السياسة المعلوماتية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١١:١٧، ٤ يوليو ٢٠١٢ بواسطة Sherifmounir (نقاش | مساهمات) (←‏جماعة الإخوان المسلمين)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
السياسة المعلوماتية
الإنترنت وسياسات الإسلاميين في الأردن والمغرب ومصر

بقلم:أندرو هيلمز

مركز الدراسات العربية المعاصرة -جامعة جورج تاون

توطئة

بنهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين شهد العالم انتشار شبكة الإنترنت لتصبح مركزا للاتصالات والمعلومات، إلى جانب الترفيه والتجارة.

وقد ربطت شبكة الإنترنت أركان الأرض جميعًا، حيث يستطيع الباحث في القارة القطبية الجنوبية التواصل مع المزارعين في غواتيمالا في حين أصبح بمقدور المذيع في موسكو التواصل مع البدو في مصر.

فمن خلال هذه الشبكة، أصبح تدفق المعلومات عاليًا لتصل الأخبار عبر القارات في أوقات حدوثها، كما أن سياسة الإخضاع لم يعد لديها القدرة على استعراض ما لديها في السابق عن طريق تكميم الأفواه وذلك لانتشار المدونات، والمواقع ومواقع الشبكات الاجتماعية.

سياسيًا، استغلت التنظيمات السياسية عبر اليسار واليمين الإنترنت في التواصل؛ والآن تقوم الحكومات على توفير فرص الحصول على الوثائق التاريخية وبرامج الأحزاب، والأوراق الإدارية من خلال مواقعها.

وبالمثل، تقوم الجماعات الدينية بعرض معتقداتها على الإنترنت من خلال العمل عبر مواقعها الرسمية، والسماح لأعضاء المنتديات من مختلف أنحاء العالم مناقشة قضايا مثل الإيمان بالآخرة وسداد الأعمال إلى جانب عدد آخر من القضايا اللاهوتية الدقيقة.

من جانبها، قامت تنظيمات الإسلام السياسي بمزاحمة الآخرين على الشبكة عبر مواقع معروفة ومتطورة وعرض برامجهم السياسية بالتفصيل، إلى جانب الأخبار ذات الصلة،والأفكار التي يتبنونها.

وعليه، فإن هذه الورقة ستقوم بدراسة هذه العلاقة على وجه التحديد-على استخدام الإنترنت من قبل تنظيمات الإسلام السياسي في الشرق الأوسط في دول مثل الأردن والمغرب ومصر.

على الرغم من أن طائفة واسعة من تنظيمات الإسلام السياسي تقوم باستخدام الإنترنت كمنبر لنشر وجهات نظرهم وخلق سمعة داخل الوطن وفي الخارج، إلا أن أساليب ونوايا هذه الجماعات تختلف اختلافا كبيرا، وتتوقف على طبيعة التنظيم.

فهذه الورقة سوف تسلط الضوء استخدام الإنترنت من قبل ثلاثة أحزاب إسلامية معتدلة هي: جبهة العمل الإسلامي في الأردن، وحزب العدالة والتنمية في المغرب، وجماعة الإخوان المسلمين في مصر.

وهذه الأطراف الثلاثة قامت على تعظيم حنكتها السياسية وسمعتها، سواء في الداخل أو الخارج وذلك عن طريق استثمار الإنترنت في أغراض متنوعة.

بداية، استخدمت التنظيمات الإسلامية شبكة الإنترنت كوسيلة للتمدد بطرق معاصرة عبر أطياف المجال العام، وهو المجال المراد التواصل معه لإضفاء الطابع المؤسسي على الأفكار المتبناة.

وثانيا، توفر الشبكة منتديات للتنظيمات الإسلامية تعلن فيها عن مواقفها وآرائها، حيث تستخدم كذلك في الالتفاف على القيود المفروضة على وسائل الإعلام المحلية التي تحرسها الدولة.

أخيرا، تسمح شبكة الإنترنت للتنظيمات الإسلامية بتقديم خطاب معادي للهيمنة ومعارض لنظام الحكم أو النظام الملكي يتم تقديمه على الشاشة لجمهور أوسع عبر العالم.

الدافع الثالث ينطبق على وجه التحديد على جماعة الإخوان المسلمين، والتي قامت على تقديم خطاب رفيع باللغة الإنجليزية في موقع تم تصميمه على طراز المواقع الغربية وذلك للوصول إلى جماهير النخب السياسية والإعلامية في العالم الغربي.

وقد ظهر في هذا المضمار ما يسمى بـ"التدوين التجسيري" حيث حاولت الأحزاب الإسلامية التأثير في التصورات الدولية تجاه مواقفها وأعمالها. فالملاحظ أن المضمون يختلف بين النسختين العربية والإنجليزية لموقع الإخوان، وهذا ما سيتم الرجوع إليه مرة أخرى في هذا الباب حيال جماعة الإخوان المسلمين.

هذه الأهداف الثلاثة يحدث فيها تداخل ملحوظ بين النوايا والنتائج المرجوة. لكن لكل هدف يخاطب جهة بعينها: الجمهور أو وسائل الإعلام أو النظام. فبعد إجراء تحليل لهذه المجالات الثلاثة، سوف تركز هذه الورقة على تحليل مواقع حزب جبهة العمل الإسلامي وحزب العدالة والتنمية والإخوان المسلمين.


دوافع المشاركة

يتناول هذا الموضوع مسألة تحفيز التنظيمات الإسلامية السياسية على استخدام الإنترنت. ففي السنوات الأخيرة، قام عدد من الكتاب بتحليل هذه المسألة من خلال تحليل المواد الإسلامية على الفضاء الإلكتروني واستخدام التكنولوجيا في تدعيم ونشر العقيدة الإسلامية.

