البيت في حياة الشيخ احمد ياسين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
البيت في حياة الشيخ أحمد ياسين

مقدمة

قلة هم الرجال الرجال والقادة في ايام العروبة الغابرة، الشيخ احمد اسماعيل ياسين من هؤلاء الذين نذروا انفسهم للوطن والامة ... وأبوا ان يخذلوا ربوع الأرض المقدسة التي انبتت شرفاء حفظوا ماء وجه الامتين الاسلامية والعربية .

في اليوم الأول من شهر صفر من عام 1425 هجرية ، (الموافق 22 مارس من عام 2004 ميلادية) استشهد مؤسس حركة المقاومة الاسلامية (حماس ) الشيخ البطل أحمد ياسين وهو يبلغ الخامسة والستين من عمره ، بعد مغادرته مسجد المجمّع الاسلامي الكائن في حي الصّبرة في قطاع غزة، وادائه صلاة الفجر.

وفي ذكرى استشهاده ، لا بد من الاضاءة على أحرف النور التي خطها الشيخ الشهيد بدمائه الطاهرة ورسمت نضالاته سيرة حياته المليئة بالعز والفخار(1) .

اليتم و العيش في كنف الاخوة

وعن علاقة الشيخ بإخوته يقول شقيقه الحاج شحدة(77عاما) :لم أشعر أنه كان أخاً بل كان ابناً لي وأنه خرج من صلبي.

لقد مات والدي ولم يبلغ أحمد الرابعة من عمره بعد، كنا ثلاثة أشقاء أنا وأخي الجالس بجانبي هذا الحاج حسن(70) عاما والأصغر الشيخ أحمد مضيفا أنه كان طالبا ومازال يدرس عندما توفي والده فتحملت بعدها عبء الأسرة من بعده حيث ترك والده ثلاثة أشقاء و6 بنات فكان لا بد عليه أن يقوم بتربيتهم وإعالتهم ...وقال الحاج شحدة إنه عمل في البحر ....لكن شظف العيش دفعه لترك الدراسة والعمل لسد حاجات أسرته التي تركها له والده الرجولة المبكرة

ويضيف الحاج شحدة ... –ان الشيخ أحمد ياسين _وكان مجتهدا منذ نعومة أظافره وكان يجمع الأطفال حوله ويلقي عليهم ما تعلمه وحفظه.

كان أحمد - يقصد الشيخ - يتمتع بذكاء حاد بل كان أكبر من سنه فعندما شعر أن العبء أصبح ثقيلا على كاهلي عرض عليّ أن يساعدني في سد احتياجات الأسرة، وقال لي \"أنا بدي أشتغل وأجيب مصاري هات لي وابور وآلة علشان بدي أعمل فلافل واعمل لي خيمة على البحر علشان أبيع وأصرف على أخواتي البنات\". مشددا أنه كان يرى في شخص الشيخ منذ طفولته أنه سيصبح في يوم من الأيام ذا شأن كبير، ويضيف الحاج شحدة \"اشتريت له ما أراد من حاجيات الفلافل التي طلبها\".

الايمان بالقضاء و القدر مع الحرص على مشاعر الاهل

وفي يوم من الأيام وعندما كان يومها الشيخ يمارس هوايته في اللعب أحضر مجموعةٌ من الأطفال الشيخ أحمد وهم يحملونه بين أيديهم وصعقت من هول المشهد لقد فقد الشيخ أحمد حينها القدرة على الحركة إلا أنه قال لي لا تزعل \"يا أخي هذه إرادة الله\".

كان متفوقا في الدراسة حيث حصل على نسبة عالية وبتقدير امتياز في الثانوية العامة.

الزوج الحنون و الاب الرحيم

الشيخ الذي حمل هموم فلسطين الكبيرة وارق الاحتلال الصهيوني كان يمارس دور الزوج الحنون مع زوجته والأبوة بامتياز مع أبنائه الذين تعلموا منه أبجديات الجهاد والشهادة .

    • الزوجة

تساؤل من الممكن أن يدور في ذهن أي شخص طرحنا على أم محمد زوجة الشيخ وهو عما اذا كانت قد ترددت في قبول الزواج من رجل مقعد منذ كان عمره 16 سنة أجابتنا بابتسامة تختص بصبر النساء الفلسطينيات \"هو ابن عمي وحين تقدم لي منذ 40 عاماً قررت أن أرضى بنصيبي الذي اختاره الله لي مضيفة بأنه كانت هناك أقاويل حول مدى قدرته على الإنجاب ، وتستأنف حديثها \"تزوجنا وعشنا حياة سعيدة وأنجبنا 3 أبناء و 8 بنات قمنا بتربيتهم على خلق الإسلام مشيرة إلى أن الشيخ كان مثالا للزوج الحنون الذي يعطي كل ذي حق حقه وهي كانت تعامله بالمثل بحيث أشرفت دوما على حاجاته الخاصة، وتذكر أن الشيخ لم يكن ينظر في مسألة تزويج بناته سوى لاعتبار واحد هو التقوى حيث صاهر من أنساب مختلفة \"الغزاوي والبدوي والمجدلاوي والحمَامي ...\".(2)

