السعيد الخميسى يكتب: أقدام حافية على أشواك دامية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
السعيد الخميسى يكتب: أقدام حافية على أشواك دامية

بتاريخ : الثلاثاء 22 إبريل 2014

  • تقف مصر في هذه الفترة الحرجة الحساسة معصوبة العينين مكبلة اليدين حافية القدمين على أشواك دامية على مفترق الطرق إما تكون أو لاتكون .

تعانى نزيفا مستمرا على كل الأصعدة سياسيا واقتصاديا وأمنيا .

تترنح سفينة الوطن حائرة مائلة وسط خضم محيط هائج تتقاذفها الأمواج العاتية من كل جانب لاتدرى إلى أي شاطئ ترسو أو تتجه.

مستقبل الوطن غامض تحيطه سحب وغيوم , يلفه ظلام دامس , وشكله مكتئب عابس , ولاندرى متى ينقشع ظلام العبودية ويؤذن لفجر الحرية فى وطنى .

مصر اليوم تعيش بلاهوية وبلا أيدلوجية وبلا أحزاب سياسية وبلا برلمانات شرعية .

جسد مصر اليوم يئن من شدة الجراح .

ويصرخ بالنواح من هول الألم وعمق الجرح الغائر فى أعماق جسد الوطن , فلم يهنأ الوطن يوما ما , ولا من آلامه ومعاناته استراح .

  • ثلة من اليساريين وثلة من العلمانيين والشيوعيين علت أصواتهم اليوم فى وسائل الإعلام مطالبة بإقصاء كل شئ له صلة بالإسلام , حتى أن إحداهن طالبت بتنقية قوانين مصر من كل شئ له صلة بالاسلام حتى يتم الاستقرار.

وكأن الإسلام هو دين الفوضى لاسمح الله.. ! .

يقول الدكتور مصطفى محمود رحمه الله عن تلك التيارات " وهولاء من المرضى بانفصام الشخصية يتعاملون مع الله بأسلوبين ويتكلمون بلغتين وكأن الواحد منهم اثنان لايعرف أحدهما الآخر ".

ويقول فى موضع آخر " ولم يكن اليسار تقدما بل كان تخلفا لم يكن نظرة مستقبلية بل نظرة متعصبة وغبية.

ولم يكن ازدهارا اقتصاديا بل انهيارا اقتصاديا.

إنك لايمكن أن تنتزع الأرض من ملاكها , ووسائل الانتاج من يد كل منتج , دون أن تستخدم الجيش والبوليس وتسجن وتعتقل وتشرد وتهدد وتضرب بيد من حديد .

" يقول الاستاذ محمود سلطان " إن قطاعا كبيرا من الاعلام الرسمى العربى لايزال تحت سيطرة " الفلول الماركسية وهى التى تملك كل أدوات إعادة تشكيل وصوغ اتجاهات الرأى العام ترفع من تشاء وتذل من تريد "

  • " المال السياسى " قنبلة موقوته شديدة الإنفجار مزروعة فى وسط الطريق , تكاد تنفجر فى وجه الوطن فتمحو معالمه وتحوله إلى كسيح لايملك من أمره شيئا فى ثوان معدودات .

هذا المال الحرام يحرك كثيرا من وسائل الإعلام اليوم حتى أنها تعمل بأمره ووفق أجندته التى تحددها له .

اليوم تضخ مليارات منهوبة وتم تهريبها إلى بنوك سويسرا وغيرها ويتم استدعائها وقت اللزوم لإثارة البلبلة والفوضى ولفرض وجهة نظرة معينة ومحددة لكى تصل إلى كل بيت , ومن الناس من هم سماعون للكذب أكالون للسحت .

تلك القنبلة الخطيرة تهدد استقرار الوطن لأن فتيلها بيد مجموعة من الخونة المأجورين المسعورين الذين لايتأخرون لحظة فى إشعال ربوع الوطن بالنار إن مس أحد مصالحهم وأموالهم الحرام بسوء .


  • وثمة قنبلة موقوته أخرى ألا وهى قنبلة " البلطجية " الذين تربوا على موائد مبارك وفى أحضان أجهزة أمن مبارك لمواجهة اى خروج على نظامه الفاشى المستبد .

هذه القنبلة كبرت اليوم وتضخمت وتشعبت فى كل ميدان وفى كل محافظة وفى كل طريق .

إنهم يفرضون أتاوات على المارة بالليل إن أرادوا عبور الطريق , وإلا فالسحل والقتل ومصادرة الأموال هى الحل .

وأصبح للبلطجية عصابات منظمة تدفع رواتبهم من رجال غسيل الأموال الذين يهمهم أن يستمر جسد الوطن ينزف دما وصديدا لان أجسادهم لاتنموا ولا تتضخم ولا تشبع إلا على رائحة الدم والصديد..!

