العلماء والإصلاح
بقلم : الحاج فؤاد الهجرسي
قال الشيخ محمد الخضر حسين " شيخ الأزهر سابقاً " :
(: نود من صحيح قلوبنا ، أن تكون نهضتنا المدنية راسخة البناء ، رائعة الطلاء ، محمودة العاقبة ، ولا يرسخ بناؤها ، ويروع طلاؤها وتحمد عاقبتها إلا أن تكون موصولة بنظم الدين ، مصبوغة بآدابه ، والوسيلة إلى أن يجرى فيها روح من الدين يجعلها رشيدة فى وجهتها ، بالغة غايتها ، أن يزداد الذين درسوا علوم الشريعة عناية بالقيام على ما استحفظوا من هداية ، فلا يذروا شيئاً يشعرون بأنه موكول إلى أمانتهم إلا أحسنوا أداءه )
ويلزمنا أن نردد قول الشاعر :
يا علماء الدين يا ملح البلد
- من يصلح الملح إذا الملح فسد
وضرب الشيخ أمثلة منها :
- - كان العلماء المقيمون فى نواحى قرطبة ، يأتون يوم الجمعة للصلاة مع الخليفة ويطالعونه بأحوال بلدهم ..
قال أحدهم :
واتعب إن لم يمنح الناس راحة
- وغيرى إن لم يتعب الناس يتعب
- متى كان فى ولاة الأمور شىء من العدل وكان فى العلماء حكمة وإخلاص ، نجحت الدعوة فى سعيها ، وبلغت بتأييد الله مآربها ، واليك هذا الموقف :
أمر السلطان ( سليم ) بقتل مائة وخمسين رجلا من حفاظ الخزائن ، وعلم المفتى بذلك ، واسمه ( الأستاذ / علاء الدين الجمالى ) .
فذهب إلى السلطان ليوقف الحكم ، فغضب السلطان وقال ( ليس ذلك من وظيفتك ) فأجابه المفتى يقول : ( إنما أتعرض لأمر آخرتك وهو من وظيفتى ، فإن عفوت فلك النجاة عند الله وإلا فالعقاب العظيم ) فانكسرت غضبة السلطان وعفا عن الجميع .
- كان محمد بن عبد الله بن يحيى الليثى قاضى قرطبة كثيرا ما يخرج إلى الثغور ، ويتصرف فى إصلاح ما وهى منها ، حتى إنه مات فى بعض الحصون المجاورة لطليطلة .
- كان ( أسد بن الفرات ) .. قائداً للجيش الذى فتح صقلية ، وهو أحد الفقهاء الذين أخذوا عن الإمام مالك بالمدينة ، وعن محمد بن الحسن ببغداء ، وعن عبد الرحمن بن القاسم بالقاهرة .
والنصيحة فى الالتفات إلى الأزهر ، وإعداد علمائه بمثل ذلك ، لتخريج طلابه على مثل ذلك وستعقب هذه اللفتة خيراً كثيراً .
المصدر
- مقال:الحاج فؤاد الهجرسي يكتب : العلماء والإصلاح موقع: إخوان الدقهلية