الغزالي: الربا (إيدز) الاقتصاد المعاصر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الغزالي: الربا (إيدز) الاقتصاد المعاصر
15-06-2005

حوار- احمد رمضان


مقدمة

- التجربة الماليزية دليل على قدرة الشعوب على تجاوز الأزمات الاقتصادية

- اليابان تعطي قروضًا صفرية الفوائد، وفرنسا تنشئ بنوكًا إسلامية

جاء الإسلام حربًا على الفقر، ومدافعًا عن حقوق الفقراء، كما جاء حربًا على كل صور الاستغلال والمستغلين، وظهر المنهج الإسلامي في هذه الدنيا ليقود الناس من ظلام الجهل والتخلف إلى نور العلم والتقدم، إلا أن الواقع المعاصر للعالم الإسلامي لا يعكس هذا الخير الذي بشَّر به الإسلام، والذي عاشت الدنيا قرونًا في مجده مستضيئةً بضيائه، رافلةً في حضارته، ناهلةً منه أسبابَ التقدم والرقيِّ الذي حملته تعاليمه.

ومن هنا كان علينا أن نكشف عن هذا الجرح العميق في كيان الأمة الإسلامية، جرح التخلف المادي الذي يعيشه المسلمون، في محاولةٍ لتشخيصه، والتعرف على أسبابه.

وفي هذا الإطار نلتقي مع الأستاذ الدكتور عبد الحميد الغزالي (الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة)، والذي يعد واحدًا من أبرز علماء الاقتصاد في عالمنا العربي والإسلامي، فإلى الحوار:


عصر الاقتصاد

  • بدايةً.. ما تفسيركم للأزمة الاقتصادية التي يعاني منها العالم الإسلامي اليوم، وذلك على الرغم من توافر الموارد البشرية والمادية والخبرات، وهي العناصر التي تقوم عليها أي نهضة اقتصادية؟!
لا شك في أن العالم مع بداية القرن الواحد والعشرين دخل عصر الاقتصاد؛ فمِن خلال الحياة الاقتصادية سوف يتشكَّل النظام الذي سوف يسود العالم في هذا القرن، وما العولمة إلا إحدى إرهاصات هذا الجانب المادي في حياة البشر، فهي محاولةٌ للسيطرة على مقدرات الشعوب وثرواتها من خلال الأقوى، وبالتحديد من خلال الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم يذهب البعض إلى أن العولمة ما هي إلا (الأمركة)؛ أي محاولة بسط وتنميط النموذج الأمريكي الغربي على العالم أجمع، وإلغاء الخصوصيات ليس فقط على السلع والخدمات وإنما على الأفكار والمدركات والمفاهيم والسلوك، وبهذا التنميط يتحول المجتمع الإنساني ككل إلى قرية كونية وإلى سوق واحد، وإذا ما تحول إلى ذلك فإنه يسهل استغلالُه، ويسهل تصريف منتجات الأقوى، أي إنعاش الاقتصاد الأمريكي والاقتصاد الأوروبي على حساب الدول المغلوبة على أمرها.
والدول الإسلامية في هذا المعترك تصنَّف من قبل كتاب التنمية الاقتصادية ضمن مجموعة الدول المتخلفة اقتصاديًّا واجتماعيًّا، وهذا صحيح؛ فنحن وفقًا لمعايير التقدم والتخلف نعد من الدول المتخلفة اقتصاديًّا واجتماعيًّا، ويُرجِع بعضهم أسباب هذا التخلف في العالم الإسلامي إلى بعض المبادئ والقيم الخاطئة في الإسلام!! وكأن النظرة الموضوعية آخذةٌ حقَّها في تحليلاتهم!! ونحن نقول: إن هذا افتراءٌ واضحٌ وتجنٍّ فاضح على هويتنا وعلى مشروعنا الحضاري الذي يقدمه إسلامنا العظيم، والحقيقة هي أننا فعلاً متخلفون، لا لأننا مسلمون؛ ولكن لأننا تخلينا عن هويتنا الإسلامية، فالإسلام جاء بمنهج متكامل لتقدم البشرية ليس فقط في الاقتصاد، ولكن في شتى نواحي الحياة البشرية، ليضمن سعادة البشر ليس في الآخرة فقط ولكن في الدنيا أيضًا.
  • تعددت تعريفات التخلف الاقتصادي؛ إلا أنها جميعًا- للأسف- تنطبق على عالمنا الإسلامي، فما موقف الإسلام من التخلف، وموقع المسلمين منه؟!
التخلف هو حالة الانخفاض النسبي في مستوى النشاط الاقتصادي في مجتمع ما، وكلمه نسبي تعني (بالنسبة) لما يحققه المجتمع لو استغل ما لديه من إمكانيات مادية بأكمل وأكفأ قدر ممكن،

المصدر