الشهيد الرنتيسي لا تكفيك الدموع في أيام التنازلات!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الشهيد الرنتيسي لا تكفيك الدموع في أيام التنازلات!


في ذلك اليوم الحزين وتلك الليلة المظلمة، كان الخبر شديد القسوة على نفسي، كانت زوجتي بجواري نتسقط أي خبر عن تطور الإصابة المميتة التي تلقاها الشهيد من قبل طائرات العدو، وكان يحدونا الأمل في بقائه على قيد الحياة، ومثلنا الآلاف من أبناء شعبنا يرفعون أيديهم إلى السماء راجين نجاة الرجل الصادق في حبه لوطنه ولشعبه، وقد مثلت حياته ومواقفه نموذجاً فريداً للوفاء لمواقفه المبدئية، والوفاء لوطنه وأبناء وطنه.

رحل الشهيد عبد العزيز الرنتيسي في السابع عشر من شهر نيسان عام 2004 بعد أقل من شهر على تعيينه خلفاً للشيخ احمد ياسين مؤسس حماس ومرشدها، وللمتابع الحصيف فإن استهداف عبد العزيز الرنتيسي كان أمراً محتماً من جانب العدو، سواء أعلنت إسرائيل ذلك أو لم تعلن، وسواء كان على لائحة المطلوبين وهو أولهم أو لم يكن، فقد كان الرجل يمثل أخطر ما يمكن أن تواجهه إسرائيل من رجالات فلسطين وقادتها.

ولد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في قرية يبنا- قضاء غزة عام 1947، وهاجر كباقي من هاجر من قرى القضاء إلى قطاع غزة، وأكمل تعليمه الجامعي ورسالة الماجستير كطبيب أطفال عام 1976 في مصر ، وعاد ليعمل بين صفوف شعبه في القطاع.

أسس مع الشيخ احمد ياسينحركة حماس في العام 1987 مع باقي المؤسسين الأوائل، وتولى مواقع قيادية مختلفة، واعتقلته سلطات الاحتلال أكثر من مرة، ثم قامت بإبعاده مع مجموعة كبيرة من الإخوة في حماس والجهاد الإسلامي إلى لبنان (منطقة مرج الزهور) التي مكث فيها قرابة العام ليعود إلى الوطن فتعتقله السلطات الصهيونية وتودعه السجن حتى العام 1998 .

في العاشر من نيسان 1998 اعتقلته أجهزة السلطة الفلسطينية لمدة 15 شهراً، ثم أفرجت عنه ليعاد اعتقاله ثلاث مرات وليضرب عن الطعام وتقصف الطائرات الإسرائيلية المعتقل دون أن يصاب بأذى، وبالمحصلة فقد قضى ما مجموعه 27 شهراً في سجون السلطة.

جدير بالذكر أن الشهيد سبق أن تعرض لمحاولة اغتيال صهيونية في العاشر من حزيران 2003 نفذتها طائرات مروحية استشهد فيها أحد مرافقيه وعدد من المارة.

نعاه الشهيد القائد ياسر عرفات ، ووصفه بالقائد الشجاع والمناضل الكبير، وفتح بيت عزاء له في المقاطعة برام الله تقديراً له وتكريماً لسيرته الكفاحية المتميزة.

كان البطل لا يرى في الكيان سوى سرطان دخيل على المنطقة، وأن الحل الوحيد لمشكلة وجوده أن يعود اليهود من حيث أتوا وأن تنتهي دولة يهود من أرضنا، وكان رحمه الله يصفها بالكيان غير الشرعي، وعندما سئل ذات مرة بل في أكثر من مرة وفي أكثر من محفل عن إمكانية حل المشكلة الإسرائيلية ووجود المستوطنين اليهود، خصوصاً من ولدوا على أرض فلسطين ، أجاب بأن هذا الأمر منوط باليهود أنفسهم ولماذا أتوا إلى فلسطين تاركين مواطنهم الأصلية؟ وأن الحل للتخلص من العمليات الاستشهادية هو رحيل هؤلاء وعودة فلسطين لأهلها.

إن هذه الميزة المبدئية الحادة في دلالاتها والصادقة في رؤيتها لواقع الحال في صراع مرير ومديد كالذي يخوضه شعبنا هو ما دفع العديد من أركان العدو الإسرائيلي إلى التصريح علناً مؤيدين عملية الاغتيال رغم مخالفتها لكل القوانين والأعراف الدولية التي تجرّم هذا السلوك لأن الرجل عاد لوطنه بموافقة واتفاق مع إسرائيل تضمن بموجبه سلامة من يعود، وهذا ما دفع الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة الى استنكار العملية الإجرامية ووصفها باللاأخلاقية والمخالفة للقانون الدولي.

إن مسؤولاً إسرائيلياً كشيمون بيريز الذي عرف بمشروعه الشرق أوسطي والذي سوقته بعض الأعراب وأمريكا، باعتباره رجل سلام، يعطي بتصريحاته المؤيدة للعملية الدليل الأكبر والأوضح على أهمية الدكتور عبد العزيز الرنتيسي وخطورته على الكيان، وهو أي بيريز لم يكن وحيداً من حزب العمل الصهيوني ممن أيد الاغتيال بل لحقه عدد آخر منهم حاييم رامون وبنيامين بن اليعازر وهؤلاء من المحسوبين على معسكر «السلام» الإسرائيلي، فضلاً عن معسكر اليمين بكل تلاوينه وفي مقدمهم عوزي لانداو وايهود ياتوم وايفي ايتام وغيرهم.

وبالمختصر كان قتل عبد العزيز الرنتيسي أمراً مجمعاً عليه في الكيان الصهيوني وهو ما يؤكد ما ذهبنا إليه في معرض وصفنا لمكانة الرجل وأهميته الرمزية. إن هذا بالضبط ما دفعني للكتابة عن ذكرى رجل بكيته بحرقة.

وعلى ذات المستوى من الدلالة أتت الموافقة الأمريكية المعلنة على لسان الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض والرئيس بوش حول عملية الاغتيال وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها برغم نفيها إعطاء ضوء أخضر للكيان لتنفيذ عملية الاغتيال، لكن كل المؤشرات والأدلة كانت توحي أن أمريكا كانت على علم مسبق بالعملية ووافقت عليها، .

وهذا ما دفع رئيس الوزراء الفلسطيني في حينه أحمد قريع للتصريح بأن الاغتيال جاء بضوء أخضر من الولايات المتحدة، كما دفع المناضل عزمي بشارة عضو الكنيست الإسرائيلي للقول بأن عملية الاغتيال تمت بنكهة أمريكية، وليس أدل على ذلك من كلام المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت مكليلان عن أن حماس « منظمة إرهابية» في ذات ليلة الاغتيال.

وبعد...

ماذا نقول في حضرة الشهداء؟

وهل نملك إلا التعبير عن عظيم امتناننا لما قدموه، وهو والله كل ما يملكون، وهل نملك إلا العهد على الوفاء لهم ولكل ما مثلوه في حياتهم وفي استشهادهم.

المصدر

للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.