الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الاخوان المسلمون ومبارك.. من المهادنة إلى المواجهة (الجزء الثالث)»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
سطر ٣٩٣: سطر ٣٩٣:
*[[الإخوان المسلمون فى عصر مبارك.. من المهادنة إلى المواجهة (الجزء الحادى عشر)]]
*[[الإخوان المسلمون فى عصر مبارك.. من المهادنة إلى المواجهة (الجزء الحادى عشر)]]
*[[أهم المحطات التاريخية فى العمل الطلابى في فترة مبارك]]
*[[أهم المحطات التاريخية فى العمل الطلابى في فترة مبارك]]
*[[الإخوان ونوادى أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية]]


[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:أحداث صنعت التاريخ]]
[[تصنيف:أحداث صنعت التاريخ]]

مراجعة ٠٧:٤٩، ١ أكتوبر ٢٠١٢

الإخوان المسلمون ومبارك.. من المهادنة إلى المواجهة (الجزء الثالث)

موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمين (إخوان ويكي)

السعيد رمضان العبادى

باحث بمركز نهضة ميديا للدراسات والأبحاث مؤسسة إخوان ويب

الفصل الرابع: مبارك والإخوان .. رؤى ومواقف

المبحث الأول: نظرة مبارك للإخوان المسلمين

ذكرنا سابقاً أن مشهد حادثة المنصة ،والذى قتل فيها السادات وأصيب مبارك إصابة طفيفة، ظل محفوراً فى ذاكرة مبارك طوال مدة حكمه وكان هذا الهاجس هو المحرك الأساسى فى تعامله مع الجماعات الإسلامية وخاصة الإخوان المسلمين.

ويفسر هذا بوضوح أنه حين وصل إلى السلطة عام 1981 استقبل في القصر الجمهوري كل المعارضين السياسيين فيما عدا الإخوان المسلمين ومرشدهم فى ذلك الوقت الأستاذ عمر التلمساني، ويقول د.عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة: الرئيس مبارك أخرج السياسيين فقط ولم يخرج كل المعتقلين، البقية أفرج عنهم على فترات متباعدة وبعد شهور وكان في مقدمتهم الأستاذ عمر التلمساني عليه رحمة الله مرشد الإخوان وباستثناء السياسيين اللي كانوا موجودين لم يلتق مبارك بأي أحد.

كما يقول الباحث القبطى ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة د. رفيق حبيب: عندما سئل مبارك لماذا لا تقابل عمر التلمساني قال إن هذا يغضب واشنطن، إذن نحن في نقطة البداية في نقطة الانطلاق ندرك أن حسني مبارك لديه قواعد للعبة يعرفها أن قواعد اللعبة في كل الأحوال أنه لا يمكن أن يكون لحركة إسلامية مقعد في الصف الأول .(1)

وكما يذكر د عبد المنعم أبو الفتوح فى مذكراته ،وكان الرئيس مبارك قد تولى الحكم وقام باستقبال كل القوى السياسية في البلاد ولكنه رفض أن يدعو الأستاذ عمر التلمساني لهذا اللقاء... وكان ذلك مؤشرا سلبيًا أكّد لنا أن الدولة لن تتعامل معنا مستقبلا بطريقة جيدة. (2)

وبعد تولى مبارك الحكم اتسمت تصريحاته تجاه الإخوان المسلمون بالمحاباة حينا والغموض حيناً والمواجهة أحياناً عديدة، وارتبطت تلك التصريحات والمواقف بالأوضاع الداخلية والخارجية، فعلى سبيل المثال عقب أحداث الأمن المركزى (3) شاركت الحكومة المصرية برئيس وزرائها د عاطف صدقى وعدد من الوزراء وشيخ الأزهر ، وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية ورئيس مجلس الشعب فى تشييع جنازة مرشد الإخوان المسلمين الراحل الأستاذ عمر التلمساني 22 / 5 / 1986م.

كما كان هناك تصريحات أخرى لمبارك تصب لصالح الإخوان المسلمين وتنفى عنهم صفة العنف فقد صرح لصحيفة لوموند الفرنسية أثناء زيارته لفرنسا عام 1993م، ونقلت الحديث صحيفة الأهرام المصرية في صفحتها الأولى في العدد رقم 39046 السنة 118 بتاريخ 1 نوفمبر 1993م الموافق 16 جمادى الأول 1414هـ حيث جاء في كلامه أن هناك حركة إسلامية في مصر تفضل النضال السياسي على العنف وقد دخلت هذه الحركة بعض المؤسسات الاجتماعية واستطاعوا النجاح في انتخابات بعض النقابات مثل الأطباء والمهندسين والمحامين ...إلخ. (4)

ولكن هذه الحالة من العلاقة الحسنة والدبلوماسية لم تستمر طويلاً فسرعان ما اتهم الرئيس حسني مبارك جماعة الإخوان المسلمين بأنها "جماعة لها تاريخ إرهابي" وذلك في حوار صحفي له مع مجلة دير شبيغل - Der Spigel الألمانية، نشر في ديسمبر 2004، حيث قال "إن جماعة الإخوان المسلمين لها تاريخ إرهابي، لقد قتلوا واحداً من رؤساء الوزارة قبل الثورة لاختلاف آرائهم السياسية وفي عام 1954 حاولوا قتل الرئيس جمال عبد الناصر، وكرروا محاولاتهم عدة مرات"، مضيفا بأن الأحزاب الدينية "تهدد السلام الاجتماعي".

وكان مبارك في حديثه إلى المجلة الألمانية، حسبما نشرته صحيفة الأهرام الحكومية، الاثنين 20/12/2004م، قد وصف جماعة الإخوان المسلمين بالإرهاب، متهماً إياها بقتل محمود فهمي النقراشي، ومحاولة اغتيال عبد الناصر، مشيراً إلى أن الإخوان هم آخر من تحتاج إليهم مصر .

ورداً على سؤال يقول:"في العديد من الدول العربية والإسلامية يحاول متطرفون إسلاميون الوصول إلى الحكم، وفي مصر مثلاً تنشط جماعة الإخوان المسلمين الذين يريدون جعل بلادكم دولة إسلامية، إنهم يطالبون بالسماح لهم بحزب سياسي، ويدَّعون أنهم "البديل الديمقراطي"، قال مبارك: "جماعة الإخوان المسلمين لها تاريخ إرهابي، لقد قتلوا في الماضي رئيساً للوزارة وواحداً من القضاة، ونحن مختلفون معهم في آرائهم السياسية، وفي 1954م حاولوا قتل الرئيس جمال عبد الناصر".

وأضاف مبارك "والإخوان المسلمون هم آخر من تحتاج إليهم بلداننا، فإن الكراهية الدينية أو المذهبية تمزق مجتمعات بأسرها، فما نشاهده الآن في العراق مثل للخلط السيئ بين السياسة والدين..، إن الأحزاب الدينية تهدد السلام الاجتماعي؛ لأنه إذا ما قام حزب ديني إسلامي فسوف تقوم أحزاب دينية إسلامية ومسيحية أخرى، وقد تتصارع ويتهدد بالتالي السلام الاجتماعي" !!. (5)

كما واصل الرئيس المخلوع حسني مبارك هجومه على الإخوان فقال فى تصريح له: «إن الإخوان المسلمين خطر على أمن مصر وإن صعود تيارهم من شأنه عزل البلاد عن العالم».

وقال في حديثه إلى صحيفة «الأسبوع» الأسبوعية: «أقول إن تيار جماعة الإخوان المحظورة هو خطر على أمن مصر؛ لأنه يتبنى نهجا دينيا».

وأضاف

«لو افترضنا أن هناك صعودا لهذا التيار فستتكرر في مصر تجارب أخرى ليست بعيدة عنا لنظم تمثل الإسلام السياسي وما تواجهه من محاولات فرض العزلة عليها وعلى شعوبها».

ومضى مبارك قائلا:

"«كثيرون سيأخذون أموالهم ويهربون من البلاد كما أن الاستثمارات ستتوقف والبطالة ستتزايد بل وستعزل مصر نهائيا عن العالم».

وتعتبر انتقادات مبارك من أشد ما وجهه إلى الإخوان. وركز مبارك على الآثار الاقتصادية المحتملة إذا ازداد نفوذ الجماعة وهو ما حدث مع إسلاميين حققوا مكاسبَ انتخابية في أماكن أخرى.

وقال مبارك:

«بعد حوادث ما جرى في جامعة الأزهر، ساد هذه الأوساط (المالية) قلق كبير غير أن وعيهم بحقائق الموقف على الساحة المصرية وقوة الدولة والمجتمع المدني هو الذي أعاد الهدوء والاطمئنان إلى النفوس».

