الحلقة الثانية رؤية الإخوان للسينما

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الحلقة الثانية رؤية الإخوان للسينما


55شعار-الاخوان.jpg

الأثر الواقعي لجهود الإخوان

ظل الإخوان يطالبون بحماية المجتمع مما يعرض في السينما حتى أتت جهودهم بثمارها فنرى عبد الفتاح الطويل وزير الصحة يصدر قانونًا بمنع الأطفال الذين لم يبلغوا سن الرشد من غشيان دور السينما، حتى لا تتأثر أدمغتهم بمفاسد العرض، وقد رحب الإخوان بذلك في جريدتهم، وذكرت أن تلك يد بيضاء يسجلها الإخوان المسلمون للحكومة (1).

مع أنور وجدي

ولنا في قصة الفنان أنور وجدي في الأستاذ البنا خير دليل على جهود الإخوان وعلى تقبل الإخوان للفن لكن الهادف، يقول الدكتور محمود عساف:

فى يوم من أيام صيف عام 1945.. وكان الجو صحواً، ونسمة خفيفة تداعب الشجر فى ميدان الحلمية الجديدة.. ذهبت إلى الإمام - وكان فى ذلك الوقت غير مشغول بضيوف أو بأعمال لها صفة الاستعجال.. وما إن جلست حتى قال لى: قم بنا نذهب إلى البنك العربى لنفتح حساباً للجماعة هناك.. ولم يكن للإخوان أى حساب فى أى بنك حتى ذلك الوقت!!.. وكان البنك العربى هذا بنكاً حديث النشأة، وكان مركزه الرئيسى فى مدينة القدس يرأسه وصاحب رأسماله عبدالمجيد شومان أو عبدالحميد شومان، لا أدرى بالضبط، فهو فلسطينى الجنسية.. وكان العرب والمسلمون متحمسين للتعامل مع هذا البنك الجديد فى وقت كانت فيه البنوك كلها أجنبية حتى البنوك المصرية كانت فى ظاهرها مصرية، أجنبية فى حقيقتها.. بالإضافة إلى بنوك ملكية فردية، أصحابها من اليهود.. فيما عدا بنك مصر الذى كان الإنجليز يحاربونه بشتى الطرق.. ويعملون على إغلاقه بأى شكل وبأى طريقة، ولكن الله غالب على أمره.

ركبنا الترام - الإمام وأنا - !! من شارع محمد على من أمام مسجد قيسون متوجهين إلى العتبة الخضراء ومن هناك سرنا على الأقدام إلى ميدان الأوبرا ثم إلى شارع قصر العينى، حيث يوجد البنك هناك!!

توجهنا إلى مكتب رئيس البنك السيد شومان رأساً، وكان يتبع سياسة الباب المفتوح لكل العملاء.. يستطيع أى عميل أن يدخل إليه بلا أى استئذان.. دخلنا وألقينا السلام من على بعد وجلسنا- الإمام وأنا - على أريكة مواجهة للمكتب.. وكان هناك رجل جالس على مقعد مجاور للمكتب وظهره منحرف نحونا، كان يتحدث مع شومان بك حديثاً خاصاً هامساً.. انتظرنا صامتين إلى أن تنتهى تلك المقابلة.. ولكن فاجأنا شومان بك بقوله بصوت عال حينما لمحنا: أهلاً أهلاً.. أهلاً وسهلاً.. مما جعل الجالس أمامه ينظر إلينا، فإذا به ينتفض هو الآخر، ويهتف قائلاً حسن بك!! حسن بك!! أهلاً وسهلاً حسن بك!!

ثم تقدم نحونا مصافحاً الإمام ثم إياى.. ثم جلس على كرسى مواجه للإمام، وقال لنا:

-أنا أنور وجدى المشخصاتى- يعنى الممثل- طبعاً فأنتم تنظرون إلينا ككفرة، نرتكب كل يوم المعاصى، فى حين أنا والله أقرأ القرآن، وأصلى، كلما كان ذلك مستطاعاً!!