دراسات تحليل المواقع الإسلامية على وجه التحديد تناولت هذا الموضوع بصورة أساسية من زاوية الأمن القومي، وركزت في المقام الأول على المواقع "الجهادية"، إلى جانب استخدام الإنترنت من قبل التنظيمات الإرهابية لتجميع الأموال وتجنيد المؤيدين الحاملين للفكرة.

الدراسات التي أجراها معهد الأبحاث الإعلامية مؤخرا في الشرق الأوسط تتضمن عناوين مثل "المواقع الإسلامية جزءا لا يتجزأ من تيار الجهاد" "الإنترنت ميدان القتال: ظاهرة الجهاد الإلكتروني" و"العدو في الداخل :استضافة المواقع الجهادية، وماذا يمكن عمله حيال ذلك؟"

ففي خارج حلقة الدراسات الأمنية، يوجد عدد قليل من الكتاب ممن ركز على تحليل الدور المتغير للإنترنت في العالم العربي أو في الأوساط الإسلامية في الشرق الأوسط.

فدنيا الاتصالات والحوسبة في الشرق والأوسط قد خلق أدوارًا لا مركزية بعيدًا عن سلطات الدول.

فبدلا من الاعتماد على المترجمين الفوريين التقليديين في عرض صورة الإسلام والمسلمين يسعى المسلمون الآن إلى إيجاد طرق بديلة عبر الفضاء الحاسوبي.

في بحثه عن أثر الإنترنت كطفرة كبيرة في وسائل الاتصال، يقول "بانت" في تحليل الجوانب السياسية لهذه الظاهرة أن هذا يشير إلى أن كلا من الحكومة والمعارضة الإسلامية والأحزاب السياسية تتحول الآن إلى شبكة الإنترنت بوصفها "منطقة فعالة للاستثمار والتنمية."

في بحثه القيم، يقوم "بانت" بدراسة مجموعة واسعة من المواقع الإسلامية المتاحة من خلال الإنترنت. يقدم "بانت" من خلال كتبه الثلاث عن الفعالية الإسلامية على الإنترنت مقتربًا دينيًا وثقافيًا يقوم بواسطته على تحليل المادة الإلكترونية الشرق أوسطية المنبع.

إلى جانب هذا، يوجد العديد من المقالات التي حاولت سد هذه الثغرة، حيث قامت على وجه التحديد بتحليل المدونات وآثارها في المجالات السياسية والدينية.

فمارك لينش صاحب أبحاث "التدوين من أجل الجمهور العربي الجديد" و "شباب الإخوان في الفضاء الإلكتروني" يستكشف السبل التي تقوم جماعات المعارضة بما في ذلك الأحزاب الإسلامية من خلاله باستخدام المدونات للمساعدة في تحقيق أهدافها السياسية والاجتماعية.

أما في بحثه "التدوين التجسيري" يقوم لينش بوصف التدوين كجزء أساسي في عملية إفادة الحراك السياسي والمجتمعي حيث "تخاطب في المقام الأول الجمهور الغربي، وعادة ما تكتب باللغة الإنجليزية" حيث يقوم المدونون بمحاولة للتأثير في تغطيات وسائل الإعلام الغربية في المنطقة عن طريق توفير المعلومات ذات الصلة في الوقت المناسب، في حين يكون نصيبها في الغالب الإهمال أو منع المحتوى من قبل الآلة الأمنية للسلطات الرسمية.

إن مفهوم المدونات جسر يمتد في الغالب ليطول بعض المواقع التقليدية مثل موقع جماعة الإخوان المسلمين باللغة الإنجليزية.

فهذه الورقة تسعى إلى تجميع هذه الأدبيات وتحليلها مع التركيز على الآثار السياسية المترتبة على الإنترنت في المنطقة، وذلك لتقديم صورة أكثر اكتمالا لهذه الظاهرة.

اختارت تنظيمات الإسلامي السياسي استخدام شبكة الإنترنت بوصفها جزءا لا يتجزأ من الوسائل التي تستثمرها التنظيمات في الوصول لأغراض محددة.

فخطة نشر موقع على شبكة الإنترنت بجودة عالية تعكس قيم وآراء تنظيم يتطلب قدرا كبيرا من الأيدي العاملة ورأس المال المالي؛ فرأس المال هذا كان يمكن أن ينفق في مكان آخر إذا لم تؤمن هذه التنظيمات بقدرة الإنترنت على تحقيق أهدافها الاستراتيجية.

تعتبر شبكة الإنترنت مصدرًا لا مثيل له في التعبئة والحشد وذلك لقدرتها على الوصول إلى الملايين من الناس في مختلف أنحاء العالم حيث يقوم الأفراد أصحاب الخلفيات السياسية والقوميات والطبقية والاقتصادية بالاعتماد على الإنترنت كمصدر للمعلومات.

ومعلوم أن مستخدمي الإنترنت ليسوا سلبيين في استقبال المعلومات على الرغم من أن ما يقومون به لا يعدو تصفح صفحات، حيث إن المعلومات المقدّمة ليس لها القدرة على التأثير على أفكار وآراء المستخدمين بمفردها.

تقوم تنظيمات الإسلام السياسي بالاستفادة من المعلومات الموجودة على شبكة الإنترنت بقدر ما يعبر عن وجهات النظر السياسية والدينية الخاصة بها.

فعلى الرغم من أن الحكومات قد تحد من قدرات هذه التنظيمات في مساحة نشر ذات الآراء في الصحف وغيرها من الإصدارات الورقية، فإن وجود شبكة الإنترنت قد ساعد على إعادة تشكيل هياكل السلطة المركزية من خلال منع الحكومات من وقف تدفق المعلومات إلى المكونة المحتملة.

