الحلقة العاشرة الإخوان المسلمون والسلطة التشريعية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
الحلقة العاشرة الإخوان المسلمون والسلطة التشريعية


الإخوان وانتخابات 1948م

55شعار-الاخوان.jpg

كانت الانتخابات السابقة مؤشر دال على تعنت الحكومة والإنجليز للإخوان المسلمين فلن يقبل الإنجليز بولوج الإخوان داخل البرلمان أو التواجد في أماكن صناعة القرار...وحينما أدرك الإخوان ذلك حجموا بشكل ظاهر عن الدخول في هذا المعترك لكنهم وقفوا خلف من يرونه قريبا من أفكارهم ومنهجهم، فعمدوا لانتخاب كل من يعمل لصالح الوطن، ولديه القدرة على التصدي للفساد المستشري ولغطرسة المستعمر، ففي انتخابات 1948م قام الإخوان بترشيح الأستاذ صادق سلامة (القبطي) صاحب جريدة الإنذار ووكيل نقابة الصحفيين عن دائرة المنيا ,ولقد قامت شعبة الإخوان بالمنيا بتزكيته لدى مكتب الإرشاد والذي اعتمد هذه التزكية ووافق على ترشيح الأستاذ صادق سلامة (1).

كما إن شعب الإخوان المسلمين وقفت خلف اللواء محمد صالح حرب باشا رئيس جمعية الشبان المسلمين فى الانتخابات بدائرته بأسوان, وقد نددت جريدة الإخوان بالتصرفات الشاذة التي تمارسها الحكومة ضد صالح حرب وأتباعه لحساب منافسه السعدى, وطالبوا الحكومة بالحياد, كما ناشدوا الأسوانيين بالوقوف مع الحق (2).

وعندما أثير موقف اشتراك الإخوان فى الوفد الوطني قال مكرم عبيد: " لا أدرى لماذا أثير جدل عنيف حول اشتراك الإخوان فى السياسة وهم فى ذلك على دينهم والدين هو المثل الأعلى بمبادئه السامية, وقال أنا كمسيحي أطالب بالتمسك الشديد بمبادئ الإسلام.

الأخوات المسلمات والتشريع عام 1948

اهتم الأستاذ البنا بالمرأة ووضعها على رأس أهدافه فأنشأ قسم الأخوات المسلمات لدورها في استقامة المجتمع أو اعوجاجه.

ولذا لم تتوقف معاني الشورى والديمقراطية عند الإخوان فحسب بل واصلت نهجها وسط الأخوات المسلمات في وقت كان ينظر للمرأة على أنها خادمة للرجل فقط، لكن أعاد الإخوان فهمهم لطبيعة المرأة ودورها الذي أعطاها لها الإسلام.

وفى تلك الفترة تكون قسم للأخوات المسلمات، وكان رئيس القسم هو الشيخ عبد اللطيف الشعشاعي، وأما المشرف على القسم من قبل مكتب الإرشاد فكان الأستاذ صالح عشماوى.

ومع ازدياد نشاط الأخوات تكونت أول لجنة تنفيذية من الأخوات بتاريخ 12 من ربيع الأول 1363هـ الموافق 14 من أبريل 1944م، واتخذت لها مقرًا بالمنزل رقم 17شارع سنجر الخازن بالحلمية الجديدة بالقاهرة.

والجدير بالذكر أنه قد تشكلت لجنة إرشاد عامة للأخوات منبثقة عن اللجنة التنفيذية، ضمت كلا من:

1 -السيدة/ أمال العشماوي "رئيسة" زوجة منير الدلة وابنة محمد العشماوي باشا

2 -السيدة/ فاطمة عبد الهادي "وكيلة" زوجة الشهيد محمد يوسف هواش.

3 -السيدة/ أمينة على "أمينة الصندوق" زوجة محمود الجوهري.

4 -فاطمة توفيق "سكرتيرة أولى".

5- منيرة محمد نصر "سكرتيرة ثانية".

6 - زينب عبد المجيد .

7- هانم صالح.

8 -سنية الوشاحى زوجة عبدالحليم الوشاحي .