وأضاف «لذلك تأتي أهمية النص في الدستور برفض إقامة الأحزاب على أسس أو مرجعية دينية أو استعمال شعارات دينية في الانتخابات. نحن ندعم الدولة المدنية التي يتمتع فيها الجميع (المسلمون والمسيحيون) بحقوق المواطنة ويكون المعيار فيها للأصلح». (6)

كما كشف الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون، فى تصريحات لقناة "مودرن حرية": إن موقفه من الإخوان كان وراء غضب الرئيس المخلوع منه، "لأنه قابلنى ذات مرة، وقال لى: "ابقى قابلنى لو الإخوان أخدوا حزب". (7)

ونشر موقع ويكيليكس على صفحته الرسمية وثيقتين رسميتين للخارجية الأمريكية تكشف عن فضيحة موافقة مبارك على التجسس على قيادات جماعة الإخوان وتسليم معلومات حساسة عنهم للمخابرات الأمريكية حيث نشرت الوثيقة الأولي على الموقع برقم 80 القاهرة 2395 المحررة بتاريخ 20 نوفمبر 2008 والثانية رقم 9 القاهرة 868 المحررة في 19 مايو 2009 والمفرج عنهما في 30 أغسطس الماضي تكشفان أن النظام السابق وعلي رأسه الرئيس المخلوع " محمد حسني مبارك" ووزير داخليته "حبيب العادلي" قد سلما المخابرات المركزية الأمريكية بيانات الحسابات البنكية الخاصة بأعضاء جماعة الإخوان المسلمين في مصر ومعلومات هامة ومنحوها حق مراقبة البنوك المصرية.

وترجمت جريدة روزا اليوسف الصادرة صباح اليوم الاثنين تفاصيل الوثيقتين حيث كشفت الوثيقة الأولى أن "ويليام ستيوارت" الملحق المالي سرد وقائع لقاء تم بالسفارة الأمريكية بالقاهرة يمثلها "هيوارد مندلسون" عن وزارة الخزانة الفيدرالية والسيد "أشرف محسن" الذي عرفته الوثيقة بمنسق مكافحة الإرهاب مع وزارة الخارجية واللواء "هشام عبدا" في 13 نوفمبر 2008 بالقاهرة كممثلين عن وزير الداخلية المصري "حبيب العادلي" وقد انضم لتلك الجلسة من الجانب الأمريكي ممثلا عن مكتب مخابرات والتحليل التابع لوزارة المالية الأمريكية "إيوجين أولينيكوف" وكذلك "أليكس سيفيرينز" الملحق المالي بالسفارة بالقاهرة ممثلا عن وزارة المالية الأمريكية.

وأكدت الوثيقة أن الجلسة بين الطرفين كانت مثمرة وبناءة وتخطت كل التوقعات الأمريكية من حيث التعاون بين الطرفين، وقد وافق "محسن" و"عبدا" علي العودة للقاء الجانب الأمريكي الممثل للحكومة الأمريكية بكل البيانات والإجابات التي طُلب استكمالها من الجانب المصري.

وفي الجلسة طلب الجانب المصري منحه فرصة لجمع المعلومات عن أي مصادر تمويل إرهاب محتملة واتفق الجانبان علي اللقاء بشكل دوري وسنوي علي أن يكون اللقاء التالي بينهم في مطلع عام 2009 .

وفي الجلسة طلب "هيوارد مندلسون" الداخلية المصرية بجلب معلومات عن قيادات الإخوان المسلمين في مصر طالبا أن تعمل الإدارة المصرية علي إيجاد دليل حكومي قوي يمكن عن طريقه إثبات وجود علاقة مباشرة للجماعة بتنظيم القاعدة، وقد رحب الجانب المصري بالطلب الأمريكي وتقرر زيادة التعاون بين الطرفين المصري والأمريكي من أجل إثبات أن الأفراد أيضا يرتبطون بتنظيم القاعدة وليس ماليا فقط، مما يخضعهم لقانون مكافحة مصادر تمويل الإرهاب ومصادرة أموالهم. (8)

كما كشفت خطابات سكوبي التي عرضها موقع ويكليكس عن رؤية مصر لقضايا الإرهاب وموقفها من الإخوان المسلمين وكذلك مواقفها الإقليمية ..ونقلت الوثائق رؤية العديد من المسئولين المصريين حول ما يجري في المنطقة ..

وأشارت سكوبي في خطاباتها.. إن عددا من المسئولين المصريين رفيعو المستوى عبروا عن العديد من المخاوف حول تصاعد النفوذ الإسلامي.. والتدخلات الإيرانية في مصر وغزة ومحاولاتها تجنيد عناصر من سيناء ..

ونقلت سكوبي عن مسئول مصري رفيع المستوى قوله “إن التطرف هو “العمود الفقري” للتهديدات الأمنية الإقليمية،” مشيرا إلى أن التطرف في غزة يشكل تهديدا خطيرا بشكل خاص للأمن القومي المصري.

فنجاح مصر في حملتها ضد التطرف في التسعينات شكل درسا مفيدا حول كيفية مواجهة الجماعات المتطرفة عبر الحد من قدرتهم على العمل وجمع الأموال، بالإضافة إلى تثقيف الناس حول مخاطر التطرف. وأشار إلى أنه لم يبق إلا الإخوان المسلمين فقط، وتواصل الحكومة المصرية “تصعيب” إمكانية العمل عليهم. (9)

كما عبر جمال مبارك عن موقفه من الإخوان المسلمين فى حوار له مع جريدة روز اليوسف ، فيقول جمال مبارك: والله هناك موقف قانوني كلنا نعرفه.. الجماعة ليس لها وضع قانوني أو شرعي.. وبالتالي لابد من الناحية القانونية والشرعية أن نتعامل معها علي هذا الأساس..

هناك وضع آخر وأعتقد أنه ظهر في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة وهو محاولة الالتفاف حول القوانين الموجودة للانخراط في الحياة السياسية، والأكثر من ذلك هو الاستغلال القوي للدين والشعارات الدينية والمنطلق الديني لتحقيق مكاسب سياسية، وأعتقد أن الموقف القانوني والشرعي واضح لنا جميعًا.. ولكن الإلتفاف حول القانون واستغلال الدين والشعارات الدينية وإقحامها في السياسة أمر يتطلب ان نتوقف أمامه..

وكانت هناك تفاصيل كثيرة تؤكد ذلك تابعناها ورأيناها من غرفة العمليات بالحزب في كثير من الدوائر.. وأنا من وجهة نظري لها تأثير سلبي عموماً على العملية السياسية وعلي العملية الانتخابية في مجملها بغض النظر عن أنها حققت لهم بعض المكاسب. (10)

كما اتهم “جمال مباركالإخوان - في تصريحات لقناة "فرانس 24″ على هامش مؤتمر دافوس- بأنها "جماعة سياسية تحاول مراوغة الدستور والإطار القانوني الذي يحكم عمل الأحزاب في مصر" ، وألمح إلى أنها " تحاول استخدام الدين كغطاء وذريعة للحصول على مكاسب أو أجندة سياسية". (11)

ولم يكن الأثر النفسى لكره مبارك للإخوان مقصوراً على إخوان مصر فقط بل كان هناك نصيب كبير لحركة حماس والتى تمثل الإخوان المسلمين فى فلسطين، فكان لمبارك المواقف العديدة المناهضة لحماس ومواقفها، ويبدو هذا جلياً من خلال دعمه المطلق لأبومازن والسلطة الفلسطينية ضد حماس ، وكذلك موقفه المخزى أثناء العدوان الإسرائيلى على غزة عام 2008، فكانت قولته المشهورة

"على إسرائيل مراقبة ما يدخل لغزة من طعام ودواء بصفتها قوة محتلة لذلك لا يمكننا فتح معبر رفح " وكما عبر وزير خارجيته أيضاً أحمد أبو الغيط عن هذا الموقف المخزى فقال: "علي العرب ان يستخدموا لغة متوازنة ، تكتفي بتوجيه اللوم لإسرائيل ، حول الهجمات علي غزة ، إذا كانوا يريدون ان يتخذ مجلس الامن قرار بوقف العنف ". (12)

كما كشفت الوثائق السرية لوزارة الخارجية الأمريكية التي‮ ‬نشرها موقع ويكيليكس،‮ ‬ان الرئيس المصري‮ ‬يكره إيران بشكل شديد‮.

‬كما أشارت رسائل السفيرة الأمريكية في‮ ‬القاهرة مارجريت سكوبى إلي أن الرئيس مبارك لا‮ ‬يؤيد حماس،‮ ‬ويعتبرها مثل الإخوان المسلمين في‮ ‬مصر،‮ ‬ويري‮ ‬في‮ ‬الإخوان المسلمين التهديد والخطر السياسي‮ ‬الأكبر بالنسبة له‮ (31)

كما أدان الرئيس المصري حسني مبارك سيطرة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على غزة وقال إنه يعد "انقلابا على الشرعية الفلسطينية".

وقال مبارك موجها حديثه لبرلمانيين من حزبه الوطني الديمقراطي الحاكم "نتابع عن قرب تداعيات الانقلاب على الشرعية الفلسطينية (في غزة) وما ألحقه من أضرار جسيمة بالشعب الفلسطيني" (14)

كما أماطت برقية سرية بعث بها السفير الأمريكى الأسبق لدى مصر فرانسيس ريتشاردونى إلى بلاده، وسربها موقع ويكيليكس الإلكترونى، اللثام عن أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك حذر نظيره السورى بشار الأسد من دفع ثمن باهظ حال استمراره فى استضافة رئيس المكتب السياسى لحركة حماس الفلسطينية خالد مشعل فى سوريا، ووصف مبارك قيادة حماس بأنها "غير جديرة بالثقة".

