الرنتيسي.. تاريخ محفور في الذاكرة الفلسطينية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٠:٢١، ٣١ مايو ٢٠١٤ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الرنتيسي.. تاريخ محفور في الذاكرة الفلسطينية

غزة - من كارم الغرابلي:

سطَّر بكلماته ومواقفه وأفعاله أروع صفحات الصمود والتحدي على أرض فلسطين ، ما مَن أحد عاش أو سمع أو عرف هذا الطبيب الفلسطيني الثائر إلا وأعجب بقوة شخصيته وقوله للحق حتى في أصعب الظروف والأحوال.

إنه خَلَف الشيخ أحمد ياسين في قيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس ، هو الدكتور عبد العزيز الرنتيسي؛ حيث يوافق اليوم الذكرى السنوية الخامسة لاستشهاده بعد أن حفلت حياته بالنضال والتضحية والجهاد والدعوة, ولا تخلو من الاعتقالات والتعذيب والإبعاد، وعكست ملامح العلاقة بين الاحتلال وشرائح المجتمع المختلفة.

ويعتبر عبد العزيز الرنتيسي شخصية منطقية ورزينة، وقادرة على إثارة النفوس وتشجيعها, كما كان يملك القدرة على إثارة وتعبئة الشارع الفلسطيني بضرورة القضاء على الكيان الصهيوني, حيث نادى بضرب كل صهيوني في أي مكان وزمان.

لمع نجم عبد العزيز الرنتيسي في العديد من المجالات سواء على الصعيد العلمي أو العملي أو الدعوي، وكذلك الجهادي, واستطاع أن يلفت انتباه العالم بأسره إلى القضية الفلسطينية واعتبارها أنها على حق رغم الظروف القاهرة التي كانت تعيش فيها تلك القضية من محطات ومخاضات قاسية، لكن العدو الصهيوني لم يرق له هذا الأمر، وحاول كثيرًا ومرات عديدة التخلص منه لما كان له من تأثير نفسي عليهم باعتباره محرك الشعوب وموقظها.

ورغم مرور خمس سنوات على استشهاده إلا أن كلماته ومواقفه وخطاباته الرنانة ما زالت محفورة في أذهان، وقلوب كل مواطن فلسطيني، كما ترك عبد العزيز الرنتيسي أثرًا بالغًا في بناء حركة حماس وتمسك الفلسطينيين بخيار المقاومة والجهاد.

يضيف أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري ل حماس : "كلمات ومواقف وتوجيهات أسد فلسطين ما زالت حاضرةً في أذهان المجاهدين على اختلاف انتمائهم وتوجهاتهم.

وتابع أبو عبيدة لـ( إخوان أون لاين): "الفضل له بعد الله محفوظ ومعلوم ولا أحد يستطيع أن يغفل هذه الحقيقة، مشددًا على أنه كان خير سند للمجاهدين، وكان بحق أسد فلسطين الذي تعرض لأشد الأذى من ذوي القربى قبل الصهاينة.

وقال: "لكنه صمد وأصر على أن يترك أثرًا في العمل الجهادي، كان يخرج الليالي الباردة لتفقد المرابطين ورفع معنوياتهم ويكون معهم في ذات الخندق".

بدأت الملاحقة للدكتور عبر محطات عديدة من حياته منها الاعتقال والإبعاد والإقامة الجبرية والقصف والسجن، وكان آخرها عملية الاغتيال الجبانة التي نفذها الاحتلال بحقه عندما قُصِف هو وثلاثة من مرافقيه بقصف صاروخي في مساء 17/4/2004.

التحق وهو في السادسة من عمره بمدرسةٍ تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين واضطر للعمل أيضًا، وهو في هذا العمر ليُسهم في إعالة أسرته الكبيرة التي كانت تمرّ بظروف صعبة.

وأنهى دراسته الثانوية عام 1965، وتخرّج في كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 1972 ، ونال منها لاحقًا درجة الماجستير في طب الأطفال، ثم عمِل طبيبًا مقيمًا في مستشفى ناصر (المركز الطبي الرئيسي في خان يونس) عام 1976 .

يقول نجله "أحمد" الذي نجا مع والده في محاولة الاغتيال الأولى: "تأتي الذكرى الخامسة لاستشهاد والدي وشعبنا الفلسطيني وحركتنا من انتصار إلى انتصار، وهذا ما كان يتفاءل به والدي ويردده في خطاباته وكلماته: سننتصر يا بوش.. سننتصر يا شارون".

وأشار أحمد إلى أن والده كان على ثقة عالية بالله عز وجل حيث كان يستمدها من وعد كتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام: ﴿إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ (محمد: من الآية 7)، حيث كان واثقًا بنصر الله لشعبنا وحماس.

