السيناريوهات القادمة للمشهد المصري د.محمد القاضي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
السيناريوهات القادمة للمشهد المصري د.محمد القاضي

بتاريخ : الأربعاء 15 يناير 2014

في الفترة الماضية عزفت نفسي عن الكتابة على غير العادة فقد كان المشهد في مصر منذ الانقلاب يفرض أمورا معينة..

والأيام مليئة بالأحداث التي تأخذك إليها أخذا.. وتجعلك تتأملها تأملا عجيبا..وقد تكون الفترة التي قضاها الانقلابيون في واجهة المشهد قد طالت على غير ما يرجو عشاق الحرية وناشدو الخير لهذا البلد.. ولكن رب ضارة نافعة فها هي أيام الفتن تأبى أن تذهب قبل أن تمحص الجميع ليهلك من هلك عن بينة ويستمر من بقي في مسيرة الحياة عن بينة.

وبدأت تلوح في المشهد سيناريوهات متعددة بعضها يخص الصراع القائم عموما بين أنصار الحق وأنصار الباطل، تتلخص في ثلاثة سيناريوهات:

- إما أن يستمر الانقلاب وتقوى شوكته ويضعف جانب الحق ويمل مناصرو الشريعة من طول الوقت.
- وإما أن ينتصر مناصرو التحالف وتعود الشرعية في كل صورها ويذهب الانقلاب غير مأسوف عليه.
- وإما الفوضى تعم البلاد فتقضي على الجميع وتعود البلاد إلى الوراء خطوات بعيدة.

ولن أتحدث عن هذه السيناريوهات، ولكني – وهذا ما أقصده- أتحدث عن السيناريوهات التي يعدها الانقلابيون لمواجهة أي تطور في المشهد، لدوام استمرارهم وتتلخص فيما يلي:

- السيناريو الأول: قد يكون السيسي بحق غائبا عن المشهد الحالي بسبب ما أشيع عن إصابته عندما تعرض لحادث اغتيال في مقر القوات البحرية في الإسكندرية 17 أكتوبر 2013، قد يكون قد هلك وقد يكون مصابا بإصابة تعوقه عن الظهور بصورة علنية ويكتفى في إظهاره بصور مفبركة له وللقاءاته أو عن طريق دوبلير يقوم بأداء شخصيته وليس ذلك ببعيد في عصر التقدم العلمي المذهل وفن صناعة الماسكات المتقنة لدرجة يصعب معها تمييز التقليد من الأصلي.
وقد أحدث هذا الأمر (إصابة السيسي) إرباكا في صفوف الانقلابيين وقت حدوثه ولكنهم سرعان ما تداركوا الأمر وبدءوا يخططون لتحويل هذه الأزمة بالنسبة إليهم إلى ورقة رابحة وخاصة أن من يخطط لهم هم عتاة الإجرام في العالم وعلى رأسهم المخابرات الأمريكية والمخابرات الروسية ولعلنا نفهم سر زيارة وزير الخارجية الأمريكي لمصر ومن بعده زيارة وزير الدفاع الروسي خلال شهر نوفمبر الماضي.

فكيف خطط الانقلابيون للاستفادة من هذه الأزمة وهي غياب السيسي عن المشهد؟

لقد زادت شدة الانقلابيين في مواجهة المظاهرات وأكثروا من استخدام الرصاص الحي وكل يوم يمر يقدم التحالف عدة شهداء، وفاتورة هذه الشدة لا شك سيحملها السيسي.

تأجيل الإطاحة بالسيسي وإعلان عدم وجوده على الساحة لابد أن يتأخر لما بعد الاستفتاء للاستفادة من شعبيته في بعض صفوف المجتمع باعتباره يمثل عند البعض المنقذ لمصر من الإرهاب وخاصة الإخوان وإعداد سيناريو متدرج لتغييبه عن المشهد يبدأ بإعلان ترشحه للرئاسة بعد الاستفتاء وتعيين صدقي صبحي وزيرا للدفاع ..

ثم تدبير محاولة اغتيال مزعومة على إثرها يعلن اغتيال السيسي وغيابه للأبد عن المشهد واستثمار هذه المحاولة شعبيا بإلصاقها بالإخوان المسلمين وتحالف الشرعية..