  • الاب

عايدة كبرى بناته قالت :كان أبى دوما حنونا والشيء الذي لن أنساه أنه كان يصفني مثله بالحنونة فيقول أنت أحب بناتي إليّ لأنك كثيرا ما كنت تساعدين جدتك في مرضها والأن أنت تساعديني يا ابنتي في قضاء بعض حاجاتي ،قالت تلك العبارة بفخر وكأنه منحها بها أجمل وسام للابنة البارة ،وحين سألتها عن إحساسها بافتقاده حين كان أسيراً في سجون الاحتلال أجابت \"مسافة المكان التي كانت تفصلنا عنه لم تمنعنا من أن نشعر به ونتألم لأجله \"مؤكدة بأنها كانت تزوره باستمرار مع أخواتها بحيث يستشيرونه في تفاصيل حياتهم ،وإذا لم يتمكنوا من الزيارة كانوا يوصون أي شخص يذهب لزيارته لينقل لهم كل ما يرغبون في قوله ،وتضيف بأن الشيخ كان حريصا على الاجتماع بالعائلة مرة كل أسبوعين ،وبأنه كان دائم الزيارة لهم وإذا لم يتمكن كان يرسل ما قدره الله عليه الى أرحامه الذين يتعذر عليه زيارتهم، وختمت عايدة حديثها \"استبشرنا خيرا من اتصال هاتفي جاءنا فيه أن طفلاً عمره 8 اعوام رأى الشيخ في منامه وهو يجلس على كرسي من ذهب وحوله يحيى عياش وصلاح شحادة وآخرين من الشهداء \".(2)

  • العم

محبة ورحمة بأهل بيته و رحمه

خليل حسن ياسين (أبو بلال) 40 عاما ابن شقيق الشيخ وكان واحدا من الذين عايشوه عن قرب، تحدث أبو بلال عن علاقة الشيخ بأقاربه ووصفها بأنها كانت غاية في المحبة والرحمة، وقال: كان يعطي كل ذي حق حقه من أقاربه وعائلته فكان يأخذ من وقته المشغول دائما ساعة أو ساعتين ليختلي بزوجته وأولاده وبناته، وقد كان كريما مع زوجته يحب دائما أن يدخل السرور لقلبها، ففي أوقات مرضها وعندما كان يأتي لزيارته د. محمود الزهار أو الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي – وهما طبيبان - ، كان حينها ينادي الشيخ على زوجته لتتحدث عن الآلام التي تشتكي منها، وذلك ليُشعرها باهتمامه.

الربانية

انتقل أبو بلال للحديث عن المواقف التي تدل على تمسك عمه الشيخ المجاهد وإصراره دائما على صلاة الفجر في المسجد ...قائلا: عندما كان يقيم الشيخ في معسكر الشاطئ خرج لصلاة الفجر برغم أنه كان مريضا ولم يرافقه حينها أحد وتعثر الشيخ ووقع وبقي مُلقَىً على الأرض حتى طلوع الشمس.

دروس و عبر من حياة الشهيد الشيخ احمد ياسين

1- الانشغال بالعمل الدعوي و الجهادي لم ينسيا الشيخ اهل بيته و ذوي رحمه

2- المشاركة في تربية الابناء مهما كانت المشاغل من اهم الاولويات لدى الداعية

3- حض الابناء على بر ذوي رحمهم

4- اختيار ازواج البنات على اساس الدين بغض النظر عن امكانيتهم المادية

5- مهما زادت الانشغالات الدعوية لا تلهي الداعية عن الاجتهاد في الطاعة و العبادة من منطلق يدركه الداعية تمام الادراك ان من لا يعرف طريق الطاعة لله فلن يستطيع ارشاد الناس اليه

6- الشعور بالمسؤلية تجاه نفسه و من حوله

7- نشر روح الدعابة و الحب بين اهل البيت رغم همومه الدعوية و حمل هم الامة

8- الايمان بقضاء الله و قدره مهما كان الابتلاء

9- الزهد في الدنيا و الاقبال على الاخرة كأن لا تتعدى الدنيا يديه الى قلبه فهو لا يريد الاجر الا من الله

10- حب الناس لله و في الله

الهوامش

(1)مركز البيان للإعلام

(2)مجلة مسجد الالكترونية