القاضي الدجوي وعلاقته بالإخوان المسلمين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢٠:٤٢، ٢٧ أبريل ٢٠١١ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
الدجوي وعلاقته بالإخوان المسلمين

إعداد: موقع إخوان ويكي (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)

بقلم/ أحمد سلامة


من هو الدجوي ؟

محمد فؤاد الدجوي

الدجوي اسم لا يجهله أحد من الباحثين أو المثقفين أو الشعب المصري، ذلك لأنه الضابط العسكري الذي أسر في غزة عام 1956م من قبل إسرائيل وسب مصر وقيادتها أمامهم حتى يتم الإفراج عنه، وكان معه في هذا الأسر المستشار محمد المامون الهضيبي رئيس محكمة غزة، والذي أبى أن يسب مصر أو قادتها، ومن هذا التوقيت كانت بداية معرفة الدجوي بالإخوان، ولقد ترك فيه هذا الموقف أثرا بليغا ظهر قويا في محاكمات الإخوان عام 1965م.

فحينما تم تبادل الأسرى عاد الدجوي وبعد سنين كافأه عبد الناصر بتعينه – بالرغم من خيانته للوطن - قاض لمحاكمة أبناء الوطن الشرفاء أمثال سيد قطب ومحمد يوسف هواش وإخوانه أمام محاكم عسكرية هزلية ليسطر الدجوي أحكام سبق إعدادها وتلاها هو بطريقة مشينة ليرفع بها علماء الأمة على أعواد المشانق.

فمحمد فؤاد الدجوي كان يحتل منصبه فريق أول بالجيش المصرى – حينما حاكم الإخوان-، وحاكما لغزة، لكنه بعد العدوان الثلاثي أسر حتى عاد، ثم قام بالعديد من المحاكمات للإخوان المسلمين وخاصة قياداتهم؛ فهل كان الدجوى محايدا فى أحكامه التى أصدرها ضد الإخوان أم أنه كان صاحب وجهة نظر مسبقة ضد الإخوان المسلمون هذا ما سوف يستنتجه الباحث من خلال هذا البحث سوف نطلع على بعض نصوص التحقيقات التي أجراها الدجوي مع قيادات الإخوان وللباحث منتهى الحرية فى الاستنتاج.

وإليكم بعض النماذج من محاكمات الدجوي للإخوان:


النموذج الأول: جلسة 14 أبريل سنة 1966

وقف أحمد عبد المجيد أحد الذين اتهموا بقيادة التنظيم السرى للإخوان وكانت تهمته إصدار نشرات وجمع معلومات والإطلاع على الصحف الأجنبية وسأله القاضى بسخرية:

- كنت بتاخد الحاجات الإسلامية من الديلى ميل... والديلى اكسبرس.. من...

ويجيب أحمد بصدق:- كانوا بيكتبوا هجوم على الإسلام.. وبنرد عليهم.

وينطلق صوت القاضى .. وكأنه اكتشف حقيقة هامة ويقول:

- كنت بترد عليهم ولا كنت عايز تأخذ من الصحف دى، الهجوم على الجمهورية العربية.. رد... الكلمة واقفة فى زورك ليه يا أخى...

- ويرد عليه أحمد فى استكانة: سيادتك وضح لى:

ولم يوضح القاضى شيئا... انما استمر فى سخريته بالإنسان الماثل أمامه قائلا:

- أنت فيلسوف مش نافع... فيلسوف تاخد صفر.

ويأمر بصرف المتهم وإحضار المتهم التالى له وهو..صبرى عرفة .. ويتعرض صبرى لنفس ما تعرض له زميله من هجوم قاس ومن تهكم وسخرية القاضى .. كان يقابل تحديه بتحد أكبر.. ولم يستغرق مناقشته سوى دقائق ولكن القاضى كان خلالها قد أصدر حكمه على الذى تجرأ ورد عليه... وكان الحكم بالإعدام.

وفى يوم 15 .. اليوم التالى.. يستأنف القاضى مهزلة المحاكمات.. يحاول أن يحصل على اعتراف من المتهمين بالمؤامرة... وأن التنظيم مسلح.. ويكشف مجدي عبد العزيز مدى التزوير فى محاضر التحقيق التى كانت تجريها النيابة وتغييرها لكلمات المتهمين بتغيير حروف لتقلب المعنى كاملا.. فقد سأله الدجوي:

- ما هو موقف التنظيم... أنت قلت أنه مسلح...

- ويجيب مجدى بصدق وبسرعة: لا... أنا ما قلتش كده..

- ويسخر منه القاضى قائلا: أنكر كما تريد.. قل ما شئت... لن ينفعك شىء...

- ويتمسك مجدى بحقه فى الدفاع عن نفسه ويصرخ من خلف قضبان القفص: عايز استعمل حقى... عايز أسمع نفس الفاظى...

- ويحاول الدجوي أن ينهى المناقشة بقوله: هذا هو نص الفاظه فى التحقيق.

- ويتدخل شوكت التونى المحامى عن مجدى ويطلب تلاوة نص الأقوال.

- ويضطر الدجوي أني يقرأ الفقرة بأكملها ونصها: إن سيد قطب كان كل اتجاهه تكوين المجتمع المسلح.. والأمة المسلحة وبذلك تتكون الحكومة المسلحة".

ويصرخ مجدى: هذا تزوير.. أنا قلت المجتمع المسلم... الأمة المسلمة... وهكذا غير الدجوى أو ربما النيابة حرف الميم واستبدلاه بحرف " الحاء" لاثبات الاتهام ضد المتهمين جميعا.

وكان الدجوي سريع التصرف عندما يشعر أن الأمر سيفلت من يده.. كان يصرف المتهم الذى يجادله وينادى على التالى له... وأنهى الدجوي مناقشة مجدى واستدعى ممدوح الديرى... وكانت النيابة اتهمته بالاشتراك فى التنظيم السرى ضمن مجموعة الاغتيالات ويسأله الدجوى:كنت مقتنع بالقتل والنسف والتخريب؟

ويجيب ممدوح بصوت أثار الدجوي.. وكلمات زادت من اثارته... فقد أجاب:القتال بالنسبة للمؤمن مكروه... ولكنه يفرض علينا إذا اضطرتنا الظروف..

ويرد الدجوى بلهجة هجومية: حا أقول كلامك وبعدين ابقى أعمل قمع... أنت قلت أنك لم تستعمل عقلك فى كثير من الأشياء وأعلن ندمى وتوبتى...

- ويصرخ ممدوح فى دهشة واستنكار: أقسم بشرفى ما قلت كده.. والنيابة اللى كتبتها..

وكانت تعنى كلمات ممدوح إن النيابة التى كان يشرف عليها صلاح نصار كانت تزور فى الأقوال.. وتكرر ذلك من قبل فى اقوال مجدة.. وكان من المفروض فى القاضى أن يحقق فى التزوير.. القاضى الذى يحكم بوحى من الله ومن ضميره... ولكن الدجوي كان قاضيا يحكم بأمر من الرئيس السابق وتعليمات من أعوانه.

وكان الدجوي ينظر إلى المتهمين على أنهم مجرمون ما لم تصدر إليه الأوامر بتبرئتهم بينما النظرية أن المتهم برىء حتى تثبت إدانته.. ومن أجل تمسك الدجوي بنظريته كان لا يقبل أى كلمة ثناء عن متهم.. وقد حدث أثناء مرافعة المحامى طلعت عبد العظيم عن المرحوم الشهيد محمد يوسف هواش أن قال: إن هواش كان يرى فى سيد قطب أستاذا لا يفارق كتاب الله عينيه, وقد سيطر عليه سيد قطب دينيا...وكان سيد قطب محل احترام الجميع فى السجن.

ويزمجر القاضى ويصيح: وأيه عرفك يا أستاذ... احترام إيه... ده مجرم مرتكب جريمة... يحترموه إزاى فى السجن.

ويرد المحامى: لمظاهر التقوى...

ولا يتركه الدجوي يكمل جملته بل يقاطعه: مين قال لك أنه محترم فى السجن.

