الشيخ ياسين.. في عيون أسرته

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢٢:١٦، ٢٦ أبريل ٢٠١١ بواسطة Moza (نقاش | مساهمات) (حمى "الشيخ ياسين.. في عيون أسرته" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الشيخ ياسين.. في عيون أسرته

بقلم :براء محمود:

الشيخ ياسين في عيون اسرته.jpg

- نجله عبد الحميد: خصَّص دفترًا لمواعيد استقباله الناس

- كريمته فاطمة: نعم القائد.. ربَّانا على الأخلاق والمقاومة

غزة- براء محمود:

رغم إعاقته وشلله التام، كانت علاقة الشيخ المجاهد أحمد ياسين بأسرته حسنةً طيبةً، يشجع أبناءه ويحفِّزهم على العطاء والبذل دائمًا.. كان رحمه الله- رغم الضغوط الكبيرة التي تحمَّلها في نشر الدعوة والتأسيس لحركة إسلامية، لا يستطيع أحدٌ تجاهلها في الواقع السياسي اليوم- يتواصل مع أسرته باستمرار، مطبِّقًا سنة النبي صلى الله عليه وسلم: "وإن لأهلك عليك حقًّا".

كما كان شيخ فلسطين يتسامر مع الناس ويعطيهم جوًّا من المرح وروح الدعابة التي لم تفارقه، حتى إنه خصَّص دفترًا خاصًّا يسجِّل فيه المواعيد لاستقبال الناس والضيوف القادمين لزيارته.

"الوالد الحنون".. بهذه الكلمات وصف عبد الحميد نجل الإمام الشهيد لـ(إخوان أون لاين) صفات الوالد الحنون بأبنائه وذويه، والمربي الفاضل المتواضع لأبناء شعبه، والمؤمن الملتزم بدينه الموفي بمواعيده.

ويقول عبد الحميد واصفًا والده: "كان صاحب نكتة، وكان يجلس لديه الضيوف لفترات طويلة رغم ضغط الوقت لديه دائمًا، وانشغاله بأمور عديدة، وكان أول المشاركين في الاحتفالات والمناسبات(..)، وفيًّا بعهده مع الناس رغم انشغالاته العديدة".

وأوضح نجل الشيخ- خلال سرده حياة والده فترة الاعتقال لدى الاحتلال- أنه كان صغير السن حينها، وأن أعمامهم كانوا يقومون على رعايتهم، ويتواصلون معهم دائمًا خلال فترة اعتقال الشيخ، مستطردًا: "كانت والدتي تزور الشيخ في السجن، وكان يقدم عبرها النصائح والإرشادات لنا".

وعن علاقة الشيخ بإخوانه في قادة "حماس" أوضح عبد الحميد (37 ربيعًا) أن الشيخ كان يحب إخوانه في قيادة الحركة كثيرًا، وأنهم كانوا مع بعضهم بعضًا كالجسد الواحد، وكان لديهم نوع من المرح، مضيفًا: "خلال جلساتهم المطوَّلة كان الشيخ يتعب من طول المدة، لكنه كان يفضِّل العمل لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته على الراحة".

وكشف نجل الياسين عن أمر عجيب تداوله الناس قبل استشهاد الشيخ بأيام من معاناته بأمراض وتعبه ودخوله المستشفى، قائلاً: "عجبت كثيرًا من أحاديث الناس عن مرض الشيخ الشديد قبل استشهاده بأيام.. صحيحٌ أن وضع والدي كان صعبًا بسبب شلله التام، لكنه لم يوجد لديه أي ضمور في جسده، وهذه كرامات من الله عزَّ وجلَّ".

ويصف عبد الحميد آخر الأوقات التي قضاها بصحبة والده، قائلاً: "ذهبت معه إلى المستشفى قبل استشهاده بخمسة أيام، وأكد الأطباء لي أن وضعه الصحي صعبٌ للغاية، وأنه بحاجة ليرقد في المستشفى لتلقِّي العلاج اللازم، لكنَّ الشيخ عندما سمع بذلك رفض وطلب من الأطباء إعطائي العلاج والدواء اللازم ليتناوله في منزله".

خروجه الأخير

ويسرد الابن الثاني للشيخ الياسين عدَّة مواقف لوالده قبل استشهاده بساعات كان منها:

الإلحاح الشديد عليه "رحمه الله" من قِبَل الناس وقيادة الحركة؛ ليختفي عن أنظار الاحتلال بعد التهديدات التي أطلقت ضده قبل اغتياله بأيام معدودة، لكنَّه كان يرفض ذلك بقوله: "عندما تأتي الشهادة التي أنتظرها طويلاً تريدون أن تحرموني من الشهادة في سبيل الله".

