الإمام البنا رحمه الله دخل التاريخ من أوسع أبوابه (4)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإمام البنا رحمه الله دخل التاريخ من أوسع أبوابه (4)

18-10-2010

بقلم: الشيخ/ محمد عبد الله الخطيب

كان الإمام الشهيد لا يقف عند الصغائر، ولا يتأثر بالناقدين، ولا ينشغل بهم، بل يمضي في عمله وفي دعوته، وفي ردِّ الناس إلى ربهم برفق ومودة وإخلاص، وكان يقول: "كونوا كالشجر، يرميه الناس بالحجر فيلقي عليهم الثمر".

وفي الأربعينيات ظهرت جريدة يومية، كلُّ همها النَّيل من الإخوان، والكذب عليهم، والكيد لهم، وكانوا يكتبون في كل يوم عمودًا في الصفحة الأولى تحت عنوان: (هذه الجماعة تهوِي) بكسر الواو؛ أي: تسقط وتنتهي، وكان يرد عليهم في اليوم الثاني في جريدة (الإخوان) اليومية تحت عنوان: (هذه الجماعة تُهْوَى) بضم التاء وفتح الواو؛ أي: يهواها المؤمنون، ويحبها كل من يعمل للإسلام، وهم يذكرون الأباطيل، وهو- رحمه الله- يرد بذكر الفضائل والحسنات، وبقي الإخوان، وذهبت كل هذه الحثالات، وانتهى أمرها، وصدق الله العظيم: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (١٧)﴾ (الرعد).

ونذكر في هذا المقال بعض الخصائص لدعوة الإسلام الحنيف في القرن العشرين، كما فهمناها من سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ثم جدَّدها في نفوس الأجيال الإمام البنا وتلاميذه، وكلُّهم كانوا- وما زالوا- على شاكلته من المخلصين، ومن العلماء الأبرار والمجاهدين الصادقين، ورجال الفكر الإسلامي الصحيح، وأصحاب الأقلام المؤمنة، وكل هؤلاء كانوا جنودًا وما زالوا على العهد مع ربهم.

من خصائص هذه الدعوة

1- دعوة الإسلام في القرن العشرين هي هي دعوة الإسلام الشامل، التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بكل جوانبها وبكل ملامحها، وكان الإمام البنا يقول: "نحن والإسلام أيها الناس، فمن فهمه على وجهه الصحيح، فقد عرفنا كما يعرف نفسه، فافهموا الإسلام أو قولوا عنا بعد ذلك ما تشاءون".

فهي الامتداد الحقيقي لهذا الدين الخاتم، تلتزم بكل صغيرة وكبيرة فيه، وتأخذه وتطبِّقه كما فعل الأسلاف رضي الله عنهم، وكما طبَّقوه وعاشوا به وربُّوا عليه أنفسهم، ثم ربوا العالم كله عليه، وصدق الله العظيم: ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (٢١)﴾ (الأحزاب)، فهو الأسوة وهو القدوة وهو المرجع وهو المعصوم بأمر الله عزَّ وجلَّ، لا يستطيع مخلوق أو جميع الخلق أن يغيِّروا فيه حرفًا أو يبدِّلوا كلمةً، وصدق الله العظيم ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (٩)﴾ (الحجر).

2- وقد التزمت الجماعة- كما علَّمها أستاذها الذي ربَّاها، رحمه الله- بالبعد عن مواطن الخلاف ومزالق الجدل الفقهي؛ إذ إن الإخوان ألهموا أن ينظروا إلى الدين نظرةً رحبةً فسيحةً، وأن يبرءوا من العصبية للأشخاص، ويؤمنوا كما أمرهم الله عزَّ وجلَّ إيمانًا كاملاً بجميع أنبياء الله عليهم أفضل الصلاة والسلام، ويصدقوا برسالاتهم ويذكروهم بكل تقدير وإجلال، قال تعالى: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ﴾ (البقرة: من الآية 285).

