العضو رقم 1 في تنظيم الضباط الأحرار

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
العضو رقم 1 في تنظيم الضباط الأحرار
الأخ: الفريق طيار عبد المنعم عبد الرءوف


مولده ونشأته

الفريق طيار عبدالمنعم عبدالروءف

ولد بحي العباسية بالقاهرة عام 1914م، ثم انتقلت أسرته للإقامة بحي السيدة زينب.

كان والده ضابطًا بالجيش المصري وتوفي عام 1928م.

حصل على الشهادة الابتدائية عام 1928م، ثم حصل على البكالوريا عام 1935م، والتحق بالكلية الحربية، ثم التحق بمدرسة الطيران وتخرج منها عام 1938م.

أطلق عليه زملاؤه لقب "منعم الأسد" لإعجابهم بشجاعته وجرأته.

نشاطه السياسي والوطني

أثناء دراسته الثانوية كوَّن مع بعض زملائه جمعية سرية باسم "اليد الخفية" قامت بعمل تفجيرات ضد الإنجليز في أماكن متعددة منها قنبلة بدار المندوب السامي البريطاني بجاردن سيتي يوم 16/12/1932م.

وفي 194116/5/م قام مع زميله حسين ذو الفقار بتهريب الفريق عزيز المصري بطائرتهما للالتحاق بثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق ضد الإنجليز، ولكن سقطت الطائرة بهم، وألقي القبض عليهم يوم 6/6/1941م، وأودعوا السجن حتى أفرج عنهم يوم 19425/3/م بعد تغيير الحكومة، وصدر قرار بإعادته إلى الجيش في سلاح المشاة.

الارتباط بدعوة الإخوان

في نفس العام 1942م تعرَّف على دعوة الإخوان المسلمين.. "بعد صدور قرار بإعادته إلى الجيش ذهب إلى إدارة الجيش بوزارة الحربية لاستلام بعض المبالغ المجمدة له بالوزارة منذ محاكمته وسجنه، وقابل الموظف المختص، والذي لم يعرف اسمه، ولكن استراح إليه وإلى أسلوب استقباله له بمودة ومحبة وأخوة، وفي أثناء جلوسه في مكتبه انتظارًا لإنهاء موضوعه لمح على مكتبه جريدة مكتوبًا عليها (الإخوان المسلمون لسان الحق والقوة والحرية)، فسأل الرجل باستغراب: وهل يوجد في مصر مَن يعرف أو يعمل من أجل الحق والقوة والحرية؟ فأجاب الرجل بهدوء: نعم الإخوان المسلمون، فطلب منه أن يُعرِّفه بهم فأعطاه عنوان المركز العام بالحلمية واسم الأستاذ البنا"، والتقى بالإمام البنا في زيارة حضرها الصاغ محمود لبيب والدكتور حسين كمال الدين، وفي هذه الزيارة عرض على المرشد فكرة البدء بتكوين مجموعة من الضباط تعتنق مبادئ الإخوان المسلمين وتكون نواة تنبت منها خلايا تعم كل وحدات الجيش، واستحسن الإمام البنا ذلك، وقال له: "إن أخاك الصاغ محمود لبيب سيعينك على تحقيق هذه الفكرة، وسيكون المشرف على تكوين هذه المجموعة".

وبدأ عبد المنعم في الحركة والاتصال بالضباط ودعوتهم فرديًا للارتباط بالعمل للإسلام والانضمام لتنظيم الإخوان بالجيش.

نموذج من حركته وتجميعه للضباط

يروي حسين حمودة أحد أفراد المجموعة الأولى من تنظيم الضباط الأحرار فيقول:

"قدمت نفسي يوم 28/6/1943م للكتيبة الثالثة المشاة بألماظة، وكنت وقتئذ ضابطًا برتبة الملازم أول.

وتصادف أن نقل إلى هذه الكتيبة اليوزباشي عبد المنعم عبدالرءوف، وحدث أثناء تناول الطعام مع الضباط في الميس أنه كان يجلس بجواري اليوزباشي عبد المنعم عبد الرءوف فأخذت أتجاذب معه أطراف الحديث، ومالبث أن همس في أذني أنه يريد التحدث معي على انفراد في موضوع بعد الغداء.

