الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الداعية الدكتورة نهلة الغزاوي في حوار حول شئون المرأة والطفل»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
سطر ١: سطر ١:
'''<center>الداعية الدكتورة نهلة الغزاوي في حوار حول شئون المرأة والطفل</center>'''
'''<center><font color="blue"><font size=5>الداعية الدكتورة [[نهلة الغزاوي]] في حوار حول شئون المرأة والطفل</font></font></center>'''


[06-08-[[2004]]]


- الخلل يحدث عندما نعالج قضايا المرأة بعيدًا عن ذاتها ورسالتها
== مقدمة ==


- أنشأنا في أستراليا مدرسة الإيمان ودار المقعدين والنوادي الأسرية
[[ملف:حوارات205.jpg|220بك|يسار]]


- في طريقنا إلى تأسيس المدرسة [[الإسلام]]ية الشاملة من الروضة إلى الثانوي
'''- الخلل يحدث عندما نعالج قضايا المرأة بعيدًا عن ذاتها ورسالتها'''


- نطمح إلى تأسيس أول جامعة إسلامية بأستراليا
'''- أنشأنا في أستراليا مدرسة الإيمان ودار المقعدين والنوادي الأسرية'''


[[ملف:استراليا.png|إطار|أنشطة لأبناء المسلمين في أستراليا]]  
'''- في طريقنا إلى تأسيس المدرسة [[الإسلام]]ية الشاملة من الروضة إلى الثانوي'''
يمثل المجلس الإسلامي الأسترالي لشئون المرأة، أحد أهم المعالم الدعوية الناشطة، بأستراليا، وتمثل الدكتورة نهلة الغزاوي مستشارة المجلس مع زوجها الداعية الدكتور إبراهيم أبو محمد جناحًا محلقًا في سماء هذا المجتمع، بما تحمله من قدرات وما تتأهل به من أسباب؛ حيث تجيد حفظ وترتيل القرآن الكريم، مع حصولها على إجازة القراءات برواية حفص عن عاصم، كما تجيد أربع لغات هي الفارسية- تخصصها- والتركية والعبرية والإنجليزية- لسانها الدعوي- إلى جانب العربية، لغة دينها وكتاب ربها.. وفي زيارتها وزوجها القاهرة.. كان هذا اللقاء.


'''- نطمح إلى تأسيس أول جامعة إسلامية بأستراليا'''
* تتعدد الحركات والهيئات التي تحمل راية المرأة وتتحدث عن قضاياها، فماذا عن المجلس الإسلامي الأسترالي لشئون المرأة؟
 
يمثل '''المجلس [[الإسلام]]ي الأسترالي لشئون المرأة'''، أحد أهم المعالم الدعوية الناشطة، بأستراليا، وتمثل الدكتورة [[نهلة الغزاوي]] مستشارة المجلس مع زوجها الداعية الدكتور [[إبراهيم أبو محمد]] جناحًا محلقًا في سماء هذا المجتمع، بما تحمله من قدرات وما تتأهل به من أسباب؛ حيث تجيد حفظ وترتيل القرآن الكريم، مع حصولها على إجازة القراءات برواية حفص عن عاصم، كما تجيد أربع لغات هي الفارسية- تخصصها- والتركية والعبرية والإنجليزية- لسانها الدعوي- إلى جانب العربية، لغة دينها وكتاب ربها.. وفي زيارتها وزوجها القاهرة.. كان هذا اللقاء.
 
 
== نص الحوار ==
 
* '''تتعدد الحركات والهيئات التي تحمل راية المرأة وتتحدث عن قضاياها، فماذا عن المجلس [[الإسلام]]ي الأسترالي لشئون المرأة؟'''
 
:ينبثق هذا المجلس عن المؤسسة [[الإسلام]]ية الأسترالية التي يرأسها الدكتور [[إبراهيم أبو محمد]] بمدينة سيدني بأستراليا؛ حيث كانت الحاجة إلى إنشائه ملحة، بعدما ظل العمل النسائي الدعوي لفترة طويلة يقوم على الجهود التطوعية غير المنظمة، وكانت تقوم بها مجموعة من المهاجرين إلى أستراليا، فوجدوا أن هناك نقصًا شديدًا بخصوص المرأة والطفل، فكان تأسيس هذا المجلس الذي أردنا خلاله أن يغطي كل شئون المرأة كعالمة ومتعلمة، ويجيب عن أسئلتها كأم وبنت..
 
:ويعالج قضاياها كزوجة وتلميذة، ولعل هذا يتضح من التسمية، التي تعم المرأة ككل، حتى لو كانت غير مسلمة، وتقوم بأنشطته مجموعة من فضليات السيدات برئاسة السيدة الدكتورة [[سامية عيتاني]]، وهي أستاذة فيزياء وكيمياء وتشاركها السيدة [[ياسمين إبراهيم]]، والدكتورة [[أحلام النقيب]]، وهي أستاذة جامعية في علم النفس، وكان هذا في [[يناير]] عام [[1997م]]؛ حيث وافقت الحكومة الأسترالية على إنشاء المجلس، وهو معترف به قانونيًا من الحكومة كمؤسسة ثقافية باسم أكوا.
 
:ويتكون مجلس إدارة المجلس من 7 أعضاء يشاركه مجلس عام مكون من 14 عضوًا.. وأنا إحدى عضوات مجلس الإدارة، إلى جانب عملي كمستشارة ثقافية له.


* '''يلاحظ أن مجلس الإدارة على مستوى رفيع من التأهيل العلمي.. فماذا عن تأهيلك الخاص على سبيل المثال؟'''


** ينبثق هذا المجلس عن المؤسسة [[الإسلام]]ية الأسترالية التي يرأسها الدكتور [[إبراهيم أبو محمد]] بمدينة سيدني بأستراليا؛ حيث كانت الحاجة إلى إنشائه ملحة، بعدما ظل العمل النسائي الدعوي لفترة طويلة يقوم على الجهود التطوعية غير المنظمة، وكانت تقوم بها مجموعة من المهاجرين إلى أستراليا، فوجدوا أن هناك نقصًا شديدًا بخصوص المرأة والطفل، فكان تأسيس هذا المجلس الذي أردنا خلاله أن يغطي كل شئون المرأة كعالمة ومتعلمة، ويجيب عن أسئلتها كأم وبنت.. ويعالج قضاياها كزوجة وتلميذة، ولعل هذا يتضح من التسمية، التي تعم المرأة ككل، حتى لو كانت غير مسلمة، وتقوم بأنشطته مجموعة من فضليات السيدات برئاسة السيدة الدكتورة [[سامية عيتاني]]، وهي أستاذة فيزياء وكيمياء وتشاركها السيدة [[ياسمين إبراهيم]]، والدكتورة أحلام النقيب، وهي أستاذة جامعية في علم النفس، وكان هذا في [[يناير]] عام [[1997م]]؛ حيث وافقت الحكومة الأسترالية على إنشاء المجلس، وهو معترف به قانونيًا من الحكومة كمؤسسة ثقافية باسم أكوا.
:نحن نعمل في مجتمع غاية في التقدم والتطور.. ومن هنا يجب أن نكون كما قال النبي- صلى الله عليه وسلم-:


ويتكون مجلس إدارة المجلس من 7 أعضاء يشاركه مجلس عام مكون من 14 عضوًا.. وأنا إحدى عضوات مجلس الإدارة، إلى جانب عملي كمستشارة ثقافية له.
:'''"كونوا شامة بين الناس"'''؛ ذلك لأنهم يحكمون على إسلامنا من خلال أشخاصنا.. وكل اللاتي يعملن معنا- حتى الطالبات منهن- على نفس المستوى وأكثر.. أما عن شخصي المتواضع.. فقد عملتُ مع زوجي الدكتور [[إبراهيم أبو محمد]] أكثر من عشر سنوات، ب[[الإمارات]] العربية المتحدة..  