3- أن الإخوان يعلمون جيدًا أن الخلاف في فروع الدين ضرورة من الضروريات التي يستلزمها عمومه وشموله وبقاؤه وخلوده واستمداده من كتاب الله، وهو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم، ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أقوال وأفعال وتقارير يختلف في آرائها فهم ذوي الفهم، فكان لا بد من الخلاف، وفيه رحمة، وليس الخلاف عيبًا في ذاته، بل هو سعةٌ في دين الله، ولكنَّ العيب في التعصب الأعمى للآراء والتنابز بالألقاب، والتحامل على الآخرين.

قرَّر هذا من سبقونا إلى هذا الفهم الصحيح والإيمان العميق، منهم الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه؛ إذ قال للخليفة أبي جعفر المنصور، وقد أراده لتعميم الموطأ، وحمْل الناس عليه، قال: "لا تفعل يا أمير المؤمنين؛ فإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرَّقوا في الأمصار، وعند كل قوم علم، فإذا حملتهم على رأي واحد تكون فتنة".

وسمع عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، عن جماعة من الخوارج في أيام ولايته، فأرسل إليهم فجاءوا إليه، فجلس معهم في المسجد، وقال لهم: "بلغني أنكم خرجتم حميةً للدين ودفاعًا عنه، ولستم في هذا بأولى مني فلنتحاور، فإن كان الذي معنا هو الحق لزمكم أن تكونوا معنا، وتلتزموا بما نلتزم به، وإن كان غير ذلك نظرنا في أمرنا.."، وبعد ساعات من الحوار الجادِّ الصادق المخلص، انشرحت صدورهم، وأقبلوا عليه يبايعونه، وصلُّوا خلفه، وانتهى الأمر.

وفي أيامنا هذه بعد خروج الأستاذ عمر التلمساني، رحمه الله، من محنة 1980م التي أشعلها السادات، طُلب منه أن يجلس في سجن "طره" مع الشباب من غير الإخوان كل أسبوع مرة، فقال له الإخوان: لا تذهب؛ حرصًا عليه، فقال الرجل- وكان جادًّا مخلصًا رحمه الله- أما أنا فسأذهب إليهم إن شاء الله.

وذهب في الموعد المحدد، وأُحضر له هذا الشباب، فجلس معهم أكثر من ساعتين، وتحدث إليهم حديثًا من القلب، وما إن انتهى من حديثه حتى أقبلوا عليه وهم يبكون ويقبِّلون رأسه ويديه، وكانت هذه المرة هي اللقاء الوحيد معه.

4- من القواعد المعمول بها عند الجماعة مع غيرها من الآخرين: "نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه"، وهذا الفهم يفتح أبوابًا كثيرةً مع غيرنا، فهناك الكثير المشترك بيتنا وبين غيرنا من الناس، فالسواد الأعظم من المسلمين يعبدون ربًّا واحدًا، ويدينون بدين واحد، ويصلون إلى قبلة واحدة، ويصومون ويزكون ويحجون، فإذا التقينا معهم على هذه الأصول كان اللقاء صادقًا من الجانبين مفعمًا بالحب والإخلاص، ووضعنا أيدينا في يد الآخرين، وما بقي من أركان الإسلام موضع خلاف نتفاهم فيه ونتحاور بصدق حوله، وسنصل إن لم يكن اليوم فالغد إن شاء الله.

وهذه الخصوصية في دعوة الإسلام في القرن العشرين جمعت حولها القلوب المتناحرة، والأهواء المتفرقة، وجنَّبتها كثيرًا من الخصومات التافهة، وصرفتها إلى لبِّ الدين وصميمه.

5- يرى الإخوان اقتداءً بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الآخرين وفي صبره عليهم؛ ضرورةَ أن يتدرَّج الدعاة في الخطوات التي توصِّلهم إلى هدفهم، وانتظار الزمن وعدم التسرُّع بالنتائج فلكل أجل كتاب، وشعارهم في ذلك: "الزمن جزء من العلاج".

