الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحركة الإسلامية الحصاد والحصيلة»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ط (حمى "الحركة الإسلامية الحصاد والحصيلة" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
لا ملخص تعديل
 
سطر ١: سطر ١:
[[الحركة الإسلامية الحصاد والحصيلة]]


'''عشرون عاما علي كرسي الحكم  لحركة الإسلامية ... الحصاد والحصيلة'''
'''عشرون عاما علي كرسي الحكم  لحركة الإسلامية ... الحصاد والحصيلة'''




الخرطوم : الهادي محمد الأمين
'''الخرطوم : الهادي محمد الأمين'''
 
 
شهدت العشرين عاما الماضية الكثير من التجارب التي مرت بها الحركات الإسلامية في الحكم علي مستوي العالم العربي  الإسلامي في مقدمتها جبهة الإنقاذ في [[الجزائر]] والتي كان يقف علي قيادتها [[عباس مدني]] وعلي بلحاج تلتها تجربة [[نجم الدين أربكان]] في [[تركيا]] ثم حكم الفصائل الإسلامية ب[[أفغانستان]] ولكن نتيجة لظروف داخلية وخارجية ارتبطت بالتجربة وأحاطت بها أدت لفشلها في هذه البلدان حيث يتحقق النجاح في استلام السلطة ولكن سرعان ما تنقلب الأوضاع ضد الحاكمين الإسلاميين يعقب ذلك حدوث تداعيات وآثار ومضاعفات تنعكس أولا علي القائمين بأمر الحكم إما بانقسامهم علي أنفسهم بسبب شهوة الحكم وفتنة السلطان نتيجة لاختلاف التقديرات في التعامل والتعاطي مع المستجدات التي تفرض نفسها علي الساحة حتى تصل الخلافات  إلي حد  الاحتراب والمواجهة المسلحة كما هي الحالة في أفغانستان أو بسبب الاستقطاب الحاد داخل الطاقم الحاكم من قبل الخصوم الخارجيين مثلما هي عليه في نموذج الحركة الإسلامية السودانية  أو تسوقهم الظروف ليكونوا ضيوفا ونزلاء المعتقلات ويتحولوا بين عشية وضحاها من حاكمين في القصور  إلي سجناء في الزنازين  كما هو الوضع في الجزائر وتركيا ... ولكن تظل تجربة الجبهة الإسلامية القومية في حكم السودان - والتي دخلت عامها العشرين - محلا للجدل والحوار والنقد والتشخيص حول المكتسبات التي تحققت أو السلبيات والإخفاقات التي صاحبت التجربة ولأن الإنقاذ بدأت الاحتفال بقيام ثورتها هذه الأيام فان الحاجة تبقي ملحة  لإبداء بعض الملاحظات والتحفظات حول مجمل التطورات التي وقعت خلال سني الحكم المنصرمة .
 
 


شهدت العشرين عاما الماضية الكثير من التجارب التي مرت بها الحركات الإسلامية في الحكم علي مستوي العالم العربي  الإسلامي في مقدمتها جبهة الإنقاذ في الجزائر والتي كان يقف علي قيادتها [[عباس مدني]] وعلي بلحاج تلتها تجربة [[نجم الدين أربكان]] في تركيا ثم حكم الفصائل الإسلامية بأفغانستان ولكن نتيجة لظروف داخلية وخارجية ارتبطت بالتجربة وأحاطت بها أدت لفشلها في هذه البلدان حيث يتحقق النجاح في استلام السلطة ولكن سرعان ما تنقلب الأوضاع ضد الحاكمين الإسلاميين يعقب ذلك حدوث تداعيات وآثار ومضاعفات تنعكس أولا علي القائمين بأمر الحكم إما بانقسامهم علي أنفسهم بسبب شهوة الحكم وفتنة السلطان نتيجة لاختلاف التقديرات في التعامل والتعاطي مع المستجدات التي تفرض نفسها علي الساحة حتى تصل الخلافات  إلي حد  الاحتراب والمواجهة المسلحة كما هي الحالة في أفغانستان أو بسبب الاستقطاب الحاد داخل الطاقم الحاكم من قبل الخصوم الخارجيين مثلما هي عليه في نموذج الحركة الإسلامية السودانية  أو تسوقهم الظروف ليكونوا ضيوفا ونزلاء المعتقلات ويتحولوا بين عشية وضحاها من حاكمين في القصور  إلي سجناء في الزنازين  كما هو الوضع في الجزائر وتركيا ... ولكن تظل تجربة الجبهة الإسلامية القومية في حكم السودان - والتي دخلت عامها العشرين - محلا للجدل والحوار والنقد والتشخيص حول المكتسبات التي تحققت أو السلبيات والإخفاقات التي صاحبت التجربة ولأن الإنقاذ بدأت الاحتفال بقيام ثورتها هذه الأيام فان الحاجة تبقي ملحة  لإبداء بعض الملاحظات والتحفظات حول مجمل التطورات التي وقعت خلال سني الحكم المنصرمة .