وهذا شأن الخنفساء التي تتأذى من الروائح الطيبة وتموت إذا شمت رائحة القاذورات النتنة العفنة...! .

لقد أصبح للبلطجية تنظيما له أعضاء ورئيس ووكيل وممولين وفروع فى كل محافظة وكل مدينة وكل قرية بل كل شارع .

  • وثمة قنبلة لاتقل خطورة عن ماسبق ذكره ألا وهى قنبلة " فلول مبارك " فى كل أجهزة الدولة الحساسة والذين لايطيقون سماع كلمة ثورة يناير لأنها تسبب لهم ضيقا فى التنفس وآلاما حادة فى البطن وتوترا ملحوظا فى العقل والتفكير .

إنهم على استعداد لإحراق أرض الوطن بل على أتم استعداد أن يبيعوا دماء قلوبهم فى سبيل القضاء على كل شئ له صلة بثورة يناير من قريب كان أم من بعيد .

إنهم يعتبرون ثورة يناير هى السيف البتار الذى أقلق مضاجعهم ودمر مراكزههم وقضى على أحلامهم فى البقاء فى مناصبهم حتى حين .

هولاء لايمكن أن تستقر أحوال الوطن وهم يخططون ويفكرون ويدبرون بليل لكل مايسئ إلى الوطن .

  • أما أكوام الشوك التى تعوق أى تقدم وأى وفاق فى هذا الوطن فتتمثل فى التبعية الاقتصادية والسياسية وعدم الاستقلال .

لايمكن لمصر أن يكون قرارها من رأسها ولقمتها ليست من فأسها.

وعندما يصرح أحد الوزراء بالأمس القريب بأن مصر لايمكن أن تكتفى ذاتيا من القمح ولايجب أن تفعل ذلك .

فهذا التصريح فى منتهى الخطورة من وزير مسئول عن قوت الشعب وعن تحقيق الاكتفاء الذاتى من ذلك المحصول الاستراتيجى .

وهذا يشير إلا أن قرار مصر الاقتصادى ليس بيدها وإنما بيد غيرها .

وبالتبعية فإن قرارها السياسى لن يكون ملكها . وطالما الوضع هكذا فما قيمة وطن لايملك قراره السياسى والاقتصادى..؟ .

ستظل مصر تدور فى حلقة مفرغة طالما أن لجامها بيد غيرها ورقبتها تحت أقدام أعدائها ومستقبلها يحدده ألد خصومها .

  • ثمة معضلة أخرى كبيرة تحول دون التحول الديمقراطى فى مصر وتبادل السلطة بطريقة سلمية هادئة , ألا وهى الخوف والقلق من نتيجة صندوق الانتخابات وعدم الاعتراف به , بل والإنقلاب عليه بقوة السلاح .

إن كثيرا من القوى السياسية على الساحة المصرية تتعامل مع الديمقراطية باعتبارها " صنم عجوة " إن أتت الديمقراطية بما تهوى أنفسهم رضوا واطمأنوا وأشادوا بها .

أما إذا أتى صندوق الانتخابات بما لاتهوى أنفسهم إسودت وجوههم وهاجوا وماجوا وغضبوا وبدأوا فى تحريض الجيش والشرطة على الانقلاب على أى نظام يأتى بإرادة حرة .

وبدأت وسائل إعلام المال السياسى فى صب جام غضبها على الديمقراطية واتهمت الشعب بالفقر والجهل والأمية .

  • إن مصر اليوم تواجه معضلات شائكة ومصائب مهلكة وتحديات فتاكة ومشاكل هدامة إن لم تجد مخرجا مناسبا وحلا سريعا لما سبق ذكره من أشواك ومعضلات .

إن مصلحة مصر العليا اليوم تقتضى أن تسعى كل القوى السياسية الفاعلة على الساحة - ولاأقصد الأحزاب الكرتونية الورقية التى لاتقدم ولاتأخر فى المعادلة السياسية - تسعى لإيجاد صيغة مرضية وأهداف مشتركة وأرضية واحدة للخروج بالوطن من هذا النفق المظلم المعتم , وإجبار الجميع على الالتزام به .

مع الأخذ فى الاعتبار تحييد مؤسسات الدولة لأنها ملك للوطن على ألا تكون طرفا فى أى

نزاع سياسى فضلا عن الانحياز الواضح لجهة على حساب جهة .

الإيمان بنتيجة صندوق الانتخابات وإبعاد مؤسسة الجيش عن السياسة وترسيخ قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان واحترام إرادة الشعب , محاور أربعة لاغنى عنها لاستتباب الأمن والأمان فى وطنى الحائر الضائع .

مصر اليوم تقف حائرة مضطربة تائهة على مفترق الطرق , فهل يأتى اليوم الذى تحدد مصر طريقها قبل أن تتفرق بها السبل فتضل عن الطريق..؟ إنا لمنتظرون .

المصدر