ويكونون بذلك قد ضربوا عصفورين بحجر واحد كما يقال.. ويكون ذلك بعد عمل بعض مؤتمرات شعبية للسيسي للتأكيد عن جديته في الترشح لرئاسة الجمهورية..ولا تنسوا ما قاله الدكتور الملهم مرسي في خطابه الأخير....(خدوا بالكم.. السحرة كتير)

إذن السيسي هو حجر الزاوية في المشهد حتى الآن يستفاد به في كل حالاته

السيناريو الثاني: متفرع من السيناريو الأول وهو أن تجرى انتخابات الرئاسة من خلال دوبلير السيسي وينجح السيسي المزعوم وبعد نجاحه بفترة قليلة جدا لا تتجاوز أيام وقد تكون ساعات تدبر له محاولة اغتيال ويخرج من المشهد وقد تكون هذه النهاية للسيسي أكثر فائدة للانقلابيين وخاصة أنهم سيزعمون عندها أن البلاد كانت على أعتاب الاستقرار بعد انتخاب رئيس جديد (دوبلير السيسي) ولكن الإخوان الإرهابيين قتلوا أمل مصر ورمز كرامتها وحريتها ومفجر ثورة 30 يونيو المجيدة.

ولعلهم بذلك يريدون تأكيد وجود إرهاب في مصر ينبغي محاربته وتكاتف كل القوى الدولية لمواجهته قبل أن يمتد إليها، وكسب أنصار جدد لصفوفهم.

السيناريو الثالث: قد يكون السيسي موجودا في المشهد بشحمه ولحمه ويعدونه للترشح لرئاسة الجمهورية بعد الاستفتاء ..

وتجرى فعلا الانتخابات الرئاسية وينجح السيسي بلا منافسة حقيقية من المرشحين الآخرين..

ويظن الانقلابيون بذلك أنهم بهذه الخطوة قد تخلصوا من شرعية الدكتور مرسي بانتخاب رئيس جديد للبلاد.و

يتبع هذا السيناريو ضرورة التخلص من الدكتور محمد مرسي للأبد باغتياله بأي طريقة.

السيناريو الرابع: يبقى السيسي وزيرا للدفاع ويتم انتخاب أي طرطور رئيسا للجمهورية وما أكثر الطراطير في بلادنا..ويدير السيسي المشهد من منصبه وزيرا للدفاع وخاصة أن الدستور الانقلابي قد حصن منصب وزير الدفاع لمدة ثماني سنوات..

أما السيناريو الخامس وهو السيناريو الذي لا يستطيع أحد في الدنيا كلها أن يتنبأ به أو يتخيله لأنه خارج نطاق البشر وخارج نطاق تفكيرهم المحدود وهو السيناريو الرباني وخلاصته (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).. إنه تدبير رب العالمين الذي يقول: إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شىء وإليه ترجعون..

لا يستطيع أحد أن يتخيل هذا السيناريو كيف سيحدث أو كيف سيتم ولكننا نتذكر أمثاله من السيناريوهات الربانية السابقة التي جعلها ربنا عبرة وعظة لأولي الأبصار ..

- كيف انشق البحر لموسى عندما كاد فرعون أن يلحق به عند ساحل البحر.. وسار البحر لموسى طريقا يبسا وأغرق الله فيه فرعون وجنوده.
- ألقى إبراهيم في النار ولم تحترق إلا القيود التي في يديه ورجليه.. وصارت النار بردا وسلاما على إبراهيم.
- كيف نجى يونس من بطن الحوت بعد أن التقمه وقذفه الحوت مرة ثانية على ساحل البحر..
- كيف انهزم الأحزاب يوم أن اجتمعوا على رسول الله وأصحابه في المدينة..
- كيف أهلك الله عادا وثمود وغيرهم من أمم الكفر والضلال..
- كيف هلك النمرود وأبو جهل وأمية بن خلف..
- كيف هلك كل ظالم وطاغية في هذا العصر.. كمال أتاتورك.. شارون..

الأمثلة كثيرة وآيات الله في خلقه لن تنقضي..

إذن أيها الأحباب لا نخشى من سيناريوهاتهم وتدابيرهم وكيدهم ومكرهم... (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)

فامضوا على بركة الله لا يضركم كيدهم شيئا.. والله غالب على أمره.. ومنجز وعده.

ياابن آدم لا تدبر لك أمرا فأولو التدبير هلكى

سلم الأمر إلينا تجدنا أولى بك منك

المصدر