وهذا يعني أن الشبكة تقدم للجماعات الإسلامية خدمات جليلة تمكنها من الالتفاف على الضوابط المفروضة في وسائل الإعلام المحلية لنشر رسائلهم إلى جمهور أوسع على الصعيدين القومي والدولي.

والسبب الثالث هو أن تلك التنظيمات تقوم بالاستفادة من الإنترنت عبر توريد مواقف معادية للهيمنة الحكومية والدولية.

فالتنظيمات الإسلامية تعتمد خطاب مناهض للهيمنة عند مخاطبتها الجماهير على الصعيدين القومي والدولي في محاولة لزيادة شرعيتهم في الوقت الذي تتآكل فيه شرعية النظام الحاكم.

لذلك كان لزامًا على أفراد تلك التنظيمات إتقان الإنترنت للتسريع في إعادة تشكيل مركزية السلطات تماما كما كانت قد فعلت في وقت لاحق في القرن العشرين على إثر استخداماتهم للوسائط المتعددة مثل الكاسيت والفيديو.

في ظل هذا التوسع في العمل على الفضاء الإلكتروني، بإمكان التنظيمات الإسلامية الحالية رفع تفسيراتها وأفهامها الخاصة بقضايا الإسلام إلى جانب اجتلاب عضويات جديدة والعمل على تعظيم المشاركات السياسية والفعل السياسي العام.

فهذه القدرة على التواصل أفقيا من خلال شبكة الإنترنت يمثل انفصالا حادا للمتوالية الهرمية التي كانت سائدة منذ عهد بعيد، وهذا هو الذي شكّل الدافع الرئيسي لاستخدام الإنترنت من قبل تلك التنظيمات.

في تحليل لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، تقول منى الغباشى إن جماعة الإخوان قد شاركت في الانتخابات التي جرت في مصر في المقام الأول باعتبارها وسيلة لتشويه سمعة النظام.

وبالتالي، فإن الجماعات الإسلامية تستخدم شبكة الإنترنت بوصفها امتدادا للمجال العام كوسيلة للتحايل على القيود المفروضة على وسائل الإعلام الرسمية والوصول إلى الجمهور المحلي والدولي، وتقديم رؤى معادية للهيمنة والإساءة إلى سمعة النظام. وفيما يلي سرد لبعض هذه المسائل من خلال تحليل مواقع ثلاث تنظيمات إسلامية رئيسة في منطقة الشرق الأوسط.

السياسية التشاركية منهجًا

يعتبر انتشار الإنترنت في الشرق الأوسط دليل على تسارع ملحوظ في مجال التكنولوجيات الجديدة في العالم أجمع.

فعلى الرغم من انتشاره السريع، فإن العالم العربي لا يزال واحدا من المناطق الأقل دخولاً في هذه التقنية في العالم بنسبة 7% فقط من عدد سكان المنطقة البالغ 300 مليون نسمة.

وفي حين أن مستوى انتشار الإنترنت تختلف اختلافا كبيرا بين المناطق الغنية والفقيرة، لإلا أن منطقة الشرق الأوسط تحتل المرتبة الثالثة في أدنى معدلات الدخول على الإنترنت في العالم لتأتي في أعقاب آسيا وأفريقيا.

من جانبه، حدد مجلس الوحدة الاقتصادية العربية خمس عوامل تحد من انفتاح العالم العربي على الشبكة هم: عدم وجود الموارد البشرية والاقتصادية التي تحتاجها تكنولوجيا المعلومات، والأمية، والأمية الحاسوبية، وعدم إنفاق الأموال على البحوث، والافتقار لبنية تحتية للاتصالات إلى جانب ارتفاع تكلفة تشغيل الإنترنت.

وعلى الرغم من الانخفاض النسبي في معدل الظهور على الشبكة، فإن مجموعة من الجهات الفاعلة بما في ذلك الحكومات والتنظيمات والأفراد قد رسمت أطياف الإنترنت لتحدد خيوط عامة للجمهور المحلي منذ عام 2001.

فالمواقع المصرية والمغربية مثلا تقوم على عرض مقاطع من الإذاعة وقنوات التلفزة، في حين قام الموقع الملكي الأردني بدعوة المواطنين إلى تقديم رسالة إلكترونية إلى الحكومة.

وعلى الرغم من تواجدهم إلكترونيًا على شبكة المعلومات، فإن الحكومات العربية لا توفر سوى الحد الأدنى من الخدمات، على الرغم من أن بلدان مثل الإمارات العربية المتحدة والأردن قد تحسنت الخدمات فيهما في الآونة الأخيرة.

وفي المقابل، تقول هيومن رايتس ووتش في تقرير هوكستر أن تنظيمات الإسلام السياسي قد أحدثت نقلة كبيرة على الفضاء الإلكتروني لتلك الدول؛ لذا فقد توجّب علينا الانتقال إلى قلب الموضوع.

فبعد دراسات حالة لجبهة العمل الإسلامي في الأردن، وحزب العدالة والتنمية في المغرب، وجماعة الإخوان المسلمين في مصر سنقوم بتحليل عدد من القضايا ذات الصلة باستخدام شبكة الإنترنت من خلال المواقع الرسمية للتنظيمات السالفة الذكر.

فكل باب سوف يعطي لمحة سريعة على البلد التي تحتضن التنظيم وتواجدها على الإنترنت والجهود التي تبذلها الحكومة للسيطرة على هذه المواقع. وتعتبر هذه الدراسة دراسة تحليلية لمواقع الجماعات الإسلامية؛ حيث سنركز كثيرًا على تحليل نوعية المنتج، والمحتوى، وسرعة التحديثات، والروابط الخارجية التي تقدمها تلك المواقع والأهداف الموضوعية التي تناقشها.


