الشهيد الشيخ ياسين : في العقل والقلب عاش عظيما ومات عظيما

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٥:١١، ٤ مايو ٢٠١١ بواسطة Moza (نقاش | مساهمات) (حمى "الشهيد الشيخ ياسين : في العقل والقلب عاش عظيما ومات عظيما" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الشهيد الشيخ ياسين : في العقل والقلب عاش عظيما ومات عظيما


عاش بين الفقراء فأحبوه واتبعوا الطريق الذي نذر حياته له .. ضعف الجسد فصنعت منه قوة الروح آية .. فعاش عظيما ومات عظيما .. استشهد الشيخ ياسين بعد أن أدى الأمانة ورسم طريق الخلاص لشعب محتل .. في أكبر جنازة تشهدها فلسطين، غزة تخرج عن بكرة أبيها في مسيرة مليونية لتشييع الشيخ الشهيد أحمد ياسين والرد قادم لا محالة.

وأخيرا ترجل الفارس الشهم العظيم ليخلد إلى الراحة، بعد أن أدى واجبه كاملا غير منقوص.. ارتقى الشيخ المجاهد أحمد ياسين إلى العلا شهيدا، وامتزج دمه بثرى فلسطين، التي عاش فيها ولها طيلة حياته.. انتقل إلى ربه شهيدا، بعد أن صلى له في مسجده، كما يفعل كل يوم، في غسق الليل والناس نيام.

عمرا عامر بالحركة والجهاد ؟؟

عاش عمرا عامر بالحركة والجهاد، وإحياء موات الأرواح والقلوب.. وانتقل إلى الله شاهدا وشهيدا.. أدى الأمانة، كما تجب تأديتها. وآن له أن يخلد إلى الراحة، وينعم بجنان الخلد، التي زف إليها اليوم معطرا بأعظم طيب، هو دم الشهادة.

كان رجلا ضعيف البنية، مشلول الأعضاء، يتنقل عبر كرسي متحرك، لكن كان له قلب من فولاذ، وروح لا تدانيها، قوة وصفاء وتوهجا، إلا أرواح القادة العظماء وأولياء الله الصالحين.. وكان له ذهن متوقد من نور، يعرف طريقه تمام المعرفة، ويسير عليه ولو وقفت في وجهه الجبال الراسيات..

استشهد الشيخ أحمد ياسين، فوقفت غزة وفلسطين، بل قلوب سائر أبناء أمة العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وقلوب محبي العدل والحرية وكارهي الظلم والعدوان في سائر أقطار الأرض، وقوف التعظيم والإجلال لهذا الفارس العظيم، الذي ترجل أخيرا.

على كرسي الإرادة ؟؟

عاش الشهيد على كرسي بسيط، في منزل بسيط، في حي بسيط، في مدينة معظم أهلها من الفقراء البسطاء.. وكان بوسعه أن يسكن أعظم القصور في أجمل الأحياء وأرقى المدن.. فحق له أن ينال الشهادة.. شهادة الطهارة من درن الدنيا.. وشهادة النقاء من أمراض النفوس وضعفها وهوانها أمام الدرهم والدينار.

لم يصارع الاحتلال بعضلات ولا برصاص، وهو المشلول المقعد على كرسي بسيط.. صارعه بكلمات كانت أعظم أثرا من النار والرصاص. صارحه بحب شعبه، فأحبه شعبه.. صارعه بعظيم وعيه بالوحدة الوطنية.. صارعه بوضوح هدفه.. فكان ذلك خير سلاح يواجه به الشهيد العظيم، المحتل الماكر، الذي أراد للفلسطيني أن يقتل أخاه، وللبندقية الفلسطينية أن تتلوث بدماء الفلسطينيين، فكان الشيخ ياسين خير حارس لوحدة فلسطين شعبا وأرضا، وخير عاصم لأبناء "شعب الجبارين" من أن يلغوا في دماء بعضهم بعضا، كما تخطط لذلك أجهزة المكر، التي لا تكل ولا تنام.

عشق الفقراء ؟؟

أحب الشهيد العظيم فلسطين، وأحب بسطاء فلسطين وفقراءها، وعاش معهم وبينه، رافضا أن يتميز عنهم بمتاع أو مركب أو دار أو مال.. عاش على الطعام الخشن، وعلى اللباس الخشن، وكان بوسعه أن يرفل في الحرير، ويأكل أشهى الطعام، ويسكن أفره الدور، ويركب أعظم المراكب.. فأحبه أهل فلسطين، واتبعوا الطريق الذي رسمه لهم، واليوم صار رمزا لهم وقدوة، حين ثبت على الطريق الذي سار فيه حتى النهاية، وأي نهاية أعظم من الشهادة، تكلل حياة ذلك الفارس الذي ترجل.

عاش الشيخ ياسين عظيم الإيمان.. وهل غير الإيمان يمكن أن يصنع من الإنسان شيئا عظيما؟.. ومن كان بوسعه، بلا إيمان، لو كان مثل الشيخ ياسين، جسدا ضعيفا، وبدنا مشلولا، ليس له إلا قلبه وروحه وعقله واللسان، يبلغ ما بلغ الشيخ ياسين من المجد والفخار والرفعة، لولا قوة الإيمان وعظمة الإيمان ويقين الإيمان؟.