وخلال لقائه بالمدعى العام الأمريكى، ألبرتو جونزاليس عام 2006، قال مبارك: "الفلسطينيون يهتمون فقط بالحصول على مال العرب، والعرب مخطئون لتقديمهم المال لهم".

وذكرت البرقية أن مبارك رأى أن العراقيين في حاجة إلى قائد قوى وسلطة مركزية تحكمهم، لا إلى نظام ديمقراطى لامركزى على الطريقة الأمريكية.

وتناولت البرقية تفاصيل اللقاء بين مبارك وجونزاليس فى 1 يوليو 2006، حيث وصف مبارك قيادة حركة حماس بأنها غير جديرة بالثقة، وقال: "إذا ازداد التصعيد فإن الأمور ستصل إلى نقطة اللارجوع".

وأشار مبارك إلى جهوده الشخصية للعمل مع "الإسرائيليين" والفلسطينيين على حد سواء، للتوصل إلى حل عملى يؤدى إلى إطلاق سراح العريف "الإسرائيلى" جلعاد شاليط، وإقناع الفلسطينيين بأن "إسرائيل" لن تقبل شروطًا فى هذا الملف، وسخر من إصرار حماس على الحصول على ضمانات دولية.

وقال مبارك، وفقاً لما جاء بالوثيقة، إنه حذر الرئيس السورى بشار الأسد صراحة من أنه سيدفع ثمنًا باهظًا حال استمراره فى السماح لرئيس المكتب السياسى لحماس خالد مشعل بالبقاء فى سوريا.

وذكرت البرقية أن الرئيس السابق قال ساخرًا:

"الطائرات الإسرائيلية كانت تحدث طنينًا فى سماء دمشق، فى الوقت الذى كنت أتحدث فيه إلى الأسد هاتفيًا، وبالتأكيد ظن الأسد أننى قد دبرت هذا الأمر مع الإسرائيليين، وهذا أصابه بالفزع".

وأوضح ريتشاردونى أن مبارك تطرق إلى حديث دار منذ أيام قليلة مضت بين مبعوث من الرئيس الأسد ورئيس جهاز المخابرات العامة المصرية السابق عمر سليمان فى مطار ألماظة العسكرى بالقاهرة، حيث حذر سليمان المبعوث السورى بعبارات واضحة من خطر وجود مشعل فى سوريا على نظام الأسد نفسه.

ونقلت البرقية عن مبارك قوله:

"تركيا وقطر تحاولان الانضمام إلى الجهود المبذولة لحل أزمة غزة، ولا توجد دولة يمكنها أن تسهم كثيرًا فى ذلك، لكن لا اعتراض لدي على كل ما يمكنهما القيام به، لأن كلتا الدولتين تريدان المشاركة باعتبار الأمر يمس هيبتهما وسمعتهما القومية، أكثر من حرصهما على التأثير على الفلسطينيين".

ووفق البرقية الأمريكية فقد انتقد مبارك الفلسطينيين تاريخيًا، وقال إنهم يهتمون فقط بالحصول على مال العرب، كما انتقد العرب لتقديمهم المال لهم، واستشهد بروايات من قبيل قيام الرئيس العراقى الراحل صدام حسين برشوة الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات خلال حرب الخليج، ومحاولات رشوة المسئولين المصريين والصحافيين بسيارات فاخرة، ورشوته هو شخصيًا بـ25 مليون دولار نقدًا. (15)

المبحث الثانى: نظرة الإخوان لمبارك

كعهد الإخوان دائماً حسن الظن بالآخرين وتقديم حسنة النية على ماسواها حتى يثبت العكس فهذا النهج كان نهج الإخوان باستمرار مع الحكام، فكانت نظرة الإخوان لمبارك بالرغم من حالة عدم التفاؤل الكبير-كما ذكر سابقاً د. عبد المنعم أبو الفتوح

إلا أنه ومن الملاحظ أن الإخوان دائماً التزموا فى مواقفهم البعد عن التجريح الشخصى لمبارك وربما كانت هذه النقطة سبب لهجوم بعض القوى اليسارية على الإخوان واتهامهم للإخوان بمهادنة مبارك.

فكان نهج الإخوان فى تعاملهم مع النظام الجديد(مبارك)الالتزام بوصية الإمام البنا ( تجنب غيبة الأشخاص وتجريح الهيئات ، ولا تتكلم إلا بخير )، فكان تعاملهم مع مبارك ونظامه من منطق المعارضة الراشده والنصيحة، وكان انتقادهم للأفعال بعيداً عن تجريح الأشخاص،ويقول الاستاذ التلمساني فى كتابه (ذكريات لامذكرات)

سألنى الكثيرون عن موقفنا من حكم السيد "محمد حسني مبارك" رئيس الجمهورية وكان جوابى الذى لم يتغير أنه بدأ عهده بداية طيبة فأفرج عن المعتقلين السياسيين ومنع الصحف من مهاجمة حكام الدول العربية وإن كنت أود لو أن هذه الصحف سلكت ذلك الطريق دون أمر أو توجيه، ولكنها لاتزال تظهر نفسها بأنها لاتتوجه إلا بتوجيه.

كما أنه أطلق لصحف المعارضة فى النقد كما أنه حريص فى كل مناسبة على التصريح بالتزامه جانب الحرية وانه لن يعدل عنها كل هذه مبشرات ومن حقه علينا أن نذكرها له،ولكننا فى الوقت نفسه ومن حقنا عليه أن يرفع مضايقات لامبرر أن تقع فى عهده وهو مسئول عن توفير الأمن لكل مواطن يلتزم القانون، ولكن الذى يحدث وأظنه رجاء البلاد، ويساقون إلى الأقسام حيث يساء إليهم بمختلف أوجه الإساءة وفى عنجهية ثم يظلون فى الأقسام ساعات أو أياماً أو أسابيع ثم يفرج عنهم دون أن يعلموا لماذا قبض عليهم؟!

ولماذا أفرج عنهم؟! ومن يقدم منهم للنيابة تفرج عنه فى الحال،وهذا تصرف لايرضى عهداً ينادى بالحرية وأمن المواطنين وقد كتبت صحف المعارضة فى هذا كثيراً ولكن دون جدوى ورغم ذلك فقد قلنا مرارا وتكرارا إننا لسنا معارضين ولكن ناقدون وناصحون وهذا أضعف مايمكن أن يكون .لسنا من عشاق المعارضة (16)

كما يقول الأستاذ عمر التلمساني في حوار له مع جريدة المصور عام 1982 تناول موقفه من الرئيس المخلوع مبارك فيقول التلمساني: أنا كمسلم عندما أري إنسانا يعمل الخير أقول له أكثر الله من أمثالك وأعانك وأدامك في هذا البلد وهذا هو ما قلته لحسني مبارك أقول له أفرجت عن البعض ولكن هذا لا يكفي لابد أن تفرج عن كل معتقل أو متحفظ عليه وأسأل الله أن يعينك علي هذا الخط السليم فالكل راض عنك .

وعن الأولويات التى يريدها الأستاذ التلمساني من مبارك يقول التلمساني: أولا رئيس الدولة هو رئيس حزب وهو حزب الأغلبية الذي يحكم ولو اقتصر علي الحزب وعلي رأي الحزب يصبح الحكم غير دقيق .

رئيس الوزراء أيضا يجب أن يلتقي بقيادات الأحزاب والرأي الآخر وكل هؤلاء الناس لقد عرفت فؤاد سراج الدين وحلمي مراد وكثيرا من اليساريين من هم غاية في الوطنية والعلم والفضل ،أنا أقول لرئيس الدولة .. أن يجتمع بهؤلاء باستمرار وهم بعيدون عن الحكم ..

ما يهيئا هو مصر قبل الحزب .. لو اجتمعنا في لقاءات مستمرة .. قد تخرج برأي سليم أو برأي صحيح يمكن أن نعالج به أي مشكلة مطروحة .. أنا أقول لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ضعوا في الجمعيات الاستهلاكية أيدي أمينة لا تعبث بأقوات الشعب وستجدون كثيرا من الشكاوى الحالية قد زالت ..

وأريد أن يحتوى الدستور علي نص يجرم من يعطل الدستور أيا كان موقعه .. وأطالب أيضا بعدم تركيز الوزارات في القاهرة . وأريد أن تكون القروض الواردة من الخارج تحت ملاحظة البلد دون أن يعبث بها لمصالح خاصة ..