الأردن

شعار إخوان الأردن.jpg

وفقا لتقرير تقنية المعلومات الدولي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي للفترة 2007-2008، فإن الأردن تحتل المرتبة 48 من بين 127 من بين البلدان التي إدراجها في دراسة مؤشر جاهزية الشبكة، وهو المقياس الذي يؤشر لجهوزية بلد ما في استقبال تكنولوجيا المعلومات.

ففي الأردن الذي يبلغ تعداد سكانه 5. 8 مليون نسمة، لا يصل الإنترنت إلا إلى أقل من 14 في المائة من عدد سكانه (791،000). فمن بين 14 دولة شملهم المسح في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن الأردن تحتل المركز الخامس في المنطقة؛ وعلى الرغم من ذلك فإنها تأتي متخلفة عن كثير من البلدان النامية الأخرى في أمريكا اللاتينية وآسيا.

وعموما، فإن النظام الأردني لم يقوم على تقييد مواطنيه الراغبين في الوصول إلى المحتوى الإلكتروني على الشبكة.

من جانبها تقول OpenNet Initiative وهي منظمة غير حكومية تتولى التحقيق والكشف عن فلترة الحكومات ومراقبتها للمواقع عبر العالم، تشير إلى أن الحكومة الأردنية لا تقوم بأية تصفية للمواقع الاجتماعية، أو الأمنية، أو أدوات الإنترنت الأخرى، على الرغم من أنها تقوم بتصفية انتقائية لبعض المواقع السياسية من آن لآخر.


جبهة العمل الإسلامي

حوارات59.jpg

تعود جذور جبهة العمل الإسلامي الأردنية إلى تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في الأردن في عام 1945. تم تأسيس الجبهة عبر تجمع بعض التجار الذين هالهم ما يقوم به اليهود في فلسطين لتكون دعمًا للنضال الفلسطيني .

وقد قام الملك عبد الله الأول بنفسه بتدشين افتتاح مكتب جماعة الإخوان المسلمين في العام نفسه مشيدا بها على أنها حركة دينية وخيرية غير سياسية.

ومن هذه الفترة حتى عام 1992، سعت جماعة الإخوان المسلمين إلى توسيع نفوذها في جميع أنحاء الأردن عبر توفير الخدمات الخيرية والدينية لناخبيها.

إلا أن سنة 1992 جاءت حبلى بكل جديد؛ ففي أعقاب سياسة التحرر الاقتصادي والسياسي النسبي الذي شهدته البلاد، قامت جماعة الإخوان المسلمين بتدشين جبهة العمل الإسلامي لتكون الحزب السياسي الرسمي لها على الرغم من أن الإخوان قد اختاروا لأنفسهم أن يظل تنظيمهم غير سياسي التوجه.

يعطي الموقع الإلكتروني لحزب جبهة العمل الإسلامي، www.jabha.net، انطباع لأول وهلة بموقع غير بارز موجه نحو العرب والناطقين بالعربية بشكل عام. كما يتيح الموقع وصلة إلى النسخة الإنجليزية الخاصة به في المقدمة.

بالإضافة إلى ذلك، تعطي هذه الصفحة انطباعا عن موقع متوسط الجودة يفتقر إلى التطور التقني والتعقيد.فبإمكان زوار الصفحة الرئيسية الوصول إلى عدد من روابط الأخبار الأخيرة، وبعض المعلومات الدينية، والبيانات والخطابات، ووثائق الحزب والارتباطات الخارجية.

فمن الناحية الجمالية، هو موقع متواضع، ويفتقر إلى تقنيات خطف الأبصار من الرسومات والصور العالية الجودة. إلا أن الموقع من الناحية الإستراتيجية يقدم عددا من القضايا الحيوية المرتبطة برسالة الجبهة.

الأول، وهو القسم المعنون بـ"من أهدافنا" حيث يخدم الأهداف السياسية والدينية لجبهة العمل الإسلامي. وبتصفح هذا القسم نرى أن من أهداف الجبهة "دعم المؤسسات الدينية ونشر الرسالة الإسلامية من خلال الدعوة الفعالة والارشاد الديني "، إلى جانب "السعي لتحقيق وحدة الأمة، والحرية، ومقاومة النفوذ الاستعماري والأجنبي، " و" التنمية الشاملة للمجتمع من منظور إسلامي".

في حين تقوم أبواب أخرى من الصفحة الرئيسية على تشجيع الاتصال بين مستخدمي الموقع وجبهة العمل الإسلامي من خلال قائمة بريدية وذلك إلى جانب قسم خاص منفصل عن الموقع الرئيسي يعمل كروابط للمعلومات الدينية من القرآن والحديث.

وعلى الرغم من وجود نقص في التطور العام للموقع، تعتبر الروابط المفقودة والأخطاء الفنية في الموقع قليلة جدًا.

يقدم الموقع معلومات عن مجموعة واسعة من المجالات ذات الصلة بالحزب. فيمكن للمستخدمين الوصول إلى قسم الأخبار عن طريق عرض مقالات حول عدد من الموضوعات بما في ذلك الخاصة بالقضية الفلسطينية، والجداول الزمنية لنواب جبهة العمل الإسلامي، والاحتجاجات، وتقارير أخرى، إلى جانب القضايا الاقتصادية وغيرها من الموضوعات ذات الصلة بالمواقف السياسية والدينية لحزب الجبهة.

عامة، تأتي مقالات الرأي المعروضة في الموقع لتعبر عن مواقف الجبهة وليس بالضرورة عرض تنوعات فكرية بعينها.

