السعيد الخميسي يكتب: متى تكتمل فرحتنا بأعيادنا..؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٩:١٣، ٢٢ فبراير ٢٠١٥ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''<center><font color="blue"><font size=5>السعيد الخميسي يكتب: متى تكتمل فرحتنا بأعيادنا..؟</font></font></center>''' '''بت...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
السعيد الخميسي يكتب: متى تكتمل فرحتنا بأعيادنا..؟


بتاريخ : الاثنين 06 اكتوبر 2014

  • من حقنا جميعا أن نفرح بأعيادنا , وأن تكون تلك الأعياد لنا بمثابة الزهرة التي نستيقظ على رحيقها , والوردة التي نستنشق عبيرها , وأن تكون قلوبنا بالأعياد مسرورة , وبيوتنا بالفرحة معمورة .

وأن يكون التفاؤل على وجوهنا مسطورا , وأن لانجد فى تلك الأيام بيننا شقيا ولا محروما .

وأن تخمد براكين الحزن في قلوبنا , وأن تتوقف زلازل الهم والغم في أوطاننا .

من حقنا أن نستمتع بعيد جميل بلا شجون , وكلنا أمل وبالعيد مستبشرون .

من حقنا أن تشرق شمس العيد والصغار الأبرياء لايتساءولون : أين أمي .؟ أين أختي ..؟ بل أين أبى الحنون..؟ .

من حق وطني أن يفرح بالعيد بلا سجين , وبلا حزن فى الأعماق دفين.

من حق وطني أن يفرح بالعيد بلا دموع أو عبرات , وأن لانجد يتيما واحدا يتجرع الحسرات .

من حق وطني أن تكتمل فرحته بالعيد كما يكتمل القمر ليلة البدر فينير الطريق للسالكين , ويهدى الحائرين الضالين.

فمتى تكتمل فرحتنا بأعيادنا..؟

  • فرحتنا تكتمل يوم أن يحترم هذا الشعب وتحترم إرادته ويكون الحق فوق القوة .

فرحتنا تكتمل يوم أن نرى المجرمين الذين تلوثت أياديهم بدماء الشعب المصري من ثورة ينار حتى اليوم يحاسبون حسابا شديدا أمام قضاء عادل ليأخذ كل ذي حق حقه .

فرحتنا تكتمل يوم أن نرى وطننا ترفرف على سهوله وجباله وأوديته راية الحق والعدل والحرية .

فرحتنا تكتمل يوم أن يرى الشعب الحق حقا والباطل باطلا دون لبس أو غموض أو التباس .

فرحتنا تكتمل يوم أن نرى الظالم يعض على يديه من هول مايرى من القصاص العادل الذي ينتظره .

فرحتنا تكتمل يوم أن نرى كل من نهب وسرق واختلس يقف ذليلا صاغرا أمام قاض لايخشى فى الله لومة لائم ولا يخلط المواءمات السياسية بالأحكام القضائية التي ترد الحق إلى أهله دون حسابات سياسية أو تدخلات أمنية من جهات سيادية .

  • فرحتنا تكتمل يوم أن يكون فى مصر انتخابات نيابية ورئاسية حقيقية ليست مزورة أو مفبركة أو معلوم نتائجها مسبقا كمباراة كرة القدم المسجلة أو كعلب السردين المعلبة المعلوم تاريخ إصدارها وتاريخ نهاية صلاحيتها مسبقا .

فرحتنا تكتمل يوم أن يقف الوزير والغفير أمام منصة العدالة سواء , لافرق بين مصري ومصري , ولابين حاكم ومحكوم , ولابين رئيس أو مرؤوس , أو بين وزير أو غفير , إلا بمدى استقامة كل منهم وكفاءته وعلمه وخبرته وإخلاصه لله ثم للوطن فى مجال عمله دون محسوبية أو محاباة أو مجاملة .

فرحتنا تكتمل يوم أن نرى مصرنا الغالية تنتج دواءها وغذاءها وسلاحها دون إن تقف باسطة كلتا يديها على رصيف الأمم تتسول رغيف خبزها أعطاها الناس أو منعوها.

  • فرحتنا تكتمل يوم أن نرى مصرنا آمنة مستقرة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان .

فلاتقف في طابور المساعدات تنتظر صدقات المحسنين وتبرعات الصالحين من الأمم والشعوب المجاورة .