* يلاحظ أن مجلس الإدارة على مستوى رفيع من التأهيل العلمي.. فماذا عن تأهيلك الخاص على سبيل المثال؟
:وكان عملي في مجال التدريس.. فدرست القرآن الكريم وختمته برواية حفص، وانتدبت نفسي خادمة لكتاب الله من يومها؛ حيث قمت بتدريسه بالإمارات، وشعرت عندما ذهبت إلى أستراليا بناءً على استشارة واستخارة- أن فترة الإمارات كانت منة وفضلاً ساقه الله إلي في تدريس القرآن وعلومه لغير العرب.. إلى جانب أن تخصصي العلمي كان في قسم اللغات [[الشرقية]] (فارسي-عبري- تركي) وواصلتُ الدراسات العليا في الماجستير والدكتوراه في هذا التخصص..  


** نحن نعمل في مجتمع غاية في التقدم والتطور.. ومن هنا يجب أن نكون كما قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "كونوا شامة بين الناس"؛ ذلك لأنهم يحكمون على إسلامنا من خلال أشخاصنا.. وكل اللاتي يعملن معنا- حتى الطالبات منهن- على نفس المستوى وأكثر.. أما عن شخصي المتواضع.. فقد عملتُ مع زوجي الدكتور إبراهيم أبو محمد أكثر من عشر سنوات، بالإمارات العربية المتحدة.. وكان عملي في مجال التدريس.. فدرست القرآن الكريم وختمته برواية حفص، وانتدبت نفسي خادمة لكتاب الله من يومها؛ حيث قمت بتدريسه بالإمارات، وشعرت عندما ذهبت إلى أستراليا بناءً على استشارة واستخارة- أن فترة الإمارات كانت منة وفضلاً ساقه الله إلي في تدريس القرآن وعلومه لغير العرب.. إلى جانب أن تخصصي العلمي كان في قسم اللغات الشرقية (فارسي-عبري- تركي) وواصلتُ الدراسات العليا في الماجستير والدكتوراه في هذا التخصص.. أما عن اللغة الإنجليزية فقد أجدتها في أستراليا.. والحمد لله تعالى أنا أحاضر بها.. وقمت بالتدريس بها في مدارس حكومية أسترالية، كما قمت بعدة أعمال في ميدان الخدمة الاجتماعية.. مما أهلني لحمل هذا الشرف العظيم من خلال المجلس الأسترالي [[الإسلام]]ي لشئون المرأة الذي يضم في عضويته 250 سيدة غير الضيوف من غير المسلمات والراغبات في التعرف على [[الإسلام]] عن قرب، وما أكثرهن في هذا المجتمع المفتوح.
:أما عن اللغة الإنجليزية فقد أجدتها في أستراليا.. والحمد لله تعالى أنا أحاضر بها.. وقمت بالتدريس بها في مدارس حكومية أسترالية، كما قمت بعدة أعمال في ميدان الخدمة الاجتماعية.. مما أهلني لحمل هذا الشرف العظيم من خلال المجلس الأسترالي [[الإسلام]]ي لشئون المرأة الذي يضم في عضويته 250 سيدة غير الضيوف من غير المسلمات والراغبات في التعرف على [[الإسلام]] عن قرب، وما أكثرهن في هذا المجتمع المفتوح.


   
   
== عرض المجتمع وشرف الحياة ==
== عرض المجتمع وشرف الحياة ==


* قضايا المرأة والطفل.. يتم العبث بها بصورة مخيفة في هذه الأيام.. فهل تواجهون مثل هذا في عملكم في ميدان المرأة بأستراليا؟
[[ملف:حوارات206.jpg|250بك|تصغير|<center> أنشطة لأبناء المسلمين في أستراليا</center>]]
 
* '''قضايا المرأة والطفل.. يتم العبث بها بصورة مخيفة في هذه الأيام.. فهل تواجهون مثل هذا في عملكم في ميدان المرأة بأستراليا؟'''
 
:فعلاً المرأة اليوم ضحية لعدة مؤامرات، تدفع إليها دون أن تدري، وتدفع ضريبتها من ذاتها ووجودها وكرامتها وإنسانيتها، وهي شبه مخدرة أو مخدوعة.. كالذي ينتحر سعيدًا.. وغاب عنها أنها عِرض المجتمع وشرف الحياة.. ومثل هذا الصراع الذي يزج بالمرأة في أتونه لا وجود له في المنهج [[الإسلام]]ي المتكامل.. الذي يعالج قضايا المرأة ككل..


:والخلل لا يأتي عندما نعالج قضايا المرأة كامرأة فقط.. نعمل لها على أساس الجنس والنوع.. لا على أساس الذات والرسالة.. فالمرأة بنت، وأم وزوجة، وأخت وجدة وعالمة، وعاملة ومطلقة، وعانس، وغنية وفقيرة، وجاهلة وباحثة وقيادية، وربة بيت.. فإذا اختزلنا هذا الوجود الظليل للمرأة.. وحصرنا قضاياها في جسدها وجيبها فقد احتقرناها واختزلناها وتاجرنا بها عن عمد وسوء نية ميبتة.


** فعلاً المرأة اليوم ضحية لعدة مؤامرات، تدفع إليها دون أن تدري، وتدفع ضريبتها من ذاتها ووجودها وكرامتها وإنسانيتها، وهي شبه مخدرة أو مخدوعة.. كالذي ينتحر سعيدًا.. وغاب عنها أنها عِرض المجتمع وشرف الحياة.. ومثل هذا الصراع الذي يزج بالمرأة في أتونه لا وجود له في المنهج الإسلامي المتكامل.. الذي يعالج قضايا المرأة ككل.. والخلل لا يأتي عندما نعالج قضايا المرأة كامرأة فقط.. نعمل لها على أساس الجنس والنوع.. لا على أساس الذات والرسالة.. فالمرأة بنت، وأم وزوجة، وأخت وجدة وعالمة، وعاملة ومطلقة، وعانس، وغنية وفقيرة، وجاهلة وباحثة وقيادية، وربة بيت.. فإذا اختزلنا هذا الوجود الظليل للمرأة.. وحصرنا قضاياها في جسدها وجيبها فقد احتقرناها واختزلناها وتاجرنا بها عن عمد وسوء نية ميبتة.
:وأما عن أستراليا والغرب عمومًا، فقد تجاوزت قضية المرأة هذه الأبعاد المادية والحسية التي جربتها المرأة وما جنت منها غير الضياع المرير.


وأما عن أستراليا والغرب عمومًا، فقد تجاوزت قضية المرأة هذه الأبعاد المادية والحسية التي جربتها المرأة وما جنت منها غير الضياع المرير.
* '''وماذا عن بعض أنشطتكم الواقعية التي تجسد هذه الرسالة السامية؟'''


* وماذا عن بعض أنشطتكم الواقعية التي تجسد هذه الرسالة السامية؟
:كما قلت.. نحن نعمل على كل محاور المرأة التي تؤثر فيها أو تتأثر بها.. والمجتمع أمامنا مفتوح حتى قاعات البرلمان الأسترالي فقد ألقينا على سبيل المثال-مؤخرًا- محاضرة تحت عنوان:


