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ في سَبِيلِ اللهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا﴾ (البقرة: من الآية 246).


هذه الحقائق- يا صاحب الدولة- يجب أن يكون وفدُ مصر المسافر أولَ الناس إيمانًا بها وتقديرًا لها، وأن يصوِّرَها جليةً واضحةً مكشوفةً في قوةٍ وجرأةٍ لهؤلاء المندوبين الدوليين، رسميين وغير رسميين، وألاَّ تحُول المجاملات الدولية الفارغة بينه وبين ذلك حتى يُدركَ الجميعَ خطورةَ النتائج المترتبة على قرارهم، وتُلقي تبعة الاحتلال بالأمن العالمي والسلام الدولي على كاهل المتسبِّبين فيه ممن جانَبوا الحقَّ والإنصافَ لا على المجاهدين في سبيل حريتهم المدافعين عن حقهم ووحدتهم.


وإن مصر لترجو وتنتظر أن ينصفَها مجلس الأمن، وأن تنال حقَّها على يديه، فيعود إلى الناس إيمانُهم بالحق والعدالة الدولية، وهي ترحب بأن يجيء هذا الإنصاف على يد كائن من كان من أبنائها.


وإنا نسأل الله- تبارك وتعالى- أن يلهمكم الرشد، وأن يكتب لكم النجاح والتوفيق.

وموعدنا مهرجان الفوز أو ساحة الكفاح والجهاد، وكلاهما حسن جميل.

والله أكبر ولله الحمد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


بم يسمَّى هذا الموقف؟ ومن الذي يستفيد منه؟

دُهِشْتُ أعظمَ الدهشة حين قرأت أمس برقية صاحب المقام الرفيع مصطفى النحاس باشا إلى رئيس مجلس الأمن وسكرتير هيئة الأمم المتحدة، وراجعت تلاوتَها مراتٍ، وأنا أكاد أكذِّب نظري كلَّ مرة، وأسائل نفسي: أحقيقةٌ هذا الذي أقرأ؟! وفي أسفٍ شديدٍ وحزنٍ عميقٍ أخذت أسائل نفسي مرةً أخرى: بم يسمَّى هذا الموقف؟ ومن الذي يستفيد منه؟! وما الدوافع إليه؟ وبم تتحدث عنا بعده الأمم العربية والشعوب الإسلامية ودول العالم أجمع؟!


يقول رفعة النحاس باشا في برقيته: إن شكوى مصر إلى مجلس الأمن "بعيدةٌ عن أن تعبِّر عن وجهة نظر الشعب المصري الذي انعقدت إرادته الإجماعية على تحرير وادي النيل كله وتثبيت دعائم استقلاله" وهو قول غير صحيح، فقد طلبت الحكومة في عريضة الدعوى صراحةً وفي غير لبس الجلاءَ التامَّ عن وادي النيل كله، مصره وسودانه".

وفي الفقرة الثانية يستعدي رفعة النحاس باشا مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة على حكومة مصر الديكتاتورية، ويطلب إلى هذه المؤسسة الدولية ألا تصغى إلى هذه الحكومة في شيء، وأن تستمع إلى صوت الوفد وحدَه صاحب الأغلبية الساحقة في مصر، ولا أدري ما الذي يريده رفعة الباشا بهذا الاستعداء؟! وما القيمة العملية له؟! وهل من اختصاص مجلس الأمن أو هيئة الأمم أن تفرض الحكومات فرضًا على الأمم والشعوب وأن تتدخَّل في أخصِّ خصائص الأمور الداخلية للأمم؟! وهل يستطيع رفعة الزعيم أن يقول إن الوفد المصري صاحب الأغلبية في جنوب الوادي في السودان وليس للوفد هناك لجنةٌ واحدةٌ؟! وقد أيَّد وفد السودان عريضة الحكومة، وقال رئيسه في عبارة صرحية واضحة جوابًا على سؤاله رأيه فيها: "ليس في الإمكان أبدع مما كان".