كانت مفاجأة لى.. فلم يكن أحد ينادى الإمام أو يشير إليه فى كلامنا إلا بقولنا فضيلة الأستاذ أو السيد الإمام.. أما حكاية حسن بك كانت نشازاً غريباً عليه وعلى مسامعه هو أيضاً.

رد عليه الإمام بقوله:

- يا أخ أنور، أنتم لستم كفرة ولا عصاة بحكم أعمالكم. فالتمثيل ليس حراماً فى حد ذاته.. ولكنه حرام إذا كان موضوعه حراماً.. وأنت وإخوانك الممثلون تستطيعون أن تقدموا خدمة عظمى للإسلام إذا عملتم على إنتاج أفلام أو مسرحيات تدعو إلى مكارم الأخلاق.. بل أنتم تكونون بذلك أكثر قدرة على نشر الدعوة الإسلامية من كثير من وعاظ المساجد.

ثم قال الإمام:

- إنى أرحب بك.. وآمل أن تحضر لزيارتنا بدار الإخوان المسلمين بالحلمية الجديدة لنتبادل الرأى حول ما يمكن أن تسهموا به فى نشر الفضيلة والدعوة إلى الله - تعالى (2).

مع حسين صدقي

الفنان الآخر هو حسين صدقي، الذي يشير بعض معاصري البنا إلى علاقة بينه وبين البنا في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي، قبل وفاة البنا ببضعة شهور، وأكمل الأستاذ سيد قطب المشوار الدعوي معه؛ إذ كان يسكن بجواره الفنان حسين صدقي رحمه الله، وقد ذهب إليه يخبره أنه ينوي اعتزال التمثيل، وتركه نهائيًّا، فقال له سيد قطب: إنني أكتب عشرات المقالات، وأخطب عشرات الخطب، وبفيلم واحد تستطيع أن تُنهي على ما فعلته أنا أو تقوِّيه.. أنصحُكَ أن تستمرَّ ولكن بأفلام هادفة.

وبالفعل قدَّم حسين صدقي بعد ذلك فيلمين: الأول ضاع عن ذهني اسمه، وقد مثَّل فيه معه حسن فايق وعزيزة حلمي وماجدة، وكان يدور حول علاقة الأب بأبنائه، وأسلوب التربية الخطأ، وقد دخل هذه الأسرة المفكّكة فأقام علاقةً جيدةً بالأولاد؛ مما كان سببًا في تحسين علاقتهم بأبيهم وربهم.

أما الفيلم الآخر فهو فيلم: (الشيخ حسن) ولم أرَه، ولا يعرضه التلفزيون المصري، فقد صادرته الرقابة آنذاك، ولكني رأيت إعلانَه في الجرائد القديمة، وقد رأيت صورة حسين صدقي يرتدي الزى والعمامة الأزهرية، وشاركته في البطولة ليلى فوزي (3).

وتقول السيدة سميرة المغربى عن علاقة زوجها بالإخوان: حسين صدقى كان يؤدى الفروض، وكنت ألح عليه بعد التزامى أن يترك العمل فى السينما، وذات مرة أثناء زيارتنا لسيد قطب فى المستشفى قبيل إعدامه، ذكر زوجى له ما أطلب منه، فكان رده عليه: إن الحركة الإسلامية محتاجة لفن إسلامي، وإنني أكتب عشرات المقالات وأخطب عشرات الخطب، وبفيلم واحد تستطيع أنت أن تقضى على ما فعلته أنا أو تقويه، أنصحك أن تستمر لكن بأفلام هادفة (4).