- ويضطر المحامى أن ينهى الجدال مستغفرا وكأنه ارتكب جريمة فيقول:

- معلهش... بلاش دى... نرجع لهواش.

- ثم يكمل مرافعته...

وهكذا كانت صورة ما يجرى خلال جلسات محاكم الدجوى... ومن أجل ذلك فإننى فى الصفحات القادمة أقدم صورة تفصيلية لمحاكم شهداء الإخوان عام 1965 (سيد قطبعبد الفتاح اسماعيلمحمد يوسف هواش).


النموذج الثانى: محاكمة سيد قطب

بدأت محاكمة سيد قطب وإخوانه يوم السبت 9 ابريل سنة 1966.. وطبقا لتقاليد المحاكم الخاصة فإن النيابة العامة وكان يمثلها صلاح نصار و سيد ناجي لابد أن تلقى بكلمة الإدعاء.. وقد تلاها صلاح نصار وكانت عبارة عن سرد من وجهة نظر الاتهام لأقوال جميع المتهمين.

وفى جلسة الثلاثاء 12 أبريل بدأت مناقشة المرحوم سيد قطب .. ومن كان يعرق سيد قطب.. ثم رآه فى قفص الاتهام كان يجزم أن عمره زاد عشر سنوات على الأقل نتيجة ما تحمله من تعذيب. وبمجرد عقد الجلسة بدأ الحوار بين القاضى والمرحوم سيد قطب... وأنا هنا أنقل بعض تفاصيله: فبمجرد عقد الجلسة نادى القاضى بصوته الجهورى: سيد قطب إبراهيم.

ووقف سيد قطب فى القفص الذى ازدحم بزملائه المتهمين بقيادة التنظيم ورد بصوت خافت: نعم... الدجوي: تعال هنا.. أخرج من القفص..

وخرج سيد قطب من القفص ووقف أمام منصة القاضى (!!) وبدأ الحوار الذى بدأه الدجوي الدجوي: قل لنا معلوماتك تفصيلا عن التنظيم وصلتك به..

-سيد قطب: أنا؟

الدجوي : زعق شوية.. علشان أنا بينى وبينك متر ونصف ومش سامع صوتك.. أنا عايز الكل يسمعك يا سيد يا قطب.

-سيد قطب: بنفس نبرات الصوت الهادى.... سأجتهد بقدر ما أستطيع.

-الدجوي: دى آخر إمكانياتك.. إذا كان عندك إمكانيات زيادة يبقى أحسن.

-سيد قطب: بنفس نبرات الصوت الهادىء يبدأ يتكلم ويقول:صلتى الحقيقية بالتنظيم ترجع إلى ما بعد خروجى من السجن,....

-ويقاطعه الدجوي قبل أن يكمل كلامه قائلا:لا.. وقف بقه... أنت كان عليك حكم فى قضية سنة 1954.

-سيد قطب : أيوه ... 15 سنة.

-الدجوي: خرجت من السجن أمتى؟

-سيد قطب: مايو سنة 1964.

-الدجوي: أنت بتقول صليتك الحقيقية... يعنى فيع صلة غير حقيقية.. أنا أعرف صلتك بالتنظيم وأنت فى السجن.

-سيد قطب: أنا لم أعلم أنه تنظيم إلا بعد خروجى من السجن.

-الدجوي: قرر يوسف هواش وكيلك ونائبك وخليفتك وزميلك فى السجن فى أقواله ص 68 أنه فى سنة 1963 حميدة أختك بلغتك فى السجن عن التنظيم وفى مواضع أخرى قال أنك كنت تغذيهم بمنشوراتك ومعلوماتك من السجن فما رأيك فى هذا؟

-سيد قطب: يسأل يوسف هواش فى هذا.

-الدجوي: ما يسألوش ولا حاجة.. أنا بأقول كل كلامه... ده صحيح أولا؟

-سيد قطب: وجود تنظيم بهذا الاسم.

-الدجوي: يعنى إيه بهذا الاسم.

-سيد قطب: اسم التنظيم.. وأنا عرفت أن هناك شباب يقرأ لى ويحب آرائى.

-الدجوي: صلتك كانت إيه بالشباب ده؟... رد بأه يا خويا؟

الصلة بالضبط إن حميدة أبلغنتنى إن الحاجة زينب الغزالي بتقول أن هناك شباب يقرأ لك ويحب أن يستزيد فهل هناك مانع من أن يقرأ هذا الشباب كتاب معالم على الطريق قبل طباعته.

الدجوي: إزاى بأه؟

سيد قطب : من المسودات اللى كانت فى البيت.

الدجوي فى البيت وإلا فى السجن؟

سيد قطب: كان البعض يأخذ المسودات من الكتاب.

الدجوي: مين اللى يأخذ... حميدة؟

سيد قطب: ما أعرفش...

الدجوي: ( بسخرية) هل حميدة بلغت درجة الأستاذية.. وتقدر تأخذ من الكتب؟

سيد قطب: ( بحزم) هى تفهمها أحسن بكتير من المتعلمين.

الدجوي: وتقدر تخرج منها حاجات؟

سيد قطب: كانت تأخذ فصول من الكتاب.

الدجوي وأنت تحدد الفصول اللى تنقل منها حميدة؟

سيد قطب: أيوه..

الدجوي: ده وأنت فى السجن سنة 1963.

سيد قطب : هذه كانت كل الصلة بينى وبين هؤلاء الشبان وأنا فى السجن.

الدجوي: التنظيم يعنى؟

سيد قطب: أنا قلت الشبان..

الدجوي: شبان.. شبان مفيش حاجة حاتنفعك.. ألم تعلم وأنت فى السجن أن الشباب اللى عايز يقرأ لك مسلح؟

سيد قطب: لم أعلم أنه شباب مسلم.

الدجوي: طيب.. لما ييجى دور هواش .. حبيبك وزميلك وخليفتك.. حنسمعك قال أيه؟

سيد قطب : حاضر..

الدجوي: خرجت من السجن الحربى أمتى؟

سيد قطب: مرضت بذبحة صدرية.. وخرجت سنة 64

الدجوي: كيف اتصلت بالتنظيم؟

سيد قطب: ثقافيا وأنا فى السجن.. وبعد كده بدأ يزورنى الحاج عبد الفتاح إسماعيل لوحده.

الدجوي: كان يعرفك قبل كده؟

سيد قطب: لأ...

الدجوي: استأذن مين علشان يزورك؟

سيد قطب: محمد قطب.. وهو قال له أنه يريد أن يتزود.

الدجوي: ( متظاهرا بخفة الدم) ... يتجوز مين...

سيد قطب : ( بحسم) ... يتزود علم... مش يتجوز...

الدجوي: آه.. وبعدين...

سيد قطب: طلب منى أن أسمح بمقابلة الحاج عبد الفتاح.. وزينب الغزالي أيدت كلامه.

الدجوي يعنى بيقابلوك بالواسطة.. يعنى الواسطة فى المقابلة محمد والتزكية من زينب.

سيد قطب: أنا واضح جدا فى تعبيرى..

الدجوي: ( بتحفز كزوجة أسد استثرت)... يعنى أيه.. هو أنت شايف أنى متعثر فى الفهم؟

سيد قطب : لا... أبدا....

الدجوي: وبعدين؟

سيد قطب: قابلته.. وقال أنه يقرأ كتبى.. وقرأ فصول كتاب" معالم على الطريق" مع شباب آخرين يقرأون لى ويريدون رؤيتى.. فقلت له لا مانع... وفى المقابلة الثانية حضر مع ثلاثة أو أربعة لا أذكر...

الدجوي:لا... اسمع يا أخويا مش كدة..... أفكرك بكلامك؟

سيد قطب: ايوه...

الدجوي: أنت قلت فى المقابلة الثانية جه مع عشماوى.

سيد قطب: تمام

الدجوي: وحصل إيه؟

سيد قطب: تكلم فى الانتفاع الثقافى بكتبى وفى مرة أخرى جاءنى خمسة.

الدجوي:ده فى المرة الثانية عبد الفتاح وعشماوى... ومين؟

سيد قطب: أحمد عبد المجيد وصبرى ومجدى..