وفي الفقرة الثالثة يرى رفعة الباشا من واجبه أن يُعلَن على الملأ أمام هيئة الأمم المتحدة أن شكوى تلك الحكومة التي تحكم مصر فعلاً لا يمكن أن تكون لها قيمة الوثيقة القومية المعبِّرة عن مطالب شعب وادي النيل، ومعنى هذا أن رفعةَ رئيس الوفد المصري يحرِّض مجلسَ الأمن في صراحةٍ على رفض هذه الشكوى، وحذْف هذه الوثيقة من جدول الأعمال؛ ليرجع وفدُ مصر خاسئًا وهو حسير، ولا ندري هل سيكون الخاسر في هذه الحالة النقراشي باشا وحده أم ستكون اللطمة القاسية إذا جارى مجلس الأمن رفعة الرئيس على ما يريد؟! [ولن يفعل للحكومة المصرية وللأمة المصرية جميعًا] (3)، وإذا كانت البرقية قد أخذت على عريضة الحكومة أنها لم تطلب في أمر السودان إلا إنهاء النظام الإداري، فقد كان من الإنصاف أن تذكر كذلك أن هذه العريضة قد أشارت إلى أهمية الوحدة وضرورتها وأنها أمرٌّ طبيعيٌّ لا مناص منه، كما أشارت إلى بطلان اتفاقية 1899م ومعاهدة 1936م، وإنما صيغت الفقرة المشار إليها هذه الصياغة لتفوت على الإنجليز دعواهم الفاسدة واتهاماتهم الباطلة لمصر بأنها تريد استعباد السودان والسيادة عليه، ولتُطمئن الإخوان السودانيين في الجنوب على هذا المعنى فلا يكونوا إلبًا (4) عليها.


وقد نجحت هذه الخطة فعلاً فارتفع صوت السودان مؤيدًا لمصر، وفات على الإنجليز ما يقصدون، على أن أمر الوحدة لا يعني المجلس ولا يسمح للإنجليز أن يتحدثوا عنه؛ لأنه أمرٌ بين المصريين والسودانيين كأبناء وطن واحد يسوُّونه بينهم كما يريدون، والعقبة الوحيدة التي تحُول دون ذلك هي الاحتلال الإنجليزي والإدارة الثنائية، فإذا طالبت مصر بالجلاء عن الوادي، وبإلغاء الإدارة الثنائية فقد صار معنى هذا قيام الوحدة فعلاً بين السودان ومصر، وإذا كان هناك ما يتنازع عليه فإنما يعنيهم وحدهم.


لو أن رفعة الباشا اقتصر في برقيته على الفقرات الأخيرة منها، وشرح للمجلس وللهيئة ما غمض من نصوص عريضة الدعوى لكان ذلك أمرًا مشكورًا وموقفًا وطنيًّا رائعًا محمودًا، أمَا وقد جاءت برقيته على النحو الذي رآه القراء فإن ذلك أمرٌ يُوجب مزيدَ الأسى والأسف، ولا نجد ما يوصف به هذا الموقف بأقل من أنه سقطةٌ سياسيةٌ وعثرةٌ وطنيةٌ لا يقيل منها شيءٌ إلا أن يشاء الله.


نكتب هذا الكلام مع أن بيننا- نحن الإخوان المسلمين- وبين رئيس الحكومة حسابًا طويلاً في كثيرٍ من المواقف والشئون الداخلية، ولكننا نستطيع أن نُفرِّق بين ما نتحاسب عليه اليوم وما نؤجِّله إلى الغد القريب، ونعلم تمام العلم أنه لا خلافَ بين أحد من المصريين في أمر السياسة الخارجية وحقوق هذا الوطن، وأن قضيتنا وقد برزت إلى الميدان الدولي أحوجُ ما تكون إلى أن تؤيدَها كلُّ الجهود، وتلتقي على هذا التأييد كل الأصوات والأعمال .


برقيةالإخوان المسلمين إلى مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة

لم يكتفِ الإمام البنا بخطابه لرئيس الحكومة المصرية، ولكنه أرسل خطابًا إلى مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة، جاء فيه:

شعب الوادي لا يسمح لأية دولة أجنبية أو هيئة دولية أن تتدخل في شئونه الداخلية (6)

جناب رئيس مجلس الأمن - ليك سكس

مناورة حزبية :

يستنكر شعب وادي النيل البرقية التي بعثَ بها إلى المجلس وإلى هيئة الأمم المتحدة رئيسُ حزب الوفد المصري، ويراها مناورةً حزبيةً لا أثَرَ للحرص على الاعتبارات القومية فيها.

لا دخل لأحد في شئوننا الداخلية :

وسواءٌ أكانت حكومة مصر ديمقراطيةً أو ديكتاتوريةً، فإن الشعب المصري يعلن على الملأ أمام هيئة الأمم المتحدة أن ذلك أمرٌ يعنيه وحده، ولن يسمح لأية دولة أجنبية أو هيئة دولية أن تتدخَّل في أخص شئونه الداخلية، فله وحده الحق في أن يختار نوع الحكم الذي يريده طبقًا لميثاق الأطلنطي، ومبادئ هيئة الأمم، وله وحده الحق في أن يفرض على حكومته ما يريد، وأن يؤاخِذَها على كل تقصيرٍ بما يراه.


