الاخوان المسلمون في فلسطين.. انفراجة مابعد الهزيمة (1967 – 1987)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
الإخوان المسلمون في فلسطين .. انفراجة مابعد الهزيمة (19671987)


المقدمة

بعد فترة كانت قاسية على الإخوان والتي امتدت لاكثر من عشر سنوات (19541967) ، حدثت هزيمة 1967 ، فانتقل القطاع من الإدارة المصرية الى سلطة الاحتلال ، فاعطى ذلك فرصة للإخوان المسلمين في القطاع ان ينشطوا !

تحرك الإخوان المسلمون في ثلاثة محاور أساسية:

  1. التربية : كاولوية داخل الجماعة
  2. الانتشار : باعتبار ان المجتمع هو الحاضن الاساسى
  3. الاعداد للعمل الجهادى : ضد الاحتلال الصهيوني

نبحث في هذه الورقة ، كيف تحرك الإخوان المسلمون داخل القطاع في هذه المحاور الثلاثة طوال الفترة من (1967-1987)

عشر سنوات .. استراحة محارب

ففي خلال اكثر من عشر سنوات (19541967) كانت غزة فيها تحت إدارة النظام الناصرى ، عانى فيها الإخوان المسلمون اشد المعاناة من نظام عبد الناصر ، سواء في مصر او في قطاع غزة . فقد كانت استراحة جبرية ، لكنها لم تكن فارغة الهدف تائهة المعنى . فقد انشغل الإخوان خلالها بالحفاظ على التنظيم وسلامة الفكرة ونقاء الانتساب ..

مرحلة بناء (الانوية الصلبة)

برغم ان فترة (1954-1967) كانت الاضعف في الانتساب ، لكنها لم تكن – بالنسبة للجماعة - فترة موات ، اذ استطاعت الجماعة خلالها ان تحافظ على نواتها الصلبة ، تلك التي قادت الانطلاقة الثانية للجماعة بعد هزيمة 1967 وخروج غزة من قبضة عبد الناصر ونظامه ، انتسب خلال تلك الفترة للجماعة من دشن الانطلاقة الكبرى للجماعة من خلال تأسيس حركة حماس :

  1. الشيخ أحمد ياسين : والذى قاد بعد الهزيمة إعادة بناء جماعة الإخوان المسلمين
  2. الشيخ عبد الفتاح دخان : والذى شارك الشيخ أحمد ياسين تبعات ذلك البناء
  3. الشيخ محمد طه : وكان كذلك من المجموعة القيادية فيما بعد هزيمة 1967

لذا فلم تكن فترة الخمسينات - بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة - ميتة ، اذ كان الإنجاز الأكبر بالنسبة لها هو الإبقاء على النواة الصلبة وحفظ بوصلة الجماعة تجاه الإسلام كمرجعية وتجاه الكيان الصهيوني كمحتل للأرض .

أولويات المرحلة

وقد اطلق الإخوان المسلمون على تلك الفترة ، مرحلة بناء (الانوية الصلبة) ، حيث كان الحفاظ على التنظيم وتطويره ، له أولوية منذ ما قبل هزيمة 67 وتمثل ذلك في:

  1. نص الإخوان في اللائحة العامة للجماعة في قطاع غزة على ان الإخوان المسلمون في قطاع غزة ، جزء من حركة الإخوان المسلمين العالمية
  2. استحداث الإخوان في البناء التنظيمى (مجلس الشورى) عام 1961 ، وبداخله تدار النقاشات وتحسم الاختلافات .
  3. تم انتخاب مراقب عام للاخوان في قطاع غزة ، وكان اول مراقب للجماعة هاني بسيسو والذى اعتقلته السلطات المصرية في عام 1966 ومات في سجنه !
  4. الانتشار المتأنى والكسب البطئ بين الشباب الفلسطيني داخل القطاع ، مهما كان الاقبال على الانضمام للجماعة ، وذلك لضمان النقاء الفكرى والعقدى والامنى كذلك .
  5. يتم انتخاب مسئول الإخوان المسلمين بالقطاع من خلال تصويت النقباء فقط دون الأعضاء الجدد ، وذلك لضمان سلامة الفكرة وامان التنظيم .
  6. اتفقت قيادة الجماعة على ان تكون التربية هو المهمة الأولى للجماعة وكوادرها ، استعدادا للعمل الجهادى ضد الكيان الصهيوني الغاصب .

