الحركات الإسلامية هي المستقبل ... لماذا؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢٣:٥٠، ٢٦ مايو ٢٠١١ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (حمى "الحركات الإسلامية هي المستقبل ... لماذا؟" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
الحركات الإسلامية هي المستقبل ... لماذا؟
د.عبد العزيز الرنتيسى.jpg

بقلم : الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

إن تقدم الحركات الإسلامية لا يحتاج إلى تقديم الأدلة، فهناك تراجع واضح لكل التوجهات المناوئة للفكر الإسلامي في الشارع العربي والإسلامي لصالح الحركات الإسلامية، ففي الانتخابات الأخيرة في كل من المغرب وباكستان والبحرين سجلت الحركات الإسلامية فوزا منقطع النظير، ومن الملفت للنظر أن هذا التقدم يأتي رغم التضييق على الحركات الإسلامية، وملاحقتها، وحرمانها من الكثير من الحقوق التي تتمتع بها التوجهات الأخرى، فأحينا لا تستطيع أن تقيم حزبا، وإذا سمح لها بإقامة حزب فلا يسمح لها بامتلاك منبر إعلامي، ثم لا يلبث أن يضيق عليه بإصدار الأوامر بحل الحزب، أو اعتقال زعيمه، أو إعدامه سياسيا بإقصائه عن الحلبة السياسية.

ثم لا ننسى التضييق على المؤسسات الخيرية الإسلامية، سواء كانت اجتماعية أو تعليمية أو صحية أو ثقافية أو غير ذلك، وكذلك الحملات الإعلامية الظالمة والموجهة للنيل من الحركات الإسلامية وقادتها ورموزها، وتأتي تلك الحملات من جهات تملك ناصية الإعلام والتوجيه، فلا تتورع أن تلبس الحق بالباطل والباطل بالحق، فهي تملك الإعلام والتعليم والمؤسسات، وفي نفس الوقت تفتقر إلى الضمير الذي يمكن أن يكبح جماح نزواتها وأحقادها على الإسلام وحملة لوائه، ومن أخطر ما يواجه الحركات الإسلامية أن خصومها يملكون السلطة التي لا يتورعون في استخدامها للقمع والتهديد والتصفية والاعتقال والترهيب.

بالرغم من ذلك فقد أثبتت الحركات الإسلامية حضورا لا تستطيع القوى العظمى في العالم أن تغض الطرف عنه، ويقف الغرب أمام هذا المد الإسلامي في حالة من القلق، فمن ناصح لأمريكا أن تقوم بحملة عدائية شرسة ضد تلك الحركات، وأن تعمل على شطبها من الوجود بقوة السلاح، ومن مشفق يخشى المستقبل كرئيس "السي آي إيه" سابقا "فوللر" الذي يرى أن على أمريكا أن تعترف بالحركات الإسلامية كواقع سياسي لا يمكن تجاهله، وأن تتقبل الحقيقة القائلة بأن هذه الحركات الإسلامية تشكل المستقبل الواعد في أقطارها.

ويبقى السؤال مطروحا بقوة، لماذا تقدمت الحركات الإسلامية رغم تلك العقبات والقنابل التي تعترض طريقها ؟ وهل في مقدور قوى الشر في العالم أن توقف هذا الزحف القادم ؟

قد يعتقد بعض المحللين أن ما تقدمه الحركات الإسلامية من خدمات لشعوبها هو السبب الأهم في ذلك، خاصة إذا ما أضفنا إلى ذلك إخفاق العديد من الأنظمة في تقديم يد العون لتلك الشعوب، وفشلها في انتشالها من براثن الجهل والفقر والمرض، مضافا إلى ذلك اتهام الشعوب للأنظمة بالفساد المالي والإداري والأخلاقي وغيرها من أشكال الفساد التي ضاعفت من معاناة الشعوب.

ما من شك أن هذا سبب له وجاهته، ولكن لا يمكنه أن يفسر تقدم الحركات الإسلامية في بلدان غنية، تتفانى أنظمتها في تقديم الخدمات لشعوبها، كما أنه لا يستطيع أن يقدم تفسيرا لازدهار الحركة الإسلامية في أوروبا وأمريكا ومختلف أقطار العالم.