الجلاء والوحدة :

كما يعلن كذلك أن حقوقه الثابتة في الجلاء التام عن مصره وسودانه والحرص الكامل على استقلاله أمرٌ لا يقبل جدالاً ولا مساومةً، وأن الوحدة الدائمة بين شماله وجنوبه حقيقةٌ واقعةٌ وضرورةٌ لا محيصَ عنها ولا يحُول بينها وبين الظهور على حقيقتِها وروعتِها إلا هذه الإدارةُ المتعاليةُ التي فرضتها بريطانيا عليه بألا تراه، والتي طلبت الحكومة المصرية في عريضة دعواها إنهاءَها، وأشارت إلى بطلان المعاهدة التي سجَّلتها بريطانيا، والتي لم يرضَ عنها الشعب المصري ولم يسلِّم بها يومًا من الأيام.


الضمير العالمي :

وأنتهز هذه الفرصة وأؤكد لأعضاء المجلس والهيئة أن شعب وادي النيل عظيمُ الأمل في أن تنصفه المؤسسة الدولية الناشئة، أريد بذلك اطمئنان الأمم والشعوب إليها، وتضاعُف ثقتهم بمبادئ العدالة الدولية ويقظة الضمير العالمي, وإنه لن يستقرَّ سلامٌ في الشرق ولن تهدأ ثائرةُ شعوب العروبة وأمم الإسلام حتى ينال وادي النيل حقَّه كاملاً، وليس إرضاءُ مجموعة من البشر قوامُها أربعمائة مليون بالشيء الذي يستهين به الحريصون على الأمن والسلام.


"نداء" :

ثم وجه الإمام نداءً للشعب قال فيه:

أيها المواطنون الأعزاء في وادي النيل..

أيها الأشقاء الأحباء في بلاد العروبة والإسلام..

في يوم الثلاثاء 5 أغسطس 1947 ستُعرض قضية الوادي على مجلس الأمن الممثّل لهيئة الأمم المتحدة، وليست قضية الوادي قضية هؤلاء الثلاثين مليونًا من أبنائه وحدهم، ولكنها قضية هؤلاء الأربعمائة مليون من العرب والمسلمين، الذين ربطتهم وحدة اللغة والعقيدة والمصلحة والألم والأمل بأوثق رباط.


وإن في هذه الأوطان العزيزة المباركة نبتَت الفلسفات واستقرَّت الحضارات وهبَطَت الرسالات منذ استعمر الجنس البشري هذه الأرض إلى الآن ولا زالت، وستظلُّ هذه الأوطان كما كانت مبهطَ النور ومصدرَ الإشراق وواسطةَ العقد بين الأرض والسماء.


وستُصادف ساعة عرض القضية وقتَ الظهر تقريبًا في آفاقنا الشرقية، ولهذا أتوجَّه إليكم بالرجاء أن ننصرف في هذه الساعة جميعًا إلى معابد الله على اختلافها؛ لنسأل الله لقضيتِنا النجاحَ ولمجلسِ الأمن أن يلهمَه اللهُ فيها التوفيقَ والرشدَ، فلا يجورُ عن الحق، ولا يميل مع الأهواء، فتكون الكارثة، ولن يستقر في الأرض مع الظلم طمأنينة ولا سلام.


إلى معالي رئيس الحكومة بالنيابة.. وإلى حضرات أصحاب المعالي الوزراء.. وإلى رؤساء المصالح والدواوين في أنحاء المملكة المصرية، وفي السودان العزيز:


أتوجَّه بالرجاء أن يُسمح للموظفين على اختلاف درجاتهم وفي مقدمتهم رؤساؤهم جميعًا بالانصراف من الساعة الحادية عشرة والنصف لأداء الصلاة، ولحضور هذا الدعاء في بيوت الله.


وإلى حضرات التجار وأصحاب المهن الحرة.. أتوجه بالرجاء كذلك أن يُغلقوا أماكنَهم ومكاتبَهم ومحالَّ أعمالهم هذه الساعة من هذا اليوم من الساعة الثانية عشرة إلى الساعة الواحدة ظهرًا، وأن يتوجَّهوا إلى المعابد وبيوت الله، يسألونه للوطن الفوزَ وللقضية النصرَ والتأييدَ.


