الجماعة الإسلامية:فى شبه القارة الهندية ـ الباكستانية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٥:٤٨، ٥ سبتمبر ٢٠١١ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الجماعة الإسلامية :فى شبه القارة الهندية ـ الباكستانية


التعريف

الجماعة الإسلامية في شبه القارة الهندية الباكستانية جماعة إسلامية معاصرة كرست جهودها في سبيل إقرار الشريعة الإسلامية وتطبيقها في حياة الناس والوقوف بحزم ضد جميع أشكال الاتجاهات العلمانية التي تحاول السيطرة على المنطقة.


التأسيس وأبرز الشخصيات

أولاً: الداعية المؤسس

  • أبو الأعلى المودودى : (1321-1399هـ) (1903 -1979 م) ولد في مدينة اورنك آياد (الدكن) بولاية حيد آباد، تلقى تعليمه وتربيته الأولى على يد والده السيد أحمد حسن الذي يرجع بنسبة إلى عائلة قطب الدين مودود الشهيرة بتدينها ومكانتها الروحية.
  • بدأ حياته الدعوية بالدخول إلى ميدان الصحافة عام 1918م، وفى عام 1920م كون جبهة صحفية هدفها تحرير الأمة الإسلامية وتبليغ الإسلام ، وقد تنقل في عدد من الصحف كاتباً ومديراً ورئيساً.
  • كان لكتابه ( الجهاد في الإسلام ) الذي نشره عام 1928 م دوى واسع وأثر بالغ في إشعال النفوس التهاباً ضد الإنجليز وضد الوثنين وضد أعداء الإسلام في كل مكان.
  • أصدر ( ترجمان القرآن ) من حيدر أباد الدكن عام 1933 م وكان شعارها "احملوا أيها المسلمون دعوة القرآن، وانهضوا، وحلقوا فوق العالم" وعن طريق هذه المجلة انتقلت أفكاره إلى مسلمى شبه القارة الهندية الباكستانية مما مهد له الطريق إلى تأسيس جماعته الإسلامية فيما بعد.
  • فى عام 1937 -1938 م قدم إلى لاهور تلبية لدعوة محمد إقبال (1873-1938 م) وأسس في باثانكوت دار الإسلام يربى فيها الرجال، ويؤلف الكتب، لكن إقبالاً ما لبث أن انتقل إلى ربه بعد أشهر قليلة من وصول المودودى.
  • عن طريق مجلة "ترجمان القرآن" وجه المودودى دعوة لعلماء المسلمين وقادتهم لحضور المؤتمر الذي عقد فعلاً في 26 أغسطس 1941 م/1360هـ بلاهور بحضور (75) شخصاً يمثلون مختلف بلاد الهند وتأسست في هذا المؤتمر الجماعة الإسلامة وانتخب المودودى أميراً لها.
  • فى تلك الأيام كان البريطانيون يمسكون بزمام السلطة حينما أطلق المودودى فتواه الجريئة بتحريم العمل في خدمة قوات الاحتلال مما عرض الجماعة الإسلامية للهجوم من قبل القوى الاستعمارية منذ أول ظهورها.
  • فى 28 أغسطس 1947 م ظهرت ال باكستان بشطريها دولة مستقلة عن الهند الوثنية وتبع ذلك ظهور قيادة جديدة للجماعة في الهند مستقلة بذاتها لتسهيل النواحى الإدارية لا أكثر، ووقفت الجماعة حينها على قدم وساق تقيم المعسكرات لإيواء المسلمين المهاجرين وتقدم لهم العون ريثما تستقر بهم الأحوال.
  • اعتقل المودودى في حياته عدة مرات بسبب جرأته ووقوفه ضد معارضى التطبيق الإسلامى في ال باكستان ، وحكم عليه في بعضها بالإعدام ثم خفف بعد ذلك، ولم تفُتْ هذه الاعتقالات في عضده بل زادته إيمانا ًراسخاً بدعوته وبمبادئه الإسلامية.
  • ساعدت الجماعة الإسلامية المجاهدين الكشميريين في جهادهم ضد الهند وأعدت لهم المؤن والمراكز الطبية والمخيمات.
  • فى نوفمبر 1971 م انشطرت ال باكستان إلى شطرين، الغربية حافظت على اسم ال باكستان ، والشرقية عرفت باسم بنغلاديش، وقد أزعج هذا الانقسام الأستاذ المودودى كثيراً.
  • ابتداء من نوفمبر 1972م أعفى المودودى من منصبه كأمير للجماعة بناء على طلبه ونظراً لاعتلال صحته، فانصرف إلى البحث والكتابة عاكفا ً على إكمال كتابه "تفهيم القرآن" واختير ميان طفيل محمد أميراً للجماعة بعده.
  • جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام منحت للمودودى في 27 فبراير 1979م، وقد تبرع بهذا المبلغ لإنشاء مجمع المعارف الإسلامية بلاهور.
  • فى 1/11/1399هـ الموافق 22/9/1979م انتقل الموودودى إلى رحاب ربه إثر عملية جراحية أجريت له في نيويورك وقد نقل جثمانه إلى لاهور مشيعاً برثاء العالم الإسلامى له.
  • خلف المودودى وراءه دعوة ورجالاً، ومكتبة عامة من تأليفه ترجمت إلى لغات كثيرة وطبعت عديدا ًمن المرات.