وأصحاب هذا الرأي يرون أن التصدي للمد الإسلامي، وقطع الطريق عليه إنما يتم عن طريق إصلاح الحكومات، وإخلاص الأنظمة لشعوبها والقضاء عن كل أشكال الفساد، هذا صحيح ولكنه يبدو بعيد المنال، فمن شب على الفساد شاب عليه.

ولكن الأمر أعمق من ذلك وأبعد بكثير، وعلينا إذا أردنا أن نتبين الأسباب الحقيقية أن نقلب النظر في جوهر الإنسان ومعدن الشعوب، ثم علينا أن ننظر في الدور الكبير الذي تلعبه الحركات الإسلامية محليا وإقليميا، عندها فقط سنعرف الإجابة الحقيقية.

إن خطاب الحركات الإسلام ية للشعوب خطاب ينسجم تماما مع فطرة هذه الشعوب ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها ) إذن هي تخاطب الفطرة فتنسجم فيما تطرح مع جوهر وحقيقة الإنسان، بينما غيرها يخاطب الشهوات على اختلافها، شهوة المنصب والجاه والمال والنساء، ولما كانت الغالبية الساحقة من شعوبنا العربية والإسلامية على فطرة الإسلام، حدث الاضطراب والصراع الداخلي بين الشعوب والأنظمة التي فرضت على شعوبها مناهج وأفكارا مستوردة بقوة السلاح وليس بقوة الحجة والمنطق، فجاءت الحركات الإسلامية لتلبي نداء الفطرة، وتهزها من الأعماق، فلاقت القبول من أصحاب الفطر السليمة التي لم تفسدها رغائب الجسد.

ثم إن خطاب الحركات الإسلامية خطاب ينسجم مع الكرامة الإنسانية، فالحركات الإسلامية هي التي تحمل لواء الجهاد دفاعا عن كرامة الأمة، وليس لأغراض تكتيكية أو أهداف فئوية أو شخصية ضيقة، وهي التي تجعل الأمة تعيش معاني الكرامة واقعا عمليا ملموسا، فلا تقبل بأسباب الذل والهوان، وترفض التنازل عن شبر من أرض المسلمين رفضها التخلي عن التمسك الفرائض.

فالحركة الإسلامية في فلسطين كانت ولا تزال عاملا هاما في التصدي لكل المؤامرات التي حيكت من قبل أمريكا وأوروبا وتل أبيب بهدف تصفية القضية والوجود الفلسطيني، فاصطدمت تلك المؤامرات بصلابة الحركة الإسلامية وتشبثها بالحقوق كاملة غير منقوصة، ورفضها التنازل عن أي منها، واستعدادها لدفع ثمن موقفها هذا، ففي مرج الزهور أغلقت باب الإبعاد ودفعت الثمن، وفي فلسطين جادت بأرواح خيرة أبنائها في عمليات استشهادية أقضت مضاجع العدو، وكانت إذا وعدت شعبها وتوعدت عدوها أوفت، فحازت بسبب ذلك وبسبب عدم تبنيها لعمليات غيرها على مصداقية عالية، فكانت بذلك العنوان الحقيقي والممثل الأمين لكرامة الأمة.

بينما كان خصومها يقدمون في كل صباح تنازلات جديدة، ويتسابقون للتعاون مع العدو لضربها، وينشرون الإحباط والتثبيط عن المواجهة، بل وفتحوا باب إبعاد الفلسطينيين من وطنهم على مصراعيه، فما كان من الشعوب إلا أن لفظت هؤلاء الخصوم وتشبثت بعنوان الكرامة.

ثم إن خطاب الحركة الإسلامية خطاب ينسجم مع القيم والأخلاق، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، بينما كان خصومها غارقون في الفساد، يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، ولقد صبرت الحركات الإسلامية على كل أشكال الظلم والقهر التي لم يتردد خصومها في ممارستها ضدها، إلا أنها حافظت وبكل أمانة على نظافة سلاحها، فلم توجهه إلا إلى أعداء الأمة، فكم من فتنة خطط لها خصومها ولكنها وأدتها في مهدها حفاظا على وحدة الصف.

من أجل ذلك تتقدم الحركة الإسلامية، وتلتف من حولها الجماهير، وباتت تمثل المستقبل بإذن الله ( ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون ).

المصدر

للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.