السعيد الخميسى يكتب: دماء على مقعد الرئاسة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
السعيد الخميسى يكتب: دماء على مقعد الرئاسة


بتاريخ : السبت 24 مايو 2014

الذى يسطر بأنامله أحداث التاريخ قد يتجمل , قد يبالغ , قد يشوه , قد يكذب , قد يجنح عن الحق , قد يزيغ لمرض فى نفسه وقلبه . قد يقلب الحقائق رأسا على عقب .

قد يزيف ويزور ويبالغ ويفبرك . لكن صفحات التاريخ نفسها ستظل ناصعة البياض بما فيها من أحداث هامة ومؤثرة , لأن حقائق التاريخ الثابتة نفسها ملك للبشرية كلها , وماكان ملك للبشرية , لايمكن أن يظل حبيسا فى أدراج التزوير والتدليس والكذب والإفتراء ولى عنق الحقيقة .

لأن الحقائق الدامغة كشعاع الشمس وضوء القمر لايمكن للعين السليمة أن تخطئها إلا من رمد .

وإن مذاق الحق البين الواضح كطعم الحلوى لايمكن للفم السليم أن ينكره إلا من سقم .

وإن وسائل التشويش والتعتيم بليل لحجب الرؤية الصحيحة ومحو علامات الطريق التى يهتدى بها السائرون قد تؤتى أكلها لبعض الوقت , لكن مع ظهور أول ضوء للنهار , تستيقظ العقول وتنتبه الأنظار ويستقين الذين خدعوا ويتبينوا الخيط الأبيض من الخيط الأسود , فتطل الحقيقة برأسها كاملة الملامح فيتضح الحق أمام أعين الناس وعلى رؤوس الأشهاد.

  • لم يكن مقتل الفاروق عمر حادثا فرديا كما يظن كثير من المسلمين . بل كانت مؤامرة عالمية للقضاء على هذا القائد العادل الفذ العظيم .

تبدأ خيوط المؤامرة عندما استأذن المغيرة بن شعبه أمير الكوفة بحسن نية عمر بن الخطاب بدخول غلام له اسمه فيروز "أبا لؤلؤة" لينتفع به المسلمون لأنه كان يتقن عدة صناعات فهو حداد ونجار ونقاش.

ولقد شهد عبد الرحمن بن أبي بكر أنه رأى "الهرمزان وفيروز وجفينة النصراني" ليلة الحادث يتشاورون فلما فوجئوا به اضطربوا وسقط منهم خنجرًا له رأسان وشهد عبد الرحمن بن أبي بكر أنه نفس الخنجر الذي طعن به أبو لؤلؤة الفاروق عمر.

أما "الهرمزان " فكان من ملوك المجوس الفرس على منطقة الأهواز، وقد أسره المسلمون وعفا عمر عنه وقد أظهر الاسلام عندما شعر بالخوف . .

أما جفينة النصراني فهو من نصارى الحيرة أرسله سعد بن أبي وقاص إلى المدينة ليعلم أبناءها القراءة والكتابة، فأجنحة الكيد الثلاثة منافق، صليبي، مجوسي .

ويحاول بعض المؤرخين أن يجعل لليهود دورًا في المؤامرة مستدلين على ذلك بأن كعب الأحبار، وكان يهوديًا من أهل اليمن أسلم في عهد الفاروق وكان له دور فى المؤامرة .

إن القوى الحاقدة على الإسلام قد أفزعها، وأرق مضاجعها هذه الانتصارات المتعاقبة للمسلمين حيث تم القضاء تمامًا على الإمبراطورية الفارسية، وفقدت الإمبراطورية الرومانية أعز ولاياتها بفتح الشام ومصر فتحركت واتحدت لتقوم بعمل توقف به المد الإسلامي الكاسح بالتخلص من قادة الأمة وزعمائها.

  • ويقول المؤرخون أن عمر بن عبد العزيز قد قتل مسموما على أيدى بعض أمراء بنى أمية بعد أن أوقف عطياهم وصادر ممتلاكتهم و أعطها لبيت مال المسلمين وهذا هو الرأي الأرجح.

لقد استمرت خلافته فترة قصيرة جداً، فلم تستمر مدة خلافته سوى عامين ونصف ، ثم حضره أجله ولاقى ربه عادلاً في الرعية قائماً فيها بأمر الله.

