البيان العالمي لنصرة الشعب الفلسطيني

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
البيان العالمي لنصرة الشعب الفلسطيني

« كلمة فضيلة المستشار

إيمانًا بوجوب نصرة الشعب الفلسطيني؛ أصدر المئات من العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين من مختلف دول العالم بيانًا يحثون فيه العالم الإسلامي على الوقوف بجانب إخوانهم الفلسطينيين، ومساندتهم ضد الاحتلال، ويحثون الفلسطينيين أنفسهم على المحافظة على وحدة شعبهم، والعمل على نبذ الخلاف، واللجوء إلى الحوار للوصول إلى صيغة مشتركة لإدارة البلاد، وتوجيه الجهود لإفشال خطط الصهاينة الرامية إلى تشتيت أبناء الوطن الواحد خدمة لمصالح الكيان الإسرائيلي الغاصب، وقد كنت ممن نالهم شرف التوقيع على هذا البيان الذي جاء نصُّه كما يلي:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فإن الموقعين على هذا البيان - من علماء ومفكري ومثقفي وسياسيي الأمة الإسلامية - يتابعون ببالغ الأسى والمرارة ما يجري على الساحة الفلسطينية من أحداث متتالية، ومحنٍ مؤلمة، ومؤامرات ظالمة، والجديد هذه المرة أن تكون بعض القوى الفلسطينية والعربية جزءًا من المؤامرة، يستقوي بها العدو، ويمارس من خلالها ما عجز عنه عبر السنين، وأداءً للواجب، ونصرة للشعب الفلسطيني المجاهد، وبيانًا للموقف من تلك الأحداث، وإبراءً للذمة، وشهادةً للتاريخ، ونداءً لشعوبنا، فإننا نعلن ما يلي:

1- إنّ نصرة الشعب الفلسطيني وتأييده والوقوف معه في مواجهة العدو الصهيوني واجب شرعي على كل مسلم بما يستطيعه؛ قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة: 71).

وبالتالي، فإننا نهيب بالمسلمين في كل مكان أن يقفوا مع إخوانهم في فلسطين في محنتهم، وأن يمدوا يد العون لهم بجميع صور الدعم الممكنة، ونجرّم ونحرّم أي إسهام في الحصار الظالم على الشعب الفلسطيني.

قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) (الأنفال:72).

وقال تعالى: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) (الأنفال:72).

وقال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) (الأنفال:73).

2- وحدة الشعب الفلسطيني قضية غير قابلة للمساومة، سواءً كان في فلسطين كلها أو في المهجر، وهذا الشعب جزء لا يتجزأ من الأمة العربية والإسلامية، ويجب المحافظة على هذه الوحدة، والسعي إلى ما يقوي أواصرها، وتجنّب كل ما يؤدي إلى الإضرار بها، أو إثارة أسباب العداوة بين أبناء الشعب الفلسطيني، وبلاشك إن من أعظم أسباب الوحدة تقوى الله وطاعته، والعودة الصادقة إلى دينه، وزيادة التأكيد على معاني الأخوة وأحاسيس الجسد الواحد في ثقافة الشعب الفلسطيني المجاهد.

قال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (آل عمران:103).

3 - نطالب جميع الفلسطينيين بحل خلافاتهم، وتلمس حلول لمشكلاتهم، بالحوار الأخوي البنّاء، بعيدًا عن ضغوط وإملاءات العدو الصهيوني، ونستغرب لهاث البعض باستمرار وراء الحوار مع العدو الصهيوني بأي ثمن، وفي الوقت نفسه يرفض أولئك أي حوار مع قطاعات واسعة من أبناء شعبهم، ونؤكد أن المسلمين في العالم يقفون مع خيارات الشعب الفلسطيني، ويحترمون إرادته الحرة، وسلطته التشريعية والرئاسية والحكومية المنتخبة.