وبالنسبة للترقيات في الحكومة أسلم نظام هو الأقدمية لأن فيه عدالة كاملة وقد يكون فيه بعض أخطاء ولكنه فيه عدالة تشمل النشيط والغبي والكسلان والمجتهد .كما نصح التلمسانى مبارك بأن لا يصدق أن هناك فتنة طائفية ولا يبن تصرفات أو يصدر قرارات قوانين علي أساس هذا الشعار. (17)

بالرغم من المعارضة التامة لممارسات نظام مبارك وحالة الصدام المستمرة بين الإخوان ومبارك إلا أنه نجد بعض المواقف التى كان لها بعد انسانى فى التعامل بين الإخوان ومبارك فقد أرسل الإخوان المسلمين وعلى رأسهم المرشد العام الأستاذ محمد مهدي عاكف برقية عزاء لمبارك فى وفاة حفيده "محمد علاء مبارك" والذى وافته المنية يوم 18/5/2009 نتيجة مرض غامض لم يكشف عنه

وجاء فى نص برقية العزاء:

يتقدم محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين بخالص العزاء للسيد الرئيس محمد حسني مبارك وأسرته؛ في وفاة حفيده "محمد علاء مبارك" الذي وافته المنية مساء أمس،كما يتقدم بخالص العزاء إلى السيد علاء مبارك وحرمه وعائلة راسخ في الفقيد الراحل،ونسأل الله عز وجل أن يجعل مثواه الجنة، وأن يرزق أهله الصبر والسلوان. (18)

كما بادر الدكتور محمد بديع مرشد الإخوان المسلمين في 28 مارس 2010 بإرسال برقية تهنئة إلى الرئيس حسني مبارك على سلامة عودته لمصر أمس قادما من ألمانيا بعد رحلة علاجية استمرت لثلاث أسابيع أجرى خلالها عملية جراحية لاستئصال الحوصلة المرارية، وزائدة لحمية في الإثنى عشر.

وجاء في نص البرقية: "السيد رئيس الجمهورية محمد حسني مبارك.. نهنئ سيادتكم بسلامة العودة إلى أرض الوطن؛ بعد أن مَنَّ الله عليكم بنعمة الشفاء، داعين الله عز وجل أن يحفظ مصر وأهلها من كل سوء، وأن يجمع أبناء الوطن جميعًا قيادة وشعبًا على خير ما يحب ربنا ويرضى".

واعتبر الدكتور محمد سعد الكتاتني زعيم الكتلة البرلمانية لـ "الإخوان" والمتحدث الإعلامي باسم الجماعة، أن البرقية تأتي في إطار "ما يحتمه الواجب علينا باعتبارنا جزء من الشعب المصري الذي سعد بعودة الرئيس مبارك إلى أرض الوطن سالما بعد أن عافاه الله من المرض وعاد سالمًا إلى مصر".

وقال في تعليق لـ "المصريون" إن منهج الإخوان يحتم عليهم القيام بالسؤال عن المريض والتعبير عن الفرح عند شفائه، لكنه حرص على عدم الربط بين البرقية والخلاف السياسي مع الرئيس مبارك.

وتابع: "الموقف السياسي بين الجماعة والنظام شيء والموقف الإنساني شي آخر". وأكد أنها ليست المرة الأولي فقد أعلنت الجماعة تمنيتها بالشفاء العاجل للرئيس مبارك بعد الإعلان عن مرضه وأثناء قيامة بالعملية. (19)

أما المرشد الرابع أبو النصر فيقول (إننا نمد يدنا إلي كل العاملين في مجال الدعوة المنتسبين إلى التيار الإسلامي فيما عدا أولئك الذين يكفرون الحاكم أو أي إنسان، فإننا ضد التكفير بصفة عامة، ليس هناك داع أن أقدم نفسي للسيد الرئيس وأقول له إنني أريد كذا وكذا وكذا... ولكنه هو كرئيس للجمهورية، وباعتبار أن الأمة كلها جنوده وشعبه فإنه يستطيع أن يحل مشكلاتنا التي يعرفها جيدا،) (20)

وعن علاقة الإخوان مع النظام فيقول عنها: (أما علاقتنا مع النظام؛ فهي علاقة ود ومحبة، تزيد وتنقص، وإن كنا نتمنى لها الزيادة).

ولما سُئل الأستاذ أبو النصر عن مشاركة مندوب الرئيس في جنازة عمر التلمساني، قال: (لفتة كريمة نعتز بها وقمنا بالرد عليها فقام مجموعة من الإخوان بتسجيل شكرهم في سجل التشريفات بقصر عابدين). (21)

ويقول المرشد السادس المستشار مأمون الهضيبي عن حسني مبارك:

(أنه لا توجد أي حساسية أو كراهية بين الإخوان المسلمين والرئيس حسني مبارك، فهو لم يشترك في اضطهاد الإخوان أو تعذيبهم في عهود سابقة، كما لا توجد أي عداوة بين جماعة الإخوان وأي تيارات سياسية أو أحزاب).(22)

كان هذا رأى المستشار الهضيبى فى العلاقة بين الإخوان ومبارك عامة، ولكن هذا لم يمنع المستشار الهضيبى من انتقاد مبارك وخاصة فى ملف المعتقلين السياسيين وتعذيبهم

فقال الهضيبى:

(إنه منذ سنة 1986 وحتى 1989 بلغ عدد المعتقلين السياسيين 12.680 بدون أسباب جدية إلا 25 % منهم فقط ومن سوء المعاملة لقي ثلاثة مصرعهم، وقال ان الدكتور محمد السيد سعيد أغمي عليه من التعذيب وقد رآه مكرم محمد أحمد بنفسه عندما زاره بصفته نقيب الصحفيين). (23)

كما أكد المستشار محمد المأمون الهضيبي - المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين - أن الحكومة المصرية تعمل على إقصاء جماعة الإخوان المسلمين عن الساحة السياسية، وقال- في حوار أجرته معه جريدة "ديلو" السلوفينية الأربعاء 19/11/ 2003 م إن الحكومة المصرية تتخذ العديد من الإجراءات ضدنا حتى لا يكون لنا وجود ظاهر في البرلمان المصري، وقد ظهر ذلك بوضوح في انتخابات مجلس الشعب لعام 2000م حيث حاولوا بشتى الطرق إبعادنا عن البرلمان، ورغم ذلك نجحنا في الحصول على 17 مقعدًا أي ضِعف ما حصلت عليه أحزاب المعارضة مجتمعة.

وأضاف: ويحاولون هذه الأيام أن يمنعونا عن خوض الانتخابات البرلمانية القادمة؛ بجعل الانتخابات بنظام القائمة، وقال: إلا أنهم يخبؤن هذا الطرح؛ لئلا يتحالف أحد أحزاب المعارضة مع جماعة الإخوان المسلمين ، وتدخل الأخيرة بمرشحيها على قائمة الحزب، وشدد فضيلة المرشد العام على أن جماعة الإخوان المسلمين موجودة على الساحة وبقوة، ولها فاعلية في الشارع المصري.

ومن ثم فاستبعادُهم من أي حوار وطني أو مشاركة سياسية يكتب على هذه الخطوة "الفشل"، مشيرًا إلى أن هناك فصيلاً في السلطة يحرص على استمرار الأوضاع الراهنة، حيث يخشَون على أنفسهم من التغيير؛ ولذلك فقد حرص هذا الفصيل على استبعاد الإخوان من الحوار الوطني الذي دعا إليه مؤخرًا السيد الرئيس " محمد حسني مبارك ".

وعن وجود حرية تعبير عن الرأي في مصر قال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين إنه لا يمكن أن ننكر أن هناك هامشًا من حرية التعبير... إلا أن هذا الهامش محدود، ومن مظاهر محدودية هذا الهامش أن تكوين الأحزاب مرهون بموافقة الحكومة، وكل وسائل الإعلام تتحدث باسم السلطة فقط، وكل الصحف الكبرى ملك للحكومة، فضلاً عن ذلك فالتظاهر السلمي ممنوع، كما أن الاجتماع العام ممنوع، وأضاف: في تقديري أن هامش الحرية- المنزوع المعنى- الهدف من ورائه هو مجرد إتاحة متنفس للجماهير. (24)

وعن سعى الإخوان الدائم للمصالحة بين الحكومات والحركات الشعبية، يقول المستشار مأمون الهضيبى،هذا هدف نبيل، و(الإخوان) لم يكونوا يومًا أعداء لحكوماتهم، وليس في قلوبهم غلٌ ولا ضغينة للحكام، بل هُمْ أول من يكونون خُدامًا لهؤلاء الحكام، إذا عملوا بأحكام الله وأحكام الشريعة الإسلامية، أو حتى بدأوا العمل بها، وأحسنوا الصلة مع شعوبهم، الشعوب التي قدر الله أن يكونوا حكامًا لها.

ونحن نكرر دائمًا أننا نريد أن نُحكَم بالإسلام، لا أن نَحكم بالإسلام، نحن لا ندَّعي أننا الإسلام، وحين يأذن الله بحكومة إسلامية فسوف نستعين بالآلاف من علماء وفقهاء المسلمين في شتى التخصصات، ولن يكون هؤلاء بالطبع من (الإخوان، فـ(الإخوان) جزء بسيط من الأُمّة الإسلامية،وقد قلنا كثيرًا إننا نمد أيدينا للحكام بكل طهارة ونقاء، وقلب وعقل مفتوحين، وأعلنا ذلك كثيرًا.