الدجوي: بقوا خمسة كده... جم فين؟

سيد قطب : فى رأس البر...

الدجوي: ولما جه عبد الفتاح أول مرة.... كان فين؟

سيد قطب : فى رأس البر...

الدجوي: وعبد الفتاح وعشماوى... قابلوك فين؟

سيد قطب: مش فاكر..

الدجوي: مش مهم تفتكر أو ما تفتكرش... إحنا يهمنا مقابلة الخمسة الى هم أعضاء.. أعضاء إيه؟

سيد قطب: إيه؟

الدجوي: القيادة يا أخى....

سيد قطب: زى ما تسميهم.

الدجوي: وحصل إيه؟

سيد قطب: تحدثوا معى حديثا أوسع... وقالوا أنهم ليسوا وحدهم ووراءهم مجموعات من الشباب. وشرحوا تاريخ تكوين المجموعات من سنة 59 حتى الآن.

الدجوي: لسه فيه كلام قبل كده.. أنت قلت فى ص 95 أنه بعد عدة لقاءات مع الخمسة بدأوا يقولون أن لهم تنظيم سرى يرجع إلى عدة سنوات سابقة وأن هذا التنظيم قائم على أساس أنه تنظيم فدائى للإنتقام مما جرى للجماعة سنة 54.

سيد قطب: هذا صحيح...

الدجوي: يعنى عرفت أن التنظيم سرى قائم من سنوات وطبيعة أساسه وهدفه فدائى للإنتقام مما جرى للجماعة سنة 54... وأنت رحت لقيت المولود كده.. مكانش على إيدك... ولكنك وجدته كده... وبعدين

سيد قطب: عايز مجمل كلام أو سيادتك عايز تفصيلات.....

الدجوي: قول اللى تقوله... وأنا استوضحك من كلامك الثابت فى التحقيق... مش من عندى...

سيد قطب : بدأت أبين لهم أن الهدف صغير وآثاره ونتائجه أخطر من فوائده.

الدجوي: هية فوائده إيه؟

سيد قطب: حسب ما فى ذهنهم الانتقام.

االدجوي: فى مفهومك أنت إيه؟

سيد قطب: نفعه هو الانتقام للجماعة والشهداء الذين سقطوا تحت التعذيب سنة 54.

الدجوي: هذا الهدف هجومى والا دفاعى؟

سيد قطب: دفاعى...

الدجوي: دفاعى أزاى... إذا كان تنظيم للإنتقام من 54 ده مش معناه الانقضاض؟

سيد قطب: هذه هى المفهومات التى نقلت لى..

الدجوي: مفهومات إيه؟

سيد قطب: اللى فى ذهنهم.. أن هناك اعتداء وقع على الجماعة فقتلوا وعذبوا وهو يريدون الانتقام.

الدجوي: بدفاع أو هجوم...

سيد قطب: تحديد الدفاع او الهجوم... دى مسألة فنية.

الدجوي: فنية إزاى... ده أنت اللى فتحت الكلام فى التحقيق... وفتحت نفسنا كمان..

سيد قطب: دى الصورة الذهنية التى نقلت لى... وبدأت أفهم الجميع أن ده هدف صغير.

الدجوي: والهدف الكبير أيه؟

سيد قطب: الهدف الكبير هو إنشاء جيل من الشباب المسلم الفاهم لدينه.. الراعى لأمور المجتمع ليكون نواه إقامة مجتمع مسلم.

الدجوي: والحكم؟

سيد قطب: الحكم فى رأيى كما أفهمتهم وما فى اعتقادى أن التغيير يأتى من القاعدة وليس من القمة.... والقاعدة تكوين أجيال صاعدة.

الدجوي: ( بلغة الكمسارية): رأيك أنه يبدأ من القاعدة ليصل إلى أيه... إلى القمة أو لنصف السكة.. أنت قلت محطة القيام ولسة محطة الوصول.

سيد قطب: أن هؤلاء الناس يتكون منهم حكم إسلامى.

الدجوي: يعنى يتولون الحكم.

سيد قطب: أنا اقرر رأى يسجل للتاريخ.

الدجوي: (بلهجة استهزائية): رأيك ملوش موضوع عندنا.. أنا عايز أعرف أنت قلت لهم أيه... أنا بقالى 25 دقيقة فى 4 سطور ومستعد أقعد معاك أربعة أيام...

سيد قطب: (بسخرية وهدوء): متشكر.

الدجوي: العفو يا أخويا ... بس يعنى الإعداد يبدأ من القاعدة. ليصل إلى الحكم.

سيد قطب: ده تعبير سيادتك.

الدجوي: طيب وبتعبيرك أنت أيه.

سيد قطب: (بنفس الإصرار): تكوين جيل مسلم ينشأ طبيعيا حكم إسلامى..

الدجوي: وبعدين... بس ما تنساش أنك رحت لقيت المولود.. اللى هو التنظيم...موجود وفدائى للإنتقام مما جرى سنة 54.... وبعدين؟

سيد قطب: قالوا أنهم أصبحوا مقتنعين بهذا التصور الجديد عليهم... ولكن وراءهم مجموعات أخرى لا تزال على التصور القديم ومحتاجين للفهم الجديد حتى تتغير عقليتهم.

الدجوي: ( وقد أحس أن سيد قطب سيكسب منه الجولة):

أنت عايز تحرجنا من نطاق الدعوى.. أن حاقول لك كلامك.. واوعى تصدق أنى رايح أجيب لك كلام من بره.

سيد قطب :(بسخرية وتحد) :.... العفو!!

الدجوي: أنت قلت أنه فى يناير سنة 56 بدأوا يكشفون لك عن طبيعة هذا التنظيم..حصل ده..

سيد قطب: أيوه....

الدجوي: يعنى فيه تنظيم.. وأنت قلت أنك فهمت أن فيه عدة تنظيمات تلاقت أثناء تحركها.. فتم تكوين التنظيم برؤسائه الخمسة.. وتولى كل منهم ناحية.. هل هذا صحيح؟

سيد قطب : صحيح.

الدجوي: تقدر تقول لنا إيه التنظيمات دى وانضمت إزاى.. لن الكلام غير واضح..

سيد قطب: مفيش تفصيلات أعرفها.

الدجوي: متعرفش إيضاحات أكتر من كده؟

سيد قطب: لا علم لى بأكثر من هذا الإجمال الذى ذكرته.

الدجوي: محدش من أفراد قيادة التنظيم كان بك وحده؟

سيد قطب: عشماوى كان بيتصل بى..

الدجوي: وقال لك إيه؟

سيد قطب: عن أسلحة ستأتى من السعودية عن طريق السودان .. وقال أن هذه الأسلحة كان قد طلبها هو.. الدجوي: أنت قلت أنها جاية عن طريق إيه؟

سيد قطب : أخبرنى أنه وردت له رسالة أن هناك أسلحة سترد من السعودية عن طريق السودان وان هذه الأسلحة كان قد طلبها منذ سنوات من إخوان السعودية ثم نسى الموضوع حتى جاءته رسالة بأن الأسلحة شحنت بالفعل وستصل.

الدجوي: جايه ليه الأسلحة

سيد قطب: سيادتك تطلب منى أقول ما قاله لى؟

الدجوي: طلب الأسلحة ليه من السعودية؟

سيد قطب: على أساس أغراض التنظيم السابقة.

الدجوي: يعنى قبل أن تتولى قيادتك للتنظيم؟

سيد قطب : أنا يهمنى ألفاظه...

الدجوي: وقد بدأ الضيق عليه لأنه لا يستطيع الوصول إلى هدفه فيقول): مش ده اللى حصل.. عايز تاكلنى وأكلك فى الكلام.

سيد قطب: (بسخرية) : مفيش داعى.

الدجوي: أنت قلت أنك ستقول اللى حصل بالنص... وبعدين أخفيت الحتة دى.. او كنت ناسيها... ولسة فيه حتى كمان عن التسليح وعلمك به.. معلهش.

سيد قطب: يمكن لو سيادتك سبتنى أكمل تستغنى عن سؤالى.