ثانياً : شخصيات بارزة

1- فى ال باكستان :

  • ميان طفيل محمد : مواليد ( 1914 م) أحد الأعضاء المؤسسين، عمل أميناً عاماً للجماعة أيام المودودى، ثم حل محله عام 1972 م أميراً للجماعة، وأعيد انتخابه مرة أخرى عام 1977 م، واستمر في منصبه حتى عام 1987 م، دخل السجن مع المودوى وشارك في العديد من المؤتمرات واللقاءات داخل ال باكستان وخارجها، يحمل شهادات جماعية في الفيزياء والرياضيات والقانون.
  • قاضى حسين أحمد : كان أميناً عاماً للجماعة ثم انتخب أميراً لها بعد ميان طفيل محمد عام 1987 م.
  • خورشيد أحمد : نائب الأمير، وزير سابق في وزارة 1978م، عضو مجلس النواب الباكستانى.
  • أمين أحسن إصلاحى : من كبار العلماء، اعتقل مع المودودى، سبق له أن ترك الجماعة لدخولها المعترك السياسى والانتخابات، ولكن كتبه ما تزال تدرس ضمن مناهج الجماعة.
  • بروفسور عبد الغفور أحمد : كان أمير فرع الجماعة في كراتشى، وعضو البرلمان المركزى ووزيراً للصناعات والمواد المعدنية في وزارة 1978 م.

2- فى الهنـد:

  • الشيخ محمد يوسف: عمل أميراً للجماعة بعد الفترة الأولى لأبى الليث.
  • سيد حامد حسين: من رجال الدعوة الخطباء البارزين توفى بعد حج عام 1405هـ في جدة.
  • أفضل حسين : الأمين العام للجماعة حالياً، وهو خبير في التربية، وقد ألف حوالى ثلاثين كتاباً في ذلك.
  • سيد أحمد عروج القادرى : نائب أمير الجماعة حالياً، ورئيس تحرير مجلة زندكى (الحياة) وهى لسان حال الجماعة الإسلامية في الهند.

3- فى بنغلاديش:

  • غلام أعظم: الذي يعيش في بلاده بدون جنسية حيث إن الحكومة قد سحبتها منه لإزعاجه ولتضييق الخناق على حركته الدعوية، كان أمير الجماعة الإسلامية في الباكستان الشرقية قبل الانفصال.

4- أمكنة أخرى:

  • ثمة أمرا آخرون وشخصيات بارزة للجماعة في كل من سريلانكا و كشمير وسيلان.


الأفكار والمعتقدات

  • عقيدة الجماعة هى عقيدة المسلمين من أهل السنة والجماعة، ولا يخرج فكرها في مجملة عن هذه العقيدة من دعوة إلى التوحيد والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه والعمل الحثيث من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية في واقع الحياة البشرية.
  • كان رأى المودودى الدائم: أن الإسلام ليس نظاماً فلسفياً محضاً للحياة بل هو نظام كامل تام للحياة، وما لم نر نموذجاً له ممثلاً أمامنا فلن نتمكن أبداً من تقديم أية خدمة للإسلام عن طريق الكلام والحديث.
  • يتكون برنامج الدعوة الإصلاحى للمودودى من نقاط أربع هى:
  • 1- تزكية الأفكار وتطهيرها.
  • 2- إصلاح ذات الفرد.
  • 3- إصلاح المجتمع.
  • 4- إصلاح نظام الحكم.

لقد ركز المودودى جهاده ضد أربع جهات:

1- ضد النظرية القومية الواحدة داخل الهند، وهى دعوة رفعها "حزب المؤتمر" الذي يدعو على قومية مشتركة بين الهنادكة والمسلمين، وقد ألف في هذا الصدد كتابيه: "المسلمون والصراع الحالي" و"مسألة القومية".

2- ضد سيطرة وتحكم الحضارة الغربية.

3- ضد القيادات التي تحمل أفكاراً تتعارض والفكر الإسلامى.

4- ضد الأفكار التي تحمل طابع الجمود الدينى.

أكد المودودى على ثلاثة أمور لتوطيد الحركة هى:

1- لا يكفى أن يكون زملاؤه في العمل أقوياء في عقيدتهم بل يجب كذلك أن يكونوا موثوقين في سلوكهم الفردى. 2- أن يكون نظام الدعوة محكماً لا يقبل معه التساهل والتهاون.

3- أن تشتمل الدعوة في آن واحد على عنصرين من الدعاة:

  • أصحاب الثقافة الإسلامية القديمة.
  • أصحاب الثقافة العصرية الحديثة.

فى خطابة الذي ألقاه في كلية الحقوق بلاهور بتاريخ 19/2/1948م أعلن المودودى المطالبة بأربع نقاط رئيسية كأهداف للدولة الباكستانية الوليدة وهى:

1- أن الحاكمية في الباكستان لله وحدة وليس للحكومة الباكستانية إلا تنفيذ مرضاة الله.