ورداً على سؤال حول عدم تجاوب الحكومة مع هذه المطالبات وأن هذه المطالبات المستمره تظهر الإخوان فى حالة تهافت للتوافق مع النظام ، يقول المستشار مأمون الهضيبى:

نحن لا نيأس، وسنظل نعمل إن شاء الله، وسننتظر الفرج من الله،وإنَّ طول الأمد لن يؤثر ولن يضطرنا إلى الانحراف أبدًا، فتلك حكمة الله يريد بها شيئًا، فالأمور تجري في الكون بمقادير قدرها سبحانه وتعالى، ولا يمكن لشيء أن يحدث عبثًا أو مصادفةً: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ (القمر: 49)، فكل شيء يجري بحكمة من الله، وما علينا إلا أن نثبت، وألا يؤثر فينا طول الأمد ليجعلنا ننحرف يمنة أو يسرة، فنستمر وأيدينا طاهرة، ممدودة إلى الناس بالخير، وعقولنا مفتوحة وصدورنا نقية من كل حقد، ونسأل الله أن يستجيب الآخرون لهذا النداء.

وعن الموقف المتذبذب للحكومات المختلفة تجاه الإخوان فتارة تكون علاقة طبيعية وهادئة وتارة اخرى اعتقالات يقول الهضيبى:

هذه سياسة متبعة منذ أكثر من ثلاثين عامًا، طبعًا في عهد "جمال عبدالناصر" كان الأمر مختلفًا، لقد كانت حربًا وسحلاً وقتلاً واعتقالات بالآلاف، لكن الحال تغيَّر إلى الأحسن، ثم عاد إلى نوعٍ من الشدة والاعتقالات،وعلى كل حال فالجميع رفض الاعتراف بـ(الإخوان المسلمين) ككيان قانوني تعترف به الدولة، ومازال التعامل معنا على أننا خارجون عن القانون!!

وهذا ما يجعل عمليات الاعتقال بهذا الشكل الذي تحدثت عنه، ومن جانبنا مازلنا نطالب بكيان قانوني معترف به، ونحن نؤكد أن كل أمورنا واضحةً، ولا نعمل عملاً في الخفاء،نحن نريد الوضوح، ونريد الاطمئنان من خلال الغطاء القانوني المعمول به؛

أي من خلال حزب سياسي تكون مرجعيته إسلامية، فهناك أحزاب مرجعيتها اشتراكية، وفي أوروبا أحزاب مرجعيتها مسيحية،مثلاً فقد حكم ألمانيا الحزب الديمقراطي المسيحي فترةً طويلة، وبهذه المناسبة ففي ألمانيا عندما يحيون ذكرى وحدة شطرَي ألمانيا يبدأونها بقداس من الكنيسة.. نحن لا نريد أن نُكره الناس على شيء، ليس هذا في منهجنا ولا في ديننا..﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ (البقرة:256). (25)

كما أكد المرشد السابع الأستاذ محمد مهدي عاكف أنه دعا الرئيس السابق محمد حسني مبارك إلى الاجتماع بحكماء وعلماء الأمة من أجل التوصل إلى حل ينقذ البلاد مما هي فيه وإن لم يفعل فإن الشعب سوف يثور عليه.

وأضاف أن الرئيس السابق محمد حسني مبارك والرئيس جمال عبد الناصر كانوا أسوء رؤساء بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين، فالرئيس عبد الناصر قد أساء إلى الجماعة ولكنه رفع شأن مصر عاليا إلى السماء، أما الأخر فأساء إلى الجماعة والى مصر على حد سواء. (26)

وكما ذكرنا سابقاً أن نهج الإخوان فى التعامل مع الحكومات أو الرؤساء هو البعد عن الأشخاص والتركيز على الأفعال لذا نادراً مانجد تصريحات من قيادات الإخوان تتناول شخص مبارك أو مواقفه ولكن كان الانتقاد ينصب بصورة أساسية على ممارسات حكوماته، وكان من أهم التصريحات التى ردت عليها جماعة الإخوان تصريحاته لمجلة دير شبيجل الألمانية والتى اتهم فيها مبارك للاخوان بممارستهم للارهاب.

فقد نفت جماعة الإخوان المسلمين بمصر جملة وتفصيلاً اتهام (الرئيس) محمد حسني مبارك لها بالإرهاب، وأعلنت رفضها وبعدها الشديد عن الإرهاب والعنف فكراً وسلوكاً، بل واعتبرت أن الحكومات التي تعاقبت على مصر هي التي مارست الإرهاب ضد الجماعة بكل أنواعه، مشيرة إلى أن " الإخوان المسلمين من أخلص وأحرص الناس على خدمة وطنهم".

وقال (المرشد العام للجماعة) محمد مهدي عاكف، رداً على ما ورد في حديث (الرئيس) مبارك لمجلة دير شبيجل الألمانية :"من المؤكد أن الرئيس تعرض لسؤال خبيث من صحفي مجلة "دير شبيجل"، جعله يصف الإخوان المسلمين بأن لهم تاريخياً إرهابياً"، مشيراً إلى أن "تاريخ الإخوان ناصح البياض، باعتبارهم ابناً شرعياً للشعب".

وأبدى المرشد العام للجماعة نوعاً من المدح للرئيس مبارك، رغم اتهاماته التي وجهها للجماعة، قائلاً :"الرئيس مبارك يؤمن بالتعددية السياسية، واختلاف الرؤى، وهو في النهاية رئيس مصر، الذي نفخر به جميعاً حكومة وجماعة وأحزاباً".

وفي ردها على هذه الاتهامات، قالت الجماعة، في بيان أصدرته الثلاثاء 21/12/2004م،:

"إن الإخوان المسلمين من أخلص وأحرص الناس على خدمة وطنهم، إن موقف الإخوان من العنف والإرهاب ثابت ومعروف، وهو إدانتهم الكاملة لهما"، مشيرة إلى أن " الحوادث التي سبق أن وقعت في مصر قبل ثورة تموز 1952م من قبل عناصر من الجماعة، في العهد الملكي، قد اعتذر عنها الإخوان، ولم يثبت قيام الجماعة بأي عنف طيلة الأربعين عاماً الماضية".

وأضاف الدكتور محمد حبيب (النائب الأول للمرشد العام للإخوان) في بيان له، أن الإخوان المسلمين ظلوا يطالبون مع كافة القوى الوطنية والسياسية بالإصلاح السياسي كمدخل حقيقي لكافة أنواع الإصلاح، على اعتبار أن حالة الجمود والانسداد السياسي التي تعيشها مصر هي المتسببة في التخلف العلمي والتقني والحضاري، فضلاً عن الأزمات الاقتصادية الحادة التي تعاني منها البلاد.

وقال حبيب:

" إن حادثتي قتل النقراشي والخازندار في أربعينيات القرن الماضي، واللتين يستدل يهما البعض على أعمال عنف ارتكبها الإخوان كانتا عملين فرديين، واستنكرهما الإخوان في حينها، أما حادث إطلاق النار على (الرئيس المصري الراحل) جمال عبد الناصر في ميدان المنشية عام 1954م، الذي استدل به الرئيس مبارك في حواره مع الصحيفة الألمانية، فكان "تمثيلية كبرى أحكم تدبيرها (آنذاك) بهدف القبض على الإخوان، وإزاحتهم من الطريق للاستئثار بالسلطة".

ومن جهته، نفى (القيادي الإخواني) الدكتور عصام العريان التهم الموجهة للجماعة، وقال : نحن لا نطالب بدولة دينية أو حزب ديني، وإنما نطالب بدولة مدنية وحزب مدني ذي مرجعية إسلامية، ونحن نقبل الديمقراطية والتعددية السياسية، ونحترم الآخر ونسعى للتحاور مع من يخالفوننا في الرأي، ونقبل بتعددية حزبية حقيقية، ونعترف بحقها في عرض وجهة نظرها، ولا نحجر عليها الرأي، وهذا الكلام قديم قاله مرشدو الجماعة السبعة عبر سنواتها الـ 76 منذ إنشائها وحتى اليوم!! (27)

كما أصدرت الجماعة بيان لها تحت عنوان (بيان للناس من الإخوان المسلمين رداً على تصريحات مبارك) وفيه رد كامل وتفنيدات لأقوال مبارك عن الإخوان المسلمون ينتهجون فكر ارهابى وتاريخهم موسوم بالعنف وخاصة بعد ما أطلق عليه حينها باسم " ميلشيات الأزهر"،وجاء فى البيان:

إن الإخوان المسلمين لم ولن يكونوا فى يوم من الأيام إلا دعاة خير يبتغون مصلحة الوطن وأمنه واستقراره ومصلحة الأمة ونهضتها ورقيها، يعملون لوجه الله ولا يرجون من أحد غيره جزاء ولا شكورا، ولذلك فقد آلمنا أشد الإيلام ما صرح به السيد الرئيس قبل أيام من أننا خطر على أمن مصر لأننا ننتهج نهجا دينيا، وهذا يقطع بأن هناك من أصحاب القرار من لا يعرف حقيقتنا، ولقد سبق أن نادينا كثيرا أن اسمعوا منا ولا تسمعوا عنا، وأن قلوبنا وعقولنا مفتوحة لكل حوار، وأيدينا ممدودة للتعاون مع كل مخلص للوطن على البر والتقوى، ولكن للأسف لم يستجب لنا أحد .

إن أمن مصر نفتديه بأرواحنا وأولادنا وأموالنا، فنحن على مستوى الفكر رفضنا عقيدة التكفير داخل السجون رغم ما كان يحيق بنا من أليم العذاب، وأصدر إمامنا الهضيبى رحمه الله كتاب "دعاة لا قضاة"، وفاصلنا من تبنى هذه العقيدة وأخرجناه من زمرتنا لعلمنا أنها مقدمة للعنف الذى يمس أمن مصر واستقرارها.

