العلماء والإصلاح

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الحاج فؤاد الهجرسي يكتب : العلماء والإصلاح


بقلم : الحاج فؤاد الهجرسي

قال الشيخ محمد الخضر حسين " شيخ الأزهر سابقاً " :

(: نود من صحيح قلوبنا ، أن تكون نهضتنا المدنية راسخة البناء ، رائعة الطلاء ، محمودة العاقبة ، ولا يرسخ بناؤها ، ويروع طلاؤها وتحمد عاقبتها إلا أن تكون موصولة بنظم الدين ، مصبوغة بآدابه ، والوسيلة إلى أن يجرى فيها روح من الدين يجعلها رشيدة فى وجهتها ، بالغة غايتها ، أن يزداد الذين درسوا علوم الشريعة عناية بالقيام على ما استحفظوا من هداية ، فلا يذروا شيئاً يشعرون بأنه موكول إلى أمانتهم إلا أحسنوا أداءه )

ويلزمنا أن نردد قول الشاعر :

يا علماء الدين يا ملح البلد

من يصلح الملح إذا الملح فسد

وضرب الشيخ أمثلة منها :

- كان العلماء المقيمون فى نواحى قرطبة ، يأتون يوم الجمعة للصلاة مع الخليفة ويطالعونه بأحوال بلدهم ..

قال أحدهم :

واتعب إن لم يمنح الناس راحة

وغيرى إن لم يتعب الناس يتعب

- متى كان فى ولاة الأمور شىء من العدل وكان فى العلماء حكمة وإخلاص ، نجحت الدعوة فى سعيها ، وبلغت بتأييد الله مآربها ، واليك هذا الموقف :

أمر السلطان ( سليم ) بقتل مائة وخمسين رجلا من حفاظ الخزائن ، وعلم المفتى بذلك ، واسمه ( الأستاذ / علاء الدين الجمالى ) .

فذهب إلى السلطان ليوقف الحكم ، فغضب السلطان وقال ( ليس ذلك من وظيفتك ) فأجابه المفتى يقول : ( إنما أتعرض لأمر آخرتك وهو من وظيفتى ، فإن عفوت فلك النجاة عند الله وإلا فالعقاب العظيم ) فانكسرت غضبة السلطان وعفا عن الجميع .

- كان محمد بن عبد الله بن يحيى الليثى قاضى قرطبة كثيرا ما يخرج إلى الثغور ، ويتصرف فى إصلاح ما وهى منها ، حتى إنه مات فى بعض الحصون المجاورة لطليطلة .

- كان ( أسد بن الفرات ) .. قائداً للجيش الذى فتح صقلية ، وهو أحد الفقهاء الذين أخذوا عن الإمام مالك بالمدينة ، وعن محمد بن الحسن ببغداء ، وعن عبد الرحمن بن القاسم بالقاهرة .

والنصيحة فى الالتفات إلى الأزهر ، وإعداد علمائه بمثل ذلك ، لتخريج طلابه على مثل ذلك وستعقب هذه اللفتة خيراً كثيراً .

المصدر