وإلى الشركات الكبرى وأصحاب المصانع والمعامل ومديريها من أجانب ومصرين.. أتوجَّه بالرجاء كذلك أن يسمحوا لعمَّالهم بأداء واجبهم الوطني في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ الوطن العزيز.


وإلى الطلاب في إجازاتهم والمستريحين في دورهم وأنديتهم.. أتوجه بالرجاء أن يسترعوا هذا اليوم خفاقًا إلى أقرب المعابد إليهم يسألون الله من فضله لوطنهم وقضيتهم.


وإلى حضرات أئمة المساجد، ودعاة المعابد.. أتوجَّه بالرجاء أن يحضروا قبيل هذا الوقت ليدلُّوا المجتمعين على الخير، وليرشدوهم إلى كيفية الدعاء بعد أداء الصلاة.


وإلى حضرات رؤساء الأحزاب جميعًا، والهيئات والجمعيات السياسية والخيرية والاجتماعية كائنةً ما كانت.. أتوجَّه بالرجاء أن يوجِّهوا الدعوة إلى أعضاء جماعاتهم وأحزابهم وهيئاتهم، وأن يتقدموهم إلى أقرب المعابد إليهم.


وإلى شُعَب الإخوان المسلمين في المملكة المصرية والسودان والبلاد العربية والإسلامية جميعًا: أتوجَّه بالرجاء أن ينشروا هذه الفكرة، ويحثُّوا المواطنين الكرام على الاهتمام بها، وإن لهم جميعًا من وطنيتهم العالية ومن مشاعرهم الكريمة ما يدفعهم إلى إجابة هذا النداء، لولا أنها الذكرى والذكرى تنفع المؤمنين، وسيضع المركز العام للإخوان المسلمين أنموذجًا لهذا الدعاء ننشره غدًا إن شاء الله.

والله أكبر ولله الحمد.



برقية الإخوان المسلمين الثانية لمجلس الأمن

ثم كانت البرقية الثانية لمجلس الأمن:

أرسل فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين إلى رئيس مجلس الأمن البرقية التالية: رئيس مجلس الأمن.. ليك سكس نيويورك

في هذا اليوم الذي تنظرون فيه قضية وادي النيل تأمل الأمةُ المصريةُ الديمقراطيةُ، حكومةً وشعبًا، أن تظفر من المجلس بقرارٍ يؤكد حقَّها الثابت في الجلاء والوحدة، ويعيد ثقة الشعوب بالعدالة الدولية، ويصون الأمن والسلام في ربوع الشرق وديار العروبة والإسلام.



حول بيان رئيس الوزراء بمجلس الأمن .."بدء المعركة"

وعن ردود فعل الإخوان حول بيان النقراشي باشا في مجلس الأمن يقول الإمام البنا:

دوَّى صوت رئيس الحكومة المصرية بمجلس الأمن يُعلنُ حقوق مصر القومية الثابتة على العالم كله، لا ليقرَّها هذا المجلس، ولكن لينصرَها، فواجب على كل إنسان أن ينصر الحق فضلاً عن قادة الأمم وزعماء الشعوب، والعدل أساس الملك، ولا تقوم السماوات والأرضون إلا بالحق أولاً، ولقد عَرَض البيان بقوة ووضوح إلى هذه النقاط:


بطلان معاهدة سنة 1936 التي أُبرمت في ظروف خاصة وتحت الضغط والإكراه فعلاً، والتي تتناقض ولا شكَّ مع ميثاق هيئة الأمم، ومع التطور الجديد في حياة الشعوب، وتفكير العالم، والتي ثار عليها الشعور المصري، ولا يمكن أبدًا أن ترضاها وطنيةُ أبناء الوادي، أو تقيم على الضيم الذي أريد بها في هذه المعاهدة الظالمة الجائرة.


كما عرض في قوةٍ ووضوحٍ كذلك لبطلان احتلال منطقة قناة السويس، ومنافاة ذلك الاحتلال للاتفاقات الدولية، ولحَقِّ مصر في حماية القناة، وأورد في ذلك من الحجج والأسانيد ما لا يدفعه أو يجادل فيه إلا المكابرون.


