الرئيس بوش فوّض شارون بقتل الرنتيسي والعرب إلى مثواهم الأخير!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الرئيس بوش فوّض شارون بقتل الرنتيسي والعرب إلى مثواهم الأخير!


ليست مصادفة على الإطلاق..

فبوش أعطى مقاوله في الأراضي الفلسطينية المحتلة «شارون» الضوء الأخضر لإعمال القتل والذبح في قيادات المقاومة في فلسطين المحتلة؛

تمهيداً لفرض خطة شارون في غزة التي وقع عليها بوش..

وبوش أعطاه صك القتل ليخفف من وقع هزيمته المنكرة في العراق على يد المقاومة الباسلة، وينقل اهتمام الرأي العام الأمريكي والعالمي من العراق إلى فلسطين .

وبوش سمح له أيضاً بذلك؛ لأن البند الرئيسي في خطة الانسحاب من غزة يقوم على ما يسمونه «حق الصهاينة» في ضرب مراكز المقاومة في غزة .

وإذا كان رد الفعل العربي والدولي على اغتيال الرأس الكبير ياسين متخاذلاً، كما أن الرد الفلسطيني العسكري تأخر.. فلماذا لا يكمل شارون ويضرب بقية الرؤوس؟!

القضية لا تحتاج إلى اجتهاد كثير؛ فقبل اغتيال الشيخ أحمد ياسين - كما اعترف مسؤولون أمريكيون سابقون- حدث نوع من التفاهم بين إدارة بوش وحكومة شارون، ولكنّ الأمريكيين كذبوا كالعادة، ونفوا ذلك، ثم فضح بوش الأمر عندما قال علناً: «إن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها وتتحمل مسؤولية أعمالها»، وأوعز لمندوبه في الأمم المتحدة باستخدام الفيتو ضد إدانة دولية لاغتيال الشيخ الشهيد.

وقبل اغتيال عبد العزيز الرنتيسي بيومين كان شارون قد حصل على إذن رسمي من بوش باغتيال كل قادة المقاومة الإسلامية في فلسطين المحتلة؛ في صورة موافقة بوش على خطة الانسحاب من غزة التي تتضمن بنداً ينص على أن «تحتفظ إسرائيل بالحق الأساسي للدفاع عن النفس بما في ذلك القيام بخطوات وقائية، بالإضافة إلى الرد من خلال استخدام القوة ضد التهديدات التي تظهر من قطاع غزة »، وهو ترخيص واضح بالقتل بذريعة «الحق في حماية نفسها» الذي كرره بوش في كل عملية اغتيال!.

وهذا بالطبع غير تصريح آخر بالقتل حصل عليه من بوش علناً عندما هدد بقتل عرفات، وردت الإدارة الأمريكية برفض ذلك، مع التلميح إلى أن المطلوبين هم قيادات المقاومة الأخرى فقط! وما دامت طائرات إف 16 الأمريكية تقتل النساء والأطفال العراقيين بقصف بيوتهم فما المانع أن تقتل الطائرات قادة المقاومة والعمل السياسي الفلسطيني في سياراتهم وبيوتهم وكل مكان؟

صحيح أن اغتيال عبد العزيز الرنتيسي ليس محدداً بالدقيقة والثانية؛ لأن الأمر يخضع لرصد تحركاته من قبل الطابور الخامس من العملاء (المتعاونين) الذين يستخدمهم الصهاينة وقوداً لعملياتهم يحرقونه في أول محطة (يقدرون بثلاثة آلاف عميل!!)، ولكن الصحيح أيضاً أن بوش كان يحتاج إلى نقل انتباه الرأي العام الأمريكي خارج العراق بسبب حالة الاستهزاء التي يعاني منها على أيدي المقاومة، لحد تصوير جنوده الأسرى والقتلى بالفيديو.

ووسط الأنباء التي تتحدث عن قرب اندلاع المعركة الكبرى في النجف والفلوجة اللتان تحاصرهما قوات الاحتلال عقب فشل محادثات الهدنة، كان لا بد من تشتيت الانتباه بعيداً عما هو قادم من مذابح أكثر دموية، ونقل رسالة مهينة أخرى للأنظمة العربية (خصوصاً المتعاونة) بأن القوة هي الرد على أي معارضة لمواقف واشنطن.

فقبل اغتيال الشهيد احمد ياسين ملك الأردن يزور شارون في مزرعته، وجاء الاغتيال ليسبب له حرجاً أمام شعبه، اعترف به الملك نفسه في حوار مع صحيفة عربية.