6- من خصائص دعوة الإخوان المسلمين أن التربية العميقة الهادفة إلى إيجاد الفرد المسلم عقيدةً وعبادةً وشعورًا وسلوكًا؛ هي ضرورةٌ من ضرورات هذا الحق، وهي عصبٌ لا يمكن أن يُستغنى عنه، ومن خلال التدبُّر للقرآن، ومن خلال حسن تلاوته، والوقوف عند معانيه، وإحياء الأخوَّة، وحسن التعارف والتفاهم والتكافل؛ يشعر المسلم أنه لا يعيش بمفرده، وما استحقَّ أن يولد من عاش لنفسه، ومن خلال التدبُّر وقيام الليل يحيا المسلم مع إخوانه، وقد قيل لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (٢) نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (٣) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (٤) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (٥) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (٦) إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (٧)﴾ (المزمل).

إن هذه الآيات التي أوردناها والتي استقبلها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله لخديجة رضي الله عنها: "مضى عهد النوم يا خديجة"، لقد قال الله له (قم)، فقام ثلاثة وعشرين عامًا، يبلغ دعوة ربه، ويصبر ويحتسب كل ما يلقاه.

إن قيام الليل هو الإعداد الحقيقي للمهمة الكبرى للدعوة إلى الله عز وجل، ويجب أن يعلم الجميع أن الذي يعيش لنفسه فقط قد يعيش مستريحًا، لكنه يعيش صغيرًا، ويموت صغيرًا، فأما الكبير الذي يحمل هذا العبء فماله والنوم؟ وماله والراحة؟ وما له والفراش الدافئ والعيش الهادئ والمتاع المريح؟!

أيها الأحباب..

إذا أردتم أن تنتصروا على أنفسكم وعلى أهوائكم وعلى شياطين الإنس والجن، فأحسنوا قيام الليل، وإذا أردتم أن تحملوا عبء هذا الحق وأن تبلغوه بصدق فقوموا الليل، وإذا أردتم أن تدخلوا أبواب التاريخ فالأمر ليس سهلاً وليس رحلةً، لكنه كما قال الله تعالى ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (٥)﴾ (المزمل)، والقول الثقيل كما يجب أن نعلمه هو القرآن الكريم وما وراءه من التكاليف، والقرآن في مبناه ليس ثقيلاً فهو ميسَّرٌ للذكر، ولكنه ثقيلٌ في ميزان الحق، ثقيلٌ في أثره في القلب.. ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾ (الحشر) فأنزله الله على قلبٍ أثبت من الجبل، يتلقاه.

هذا التيار الجديد واليقظة الإسلامية والصحوة الإسلامية التي أطلقها الإمام رحمه الله أقرَّ بها حتى أعداء الإٍسلام، يقول عنه أحد المستشرقين: "هو انتفاضة العصر الكبرى للإسلام المجدد في الكتاب والسنة، والمتحدي لكل ما طرأ عليهما، وعارض سلطانهما، من دخل في الرأي والاتجاه والسمت، وكانت حركته هي أضخم تعبير عن حركة البعث الإسلامي التي توشك أن تجتاح كل قُطر".

ما أكثر الذين قارنوا بين الإمام البنا والمصلحين من ذوي السمت الإسلامي في القرن العشرين، ولقد كان بينه وبين بعض هؤلاء- ولا شك- أوثق النسب، من وشائج الفكر والتاريخ والروح، ولكن المتأمل بعمق يرى أنه اهتمَّ بالتأسيس والبناء والتشييد، فقد خلف وراءه جيلاً انتشر على كل القارات اليوم، لا تكاد تخلو منه مدينة أو قرية.. جيلاً يجمع ويربي، ويعمر ويبني، يناضل ويكافح، ويجاهد ويذود عن الأوطان والأعراض.. جيلاً موحَّد النبض، متميز السمن، متكامل الكيان.