وعرض ثالثًا لمآسي البريطانيين، وكيف أنهم فرضوا أنفسهم فرضًا على السودانيين والمصريين على السواء، وكيف أن اتفاقية السودان لم تكن أكثرَ من نشرةٍ إداريةٍ صُنعت بيد إنجليزية، ليست لها قوة الاتفاقية أو المعاهدة، ولا تلزم مصر بشيء، ولا تدل على أكثر من غلوِّ الإنجليز في استهتارهم بحقوق الأمم ومقدَّرات الشعوب، وأبَانَ الخطاب عن مدى الأثر السيئ الذي اتبعته الإدارة الإنجليزية في السودان، وكيف قضت على هذه النهضة العجيبة التي بدأتها مصر في السودان.


وإذا كان الخطاب لم يعرض لتقرير الوحدة؛ فذلك لأنها حقيقة مقرَّرة لا تحتاج إلى إقرارٍ من أحد، وكل الذي عرض لهذه الوحدة هي هذه الإدارة الإنجليزية، فيوم يقول المجلس إن وجود الإنجليز في السودان وجودٌ باطلٌ باحتلالهم وإدارتهم، وأن عليهم الجلاء، فقد عادت الصلات بين مصر والسودان إلى الوحدة الأزلية الأبدية التى لا يفصمها شيء وما بيننا وبين الإخوة السودانيين من شئون نتفاهم فيه فيما بيننا لا دخل لغيرنا فيه، وسوف لا نحتاج في التفاهم إلى وسيط سواء أكان هذا الوسيط دولة أم هيئة، فجميل ألا يدع الخطاب للمجلس ولا للإنجليز فرصة الجدل والنقاش في وحدة طبيعية هي فوق كل نقاش وجدل.


وكانت لفتة طبيعية من رئيس الحكومة المصرية أن ينبه من فوق منبر المجلس العالمي أن مصر كانت حاملة الثقافة الإسلامية إلى السودان، وأن تعاليم الإسلام لا تعرف تفريقًا بين عنصر وعنصر ولون ولون وهذا هو الحق، وماذا بعد الحق إلا الضلال.


ثم طالب البيان بعد ذكر المصائب والنكبات التي حلت بمصر من جرَّاء الاحتلال، وبعد الإشارة إلى مواعيد عرقوب التي لم يتحقق منها شيء بالجلاء التام الناجز وبإلغاء الإدارة الثنائية.


ولا شك أن أضعف نقطة وردت في البيان هي الإشارة إلى الترحيب بالاتفاق الخاص بيننا وبين الإنجليز في حدود مادتي الميثاق، وإن كان ذلك معلقًا على الجلاء وإلغاء الإدارة الثنائية من جهة، وفي حدود الميثاق من جهة أخرى، إلا أنها ثغرة كنا في غنى عن أن نفتحها على أنفسنا في وقتٍ عرفنا فيه كيف يستفيد الإنجليز من أضيق الثغرات، وكيف يحرفون الكلم عن مواضعه، وكيف أن أي اتفاقٍ معهم ينقلب بعد حين إلى صلفٍ واستعلاءٍ ونهمٍ واستغلال.


وقام المندوب البريطاني يصيح بأنه لولا المعاهدة لما كانت هيئة الأمم المتحدة، ولما انتصر الحلفاء، وترجمة هذا بالعربي الفصيح- يا مستر كادوجان(12)- أو بكل لغة على الأصح، أنه لولا موقف مصر لما انتصرت الديمقراطية، ولما كانت هيئة الأمم المتحدة، فهل هكذا يكون الجزاء؟! أو ما كان الأولى بكم أن تقدروا هذا فتكافئوها باحترام شعورها والاعتراف بحقوقها، ويسرنا أن يسمع المجلس هذا الاعتراف على رءوس الأشهاد.


ويقول المندوب البريطاني: إن من فضل المعاهدة علينا أنها جعلت بريطانيا تدافع عن مصر، فهل هذا الكلام صحيح أم أن بريطانيا كانت تدافع عن بريطانيا وكان ساعدها الأول والأقوى مصر في هذا الدفاع؟ ولكن هكذا تقلب الأهواء الأوضاع وتتجنى على الحقائق.


وعلى كل حالٍ فإن الذين يظنون أن هذا الاحتكام وهذا البيان هو آخر المعركة ونهاية الشوط مخطئون، والحق أن هذا بدء المعركة الحقيقية بيننا وبين العدوان الإنجليزي بعد الهدنة الطويلة التي قبلها الزعماء المصريون ربع قرن، وخدروا فيها أعصاب الأمة باسم الصداقة والتفاهم، وشلوا تفكيرها السليم، وعطلوا فيها قوى الجهاد والكفاح، فإن أنصفنا المجلس وهو المأمول فالحمد لله، وكفى الله المؤمنين القتال، وإن كانت الأخرى فهذا هو النفير أيها النائمون- ويا خيل الله اركبي- والعاقبة للمتقين.

