الحملة الصهيونية المسعورة وفرض واقع جديد!! / محمد السروجي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الحملة الصهيونية المسعورة وفرض واقع جديد!!


بقلم:محمد السروجي


من الواضح أن الكيان الصهيوني قد حدد و بدقة حدود دولته اليهودية العنصرية المنشودة، لذا فهو يعمل ليل نهار في ترسيمها واستكمال بنيتها الأساسية تحت رعاية أمريكية وصمت عربي ومشاهدة فلسطينية، حملة مسعورة من العمل المتواصل لبناء المستوطنات"الاسم الإعلامي للمستعمرات" في القدس والضفة، العمل على قدم وساق في المستعمرات الجديدة والقديمة سواء بسواء، ومازال المفوض الفلسطيني المسكين الذي تخلوا عنه وتركوه وحيداً وجامعته العربية الأكثر ضعفاً ومسكنة تصدر التصريحات الحماسية بل والنارية أحياناً، تصريحات عدم العودة للمفاوضات حتى يقف الاستيطان "الاحتلال" هي تصريحات معدومة الأثر والقيمة، ما الفائدة أن تعلن عن التفاوض أو عدمه والاحتلال يلتهم يومياً المساحات الشاسعة من الأراضي العربية في فلسطين ؟

موقف مريب وغريب أن تختزل القضية في الاستيطان أو حتى يتم الرضا بهذا الاسم، موقف غريب ومريب أن نغض الطرف عن جملة كبيرة من القضايا المتحركة والمفروضة منها ملف السجناء والمعتقلين والأسرى في سجون الاحتلال منذ عشرات السنين، وملف التغيير العمد لهوية أراضي ومنشآت وسكان ما قبل 67، والإصرار على حصار غزة الصامدة بل والمشاركة العربية في هذه الجرائم، الواقع يؤكد أن هناك مشروعا صهيونيا قد تم التوافق عليه دولياً بفرض الدولة اليهودية على الأرض ثم فتح ملف التفاوض وقت لا نجد ما نتفاوض عليه، كل الأطراف تملك العديد من أوراق الضغط لكن الأزمة في غياب الإرادة السياسية والتراجع أمام الضغوط الأمريكية بسبب شبكة المصالح الشخصية المعقدة وغير الوطنية، مصر تملك تجميد العلاقات مع الصهاينة خاصة وأن الأمن القومي المصري دائم التهديد بسبب شبكات الجاسوسية المتتالية "80 جاسوساً منذ كامب ديفيد حتى الآن" كما تملك فك الحصار عن غزة إذا ما تخلصت من عقدتها النفسية تجاه حماس، والأردن تملك تجميد اتفاقية وادي عربة التي انتهكها الصهاينة مراراً وتكراراً، وسلطة فتح تملك التحرر من أسر المال واتفاقات دايتون المذلة، كما تملك إنهاء ملف المصالحة وفوراً، إذا ما طهرت نفسها ممن يعملون لمصالح شخصية وخارجية وهم معلمون لديها بالاسم، وحماس تملك تنقية الأجواء بينها وبين فتح بل وبين دول الجوار منزوعة الإرادة والقرار، الموقف يزداد صعوبة وما رفضناه بالأمس صار أملاً ولو مؤقتاً اليوم، هل نستطيع كعرب التقدم ولو خطوة للأمام لفرض واقع يكافئ الواقع الصهيوني المقصود ؟ نعم نستطيع لو توفرت الإرادة وتحرر القرار.