** كما قلت.. نحن نعمل على كل محاور المرأة التي تؤثر فيها أو تتأثر بها.. والمجتمع أمامنا مفتوح حتى قاعات البرلمان الأسترالي فقد ألقينا على سبيل المثال-مؤخرًا- محاضرة تحت عنوان: "ما الإسلام؟" باللغة الإنجليزية من زاوية المرأة، وعندما رآنا الأستراليون بحجابنا ظنوا أننا مجموعة من الراهبات.. وبعد المحاضرة لا تدري كم التساؤلات والاستفسارات التي تفجرت حول التعريف بهذا الدين العظيم الذي لن يملأ المساحات الحائرة في عالم اليوم سواه.. ويحضرني هنا قول الكاتب الأيرلندي الشهير [[برناردشو]] الذي قال: إني أكن كل تقديري لدين محمد لحيويته العجيبة، فهو الدين الوحيد الذي يبدو لي أن له كل الطاقات الهائلة لملاءمته أوجه الحياة المتغيرة، وصالحًا لكل العصور، ولقد درست حياة هذا الرجل العجيب.. وفي رأيي أنه يجب أن يُسمى منقذ البشرية دون أن يكون في ذلك عداء للمسيح.. وإني لأعتقد أنه لو أتيح لرجل مثله أن يتولى منفردًا حكم هذا العالم الحديث، لحالفه التوفيق في حل جميع مشكلاته بأسلوب يؤدي إلى السلام والسعادة، وهذا ما يفتقر إليه العالم كثيرًا.. ثم أضاف هذا الكاتب العظيم: "وإني أستطيع أن أتنبأ بأن العقيدة التي جاء بها محمد ستلقى قبولاً حسنًا في أوروبا في الغد، وقد بدأت تجد آذانًا صاغية في أوروبا اليوم".
:'''"ما [[الإسلام]]؟"''' باللغة الإنجليزية من زاوية المرأة، وعندما رآنا الأستراليون بحجابنا ظنوا أننا مجموعة من الراهبات.. وبعد المحاضرة لا تدري كم التساؤلات والاستفسارات التي تفجرت حول التعريف بهذا الدين العظيم الذي لن يملأ المساحات الحائرة في عالم اليوم سواه..  


وهذا هو الواقع الذي نحياه كل ساعة بالفعل؛ حيث يفتح الله لهذه الدعوة ويفتح بها.. أعينًا عُميًا، وآذانًا صمًا، وقلوبًا غلفًا.. وقد دُعينا لمؤتمر سنوي لكل مدرسات ولايات أستراليا، وهو يعقد مرة في السنة- وألقيت كلمة عن [[الإسلام]] في آلاف المدرسات، كما ألقى الدكتور محمد النقيب محاضرة عالجت صورة المرأة وشئون الطفل من جميع الجوانب مع عرض سينمائي، ومحاضرة أخرى ألقاها د. إبراهيم أبو محمد عن مكانة المرأة في الإسلام ووزعنا نسخًا من المصحف المترجم بالإنجليزية، وعلى إثر هذا النشاط امتلأ بريدنا الإلكتروني بالرسائل والتساؤلات، وتلقينا عشرات الدعوات لإعادة مثل هذا النشاط، وهي الآن قيد التنظيم والتنفيذ.
:'''ويحضرني هنا قول الكاتب الأيرلندي الشهير [[برناردشو]] الذي قال:'''


'''*هل يقتصر دوركم على المحاضرات والندوات الثقافية؟'''
:إني أكن كل تقديري لدين محمد لحيويته العجيبة، فهو الدين الوحيد الذي يبدو لي أن له كل الطاقات الهائلة لملاءمته أوجه الحياة المتغيرة، وصالحًا لكل العصور، ولقد درست حياة هذا الرجل العجيب.. وفي رأيي أنه يجب أن يُسمى منقذ البشرية دون أن يكون في ذلك عداء للمسيح..


** أنشأنا مدرسة لتعليم القرآن الكريم واللغة العربية للأبناء، وملحق بها فصول للأمهات أيام السبت والأحد، وهي مدرسة الإيمان، كما أقمنا بيتًا للمعوقين يضاهي بيوت المعوقين التي أقامتها الحكومة الأسترالية بكل إمكاناتها.. وقمنا بفصل البنات عن البنين في هذه الدار.. واستطاعت الفتيات العاملات معنا بالمجلس من طالبات الجامعات تخصيص غرف بالجامعات للصلاة واللقاء [[الإسلام]]ي بينهن، وأسسنا يوم الثقافة العالمي الذي تحضر إليه كل وسائل الإعلام، ويحضر إليه الضيوف من مختلف مدن أستراليا للتعرف على الإسلام، كما أننا الآن بصدد إنشاء مدرسة إسلامية شاملة من الروضة إلى الثانوي، نحافظ فيها على البرنامج التعليمي الإسترالي، مع مزاوجته باللغة العربية والدين الإسلامي والقرآن الكريم.. بل وتذهب بنا الطموحات إلى إنشاء جامعة إسلامية معترف بها من الحكومة الإسترالية.
:وإني لأعتقد أنه لو أتيح لرجل مثله أن يتولى منفردًا حكم هذا العالم الحديث، لحالفه التوفيق في حل جميع مشكلاته بأسلوب يؤدي إلى السلام والسعادة، وهذا ما يفتقر إليه العالم كثيرًا.. ثم أضاف هذا الكاتب العظيم: '''"وإني أستطيع أن أتنبأ بأن العقيدة التي جاء بها محمد ستلقى قبولاً حسنًا في أوروبا في الغد، وقد بدأت تجد آذانًا صاغية في أوروبا اليوم"'''.


* تكمن دائمًا وراء الأعمال الناجحة شخصيات ذات قدرات ومواهب وإخلاص كبير.. فما أهم الشخصيات الساهرة وراء هذا العمل الموفق بفضل الله تعالى؟
:وهذا هو الواقع الذي نحياه كل ساعة بالفعل؛ حيث يفتح الله لهذه الدعوة ويفتح بها.. أعينًا عُميًا، وآذانًا صمًا، وقلوبًا غلفًا.. وقد دُعينا لمؤتمر سنوي لكل مدرسات ولايات أستراليا، وهو يعقد مرة في السنة- وألقيت كلمة عن [[الإسلام]] في آلاف المدرسات، كما ألقى الدكتور [[محمد النقيب]] محاضرة عالجت صورة المرأة وشئون الطفل من جميع الجوانب مع عرض سينمائي، ومحاضرة أخرى ألقاها د. إبراهيم أبو محمد عن مكانة المرأة في [[الإسلام]] ووزعنا نسخًا من المصحف المترجم بالإنجليزية، وعلى إثر هذا النشاط امتلأ بريدنا الإلكتروني بالرسائل والتساؤلات، وتلقينا عشرات الدعوات لإعادة مثل هذا النشاط، وهي الآن قيد التنظيم والتنفيذ.


** من فضل الله علينا أننا مجموعة متحابة في الله عز وجل.. على غاية اليقظة والوعي، ألا تستغرقنا الخلافات أو تبدد جهودنا المنعطفات والقضايا الجانبية.. فإن الله يحب من الأمور معاليها ويكره سفسافها، كما ورد في الحديث الشريف، فالمجلس ترأسه في بداية تأسيسه السيدة ياسمين إبراهيم وهي طاقة هائلة في العمل والدعوة والنشاط الاجتماعي ثم السيدة الدكتورة ثريا العشري، وأحدثت بالمجلس أنشطة الرحلات العائلية، وتنظيم المسابقات الدينية والترفيهية للعائلات.. من ألعاب وقراءة وثقافة حرة، وأسئلة وأجوبة، ومباريات كروية، وأنشطة رياضية للرجال.. وقمنا بتأجير حدائق عامة لهذا النشاط الواسع، وكنا نحرص على الاستفادة من كل دقيقة.. من حفل ختامي لتوزيع الجوائز الرمزية.. ولا تدري كم أحدث هذا النشاط من ترابط عائلي وأسري وما أثمره من تعارف وتعاون على البر والتقوى.
*'''هل يقتصر دوركم على المحاضرات والندوات الثقافية؟'''


ثم جاءت الأخت عبير مكحل، وكان تركيزها على الأنشطة الثقافية، وحاولت في دورة رئاستها للمجلس وفي فترتها أيضًا أنشأنا مدرسة الإيمان ودار المعوقين وحمامات سباحة مغلقة للسيدات.. وأذكر بكل سعادة أيام الدورة الأولمبية التي أقيمت بأستراليا؛ حيث أقمنا عدة أنشطة، دعونا إليها وزراء الأمن والرياضة والثقافة والبرلمان، وأقمنا محاضرة حول الإسلام بين التعصب والتسامح، ألقاها الدكتور [[إبراهيم أبو محمد]]، وخرج الناس بعدها في غاية السرور من تعاوننا معهم، وشرح أنفسنا وديننا لهم، لدرجة أنهم أجابوا جميع مطالبنا لديهم.
:أنشأنا مدرسة لتعليم القرآن الكريم واللغة العربية للأبناء، وملحق بها فصول للأمهات أيام السبت والأحد، وهي مدرسة الإيمان، كما أقمنا بيتًا للمعوقين يضاهي بيوت المعوقين التي أقامتها الحكومة الأسترالية بكل إمكاناتها.. وقمنا بفصل البنات عن البنين في هذه الدار..  