الهزيمة .. بداية انفراجة

مثّلت هزيمة 1967 بداية صفحة جديدة للعمل الوطنى والاسلامى في مصر وفى عموم فلسطين المحتلة (الضفة والقطاع وارض 48) ، صفحة سُجلت فيها عودة جماعية للدين الإسلامي .

ولقد استطاع الإخوان بقطاع غزة التكيف مع الوضع الجديد الذى دخل فيه القطاع تحت وصاية الاحتلال الصهيوني ، حيث انهم:

  1. امتلك الإخوان خبرة في التعامل مع اجواء الملاحقة والمتابعة طوال الفترة (1948-1967) ، وبالتالي كانوا أقدر من غيرهم على التعامل المبكر مع الظروف التي أوجدها الاحتلال .
  2. امتلك الإخوان تنظيما سرياً سليماً ومحكماً .

ولم يكن الإخوان في الضفة والقطاع وحدهم من يعانون الملاحقة والتقييد ، انما شاركهم في ذلك مئات الألوف من المواطنين الذين أصبحوا عرضة للقمع والملاحقة من قبل سلطات الاحتلال ، وخاصة المنظمات الفدائية التي شكلت خطرا على جنود الاحتلال، وهي منظمات "فتح والجبهة الشعبية وقوات التحرير الشعبية" التابعة لجيش التحرير الفلسطيني .

ولمواجهة وضع ما بعد هزيمة 67 وتداعياتها ، اجتمعت قيادات جماعة الإخوان فى سبتمبر من عام 1967 بحي الشجاعية في مدينة غزة

لتقرر بعدها:

  1. اختيار هيئة إدارية لقيادة الإخوان الفلسطينيين.
  2. تحديد المنهاج التربوي للــ "الأسر الإخوانية".
  3. اتخاذ قرار بكسب أعضاء جدد ، من خلال :
  • الزيارات الفردية
  • الدروس والمواعظ في المساجد

كما حدد المجتمعون عدة أهداف أساسية تكون منطلقاً هاماً لتحركهم خلال الفترة المقبلة (1967-1987):

  1. تحسين الصورة الذهنية للإخوان المسلمين
  2. الانتشار السريع والواسع في المجتمع الفلسطيني
  3. تحديد الموقف بوضوح من الاحتلال الإسرائيلي
  4. ربط إخوان غزة باخوان الضفة الغربية لأول مرة في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين ليبدأ الإخوان بعد ذلك في التحرك النشط والواسع والفاعل في سبيل تحقيق تلك الأهداف ، واولها (التربية) ..

التربية ... أولوية المرحلة

وهذا هو اول ما قامت به النواة الصلبة التي تم تكوينها خلال فترة حصار الحكم الناصرى للعمل الاسلامى في قطاع غزة (54-67)

مرحلة بناء المساجد (الدعوة)

اطلق الإخوان المسلمون على تلك الفترة (1967-1977) مرحلة (بناء المساجد) ، اذ تميزت تلك الفترة بتركيز الإخوان الشديد والدؤوب على بناء المساجد وبشكل لافت للنظر ! لدرجة اثارت استغراب سلطات الاحتلال الصهيونية وكذلك المراقبين الأجانب !

فقد كان (الاهالى) يقومون باستدعاء مئات العمال لأعمال بناء وتشييد المسجد ، ليتم تشييده في اقل من 24 ساعة ! ويكون ذلك البناء يوم السبت حيث إجازة القيادة العسكرية الإسرائيلية !!

أوضح المستشرق الإسرائيلي "شالوم هراري" لاحقاً هذه الظاهرة الفريدة بقوله: "في صبيحة يوم الأحد، كنا نستفيق لنرى مسجداً لم يكن موجوداً يوم الجمعة" ! (معاريف، 19/12/1985)

فيما عبر الدبلوماسي الأمريكي "دان كرتزر" عن ذلك مشدوهاً بالقول : فجأة يكون هناك مبنى أخضر وأبيض ، حيث لم يكن موجوداً في الأسبوع السابق" (يديعوت أحرونوت، 28/11/1985)

وقد استطاع الإخوان المسلمون ان (يسيطروا) في الاراضي المحتلة وفقاً للتقديرات على نحو 40% من إجمالي المساجد حتى عام 1987 ، وكانت طرق (السيطرة) كثيرة ومتنوعة كالمعونات المالية والتبرعات ، وإقامة المكتبات في المساجد . (1)

وفى المساجد كان الإخوان المسلمون يصلحون كل ما تهدّم من معانى الدين والإسلام في العشرين عام التي استبعدوا فيها عن العمل بفعل التضييق الناصرى عليهم ، وكانت المساجد ساحة لهم وحدهم لم ينازعهم فيها التيارات الفلسطينية الأخرى المنطوية تحت منظمة التحرير الفلسطينية .