وانفردت معه بالميس بعد انصراف الضباط، فقال عبد المنعم عبد الرءوف لي إنه لاحظ اهتمامي الزائد بعملي وحرصي على تفوق سريتي في التدريب وتمسكي بمبادئ الأخلاق الكريمة، وأنه يود أن أزوره في منزله ليتحدث معي حديثًا أكثر حريةً، وأعطاني موعدًا مساء الجمعة.

ذهبت لمنزل عبد المنعم عبد الرءوف بالسيدة زينب، وتحدث معي حديثًا خلاصته أن مصر حالتها لا تسر أحدًا.. وأن إنقاذ شعب مصر من الاحتلال البريطاني والحكم الملكي الفاسد لن يتأتى إلا بثورة مسلحة يتولاها ويدبر أمرها المخلصون من الشباب في الجيش والشعب فوافقته على ذلك الرأي.

وتلاقيت مع عبد المنعم كثيرًا حتى اطمأن لي واطمأننت له ووثق بي ووثقت به، فعرفني بشخصية من الشخصيات التي لها جهاد في سبيل مصر والعروبة والإسلام تلك الشخصية العظيمة هي شخصية الصاغ محمود لبيب".

وفي عام 1944م بلغ عددهم سبعة من الضباط :

يوزباشي:عبد المنعم عبد الرءوف

يوزباشي: جمال عبد الناصر حسين

ملازم أول: كمال الدين حسين

ملازم أول: سعد حسن توفيق

ملازم أول: خالد محيي الدين

ملازم أول: حسين محمد أحمد حمودة

ملازم أول: صلاح الدين خليفة

وبدأت اجتماعاتهم الأسبوعية المنتظمة في منازل أحدهم بالتناوب، وكانوا يتناولون دراسات إسلامية منتظمة ويدفعون اشتراكات شهرية تمثل مظهرًا من مظاهر الارتباط بالجماعة والتكافل فيما بينهم، واستمر حضورهم درس الثلاثاء بالملابس المدنية.

وفي أوائل عام 1946م ذهب الضباط السبعة الأوائل لأخذ البيعة على يد عبد الرحمن السندي رئيس النظام الخاص بالجماعة.

وشارك هؤلاء الضباط في تدريب شباب الإخوان على السلاح طوال الفترة السابقة على معارك فلسطين عام 1948م.

الجهاد في فلسطين

شارك في الجهاد مع قوات المتطوعين في فلسطين والتي كان أغلبها من شباب الإخوان المسلمين وبعض رجال ليبيا والجزائر، والتي كانت قيادتها العامة للبطل أحمد عبد العزيز.

وكانت الأوامر قد صدرت باعتبار المتطوعين قوات خفيفة الحركة تنتقل بسرعة أمام الجيش وتقوم بالأعمال الفدائية، فلما وصلت القوات إلى بلدة العوجة استقرت بها فصيلتان من الليبيين ومجموعتان من المتطوعين المصريين تحت قيادة البكباشي أركان حرب: زكريا الورداني الذي اختار موقع القيادة لنفسه في العوجة، ووجد أن قرية العسلوج محاطة بعدد من المستعمرات، وأن استيلاء اليهود عليها يهدد بقطع الطريق بين الخليل وبئر السبع (تأتي أهميتها من بئر المياه الموجود بها والطريق البري الممتد في وسطها إلى بئر سبع والخليل والقدس ونابلس وصفد حتى الناقورة) فأرسل اليوزباشي:عبد المنعم عبد الرؤوف لاحتلالها واستخدامها قاعدة للقيام بعمليات فدائية ضد مستعمرات العدو وطرق تموينه.

وكان معه قوة من 74 متطوعًا منهم20 جزائريًا و19 ليبيًا والباقون من متطوعي الإخوان المسلمين.. ثم سحب أحمد عبد العزيز معظم القوات التي تركها في العوجة وعسلوج إلى الخليل وبيت لحم.

وقامت القوة بعمل كمائن ليلية ضد دبابات ومصفحات العدو وعمل نقاط ملاحظة للإبلاغ عن تحركات العدو أولاً بأول.. كما قامت باحتلال الموقع المشرف على الطريق البري الرابط بين العوجة وبئر السبع.. وكذلك قامت القوة باحتلال مئذنة المسجد الوحيد بالقرية، ورابطت فيه قوة من حملة القنابل اليدوية لضرب أي تجمعات للعدو تنجح في التسلل للقرية.