إنه المقعد المشلول، الذي يقود، بقوة إيمانه، ووضوح رؤيته، وقدرته العالية على رسم ملامح طريق الحق والحرية والاستقلال، الأصحاء والأقوياء والشبان، فينقادوا له طائعين مسلّمين، يحمونه برموش أعينهم، ويحفظوا كلماته في قلوبهم، ويسيروا عليها، حبا وطاعة، لذلك الضعيف المقعد.. العظيم.

الشيخ المعجزة ؟؟

ضعف الجسد، عند الشيخ الشهيد أحمد ياسين، نابت عنه قوة الروح، فصنعت المعجزة، وهل أقوى من الروح فعلا وأثرا في الحياة، حين تتعلق بالعلا. وحالة الشيخ ياسين هي تصغير لصورة أكبر هي صورة فلسطين.. فقوة الروح لدى أهل فلسطين صنعت المعجزات العظام، في مواجهة واحدة من أعظم الترسانات العسكرية في العالم، حين واجهتها بأسلحة بسيطة، فأثخنت فيها إثخانا عظيما، بقوة الروح، التي أعطت المقاوم الفلسطيني الجرأة على التحدي، والدخول إلى العدو إلى مخدعه وجحره، رغم ما يحيط به نفسه من جدر وأسوار عالية وأسلحة عظام..

وهكذا الروح وعظم الهمة تصنعان الرجال، وتتحديان المستحيل.. وقديما قيل "لو تعلقت همة المرء بما وراء العرش (عرش الرحمن) لناله".. وقد تعلقت همة الشيخ ياسين بالشهادة فنالها، وتعلقت همته بتحرير أرضه من الاحتلال، وسينال الشعب الفلسطيني، الذي يسير على نهج الشيخ ياسين الاستقلال، ولو بعد حين، وسرى الشيخ ياسين ذلك اليوم الموعود، بعيون أبنائه وتلاميذه ومن سار على نهجه حتى يلقى الله.

الشيخ ياسين نال ما تمنى ؟؟

لا ينقص شيئا من قدر الشيخ ياسين أن استشهد على أيدي عصابة هي جيش الاحتلال الصهيوني، وزعيم عصابة هو آرائيل شارون، الذي يتبجح، مثلما يفعل سائر زعماء العصابات، بأنه أشرف بنفسه، ووزير دفاعه وقائد أركان قواته القاتلة، على عملية اغتيال الشيخ ياسين..

لا ينقص ذلك شيئا من قدر الشيخ الشهيد، بل يزيده قدرا وشرفا وفخارا أن كان من أوائل من وعى طبيعة تلك العصابة الآثمة، ونذر حياته لمحاربتها، وجيش في الفلسطينيين جيوشا لمقارعة صلفها ومكرها، حتى أرغمها على إعلان الانسحاب من غزة، مثلما انسحبت خائبة ذليلة، على أيدي المقاومة، من جنوب لبنان.. وغدا ستنسحب من الضفة، وسيضيق عليها الجحر رويدا رويدا حتى تنتحر داخله، كما تفعل الأفاعي السامة حين تقفل في وجهها جميع السبل.

رحم الله الشيخ ياسين فقد عاش عظيما ومات عظيما.. عاش ضعيف البدن قوي الروح، وبقوة الأرواح تُصنع المعجزات.

مسيرة مليونية ؟؟

خرجت غزة عن بكرة أبيها في وداع الشيخ أحمد ياسين زعيم ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وسبعة من المواطنين الذين قضوا في عملية الاغتيال التي تعرض لها فجر اليوم الشيخ ياسين أثناء خروجه من مسجد المجمع الإسلامي قرب منزله في غزة.

وبدأ عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين بالزحف في مسيرات حاشدة من مشفى الشفاء إلى منزل الشيخ ياسين في حي الصبرة ومن ثم إلى المسجد العمري "الكبير"، حيث تم أداء الصلاة على جثامين الشهداء بعد صلاة الظهر، ثم توجه المشاركون في التشيع إلى مقبرة الشيخ رضوان حيث وري الثرى هناك.

ولم يجد المشاركون في التشيع مكان لهم للصلاة حيث أدوا الصلاة في الشوارع المحيطة في المسجد كما كان وعلى طول شوارع التي من المنتظر أن يمر بها الموكب الآلاف من المواطنين نساء ورجالا ينتظرون من اجل أن يشاركوا في الجنازة.

وتقدم المسيرة قادة حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية والمئات من المسلحين الذين نظموا عروضا عسكرية كبيرة، وحملوا جثمان الشيخ ياسين وسط التوعد بالثأر والرد المزلزل مؤكدين أن الدولة العبرية فتحت أبواب جهنم على نفسها.

وقدر مراقبون عدد المشاركين في جنازة الشيخ ياسين بأكثر من نصف مليون، وهي أكبر جنازة تشهدها الأراضي الفلسطينية، وقد توقفت الحياة في كافة أرجاء مدينة غزة أثناء سير الموكب الجنائزي وتوجه سكان المدينة كبارهم وصغارهم ونساؤهم ورجالهم للمشاركة في الموكب، وقد كان شارعا عمر المختار والجلاء اللذين يوصلان إلى المقبرة مكتظين بالمواطنين الذين توافدوا للمشاركة في التشييع.