ولابد أن نذكر العشرات من جنود الله المجهولين.. من أمثال الأخت النابغة إنعام الطباع، وهي للعلم القاضية المسلمة الوحيدة بقارة أستراليا، وشقيقها عبد الله الطباع مستشار وزير المواصلات.. والمهندسة منى الصاوي، وهي مهندسة كمبيوتر متميزة، وعشرات الأخوات الفضليات العاملات لدين الله الفاتح.
:واستطاعت الفتيات العاملات معنا بالمجلس من طالبات الجامعات تخصيص غرف بالجامعات للصلاة واللقاء [[الإسلام]]ي بينهن، وأسسنا يوم الثقافة العالمي الذي تحضر إليه كل وسائل الإعلام، ويحضر إليه الضيوف من مختلف مدن أستراليا للتعرف على [[الإسلام]]، كما أننا الآن بصدد إنشاء مدرسة إسلامية شاملة من الروضة إلى الثانوي، نحافظ فيها على البرنامج التعليمي الإسترالي، مع مزاوجته باللغة العربية والدين [[الإسلام]]ي والقرآن الكريم.. بل وتذهب بنا الطموحات إلى إنشاء جامعة إسلامية معترف بها من الحكومة الإسترالية.
 
* '''تكمن دائمًا وراء الأعمال الناجحة شخصيات ذات قدرات ومواهب وإخلاص كبير.. فما أهم الشخصيات الساهرة وراء هذا العمل الموفق بفضل الله تعالى؟'''
 
:من فضل الله علينا أننا مجموعة متحابة في الله عز وجل.. على غاية اليقظة والوعي، ألا تستغرقنا الخلافات أو تبدد جهودنا المنعطفات والقضايا الجانبية.. فإن الله يحب من الأمور معاليها ويكره سفسافها، كما ورد في الحديث الشريف، فالمجلس ترأسه في بداية تأسيسه السيدة [[ياسمين إبراهيم]] وهي طاقة هائلة في العمل والدعوة والنشاط الاجتماعي ثم السيدة الدكتورة [[ثريا العشري]]، وأحدثت بالمجلس أنشطة الرحلات العائلية، وتنظيم المسابقات الدينية والترفيهية للعائلات.. من ألعاب وقراءة وثقافة حرة، وأسئلة وأجوبة، ومباريات كروية، وأنشطة رياضية للرجال..
 
:وقمنا بتأجير حدائق عامة لهذا النشاط الواسع، وكنا نحرص على الاستفادة من كل دقيقة.. من حفل ختامي لتوزيع الجوائز الرمزية.. ولا تدري كم أحدث هذا النشاط من ترابط عائلي وأسري وما أثمره من تعارف وتعاون على البر والتقوى.
 
:ثم جاءت الأخت عبير مكحل، وكان تركيزها على الأنشطة الثقافية، وحاولت في دورة رئاستها للمجلس وفي فترتها أيضًا أنشأنا مدرسة الإيمان ودار المعوقين وحمامات سباحة مغلقة للسيدات.. وأذكر بكل سعادة أيام الدورة الأولمبية التي أقيمت بأستراليا؛ حيث أقمنا عدة أنشطة، دعونا إليها وزراء الأمن والرياضة والثقافة والبرلمان، وأقمنا محاضرة حول [[الإسلام]] بين التعصب والتسامح، ألقاها الدكتور [[إبراهيم أبو محمد]]، وخرج الناس بعدها في غاية السرور من تعاوننا معهم، وشرح أنفسنا وديننا لهم، لدرجة أنهم أجابوا جميع مطالبنا لديهم.
 
:ولابد أن نذكر العشرات من جنود الله المجهولين.. من أمثال الأخت النابغة [[إنعام الطباع]]، وهي للعلم القاضية المسلمة الوحيدة بقارة أستراليا، وشقيقها عبد الله الطباع مستشار وزير المواصلات.. والمهندسة [[منى الصاوي]]، وهي مهندسة كمبيوتر متميزة، وعشرات الأخوات الفضليات العاملات لدين الله الفاتح.




== خطوة إلى الأمام دائمًا ==
== خطوة إلى الأمام دائمًا ==


* كثيرًا ما يشكو العاملون للإسلام بالغرب من جماعات الضغط، خاصة اللوبي [[اليهود]]ي.. فما أهم المضايقات والضغوط التي تتعرضون لها؟
*''' كثيرًا ما يشكو العاملون للإسلام بالغرب من جماعات الضغط، خاصة اللوبي [[اليهود]]ي.. فما أهم المضايقات والضغوط التي تتعرضون لها؟'''


** نحن ندرك جيدًا أننا نعمل في فراغ مطلق.. ونعلم تمامًا بؤر اللعنة والفساد.. ولكننا نتخذ شعارًا نتعاهد بأخذ خطوة إلى الأمام دائمًا.. وليعمل بيننا قانون الانتقاء الطبيعي، حيث البقاء دائمًا للأصلح.. والمجتمع الأسترالي إلى جانب كونه مجتمعًا مفتوحًا، إلا أنه بالغ التعقيد.. حيث توجد به خلاصة التركيبة الاجتماعية والثقافية الأوروبية والأمريكية.. واليهود أسبق منا إليه، وأنفذ تأثيرًا ولكننا مواطنون أستراليون نعمل لصالح ذلك المجتمع من خلال إسلامنا.. فنحن نوائم بين متغيرات كثيرة، لابد أن يلعب الفهم والفقه والثبات والمرونة دورها الأول.. وإلا.. فنحن عرب مجاهيل نضرب في شعاب التيه والأحلام.
:نحن ندرك جيدًا أننا نعمل في فراغ مطلق.. ونعلم تمامًا بؤر اللعنة والفساد.. ولكننا نتخذ شعارًا نتعاهد بأخذ خطوة إلى الأمام دائمًا.. وليعمل بيننا قانون الانتقاء الطبيعي، حيث البقاء دائمًا للأصلح.. والمجتمع الأسترالي إلى جانب كونه مجتمعًا مفتوحًا، إلا أنه بالغ التعقيد..  


:حيث توجد به خلاصة التركيبة الاجتماعية والثقافية الأوروبية والأمريكية.. واليهود أسبق منا إليه، وأنفذ تأثيرًا ولكننا مواطنون أستراليون نعمل لصالح ذلك المجتمع من خلال إسلامنا.. فنحن نوائم بين متغيرات كثيرة، لابد أن يلعب الفهم والفقه والثبات والمرونة دورها الأول.. وإلا.. فنحن عرب مجاهيل نضرب في شعاب التيه والأحلام.