وبعد خروجنا من السجون ظللنا ندعو للفكر الإسلامى الصحيح وحمينا بفضل الله مئات الآلاف من الشباب من الوقوع فى منزلق التكفير والعنف وحمل السلاح، وأدنا كل أعمال الإرهاب وصوره ومصادره، وعندما تراجع قادة الجماعة الإسلامية عن أفكارهم، وأصدروا كتبا بمراجعاتهم الفكرية لم يفعلوا إلا أن اقتربوا من أفكارنا ونقلوا عن بعض علمائنا وهو ما رحبنا به .

وعلى مستوى العمل فقد كنا وكان مرشدنا الراحل عمر التلمساني رحمه الله صمام أمان لإطفاء نار فتن طائفية فى الزاوية الحمراء وغيرها، وغير طائفية فى أماكن كثيرة، وشهد بذلك النبوى إسماعيل وزير الداخلية الأسبق ورغم الاضطهاد الشديد الذى طالنا قديما وحديثا ولا يزال، فلم تمتد يد أحد منا بالسوء لأحد وإنما نصبر ونحتسب .

ولقد سبق للرئيس مبارك أن صرح لصحفى فرنسى سنة 1994 أن الإخوان جماعة يلتزمون بالعمل السلمى ويترشحون للنقابات والبرلمان ولا شأن لهم بالعنف، وصرح قبيل الانتخابات البرلمانية الأخيرة أن من حقهم أن يترشحوا كمستقلين، وعندما ترشحنا منحنا نحو ثلاثة ملايين ناخب ثقتهم.

ونجح لنا بفضل الله ثمانية وثمانون مرشحا، هذا غير الذين منعوا من الإدلاء بأصواتهم من الناخبين، ومن أسقطوا من المرشحين بغير حق، وأداء نوابنا فى مجلس الشعب منذ عام 1984 وحتى الآن يشهد بحرصهم التام على المصلحة الوطنية وأمن الوطن واستقراره وتحقيق رخائه وازدهاره .

فهل يمكن بعد ذلك كله أن نكون خطرا على أمن مصر ؟ وهل يمكن أن ينتخب المصريون من يهدد أمنهم وأمن وطنهم ؟ أما استعراض طلبة الأزهر الذى اتخذ ذريعة للتصعيد والاعتقال وضرب المصالح الاقتصادية للأفراد والعمال والشركات، فهو حادث فريد فى تاريخ ناصع استمر أكثر من ثلاثة عقود، خصوصا إذا نظر إليه بإنصاف فى إطار ظروفه وملابساته، ومع ذلك فقد استنكرناه واعتذر عنه فاعلوه، وكان المتوقع أن يتم تجاوزه بعد ذلك، على الأقل حرصا على مستقبل هؤلاء الشباب، مثلما حدث فى واقعة أخرى من آخرين سببت أضرارا فى الناس والممتلكات.

أما أن يُعزى الخطر على الأمن لأننا نتبع نهجا دينيا فهو أمر غريب فالنهج الذى نتبعه هو النهج الإسلامى الذى تؤكد عليه المادة الثانية من الدستور والثابتة فى كل دساتير مصر منذ عرفت دستورا مكتوبا حيث دين الدولة هو الإسلام، والذى يسعى لإقامة الحق والعدل والمساواة ويحترم حقوق الإنسان وكرامته ويقدس حرياته العامة، ويجعل الشعب مصدر السلطات، ويقيم الأخلاق ركنا ركينا فى كل أنشطة الحياة.

فالسياسة لابد أن تكون مبرأة من الكذب والغش والخداع ونقض العهود وخيانة الأمانة والتزوير واغتصاب السلطة والاستبداد بها وتقنين الظلم وقهر إرادة الشعب وسجن المخالفين والتحالف بين السلطة والثروة والهيمنة على التشريع والقضاء، والاقتصاد لابد أن يكون قائما على الأمانة والشفافية والاتقان والعلم والتخطيط وعدم الإسراف والتبذير، والاجتماع لابد أن يقوم على التعاون والتكافل والتراحم والمساواة وتكافؤ الفرص والتقريب بين الطبقات ومحاربة الفساد والبطالة .. إلى آخر ما قرره المنهج الإسلامى للإصلاح الذى يُعنى بإصلاح النفس والباطن مع إصلاح الواقع والظاهر فكيف يمثل هذا النهج خطرا على أمن البلاد ؟

أما إذا كان المقصود بالنهج الدينى هو احتكار الحقيقة والحكم بالحق الإلهى وعصمة الحكام والتفرد بالسلطة .. والتمييز بين المواطنين على أساس العقيدة أو المذهب أو الدين، فهذا لا يعرفه الإسلام ولا يقره، ولذلك فنحن نرفضه ونأباه .

أما الذى يتسبب فى هروب المستثمرين فهو الاستبداد والفساد وقانون الطوارئ الذى تم فى ظله اعتقال عشرات الآلاف دون تحقيق ولا اتهام ولا محاكمة لمدد تجاوزت العشر سنوات، وهو المحاكم الاستثنائية، وهو جحافل الأمن المركزى التى توحى للغريب أن البلد فى حالة حرب.

وهو الاعتداء المستمر على حقوق الإنسان وكرامته ومصادرة حرياته وعدم احترام أحكام القضاء، والفساد المستشرى فى كل قطاعات الدولة والذى يتحدث عنه الجميع فى الداخل والخارج والذى وضع مصر فى ذيل قوائم الدول فى مجالات التنمية والشفافية واحترام حقوق الإنسان وجذب الاستثمار، ولذلك فنحن نطالب بتعاون الجميع من فى السلطة ومن فى المعارضة على العمل على القضاء على كل هذه الأسباب لكسر الأغلال التى تعوق مصر عن الانطلاق لتتبوأ المكانة التى تليق بحضارتها وتاريخها وريادتها.

وأما ما يثيره الغرب من التخويف بالحصار والتضييق، فلا يصح مطلقا أن نتخلى عن مبادئنا ومصالحنا لذلك، وإنما يجب أن نزداد اعتصاما بالله، وتوحدا فيما بيننا، والتحاما بين الحكومة والشعب، وإنكارًا للذات، والتنافس الشريف على خدمة المصالح العامة، والتماس أسباب القوة المادية والمعنوية بالعلم والعمل والإنتاج والإتقان، والتعاون مع أصحاب قيم الحرية والعدل والسلام والمساواة .

وأخيرا وليس آخرا نقرر أن مصر هى روحنا وأن أمنها أغلى من أمننا، وأن رفعتها وسيادتها وتقدمها هو هدفنا، ولن نكون يوما من الأيام خطرا عليها .

ونكرر أن قلوبنا وعقولنا مفتوحة للحوار سواء مع أهل الحكم أو فصائل المعارضة من أجل مصلحة مصر، وأيدينا ممدودة للتعاون مع الجميع بغير استثناء ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)

محمد مهدي عاكف، المرشد العام للإخوان المسلمين

القاهرة : 27 من ذى الحجة 1427هـ،16 يناير 2007م. (28)

وتعليقاً على حوار الرئيس مبارك لقناة BBS الأمريكية أوضح عاكف لجريدة " المصرى اليوم " :" كنت أود أن يتحدث الرئيس عن مشكلة الحريات العامة فى مصر، ويوضح ما يدور بخلده فى الأيام المقبلة عن الإصلاح وكيفية تنفيذ الديمقراطية التى جاءت فى برنامج الرئيس الانتخابى " .

وأضاف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين :

" الرئيس مبارك لم يذكر شيئاً بعينه عن التوريث، وكأن الأمر لا يعنيه، وبالنسبة لنا نحن جماعة الإخوان المسلمين فالأمر لا يأخذ حيزاً كبيراً من اهتمامنا لأننا دائماً منشغلون بمعاناة المصريين وأوجاعهم " (29)

كما يقول الأستاذ مهدى عاكف فى حوار له عن رؤيته لمواقف النظام المصرى فيقول: النظام فقد مصداقيته وعقله.. فقد الميزان في تعامله الذي يعمل به مع المواطنين فلم يعد له أخلاق ولا مبدأ ولا قيمة.. النظام الآن يعمل لصالح فئة محدودة لا تقل لي حسنى مبارك ولا تقول لي جمال مبارك هناك فئة أخرى معروفة إتجاهاتها هذه الفئة لا تريد شريك ولا تريد لأي فئة من فئات الشعب أن يكون لها صوت ولذلك ضاعت الحريات وضاع العدل وضاعت الأخلاق ثم أن النظام لا يبطش بالإخوان فقط لماذا تقول الإخوان المسلمين ؟

صحيح أن الإخوان مضطهدون لأنهم لديهم تنظيمهم وبالتالي يتوفر لهم وسائل الضرب أما الشعب المصري كله فهو مضروب.. أنا أريد منك أن تنزل الشارع وتسأل هل هناك أحد مرتاح؟ ..أنا أعجب كل العجب من هذا النظام أليس عنده أجهزة قياس رأي؟ أما بالله عليك وأنت رجل صحفي هل تستطيع أن تقول أن هناك قياس للرأي في مصر يقف معها ويؤيد تصرفاتها .