وابتلع الدجوي: اللمسة الذكية من سيد قطب لمقاطعته المستمرة له وقال:

الدجوي: وبعدين قلت له رأيه؟

سيد قطب : كلام عشماوى لى أنه طلب السلاح منذ ثلاث سنوات ونسى الموضوع إلى أن جاءته رسالة أن الأسلحة ستصل ولابد إذا وصلت نستعملها.

الدجوي: وصلت فين؟

سيد قطب: إلى دراو...

الدجوي: مش تقول دراو وأنها فى الأراضى المصرية بأسوان.

سيد قطب: أيوه وعشماوى قال إن عدم استلام الأسلحة سيكشف التنظيم.. وأنا وجدت نفسى أمام ضرورة استلام السلاح فقلت له استلم السلاح.

الدجوي: يعنى أهدافك كانت عدم كشف التنظيم؟

سيد قطب : قطعا....

الدجوي: وقلت أيه كمان؟

سيد قطب : دراو ليست مكانا صالحا لاستلام أسلحة لأنها قرية مكشوفة.. وتقرر دراسة طريقة الاستلام ويحسن عند وصول الأسلحة تعمل صناديق مشابهة لصناديق الأسلحة ويعرف أهل دراو أن فيها شىء آخر.

الدجوي:إيه هو الشىء الأخر... أنت لك كلام.

سيد قطب : بلح أو دوم

الدجوي: أنت قلت أدرس طرق الدخول والخروج لدروا وطريقة النقل وعدم التغالى فى الأجر حتى لا يظن أن فى الصناديق مخدرات.. وقلت أنهم يحطوا فى الصناديق بلح ودوم علشان أيه؟

سيد قطب : علشان لا يكتشف الأهالى أن هناك أسلحة.

الدجوي: أنت قلت أنه يؤدى الصناديق فى البيت المخصص للأسلحة وفريق البلح والدوم على أهالى البيت اللى يوضع فيه السلاح..ز يعنى فى المطرية هنا فى القاهرة.

سيد قطب: الخطر كان فى دراو وليس فى المطرية.

الدجوي: أزاى المطرية مفيش خطر زى دراو

سيد قطب: اللى كان قائم فى ذهنى وقتها كده

الدجوي: أنا أناقش ألفاظك.

سيد قطب : القاهرة شىء غير دراو.. ل، القرى كل شىء فيها مكشوف غير القاهرة.

الدجوي: يعنى السلاح فى القاهرة مش خطر ويبقى فى الأمان.

سيد قطب: الريف خطر.. لأن كل شىء مكشوف..ودراو قرية صغيرة.. لو وصلها خمس صناديق مل شىء يبان.

الدجوي: معلهش. فيه كلام تانى حيقوله عبد الفتاح الشريف لأن القاهرة فى رايه هى اللى مكشوفة مش دراو... ودى وجهة نظر الشريف... وهو دلوقتى بيضحك عليكم ويقول أنا العتويل... لكن وجهة نظركم طلعت نيلة.

سيد قطب : أنا كنت أريد تأمين كشف التنظيم.

الدجوي: ( وفى صوته نبرة توصل لحقيقة): طبعا يا سيد يا قطب.. يعنى أنت مخطط وواضع الرأى فى تأمين التنظيم وورود الأسلحة من دراو..و...

سيد قطب: ( مقطعا) : بس...

الدجوي: متقاطعنيش... لة قلت كلمة مش مضبوطة قل لى .. أنت واضع خطة التامين والتمويه وصناديق البلح والدوم اللى فيها أسلحة للتنظيم والتنظيم فى حاجة لأسلحة... هى الأسلحة رايحة لجحا ولا للتنظيم سيد قطب : كان طلبها للتنظيم..

الدجوي: لما قلت لعشماوى استلم. كان ليه؟

سيد قطب: كال لحساب تأمين التنظيم.

الدجوي: (بسعادة): خاصين يا عم سيد.

سيد قطب : تسمح أكمل جوابى..

الدجوي: جوابك أيه؟

سيد قطب: سيادتك بتقول خالصين.. أنا كان يهمنى قيام التنظيم بدون أسلحة.

الدجوي: أنا مش عايز اسبق الحوادث.. هى الاغتيالات حتكون بالسلاح أو بالطوب والخنق بالبوتاجاز.

سيد قطب: أجاوب..

الدجوي: ( بسخرية) أيوه جاوب.. أمال إيه.. قول يا سيد يا قطب.. الإغتيال بسلاح أو من غير سلاح.. قول..

سيد قطب: لما يبقى فيه اغتيالات يبقى بسلاح... ولكن مكنش التفكير جديا..

الدجوي: كان هزار.. من باب الهزار.. وبعدين تعرف حاجة عن عبد العزيز على و فريد عبد الخالق وما الذى انتهى الأمر إليه؟

سيد قطب : أخبرونى أنهم قبل خروجى أتصلوا بالأستاذ عبد العزيز على ...و...

الدجوي: مقاطعا: عن طريق مين؟

سيد قطب : الحاجة زينب الغزالى..و...

الدجوي: ( مقاطعا وكأنه يملى على سيد قطب الأقوال): لأنهم شبان وعايزين واحد يقودهم.

سيد قطب: ( مكملا): ولما التقوا به كم مرة؟

الدجوي: ( مقاطعا كعادته) : التقوا به كم مرة؟

سيد قطب : معرفش... وهم لم يسترحوا لأسئلته لهم..

الدجوي: ليه..

سيد قطب معرفش.. وهو كان سألهم عن عددهم وعناوينهم.

الدجوي: عدد إيه؟

سيد قطب : عدد من معهم.

الدجوي: يعنى عدد أفراد التنظيم.. مش منمعهم

سيد قطب: متفرقش

الدجوي : ثائرا: قل لنفسك يا سيد ما تفرقش... مش لى أنا..

سيد قطب : ( لا يعلق ويكمل) : لم يستريحوا له والأستاذ فريد كان حاضرا اجتماعا مع عبد العزيز على والخمسة دول.

الدجوي: أيه الخمسة دول ... صفتهم إيه؟

سيد قطب: يقودون التنظيم.

الدجوي: يعنى مع قادة التنظيم... أو القيادة الفعلية كما قلت فى التحقيق ريحنا يا أخى بأه.

سيد قطب: متفرقش عندى.

الدجوي : ولا عندنا يا أخويا.

سيد قطب: الأستاذ فريد أيضا لم يسترح للأستاذ عبد العزيز على لأنه يظن أن له اتصالات بجهات أجنبية فابتعدوا عنه.. والأستاذ فريد عبد الخالق لم يكن متفقا مع الخمسة فى اتجاهاتهم.

الدجوي: وفريد شنع عليهم؟

سيد قطب:أيوه..

الدجوي: هو..... ومين؟

سيد قطب: هو والأستاذ منير الدلة

الدجوي: قال غيه عنهم؟

سيد قطب: أنهم شبان متهوسين وطايشين ويخشى أنهم يودوا الجماعة فى داهية.

الدجوي : وقالوا يا أستاذ سيد حوش عنا التشنيع لأنهم يصفونا بالتهوس والطيش.. وأنت جزاك الله خيرا.. عملت إيه؟

سيد قطب : مفيش...

الدجوي: افتكر كده... ماقبلتش حسن الهضيبي وقلت له... ولو لاقيين كبير يتولى زمامهم ميبقوش متهوسين..

سيد قطب: هذا الكلام دار بينى وبين منير الدلة وفريد.

الدجوي: ( بزهو وفخر): وقلت لهم نفس الكلام اللى أنا بأقوله من الذاكرة..

والأساتذة المحامين كلهم يهزوا رؤوسهم تصديقا لما اقول..

سيد قطب: هذا صحيح.. وأنا قلت أن الشباب لو قادتهم رأس كبيرة ممكن تمنع هذا الطيش.. دى الصورة الكاملة لما حدث..

الدجوي : هو أ،ت لقيت الصورة مش كاملة عندنا؟

سيد قطب: لأ..

الدجوي: معلوماتك إيه عن تمويل التنظيم؟

سيد قطب : معلوماتى جاءت بمناسبة عارضة.. هى السلاح... وأنا لم أكن أسأل عن تفصيلات عمل التنظيم ولم يكن عندى فكرة عن تمويله إلا لما جت المناسبى.