فرحتنا تكتمل يوم لانرى شبابا عاطلا تخرج من الجامعة يقضى يومه متسكعا فى الشوارع والطرقات , ويقضى ليله فى الملاهي والسهرات .

فرحتنا تكتمل يوم لانرى المرضى تسوى بهم الأرض فى المستشفيات العامة لايجدون نصيرا ولا معالجا ولا مداويا , ولايجدون من يمسح دمعة الأسى والحزن والفاقة من على خدودهم التي اسودت من كثرة الجوع والفقر والمرض والحاجة والبكاء .

فرحتنا نكتمل يوم أن نرى المتهم برئ حتى تثبت إدانته , ولايقضى المتهم عمره على ذمة التحقيق فى السجون والمعتقلات دون تهمة معروفة أو ذنب معلوم أو جرم مشهور أو جريمة ارتكبها .

  • فرحتنا تكتمل يوم أن نرى كل الشعب المصري شعبا واحدا يجمع بينهم الحب ولاتفرق بينهم الخلافات السياسية المقيتة .

فرحتنا تكتمل يوم لاتتحول الخلافات في الرأي إلى معارك حربية يستخدم فيها المواطنون كل أنواع أسلحة الفتك والدمار المحرمة شرعا وخلقا , من سب وشتم واهانة وتوبيخ وتأنيب وتربص , وتوجيه الاتهامات والتلفيقات دون دليل .

فرحتنا تكتمل يوم أن نرى وطننا يحلق كالنسر فى فضاء الديمقراطية وسماء الحرية وأجواء المدنية .

فرحتنا تكتمل يوم أن يجد كل خريج عملا يرضيه وراتبا يكفيه وبيتا يؤويه وعلاجا يداويه . 

فرحتنا تكتمل يوم أن نرى مؤسسات الدولة تعمل لحساب الوطن , ولاتعمل لحساب حاكم بعينه , فإن جاءهم من يرضون حسبه ونسبه وخفة دمه , تعاونوا معه وأناخوا ظهورهم له وكأننا فى فرح عائلي , وإن جاءهم من لايرضونه , شتموه وسبوه وسجنوه وأقاموا عليه الحد وعزلوه وإن أمكن قتلوه..!؟.

  • فرحتنا تكتمل يوم لانرى فى هذا الوطن جائعا لايجد حتى من الخبز الكسرات , ولا بلطجيا يقطع الطرقات , ولا لصا ولاناهبا يستولى على الثروات , ولا خائنا يخون الأمانات , ولا محتاجا يسأل الناس الصدقات , ولا فقيرا لايجد بعض اللقيمات , ولا مريضا ينام بلا علاج فى المستشفيات .

ولا مزورا محترفا يزور نتائج الانتخابات , ولاقاضيا يحكم حسب المواءمات , ولا رجل أمن لايستخدم القانون بقدر مايستخدم الضرب واللكمات , ولامسؤولا فى عمله لايعمل إلا إذا أعطى من الرشاوى حتى يرضى أن يوقع بأن الأوراق مستوفية الشروط والأختام والخدمات .

فرحتنا تكتمل يوم نرى الكفاءة والخبرة والدراية هى مؤهلات التقدم لأى عمل وليس المحسوبية والمجاملات والوسطات .

  • لن تتقدم مصر خطوة واحدة للأمام إلا بما تقدمت به الأمم والشعوب التي قفزت قفزة كبيرة في عالم الحرية والديمقراطية والعلم والتقدم والتكنولوجيا .

لابد أن يتقدم للأمام أولو العلم والخبرة والدراية وليس أهل الثقة الذين لايزنون فى ميزان الرجال والعلماء جناح بعوضة .

لان الأمم والدول لاتتقدم بالمجاملات وإنما بالكفاءات فى شتى ميادين العلم .

آن الأوان لمصر أن تعيد حساباتها سياسيا وأمنيا واقتصاديا وعلميا .

افتحوا كل النوافذ وكل الأبواب وكل الطرقات وأطلقوا سراح الوطن حتى يتنفس هواء نقيا ليعيش صحيحا سليما معافى , ولا تسجنوا الوطن وتعتقلوه فى زنزانة الديكتاتورية والقبضة الأمنية الحديدية , فيصاب الوطن بالهزال والضعف والمرض ومن ثم يفترش ملابسه الرثة القديمة وينام فى الطرقات ويمد يداه للناس يسألهم الصدقات والتبرعات , فما تقدمت أمة يوما ولا دولة وهى تعيش على صناديق النذور والتبرعات والصدقات .

المصدر