كما يضيف عاكف فى الحوار ذاته : النظام المصري مخترق من ثلاث اتجاهات الفئة المصلحية بتوع مصر والصهاينة والامريكان وتصرفات النظام لا تصب في مصلحة هؤلاء .. وأنا أريد أن أسأل أي مصلحة للنظام في ضرب الإخوان وهم ناس مسالمين ؟ويتعجب عاكف من رفض النظام للحوار مع الإخوان فيقول ..هل الحوار محظور.. فرعون تحاور مع موسى الشيطان تحاور مع ربه الحوار مع الإخوان محظور؟

ويكشف عاكف عن الإخوان قدموا طلبات كثيرة للحوار بين الإخوان والنظام للخروج من أزمة الصدام مع النظام فيقول فى الحوار ذاته، تقدمنا ألف مرة وطلبنا كثير جدا وقلت أن قلبي مفتوح وعقلي مفتوح .

ويضيف عاكف فيقول،: أفرض أننالم نطلب لماذا لا يأتون هم؟ يقولون ماالذي يريدونه من الإخوان وما هي مصلحة الوطن.. في ماذا نتفق وفي ماذا نختلف ؟ ما دمنا لا أسلوب لنا الا فى هذا الحوار السلمي العقلاني .. النظام مسئول عن كل فرد فى البلد لو أن هناك أي مواطن رأى مني تصرف شاذ يحاسبنى أنا ..

لم أجد في نفسي تصرفا شاذا كل تصرفاتنا عقلانية وأخلاقية فلماذا يتصرف النظام معي هكذا .. هذا التصرف الذي يرفضه الشعب المصري والأحزاب المصرية كلها رفضت أسلوب النظام في التعامل مع الإخوان حتى حزب التجمع رفض هذا الاسلوب ورفض المحاكمات العسكرية. (30)

أما د. محمد السيد حبيب فيقول عن حسني مبارك (انني اعتب على رئيس الجمهورية الذي يعلم بان عاطفة جماهير الشعب المصري مع الإسلام). (31)

ويقول د.حبيب: (لا شك أننا نعيش عهدا يستطيع الفرد فيه أن يقول كل ما عنده دون خوف، وهذه حسنة من حسنات العهد الذي نعيشه، ويجب أن يكون منصفين، وإن كنا نطمع في المزيد) (32)

ورفض الدكتور محمد السيد حبيب نائب فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين اتهامات الرئيس حسني مبارك من أن الجماعة تشكل خطرا على أمن البلاد لأنها تتبنى نهجا دينيا، ووصف هذه الاتهامات بأنها لا تمت للواقع بصلة.

وقال الدكتور حبيب إن الجماعة أعلنت مرارا أنها تقبل التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة وكافة الممارسات الديمقراطية الأخرى، لافتا إلى أن الرئيس مبارك لم يوجه اتهاما صريحا للجماعة بممارسة العنف أو الإرهاب.

وأوضح أن الإخوان لا يتبنون نهجا دينيا، كما أنهم يقبلون ويدعون لمشاركة الجميع مسلمين ومسيحيين في الحياة السياسية المصرية، مؤكدا أن أدبيات الجماعة تنادي بدولة مدنية وليست دينية، لكن شريطة أن تكون ذات مرجعية إسلامية كما ينص الدستور المصري.

ورفض الدكتور حبيب كلام مبارك حول عزل مصر دوليا وهروب المستثمرين من السوق المصري إذا ما تصاعد نشاط القوى الإسلامية سياسيا، موضحا أن ما يوتر الأجواء ويخلق مناخا غير ملائم للاستثمار والإنتاج في مصر هو قمع الحريات وسيطرة المؤسسة الأمنية على باقي مؤسسات الدولة، وخلق أجواء توتر وعدم استقرار في الشارع المصري.

وخلص نائب المرشد العام للإخوان إلى أن تصريحات الرئيس مبارك فضلا على حزمة التعديلات الدستورية الأخيرة -التي حظرت إنشاء أحزاب سياسية على أساس دينى- تأتى في سياق مجموعة الإجراءات "القمعية" المتعاقبة من قبل النظام الحاكم لتهميش دور الجماعة على الساحة السياسية بعد نجاحها في حصد 20% من مقاعد البرلمان في الانتخابات الأخيرة. (33)

كما يفسر د عصام العريان موقف الإخوان من موافقتهم على ترشيح مبارك لفترة رئاسة ثانية فيقول فى اجابه له عن سؤال (اشترط نواب الإخوان للموافقة على تجديد رئاسة مبارك شروطا مثل العمل من أجل تطبيق الشريعة وإلغاء القوانين المقيدة للحريات وحرية تكوين الأحزاب... الخ، وإلى الآن لم يتحقق منها شيء فهل أنتم في حل من هذه الموافقة؟).

فيجيب:

(لا يستطيع إنسان أن ينكر أنه رغم كل هذه القيود، إلا أن هناك مساحة نسبية من الحريات العامة موجودة في مصر بالمقارنة بغيرها من الدول الأخرى، سواء العربية أو الإسلامية، وهناك حرية نشاط إلى حد ما موجودة، وهناك حرية صحافة إلى حد كبير، ولا شك في أن هذا يتم بناء على توجه النظام، لمحاولة التنفيس حتى لا تنفجر الأوضاع أيا كان التبرير الذي يمكن أن يلجأ إليه النظام لهذا الأمر، إلا أن موافقة الإخوان على إعادة ترشيح الرئيس حسني مبارك، جاءت بناء على هذا التقييم، انه من أجل تدعيم هذا القدر المتاح من الحرية وتوسيعه،ومن أجل المطالبة بتطيبق الشريعة الإسلامية لم نعترض على ترشيح الرئيس لفترة رئاسة ثانية، ولا نستطيع أن نحكم بسرعة خلال سنة، فمدة الرئاسة الثانية ست سنوات لم تمض إلا سنة واحدة،وقد يكون في المستقبل إجراءات أفضل وهناك تغييرات منتظرة في مصر، قد تكون هذه التغييرات أنباء سارة في المستقبل إن شاء الله). (34)

كما يجيب د عصام العريان عن سؤال ،ما الفرق في طريقة تعامل كل من عبدالناصر والسادات ومبارك مع الإخوان المسلمين؟فيقول د عصام:

‏‏الهدف واحد وهو إقصاء الإخوان عن التأثير في الحياة السياسية والشعبية فالثلاثة يمثلون مدرسة واحدة أساسها الاستبداد وعدم وجود ديمقراطية حقيقية‏,‏ لكن الأمر كان يتفاوت من رئيس لآخر‏..‏ هناك سلوك حاول الرئيس الراحل عبد الناصر أن يستخدمه في أن يقتلع جذور الإخوان من المجتمع ويلقيهم في السجون قيادات عليا ووسيطة لمدة‏ 20‏ سنة متصلة حيث كان الاستبداد هو الغالب ولم تكن هناك تعددية سياسية.

وحاول في نهاية عصره أن يقيم تعددية من داخل الاتحاد الاشتراكي‏,‏ لكنها فشلت‏,‏ وحاول السادات باتباع أسلوب الاحتواء للإخوان بأن يسمح للأخوان بالعمل دون أن يسمح لهم بالوجود القانوني حيث حاول توظيفهم لخدمة مشروعه الخاص‏,‏ ثم جاء مبارك وحاول أن يتبع أسلوب المزج بين الأمرين محاولة احتواء ومحاولة إقصاء وإنهاء وجود الإخوان وفي النهاية فشل الجميع في القضاء علي الإخوان لأن الإخوان فكرة قبل أن تكون جماعة‏,‏

دعوة ورسالة قبل أن تكون تنظيما‏,‏ وبالتالي حدث العكس في عهد عبدالناصر حيث تسببت محاولاته ضد الإخوان في انتشارهم في العالم العربي والاوروبي والامريكي‏,‏ ونظام السادات تسبب أيضا في إعادة إحياء الإخوان من جديد بقوة وتوريث الفكرة والرسالة والدعوة والتنظيم لأعداد هائلة من الشباب‏.

كما تسبب أيضا مبارك وسياسته في أن الإخوان أصبحوا الآن الهيئة الأكثر قدرة وكفاءة علي العمل باعتراف الجميع رغم كل محاولاته معهم من محاكمات عسكرية وظلم لم يتعرض له أحد إلا الجماعات الأكثر شراسة التي استخدمت العنف لمواجهة النظام البائد‏,‏ ثم جاءت الطامة الكبري وهي التوريث حيث مورست سياسات واضحة من أجل تحويل مصر من جمهورية إلي ملكية. (35)

ومن المواقف التاريخية والتى تحسب للشيخ محمد الغزالي "رحمة الله عليه" وهو وان كان فى اخر حياته ليس مرتبط تنظيمياً بالإخوان إلا أنه رمز للفكر الإخوانى الوسطى، فالجميع يتذكر مقولة الشيخ الشعراوى لمبارك بعد نجاته من محاولة اغتيال في أديس أبابا، ووقف الشيخ الشعراوي يقول كلمته القوية التي يحفظ معظم الشعب المصري

ما جاء فيها: لن أختم حياتي بنفاق وأنا أقف على عتبة الآخرة، اسمع يا سيادة الرئيس: إن كنت قدرنا فنسأل الله أن يعيننا على هذا القدر، وإن كنا قدرك، فأعانك الله علينا، أسأل الله أن تكون هذه الحادثة سببا لتطبيق منهج الله وشرعه، إلى آخر ما قال رحمه الله.