9 - فاطمة عبيد أم احمد من شبرا.

زهرة السنانيرى أخت الشهيد كمال السنانيري .

11- محاسن بدر.

12- فاطمة البدرى

في قسم الأخوات اجتمعت الهيئة التأسيسية للأخوات المسلمات لانتخابات لجنة الإرشاد العامة للأخوات في رمضان 1367هـ الموافق يوليو 1948م، في المركز الرئيسي للقسم بالمنيرة وقد حضره أغلبية عضوات الهيئة, وقد حضر الانتخاب الشيخ سيد سابق, وقد أجريت بطريقة الاقتراع السري وانتخبت اثنتي عشرة أختا واختير من بينهن رئيسة ووكيلة وأمينة صندوق وسكرتيرة (3).

لقد كان من أثر المحتل أن خرجت المرأة وزاحمت الرجال فى ميادين الحياة العامة, وقلدت المرأة الغربية فى كل شئونها دون تمييز, حتى الحياة السياسية طالبت بأن تكون عضوة في البرلمان وتمارس الحياة السياسية كالرجال. وكان للإخوان موقفا من هذه المسألة خاصة أنها تضخمت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية, وبعد أن أخذت الصحف تردد صوت المرأة مطالبة بحقوقها السياسية ورغبتها فى مساواتها بالرجل فى الانتخاب, فقد كان موقفهم وفقا لشرائع الإسلام, من أن المرأة شقيقة الرجل, وأن الله وهبها من المواهب مثل التى وهبها للرجل, وأن لها الحق فى التعلم والعمل بما يتناسب مع طبيعتها كامرأة وما يطلبه طبيعة المجتمع منها فى العمل كمدرسة أطفال أو طبيبة نساء أو ما شابه ذلك لكنهم رفضوا مزاحمتها للرجال فى الأعمال التى لا تعود عليها وعلى مجتمعها بالفائدة, وكما رفضوا خروجها للعمل رفضوا أن تشارك فى العملية السياسية, فقد ذكر الإمام حسن البنا فى رسالة (المرأة المسلمة) بأن المجتمع الإسلامى مجتمع فردى وليس زوجى وأن للرجال مجتماعتهم وللنساء مجتمعاتهن وإن كان الإسلام أباح للمرأة شهود العيد وحضور الجماعة إلا أنه اشترط فى ذلك شروط (4).

وقامت مجلة الإخوان المسلمين الأسبوعية باستطلاع رأى بعض علماء الأمة فى موضوع منح المرأة حق الإنتخاب, فاستطلعت رأى فضيلة الشيخ محمود شلتوت ومحمد زكى على باشا ومحمد خطاب بك, فكان رد الشيخ شلتوت أنه من العجب أن يزج بالمرأة فى المعارك الانتخابية لأن ذلك يقضى على الأخلاق, فالسياسة لا تعرف إلا الاحتيال والخديعة والإختلاط المنهى عنه, وشدد على تهذيب المرأة, لأن الانتخابات تقوم فى جو من المصالح الشخصية والثقافة والحوادث, ورأى محمد زكى باشا أنه يجب إعطاء المرأة المتعلمة حق الانتخابات وأنه ليس من العدل أن يكون للرجل غير المتعلم حق الانتخاب فى حين لا يكون للمرأة المتعلمة الحق فى ذلك, غير أنه أضاف بأن الوقت لم يحن بعد لتمثيل المرأة المصرية فى البرلمان والاشتراك فى عضوية المجالس النيابية, وكان رأى محمد خطاب بك أن إعطاء المرأة حق الانتخاب أمر ضروري لأنها نصف المجتمع, وأن العالم كله يسير على هذا النهج ونساء مصر ليسوا أقل من نساء العالم, ولقد كانت هذه الأراء الشخصية لهم (5).