وقبل اغتيال عبد العزيز الرنتيسي وإعطاء شارون صك الاستيلاء على الأراضي العربية وإحراق غزة قبل الانسحاب منها سعى الأمريكيون أيضاً لإحراج الرئيس المصري بشكل مهين؛ لدرجة أن مبارك الذي خرج للتو من لقاء بوش اضطر للإعراب عن «صدمته» من تنازلات بوش لشارون، لكنه مع ذلك أكمل زيارته لأمريكا، ولم يقطعها احتجاجاً على هذه «الصدمة».

وبشكل عام يمكن رصد بعض النتائج المتوقعة على اغتيال عبد العزيز الرنتيسي على النحو التالي:

1- من الواضح أن هناك مصاعب تواجه قيادة المقاومة المسلحة في القيام بعمليات ردّ عسكرية أو استشهادية كبيرة في ضوء عمليات الإجهاض والإغارة الصهيونية يومياً ولعدة مرات على كافة مدن الضفة الغربية، لكن هذا لا يعني أنه لا توجد عمليات؛ فوفقاً للأرقام الصهيونية جرت أكثر من 50 عملية منذ اغتيال الشهيد احمد ياسين، والعمليات مرشحة للتصعيد بدون خطوط حمراء، وربما تطال رموزاً صهيونية كبيرة.

2- ظل الفلسطينيون فترة طويلة يكبحون غضبهم في توجيه عمليات ضد الأهداف الصهيونية في الخارج وضد أهداف أمريكية، ولكن الانحياز السياسي والعسكري غير المعقول لإدارة بوش ربما يدفع بعض الحركات المسلحة غير الفلسطينية بالضرورة لتغيير أولويات عملها، وعلى رأس هذه الحركات تنظيم القاعدة وابن لادن الذي هدد بالفعل بالانتقام لاغتيال احمد ياسين.

3- اغتيال عبد العزيز الرنتيسي كان معلناً، والصهاينة لديهم خطة واضحة -على ما يبدو- لتصفية كل قيادات حماس والجهاد وفتح، تمهيداً لتسليم قطاع غزة هادئاً ونظيفاً من أي مقاومة أو رؤوس تدير عمليات مقاومة كبيرة، وبالتالي فعمليات الاغتيال لن تتوقف، وشارون حرص على قول هذا وهو يغادر واشنطن؛ حتى إن معلقين سياسيين نقلوا عنه قوله حين سمع بالغضب الفلسطيني على «وعد بوش»: «لقد قلت إننا سنوجه إليهم ضربة مميتة، ولقد تلقوا بالفعل ضربة مميتة».

4- ستضطر القيادة الفلسطينية للاتجاه نحو مزيد من التشدد أو التوحد مع قيادات المقاومة رداً على المواقف الأمريكية والصهيونية، وقد ظهرت بودار ذلك في الأنباء التي تحدثت عن اعتزام السلطة الفلسطينية القيام بعمليات استثنائية؛ مثل إلغاء منصب رئيس الوزراء الذي استحدثه الفلسطينيون لإرضاء واشنطن في الأصل.

5- سيكون على القادة العرب التعجيل بعقد قمتهم المؤجلة، على الأقل لحفظ ماء الوجه ببعض التنديدات والشجب وقليل من الغضب على الانحياز الأمريكي، قبل أن تتحول الشوارع العربية إلى مظاهرات وصدامات مع ما هو مرشح للمزيد من القتل والاغتيال في فلسطين و العراق .

دم الرنتيسي لن يذهب هدراً كما قال إسماعيل هنيّة القيادي في حماس، ومصير أعضاء حماس ومصير الفلسطينيين هو أن «يموتوا شهداء»، والمعركة لن توهن عزيمة حماس أو تحطم إرادتها هي أو قيادات المقاومة، ولكن الثمن القليل الذي يدفعه مقاتلو حماس والشعب الفلسطيني عموماً سوف تخسره أمريكا بوش بأكثر مما تصور من عداء وكراهية، وسوف يرتد عليها أكثر في المزيد من المقاومة.

ويجب ألا ننسى أن الجنرال «أوري ساغيه» الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية حذّر من «الطابع الديني» للمقاومة العراقية والفلسطينية الذي وصفه بأنه «ظاهرة خطيرة؛ حيث يظهر ذلك التيار الإسلامي باعتباره الأقوى في العالم العربي الذي يتحدى الحلف الأمريكي الصهيوني».

أما النظام الرسمي العربي فقد انتهى عندما احتل الأمريكان العراق، وتشييعه تم في تونس عندما فشلت الحكومات في مجرد الاجتماع لتلاوة بيان كانوا ينوون أن يؤكدوا فيه على التمسك بمعاهدة السلام العربية مع إسرائيل(!)،

وإكرام الميت دفنه.

المصدر

للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.