ويظل اكتشاف البترول وتصديره للخارج وانطلاقة ثورة  التصنيع والتي كان آخرها مصنع صافات لتصنيع الطائرات  وقيام مشروع سد مروي بجانب التوصل لعقد اتفاقيات [[السلام]] الخاصة بالجنوب عبر نيفاشا او القاهرة الذي وقع مع التجمع الوطني الديمقراطي أو سلام أسمرا مع جبهة الشرق وأبوجا الخاصة بسلام دارفور وما تبعه مشاركة واسعة لغالبية القوي السياسية في أجهزة الحكم والسلطة وما يرتبط بها من إتساع مساحة الحريات العامة وحرية الصحافة بهامش كبير استوعب قرابة ال20 صحيفة سياسية منها أكثر من 6صحف حزبية وتمثل سياسة التوسع في مؤسسات العليم العالي والنهضة العمرانية وقيام شبكة الطرق الولائية والقومية والقارية بالإضافة إلي تشييد المطارات في عدد من المدن بالشمال والغرب والجنوب وتأسيس الجسور التي بلغت قرابة ال8 كباري في مختلف ولايات السودان وتوصيل خدمات الكهرباء من أهم المنجزات التي حفلت بعا المرحلة السابقة في مقابل الكثير من السلبيات التي أظهرتها التجربة من بينها الأضرار الجسيمة  التي وقعت علي المفصولين من وظائفهم بالخدمة العامة علي أسس حزبية  وبالتالي تشرد آلاف الأسر التي لحقت بها مظالم يصعب معالجتها وزيادة رقعة الفقر بالبلاد وما ترتب عليها من مظاهر اجتماعية سالبة علي شريحة المساكين والمجتمع ككل وانهيار عدد من المشروعات الرائدة بالبلاد في مقدمتها مشروع الجزيرة والرهد والسوكي وحلفا الجديدة وتوقف المصانع  من أبرز الإخفاقات علي أن الأهم من ذلك هو غياب الروح الإسلامية -والتي رفعت شعارها  قيادة الإنقاذ لأول وهلة- بينما انقلبت عليها في سنواتها الأخيرة مما أدي إلي تراخي روح التدين رغم  بسبب إن العامل المادي أصبح مسيطرا علي الحياة العامة مقابل تراجع المشروع الإسلامي في مواجهة وطأة التحدي الخارجي وازدياد الضغوط الدولية علي البلاد في ظل ظروف بالغة التعقيد نجحت الحكومة إلي حد بعيد في الحفاظ علي وجودها في كرسي السلطة ولكنها جاءت خصما علي تحمل الشعب السوداني كله لتبعات الحصار الخارجي ... ومع ذلك كله تبقي تجربة الإنقاذ واحدة من أهم التجارب الحكم الوطني بالسودان والتي تحتاج لمزيد من الوقفات لتقييمها وتقويمها  وفحصها واستخلاص العبر منها لتصويب المسار وصولا للأهداف الكلية التي تجمع ولا تفرق وتقوي ولا تضعف