والله أكبر والله الحمد.


جلسة مجلس الأمن الثانية ..حق وقوة

أيها التاريخ أين أنت؟

استمع أعضاء مجلس الأمن وأرهف العالم المترقب من ورائهم أذنه مرةً ثانيةً ليستمع لما يقوله الخصمان المتنازعان بريطانيا ومصر ليستمع إلى كلمةِ الحق، تلقيها مصر واضحةً صريحةً قويةً بعد أن حيل بينها وبين حقها أكثر من نصف قرن، وليسمع إلى كلمة المغالطة الجريئة التي لا تتستر بغير القوة تلقيها بريطانيا، غير عابئة بحق التاريخ ولا برعاية الحقيقة، ولا بعقول المستمعين من زعماء الأمم وملايين البشر.


أيها التاريخ، أين أنت؟

هل حق ما يدَّعي ممثل بريطانيا من أن احتلالها لمصر كان بدعوةٍ منها، وأنها في ظل هذا الاحتلال وجدت حريتها واستقلالها وتقدمها ورقيها، وأن عودة المصريين إلى السودان كان بفضل القوات البريطانية والضحايا من الجنود الإنجليز، وأن الإخوة السودانيين، وهم أشقاؤنا، وإخوتنا، وبنو عمومتنا، لا يريدون الوحدة معنا؟!

وإذا كان هذا هو الحق، فأين الباطل في هذا الوجود؟


يا سير كادوجان، إن تلاميذ المدارس الابتدائية في مصر وفي إنجلترا وفي كل بلد من بلاد العالم وفي كل كتب التاريخ يعلمون أن ما تقول أنت على رءوس الأشهاد في مجلس الأمن غير صحيح، وأن احتلال الإنجليز لمصر أمر بُيِّت بليلٍ منذ سنوات طوال، واستدرجت إليه مصر بفعل الدسائس البريطانية، وأن ثلاثة وستين وعدًا بالجلاء لا تزال قائمةً، وأن مصر في ظل هذا الاحتلال فقدت حريتها وكرامتها وثروتها ونهضتها، وأن القائد البريطاني "كتشنر(14)" الذي كان على رأس القوات المصرية التي دخلت السودان كان يعلن أن مصر والسودان وطن واحد تحت حكم الخديوي، وكان يتصرف باسمه وحده، وأن السودانيين الأشقاء الأحبة لم يفكروا في الانفصال عن مصر ولم يدر هذا بخلد هؤلاء المواطنين إلا هذا النفر الذي اصطنعته السياسة البريطانية وخدعته بباطل الآمال ومعسول الوعود.


وإذا كان جنوب السودان لا يدين بالإسلام ولا يتكلم اللغة العربية ولا يزال إلى اليوم وثنيا بربريا لم يتذوق طعم الحضارة ولم يدر ما الكتاب ولا الإيمان، فأنتم يا سير ألكسندر الذين تحملون هذا الوزر وتبوءون بهذا الإثم، وأنتم الذين حجبتم عنه هذا النور وحجبتموه عن المدنية والحضارة؛ لتتخذوا منه حجة باطلة في مثل هذا الموقف، فتركتموه في هذه الظلمات ولو خليتم بين مصر وبينه هذا المدى الطويل من الزمان لعرفت كيف نغزوه ونكسبه ونعلمه ونهذبه ونخرجه من ظلمات الوثنية إلى نور الإيمان ومن لكنة العجمية إلى الفصاحة والبيان.


إن فجر الحقيقة قد لاح وأشعة النور بدأت تمتد وتظهر وستنقشع هذه السحب مهما حاولت بريطانيا أن تزيدها كثافةً وتلبدًا، وحينئذٍ يُدرك الناس جميعًا وقد أدرك الكثير منهم اليوم أن السير كادوجان كان مغالطًا جريئًا ولم يكن على حق فيما قال.


أما قانونية المعاهدة أو بطلان قانونيتها فلا يقدم ولا يؤخر في الأمر شيئًا، ولقد كان النقراشي باشا واضحًا كل الوضوح محقًّا كل الأحقية فيما قال لأعضاء المجلس: إنه لم يرد أن يعتمد على الاعتبارات القانونية؛ لأنه يعتقد أن مهمة مجلس الأمن لا تقتصر على النظر القانوني إنما يتصل رسالة هذا المجلس بالمحافظة على الأمن الدولي والسهر على قيام علاقات المودة والصفاء بين الشعوب، وإنه كثيرًا ما عكَّرت العبارات القانونية الأمن والسلام.