ولقد قامت إحدى الصحف بعمل استفتاء على ما يقرب من 500 طالبة ووجهت لهن عدة أسئلة حول موضوع المرأة والبرلمان, وكان من هذه الأسئلة:

1- هل ترين أن الوقت قد حان لدخول المرأة البرلمان؟
2- هل تميلين إلى الدخول فى دراسة مشتركة مع الشبان؟
3- هل تفضلين الزواج أم الوظيفة؟

وقد عارضت الأغلبية دخول المرأة للبرلمان, وأيدت الدراسة المنفردة وفضلت الزواج على الوظيفة وقد نقلت مجلة الإخوان هذا الإستفتاء عن هذه الصحيفة (6).

وكتبت إحدى السيدات مقالا تحت عنوان (المرأة والبرلمان) ذكرت فيه أن لكل ميدان أسلحته المناسبة فهل استعدت المرأة بالأسلحة التى ستخوض بها معركة الحياة السياسية؟ وهل هى تصلح لهذا العمل أم أنها تنساق وراء الأجنبيات دون وعى؟.

وأكدت أن المرأة المصرية لا تستطيع أن تنجح فى الحياة النيابية خصوصا فى الوقت الراهن بسبب:-

1- أن عدد المتعلمات مازال قليلا جدا.
2- أن هذا العدد القليل لا يعرفن من مبادئ التربية إلا القشور ولا يدرين شيئا عن أصول الحياة النيابية.
3- أن الحياة النيابية فى مصر لم تصل بعد إلى الرقى المطلوب (7).

الإخوان وانتخابات 1951م

في 8 ديسمبر 1948م صدر قرار النقراشي باشا رئيس الوزراء بحل جماعة الإخوان المسلمين وفوجيء الجميع بحملة اعتقالات شديدة في صفوف الجماعة، واستمر الصدام حتى سقط الإمام حسن البنا شهيدا في 12 فبراير 1949م، وسعى بعدها بعض الإخوان على إلغاء قرار الحل.

تعرض الإخوان للتعذيب الشديد على يد إبراهيم باشا عبد الهادي الذي خلف النقراشي باشا حتى سمى عهد بالعسكري الأسود لبشاعة التعذيب، واستمر حتى أصدر الملك قرارا بإقالة إبراهيم عبد الهادي وسماها هدية العيد في 25 يوليو 1949م وكلف حسين سري باشا بتشكيل الوزارة، وبالفعل شكلها في 25 يوليو 1949م حتى 12 يناير 1950م وفي أثناء ذلك عمد لإجراء انتخابات برلمانية.

كان الإخوان ما زالوا يعانون المحنة وأثرها ومن ثم لم يتمكنوا من ترشيح أحد لكنهم وجد وقوفهم خلف الوفد هو أفضل السبل في ظل وعود الوفد لهم بإلغاء المعاناة الواقعة على الإخوان.

وقف الإخوان فيها خلف حزب الوفد حتى تحقق له النصر وعادت حكومة النحاس باشا مرة أخرى، من 12 يناير 1950وقد حدث في عهدها ألغيت معاهدة 1936م، وكذلك في عهدها حدثت موقعة الإسماعيلية 1952 بين الشرطة المصرية والقوات البريطانية. وأقيلت الوزارة بعد حريق القاهرة الذي وقع في 26 يناير 1952.

الهامش

(1) جريدة النادى العدد 4 السنة 11/21 شعبان 1367هـ, 29/6/1948.

(1) جريدة الإخوان المسلمون اليومية، العدد 89 سنة 1/7 ربيع أول 1365, 9/2/1946ص9.

(1) تاريخ قسم الأخوات المسلمات في جماعة الإخوان المسلمين و تطوره، عبده مصطفى دسوقي، موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمون، دار إقرأ للتوزيع والنشر والترجمة، 2011م، صـ 13

(1) رسالة المرأة المسلمة- مجموعة الرسائل للإمام حسن البنا, البصائر للبحوث والدراسات, الطبعة الأولى 1428هـ,2007م.

(1) المصدر السابق العدد 148 السنة 5 / 27 جماد أول 1366هـ, 19/4/1947 ص 7.

(1) جريدة الإخوان اليومية العدد 325 السنة2/5 رجب 1366هـ, 25/5/1947ص2.

(1) المصدر السابق العدد 503 السنة 2/ 9 صفر 1367هـ, 22/12/1947 ص6.