2- الشريعة الإسلامية هى القانون الأساسى للدولة.

3- إلغاء جميع القوانين المخالفة للشريعة الإسلامية ولا يوضع في المستقبل قانون ينافى الشريعة الإسلامية.

4- أن الحكومة الباكستانية تمارس سلطتها ضمن حدود حددتها الشريعة الإسلامية.

- لقد كان صدى هذه النقاط آنفة الذكر واسعاً حيث انهالت آلاف الرسائل من مختلف المناطق مطالبها بها ومؤيدة لها، وقد عارضتها الحكومة أول الأمر واعتقلت المودودى وزملاءه بسببها لكنها ما لبثت أن رضخت لها وصدر قرار الجمعية التأسيسية في مارس 1949م المعروف بقرار الأهداف الذي ما يزال يعتبر أساس الوجهة الإسلامية في الدولة الباكستانية التالية:

حصر المودودى أسلوبه في الدعوة في الأساليب التالية:

  • أسلوب الفلاح.
  • أسلوب الطبيب.
  • أسلوب التصنيف (طلبة ـ عمال ـ فلاحين ـ محامين ـ أطباء ...)
  • أسلوب مبدأ الأهم فالأهم.
  • أسلوب القدوة قبل الكلمة.

- عملت الجماعة على إيجاد حركة طلابية إسلامية منظمة عرفت باسم (إسلامى جمعيت الطلبة) وهى جمعية مستقلة في نشاطاتها وإدارتها، وقد اكتسحت الاشتراكيين والشيوعيين والعلمانيين قاطبة واحتلت معظم المقاعد في المنظمات الطلابية المختلفة وذلك لما تتمتع به من تأييد شعبى.

- وقفت الجماعة إلى جانب اللاجئين والمجاهدين الأفغان إذ قدمت لهم المخيمات والمستشفيات وساندتهم، وما يزال هذا الأمر الشغل الشاغل للجماعة في الباكستان حالياً.

- دخلت الجماعة في صراع مع الاشتراكيين والهندوس واللادينيين لمدة تسع سنوات (1947م-1956م) حتى وضع دستور 1956م الذي يعد انتصاراً للاتجاه الإسلامى وما يزال هذا الصراع يأخذ أشكالاً مختلفة حتى اليوم.

ورد في دستور الجماعة في الباكستان:

  • أن تتخذ "الجماعة" كتاب الله وسنة رسوله مصدرين للاحتجاج والإسناد في كل شأن من شئون لاحياة.
  • "لا يقوم كفاح (الجماعة) لأجل الوصول إلى غايتها على النشاط السرى على غرار الحركات السرية في العالم بل إنها تعمل كل ما تعمل علناً وفى وضح النهار".
  • أن "الجماعة" تمارس الطرق الدستورية والقانونية للقيام بالإصلاح الذي تنشده والانقلاب الذي تستهدفه، كما أنها تحاول كسب تأييد الرأى العام للتغيير الذي وضعته نصب عينيها.


الجذور الفكرية والعقائدية

  • تأثرت دعوته بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إذ كان شديد الإلحاح على تنقية العقيدة من شوائب الشرك وضرورة العودة دائماً إلى النبعين الصافيين والرجوع إلى الدليل في كل أمر وترك البدع الطارئة على الدين.
  • تأثر المودودى بالفيلسوف الإسلامى "محمد إقبال" الذي تغنى بفكرة انفصال الباكستان المسلمة عن الهند الوثنية، وكان شديد الإعجاب به، وقد التقيا ثلاث مرات فقط كانت أفكارهما خلال ذلك متطابقة إلى أبعد الحدود.


الانتشار ومواقع النفوذ

  • صحيح أن لأفراد الجماعة قيادات متعددة في كل من بنغلاديش والهند وسريلانكا وكشمير وغيرها فذلك أمر إدارى إلا أنها جميعاً ذات اتجاه وفكر واحد لا يختلف من منطقة إلى أخرى.


مراجع للتوسع

1- أبو الأعلى المودودى فكرة ودعوته: أسعد جيلانى ـ ترجمة دكتور سمير عبد الحميد إبراهيم ـ شركة الفيصل بلاهور ـ طبعته الأولى بالعربية 1398هـ/1978م.

2- الإمام أبو الأعلى المودودى: حياته، دعوته، جهاده: خليل أحمد الحامدى ـ المكتبة العلمية ـ لاهور ـ الباكستان ـ 1980م.

3- الموسوعة الحركية (مجلدان): فتحى يكن ـ دار البشير ـ عمان ـ الأردن ـ 1403هـ/1982م.

4- دستور الجماعة الإسلامية بباكستان: نقلة إلى العربية خليل أحمد الحامدى دار العروبة ـ المنصورة ـ لاهور باكستان ـ 1982م.

5- كتب ومؤلفات أبى الأعلى المودودى وهى كثيرة ومعروفة.

6- الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة

للمزيد عن الإخوان في باكستان

N.jpg

وصلات داخلية

كتب متعلقة

.

ملفات متعلقة

.

مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

أعلام من باكستان

وصلات فيديو