وبيان ذلك أن التطورات العنيفة التي تهز العالم هزًّا، وتغير النظم والأوضاع في الأمم والشعوب، وتبدل المشاعر والعواطف والنفوس يجب ألا يتحكم فيها النصوص الرجعية البالية، ولا الاتفاقيات الجائرة الظالمة مهما كانت شكليتها القانونية مستوفاة، ولقد كان معاهدات الصلح بعد الحرب الماضية قانونية وقع عليها رجال مسئولون في دولهم وأممهم وشعوبهم، ولكن تطور الحوادث والمشاعر جعلها غير صالحة للبقاء، وكان على الساسة أن يُعيدوا فيها النظر وأن يجاروا هذا التطور الاجتماعي، وألا يحاولوا أن يقفوا في وجهه ويرفعوا أما سلاح المواد الجامدة والألفاظ والنصوص التي لا روحَ فيها.


فلما تلكأ زعماء العالم وجمدوا تولت الأسنة والحراب القضاء ، على تلك المعاهدات والخروج على هذه النظم والأوضاع، وكانت الحرب، واختل الأمن وضاع السلام.


والأمة المصرية اليوم، وبعد هذه الحرب، وبعد أن تبيَّن لها من أمر هذه المعاهدة ما تبيَّن من أنها كانت خديعة بريطانية وقع فيها الزعماء المصريون مع ما صحبها من ضغط بريطانيا وضغط الظروف العالمية الدولية، ومن أنها طبقت تطبيقًا جائرًا ظالمًا، ومن أنها لم تكن إلا وسيلة لتثبت قدم الاحتلال البريطاني، والقضاء على الحرية، والاستقلال، ومن أنها صارت لا تُطابق روح التطور العالمي ولا نصوص ميثاق الأمم المتحدة، بعد هذا كله، وبعد أن اكتمل الوعي القومي في مصر، وبلغ الشعور الوطني ذروته، وأصبح وادي النيل من أقصاه إلى أقصاه لا يطيق بحال أن يصبر على احتلال القوات الأجنبية له أو تهديدها لأمته وحريته واستقلاله ووحدته.


لم يعد أمام بريطانيا أولاً، وأمام مجلس الأمن ثانيًا إلا أحد وجهين، إما إيثار صداقة وادي النيل واستبقاء العلاقات الطيبة بالعالمين العربي والإسلامي؛ وذلك بمناصرة قضية مصر والجلاء التام الناجز عن الوادي كله والتسليم بوحدته، وإما التشبث بهذه القانونية الرجعية الشكلية التي لا تغير من الحق والواقع شيئًا فيكون الانفجار الذي أنذر به رئيس حكومة مصر لا عن حب للشغب أو حرص على الاصطدام، ولكن كما قال شاعرنا العربي من قبل:

إذا لم يكن إلا الأسنة مركبًا

فلا رأى للمضطر إلا ركوبها

ولله عاقبة الأمور.


نداء إلى الشعب المصرى الكريم من المرشد العام للإخوان المسلمين

ثم كان نداءً آخر للشعب المصري، جاء فيه:

أيها الشعب الأبي الكريم:

الآن وقد ظهر شعورك الوطني قويًّا فياضًا في هذا اليوم الكريم، نرجو أن يكون قد وصل صداه المدوى إلى آذان الجالسين فوق مقاعد مجلس الأمن، فلا تصمها المطامع الدولية من تقدير الحقوق المقدسة للشعوب العزيزة التي صممت على أن تحيا كريمةً، أو تموت كريمةً.


ولننتظر الآن- هادئين- ما يكون من نتائج هذا الاحتكام ثم ترسم الأمة بعد ذلك خطواتها في سبيل استنقاذ حقها والحصول عليه.


وشهداؤك إلى الجنة، ومصيرك إلى النصر، والله أكبر والله الحمد.



برقية فضيلة المرشد العام إلى رئيس مجلس الأمن

ثم كانت برقية أخرى من الامام البنا لرئيس مجلس الأمن:

حضرة رئيس مجلس الأمن:

القاهرة الدامية، والشعب المصري الثائر يستنكر كل قرار ينتقص من حقه، ويرفض العودة إلى المفاوضات الثنائية، ويعلن سقوط معاهدة 1936م، ويهيب بمجلس الأمن أن يحافظ على صيانة الأمن المهدد في الشرق.