وتابع حديثه: "قبل خروجه الأخير من المنزل قالت له زوجتي: يا عمِ لا تخرج، هناك طيران كثيف في الأجواء"، فردَّ عليها آنذاك قائلاً والضحكات تملأ وجهه: "أنا من إيش أخاف إحنا قاعدين تحت الأسبست في بيتنا، ولما ينزل الصاروخ يلف يلف وبعدين ينفجر، وهما طالبيني ويبحثون عني، وأنا أبحث عنهم، قاصدًا بذلك أنه يبحث عن الشهادة".

وخلال حديثه عن آخر ليلة للشيخ الوالد، أكد نجل الياسين أن الشيخ قضى آخر ليلة في حياته معتكفًا عابدًا لله تعالى في مسجد المجمع الإسلامي، مبينًا أن آخر طعام الياسين كان عند الساعة الـ12 لينوي بعدها الصيام، وليأخذ قسطًا من الراحة حتى صلاة الفجر التي صلاها، وردَّد بعدها الأذكار والأدعية، لينطلق ومن معه من المصلين وكانت عندها لحظة الاغتيال.

وعن هذه اللحظة وانهمار الصواريخ وتناثر الأشلاء يصف عبد الحميد ذلك بحزن كبير على فراق الأب الحبيب: "عندما سقطت الصواريخ رأيت والدي ومن كان معه أمامي.. كان الجو معتمًا بعض الشيء؛ نتيجةً لسقوط أول صاروخين وتأثيرهما".

وتابع: "لم تفصلني لحظتها عن الشيخ وإخوانه سوى 30 مترًا، واقتربت منهم وسقط الصاروخ الثالث وأُصبت نتيجته إصابة بالغة أفقدتني الوعي 20 يومًا مكثت خلالها في غرفة العناية المركزة أتلقَّى العلاج".

ومضى في روايته عن ذكريات والده المؤسس لحركة حماس، لافتًا إلى أن الشيخ الياسين كان يقدم الدعم المادي للشباب المقبلين على الزواج.

وسرد عبد الحميد في ختام حديثه بعض كلمات الشيخ الشهيد أحمد ياسين التي ما زالت تُضيء للشعب الفلسطيني طريق العز والمقاومة، قائلاً: "كان الشيخ يقول دائمًا لم يصبح أحمد ياسين ولم تكن حركة حماس إلا بدعم الناس القادمين على أبوابنا".

القائد والمعلم

أما فاطمة أحمد ياسين "عزام" كريمة الشيخ المجاهد، فأوضحت أن والدهم كان لهم بمثابة القائد والمعلم والمربي، وأن علاقته معهم كانت تستمد من المحبة والأخلاق الحميدة، وأنه ربَّاهم تربيةً صالحةً على الإيمان والصفات الحسنة الطيبة.

وقالت واصفةً شيخ فلسطين: "أسَّس رحمه الله جمعيات خيرية إسلامية وفي بيته ترعرعنا على الأخلاق والمقاومة والجهاد والتضحية(..) كان بالنسبة لنا قائدًا عظيمًا وشيخًا ووالدًا حنونًا، تعلمنا منه الصفات الحسنة من صبر وإرادة وعزيمة وقوة رغم شلله التام ومرضه".

وأشارت إلى أن الشيخ الياسين كان يؤدي الصلوات كافةً في المسجد، خاصةً صلاة الفجر، رغم البرد الشديد الذي كان يؤثر في صحته إلا أنه كان يصرُّ على الصلاة في المسجد بخلاف العديد من الأصحاء".

وتابعت "عزام": "كان متواصلاً مع كافة الناس، كان هناك أناسٌ يرهبون لقاء الشيخ في بيته، لكنهم عندما زاروه ورأوا تواضعه وحسن استقباله لهم تفاجئوا بتعامل الشيخ رحمه الله".

وبيَّنت أن الإمام الياسين لم يكن يقصِّر مع كافة أبنائه، ولم يفرِّق بين البنين والبنات منهم البالغ عددهم 3 أبناء و8 بنات، لافتةً إلى أنه كان يتواصل معهم جميعًا ويزورهم انطلاقًا من باب التواصل مع الأرحام، وأنه كان يتسامر معهم دائمًا، وكانت الضحكات والابتسامات تعلو وجهه.