الدجوي: مناسبة إيه؟

سيد قطب : السلاح ونقله.. وهذا يقتضى نفقه... فقيل لى أن الشيخ عبد الفتاح عنده مبلغ لم يحدد لى ... وعرفت أن فيه مبلغ وأنا استنتجت أ،ه من إخوان السعودية والأستاذ عبد الفتاح قال أن عنده أكثر من ألف جنيه. وبعدين عرفت المبلغ فى السجن الحربى .. وأن هناك أموالا أخرى..

الدجوي: كيف تصرف الأموال.. بأمر من؟

سيد قطب: قبل أن أتولى القيادة..

الدجوي: ( مقاطعا): أنا باأقول لك بعد ما توليت أنت التنظيم.

سيد قطب: أنا قلت للشيخ عبد الفتاح أ‘طيهم الفلوس اللى عايزينها.

الدجوي: ( يقلب صفحات أمامه ويقول) : أنت قلت فى صفحة 124 أن المبالغ كانت تصرف بناء على أمرى.

سيد قطب: أيوه... مرة واحدة

الدجوي: تمويل التنظيم كان يصرف فى ايه؟

سيد قطب : كان يصرف بغير أمرى وأنا أمرت مرة واحدة لنقل الأسلحة.

الدجوي: فى ايه كان يصرف؟

سيد قطب: لم أتدخل مرة أخرى..

الدجوي: أنت قلت فى صفحة 125 انك بعد قيادتك التنظيم اصبحت المبالغ المرصودة لحماية التنظيم.

سيد قطب: (متسألا باستنكار): أصحبت ايه؟

الدجوي: تصرف فى أغراض التنظيم.. أما تصرف على ملابش من شيكوريل.. وبعدين حنقولك الصرف كان فين.

سيد قطب : كل دى معلومات جديدة..

الدجوي: أنت راجل بتاع الخطوط العريضة.. والمهم إن المبالغ كانت تنفق لأسلحة ومفرقعات.

سيد قطب: (باستهزاء) بس .. والتنقلات والحاجات دى

الدجوي: وغيره.. وتنقلات عبد الفتاح إسماعيل كانت على حساب دولة التنظيم... وإلا بلاش الحتة دى يا سيد... جى وحشة..

سيد قطب : المهم الحقيقة.

الدجوي: معلوماتك إيه عن الاغتيالات؟

سيد قطب: أعضاء قيادة التنظيم أحسوا أن هناك حركة اعتقالات قريبة,...

الدجوي:( مقاطعا حتى لا يكمل سيد قطب الحقيقة ويكشفها)

مجلس قيادة التنظيم قرر الاغتيالات أو لأ وقرر اغتيال مين؟

سيد قطب: لم يقرر اغتيالات.. وبعضهم اقترح اقتراحات.

الدجوي: غيه الاقتراحات؟

سيد قطب : أحدهم أقترح أن ..

الدجوي: ( مقاطعا): أحدهم ده مين؟

سيد قطب : أحمد عبد الحميد كشف الاغتيالات نتيجة للدفاع عن التنظيم...

الدجوي: أقترح مين؟

سيد قطب : رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وعلى ما أذكر رئيس المباحث العامة أو المخابرات العامة ومدير مكتب المشير.

الدجوي: ومين.. أفكرك... ورئيس المخابرات..

سيد قطب: أنا قلته..

الدجوي: وأنت قلت إن كان لسة فيه كشف مكتوب وأنت قلت لهم أيه؟

سيد قطب: قلت لهم كفاية.. كفاية.. ده يعتبر نجاح.

الدجوي: ولغاية كده يبقى كفاية.

سيد قطب: لأ,, ده يبقى زى لا تقربوا الصلاة... وأنا سألتهم عن الإمكانيات فقالوا مفيش... واصبح الاقتراح مجرد كلام ليس وراءه تنفيذ.

الدجوي: أت قلت لهم كفاية ده يعتبر نجاح.. ولما سئل عشماوى قال أنك أضفت اسماء مدير مكتب المشير ومدير البوليس الحربى.

سيد قطب: أنا اقرر الحقيقة...

الدجوي: وعشماوى يقرر الكذب... طيب علمك أيه عن المتفجرات؟

سيد قطب: عملت تجربة المتفجرات... وكانت مجرد تجارب.

الدجوي: يعنى فيه تجارب لعمل متفجرات؟

سيد قطب: محاولة لعمل متفجرات؟

الدجوي: نص أقوالك فى صفحة 103 إن مجدى قال لك..

ومجدى ده من القيادة.

أنهم يعملون تجارب لعمل متفجرات محلية من صنع أيديهم.. يعنى العمال شغال مش مجرد محاولات.

سيد قطب: فيه تجارب نجحت 100%وعبوات تمت .. حاجة من الاثنين.. أما أنك مش دريان أو بتاع خطوط عريضة ومالكش دعوة بالتفاصيل وأنت قلت دلوقتى عن الاغتيالات والمتفجرات.. وكان فاتنا تخريب ونسف المنشآت.

سيد قطب: كانت مجرد اقتراحات م تأخذ دورا تنفيذا.. واللى يقترح يقترح..

الدجوي: عدد أفراد التنظيم كام؟

سيد قطب: قالوا الصف الأول حوالى 70 يعنى يبقى العدد حوالى 200 أو 300 وذلك بالاستنتاج.

الدجوي: مضبوط يا سيد.. بس ازاى الاستنتاج؟

سيد قطب : اذا كان لهم 5 سنوات فى الشغل.

الدجوي: ( بسخرية): شغل أيه يا أخويا؟

سيد قطب : تربية أعضاء من سنة 1959.

الدجوي: التربية دى.. كانت من سنة 1959.

سيد قطب : حسب قولهم.. والمجموعة اللى تنتج 70 شخصا ظاهرا فى 5 سنوات تبلع بالحساب حوالى 300 الدجوي: أزاى الحساب ده؟

سيد قطب : أنا كنت مراقب بحوث فنية فى وزارة التربية وعندنا أن البشر فيه خمس متفوق. وخمس تحت المستوى.ز " ثم نطقها بالإنجليزية"..

الدجوي: (هازئا): أنت رايح تتكلم انجليزى.. يا سيد يا قطب احنا ناس مسلمين.. وكلمنى عربى يا سيد.

سيد قطب: الإحصاءات على أساس أن 40% أقل من المتوسط و20 % متفوق و20% تحت المستوى

الدجوي: وليه تتعب نفسك... ليه ماسألتش سؤال صريح عن عدد الأعضاء.. الحكاية مش فتاكة يا سيد.. و على عشماوى قال أنه أخبرك أن الصف الأول:70 والتنظيم 200 وأنت أنهم أخسوا بقيادتك منذ اللقاء الأول. سيد قطب: ( باستنكار) : أنت قلت كده؟ الدجوي: أيوه.. وكمان اتفقتم على أية بالنسبة للسبعين؟

سيد قطب: التدريب على الألعاب الرياضية والسلاح..

الدجوي: أيه أنواع الرياضة؟

سيد قطب: لم أحددها لهم..

الدجوي: وإيه كمان؟

سيد قطب : التدريب على السلاح وبس.

الدجوي: والتريب على الرياضة ليه؟

سيد قطب : إذا كا سيتدرب على السلاح لازم يتدرب على الرياضة وده لازم لخلق إنسان قوى يصلح للتدريب على السلاح.

الدجوي: ( متظاهرا بخفة الدم) : يعنى النادى الأهلى والزمالك والترسانة رايحين ندربهم على السلاح بعد الكورة

سيد قطب: ( بجدية) الذى يتدرب على السلاح يتدرب أولا على الرياضة.

الدجوي: والهدف إيه من التدريب على السلاح؟

سيد قطب: (وقد لاحظ أن الدجوي بشىء من الصبر لبعض التفصيلات.. ولا يضيق صدركم..

الدجوي: صدرى لا يضيق ومستعد اسمع للصبح..

