الإصلاح السياسي والحراك الشعبي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإصلاح السياسي والحراك الشعبي

مقدمة

2010-07-04

ما زالت الأحداث تتلاحق على الصعيدين الداخلي والخارجي لتسير في خطين متوازيين، الأول متعلق بالإصلاح السياسي داخليًّا، واستمرار الحراك الشعبي لرفض ممارسات النظام الظالمة، واتفاق كل القوى السياسية والشعبية على رفض استمرار حالة الطوارئ، وملاحقة واعتقال دعاة الإصلاح، أما المسار الثاني فهو ما تشهده فلسطين والعراق، إضافةً إلى الانتخابات السودانية التي ستجرى في الأسبوع المقبل.

والإخوان المسلمون وهم يعيشون هذه الأحداث ويتفاعلون معها يؤكدون ما يلي:

أولاً: الشأن الداخلي

1- ندعو النظام لضرورة احترام الدستور والقانون بوقف الاعتقالات والمداهمات والتجاوزات التي طالت أدنى حقوق الإنسان، وتنفيذ أحكام القضاء بالإفراج عن المعتقلين الذين كلُّ تهمهم المعلنة مساندتهم للقضية الفلسطينية، ووقوفهم ضد الصهاينة لحماية المسجد الأقصى، وهذه ليست تهمًا، بل هي شرفٌ لكل مسلم غيور على دينه، فضلاً عن دعوتهم لإصلاح وانتشال مصر من كبوتها الراهنة؛ ولذلك نؤكد أن ما يردده البعض من حينٍ لآخر بأن هناك صفقة بين الجماعة والنظام ما هو إلا افتراء من نسج خيال مردديه، وليس له أساسٌ من الصحة، بل هو محاولة لتشويه تاريخ الجماعة الناصع، وقد أكدت الأيام والأحداث كذب مثل هذه الادعاءات مرارًا وتكرارًا.

2- الوقوف مع باقي القوى الوطنية ضد حالة الطوارئ التي استمرت لما يقرب من ثلاثين عامًا، وأصابت مصر بالتخلف والضعف، وشلَّت حركة الإصلاح فيها؛ ما جعلها في مرتبةٍ متأخرة بين دول العالم، رغم أنها جديرة بالريادة في العديد من مجالات النهضة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويؤكد الإخوان المسلمون تعاونهم الكامل مع كل القوى والحركات الوطنية الرافضة لاستمرار هذه الحالة، وضد غلاء الأسعار التي تشهده مصر الآن الذى يعدُّ نتيجةً طبيعيةً لحالة الفساد الذي انتشر كالسرطان في كل القطاعات، وأن هذا الفساد هو نتاجٌ لاستمرار حالة الطوارئ التي نعيشها.

3- فيما يتعلق بزيارات وفود من الجماعة إلى الأحزاب السياسية والتفاعل مع باقي مكونات الحركة الوطنية، فهذه ليست بدعةً سياسية؛ وإنما هي استمرارٌ لتواصل فعَّال، بدأ مع الأستاذ البنا نفسه، ثم تجدد في تسعينيات القرن الماضي بين الإخوان والأحزاب والقوى السياسية من خلال لجنة التنسيق بين الأحزاب والقوى السياسية، والنقابات المهنية المختلفة، والهدف الأساسي من هذه الحركة توحيد الجهود بين القوى السياسية والحزبية والشعبية في القضايا المرتبطة بالإصلاح والحريات العامة، والتي يتفق عليها الجميع.

4- يدين الإخوان المسلمون كل التجاوزات الأمنية التي شهدتها مصر يوم الثلاثاء الموافق السادس من أبريل 2010م؛ لكبت حريات المطالبين بالحرية وتعديل الدستور من الطلاب وغيرهم، ومحاصرتهم، واعتقال العشرات منهم في الميادين والشوارع والجامعات في العديد من محافظات مصر، ويطالبون الأجهزة المعنية بسرعة إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين وغيرهم، ورفع يد الأمن عن الحركات الشعبية التي تنادي بالإصلاح، والتي تتخذ المنهج السلمي أسلوبًا لها في كل حركتها وفعالياتها.

ثانيًا: في الشأن الخارجي

1- يرفض الإخوان المسلمون موقف الأنظمة العربية الحاكمة الضعيف والمتراجع أمام التجاوزات والتهديدات الصهيونية المستمرة ضد أهل القدس والضفة الغربية وضد أهل غزة المحاصرين، وتهديدهم من آنٍ لآخر بشنِّ حرب عليهم، ويطالب الإخوان الشعوب العربية أن تواصل دعمها لإخوانهم في فلسطين، وأن تستمر بكل قوةٍ في تقديم العون لهم بكل السبل الممكنة، والضغط على حكوماتهم من أجل اتخاذ مواقف تحترم تاريخ أمتنا ومكانتها، وتتصدى لعربدة الصهاينة في المنطقة.

2- يدعو الإخوان المسلمون الأحزاب والقوى السياسية السودانية إلى التعاون المثمر؛ لتوفير مناخ صحي أثناء الانتخابات المرتقبة، والعمل على سد ذرائع الفتنة، والتصدي للمخططات التي تُحاك لتقسيم السودان، وأن يضع الجميع مصالح بلادهم نصب أعينهم.. ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ (المائدة: من الآية 2).

3- يؤكد الإخوان رفضهم للتفجيرات الدامية التي يشهدها العراق الشقيق يوميًّا، وخاصة تلك التي كانت في محيط القنصلية المصرية ببغداد، والتي تتزامن مع ذكرى سقوط بغداد في يد قوات الاحتلال الأمريكي في التاسع من أبريل عام 2003، ونشير إلى أن هذا الانفلات الأمني يرجع في الأساس إلى التخريب الذي قام به المحتل الأمريكي الغاصب في البنية الديموجرافية والعقائدية في هذا البلد الشقيق.

4- نهيب بالسيد رئيس الجمهورية في الجزائر البلد الإسلامي العريق أن يراجع ما تردَّد عن صدور قرار من وزير الداخلية الجزائري يقضي بنزع خمار النساء وحلق لِحَى الرجال حين استخراج جوازات السفر؛ الأمر الذي يشوبه المخالفة الشرعية.

المصدر