أخيرا، فإن القسم الخاص بآراء المشاهدين يقدم قائمة من الآراء والفتاوى فيما يتعلق على وجه التحديد بقضايا سياسية مثل دعم حزب الله في لبنان، ومعتقل جوانتانامو، ودور الحكومة في العراق، واحتلال أراضي المسلمين من قبل القوات العسكرية الأمريكية.

وكما رأينا من خلال دراسة جبهة العمل الإسلامي على شبكة الإنترنت، يتبين أن لموقع الحزب أهداف تعتبر محدودة نوعا ما.

ويتصفح الموقع، يتبين أن نسخته الإنجليزية موجهّه للداخل مما يعكس تباين استغلال الفضاء الإلكتروني من قبل تنظيمات الإسلام السياسي حيث يختلف هذا النهج يختلف عما يسير عليه موقع جماعة الإخوان المسلمين في مصر وهو ما ستتناوله الورقة لاحقًا. إلا أن عدم وجود موقف موحد ورؤية متماسكة على الموقع يشير إلى أن الجبهة لا تسعى إلا إلى مزيد من الأهداف المتواضعة التي تركز على الدعاية والتفاعل المحدود مع الناخبين.

المغرب

خريطة المغرب.jpg

يصنف تقرير تقنية المعلومات العالمي التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2007-2008 المغرب في المرتبة 74 من أصل 127 دولة تمت دراستها في هذا التقرير.

ويعزى وجود المغرب في هذه المرتبة إلى القيود التي فرضتها على حرية الصحافة، وانخفاض استخدام شبكة الإنترنت في الأعمال التجارية، إلى جانب النقص في الحواسيب الشخصية.

فمن أصل عدد السكان البالغ نحو 32 مليون نسمة، لا يقدر سوى 20 في المائة من الوصول إلى شبكة الإنترنت. ومن بين الدول الـ 15 الذين شملهم المسح في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يحتل المغرب المرتبة الحادية عشرة في تقرير الجهوزية المعلوماتية.

وفقا لمبادرة الشبكة المفتوحة، فإن الحكومة المغربية تتدخل بشكل انتقائي في اتصالات الإنترنت عبر البلاد. فعلى الرغم من تبنيها لحراك انتخابي على الصعيد السياسي والاجتماعي، تقوم الحكومة بتصفيات انتقائية للمواقع الأمنية وأدوات الإنترنت كذلك. وتعتبر معظم المواقع التي تمت تصفيتها تابعة للجبهات التي تنافح عن انفصال الصحراء المغربية.


حزب العدالة والتنمية

يرجع حزب العدالة والتنمية في المغرب في تاريخه إلى إنشاء رابطة الشباب الإسلامي في عام 1970 بتوجيه من عبد الكريم معطي.

كما النظام المغربي بتشجيع نمو التنظيم كقوة موازية للحركات اليسارية القوية في البلاد، كما حصلت منه على اعتراف رسمي في عام 1972.

وبعد تفكيك طالها عام 1976، قامت الحركة بتغيير اسمها في عام 1983 إلى الإصلاح والتجديد (al-Islah wa al-Tajdid) ثم انضم بعض أعضائها إلى (الإتحاد والإصلاح MUR) في 1992 وذلك حتى تشكيل حزب العدالة والتنمية في 1999 من قبل بعض أعضاء الإتحاد والإصلاح MUR.

شكلت حزب العدالة والتنمية بأنه "حزب معارض يقبل العملية السياسية ويقبل النظام الملكي في شكله الحالي ومؤيد للعملية الديمقراطية؛ يسعى لتعميق وترسيخ الاحتكامات الدينية في السياسة والمجتمع؛ ويحمل مواقف وطنية بشأن مسألة الصحراء الغربية".

وحزب العدالة والتنمية على شبكة الإنترنت، http://www.pjd.ma، هو موقع لافت ذو واجهة بسيطة موجهة نحو جمهور الناطقة باللغة العربية وملئ بالمعلومات عن مجموعة متنوعة من الموضوعات ذات الصلة ببلاد المغرب، والسياسة، و الإجراءات والمواقف السياسية لحزب العدالة والتنمية.

إلا أن الموقع وحتى كتابة هذه السطور لم يتبنى أي نسخة إنجليزية أو فرنسية له، كما أنه لا يبدو أن هناك آليات للتواصل بين جمهور الزائرين ومسئولي الحزب.

يأتي موقع حزب العدالة والتنمية في مكانة مرتفعة نسبيًا، حيث يتم تنظيم المعلومات بكفاءة، إلى جانب حسن المظهر وسهولة تناوله من قبل زوار الموقع وذلك لتناوله مجالات محددة.

فالرسومات المعروضة هي ذات جودة عالية وتركيز عالي أيضًا، كما أن تخطيط الموقع يوجه المستخدمين إلى وصلات جانبية، فضلا عن المقالات الإخبارية الحديثة الموجودة في قلب الصفحة.

ومجالات الاهتمام على الصفحة الرئيسية تشمل حملة متصلة لفك الحصار المفروض على غزة ووصلات للنشرة الرسمية للحزب التي تحمل نفس اسم الحزب.

كما يمكن للجمهور الحصول على وثائق الحزب الرسمية التي يجهزها للحملات الانتخابية، إلى جانب استطلاعات رأي لقياس ردود فعل الزوار بخصوص الموضوعات التي تتناولها الصفحة. وظيفيا، قلما يحتوي الموقع على روابط مكسورة أو أخطاء فنية.

على العموم، يعتبر موقع حزب العدالة والتنمية موقعا جذابا يقوم على توفير قدر كبير من المعلومات للزوار بخصوص تاريخ الحزب، وانتصاراته وسجالاته البرلمانية، ومبادئه التأسيسية والمعتقدات التي تحفّز على المشاركة في النظام السياسي المغربي.