* معنى هذا أن القضايا العربية تحتل عندكم مرتبة متأخرة؟  
* '''معنى هذا أن القضايا العربية تحتل عندكم مرتبة متأخرة؟'''


** كلا.. قضايانا هي قضايا أمتنا ولكن على بقعة أخرى ومجتمع آخر.. فقضية القضايا [[فلسطين]] قضية مصيرية بالنسبة لنا.. ولكني لا يمكن أن أفرضها كقضية مصيرية للشعب الأسترالي، ولكننا يمكن أن ندفع بها كقضية بالغة الأهمية للشعب الأسترالي من منظور إنساني.. كذلك الأمر الآن بالنسبة لقضية العراق.. أو قضية الحجاب التي فجرتها فرنسا.. ونحن نتمنى أن نكون على ارتباط وثيق بقضايانا العربية، والباب مفتوح لكل من يجب أن يشارك حتى ولو بالرأي أو المشورة أو الدعاء لنا.. فنحن يجب أن ندرك أننا دعاة أستراليون أولاً، قبل أن نكون مندوبين لقضايانا الخاصة.. وإذا نجحنا في الأولى.. نجحنا في الثانية.
:كلا.. قضايانا هي قضايا أمتنا ولكن على بقعة أخرى ومجتمع آخر.. فقضية القضايا [[فلسطين]] قضية مصيرية بالنسبة لنا.. ولكني لا يمكن أن أفرضها كقضية مصيرية للشعب الأسترالي، ولكننا يمكن أن ندفع بها كقضية بالغة الأهمية للشعب الأسترالي من منظور إنساني.. كذلك الأمر الآن بالنسبة لقضية [[العراق]].. أو قضية الحجاب التي فجرتها فرنسا..  


:ونحن نتمنى أن نكون على ارتباط وثيق بقضايانا العربية، والباب مفتوح لكل من يجب أن يشارك حتى ولو بالرأي أو المشورة أو الدعاء لنا.. فنحن يجب أن ندرك أننا دعاة أستراليون أولاً، قبل أن نكون مندوبين لقضايانا الخاصة.. وإذا نجحنا في الأولى.. نجحنا في الثانية.


* إلى جانب ما سبق من نجاحات وأنشطة، ما أهم النجاحات التي حققتموها باعتباركم داعيات أستراليات؟
* '''إلى جانب ما سبق من نجاحات وأنشطة، ما أهم النجاحات التي حققتموها باعتباركم داعيات أستراليات؟'''


** ليس هناك نجاح منفرد يمكن أن ينسب إلى أحد من الناس.. فالنجاح ثمرة طيبة لتعاون طيب، وقد حققنا بفضل الله تعالى أعظم نجاح جماعي يمكن أن يذكر في إعداد برنامج تعليمي إسلامي متكامل مع البرنامج التعليمي الأسترالي بالمدارس.. وهو يدرس الآن في مئات المدارس باعتراف الحكومة وإقرارها له قانونًا.. لأن البرنامج الأسترالي التعليمي لا يحتاج إلى مساعدة أو عون.. إنما يحتاج إلى أن يتوازن إسلاميًا وتربويًا.. وقد قمنا بمشاركة العديد من الجهات والهيئات في إعداد هذا البرنامج والحمد لله.
:ليس هناك نجاح منفرد يمكن أن ينسب إلى أحد من الناس.. فالنجاح ثمرة طيبة لتعاون طيب، وقد حققنا بفضل الله تعالى أعظم نجاح جماعي يمكن أن يذكر في إعداد برنامج تعليمي إسلامي متكامل مع البرنامج التعليمي الأسترالي بالمدارس.. وهو يدرس الآن في مئات المدارس باعتراف الحكومة وإقرارها له قانونًا.. لأن البرنامج الأسترالي التعليمي لا يحتاج إلى مساعدة أو عون.. إنما يحتاج إلى أن يتوازن إسلاميًا وتربويًا.. وقد قمنا بمشاركة العديد من الجهات والهيئات في إعداد هذا البرنامج والحمد لله.


كما قمنا بإعداد دورات تأهيلية لتعليم السيدات القادمات الجدد إلى أستراليا، وكيف يتعاملن مع البيئة الأسترالية.. من شتى الجوانب، كما قُمنا بتطبيق منهج تعليم [[القرآن]] الكريم والتربية [[الإسلام]]ية واللغة العربية في معظم المدارس [[الإسلام]]ية.
:كما قمنا بإعداد دورات تأهيلية لتعليم السيدات القادمات الجدد إلى أستراليا، وكيف يتعاملن مع البيئة الأسترالية.. من شتى الجوانب، كما قُمنا بتطبيق منهج تعليم [[القرآن]] الكريم والتربية [[الإسلام]]ية واللغة العربية في معظم المدارس [[الإسلام]]ية.


كما استفدنا من إذاعة [[القرآن]] الكريم بأستراليا في تقديم برنامج في رمضان الماضي "هكذا علمتني الحياة"، كنت أعده وأقدمه أنا والأخت سمر المجذوب بأسلوب وعظي تعليمي للمرأة من خلال قصة.. وقدمنا برامج تجويد القرآن على الهواء مع الأولاد، كما قدمنا برامج المسابقات وقصص الأنبياء وبرامج المطبخ والطب النسائي.. ونحن بصدد الإعداد لإصدار مجلة نسائية.
:كما استفدنا من إذاعة [[القرآن]] الكريم بأستراليا في تقديم برنامج في رمضان الماضي '''"هكذا علمتني الحياة"'''، كنت أعده وأقدمه أنا والأخت سمر المجذوب بأسلوب وعظي تعليمي للمرأة من خلال قصة.. وقدمنا برامج تجويد القرآن على الهواء مع الأولاد، كما قدمنا برامج المسابقات وقصص الأنبياء وبرامج المطبخ والطب النسائي.. ونحن بصدد الإعداد لإصدار مجلة نسائية.


*'''وما صورة العمل الدعوي لديكم بعد 11 [[سبتمبر]]، وما صاحبها من تغيرات وتحولات في العالم أجمع نحو [[الإسلام]] والمسلمين؟'''
'''* وما صورة العمل الدعوي لديكم بعد 11 سبتمبر، وما صاحبها من تغيرات وتحولات في العالم أجمع نحو الإسلام والمسلمين؟'''


** لدينا فريق عمل بالغ الحيوية والنشاط، يضم مع من ذكرت من قبل الأخوات [[زينة النقيب]] و[[سونيا صادق]] و[[مريم الكروش]] والأخت سروة وغيرهن، كما أنه تحت أيدينا 25 بنتًا نعدهن ليكن فريق عمل جديد من المسلمات الملتزمات.. وهؤلاء هن أولاد البيئة الأسترالية تمامًا، مع احتفاظهن بهويتهن [[الإسلام]]ية الطيبة.
:لدينا فريق عمل بالغ الحيوية والنشاط، يضم مع من ذكرت من قبل الأخوات [[زينة النقيب]] و[[سونيا صادق]] و[[مريم الكروش]] والأخت سروة وغيرهن، كما أنه تحت أيدينا 25 بنتًا نعدهن ليكن فريق عمل جديد من المسلمات الملتزمات.. وهؤلاء هن أولاد البيئة الأسترالية تمامًا، مع احتفاظهن بهويتهن [[الإسلام]]ية الطيبة.


والحكومة الأسترالية تدعمنا في بعض الأنشطة، كمعسكرات التنس الصيفية، وتدعمنا في بعض الأعمال كمدرسة الإيمان وزيارات بيوت العجزة، والأعمال الاجتماعية الخاضعة للإشراف المالي والرقابي الحكومي بكل دقة والتزام.
:والحكومة الأسترالية تدعمنا في بعض الأنشطة، كمعسكرات التنس الصيفية، وتدعمنا في بعض الأعمال كمدرسة الإيمان وزيارات بيوت العجزة، والأعمال الاجتماعية الخاضعة للإشراف المالي والرقابي الحكومي بكل دقة والتزام.