ففيها انتشرات المكتبات الإسلامية الحاوية لكتب الشيخ الغزالي و القرضاوي وعرفت مساجد فلسطين رسائل حسن البنا وكتب سيد قطب .. وكان فيها تقام الاعراس وتعقد الندوات والدروس ، ومنها يتم تكوين الفرق الرياضية في دورى المساجد ، وفيها تنظم الإفطارات الجماعية ، والاعتكافات في شهر رمضان ، وفيها تُناقش اخر الاخبار وتُوزع المنشورات الإسلامية .

لقد أعاد الإخوان المسلمون من خلال المساجد ضبط بوصلة المجتمع الفلسطيني تجاه الإسلام من جديد ، بعد ان ظل لعقدين من الزمان مشحونا بالقومية واحلامها التي تحولت الى سراب عقب هزيمة 1967 .

التربية الخاصة (الانضمام)

كانت عضوية التنظيم الفلسطيني للإخوان المسلمين قبيل هزيمة يونيو 1967 ضعيفة من حيث الكم قوية من حيث الكيف ضعيفة من حيث الانتشار والتأثير ، وكان معظمهم من المدرسين الذين لم يقوموا بأي نشاط يذكر ، فقد وصل عددهم في قطاع غزة عام 1969 إلى خمسين أخاً فقط ! فيما ارتفع العدد بين العامي 1982-1987 إلى 950 أخاً ، وقد ركز الإخوان المسلمون الفلسطينيون في عملية استقطاب العناصر على فئتي الطلاب والمعلمين بشكل أساسي، فيما كان هناك قصور لديهم في استقطاب فئة العمال (2)

فقد كان الشباب في تلك الفترة هم نتاج غرس النظام القمعى لعبد الناصر ، والذى غيّب اى نشاط اسلامى في القطاع ، فكنت لاتكاد ترى في المسجد شابين يحافظان على الصلاة ! وبينما كانت المنظمات الفلسطينية والمنطوية تحت منظمة التحرير الفلسطينية تخوض بهؤلاء الشباب حرب عصابات ضد الاحتلال !!

كان الإخوان المسلمون يخوضون بهؤلاء الشباب معركة بناء هادئة لكن قوية تتأسس على الإسلام وتنطلق نحو عمل جهادى واسع المدى طويل الانفاس عميق التأثير .. نحو التحرير لكامل التراب الفلسطيني ، فقد كان الإخوان المسلمون يرون ان اى تغيير سياسى او عمل جهادى للابد ان يُسبق بتغيير اجتماعى أولا .

وقد ساعد هؤلاء الشباب الذين خضعوا لعملية تربوية دؤوبة ومكثفة ، ساعد هؤلاء الشباب جماعة الإخوان المسلمين في القيام بعملية انتشار واسعة وعميقة في قطاعات المجتمع الفلسطيني في الداخل (الضفة والقطاع وارض 48) وكذلك فى خارج حدود الوطن .

كما استطاع الإخوان المسلمون من خلال هؤلاء الشباب – كما سيتضح فيما بعد – ان يقوموا بعمل جهادى فاعل ومؤثر ومستمر ضد الكيان الصهيوني ، وذلك بعد الإعلان عن انشاء حركة حماس التابعة لجماعة الإخوان المسلمين .

الحاضنة ... انتشار وحماية

منهج جماعة الإخوان المسلمين يجعل من قوة المجتمع ووعيه ونضاله من اجل حقوقه ، مقدمة ضرورية ووحيدة لحياة كريمة وعادلة لذلك المجتمع .