يكفيه من عزيمة صادقة أنه قد شقَّ الطريق لدعوة الإسلام وسط الصخور، وحول الأشواك في طريقه إلى زهور، وقاد سفينة الإسلام وسط العواصف، وسار بها في تقدم وثبات. لقد كان طاقةً ضخمةً من الحكمة والكياسة، وعبقريةً فذَّةً في القيادة والسياسة، واستطاع أن يقنع بدعوته الأمي والمتعلم، والفلاح والعامل، والموظف والطالب، والغني ولافقير، والشيخ والشاب، واستطاع أن يدمج الجميع في الفهم والإيمان بالدعوة في وحدة منسجمة، وفي صف ملتئم مستوٍ، لا عوج فيه ولا اختلاف.

استطاع أن يوجد من هؤلاء جميعًا من تفقده دنيا الأهواء والضياع والشهوات، وتجده حاضرًا دائمًا في جوف الليل وأوقات السحر، مسبحًا مستغفرًا تائبًا منيبًا تاليًا القرآن، ذاكرًا، زاهدًا في الدنيا، بما فيها من متاع وغرور، راغبًا في الآخرة دار الخلود، لا يحرص على جمع المال من حلال وحرام، بل يتحرَّى كل شيء يدخل حياته.

7- ومن الخصائص الثابتة في دعوة الإسلام في القرن العشرين أن أبناءها فقراء لكنهم كرماء وأسخياء، يقتصدون من ضرورياتهم لينفقوا على مطالب دعوتهم، ثم إنهم قد باعوا أنفسهم وما يملكون لله، ولقد تعجَّب ابن عباس من عظمة هذه البيعة، فقال: "أنفُسٌ هو خالقها، وأموالٌ هو رازقها، ثم يعطينا عليها الجنة.. نِعْمت الصفقة الرابحة".

8- ومن خصائص هذه الدعوة أن أبناءها حين يتلون القرآن يتقبلون أوامر الله عز وجل، والأمر العلوي والنداء الذي ما بعده نداء، التكليف الذي لم يكلفْهم به مخلوق، وإنما كلَّفهم به الخالق سبحانه وتعالى، ولقد قال الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥) وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ (٦) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (٧)﴾ (المدثر).

فتلقى صلى الله عليه وسلم التكليف، وقام من فوره يسعى بين جبال مكة ووهادها، وحرِّها وبردها، لا يهتم إلا بطاعة ربه، وإنفاذ تكليفه، لا لمكة ولا للمدينة ولا للجزيرة العربية كلها، بل للعالم كله، وللأجيال كلها، وما أبو جهل وما أبو لهب وما عتبة وما شيبة وما الدنيا بأسرها إزاء رجل يحمل الهداية، وينادي بأعلى صوته: "إن الرائد لا يكذب أهله، والله لو كذبت الناس جميعًا ما كذبتكم، ولو غررت الناس جميعًا ما غررتكم، والله لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبنَّ على ما تعملون، ولتجزون بالسوء سوءًا، وبالإحسان إحسانًا، وإنها لجنة أبدًا، أو نار أبدًا".

ماذا تصنع الدنيا بأسرها إزاء رجل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحمل الحقيقة لعالم فقد رشده، وضل طريقه، وانطفأ المصباح في يده، وأُغلقت السبل أمامه، فهو يريد أن يخصلهم من الجاهلية التي وقعوا فيها، ومن الأصنام والحجارة التي عبدوها، ويعلن بأعلى صوته: ﴿قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (١٥) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (١٦)﴾ (المائدة).

إنه الحق الذي حملته الأجيال، والأمانة التي تسلَّمها بعضهم من بعض، حتى آلت إلينا، فهل نستطيع أن نحملها؟! وهل نستطيع أن نقوم بتبليغها؟! وهل نستطيع أن نضحِّي في سبيلها؟! فذلكم ما نرجوه وما نبتغيه وما يجب أن نحرص جميعًا عليه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


المصدر

اخوان اون لاين