وعلى نفس منوال موقع حزب الجبهة، تعتبر أهداف صفحة الحزب محدودة ومصممة خصيصا من أجل التواصل مع الجمهور المحلي بشكل عام؛ إلى جانب عرض المعلومات والسياسات، مع شيء من النقد للنظام الحاكم، ويركز أكثر على ما يقوم به حزب العدالة والتنمية، بدلا من التركيز على ما يهمله النظام.

وبشكل مماثل لما يقوم به جبهة العمل الإسلامي، فإن العلاقة بين الأحزاب الإسلامية والأنظمة السياسية التي تعيش في أفقها تقوم على التبعية، والاعتراف المتبادل. فكلا الطرفين لا يسعيان لإسقاط النظام السياسي الحالي، بل يعتمدان تحولا تدريجيا يقوم على أسلمة المجتمع من الداخل.


مصر

علم مصر.jpg

وفقا للتقرير العالمي لتكنولوجيا المعلومات للفترة 2007-2008 الصادر من المنتدى الاقتصادي العالمي، تحتل مصر المرتبة 63 من أصل 127 بلدًا شملتها دراسة مؤشر الجهوزية.

هذا، ويعتبر النظام التعليمي أكبر المعوقات التي تقف وراء هذا الترتيب التكنولوجي المتدني، خصوصًا مواد الرياضيات والعلوم. ويبلغ نسبة المتعاملين من الفضاء الإلكتروني في عام 2006 75. 4 مليون، وهو أقل من 8 في المائة من سكان البلاد.

جدير بالذكر أن مصر تحتل المرتبة التاسعة في التعاطي مع الإنترنت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أصل 15 دولة شملتها الدراسة.

من البلدان الثلاثة التي تناولها البحث، ووفقا لمبادرة الشبكة المفتوحة، تحتل مصر أعلى الرتب في سياستها المتمثلة في الانفتاح على شبكة الإنترنت.

فالتقرير لم تجد دليلا على تصفية حكومية لمواقع سياسية أو اجتماعية أو أمنية أو لأدوات إنترنت.على الرغم من هذا التصنيف العالي، تم تسجيل كثير من الانتهاكات من قبل الحكومة المصرية في حق المدونين في الآونة الأخيرة، إلى جانب محاولاتها في بعض الأحيان لمنع موقع الإخوان المسلمين.


جماعة الإخوان المسلمين

روابط202011.jpg

قام حسن البنا بتأسيس جماعة الإخوان المسلمين المصرية في عام 1928 بعد قيام مجموعة من الرجال بالاقتراب منه في الإسماعيلية، معربين عن رغبتهم في تشكيل حركة سياسية في ظل قيادة البنا في.

شهدت الحركة نموا سريعا على امتداد العقود التالية، وتوسع نفوذها في جميع أنحاء القاهرة، و المناطق المحيطة بها حيث دعا الإخوان المصريين إلى التجديد الروحي والإصلاح.

في ثمانينات القرن الماضي، وبعد علاقة معقدة من القمع والتسامح مع النظام المصري الحاكم، أصبح نشاط الإخوان المسلمين أكثر فعالية في السياسة من خلال ترشحهم لمقاعد البرلمان والمشاركة في انتخابات مجالس النقابات والغرف التجارية.

عندما جاء مبارك إلى السلطة، واصل سياسة انتقائية لمهادنة وقمع الجماعة إدراكا منه للعجز في القضاء عليهم. وفي هذا السياق، أحرزت جماعة الإخوان المسلمين التي مكاسب سياسية لا تصدّق في الانتخابات البرلمانية لعام 2000 وعام 2005، ويتوقع أن تجد لنفسها باحة على الساحة العالمية باعتبارها قوة فاعلة سياسية جادة وفعالة.

تعتبر مواقع جماعة الإخوان المسلمين على شبكة الإنترنت، www.ikhwanonline.com والنسخة الإنجليزيةwww.ikhwanweb.com ، متطورة للغاية حيث تعتمد سياسة احترافية وقائدة للمواقع الإسلامية الأخرى. ففي حين أن كلا من الموقعين العربي والإنجليزي مثير للإعجاب في الحقوق الخاصة بها، فإننا سوف نتناول في هذه الورقة الموقع العربي بشكل أساس في محاولة لتحليل هيكله ومحتواه.

كما أنه سيتم عرض موجز للاختلافات بين الموقعين العربي والإنجليزي لاحقا في سياق "التدوين التجسيري". من جانبنا، نود لفت النظر إلى أن كل الإشارات إلى موقع الإخوان المسلمين تشير إلى النسخة العربية، ما لم ينص على خلاف ذلك.

الاخوان المسلمون 2.jpg

موقع جماعة الإخوان المسلمين في مصر هو رائع جدا ومدار بتقنية عالية جدا. يعرض الموقع مع رسومات كبيرة واضحة، مع لافتة في أعلى الصفحة لجماعة الإخوان المسلمين، وصورة من الطيور التي تحلق فوق العالم تحمل عبارة "الإخوان المسلمين".

تم تخطيط أقسام الموقع بشكل واضح جدًا، مع العديد من الوصلات على الجانب الأيمن لمعالجة مواضيع مثل الثقافة والفن، وفلسطين، والشباب، وتاريخ الإخوان المسلمين وغيرهم. بالإضافة إلى شريط معلومات متحرك يعرض التغذيات الخبرية.

في الحقيقة، يتم تحديث أقسام الأخبار بشكل مستمر على طيف واسع من الموضوعات ذات الصلة. من الناحية الفنية، لا يحتوي الموقع على روابط فاسدة أو أخطاء رسومية.