ويظل اكتشاف البترول وتصديره للخارج وانطلاقة ثورة  التصنيع والتي كان آخرها مصنع صافات لتصنيع الطائرات  وقيام مشروع سد مروي بجانب التوصل لعقد اتفاقيات السلام الخاصة بالجنوب عبر نيفاشا او القاهرة الذي وقع مع التجمع الوطني الديمقراطي أو سلام أسمرا مع جبهة الشرق وأبوجا الخاصة بسلام دارفور وما تبعه مشاركة واسعة لغالبية القوي السياسية في أجهزة الحكم والسلطة وما يرتبط بها من إتساع مساحة الحريات العامة وحرية الصحافة بهامش كبير استوعب قرابة ال20 صحيفة سياسية منها أكثر من 6صحف حزبية وتمثل سياسة التوسع في مؤسسات العليم العالي والنهضة العمرانية وقيام شبكة الطرق الولائية والقومية والقارية بالإضافة إلي تشييد المطارات في عدد من المدن بالشمال والغرب والجنوب وتأسيس الجسور التي بلغت قرابة ال8 كباري في مختلف ولايات السودان وتوصيل خدمات الكهرباء من أهم المنجزات التي حفلت بعا المرحلة السابقة في مقابل الكثير من السلبيات التي أظهرتها التجربة من بينها الأضرار الجسيمة  التي وقعت علي المفصولين من وظائفهم بالخدمة العامة علي أسس حزبية  وبالتالي تشرد آلاف الأسر التي لحقت بها مظالم يصعب معالجتها وزيادة رقعة الفقر بالبلاد وما ترتب عليها من مظاهر اجتماعية سالبة علي شريحة المساكين والمجتمع ككل وانهيار عدد من المشروعات الرائدة بالبلاد في مقدمتها مشروع الجزيرة والرهد والسوكي وحلفا الجديدة وتوقف المصانع  من أبرز الإخفاقات علي أن الأهم من ذلك هو غياب الروح الإسلامية -والتي رفعت شعارها  قيادة الإنقاذ لأول وهلة- بينما انقلبت عليها في سنواتها الأخيرة مما أدي إلي تراخي روح التدين رغم  بسبب إن العامل المادي أصبح مسيطرا علي الحياة العامة مقابل تراجع المشروع الإسلامي في مواجهة وطأة التحدي الخارجي وازدياد الضغوط الدولية علي البلاد في ظل ظروف بالغة التعقيد نجحت الحكومة إلي حد بعيد في الحفاظ علي وجودها في كرسي السلطة ولكنها جاءت خصما علي تحمل الشعب السوداني كله لتبعات الحصار الخارجي ... ومع ذلك كله تبقي تجربة الإنقاذ واحدة من أهم التجارب الحكم الوطني بالسودان والتي تحتاج لمزيد من الوقفات لتقييمها وتقويمها  وفحصها واستخلاص العبر منها لتصويب المسار وصولا للأهداف الكلية التي تجمع ولا تفرق وتقوي ولا تضعف


== المصدر: ==


'''المصدر : موقع إخوان السودان'''


موقع إخوان السودان
[[تصنيف:أحداث الإخوان في السودان]]
[[تصنيف:أحداث الإخوان في السودان]]
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٤:٤٥، ٩ مارس ٢٠١٠