شغل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي] عدة مواقع في العمل العام منها، عضوية هيئة إدارية في المجمّع الإسلامي والجمعية الطبية العربية بقطاع غزة والهلال الأحمر الفلسطيني، كما عمِل في الجامعة الإسلامية في غزة منذ افتتاحها عام 1978 محاضرًا يدرّس مساقاتٍ في العلوم وعلم الوراثة وعلم الطفيليات.

يضيف أحمد: "أذكر أنّه كان عندي امتحانٌ للغة العربية وأبي بكونه شاعرًا جلس يدرّسني، ويراجع لي، ويسألني أسئلة في دروسي"..

وتابع: "كم رأيت من آباءٍ يعاملون أبناءهم ما وجدت أحدًا مثله في معاملته مع أبنائه، فمنذ صغرنا كان يعاملنا كأصدقاء له وكان قريبًا منّا جدًّا، ومن الصفات التي تأثّرت بها هو محافظته الشديدة على الصلوات والعبادات والنوافل وقيام الليل".

وأكّدت أم محمد عبد العزيز الرنتيسي أنَّ زوجها الشهيد القائد كان يمثّل لها القدوة الحسنة هي وأولادها، فقد كان شخصية إسلامية متكاملة تمثّل الإسلام بشموليته عبادات، أخلاق، معاملات، علاقات أسرية، علاقات اجتماعية، سياسة، جهاد، لقد تأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأضافت أم محمد أنها تشعر أنّه حيّ وأنه في الفردوس الأعلى، مشيرةً إلى أنّها سعيدة لشعورها أنّ زوجها نال ما تمناه وهي الشهادة في سبيل الله.

وللدكتور عبد العزيز الرنتيسي مكانة في قلب أم محمد، ولكن الله ورسوله والجهاد في سبيل الله أحب إليها من كل شيء في هذه الدنيا مضيفة: "إن ذهب عني كلّ من أحبّهم فالله سبحانه وتعالى باقٍ إلى يوم القيامة".

وأكدت أم محمد مجموعةً من الخصال كان يتحلّى بها الطبيب الثائر، وهي الجرأة والشجاعة والحياء والسماحة والعزة والإباء والقوة في الحقّ والرحمة والتواضع والترفع عن سفاسف الأمور، والإخلاص والتفاني والتجرّد والفطنة والذكاء وبعد النظر.

ما أن يُذكَر أنّ للدكتور عبد العزيز الرنتيسي كلمة في أحد المهرجانات أو اللقاءات؛ حتى كانت تعجّ بالصحفيين والإعلاميين، يضيف عماد الإفرنجي مدير فضائية القدس ب غزة : "كنت أشعر أنه يعبر عما يدور في قلب كل واحد منا من حب للوطن وتمسك بالثوابت".

ويشير الإفرنجي إلى أن عبد العزيز الرنتيسي هو صديق الصحفيين بامتياز، ولم يتردد يومًا في توفير ما يلزمهم وأحيانًا على حساب وقته.

ويضيف أحد الصحفيين إن عبد العزيز الرنتيسي كان إنسانًا بمعنى الكلمة لدينه ووطنه، فرغم الاعتقال والقتل والملاحقة والتضييق في سجون السلطة الفلسطينية، وما تعرض له من ابتلاءات من إصابة ابنه في محاولة اغتياله الأولى؛ إلاّ أنه استمر في عمله الجهادي".

- اعتقل الرنتيسي عام 1983 بسبب رفضه دفع الضرائب لسلطات الاحتلال، وفي 5/1/ 1988 اعتُقِل مرة أخرى لمدة 21 يومًا.

- أسّس مع مجموعة من نشطاء الحركة الإسلامية في قطاع غزة تنظيم حركة المقاومة الإسلامية حماس في القطاع عام 1987 .

- اعتقل مرة ثالثة في 4/2/ 1988 حيث ظلّ محتجزًا في سجون الاحتلال لمدة عامين ونصف على خلفية المشاركة في أنشطة معادية للاحتلال الصهيوني ، وأطلق سراحه في 4/9/ 1990 ، واعتُقِل مرة أخرى في 14/12/ 1990 وظلّ رهن الاعتقال الإداري مدة عام.

- أُبعِد في 17/12/1992 مع 400 شخصٍ من نشطاء وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان، حيث برز كناطقٍ رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم لعودة بمنطقة مرج الزهور لإرغام الكيان الصهيوني على إعادتهم.

- اعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني فور عودته من مرج الزهور، وأصدرت محكمة صهيونية عسكرية حكمًا عليه بالسجن؛ حيث ظلَّ محتجزًا حتى أواسط عام 1997 م.

