الديقراطية والعنف بين فكر المودودي وحسن البنا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢٠:٠٩، ١٢ نوفمبر ٢٠١١ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الديقراطية والعنف بين فكر المودودي وحسن البنا


بقلم: الشيخ راشد الغنوشي، د.كمال الهلباوي


الإمام المودودى

نظم مركز الدراسات الديمقراطية في جامعة ويست منستر بلندن مؤتمرا عن الحالة الاسلامية والديمقراطية والعنف السياسي، المؤتمر ناقش مواضيع عدة عن تاريخ الحالة الاسلامية في الوطن العربي، والعلاقة بين الاسلاميين والجهاديين، والاختلاف بينهم، وظاهرة العنف السياسي في العالم العربي، وشارك في المؤتمر شخصيات فكرية واسلامية من مختلف العالم العربي مثل المفكر راشد الغنوشي، د. سعد الكتاني، د. عبد الوهاب افندي، عمر الحمزاوي، د.كمال الهلباوي، الدكتور سعيد الشهابي، رضوان المصبودي، عبد المجيد مناصرى،د. سعد الدين العثماني امين العام لحزب العدالة والتنمية.

(المفاهيم الاسلامية بين النظرية والتطبيق بين أبو الأعلى المودودي وحسن البنا)، هو بحث االمفكر الاسلامي راشد الغنوشي ود.كمال الهلباوي في ورشة العمل مركز الدراسات الديمقراطية.

تحدث االشيخ راشد الغنوشي عن هيمنة افكار أبو الأعلى المودودي وحسن البنا في العالم الاسلامي طيلة القرن العشرين، واستمر تأثيرهما حتى وقتنا الحاضر، فكل منهما عاصر مرحلة استعمارية في الهند ومصر، وكل منهما امتداد للحركة الاصلاحية، والاثنان ينظران الى الاسلام ليس مجرد عقائد وشعائر وانما منهاج للحياة.

وبعد ميلاد كل منهما بقرن، لازال فكرهما مؤثر، حيث كل منهما انشأ حركة أسلامية في بيئته، ولكن تأثيرهما امتد الى جميع انحاء العالم الاسلامي، وكل منهما حاولا ان يعيدا بناء الامة الاسلامية على اساس الاسلام، وكان امامهما تحديان خطيران يقف بوجه حركتهما الاصلاحية هما: الانحطاط الفكري والثقافي والاستعمار.

ولو نظرنا الى مشروعهما الاسلامي لكل منهما، لوجدنا عدة فوارق، فالمودودي استطاع ان يعمم فكره وتجربته الى اوساط اخرى، بينما حسن البنا انحصرت تجربته ضمن نطاق ضيق.

المستشرق الفرنسي وصف المودودي منظم الاسلام، اي صاغ الاسلام بنظم سياسية واجتماعية، بينما حسن البنا وصفه، كمفكر اسلامي، رغم ان كل منهما تبنى التنظيم السياسي الاسلامي، كاساليب حديثة في عرض الاسلام السياسي للدولة، وكل منهما شارك تنظيمهما السياسي، في العملية الديمقراطية، رغم مؤاخذتهما عليها، باعتبارها حق مطلق.

بالنسبة لموضوع الجهاد الاثنان (المودودي وحسن البنا) أعتقدا بضرورة الجهاد كاداة لمواجهة المحتل، وليس وسيلة لتحقيق سلطة داخلية، المودودي كان يرفض العنف في التغيير، وتجسد هذا في خطبته للحج، التي وجهها للشباب بضرورة عدم استخدام العنف.

اما العنف في فكر البنا فحصل حوله كلام كثير، ادبياته تشير الى رفض الثورة والفوضى، واعتقاده بالعمل الجماهيري، ولعل مقولته المشهورة (انه ممكن استخدام العنف في حالات محدودة) هي نموذج تطبيقي لاراءه في استخدام العنف، فالبعض فسرها بالايجاب والبعض الاخر فسرها بالنفي.

اما تشكيل البنا لجهاز عسكري خاص، فتفسيره، ان هذا الاسلوب كان سائدا انذاك، والغرض منه، لمقاومة الاحتلال والكيان الصهيوني.

والذي يرجح هذا الرأي ان البنا سعى الى المشاركة السياسية السلمية.

وخلفاء البنا رجحوا هذا الرأي وكان واضح لديهم بان العنف لا يجوز استخدامه الا في مواجهة المحتل، وسعى خلفاءه في استخدام الوسائل السلمية، وضرورة المشاركة السياسية.

والمودودي وحسن البنا لا يوجد اختلاف في اراءهما حول استخدام العنف، فالاثنان لا يعتقدان بضرورته الا في محاربة الطغيان العالمي.

والمودودي اكد في ادبياته على ضرورة الاستفادة من الديمقراطية كوسيلة في العملية السياسية، ولهذا شجع الاسلاميين في الهند بالتحالف مع الاحزاب السياسية العملمانية عند المشاركة في الانتخابات.

