الدكتور محمد عباس يتساءل : لماذا حرقوا الأحياء والجرحى والمسجد والمستشفى؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الدكتور محمد عباس يتساءل : لماذا حرقوا الأحياء والجرحى والمسجد والمستشفى؟

بتاريخ : السبت 28 سبتمبر 2013

الدكتور محمد عباس

حتى أكثر المجرمين إجراما يكون وراء كل تصرف إجرامي منهم قصد.ولطالما -وما زلت- أسأل نفسي في دهشة لا تنقضي وعذاب لا يوصف:هم يعرفون أن هذا العمل وصمة ستلحقهم أبد الدهر..

ولم أعثر على إجابة إلا من استرجاعي لتفاصيل حرق مكتبتي يوم 22 مايو.. حيث علقت أيامها أن الفعل متعمد وأنه تم بقنبلة حارقة أو ما شابهها .. خاصة أنني -أنا نفسي- لا أستطيع التمييز بين صور مكتبتي المحروقة وصور مسجد ومستشفى وخيام رابعة إلا بالتدقيق الشديدوهذه التفاصيل باختصار شديد هي:

1= كان في المكتبة عدد هائل من الكتب.. ربما عشرين ألف كتاب: درجة احتراق الورق 451 فهرنهيت..أي حوالي 300 مئوية
2= مكتبة ضخمة من خشب الأرو المعالج وهو بطيء جدا في اشتعاله حتى أن النار تحتاج إلى ساعة كاملة كي تخترق بوصة واحدة..درجة اشتعال الخشب تتراوح بين 300 و600 درجة مئوية
3= كان بالمكتبة كرسي مكتب من الحديد الزهر بدلا من الخشب فضلا عن التنجيد. درجة انصهار الحديد الزهر حوالي 1300 درجة مئوية
4= كان في المكتب نوافذ ألوميتال : درجة انصهاره حوالي 1700 درجة مئوية.
5= كان يوجد- قدرا- إناء هائل من البيريكس : درجة انصهاره 1900 درجة مئوية
فضلا عن عدد كبير من الأجهزة الإليكترونية وهي أساسا من البلاستك: أجهزة كمبيوتر وتلفاز وخلافه.. ومنوعات كثيرة منها على سبيل المثال أقراص بخور طارد للبعوض
6= بدأ الحريق الساعة الحادية والربع صباحا.. وأخطرت المطافئ الحادية عشرة وخمس وعشرون دقيقة.. ووصلت المطافئ ومدت خراطيم المياه حتى الدور الخامس وأطفأت الحريق واستغرق الأمر من ساعة إبلاغ المطافئ حتى إطفاء الحريق أقل من نصف ساعة

النتيجة: دمار كامل وكلي.. الحديد الزهر والألوميتال والبيريكس لم تنصهر فقط.. بل اختفت تماما.. لم يعد لها أي آثار أو بقايا

اختفت تماما..

اختفت تماما

إلا أن الأمر الغريب كان عدم تساوي درجة التدمير حتى أنك ترى على سبيل المثال مكتبة كاملة محترقة كليا ما عدا 10سم سليمة ومجاورة تماما للجزء المدمر كليا.. وبدون تدرج..

والغريب أن أقراص البخور لم تحترق!

دعنا الآن من ملاحظة أن اشتعال الورق والخشب لم يكن يصهر الحديد والألوميتال والبيريكس حتى لو استمر اشتعال النار عاما!!

ودعنا الآن مما قاله مستمع لي هل الهواء من أن سرعة حضور الشرطة لا تعني براءتها كما قلت بل تورطها واستعدادها..

ليس هذا كله ما أريد أن أثبته أو ان ابرهن عليه..

أثناء مشاهدتي لتقارير أطباء رابعة -التي أصابتني بالانهيار- قال بعضهم أن العسكر قاموا برش بودرة حارقة هي التي تسببت في هذا الدمار الهائل..

والآن نصل إلى هدفي من هذا التعليق كله:

هل يمكن أن تكون آلاف الجثث قد تبخرت كما تبخر الحديد والألوميتال والبيريكس.. تبخرت دون أن تترك أثرا على الإطلاق.. وأن ما بقي بقي لأن تركيز البودرة الحارقة لم يكن كافيا؟ تماما كما بقيت أقراص البخور..فهل كان هذا هو الهدف من إحراق الأماكن..

ليس مجرد القسوة كما تصورنا..بل لمحو آثار الجريمة كليا.. كي لا تبقى جثث..

تحسبا لمحاكمات قادمة لا يمكن أن تدين دون وجود الجثث ؟لكن التعجل واتساع النطاق لم يمكنهم من إتقان العمل.. فتبخرت بعض الجثث وبقي بعضها الآخر مشوها.. وشاهدا على الجريمة..لا أملك إجابة .. سوى تلك المستقاة من حرق مكتبتي..

والإجابة تحتاج إلى خبير..وأرجو أن يكون من بين القراء من يقدم تصورا.. أو تفسيرا..

والأمر كله لله..

المصدر