العمل المؤسسى

أراد الإخوان المسلمون ان يفتحوا قناة جديدة للتواصل مع من لايرتادون المساجد ، فلجأوا الى انشاء المؤسسات المدنية المرخصة من سلطة الاحتلال ، فكان المجمع الاسلامى الذى استغرق تأسيسه ست سنوات ! (1973-1979) نتيجة تعنت سلطة الاحتلال في الموافقة على انشاءه ، وكذلك انشأ الإخوان الجمعية الإسلامية ثم شاركوا في جمعية الشابات المسلمات

وتوجه الإخوان المسلمون من خلال تلك الجمعيات الى:

  1. الرعاية الدينية والخلقية
  2. الرعاية الاجتماعية
  3. الرعاية الصحية

وهكذا غطت مؤسسات الإخوان المسلمين في ذلك الوقت كافة الأنشطة التي يحتاجها المجتمع الفلسطيني ، باستثناء الجانب الاقتصادى والسياسى ، فقد قام المجمع الاسلامى بترميم 1000 بيت تعرض لاضرار نتيجة عاصفة ثلجية نزلت ببيوت قطاع غزة في عام 1981 ، كما استطاع المجمع الاسلامى ارسال طلاب من قطاع غزة للدراسة في السعودية عبر منح مجانية ... وقد كان المجمع الاسلامى علامة على الإخوان المسلمين في قطاع غزة .

العمل الطلابى

كما قام الإخوان بتكوين الجمعيات الطلابية التي يتم من خلالها ممارسة العمل الطلابى ، وكان من أنشطتها :

  • تنظيم محاضرات للعلماء في المدارس الثانوية ، وكان كثيرا ما يستغل المحاضر الفرصة ليتحدث عن الاحتلال ووجوب مقاومته ، ومثال ذلك محاضرة للأستاذ خليل القوقا عن الاسراء والمعراج لكنه تعرض فيها لليهود ومكرهم وخداعهم ، ومحاضرة للشيخ حازم السراج عن النشوء والارتقاء ، لكنه تطرق فيها لموضوعات شتى سياسية ووطنية وفكرية .
  • تنظيم رحلات سنوية الى الضفة الغربية خاصة مدينتي القدس والخليل لما لهما من مكانة تاريخية ، وكذلك والأرض المحتلة عام 1948 ، من اجل ربط الطلاب بفلسطين التاريخية
  • بالإضافة للخدمات الطلابية العادية ، مثل طبع امتحانات الثانوية لمدة عشر سنوات متتالية ، وقد اكتسبت الجمعية الإسلامية سمعة طبية بهذا الصنيع بالذات ، وصار علما عليها

العمل الطلابى في الجامعة الإسلامية

تم انشاء الجامعة الإسلامية بقطاع غزة عام 1978 ، وفى عام 1979 تم اجراء انتخابات اتحاد الطلبة في الجامعة شارك فيها الإخوان المسلمون من خلال الطالب حجازى البربار ، ففاز مرشح الإخوان باكتساح اذ كان له حضور كبير بين الطلبة ...

وقد برز في تلك الفترة من طلاب الإخوان المسلمين ، الطالب خالد الهندي والطالب إسماعيل هنية والطالب يحي السنوار وسامي أبو زهري وكأثر عن هذا العمل الطلابى ، نشأت (الكتلة الإسلامية) عام 1984 كممثل عن طلاب الإخوان المسلمين ، كما نشأت شريحة جديدة من الطلبة لديهم انتماء بفكرة الإخوان المسلمين ، وان لم يكن منتمين للتنظيم ..

العلاقة مع الكيانات السياسية الأخرى

بينما كان الإخوان المسلمون ينشطون في القطاع الطلابى منذ أواسط الستينات ووصولا الى الثمانينات ، كانت حركة فتح ليس لها وجود يُذكر بين طلاب المدارس الثانوية او ما دونها ! فلم تدخل حركة فتح مجال العمل الطلابى من خلال (الشبيبة الطلابية) الا في عام 1984 ، برغم انها ضمت من بين مؤسسيها انشط شباب الإخوان الذين انشقوا عن الجماعة !

بينما كان الشيوعيون حاضرين مع انطلاق العمل الطلابى في السبعينات ومنافسين للاخوان في ذلك المجال ، الا انهم لم يستطيعوا ان يجاروا الإخوان في انشطتهم ، فحاولوا منع تلك الأنشطة من خلال المدرسين الشيوعيين في المدارس الثانوية ، لكنهم كذلك لم يفلحوا .