تغطي محتويات موقع جماعة الإخوان المسلمين مجموعة واسعة من الموضوعات، ويقدم للمشاهدين معلومات حول مجموعة من القضايا السياسية والاجتماعية والدينية. كما أن الزوار والمهتمين بتاريخ جماعة الإخوان المسلمين يمكنهم قراءة تاريخ واسع من القسم الذي يغطي ثمانين عاما من وجودها داخل قسم "البنا والإخوان".

ضمن هذه الفئة، يمكن للمشاهدين استعراض الكتابات التاريخية لمؤسس الجماعة، وثائق من الشخصيات الهامة الأخرى داخل الجماعة، فضلا عن الأدبيات العامة للتنظيم ونهجه لمكافحة الفساد داخل المجتمع المصري.

أخبار الجماعة داخل الموقع يقدم معلومات وافية عن الأنباء المتعلقة بالإخوان المسلمين في مصر.

يتناول قسم "عرب وعجم" تسليط الضوء على الأحداث في جميع أرجاء المنطقة والعالم، ويقدم تقارير متعمقة عن أحداث من قبيل زيارة الرئيس كارتر لسوريا، والأفق السياسي في باكستان، فضلا عن وضع المسلمين في فرنسا. تركز تقارير "ثقافة وفنون" على مناقشة الأفلام العربية والدولية الأخيرة، والتركة الأدبية لجماعة الإخوان المسلمين ووضع الآثار في منطقة الشرق الأوسط.

بالإضافة إلى الأخبار والتقارير، يقدم موقع الإخوان المسلمين، على عكس حزب العدالة والتنمية وجبهة العمل الإسلامي، طيف واسع من الوسائط المتعددة.

ففي قسم "الوسائط المتعددة"، يمكن للجمهور مشاهدة تسجيل لقطات من البرامج التلفزيونية من قناة المنار التابعة لحزب الله، أو مشاهدة المناقشات التي جرت مؤخرا حول دور الإسلام في المجتمع، وكذلك العيش مع تلاوات قرآنية من المملكة العربية السعودية والقاهرة وفلسطين، إلى جانب صور الفيديو الآتية من احتجاجات المحلة الكبرى.

كما يمكن للمشاهدين تحميل الأغاني الوطنية المصرية للتعبير عن حبهم للحرية. إلى جانب قسم روابط لتنزيل النغمات والخلفيات، يوجد قسم للهواتف النقالة إلا أنه على ما يبدو تحت الإنشاء.

وعلى النقيض من مواقع حزب العدالة والتنمية وجبهة العمل الإسلامي، يقدم موقع الإخوان صورة واسعة من المنظمات السياسية والمعتقدات الدينية. فجميع أقسام الموقع تقوم على مناقشة دور الإسلام في المجتمع الحديث والتفاعل بين السياسة والدين.

إن الكم الهائل من المعلومات على الموجودة على الموقع يحول دون إجراء تحليل كامل للموقع. فعلى غرار موقع حزب العدالة والتنمية في المغرب، يجري موقع الإخوان على الإنترنت استطلاعات للمشاهدين حيث يمكنهم التعبير عن آرائهم بشأن قضايا مثل الواجبات الدينية، والقرارات السياسية والأحداث الجارية.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمشاهدين بسهولة الاتصال بجماعة الإخوان المسلمين من خلال وصلات متنوعة وبأشكال مختلفة في جميع أنحاء الموقع، على الرغم من محاولة قام بها المؤلف لمعرفة الكثيرة عن الموقع ولكنها مرت دون جدوى.

يقوم الكتاب المنتمون للجماعة بتحديث مقالاتهم اليومية على الموقع حيث يضم العديد من المقالات الإخبارية تخص مجموعة متنوعة من الموضوعات. فالتحديثات تتضمن مقالات قصيرة على الأحداث الأخيرة، وكذلك تعد تقارير عن مجموعة متنوعة من القضايا ذات الصلة تهم المشاهد المصري أو العربي.

في قسم الروابط الخاص بالموقع، يوفر الموقع وصلات إلى ثلاث فئات من صفحات الويب : مواقع إسلامية، ومواقع علمية إلى جانب مواقع الأخبار. ويشتمل القسم الإسلامي على وصلات لمواقع إسلام أون لاين، والرابطة الإسلامية في بريطانيا، ومؤسسة الأقصى، فضلا عن عدد من الشبكات الإسلامية الأخرى.

يحتوي القسم العلمي على وصلات لموقع عمرو خالد وعدد من مواقع العلماء المسلمين الأخرى التي تهتم بدراسة القضايا العلمية. كما يتضمن قسم الأخبار داخل الموقع وصلات خارجية مثل موقع بي بي سي، وقناة الجزيرة، والإسلام اليوم، وعدد البرامج المذاعة باللغة العربية على الإنترنت.

تختلف الصفحة الإنجليزية لموقع جماعة الإخوان المسلمين كثيرًا عن موقع الجماعة باللغة العربية في كل من المحتوى والتصميم.

فالنسخة الإنجليزية تشبه إلى حد كبير المواقع الإخبارية في الولايات المتحدة في حين يعتمد رسالة واضحة مصممة خصيصا للوصول إلى جمهور دولي أكثر تشككا في إيمان جماعة الإخوان المسلمين بقيم الديموقراطية.

والنسخة الإنجليزية تشبه مثيلتها العربية في المواظبة على تقديم جودة عالية في عرض المدخلات التي توجه إلى عدد من الفروع بوضوح على الجانب الأيسر من الصفحة.

تختلف الفئات المدرجة على الشريط الجانبي في النسخة الإنجليزية عن النسخة العربية.فالموقع الإنجليزي يركز على قضايا بارزة مثل التعذيب ودراسات الإسلام السياسي وإيران والأقباط والديمقراطية.