الإخوان من المحنة للإصلاح

تعرضت جماعة الإخوان لمحن عديدة وضربات قوية أوقفت مسيرتها سواء من العدو الداخلي أو الخارجي، فنجدهم يتعرضون لمحنة 48م ثم 54م ثم 65م وغيرها الكثير حتى يومنا هذا وبالرغم من ذلك لم يتوقف الإخوان عن منهجهم الإصلاحي الذي على أساسه قامت دعوتهم، وظلت التربية الإيمانية والفقة الإسلامي مسيطر علي تعاملهم مع القضايا فنجد صالح عشماوي يكتب تحت عنوان: ماذا تعرض المسلسلات التليفزيونية؟

يقول الدكتور أحمد خيري حافظ، مدرس علم النفس بآداب عين شمس "أن الشخصيات التي تعرضها معظم المسلسلات شخصيات مضطربة نفسيا أو منحرفة سلوكيا، تضرب القيم الطيبة عرض الحائط، ولا تقوم المسلسلات بتعريتها وكشفها. وإنما تقدمها كنماذج لامعة تنال الإعجاب وتحظى بتقدير المشاركين في تقديم هذه المسلسلات.

كما تطرح المسلسلات قضايا مستهلكة كاذبة مثل الخيانة الزوجية وعصابات المافيا، والاختلاسات والانحرافات الجنسية، والعلاقات المشبوهة مع الشغالات وسير الراقصات والفنانات.. فهل هذه القضايا تشغل حقيقة اهتمام الأسرة المصرية؟

وكتب إلينا الأستاذ: مصطفى عبد الوهاب، كاتب وناقد سينمائي يقول في فيلم "صراع العشاق" الذي يعرض الآن لا ينبغي السكوت عليه لأنه يمس الدين مسا مباشرا، لا يخلوا من انعدام في الذوق وتبلد في الإحساس، واستهتار بكل قيمنا وشعائرنا الدينية من يحمي مصر من الفساد كما وجه السيد مصطفى غباشي عضو المجلس، انتقاد عنيفا إلى ما يقدم على الشاشة الصغيرة وأكد أن كثير مما يعرض في التليفزيون يتعارض مع قيمنا المصرية والدينية وبخاصة المسلسلات العربية التي تثير الخوف في نفوسنا على مستقبل أولادنا (5).

كما حيوا فعل وزير الشئون الاجتماعية حينام اتخذ موقف ضد النراقص ودور السينما فكتب صالح عشماوي تحت عنوان هل نطمع في إصلاح شامل يقول: قرأنا هذا البيان في الصحف فقلنا "أنجز وزير حر ما وعد"! وشجعنا هذا الوفاء على التقدم بطلب المزيد من الإصلاح حتى يكون شاملا كاملا، إن وزارة الشئون الاجتماعية تشرف على الصالات و"الكباريهات" كما تشرف على أفلام السينما، وإذا كانت الوزارة منعت منعا باتًا مناظر الرقص الخليع الذي يهدف إلى إيقاظ الغرائز ولن تسمح بعد اليوم بإظهار الأجسام العارية والحركات المثيرة على الشاشة البيضاء فأولى ثم أولى أن تمنع ظهور الأجسام العارية والحركات المثيرة من الراقصات في الصالات و"الكباريهات" إذ لا شك أن الفتنة هنا أشد وإثارة أحط الغرائز وإيقاظ الشهوات أقرب وأيسر! إن المنطق يقضي بمنع الرقص الخليع في أفلام السينما وفي الصالات وفي المسارح وفي الموالد وفي كل مكان أما أن يحال بين النظارة وبين خيال الراقصات العاريات على الشاشة البيضاء في الوقت الذي يسمح لهم فيه برؤية الراقصة العارية لحمًا ودمًا وهي تتلوى وتتثنى على خشبة المسرح أو الصالة فأمر غير مستساغ (6)

وقال صالح عشماوي:

أشرت في مقالي إلى ما وقع في مناقشة تقرير لجنة الإعلام ولجنة الشئون الدينية عن اقتراح العضو المحترم (محمود نافع) بإلغاء الأفلام الخليعة والقبلات المثيرة فيما تعرضه شاشة التليفزيون والسينما (7)

ويهاجم الشيخ الخطيب السينما بقوله:"دور للعرض مكدسة بالشباب وغير الشباب في اختلاط وتبرج. كلها حيل ماكرة لجذب الشباب إلى الباطل، وتدريبهم على الاستخفاف والاستهزاء والتجريح. وكأنما أغلقت كل السبل وسُدت كل الأبواب أمام الفنانين والمؤلفين والمخرجين، ولم يبق إلا مستوى الحب الرخيص والاستهانة بكل القيم. والواقع يشهد على صدق ما نقول.