وفي أواخر مايو أرسلت قيادة المتطوعين أمرًا بإرسال المتطوعين الجزائريين وعددهم عشرون جنديًا إلى مقر القيادة في بيت لحم، وامتنعت قوات المتطوعين الليبيين عن المشاركة في القتال لرغبتهم في اللحاق بالقوات الجزائرية.

وفي أول يوم من أيام الهدنة غدر اليهود كعادتهم وقاموا مساء يوم 11/6/48 بالهجوم على القرية، واشتبكت معهم قوات كمائن المتطوعين، واستطاعوا تدمير 11 مصفحة يهودية بمن فيها، وقام الإخوة الثلاثة المرابطين بالمئذنة بقذف قوات العدو بالقنابل اليدوية مما سبب له خسارة كبيرة في الأفراد.. واستمرت المعركة حتى الفجر، ثم انسحبت باقي القوة إلى العوجة حيث مركز المتطوعين.. وذهب الأبطال الثلاثة الذين كانوا بالمئذنة شهداء في سبيل الله بعدما قاموا بتفجير مخزن الذخيرة بعد دخول قوات اليهود فيه وامتلائه بهم. (مذكرات عبد المنعم عبد الرءوف – ص 54-59).

مع المجاهدين في القنال

كان يعمل في كتيبة بالقرب من السويس، ولم يتأخر في دعم ومعاونة قوات الفدائيين من الإخوان بكل ما يستطيع في شجاعة وتضحية أشاد بها مؤرخو هذه الفترة من الجهاد كالأخ المجاهد كامل الشريف في كتابه القيم (المقاومة السرية في قناة السويس).

المشاركة في أخطر عمليات الثورة

في صباح يوم 26/7/1952م قام بمهاجمة وحصار قصر رأس التين بالإسكندرية، وأرغم الملك على التنازل عن العرش ومغادرة البلاد.

وفي 195228/7/م رجع إلى القاهرة وشارك في حصار قصر عابدين.

وفي يوم 19521/8/م صدر قرار بنقله إلى كتيبة أخرى لإبعاده عن 1952القاهرة.

وفي 2/10/1952م أبعد إلى فلسطين، ورغم إبعاده فقد قام بعمل بطولي هام إذ قام بتدريب أعداد ضخمة من أبناء فلسطين تدريبًا عسكريًا مركزًا، وكوَّن منهم قوات مقاتلة على درجة عالية من الكفاءة، شاركت بعد ذلك في مواجهة العصابات الصهيونية.

وفي 17/12/1953م صدر قرار بإحالته إلى المعاش.

وفي 195418/1/ تمَّ اعتقاله وأودع في السجن الحربي حتى 18/2/1954م؛ حيث نقل إلى سجن الأجانب تمهيدًا لمحاكمته.

وفي 195417/4/م عقد مجلس عسكري عالي لمحاكمته، وأثناء المحاكمات تمكن من الهروب، واختفى داخل مصر لمدة عام تقريبًا.

الخروج من مصر

في عام 1955م تمكن من مغادرة البلاد والهجرة إلى لبنان ثم انتقل منها إلى الأردن حتى عام 1959م، ثم انتقل إلى تركيا وأقام بها حوالي ثلاث سنوات ثم رجع إلى لبنان عام 1962م وظل مقيمًا بها طوال فترة غيابه عن مصر.

عاد إلى مصر يوم 12/9/1972م، وكان في استقباله بالمطار وزير الداخلية ممدوح سالم، وقابل الرئيس أنور السادات يوم 19722/11/م بمنزله بالجيزة، وصدر بعدها قرار جمهوري بإلغاء حكم الإعدام الصادر ضده عام 1954م في عهد عبد الناصر.

وبقى مقيمًا في مصر لم يغادرها إلا لأداء فريضة الحج عام 1978م، وبعدها أصيب بشلل نصفي ونقل إلى مستشفى المعادي، ثم أمر الرئيس السادات بنقله للعلاج في فرنسا؛ حيث أجريت له عملية جراحية هناك، ثم عاد إلى مصر، وعاش معاناةً طويلةً مع المرض حتى وفاته التي كانت يوم الأربعاء 198531/7/م.

المصدر