- كان أحد مؤسّسي حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة عام 1987 ، وكان أول من اعتُقل من قادة الحركة بعد إشعال حركته الانتفاضة الفلسطينية الأولى في التاسع من ديسمبر 1987 ، ففي 15/1/ 1988 جرى اعتقاله لمدة 21 يومًا بعد عراكٍ بالأيدي بينه وبين جنود الاحتلال الذين أرادوا اقتحام غرفة نومه فاشتبك معهم لصدّهم عن الغرفة، فاعتقلوه دون أن يتمكّنوا من دخول الغرفة.

- وبعد شهرٍ من الإفراج عنه تم اعتقاله بتاريخ 4/3/ 1988 حيث ظلّ محتجزًا في سجون الاحتلال لمدة عامين ونصف العام حيث وجّهت له تهمة المشاركة في تأسيس وقيادة حماس وصياغة المنشور الأول للانتفاضة بينما لم يعترف في التحقيق بشيء من ذلك فحوكم على قانون "تامير"، ليطلق سراحه في 4/9/ 1990 ، ثم عاود الاحتلال اعتقاله بعد مائة يومٍ فقط بتاريخ 14/12/ 1990 حيث اعتقل إداريًّا لمدة عامٍ كامل.

- وفي 17/12/ 1992 أُبعِد مع 416 مجاهدًا من نشطاء وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان، حيث برز كناطقٍ رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة في منطقة مرج الزهور لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم وتعبيرًا عن رفضهم قرار الإبعاد الصهيوني، وقد نجحوا في كسر قرار الإبعاد والعودة إلى الوطن.

خرج د. الرنتيسي من المعتقل ليباشر دوره في قيادة حماس التي كانت قد تلقّت ضربة مؤلمة من السلطة الفلسطينية عام 1996، وأخذ يدافع بقوة عن ثوابت الشعب الفلسطيني، وعن مواقف الحركة الخالدة، ويشجّع على النهوض من جديد، ولم يرقْ ذلك للسلطة الفلسطينية التي قامت باعتقاله بعد أقلّ من عامٍ من خروجه من سجون الاحتلال وذلك بتاريخ 10/4/ 1998 م؛ .

وذلك بضغطٍ من الاحتلال كما أقرَّ له بذلك بعض المسئولين الأمنيين في السلطة الفلسطينية، وأفرج عنه بعد 15 شهرًا بسبب وفاة والدته وهو في المعتقلات الفلسطينية، ثم أعيد للاعتقال بعدها ثلاث مرات ليُفرَج عنه بعد أن خاض إضرابًا عن الطعام وبعد أن قُصِف المعتقل من قِبَل طائرات العدو الصهيوني، وهو في غرفة مغلقة في السجن المركزي في الوقت الذي تم فيه إخلاء السجن من الضباط وعناصر الأمن خشية على حياتهم، لينهي بذلك ما مجموعه 27 شهرًا في سجون السلطة الفلسطينية.

- حاولت السلطة اعتقاله مرتين بعد ذلك؛ ولكنها فشلت بسبب حماية الجماهير الفلسطينية لمنزله.

- الدكتور عبد العزيز الرنتيسي تمكّن من إتمام حفظ كتاب الله في المعتقل وذلك عام 1990 بينما كان في زنزانة واحدة مع الشيخ المجاهد أحمد ياسين ، وله قصائد شعرية تعبّر عن انغراس الوطن والشعب الفلسطيني في أعماق فؤاده، وهو كاتب مقالة سياسية تنشرها له عشرات الصحف.

ولقد أمضى معظم أيام اعتقاله في سجون الاحتلال وكلّ أيام اعتقاله في سجون السلطة في عزل انفرادي، والدكتور الرنتيسي يؤمن بأن فلسطين لن تتحرّر إلا بالجهاد في سبيل الله.

- وفي العاشر من يونيو 2003 نجا صقر حماس من محاولة اغتيالٍ نفّذتها قوات الاحتلال الصهيوني، وذلك في هجومٍ شنته طائرات مروحية صهيونية على سيارته، حيث استشهد أحد مرافقيه وعددٌ من المارة بينهم طفلة.

- وفي الرابع والعشرين من مارس 2004 ، وبعد يومين على اغتيال الشيخ أحمد ياسين، اختير الدكتور عبد العزيز الرنتيسي زعيمًا ل حركة حماس في قطاع غزة، خلفًا للزعيم الروحي للحركة الشهيد الشيخ أحمد ياسين.

- واستشهد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي مع اثنين من مرافقيه في 17 نيسان ( أبريل ) 2004 بعد أن قصفت سيارتهم طائرات الأباتشي الصهيونية في مدينة غزة، ليختم حياة حافلة بالجهاد بالشهادة.

المصدر

للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.