وقد يعجب بعض الناس من هذا ويقول: إن هذه الأشياء من المقومات الكبرى لدى سائر الأمم المتحضرة في هذا العصر. ونقول: إن الإسلام لم يقف من هذه الأشياء هذا الموقف إلا لأنها مستوردة من حضارة غير حضارته، ونابعة من تصور غير تصوره، وللإسلام منطلق حضاري آخر مستقل بذاته لا يتفق أبدًا ومنطلقات هذه الحضارة" (8).

ولقد وضح الشيخ الخطيب الغاية من تحريم السينما أو غلقها فيقول:

وكل مسلم وخاصة الشباب ينتظرون منه على الأقل أن يطلب من المسئولين عن الإعلام أن يحذفوا مناظر الخلاعة والاستهتار بكل القيم من أفلام السينما وأشرطة التليفزيون.. وإلغاء مناظر القبلات المحمومة المحشورة عن قصد في كل مشهد لتحريك الغرائز الدنيا في نفس الإنسان، إنه يعلم يقينًا خطر هذه الأشياء على فلذات أكبادنا الذين يقلدون غيرهم في الفعل والسلوك والألفاظ والأزياء، ويتأثرون بكل صغيرة وكبيرة يسمعونها أو يشاهدونها".

ونسأل ما هو الحلال في السينما اليوم؟ وأين هي المصلحة التي تغلب على المفسدة؟ هل الاتجار بالجنس وإثارة الشهوات وطمس معالم الفضيلة .. حلال؟ وهل تجسيم الخيانات الزوجية وشرب الخمور كحل للمشاكل.. حلال؟ وهل التبرج والقبل والعري.. حلال؟ وهل تصوير رجل الدين الإسلامي ومدرس اللغة العربية بصورة مزرية وشكل مضحك أو رجل أبله أو وصولي أو جشع.. حلال؟ وهل اختلاط الجمهور داخل هذه الدور بصورة هي الفوضى بعينها.. حلال؟.

ويكشف الشيخ زيف العاملين في السينما والذي صرحوا بحقيقة ما يقومون من هدم وتدمير لصالح مصلحتهم فحسب فيقول: سأل النقاد أحد المخرجين لماذا سلطت الأضواء على جسد الممثلة طوال الفيلم وهي تتكسر وتتلوى وتبالغ في إثارة الجنس، وأهملت الجوانب الوطنية الجادة في القصة؟. قال بصراحة.. إنني أهتم بالشباك أكثر من عنايتي بالهدف الوطني أو بأي شيء آخر.. فهي تجارة ومكسب من أي طريق إذن (9).

ويكتب الأستاذ صلاح شادي مقالاً عنوانه: ”الفساد في كل واد وعلاج الحكومة سيل من الكلام“ بعد حملة عاتية على الخمور والمتبرجات والشباب المتهتك والتجاوزات الأخلاقية في المواصلات، ينتقل الكاتب إلى الأفلام السينمائية التي يعرضها التليفزيون: ”في المنازل.. تُعرض أحط الأفلام قدرًا، وأشنعها عرضًا، وأسخفها موضوعًا، وأبعدها عن الأخلاق إخراجًا. ويكفي اسمها ليدل على مواضيعها.. جوز مراتي.. فرخة وديك.. أنا وأختي والشيطان.. آخر أوتوبيس للجنة.. حفنة بنات.. المراهقين. أسماء فيها من سوء الأدب والخلق بقدر ما فيها من التطاول والتهجم الوقح على قيم الدين ومعالمه“ (10).