ولكن بعد أحداث سبتمبر، حاولت الحكومة فرض بعض القوانين علينا، فقمنا بتزويدهم برؤيتنا [[الإسلام]]ية التي تراعي المصلحة ولا تصطدم بالواقع الأسترالي، من خلال مذكرة تفسيرية واسعة وعميقة، ولله الحمد والفضل، فقد استجابت الحكومة، وحدث نوع كبير من المواءمة؛ حيث رُوعيت في القوانين الخاصة بنا رؤيتنا الإسلامية، مثل التعامل مع السيدات، ونذكر هنا أيضًا السيدة النيوزلندية الموفقة الداعية زليخا التي تقوم بتعليم السيدات أساسيات التعامل الفاعل مع المجتمع الأسترالي، مما يوفر علينا الكثير من الجهد المبذول في سرعة التأقلم التي تمكننا من الحياة بإسلامنا بصورة طبيعية وسلسة وإيجابية.
:ولكن بعد أحداث [[سبتمبر]]، حاولت الحكومة فرض بعض القوانين علينا، فقمنا بتزويدهم برؤيتنا [[الإسلام]]ية التي تراعي المصلحة ولا تصطدم بالواقع الأسترالي، من خلال مذكرة تفسيرية واسعة وعميقة، ولله الحمد والفضل، فقد استجابت الحكومة، وحدث نوع كبير من المواءمة؛ حيث رُوعيت في القوانين الخاصة بنا رؤيتنا [[الإسلام]]ية، مثل التعامل مع السيدات، ونذكر هنا أيضًا السيدة النيوزلندية الموفقة الداعية زليخا التي تقوم بتعليم السيدات أساسيات التعامل الفاعل مع المجتمع الأسترالي، مما يوفر علينا الكثير من الجهد المبذول في سرعة التأقلم التي تمكننا من الحياة بإسلامنا بصورة طبيعية وسلسة وإيجابية.


وكما قلتُ من قبل.. فلسنا جماعة مجهولة أو مستثناة من المجتمع الأسترالي، حيث لنا وجود ثقافي ودعوي حتى داخل البرلمان الذي ألقينا فيه عدة محاضرات ناجحة وفاعلة في التعريف ب[[الإسلام]].
:وكما قلتُ من قبل.. فلسنا جماعة مجهولة أو مستثناة من المجتمع الأسترالي، حيث لنا وجود ثقافي ودعوي حتى داخل البرلمان الذي ألقينا فيه عدة محاضرات ناجحة وفاعلة في التعريف ب[[الإسلام]].




'''المصدر : مجلة المجتمع- العدد (1611).'''
'''المصدر : مجلة [[المجتمع]]- العدد (1611).'''


[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
سطر ٩٥: سطر ١٢٢:
[[تصنيف:أراء وأفكار تربوية تنموية]]
[[تصنيف:أراء وأفكار تربوية تنموية]]
[[تصنيف:أراء كبار الإخوان]]
[[تصنيف:أراء كبار الإخوان]]
[[تصنيف:حوارات وتحقيقات 2004]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٩:٤٣، ٢٤ أكتوبر ٢٠١١

الداعية الدكتورة نهلة الغزاوي في حوار حول شئون المرأة والطفل

[06-08-2004]

مقدمة

حوارات205.jpg

- الخلل يحدث عندما نعالج قضايا المرأة بعيدًا عن ذاتها ورسالتها

- أنشأنا في أستراليا مدرسة الإيمان ودار المقعدين والنوادي الأسرية

- في طريقنا إلى تأسيس المدرسة الإسلامية الشاملة من الروضة إلى الثانوي

- نطمح إلى تأسيس أول جامعة إسلامية بأستراليا

يمثل المجلس الإسلامي الأسترالي لشئون المرأة، أحد أهم المعالم الدعوية الناشطة، بأستراليا، وتمثل الدكتورة نهلة الغزاوي مستشارة المجلس مع زوجها الداعية الدكتور إبراهيم أبو محمد جناحًا محلقًا في سماء هذا المجتمع، بما تحمله من قدرات وما تتأهل به من أسباب؛ حيث تجيد حفظ وترتيل القرآن الكريم، مع حصولها على إجازة القراءات برواية حفص عن عاصم، كما تجيد أربع لغات هي الفارسية- تخصصها- والتركية والعبرية والإنجليزية- لسانها الدعوي- إلى جانب العربية، لغة دينها وكتاب ربها.. وفي زيارتها وزوجها القاهرة.. كان هذا اللقاء.


نص الحوار

  • تتعدد الحركات والهيئات التي تحمل راية المرأة وتتحدث عن قضاياها، فماذا عن المجلس الإسلامي الأسترالي لشئون المرأة؟
ينبثق هذا المجلس عن المؤسسة الإسلامية الأسترالية التي يرأسها الدكتور إبراهيم أبو محمد بمدينة سيدني بأستراليا؛ حيث كانت الحاجة إلى إنشائه ملحة، بعدما ظل العمل النسائي الدعوي لفترة طويلة يقوم على الجهود التطوعية غير المنظمة، وكانت تقوم بها مجموعة من المهاجرين إلى أستراليا، فوجدوا أن هناك نقصًا شديدًا بخصوص المرأة والطفل، فكان تأسيس هذا المجلس الذي أردنا خلاله أن يغطي كل شئون المرأة كعالمة ومتعلمة، ويجيب عن أسئلتها كأم وبنت..
ويعالج قضاياها كزوجة وتلميذة، ولعل هذا يتضح من التسمية، التي تعم المرأة ككل، حتى لو كانت غير مسلمة، وتقوم بأنشطته مجموعة من فضليات السيدات برئاسة السيدة الدكتورة سامية عيتاني، وهي أستاذة فيزياء وكيمياء وتشاركها السيدة ياسمين إبراهيم، والدكتورة أحلام النقيب، وهي أستاذة جامعية في علم النفس، وكان هذا في يناير عام 1997م؛ حيث وافقت الحكومة الأسترالية على إنشاء المجلس، وهو معترف به قانونيًا من الحكومة كمؤسسة ثقافية باسم أكوا.
ويتكون مجلس إدارة المجلس من 7 أعضاء يشاركه مجلس عام مكون من 14 عضوًا.. وأنا إحدى عضوات مجلس الإدارة، إلى جانب عملي كمستشارة ثقافية له.
  • يلاحظ أن مجلس الإدارة على مستوى رفيع من التأهيل العلمي.. فماذا عن تأهيلك الخاص على سبيل المثال؟
نحن نعمل في مجتمع غاية في التقدم والتطور.. ومن هنا يجب أن نكون كما قال النبي- صلى الله عليه وسلم-:
"كونوا شامة بين الناس"؛ ذلك لأنهم يحكمون على إسلامنا من خلال أشخاصنا.. وكل اللاتي يعملن معنا- حتى الطالبات منهن- على نفس المستوى وأكثر.. أما عن شخصي المتواضع.. فقد عملتُ مع زوجي الدكتور إبراهيم أبو محمد أكثر من عشر سنوات، بالإمارات العربية المتحدة..
وكان عملي في مجال التدريس.. فدرست القرآن الكريم وختمته برواية حفص، وانتدبت نفسي خادمة لكتاب الله من يومها؛ حيث قمت بتدريسه بالإمارات، وشعرت عندما ذهبت إلى أستراليا بناءً على استشارة واستخارة- أن فترة الإمارات كانت منة وفضلاً ساقه الله إلي في تدريس القرآن وعلومه لغير العرب.. إلى جانب أن تخصصي العلمي كان في قسم اللغات الشرقية (فارسي-عبري- تركي) وواصلتُ الدراسات العليا في الماجستير والدكتوراه في هذا التخصص..
أما عن اللغة الإنجليزية فقد أجدتها في أستراليا.. والحمد لله تعالى أنا أحاضر بها.. وقمت بالتدريس بها في مدارس حكومية أسترالية، كما قمت بعدة أعمال في ميدان الخدمة الاجتماعية.. مما أهلني لحمل هذا الشرف العظيم من خلال المجلس الأسترالي الإسلامي لشئون المرأة الذي يضم في عضويته 250 سيدة غير الضيوف من غير المسلمات والراغبات في التعرف على الإسلام عن قرب، وما أكثرهن في هذا المجتمع المفتوح.