سيد قطب : إحنا اتفقنا على تحويل التنظيم إلى تنظيم اسلامى تربوى وفى نظرنا.

الدجوي: ( مقاطعا) : نظرنا.. مين يعنى؟

سيد قطب: أنا والخمسة أعضاء القيادة قررنا أن التنظيم يجب أن يبقى لتخريج أكبر عدد من الشباب المثقف.. ولكن نشاط الجماعة ممنوع ولابد أن يبقى سرا حتى لا يأتى خطر على وجوده. ولما شعرنا بالخطر على التنظيم من أن ينكشف ويعذب أعضاؤه فى السجن الحربى والقلعة كما حدث سنة 54 وسنة 65 ولم نظن أن النيابة ستشنق.

الدجوي: ( وقد فقد كل أعصابه مقطعا) : أنت كذاب فيما تقوله. إن هذه السموم التى تنفثها فيمن حولك.. من عنا.. هذا الشباب الموجود فى القفص.. اتهمك بالانحراف وبأن الوضع انحرف من يوم قيادتك.

سيد قطب: التنظيم بيتدرب على السلاح للدفاع عن نفسه.

الدجوي: أنت نغمتك فى كلامك كله كده.

سيد قطب: إحنا...

الدجوي: ( بعصبية ): ما تتكلمش ألا لما أنهى كلامى.. أنا مش قاعد معاك فى قهوة...

سيد قطب: متأسف.. متأسف..

الدجوي: أنت بتقول أن التدريب على السلاح للدفاع عن التنظيم.

سيد قطب: ( بلهجة المعاتب): سيادتك وعدتنى بسعة الصدر...

الدجوي: بس لا تتكلم خارج الموضوع.. جاوب على السؤال .

سيد قطب: أتسلح لا دافع عن التقتيل والتعذيب الذى وقع علينا سنة 1954..

الدجوي: فى التحقيق. أنت كنت تريد الهجوم والانقضاض .. أنت قلت لحميدة تبلغ زينب الغزالى علشان تبلغ عشماوى أيه.. أنت قلت أنه فى حالة ما إذا وقعنا نوجه ضربة شاملة.

سيد قطب: ده كان إجابة على سؤال من على عشماوى.

الدجوي: محمد يوسف هواش يعلم بالتنظيم؟

سيد قطب: يعلم بأشياء عن التنظيم ويعلم مركزى فيها واتصالى به..

الدجوي: رشحت مين يخلفك؟

سيد قطب: محمد يوسف هواش.

الدجوي: ومين يكون أداة لصلة بين التنظيم وهواش؟

سيد قطب: على عشماوى

الدجوي: متى أخذت صفة القيادة؟

سيد قطب: لا استطيع تحديد التاريخ..

الدجوي: قلت فى صفحة 118 ان ذلك فى أوائل سنة 65

سيد قطب : حصل

الدجوي: المرشد حسن الهضيبي أنت أخذت رايه؟

سيد قطب: لأ...

الدجوي: أنت قلت أن المرشد وافق.. والتنظيم كان يحس بقيادتك من أول لقاء.

سيد قطب : (بحزم): أخشى أن تكون دى أقوال حد تانى..

الدجوي: (بتحد): نعم يا أخويا؟؟.. لأ... أنا بأقول بالنمرة يا سيد يا قطب.. ومحاميك موجود وإذا قال الكلام ده مالوش أصل نستبعده..

زعلان ليه؟

سيد قطب : مش زعلان..

الدجوي: وإن كانت دى اقوالك؟

سيد قطب: مش متذكر أنى قلت كده..

ويتفحص الدجوي الأوراق التى أمامه... ويكتشف صدق سيد قطب فيقفز بالأسئلة إلى ناحية أخرى.

الدجوي: طبيعة التنظيم كانت مؤسسة على أية؟

سيد قطب : لا أتذكر..

الدجوي: أنت قلت أنها مجموعات فى شكل أسر وكل أسرة لها نقيب..

سيد قطب: لا اتذكر..

الدجوي: أنت قلت أنها مجموعات فى شكل أسر وكل اسرة لها نقيب..

سيد قطب: ده صحيح..

الدجوي: عندك تفصيلات أكثر يا سيد؟

سيد قطب: (بقرف) معنديش تفصيلات..

الدجوي: أنت أمرت بتدريب مجموعات فدائية؟

سيد قطب : مجموعات رياضية.

الدجوي: (بعصبية) : بأقول فدائية ... وقلت لهم ركزوا على حرب العصابات.

سيد قطب: السبعين فرد تقرر تدريبهم على الأسلحة والأعمال الفدائية.

الدجوي: قلت ايه يا سيد قطب عن المجتمع الحاضر. بس أوعى تقول لى معالم على الطريق كله.

سيد قطب: هو فين معالم الطريق .. لا معى.. ولا مع الناس.

الدجوي:: انت تعبت.. يعنى أخليك تستريح ولا تقدر تستحملنا ربع ساعة كمان.

سيد قطب: أستريح أحسن..

ورفع الدجوي الجلسة للاستراحة ثم أعادها بعد نصف الساعة ليستأنف حواره مع سيد قطب على النحو التالى:

الدجوي: يا سيد.. أنت لك أقوال عن نظام الحكم القائم أنه نظام جاهلى... جاهلى؟

سيد قطب : (بثبات) لأ..

الدجوي: قرر قادة التنظيم أنك أفهمتهم أنهم الأمة المؤمنة وسك مجتمع جاهلى ولا تربطهم بالدولة ولا بالمجتمع ولا بنظام الحكم القائم أى رباط وأنهم فى حالة حرب مع الدولة وأن عمليات القتل والتخريب لا ضرر منها ولا عقاب عليها بل العكس فيها مثوبة.. ماذا تقصد عن حالة الحرب مع الدولة ..المفهوم أنك وضعت فى يدك عنصر المبأداة.. الأمر بيدك تحدد زمانه ومكانه وخطته.. يعنى حالة الحرب قائمة لا تنتظر وقوع الاعتداء وقلت أن القتل والتخريب فيه ثواب.. دى اسمها الحقنة التى تثير الجراثيم المتنحية وتخليها تجرى وتتحرك وتبان فى التحليل

سيد قطب ( بهدوء وشبح ابتسامة ساخرة على شفتيه متسائلا): أجاوب؟

الدجوي: تجاوب على غيه.. حصل الكلام ده؟

سيد قطب : أنا أؤاخذ على ما اقوله وأكتبه وليس على ما يقوله غيرى..

الدجوي: ده مجلس القيادة اللى قال كدة. اللى أنت رئيسه.

سيد قطب : لست مسئولا عن فهمه.

الدجوي: ده المجلس اللى أنت بتربيه..دى تربية وحشه...

سيد قطب : بس عايز...

الدجوي:( مقطعا حتى لا يكمل جملته): مجلس القيادة عرف أن خليفتك يوسف هواش؟

سيد قطب: ايوه

الدجوي: قرر على عشماوى فى صفحة 198 أنه بعد استعراض موضوع الاغتيالات بالأسماء وافق سيد قطب عليها وأضاف أنه يريد ضرب مدير البوليس الحربى ومدير مكتب المشير..

سيد قطب : علي عشماوي واحد من خمسة.

الدجوي: حصل ده

سيد قطب: لأ... الدجوي أمال اللى حصل إنك وافقت على الاغتيالات ولم تضف أسماء.

سيد قطب : الأمر أنتى على انه لا إمكانيات لتنفيذ هذه الاقتراحات

الدجوي: رياح أقول لك كلام مجلس القيادة وكلام زميلك محمد هواش... وأنا مش ناس أنك قلت أن ده كلام عشماوى بس دون الباقين.. وسأقرأ لك كلام الباقين فى ملف الدعوى.. فقد قرر عشماوى فى صفحة 216 أن الجماعة قالت لسيد قطب أن التنظيم حوالى 200 والفلوس حوالى 4000 جنيه والسلاح رشاشات ومسدسات.

سيد قطب: قال لى بمفردى أو أمام غيرى.

الدجوي: يستوى.. أقول أنه قال لك بمفردك.ز يبقى كذاب.. وإن قال أمام المجموعة يبقى صحيح وتقره سيد قطب: ايوه...