حسن البنا- المرشد العام للإخوان المسلمين


بعد هذه الأحداث المتلاحقة، أرسل الإمام البنا مذكرةً إلى سفراء ووزراء الدول الممثلة في مجلس الأمن، ثم برقية أخرى إلى النقراشي باشا رئيس الحكومة المصرية، عن هذه البرقيات وما جاء فيها، سيكون الحديث في الحلقة القادمة.


الهوامش

1- جريدة الإخوان المسلمين اليومية، العدد (373) السنة الثانية 2 رمضان1366ه/20 يوليو1947م، ص(2).

2- جريدة الإخوان المسلمين اليومية، العدد (374)، السنة الثانية، 3 رمضان 1366 ه/21يوليو 1947م، ص(1).

3- كذا بالأصل، والعبارة غير مستقيمة.

4- ألَبَ إِليك القَوْمُ: أَتَوْكَ من كل جانب. وأَلَبْتُ الجيشَ: إِذا جَمَعْتَه والأَلْبُ: الجمع الكثير من الناس. وتَأَلَّبَ القومُ: تَجَمَّعُوا. وأَلَّبَهُمْ: جَمَّعَهم. الأَلب بالفتح والكسر: القوم يَجْتَمِعُون على عَداوةِ إِنْسانٍ. وقد تَأَلَّبُوا عليه تَأَلُّبًا: إِذا تَضافَروا عليه. [لسان العرب، مادة (ألب)].

5- وقد ختمت المجلة المقالة بقولها: "وقد أرسل فضيلة المرشد برقية إلى رئيس مجلس الأمن وسكرتير هيئة الأمم المتحدة ننشر نصها غدًا إن شاء الله".

6- جريدة الإخوان المسلمين اليومية، العدد (375)، السنة الثانية، 4 رمضان 1366 ه/22 يوليو 1947م، ص(1)، وقد صدِّرت المقالة بما يلي: "أرسل حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ المرشد العام باسم الإخوان المسلمين في وادي النيل والأقطار العربية والإسلامية، هذه البرقية إلى جناب رئيس مجلس الأمن جناب سكرتير هيئة الأمم المتحدة:".

7- مقر هذه المنظمة بنيويورك.

8- جريدة الإخوان المسلمين اليومية، العدد (385)، السنة الثانية، 16 رمضان 1366/ 3 أغسطس1947، ص(1).

9- جريدة الإخوان المسلمين اليومية، العدد (387)، السنة الثانية، 18 رمضان 1366 ه/5 أغسطس 1947م، ص(2)، ونشرت أيضًا في: جريدة المقطم، العدد (18150)، السنة التاسعة والخمسون، 18 رمضان 1366ه/ 5 أغسطس 1947م، ص(4).

10- جريدة الإخوان المسلمين اليومية، العدد (389)، السنة الثانية، 20 رمضان 1366/ 7أغسطس1947، ص(1).

11- هو مثل يضرب في خلف الوعد, انظر الميداني: "مجمع الأمثال"، ص(795)

12- ألكسندر كادوجان ممثل بريطانيا في الأمم المتحدة وقد أعلن أن بلاده ستجلو عن فلسطين في مطلع أيار (مايو) 1948.

13- جريدة الإخوان المسلمين اليومية، العدد (394)، السنة الثانية، 26 رمضان 1366/ 13أغسطس1947، ص(1).

14- اللورد كتشنر (24 يونيو 1850 بأيرلندة - 5 يونيو 1916) كان القائد الأعظم للجيش البريطانى ورجل دولة, بدأ كضابط بسلاح المهندسين الملكى ثم عين حاكماً على المستعمرات البريطانية بمنطقة البحر الأحمر في عام 1886 م ومن ثم أصبح القائد الأعلى للقوات المسلحة بالجيش المصري في عام 1892م.

15- علي بن الحسن الخزرجي: العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية، ص(105).

16- جريدة الإخوان المسلمين اليومية، العدد (401)، السنة الثانية، 7 شوال 1366/ 23 أغسطس1947، ص(1).

17- جريدة الإخوان المسلمين اليومية، العدد (401)، السنة الثانية، 7 شوال 1366/ 23 أغسطس1947، ص(1)، وقد ذكرت المجلة أن هذه البرقية أذاعتها محطة مصر وشرق الأردن.