عرض المجتمع وشرف الحياة

أنشطة لأبناء المسلمين في أستراليا
  • قضايا المرأة والطفل.. يتم العبث بها بصورة مخيفة في هذه الأيام.. فهل تواجهون مثل هذا في عملكم في ميدان المرأة بأستراليا؟
فعلاً المرأة اليوم ضحية لعدة مؤامرات، تدفع إليها دون أن تدري، وتدفع ضريبتها من ذاتها ووجودها وكرامتها وإنسانيتها، وهي شبه مخدرة أو مخدوعة.. كالذي ينتحر سعيدًا.. وغاب عنها أنها عِرض المجتمع وشرف الحياة.. ومثل هذا الصراع الذي يزج بالمرأة في أتونه لا وجود له في المنهج الإسلامي المتكامل.. الذي يعالج قضايا المرأة ككل..
والخلل لا يأتي عندما نعالج قضايا المرأة كامرأة فقط.. نعمل لها على أساس الجنس والنوع.. لا على أساس الذات والرسالة.. فالمرأة بنت، وأم وزوجة، وأخت وجدة وعالمة، وعاملة ومطلقة، وعانس، وغنية وفقيرة، وجاهلة وباحثة وقيادية، وربة بيت.. فإذا اختزلنا هذا الوجود الظليل للمرأة.. وحصرنا قضاياها في جسدها وجيبها فقد احتقرناها واختزلناها وتاجرنا بها عن عمد وسوء نية ميبتة.
وأما عن أستراليا والغرب عمومًا، فقد تجاوزت قضية المرأة هذه الأبعاد المادية والحسية التي جربتها المرأة وما جنت منها غير الضياع المرير.
  • وماذا عن بعض أنشطتكم الواقعية التي تجسد هذه الرسالة السامية؟
كما قلت.. نحن نعمل على كل محاور المرأة التي تؤثر فيها أو تتأثر بها.. والمجتمع أمامنا مفتوح حتى قاعات البرلمان الأسترالي فقد ألقينا على سبيل المثال-مؤخرًا- محاضرة تحت عنوان:
"ما الإسلام؟" باللغة الإنجليزية من زاوية المرأة، وعندما رآنا الأستراليون بحجابنا ظنوا أننا مجموعة من الراهبات.. وبعد المحاضرة لا تدري كم التساؤلات والاستفسارات التي تفجرت حول التعريف بهذا الدين العظيم الذي لن يملأ المساحات الحائرة في عالم اليوم سواه..
ويحضرني هنا قول الكاتب الأيرلندي الشهير برناردشو الذي قال:
إني أكن كل تقديري لدين محمد لحيويته العجيبة، فهو الدين الوحيد الذي يبدو لي أن له كل الطاقات الهائلة لملاءمته أوجه الحياة المتغيرة، وصالحًا لكل العصور، ولقد درست حياة هذا الرجل العجيب.. وفي رأيي أنه يجب أن يُسمى منقذ البشرية دون أن يكون في ذلك عداء للمسيح..
وإني لأعتقد أنه لو أتيح لرجل مثله أن يتولى منفردًا حكم هذا العالم الحديث، لحالفه التوفيق في حل جميع مشكلاته بأسلوب يؤدي إلى السلام والسعادة، وهذا ما يفتقر إليه العالم كثيرًا.. ثم أضاف هذا الكاتب العظيم: "وإني أستطيع أن أتنبأ بأن العقيدة التي جاء بها محمد ستلقى قبولاً حسنًا في أوروبا في الغد، وقد بدأت تجد آذانًا صاغية في أوروبا اليوم".
وهذا هو الواقع الذي نحياه كل ساعة بالفعل؛ حيث يفتح الله لهذه الدعوة ويفتح بها.. أعينًا عُميًا، وآذانًا صمًا، وقلوبًا غلفًا.. وقد دُعينا لمؤتمر سنوي لكل مدرسات ولايات أستراليا، وهو يعقد مرة في السنة- وألقيت كلمة عن الإسلام في آلاف المدرسات، كما ألقى الدكتور محمد النقيب محاضرة عالجت صورة المرأة وشئون الطفل من جميع الجوانب مع عرض سينمائي، ومحاضرة أخرى ألقاها د. إبراهيم أبو محمد عن مكانة المرأة في الإسلام ووزعنا نسخًا من المصحف المترجم بالإنجليزية، وعلى إثر هذا النشاط امتلأ بريدنا الإلكتروني بالرسائل والتساؤلات، وتلقينا عشرات الدعوات لإعادة مثل هذا النشاط، وهي الآن قيد التنظيم والتنفيذ.
  • هل يقتصر دوركم على المحاضرات والندوات الثقافية؟
أنشأنا مدرسة لتعليم القرآن الكريم واللغة العربية للأبناء، وملحق بها فصول للأمهات أيام السبت والأحد، وهي مدرسة الإيمان، كما أقمنا بيتًا للمعوقين يضاهي بيوت المعوقين التي أقامتها الحكومة الأسترالية بكل إمكاناتها.. وقمنا بفصل البنات عن البنين في هذه الدار..
واستطاعت الفتيات العاملات معنا بالمجلس من طالبات الجامعات تخصيص غرف بالجامعات للصلاة واللقاء الإسلامي بينهن، وأسسنا يوم الثقافة العالمي الذي تحضر إليه كل وسائل الإعلام، ويحضر إليه الضيوف من مختلف مدن أستراليا للتعرف على الإسلام، كما أننا الآن بصدد إنشاء مدرسة إسلامية شاملة من الروضة إلى الثانوي، نحافظ فيها على البرنامج التعليمي الإسترالي، مع مزاوجته باللغة العربية والدين الإسلامي والقرآن الكريم.. بل وتذهب بنا الطموحات إلى إنشاء جامعة إسلامية معترف بها من الحكومة الإسترالية.
  • تكمن دائمًا وراء الأعمال الناجحة شخصيات ذات قدرات ومواهب وإخلاص كبير.. فما أهم الشخصيات الساهرة وراء هذا العمل الموفق بفضل الله تعالى؟
من فضل الله علينا أننا مجموعة متحابة في الله عز وجل.. على غاية اليقظة والوعي، ألا تستغرقنا الخلافات أو تبدد جهودنا المنعطفات والقضايا الجانبية.. فإن الله يحب من الأمور معاليها ويكره سفسافها، كما ورد في الحديث الشريف، فالمجلس ترأسه في بداية تأسيسه السيدة ياسمين إبراهيم وهي طاقة هائلة في العمل والدعوة والنشاط الاجتماعي ثم السيدة الدكتورة ثريا العشري، وأحدثت بالمجلس أنشطة الرحلات العائلية، وتنظيم المسابقات الدينية والترفيهية للعائلات.. من ألعاب وقراءة وثقافة حرة، وأسئلة وأجوبة، ومباريات كروية، وأنشطة رياضية للرجال..
وقمنا بتأجير حدائق عامة لهذا النشاط الواسع، وكنا نحرص على الاستفادة من كل دقيقة.. من حفل ختامي لتوزيع الجوائز الرمزية.. ولا تدري كم أحدث هذا النشاط من ترابط عائلي وأسري وما أثمره من تعارف وتعاون على البر والتقوى.
ثم جاءت الأخت عبير مكحل، وكان تركيزها على الأنشطة الثقافية، وحاولت في دورة رئاستها للمجلس وفي فترتها أيضًا أنشأنا مدرسة الإيمان ودار المعوقين وحمامات سباحة مغلقة للسيدات.. وأذكر بكل سعادة أيام الدورة الأولمبية التي أقيمت بأستراليا؛ حيث أقمنا عدة أنشطة، دعونا إليها وزراء الأمن والرياضة والثقافة والبرلمان، وأقمنا محاضرة حول الإسلام بين التعصب والتسامح، ألقاها الدكتور إبراهيم أبو محمد، وخرج الناس بعدها في غاية السرور من تعاوننا معهم، وشرح أنفسنا وديننا لهم، لدرجة أنهم أجابوا جميع مطالبنا لديهم.
ولابد أن نذكر العشرات من جنود الله المجهولين.. من أمثال الأخت النابغة إنعام الطباع، وهي للعلم القاضية المسلمة الوحيدة بقارة أستراليا، وشقيقها عبد الله الطباع مستشار وزير المواصلات.. والمهندسة منى الصاوي، وهي مهندسة كمبيوتر متميزة، وعشرات الأخوات الفضليات العاملات لدين الله الفاتح.