وعندما توفي لم يكن في سجنه رجل واحد. وفي عهده انتشر العلم وكثرت المساجد في أرجاء الدولة الأموية التي تعلم القرآن، وفي عهده القصير أوقف الحرب مع جيرانه وعمل على تحسين مرافق الدولة كالشوارع والطرقات والممرات الآمنة ودور الطعام. وكانت الذئاب في عهده لاتعدوا على الغنم فعرف الناس في الباديه بموته دون أن يخبرهم أحد عندما تغير طبع الذئاب .

لقد تآمر عليه أمراء بنى أمية الفاسدين ودبروا قتله بليل مظلم . إنهم يمثلون الدولة العتيقة.

  • وفى كلمته الأخيره قبل قتله تساءل الرئيس الباكستانى ضياء الحق وهو يبكى عما سيكون جوابه فيما إذا سئل يوم القيامة لما لم يحكم بالشريعة الاسلامية..؟ . وبالفعل صدرت عدة قوانين مستمدة من الشريعة الاسلامية فى باكستان .

فأقام الحدود وألغى الربا فى المصارف . عزم ضياء الحق على إلغاء كافة القوانين الوضعية وتطبيق أحكام الشريعة بصورة كاملة، وعندها تحرك أعداء الإسلام على مختلف توجهاتهم وأهدافهم، وقرروا التخلص من الرئيس ضياء الحق، فتم تدبير حادث تفجير الطائرة الخاصة به أثناء قيامه برحلة سرية لا يعرف وجهتها إلا قليل، وذلك في 5 محرم سنة 1409هـ الموافق 17أغسطس 1988، وذلك في مطار مدينة «راولبندي» بباكستان لتطوى بذلك صفحة رجل عزم على الحق وتطبيق العدل، فلم يتركه أعداء الإسلام يفعل ذلك، وذلك كله بقدر الله عز وجل وحده.

  • إن التاريخ سلسلة متكاملة الحلقات ولايمكن فصل حلقة منها عن الأخرى حتى تبدو الصورة كاملة فى العقول والأذهان .

والذين يظنون أن ماحدث فى مصر يحدث بمنأى عن تدبير القوى العالمية اليهودية والصهيونية والصليبية فإنما هو يخادع نفسه , أو لم يقرأ التاريخ .

إن المؤامرة ضد أول رئيس مصرى منتخب فى تاريخ مصر لم يكن المقصود منها هو شخص الرئيس مرسى بشحمه ولحمه , بقدر ماكانت مؤامرة عالمية ضد شعب أراد أن ينفض رأسه من تحت تراب الاستبداد والاستعباد .

فكان لابد أن يعود مرة أخرى إلى قمقمه .

وماكان لسلطة الانقلاب التى تتلقى التعليمات من واشنطن وتل أبيب أن تجرأ أن تقوم بهذا العمل الخسيس الدنئ الردئ إلا بضوء أخضر من أسيادهم .

وقد اعترف قائد الانقلاب بنفسه فى حوارات سابقة أنه أخبر أمريكا بنيته المبيته فى الانقلاب على الرئيس المنتخب . .

  • من مقتل عمر بن الخطاب , إلى تسمم عمر بن عبد العزيز وموته , إلى مقتل ضياء الحق , إلى عزل الرئيس مرسى والتآمر عليه , لاتخطأ العين ولايخفى على كل منصف أن خيوط المؤامرة جاءت من مشكاة واحدة .

فمن قوى عالمية مجوسية صليبية دبرت لمقتل عمر بن الخطاب , إلى الفاسدين من أمراء بنى أمية الفاسدين فى الدولة العتيقة لقتل عمر بن عبد العزيز , إلى تآمر القوى الصهيونية الأمريكية فى مقتل ضياء الحق , إلى التآمر على الرئيس مرسى وتصفيته سياسيا ومعنويا وسياسيا وتلفيق مؤامرة ضده واتهامه بقضايا هو لايعلم عنها شيئا , كل ذلك للتأكيد أن كرسى الرئاسة فى الدول الاسلامية لن يجلس عليها إلا من يقدم فروض الولاء والطاعة لأمريكا واسرائيل والقوى الصهيونية .

الدماء لونها واحد , والمؤامرة واحدة , وإن تغير الزمان واختلف المكان .

ولن يهدى أحد للشعوب المستضعفة المذلة حريتها على طبق من فضة أو ذهب. لكن لابد أن تنتفض تلك الشعوب لتنتزع حريتها بنفسها من بين أنياب الذئاب المتوحشة والثعالب الماكرة .

فهل اعتبرتم ياأولى الأبصار

المصدر