يكتب الدكتور إبراهيم هلال مقالاً عنوانه: ”حضارتنا.. تبدأ حيث تنتهي الحضارات“، ويذهب الكاتب إلى أن المسئولين عن الإعلام يهدمون ما يشيده الدعاة، ويروجون للغناء والرقص و”التمثيل الهدام باسم الفن“، ويصل إلى القول: ”والأدعى لموقف الاستغراب أن تكون هذه حفلات يحج إليها الناس، ويهرعون إلى إحدى دور السينما، أو نادى هيئة من الهيئات التي يفترض فيها أن رسالتها جدية، وأن البلد والشعب ينتظر منها تلك الجدية، وحياة الحزم، والوقار، كنادي الضباط مثلاً أو قاعة الاحتفالات بجامعة القاهرة. وأن تكون هذه الجلسة الشيطانية التي لا يترك إبليس فيها ركنًا إلا وقد حشد فيه من جنوده ما حشد من شياطين الإنس وشياطين الجن معًا لصالح جمعية خيرية أو عمل وطني!!“.

السينما تناقض الجدية والحزم والوقار، ومشاهدة الأفلام بمثابة جلسات شيطانية يحشد فيها إبليس جنوده!. كيف السبيل إلى مناقشة كاتب هذه أفكاره ومفرداته؟! (11).

وتكتب المذيعة التليفزيونية كريمان حمزة مقالاً عنوانه: ”بين الفن والترويح“. تقول الكاتبة الفاضلة إن وسائل الترويح كثيرة وعديدة: ”ومن بين ذلك وسائل الإعلام المتعددة، ودور السينما والمسرح، وأندية الرياضة والرحلات والموسيقى والطرب“. إلا أن الترويح قد اختلط أمره فهمًا ومأخذًا عند الكثيرين.. وخاصة من بيدهم أمر هذه الوسائل.. فظنوه رخصة تبيح لهم التحلل من كل القيم تحت شعار الفن من أجل الفن.. وتمادي القوم في ذلك فقدموا صورًا تخدش الحياء.. وتهتك ستر الأدب والخلق“ (12).

ويتساءل محمد عبد القدوس: "هل الفن بصورته الحالية يستحق أن يُقام له عيد يحضره كبار رجال الدولة؟ وهل هذا التصرف يرضي مشاعر الشعب؟ وهل يمثل هذه التصرفات تنهض الأمة من كبوة الفن الماجن الرقيع؟" (13).

نماذج على أرض الوقع

حاول شباب الإخوان ولوج السينما بأشياء هادفة فقاموا بعمل أفلام منها فيلم (وحدة مكافحة الزندقة) فقد قرر شباب الإخوان في مصر أن يطرحوا تجربتهم الخاصة – التي يعبرون من خلالها عن رؤيتهم للفن الراقي – ويقوموا بدخول عالم الفن السابع، حيث عنونوا هذه التجربة بـ”سينما الإخوان.. للفن الراقي عنوان”، في محاولة لخلق نوع جديد من الفن الهادف، الذي يعبر عن هموم المواطن المصري بطريقة غير مبتذلة.

قال ياسر السعيد، طالب في كلية الإعلام، وأحد فريق عمل “سينما الإخوان”، إن الفن عند الإخوان المسلمين ليس جديداً، بل هو موجود منذ إنشائها، وتهتم الجماعة به لخلق نوع من الفن الهادف البديل للفن الذي يسعى لإفساد العادات والتقاليد، لذلك قررنا نحن – عدداً من شباب الإخوان – خوض التجربة، ليتعرف العالم عن قرب أن الإخوان دعوة لا يشوبها التشدد أو التسيب والتفريط، بل هي جماعة لا تمانع في الدعوة لفن (هادف)، وذلك عن طريق جهد فردي غير تابع للإخوان رسمياً.