خطوة إلى الأمام دائمًا

  • كثيرًا ما يشكو العاملون للإسلام بالغرب من جماعات الضغط، خاصة اللوبي اليهودي.. فما أهم المضايقات والضغوط التي تتعرضون لها؟
نحن ندرك جيدًا أننا نعمل في فراغ مطلق.. ونعلم تمامًا بؤر اللعنة والفساد.. ولكننا نتخذ شعارًا نتعاهد بأخذ خطوة إلى الأمام دائمًا.. وليعمل بيننا قانون الانتقاء الطبيعي، حيث البقاء دائمًا للأصلح.. والمجتمع الأسترالي إلى جانب كونه مجتمعًا مفتوحًا، إلا أنه بالغ التعقيد..
حيث توجد به خلاصة التركيبة الاجتماعية والثقافية الأوروبية والأمريكية.. واليهود أسبق منا إليه، وأنفذ تأثيرًا ولكننا مواطنون أستراليون نعمل لصالح ذلك المجتمع من خلال إسلامنا.. فنحن نوائم بين متغيرات كثيرة، لابد أن يلعب الفهم والفقه والثبات والمرونة دورها الأول.. وإلا.. فنحن عرب مجاهيل نضرب في شعاب التيه والأحلام.
  • معنى هذا أن القضايا العربية تحتل عندكم مرتبة متأخرة؟
كلا.. قضايانا هي قضايا أمتنا ولكن على بقعة أخرى ومجتمع آخر.. فقضية القضايا فلسطين قضية مصيرية بالنسبة لنا.. ولكني لا يمكن أن أفرضها كقضية مصيرية للشعب الأسترالي، ولكننا يمكن أن ندفع بها كقضية بالغة الأهمية للشعب الأسترالي من منظور إنساني.. كذلك الأمر الآن بالنسبة لقضية العراق.. أو قضية الحجاب التي فجرتها فرنسا..
ونحن نتمنى أن نكون على ارتباط وثيق بقضايانا العربية، والباب مفتوح لكل من يجب أن يشارك حتى ولو بالرأي أو المشورة أو الدعاء لنا.. فنحن يجب أن ندرك أننا دعاة أستراليون أولاً، قبل أن نكون مندوبين لقضايانا الخاصة.. وإذا نجحنا في الأولى.. نجحنا في الثانية.
  • إلى جانب ما سبق من نجاحات وأنشطة، ما أهم النجاحات التي حققتموها باعتباركم داعيات أستراليات؟
ليس هناك نجاح منفرد يمكن أن ينسب إلى أحد من الناس.. فالنجاح ثمرة طيبة لتعاون طيب، وقد حققنا بفضل الله تعالى أعظم نجاح جماعي يمكن أن يذكر في إعداد برنامج تعليمي إسلامي متكامل مع البرنامج التعليمي الأسترالي بالمدارس.. وهو يدرس الآن في مئات المدارس باعتراف الحكومة وإقرارها له قانونًا.. لأن البرنامج الأسترالي التعليمي لا يحتاج إلى مساعدة أو عون.. إنما يحتاج إلى أن يتوازن إسلاميًا وتربويًا.. وقد قمنا بمشاركة العديد من الجهات والهيئات في إعداد هذا البرنامج والحمد لله.
كما قمنا بإعداد دورات تأهيلية لتعليم السيدات القادمات الجدد إلى أستراليا، وكيف يتعاملن مع البيئة الأسترالية.. من شتى الجوانب، كما قُمنا بتطبيق منهج تعليم القرآن الكريم والتربية الإسلامية واللغة العربية في معظم المدارس الإسلامية.
كما استفدنا من إذاعة القرآن الكريم بأستراليا في تقديم برنامج في رمضان الماضي "هكذا علمتني الحياة"، كنت أعده وأقدمه أنا والأخت سمر المجذوب بأسلوب وعظي تعليمي للمرأة من خلال قصة.. وقدمنا برامج تجويد القرآن على الهواء مع الأولاد، كما قدمنا برامج المسابقات وقصص الأنبياء وبرامج المطبخ والطب النسائي.. ونحن بصدد الإعداد لإصدار مجلة نسائية.
  • وما صورة العمل الدعوي لديكم بعد 11 سبتمبر، وما صاحبها من تغيرات وتحولات في العالم أجمع نحو الإسلام والمسلمين؟
لدينا فريق عمل بالغ الحيوية والنشاط، يضم مع من ذكرت من قبل الأخوات زينة النقيب وسونيا صادق ومريم الكروش والأخت سروة وغيرهن، كما أنه تحت أيدينا 25 بنتًا نعدهن ليكن فريق عمل جديد من المسلمات الملتزمات.. وهؤلاء هن أولاد البيئة الأسترالية تمامًا، مع احتفاظهن بهويتهن الإسلامية الطيبة.
والحكومة الأسترالية تدعمنا في بعض الأنشطة، كمعسكرات التنس الصيفية، وتدعمنا في بعض الأعمال كمدرسة الإيمان وزيارات بيوت العجزة، والأعمال الاجتماعية الخاضعة للإشراف المالي والرقابي الحكومي بكل دقة والتزام.
ولكن بعد أحداث سبتمبر، حاولت الحكومة فرض بعض القوانين علينا، فقمنا بتزويدهم برؤيتنا الإسلامية التي تراعي المصلحة ولا تصطدم بالواقع الأسترالي، من خلال مذكرة تفسيرية واسعة وعميقة، ولله الحمد والفضل، فقد استجابت الحكومة، وحدث نوع كبير من المواءمة؛ حيث رُوعيت في القوانين الخاصة بنا رؤيتنا الإسلامية، مثل التعامل مع السيدات، ونذكر هنا أيضًا السيدة النيوزلندية الموفقة الداعية زليخا التي تقوم بتعليم السيدات أساسيات التعامل الفاعل مع المجتمع الأسترالي، مما يوفر علينا الكثير من الجهد المبذول في سرعة التأقلم التي تمكننا من الحياة بإسلامنا بصورة طبيعية وسلسة وإيجابية.
وكما قلتُ من قبل.. فلسنا جماعة مجهولة أو مستثناة من المجتمع الأسترالي، حيث لنا وجود ثقافي ودعوي حتى داخل البرلمان الذي ألقينا فيه عدة محاضرات ناجحة وفاعلة في التعريف بالإسلام.


المصدر : مجلة المجتمع- العدد (1611).