فالمراقب يرى أن كثير من هذه الموضوعات تعكس القضايا الشعبية داخل وسائل الإعلام الغربية وداخل الحركات السياسية والدينية المعاصرة في الولايات المتحدة وأوروبا.

كما أن القضايا التي يتم تسليط الضوء عليها داخل الموقع باللغة الإنجليزية وتكون موجهة للجمهور الغربي تعتبر بمثابة جسر من التفاهم والتقارب بين المشاهدين الغربيين وجماعة الإخوان المسلمين.

فبمجرد إدراج مقالات وموضوعات حساسة عن الإسلام والإسلاميين يوضح أن جماعة الإخوان المسلمين قادرة على نقد الذات والانفتاح نحو الآخر. فالمشاهدين لابد وأن يحيط بهم فكرة قبول الإخوان المسلمين للآخر وآرائه إذا ما تصفحوا أقسام الموقع.

وبالرجوع إلى نموذج لينش الذي تمت مناقشته أعلاه، فإن موقع الجماعة باللغة الإنجليزية يعتبر بمثابة غرفة مقاصة للمعلومات للصحافيين الغربيين الذين يرغبون في تقرير عن جماعة الإخوان المسلمين أو الإسلام السياسي.

ومن خلال العمل بنشاط توفير المعلومات للإعلام، فإن جماعة الإخوان المسلمين لديها فرصة أكبر في التأثير الإيجابي على التغطيات التي يقوم بها الإعلام الغربي.

وعلى اعتبار فكرة التجسير التي يتبناها الموقع، تحتوي الصفحة الإنجليزية على نطاق واسع من الأخبار والتقارير وكذلك المقالات التي كتبها الإعلام الغربي من صحيفة نيويورك تايمز، ومؤسسة كارنيغي ومركز الجزيرة إلى غيرها من مراكز الأبحاث.

كذلك يقومون على نشر التقارير الواردة من هيئة المعونة الأمريكية ومجلة فرونت بيج إلى جانب سهولة الحصول على تقارير رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية، وجامعة هارفارد ومراكز أخرى.

وعلى الرغم من الفروق الموضوعية بين النسختين العربية والإنجليزية للجماعة، فإن المحتوى العام والرسالة لا تختلفان اختلافا كبيرا إلا أن الأمر يعدو مختلفًا على مستوى الخطاب الديني. فكما نوقش سابقا، تقوم النسخة العربية بعرض معلومات عن القضايا الإسلامية في جميع أنحاء الموقع، مع مبادئ الإخوان المسلمين في موضوعات مختلفة.

وعلى العكس من ذلك، لم تقم الصفحة الإنجليزية بإنكار مبادئ الجماعة أو العمل بمقتضى مخالفتها إلا أنها تعمد إلى التقليل بشكل ملحوظ من الخطاب الإسلامي في أنحاء متفرقة من الموقع.

فالصفحة الإنجليزية لا يوجد بها سيوف أو نسخ قرآنية لتزيين الصور الأمامية بها؛ كما أن الموضوعات وروابط الصفحة الرئيسية تركز بشكل عام على القضايا السياسية والعلاقات بين الشرق الأوسط والغرب.

من المواقع الإسلامية الثلاثة التي تم تمشيطها في هذه الورقة، يتبين أن موقع الإخوان المسلمين في مصر هو الأكثر فعالية من خلال استخدام تقنيات عالية الجودة العالية برسالة تصل إلى الجماهير المحلية والدولية.

الخلاصة

كما رأينا في هذه الورقة، يتزايد استخدام تنظيمات الإسلام السياسي لشبكة المعلومات الدولية بوصفها منتدى سياسي وديني عالي الفاعلية.

فالخبرة والمهارة التي تعتمد عليها الأطراف المختلفة في القدرة على الاستفادة من الإنترنت يعتمد على خبرة وأهداف الطرفين.

ومع ذلك، فإن الاتجاه الإسلامي من المشاركة السياسية من خلال شبكة الإنترنت واضح جدا للعيان. فالأحزاب الإسلامية تقوم على استخدام شبكة الإنترنت لأسباب متنوعة، خصوصًا من أجل الإعلان عن مواقفها ونشر رسائل سياسية ودينية لجمهور أوسع على الصعيدين المحلي والدولي.

إلا أن جبهة العمل الإسلامي في الأردن، وحزب العدالة والتنمية في المغرب لا يزالان في المراحل المبكرة من تأطير رسائلهم عبر الإنترنت. فهنا، نعتبر تلك المواقع موجهة نحو جمهور وطني مهتم باكتشاف المزيد عن الأحزاب السياسية المعنية.

في المقابل، فإن جماعة الإخوان المسلمين المصرية بما وضعت في موقعها من مهنية رصينة، باللغتين الإنجليزية والعربية، قد قامت على مخاطبة الجمهور على الصعيدين المحلي والدولي في الإعلان عن المواقف وترويج السياسات.

في الوقت الذي تظل فيه الفعالية الشاملة لمشاركة الإسلاميين على الإنترنت غير واضحة المعالم، سوف تواصل التنظيمات الإسلامية السياسية نشر رسالتها عن طريق الفضاء الإلكتروني من أجل التواصل إلى قارات الدنيا وأطرافها.

ولن يبقى لنا سوى عامل الوقت لكي نستطيع الوقوف على مدى فعالية التواجد الإسلامي السياسي القادم من الشرق الأوسط على شبكة المعلومات الدولية.


للمزيد

وصلات داخلية

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

مواقع متعلقة

مواقع جماعة الإخوان المسلمين

مواقع الجماعة

مواقع الإخوان حول العالم

تابع مواقع الإخوان حول العالم

مواقع الإخوان بالمحافظات

مواقع متنوعة

مواقع الطلاب