وقال الشيخ الغزالي كلمة عابرة ظن الجميع أنها كانت أضعف الكلمات، ولكن ما حدث بعد الكلمة كان أقوى مما قاله الشيخ الشعراوي والجميع، فقد حدث حادث مهم للغزالي مع الرئيس مبارك، ولكنه موقف غير معلن، ولم يعلنه الغزالي، وقد أسر به إلى الدكتور محمد سليم العوا، والموقف كالتالي:

بعد انتهاء الجميع من الكلام جاء مندوب من مكتب الرئيس ليطلب من الشيخ الغزالي والشيخ الشعراوي والشيخ جاد الحق شيخ الأزهر، فانتظروا في غرفة أُجلسوا فيها ودخل الرئيس مبارك عليهم، وكان المكان الخالي على أريكة في ناحية فيها الشيخ الغزالي، وجلس الرئيس في الناحية الأخرى، وبعد مجاملات معتادة قال الرئيس للشيخ الغزالي، وهو يربت على ركبته: ادع لي يا شيخ غزالي، أنا حملي ثقيل، أنا مطلوب مني كل يوم الصبح أوكل (أطعم) سبعين مليون. قال الشيخ الغزالي: لم أشعر بنفسي وهو يقول ذلك، واستعدته الكلام: انت بتقول إيه؟!

فكرر عبارته: أنا مطلوب مني كل يوم أوكل سبعين مليون. يقول الغزالي: فوجدت نفسي أنفجر فيه لأقول له:

انت فاكر نفسك مين؟

إياك انت فاكر روحك ربُّنا!

هو انت تجدر (تقدر) توكل نفسك!

يا شيخ اسكت. وانت لو جت (جاءت) دبانه (ذبابة) على أكلك تأكله ولا تجدر (تقدر) تعمل فيها حاجه!

قال الشيخ الغزالي: فارتبك الرجل وتغير لون وجهه، وقال لي: أنا قصدي من الكلام المسؤولية التي علي. قال الشيخ الغزالي: ولم أكن قد سمعته جيدا فأكملت: مسؤولية إيه؟!

المسؤولية على اللي يجدر (يقدر) واحنا كلنا في إيد ربنا.

انت بكتيره .. بكتيره .. تدعي وتقول: يا رب ساعدني.

لكن تقول: اوكلهم، وكِّل نفسك.

قال الشيخ الغزالي: فوضع الرجل يده على ركبتي مرة أخرى وقال: استنى يا شيخ محمد، استنى، انت يمكن مش فاهمني.

فقال له الغزالي: مش مهم افهمك، المهم انت تفهمني.يا أخي (وفي السماء رزقكم وما توعدون). (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها) (أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون)

فسكت الرجل ونظرت إلى وجهه وهو متحير، فأدركت ما فعلت، وأفقت، فنظرت إلى الشيخين لعل أحدهما يعينني، فوجدت أكبرهما سنا قد أسند ذقنه على عصاه، وأغمض عينيه، ووجدت أكبرهما مقاما قد أسند رأسه إلى مقعده وأغمض عينيه تحت نظارته التي نصفها ملون ونصفها الآخر أبيض، وأكمل الرئيس كلامه بما يشبه الاعتذار عما قال، والرضا بما كنت أقوله، وجامل كلا من الشيخين بكلمة.

ثم قمنا لنخرج فأوصلنا إلى باب السيارة، فأسرع أحد الشيخين فجلس إلى جوار السائق، ودار الثاني ليركب من الباب خلف السائق، وكنت أنا أبطأهم خطوة، فمشى الرئيس إلى جواري حتى بلغنا باب السيارة فمددت يدي لأفتحه فإذا بالرئيس يسبقني ليفتحه لي، فحاولت منعه من ذلك،وأمسكت بيده وقلت له: أرجوك يا سيادة الرئيس لا تفعل. فقال: هذا مقامك يا شيخ محمد... أنا والله أحبك يا شيخ محمد ادع لي.

ركبت السيارة وأغلق هو الباب، وبقي واقفا إلى أن تحركت السيارة فأشار إلي مودعا، وانطلقت السيارة والشيخان صامتان لم يتكلم أي منهما بكلمة حتى أوصلناهما واحدا بعد الآخر، ثم أوصلني السائق إلى بيتي. (36)

المصادر

  1. قناة الجزيرة، برنامج تحت المجهر،الإخوان ومبارك
  2. مذكرات عبد المنعم أبو الفتوح : "شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر"ص124
  3. أحداث الأمن المركزي والتي سماها البعض بـ انتفاضة الأمن المركزي ففي 25 فبراير 1986م تظاهر أكثر من 20 ألف جندي أمن مركزي في معسكر الجيزة احتجاجاً علي سوء أوضاعهم وتسرب شائعات عن وجود قرار سري بمد سنوات الخدمة من ثلاث إلي خمس سنوات وخرج الجنود للشوارع وقاموا بإحراق بعض المحال التجارية والفنادق في شارع الهرم وهو ما تسبب في خسائر قدرت بعشرات الملايين من الجنيهات،واستمرت حالة الانفلات الأمني لمدة اسبوع أعلن فيها حظر التجوال وإنتشرت قوات الجيش في شوارع القاهرة وأعتقل العديد من قوات الأمن المركزي وقامت طائرات الهليكوبتر بضرب معسكراتهم بالصواريخ وحلقت الطائرات فوق رؤوس الجنود تنتظر الأمر بالضرب في المليان إذا حاول الجنود التوجه إلي مصر الجديدة وبعد انتهاء هذه الأحداث واستتباب الأمن تم رفع حظر التجوال وأعلن عن إقالة اللواء أحمد رشدي وزير الداخلية آنذاك وعزل العديد من القيادات الأمنية واتخذت العديد من القرارات لتحسين أحوال الجنود والحد من اعدادهم ونقل معسكراتهم خارج الكتلة السكنية كما أتخذت قرارات بتحديد نوعية الجنود الذين يلتحقون بالأمن المركزي مستقبلا.
  4. صحيفة الأهرام المصرية:العدد رقم 39046 السنة 118 بتاريخ 1 نوفمبر 1993م الموافق 16 جمادى الأول 1414هـ، ص 1.
  5. صحيفة الأهرام، الاثنين 20 ديسمبر 2004 العدد 43113 السنة 129، ص1،
  6. صحيفة الوسط البحرينية - العدد 1589 - الجمعة 12 يناير 2007م الموافق 22 ذي الحجة 1427هـ
  7. مفكرة الإسلام ،الجمعة 06 يناير 2012،
  8. بوابة الوفد الاليكترونية ، الأثنين , 19 سبتمبر 2011،
  9. موقع جريدة البديل
  10. ملتقى الاخوان
  11. مدونة الحرية قضيتنا
  12. أقوال لها مغزى عن العدوان على غزة، موقع محيط
  13. موقع أخبار العرب
  14. موقع بى بى سى بالعربية
  15. موقع مفكرة الاسلام، الاحد 18 سبتمبر 2011
  16. عمر التلمسانى،ذكريات لامذكرات صـ 213 ،214
  17. الأستاذ عمر التلمساني في حوار هام وخطير مع جريدة المصور، منشور على موقع اخوان ويكى
  18. موقع اخوان اون لاين
  19. موقع جريدة المصريون
  20. محمد حامد أبو النصر، حديث لمجلة النور، 24/ربيع الأول/1407هـ، ص3.
  21. محمد حامد أبو النصر: مجلة العالم، عدد: 123، 21/6/1986، 14/شوال/1406 هـ، ص: 11، 12، 13.
  22. مأمون الهضيبي: المجتمع، عدد: 815، أول رمضان/1407 هـ، 28/4/1987.
  23. مجلة المصور، عدد: 3454، 21/12/1990.
  24. موقع اخوان ويكى
  25. ذكريات المستشار محمد المأمون الهضيبي،"الحلقة الأولى"، حوار مطول لمجلة المجتمع الكويتية منشور على موقع اخوان ويكى
  26. موقع محيط
  27. موقع المسلم
  28. موقع الأزهر اليوم
  29. موقع محيط
  30. جماعة فى أزمة .. حوارات مع قادة ومتمردين، صلاح الدين حسن، مكتبة مدبولى ص14،15
  31. مجلة المجتمع، عدد: 841، 11/ربيع الأول/1408 هـ، 3/11/1987.
  32. مجلة المجتمع، عدد: 852، 29/جمادي الأولى/1408 هـ، 19/1/1988.
  33. موقع الأزهر اليوم
  34. عصام العريان: حديث لمجلة المجتمع، عدد: 902، 24/جمادي الآخرة/1409 هـ، 31/1/1989.
  35. جريدة الأهرام المسائى، 23 سبتمبر 2011 السنة 21 العدد 7453
  36. الغزالي لمبارك: انت مش ربنا، بقلم عصام تليمة، موقع اخوان كفر الشيخ

للمزيد عن الإخوان ومبارك