عشرون عاما علي كرسي الحكم لحركة الإسلامية ... الحصاد والحصيلة


الخرطوم : الهادي محمد الأمين

شهدت العشرين عاما الماضية الكثير من التجارب التي مرت بها الحركات الإسلامية في الحكم علي مستوي العالم العربي الإسلامي في مقدمتها جبهة الإنقاذ في الجزائر والتي كان يقف علي قيادتها عباس مدني وعلي بلحاج تلتها تجربة نجم الدين أربكان في تركيا ثم حكم الفصائل الإسلامية بأفغانستان ولكن نتيجة لظروف داخلية وخارجية ارتبطت بالتجربة وأحاطت بها أدت لفشلها في هذه البلدان حيث يتحقق النجاح في استلام السلطة ولكن سرعان ما تنقلب الأوضاع ضد الحاكمين الإسلاميين يعقب ذلك حدوث تداعيات وآثار ومضاعفات تنعكس أولا علي القائمين بأمر الحكم إما بانقسامهم علي أنفسهم بسبب شهوة الحكم وفتنة السلطان نتيجة لاختلاف التقديرات في التعامل والتعاطي مع المستجدات التي تفرض نفسها علي الساحة حتى تصل الخلافات إلي حد الاحتراب والمواجهة المسلحة كما هي الحالة في أفغانستان أو بسبب الاستقطاب الحاد داخل الطاقم الحاكم من قبل الخصوم الخارجيين مثلما هي عليه في نموذج الحركة الإسلامية السودانية أو تسوقهم الظروف ليكونوا ضيوفا ونزلاء المعتقلات ويتحولوا بين عشية وضحاها من حاكمين في القصور إلي سجناء في الزنازين كما هو الوضع في الجزائر وتركيا ... ولكن تظل تجربة الجبهة الإسلامية القومية في حكم السودان - والتي دخلت عامها العشرين - محلا للجدل والحوار والنقد والتشخيص حول المكتسبات التي تحققت أو السلبيات والإخفاقات التي صاحبت التجربة ولأن الإنقاذ بدأت الاحتفال بقيام ثورتها هذه الأيام فان الحاجة تبقي ملحة لإبداء بعض الملاحظات والتحفظات حول مجمل التطورات التي وقعت خلال سني الحكم المنصرمة .


ويظل اكتشاف البترول وتصديره للخارج وانطلاقة ثورة التصنيع والتي كان آخرها مصنع صافات لتصنيع الطائرات وقيام مشروع سد مروي بجانب التوصل لعقد اتفاقيات السلام الخاصة بالجنوب عبر نيفاشا او القاهرة الذي وقع مع التجمع الوطني الديمقراطي أو سلام أسمرا مع جبهة الشرق وأبوجا الخاصة بسلام دارفور وما تبعه مشاركة واسعة لغالبية القوي السياسية في أجهزة الحكم والسلطة وما يرتبط بها من إتساع مساحة الحريات العامة وحرية الصحافة بهامش كبير استوعب قرابة ال20 صحيفة سياسية منها أكثر من 6صحف حزبية وتمثل سياسة التوسع في مؤسسات العليم العالي والنهضة العمرانية وقيام شبكة الطرق الولائية والقومية والقارية بالإضافة إلي تشييد المطارات في عدد من المدن بالشمال والغرب والجنوب وتأسيس الجسور التي بلغت قرابة ال8 كباري في مختلف ولايات السودان وتوصيل خدمات الكهرباء من أهم المنجزات التي حفلت بعا المرحلة السابقة في مقابل الكثير من السلبيات التي أظهرتها التجربة من بينها الأضرار الجسيمة التي وقعت علي المفصولين من وظائفهم بالخدمة العامة علي أسس حزبية وبالتالي تشرد آلاف الأسر التي لحقت بها مظالم يصعب معالجتها وزيادة رقعة الفقر بالبلاد وما ترتب عليها من مظاهر اجتماعية سالبة علي شريحة المساكين والمجتمع ككل وانهيار عدد من المشروعات الرائدة بالبلاد في مقدمتها مشروع الجزيرة والرهد والسوكي وحلفا الجديدة وتوقف المصانع من أبرز الإخفاقات علي أن الأهم من ذلك هو غياب الروح الإسلامية -والتي رفعت شعارها قيادة الإنقاذ لأول وهلة- بينما انقلبت عليها في سنواتها الأخيرة مما أدي إلي تراخي روح التدين رغم بسبب إن العامل المادي أصبح مسيطرا علي الحياة العامة مقابل تراجع المشروع الإسلامي في مواجهة وطأة التحدي الخارجي وازدياد الضغوط الدولية علي البلاد في ظل ظروف بالغة التعقيد نجحت الحكومة إلي حد بعيد في الحفاظ علي وجودها في كرسي السلطة ولكنها جاءت خصما علي تحمل الشعب السوداني كله لتبعات الحصار الخارجي ... ومع ذلك كله تبقي تجربة الإنقاذ واحدة من أهم التجارب الحكم الوطني بالسودان والتي تحتاج لمزيد من الوقفات لتقييمها وتقويمها وفحصها واستخلاص العبر منها لتصويب المسار وصولا للأهداف الكلية التي تجمع ولا تفرق وتقوي ولا تضعف


المصدر : موقع إخوان السودان