الدجوي: قرر عشماوى أنك قلت لهم ينبغى ان تكون خططنا هجومية.. ولا نلجأ للدفاع لأننا لو لجأنا للدفاع نكون فشلنا. إذن خطتك هى الهجوم.. ولو أن ده لا يغير من الدعوى سواء إذا كانت دفاعى أو هجومى.. ويعزز هذا ما قاله عشماوى من أنك قلت لهم ينبغى أن نرتب ثلاث موجات .. اذا فشلت الثانية تليها الثالثة.. والموجات لا تكون إلا فى حالة الهجوم وسامها تحضيرات الخطة وتنسيق الهجوم.. حصل يا سيد يا قطب؟

سيد قطب: هذا الكلام لم يحصل بهذا الشكل.

الدجوي: يعنى حصل بشكل آخر.

سيد قطب : لم يكن الكلام..

الدجوي : ( صائحا ): جاوب على السؤال.

سيد قطب : محصلش..

الدجوي: لازم عشماوى مبيفهمش خالص.. لأنه برضه قال أنك يا سيد يا قطب قلت لهم يجب أن ننشط لتنفيذ أهدافنا بالقوة ونصطدم مع الحكومة فى أى وقت فى ساعة الصفر..ز أخوك على عشماوى اللى قال كده... وقال إن لكم أهداف... وأنت لغاية دلوقت مقلتهاش.

سيد قطب:الدفاع عن النفس.

الدجوي: وكل الكلام عن الهجوم وترتيب الموجات والتنفيذ بالقوة عندما تحدد أنت عنصر المبادأة... وبعدين حنشوف حددتم الوقت... أولا...

سيد قطب : فيه أربعة غير عشماوى.

الدجوي: طيب عد على صوابعك.. مجلس القيادة قالوا أيه وأنا رايح أعد معاك علشان أساعدك..

عشماوى قال هدف التنظيم قلب نظام الحكم والاستيلاء عليه بالقوة.. وقرر عبد الفتاح إسماعيل فى صفحة 414 أن الهدف هو قلب نظام الحكم القائم بالقوة والثالث صبرى عرفة فى صفحة723 قال إن الهدف هو قلب نظام الحكم و يوسف هواش النائب والخليفة بتاعك قال فى صفحة 181 إن أعضاء التنظيم سألونى عن توجيه الضربة الحاسمة وأنا حددت لهم رئيس الجمهورية والمشير و زكريا محيى الدين و على صبرى.. لأن التخلص من الأربعة يكفى لتغيير الوضع فى البلد. بقينا كام؟

سيد قطب : أربعة...

الدجوي: (مستطرقا): أنت بتعد معانا.... يا مسهل... يا مسهل... وكذلك مجدى خامس عضو فى صفحة 826 قال إن الهدف هو التجاوب مع الانقلاب... ثم تطور الهدف بعد مقابلة سيد قطب إلى أننا إذا استطعنا أن نقوم بضربة مركزة لقلب نظام الحكم ... بقينا كام؟

سيد قطب: خمسة...

الدجوي: وأنت السادس.. شوف بأه كمان حميدة قطب الشقيقة والواسطة بينك فى السجن وبينهم فى صفحة 2846 قالت أن أهداف التنظيم هى إسقاط الحكم الحاضر.. وأظن حميدة قطب دى ثقة.. أتفضل محلك. سيد قطب : تسمح لى بكلمة.

الدجوي: إن كان فيه حاجة قولها للأستاذ المحامى... انده محمد يوسف هواش.

وهكذا تكلم الدجوي . القاضى ... ورفض أن يتيح لسيد قطب أن أن يرد على ما قاله... فقد كان واثقا أنه سيقول أن كل هؤلاء ما عدا عشماوى إنما قالوا ذلك نتيجة تعذيب .. ولذلك منعه من الكلام وأنهى بذلك مناقشة سيد قطب ... ثم استدعى الشهيد المرحوم محمد يوسف هواش.


النموذج الثالث: محاكمة محمد يوسف هواش

خرج محمد يوسف هواش من داخل القفص وعاد إليه سيد قطب ... وفى الطريق التقت نظرات الاثنين.. وصرخ الدجوي من فوق المنصة:متبصوش لبعض..

ووقف هواش أمام المنصة وبدأ القاضى الأسئلة التقليدية على النحو التالى:

الدجوي: سنك كام سنة يا هواش؟

هواش: 53 سنة..

الدجوي: كان محكوم عليك سنة 54؟

هواش: 15 سنة..

الدجوي: خرجت أمتى؟

هواش: سنة 64..

الدجوي: قبل انتهاء العقوبة؟

هواش: بعفو صحى..

الدجوي: أمتى بدأ عملك بالتنظيم؟

هواش  : من أواخر سنة 1963..

الدجوي: كنت فين؟

هواش: كنت فى السجن...

الدجوي: بلغك من مين؟

هواش: من الأستاذ سيد قطب

الدجوي: سيد قطب عرف منين

هواش  : من شقيقته الآنسة حميدة...

الدجوي :عرف إن فيه تنظيم.

هواش: إن فيه شباب تجمعوا.

الدجوي: قلت نصا فى صفحة 163 إن سيد قطب قال لك أنه تنظيم أنت رايح تعمل زيه.. بلاش الكلام الصغير... وقلت إن سيد قال لك انه سنة 63 حميدة بلغت سيد قطب فى السجن عن التنظيم .. هل علمت أن التنظيم مسلح؟

هواش : بعد خروجى من السجن..

الدجوي: ( مقاطعا) : حصل إيه...

هواش: بعد خروجى من السجن...

الدجوي: ( مستطرقا) : الصحافة عايزو تسمع

هواش : عندى مرض صدرى.

الدجوي: (ساخرا) مالنا ومال صدرك.. إحنا عايزين الحنجرة..

هواش : سنة 1965 أثناء زيارتى للأستاذ سيد دارت مناقشات حول التنظيم.

الدجوي: ( مقاطعا): اللى كان معلوم أمره وأنتم فى السجن.

الدجوي: قول يا أخويا.. حد حايشك..

هواش: التنظيم كان أخذ وضعه وإحنا فى السجن..

الدجوي: أنت عايز تتكلم فى أنه تنظيم أو .. لا... قول...

هواش: معظم كلامنا كان عن عدم رضاء الأستاذ مو موقف منير الدلة وفى مرة سيد قطب كلمنى عن السلاح.

الدجوي: سلاح إيه؟

هواش: سلاح التنظيم اللى جاى من السودان إلى دراو... وكان رأينا أن مفيش داعى وهو قال لى دى بضاعة متفق عليها من زمان وليس لنا حق التصرف فيها.

الدجوي:منين السلاح ده..

هواش: كويس.. مضبوط.. وبعدين سيد قال لك إيه عن قيادته للتنظيم؟

هواش: هو قبل رياسة التنظيم..

الدجوي: والمرشد الهضيبي موافق؟

هواش: عنده علم بهذا..

الدجوي: سيد قطب كلفك بحاجة حالة القبض عليه؟

هواش : ايوه.. أن أشتغل مكانه فى التنظيم

الدجوي: ويتصلوا بك إزاى؟

هواش: بواسطة رفعت بكر ابن أخت سيد قطب.

الدجوي: هل اتصل بك رفعت بكر ؟

هواش : ايوه..

الدجوي: فين؟

هواش : فى الجيزة أمام كازينو الحمام.

الدجوي:قالك غيه.. وقلت له إيه؟

هواش : أنا اللى قلت له أنى مش حا أقابل الأخ اللى جار يزورنى لأنى مراقب

الدجوي: وبعدين؟

هواش: كان موعد أجازتى السنوية؟

الدجوي: حتقول لى حدوتة الإجازة والمباحث لما منعتك من السفر؟

هواش: أيوة..

الدجوي: بلاش.. عارفينها.. وبعدين التنظيم اتصل بك تانى.

هواش : الآنسة حميدة جت لى تانى مرة.

الدجوي: وقالت لك إيه؟

هواش: قالت أن أعضاء التنظيم يسألون عن الضربة الحاسمة.