الاتجاه العام للحركة الاسلامية، ان العنف ليس حلا، والعنف تولد من ممارسات الانظمة الديكتاتورية، للقمع والاستبداد، والعنف استفادت منه الانظمة الديكتاتورية، لتبرير سياستها التعسفية، فالعنف ليس ثمرة افكار، وانما افراز اجتماعي.

الشيخ الغنوشي اعتبر ان االعنف، اداة لا يمكن التحكم بها، وبالتالي ممكن ان تتمرد هذا الاداة على صانعيها، وهذا ماحدث للجهاز الخاص الذي شكله حسن البنا، حيث تمرد على مفاهيم البنا فقال مقولته المشهورة (هؤلاء ليس من اخواننا).

والمفكر حسن البنا صنف للجهاد، مراتب سلمية عديدة، ولم يحصر الجهاد في استخدام العنف، فكان عنده،جهاد النفس، والجهاد في التغيير الاجتماعي، والجهاد الاقتصادي.. اما الجهاد المسلح، فلا مشروعية له الا في مواجهة المحتل، هذا هو المنهج العام للاسلاميين الحركيين، اما ما تؤمن به بعض التيارات المتطرفة، فيما يسمى بالجهاد لتحقيق الفوضى العشوائي، وبان الجهاد اداة لازالة المخالف، حتى يبقى في العالم دين واحد، فهذا مخالف للنصوص القرانية، لان الواضح في الايات القرانية، ان يبقى العالم مختلفا، ومتعددا، ولا يجوز استئصال الكافر.

وجهاد المحتل، جسدته في الوقت الحاضر مدرستي الفكر الاسلامي، احدهما شيعية الا وهي حزب الله، والاخرى سنية حركة حماس، فكل منهما يمارس الجهاد المشروع في مواجهة المحتل، وكل منهما مارس الجهاد السياسي والسلمي في ممارستهما للعمل الديمقراطي، ومشاركتهما في الانتخابات، ويبقى هذين الفصليين اكثر واقعية في تجسيد مفهوم الجهاد في الاسلام.

اما د.كمال الهلباوي فأكد على نقطتين حول مفهوم العنف بين المودوي وحسن البنا، حيث اعتبر الاثنان يسيران بنفس الطريق، ولديهما نفس الهدف، ولكن اختلفا في التأثير، فالمودودي اتسمت حركته بالعالمية، بينما البنا، كان لديه برنامج قوي في التربية، خصوصا في المجال الاجتماعي، حيث كان يركز على تربية الفرد اولا ثم الاسرة ثم المجتمع واخير الاصلاح السياسي للدولة.

المودودي كان يعتمد في تغييره على الكتب وبث الافكار والرسائل القصيرة، بينما حسن البنا ركز في تربيته، على الجانب العبادي (خصوصا عند الشباب )، من قيام الليل والصيام ومجاهدة النفس.

المفكر حسن البنا كان يؤكد على ضرورة الوقت في حركته الاسلامية، حيث كان يعتبر ان الوقت ليس ذهبا، وانما هو الحياة.

وكان يعتقد ان هناك ثلاثة قوى في حركة الاشخاص هي: الايمان والعلاقة بين الاخوة والمجتمع والقوة العسكرية.

والبنا كان يعتقد ان التغيير الحقيقي هو في اصلاح المجتمع ومقولته المشهوورة (اوصي الإخوان ان لا يسعوا للسلطة والمجتمع غير مؤهل لها)، والواقع ان المفكر الاسلامي حسن البنا والمودودي اعتمدا الفكر والتوجيه التربوي في تطوير المجتمع .

وذكر د. الهلباوي ان الاسباب التي دعت بعض المجموعات الاسلامية تبني العنف هو اعتقادها ان افضل طريق للوصول الى الجنة هو الجهاد، ولهذا بات من الضروري معالجة افكار هؤلاء الشباب من خلال توجيهات العلماء المعتدلين ، ان المشكلة عند الشباب المتطرف هو الجهل والتعصب، وهذان هما السببين الرئيسيين وراء العنف، والحقيقة ان فكرة الجهاد عند هؤلاء المتطرفين، تم تغيير مسارها من مواجهة خارجية الى مواجهة داخلية، بينما حركة التغيير الداخلي عند البنا والمودودي اعتمدت على الوسائل السلمية والاصلاح الاجتماعي.

وأكد د. الهلباوي، انه درس قبل 55 عاما على يد المفكر حسن البنا، ولم افهم منه الحث على استخدام العنف في المجال السياسي، وكان دائما يوصي بضرورة اعتماد الوسائل السلمية، كالمشاركة في الانتخابات، والحضور الفاعل في التجمعات السياسية والمهنية.

العنف ظاهرة اجتماعية تتولد في ظروف معينة ويحب حصره في زاوية محددة، ولابد من ادانة العنف العشوائي، ولكن يجب ان ندرس اسبابه ونعالجها، اذ لا يكفي ان تدين العنف والاسباب الموضوعية التي تولد منه، لا تعالجها وتزيل تاثيرها.

منتدى الوحدة الاسلامية/ ورشة عمل لمركز الدراسات الديمقرطية في جامعة ويست منستر عن الحالة الاسلامية والديمقراطية والعنف السياسي.

المصدر