وطرح شباب الإخوان فيلم «وحدة مكافحة الزندقة» أحد أفلام فريق “سينما الإخوان”، رداً على كثرة الشائعات التي تواجه جماعة الإخوان المسلمين بالتعصب والتطرف.

ومن المعايير التي وضعها فريق «سينما الإخوان» للمشاركة فى إنتاج عدة أفلام كان أهمها العمل لتحقيق نهضة البلاد والحفاظ على المبادئ والأخلاق والعادات والتقاليد للشعب المصري، بالإضافة إلى ضرورة وجود موهبة فنية (14).

وعن فيلم التقرير علقت صحيفة تايمز أوف إسرائيل وقتها على هذا المشروع وقالت فى تقرير لها: يتم نشر الأفلام الجديدة التى يقدمها الإخوان عبر قناة خاصة على موقع يوتيوب، تحظى بمتابعة 687 مشتركًا، و300 ألف مشاهد.

واستعرضت الصحيفة فيلمين، أحدهما كوميدي، والآخر سياسي، يحملان عنواني: وحدة مكافحة الزندقة ، و اعمل الصح يا حمدي .

وقالت الصحيفة: الغريب هنا هو أن صناع السينما الإخوانية يعتقدون أن إنتاجاتهم ستخاطب شتى الفئات على رغم أنهم سيقدمون أعمالاً من اتجاه واحد في المجتمع من دون طرح الاتجاهات الأخرى ومن البديهي أن أي مجتمع يتوزع على اتجاهات عدة فكيف يتصورون إمكانية جذب الجميع، وهم يعبرون عن فكر ورأي واحد؟

ورغم الانتقادات التى حاصرت الإخوان من صناع السينما وأبرزهم تامر حبيب ومدحت العدل والمخرج خالد يوسف وآخرون، ورغم أن أكاديمية الفنون رفضت عرض فيلم تقرير ، داخل إحدى قاعاتها، في مارس 2013، بعد تعرضها لانتقادات من قبل فنانين وهيئات فنية، اعتبروا موافقة إدارة الأكاديمية على عرض الفيلم، بمثابة مشاركة فنية مع الإخوان المسلمين، خصوصا وأن الفيلم لم توافق عليه الرقابة، وتم الإعلان عنه في تحد لمؤسسات الدولة، رغم كل هذا إلا أن الإخوان شرعوا فى التجهيز لأعمالهم السينمائية التى قالوا إنها ستصل بهم للعالمية، وبدأ الشاعر والكاتب سيد درويش فى كتابة فيلمين معا هما حسن البنا و ثورة 25 يناير . غير أنهما لم يخرجا إلى النور بسبب المشكلات التى بدأت تواجه الجماعة وجلعتها تجيش أعضائها لتحقيق المكاسب السياسية بعيدا عن شاشات السينما.


الهامش

(1) جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية – السنة الخامسة – العدد 16 – 5رجب 1356هـ / 10سبتمبر 1937م.

(2) محمود عساف، مع الإمام الشهيد حسن البنا، صـ 39- 41

(3) عصام تليمة المسرح والسينما مرجع سابق

(4) عبده مصطفى دسوقي، عمالقة في ومن النسيان، منارات لنشر والتوزيع، 2008م الجزء الأول.

(5) الدعوة – العدد (63) – رمضان 1401هـ / يوليو 1981م.

(6) الإخوان المسلمون – العدد (56) – 28ربيع آخر 1364هـ / 4/4/1945م.

(7) الدعوة – العدد (64) – صفر 1400هـ / يناير 1981م.

(8) الدعوة – العدد رقم "49" في يونيو 1981م، باب الإفتاء

(9) الدعوة- المرجع السابق

(10) الدعوة- العدد الثامن، يناير 1977

(11) الدعوة- العدد 21، فبراير 1978م

(12) الدعوة- العدد رقم 27، أغسطس 1978م

(13) الدعوة- العدد رقم "30"، نوفمبر 1978م

(14) عين نيوز- رصد، الاثنين ٢/ ٧/ ٢٠١٢م.