طلاب الإخوان والمواجهة مع الاحتلال

كان موقف طلاب الإخوان في الجامعة الإسلامية تابعا لموقف الجماعة في ذلك الوقت واولوياتها ، وكان عام 1986 هو ذلك العام الفاصل بين مرحلتين :

ما قبل 1986: كان طلاب الإخوان في الجامعة لا يشاركون في اية مظاهرات ضد قوات الاحتلال ، وان حدثت مناوشات بين طلاب الجامعة وبين قوات الاحتلال ، كان طلاب الإخوان ينسحبون تدريجيا بسبب سياستهم تلك

ما بعد 1986: شارك طلاب الإخوان المسلمين بقوة في التظاهرات ضد قوات الاحتلال ، خاصة في عام 1987 حيث أصيب واعتقل خلال تلك المظاهرات عدد كبير من طلاب الكتلة الإسلامية (طلاب الإخوان المسلمين) ، وكانت أطول فترة اعتقال مر بها طلاب الإخوان في سجون الاحتلال لا تزيد عن ستة اشهر . وكانت فترة الاعتقال مناسبة جيدة للاحتكاك مع باقى المنظمات الفدائية الفلسطينية ، واحتكاك كذلك بضباط التحقيقات الأمنية الإسرائيلية

وكان طلاب فتح (الشبيبة الطلابية) وطلاب الجهاد الاسلامى (الجماعة الإسلامية) يأخذون على الإخوان عدم مشاركة طلابهم (الكتلة الإسلامية) في مظاهرات ما قبل 1986 ، فكان طلاب الإخوان يحتجون عليهم بتاريخ الإخوان المسلمين في مواجهة الاحتلال في حرب 1948 وفى الخمسينات وفى قواعد الشيوخ التي أسسها الإخوان في الأردن نهاية الستينات ضمن حركة فتح

، وكان من ابرز النقاشات تلك التي جرت في عام 1985 بين ممثل طلاب الإخوان المسلمين (يحي السنوار) وممثل طلاب فتح (محمد دحلان) ، وانصب موضوع النقاش على تأخر الإخوان المسلمين في المواجهة المسلحة ضد الاحتلال ..

العمل النقابى

تأسست في قطاع غزة ثلاثة نقابات مهنية بعد عام 1967 ، وهى نقابة المهندسين والأطباء و المحامين ، وكان تواجد الإخوان في تلك النقابات بالعموم ضعيف ، لكن كان مرشحى الإخوان مثلا في نقابة المحامين ثلاثة في مجلس النقابة من اصل سبعة ، برغم ان الإخوان لا يُقبلون على الانتساب لكليات الحقوق !

وكذلك الامر عندما رشح الإخوان 4 أطباء في الجمعية الطبية في 1981 ، ففازوا جميعا ، وهذا يدل على شعبية الإخوان في أوساط المهنيين والذين هم عينة من المجتمع الفلسطيني . وقد استطاع الإخوان ان يصلوا من خلال تلك النقابات الى شرائح واسعة من المجتمع الفلسطيني ، وكان اضراب الأطباء في عام 1981 احتجاجا على ضرائب فرضتها سلطة الاحتلال مثلاً على ذلك ..

الاعداد .. بوابة الجهاد

انصبت جهود جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين على إصلاح الفرد ثم إيجاد المجتمع القادر على إقامة الدولة الإسلامية ، ويرى الإخوان ان اى مقاومة ضد الاحتلال بدون ذلك التمهيد ستبقى عدمية ما دامت لم تتوفر لها تلك (الشروط الإسلامية) .

ولهذا تأخر الإخوان المسلمون بالدخول (العلنى) في مواجهة مسلحة ضد الاحتلال الصهيوني ، وقد برر الإخوان المسلمون ذلك بضعف الحاضنة الإقليمية (خاصة جماعة الإخوان في مصر) و كذلك ضعف المجتمع الفلسطيني عن القيام باعباء جهاد طويل ..

لكن الإخوان المسلمين بدأوا في التمهيد للعمل الجهادى من خلال :

  1. الخروج الى الشارع بالمواجهات مع سلطات الاحتلال ، من مظاهرات وإضرابات وتوزيع منشورات .
  2. المشاركة الفعالة في إشعال انتفاضتي المساجد عامي 1982-1983 ، المتمثلة في مظاهرات عارمة خرجت من المساجد ، تعلن غضبها وثورتها على إثر أحداث اقتحام المسجد الأقصى .
  3. اضراب طلاب الكتلة الإسلامية فى عام 1986 ضد الاهانات الموجهة لفلسطينى الضفة والأرض المحتلة في عام 1948

ليأخذ التوجه الإخوانى نحو العمل العسكرى والاستعداد له بعدا أخر ففي :

ليكون ذلك مقدمة للإعلان لأول مرة عن الذراع العسكرى لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين (حماس) في عام 1987

المصادر

  1. الإخوان المسلمون في الأراضي الفلسطينية المحتلة 1967-1987
  2. نفسه