ومن هذا المنطلق، فإننا نرفض أية خطوة من طرف واحد ضد الشرعية الفلسطينية، أو أية محاولة خارجية لإسقاط بعض هذه الشرعية لحساب البعض الآخر، ونطالب قادة الشعب الفلسطيني، وبخاصة في حركتي فتح وحماس بفتح الحوار على قاعدة اتفاق مكة، ونثمّن مواقف الدول العربية والإسلامية التي تطالب باستئناف الحوار، ونؤيد جامعة الدول العربية في قرارها المتعلق بإرسال لجنة لتقصي الحقائق، ونطالب الجميع بتفعيل هذا الحوار، والتعاون معه، ولا نرى أي مبرر لوجود قوات أجنبية في غزة، وبخاصة في ظل رفض أكثرية الشعب الفلسطيني لها، قال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال:46).

4 - نبيّن للعالم أجمع أن أرض فلسطين أرضٌ إسلامية عربية لشعب عربي مسلم، وأنه لا يجوز على الإطلاق توقيع أية اتفاقية مع العدو الصهيوني تتنازل بأي صورة عن أي جزء من أرض فلسطين، أو تسقط حق عودة أي لاجئ فلسطيني، وفي السياق نفسه، فإننا ننبه إخواننا في فلسطين والحكومات العربية إلى الحذر من الانسياق وراء أوهام وسراب السلام الخادع مع العدو الصهيوني الدموي، الذي أثبتت الوقائع عدم استعداده لأي سلام إلا إذا كان يقوم على سلب أكثر الأرض الفلسطينية، وفي مقدمتها القدس، وهذا السلام المزعوم لا يمكن أن تقبل به الأمة العربية والإسلامية مهما طال الصراع وتعاظمت التضحيات.

وإننا بهذه المناسبة، نستنفر ونستصرخ المسلمين في كل مكان؛ لإنقاذ وتحرير الأقصى الشريف، وحمايته من مخاطر التهويد والتدمير.

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) (آل عمران:118).

5 - نعلن للعالم بوضوح لا لبس فيه أن كل من يقف مع العدو الصهيوني في العدوان على الشعب الفلسطيني، فإنه شريك له في عدوانه، وأن من أراد صداقة الأمة الإسلامية، فعليه أن يراجع مواقفه من قضاياها، وبالأخص القضية الفلسطينية، ونؤكد من منطلق شرعي ديني ومصلحة وطنية أنّ تعاون أي مسلم أو عربي مع العدو - بأي صورة من الصور ضد الشعب الفلسطيني ومناضليه - جريمة في حق الأمة ستقف الشعوب العربية والإسلامية ضدها، وستعمل بكل الوسائل المشروعة على رفضها ومنعها، وستبذل قصارى جهدها في الدفاع عن فلسطين وأهلها، ومعاقبة من يسعى إلى إلحاق الأذى بهم، أو تيسير العدوان عليهم.

قال تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8).

وقال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) (النساء:139).

6- نؤكد أن أيّة محاولة لحصار القوى الإسلامية والوطنية المقاومة في فلسطين، لن تؤدي إلا إلى مزيد من الأزمات والعنف، ونؤكد أن الأمة لن تسمح بأن يقضى على طليعتها المقاومة لمصلحة المشروع الصهيوني، والدائرين في فلكه، واللاهثين وراء سرابه.

وإننا نهيب بأبناء الأمة الأصلاء الأحرار من حكام الأمة وعلمائها ومثقفيها وغيرهم أن يقفوا في وجه محاولات العدو إقامة تحالف في المنطقة مع الصهاينة برعاية أمريكية؛ لتصفية القضية الفلسطينية، وترسيخ المشروع الصهيوني الاستعماري باستهداف وحصار وإرهاب الشعب الفلسطيني، ومحاولة القضاء على طليعته المجاهدة من قوى المقاومة الإسلامية والوطنية.

قال تعالى: (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (آل عمران:120).

وقال تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (الحج:39).

المصدر