الإصلاح والتغيير فى مصر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
الإصلاح والتغيير فى مصر


الحاجة الماسه إلى أعلاء صوت الضمير المجتمعى.. لماذا ؟

كان من الممكن بل كان من المرغوب فيه أن يقوم النظام الحاكم الحالى بقيادة عملية التغيير ليس فقط فى وجوه كبار المسئولين وإنما أيضا فى السياسات والنظم المعمول بها ،

ولعلنا نذكر أن وسائل الإعلام الحكومية قد أسهبت حول التغيرات الهامه المنتظره قبيل الاستفتاء على الولايه الثالثه للرئيس مبارك عام 1993، وقد أكد الرئيس نفسه بعد إنتخابه مباشرة على ضرورة التغيير بقوله فى الخطاب الذى أعقب حلف اليمين:

"إننى لا أحمل فقط برنامجاً جديداً، لكننى أحمل عزماً اكيداً على ضرورة إحداث تغيير شامل فى نظم الأداء المصرية، كى تكون أكثر استجابه لمطالب شعبنا الذى مازال يشكو من بطء القرار وتدنى بعض الخدمات وغياب الحساب، فضلا عن ضعف التنسيق والتكامل بين أطراف العمل المشترك .

ولن يتحقق هذا التغيير بغير دماء جديدة تجدد طاقات العمل الحزبى والتنفيذى ، تمدهما بخبرات اكثر قدرة على الابتكار والمبادرة واكثر حماساً لمطالب الإصلاح الاقتصادى والسياسى وأكثر إدراكاً للدور المتزايد للعلم والمعرفة فى إدارة مرافق الحكم والخدمات".

وفى أعتقادنا أن النظام الحاكم لم يوفق خلال السنوات الماضية فى إختيار الدماء الجديدة اللازمه لاحداث التغيير المنشود لتدعيم جسور الثقة بينه وبين كافة قطاعات المجتمع، بل على العكس تماماً فقد أتسعت هوه الثقة بينه وبين الجماهير..

عندما أدت السياسات الاقتصادية الجديدة الى زيادة المعاناة المعيشيه للسواد الأعظم من الشعب واستشراء الفساد حتى طالت رموز من القيادات فى أعلى سلم السلطة، ..

وعندما أصر النظام الحاكم –أيضاً- على إستمرار حالة الطوارىء المعلنه منذ مده تقارب 27 عاماً، وأحال المدنيين الى المحاكمات العسكريه، وأخيراً وليس آخراً وضوح إتجاهه فى التعديلات الدستورية الأخيرة على حصر مستقبل الحكم فى مصر فى خيارات ضيقه جدا داخل الحزب الحاكم (السيد/ جمال مبارك على الأرجح)، وأستبعدت نهائيا القدره على التغيير عن طريق صناديق الاقتراع عندما ألغت الإشراف القضائى الكامل عليها.

وحيث أنه قد أتضح بجلاء عجز النظام الحاكم عن القيام بمسئوليته فى شأن تغيير الاوضاع الذى يعانى منها الشعب على مدار العقود الثلاث الماضية..،

وحيث أتضح أيضا أن الاحزاب السياسيه المشروعه فضلا على التيارات والحركات السياسية المرفوضه وأو غير المشروعة (كما يصف بعضها النظام الحاكم ) غير قادره

- بالوسائل السلمية

– على إحداث التغيير الشامل،

مما يمهد الطريق الى خيارات مخيفه تحركها عوامل اليأس والاحباط والتطلعات والمؤامرات الخارجية،

فإن مستقبل مصر والمرحلة الحرجه التى تمر بها المنطقه كلها يدعوان المصريين للتجمع لإعلاء صوت الضمير وخاصة طليعتهم المثقفه ذات المصداقيه لدى الجماهير من جميع الاحزاب والحركات السياسية وقيادات المجتمع المدنى وغيرهم من الرجال والنساء الذين يتطلعون الى مستقبل أفضل.

ومن شأن هذا التجمع ان يتوافر على إعداد وثيقة للتوافق الوطنى من أجل مستقبل مصر، وأن يعمل فى جو من الإخلاص والتسامح ليعطى مصر (مواطنين، وتيارات سياسية ومدنيه) هذا الأمل الكبير فى إحداث التغير الذى تستحقه بقدر ما تحتاج إليه، لإنقاذها من مصير مظلم

– لاقدر الله

- فى عالم العولمه المتوحش إذا تقاعس شعبها عن السير الى الأمام فى مهمه تاريخيه للتجديد والإحياء.

سمير عليش

عزيز صدقى

أكتوبر 2007