الدجوي: اللى هم عايزين يعملوها؟

هواش انا قلت لها ملوش لازمة.

الدجوي: وقالت لك هم مصرين عليها فقلت لها ده رايح يزود التعذيب والتعذيب لا يقف إلا بتغيير الوضع كله والتخلص من أربعة أشخاص... مين هم الأربعة؟

هواش: رئيس الجمهورية – المشير – زكريا محيي الدينعلي صبري.

الدجوي: كويس... أنت عال... كفاية كدة.... وأرجع مكانك...


النموذج الرابع: محاكمة عبد الفتاح إسماعيل

الشيخ عبدالفتاح إسماعيل

وأنهى القاضى مناقشة عبد الفتاح إسماعيل فجأة بعد أن نظر فى ساعته ووجد أن الساعة قاربت على الثانية بعد الظهر.. وهو الموعد الذى لا يمكن أبدأ أن يستمر فى العمل بعده.. وتوالت جلسات القاضى .. وتوالى وقوف المتهمين أمامه.. وكان كل منهم تستغرق مناقشته أكثر من ربع ساعة.. لم يكن القاضى يبحث عن الحقيقة.و إنما كان يريد تأكيد الصورة التى رسمها أعوان عبد الناصر من عملاء السوفيت للإخوان المسلمين من أنهم جماعة تسعى إلى التخريب والاغتيال و خاص وسمحوا له بالهجرة إلى أمريكا حيث أقام بها.. وكان الدجوي فى مناقشة على عشماوى يذوب رقة وحنانا وأدبا ولم يحاول ولو بسؤال أن يسخر منه.. وبعد أن انتهى من مناقشته استدعى ثالث الشهداء المرحوم الشيخ عبد الفتاح إسماعيل لمناقشته.. وخرج الرجل من قفص الاتهام... ووقف أمامه وبدأت المناقشة:

الدجوي: يا شيخ عبد الفتاح.. الاسم بالكامل أيه؟

عبد الفتاح: عبد الفتاح إسماعيل.

الدجوي: والسن..

عبد الفتاح: 41 سنة..

الدجوي: بتشتغل ايه؟

عبد الفتاح : تاجر منى فاتورة وغلال وقبانى من محافظة دمياط برخصة.

الدجوي: أنت من الجماعة المنحلة وحوكمت سنة 54؟

عبد الفتاح: اعتقلت ولم أحاكم وخرجت سنة 56...

الدجوي: شاركت مين؟

عبد الفتاح: شاركت معروف الحضرى لمدة سنة واحدة لتصدير موالح من مكتب فى شارع 26 يوليو.

الدجوي: نشاطك الإخوانى بدأ متى بعد الاعتقال؟

عبد الفتاح: تقريبا سنة 58 وكنت سكرتيرا شعبة كفر البطيخ واعتبرت عضوا عاديا فى الجماعة ونشاط المنطقة عندنا كان يدور حول مساعدة أسر المسجونين وفى هذه المدة سافرت الحجاز سنوات 58و59و60.. وفى سنة 58 قابلت هناك عشماوي سليمان فى المسجد الحرام وكنت أعرفه من المعتقل هنا وكان موظفا بوزارة التربية ولم يكن عاد إلى عمله بعد الإفراج وكان يبحث عن عمل.. فلما سافرت سنة 58 للسعودية رايته هناك وقال إنه خرج عن طريق شركة عبد المحسن للسياحة وأنه تعاقد مع حكومة السعودية للعمل.. وسنة 59 سافرت للسعودية وقابلت سعيد رمضان وكامل الشريف وقالوا أنهم مستعدين لمساعدة الإخوان وسألونى عن حالة الإخوان فى مصر فقلت لهم خايفين.. فقالوا لى خلى الإخوان يتجمعوا واحنا نساعدهم.

الدجوي: فيه فلوس جت من السعودية؟

عبد الفتاح: 424 جنيه جت لى عن طريق الحاج مدنى وهو سعودى.

الدجوي : والأربعة آلاف جنيه؟

عبد الفتاح: جم من السعودية هنغير طريقى لعشماوى والسيدة زينب الغزالي.

الدجوي: ( بضيق) أ،ت قعدت تتكلم ربع ساعة وبعدين حتقول أمتى بداية صلتك بالإخوان؟

عبد الفتاح: أنا كنت أتصل بمحمود عبيده فى شربين وشريف وهو موظف فى نزع الملكية بالمنصورة وأنا اتصلت به وبمعوض ودرسنا حالة أسر الإخوان ومساعدتهم وعبد الفتاح شريف قال إن عمله..

الدجوي: ( مقاطعا) أنت قلت فى صفحة 379 أن شريف كان يجمع إخوان المنصورة ويتصل بسلام لتجميع إخوان طنطا.. والشاذلى علشان إخوان الأسكندرية وقلت أنه كان يتصل بالزينى ومحمد على وأنكم رحتم بيت زينب الغزالى.

عبد الفتاح: أيوه أنا ومجدى وانتظرنا عبد الفتاح الشريف هناك

الدجوي: هو كان فين؟

عبد الفتاح: كان رايح يستشير الأستاذ الهضيبي فيما يعمله الإخوان.

الدجوي: وقال أيه عبد الفتاح لما رجع.

عبد الفتاح: قال المرشد بيقول مقدرش أمنع حاجة تتعمل للإسلام

الدجوي: أنت تعرف صبرى عرفة؟

عبد الفتاح : أيوه عن طريق الشريف.

الدجوي: صبرى من التنظيم؟

عبد الفتاح: نعم

الدجوي: هو سافر السعودية

عبد الفتاح: انتدب مدرسا هناك

الدجوي: أعطيته جواب وهو مسافر.

عبد الفتاح: أعطيته لعشماوى سليمان لأنه كان قال لى انه مستعد يساعد الإخوان فقلت نجيب منه فلوس لأسر الإخوان

الدجوي: وعشماوى بعت لك 424 جنيه.

عبد الفتاح: ايوه

الدجوي: وبعت لزينب 4000 جنيه.

عبد الفتاح: عن طريق تجار من غزة.

الدجوي: انضميت لعبد الفتاح الشريف فى التنظيم؟

عبد الفتاح: انتقلنا من الدقهلية إلى الإسكندرية وهو متصل بناس هناك مثل عبد المجيد الشاذلى ومجدى ومحمد هلال وعبد الصمد

الدجوي: ( يقرأ من أوراق) : أنت قلت فى صفحة 385 أنكم أنت وعبد المجيد ومجدى والشريف اجتمعتم فى اسكندرية.. ومجدى والشاذلى قالوا فيه خطة عملتها إخوان اسكندرية لاغتيال الرئيس.

عبد الفتاح: حصل....

الدجوي: قابلت فتحى رفاعى بعد كدة...

عبد الفتاح : قابلته.. وهو كان مدرس فى معهد دينى وكان مسئول..

الدجوي: عوض عبد العال وصبرى بعد عودته من السعودية عرفنى به لأنه كان يحمل توصيه من إخوان الإخوان في المملكة العربية السعودية إلى على عشماوى بتجميع الإخوان مصر.

الدجوي: قلت إن صبرى بعد عودته من السعودية قال إن محيى هلال أفهمه أن علي عشماوي عامل تنظيم فى مصر وأوصى بالاتصال به.. فتاتصلتم به.

عبد الفتاح: حصل...

الدجوي: أيه الخلاف مع عبد الفتاح الشريف.. سبهه أيه؟

عبد الفتاح: فيه أربعة مسائل تكون نقط الخلاف .. الأولى إنه عرض خطة عايزه ألف جنيه لاغتيال الرئيس فرفضت.. وعرض خطة أخرى على مجدى رفضت والثالثة أنه يعرف ناس يقدروا يعملوا انقلاب وأنا قلت له إحنا لا نعمل لحساب أحد.

الدجوي: قل الحق.. اللى لك والى عليك.. هو فضحك فى جلسة وأنت ثرت وأعصابك ثارت.

عبد الفتاح: واحنا فى اسكندرية.. ومجدى بيعرض خطة اغتيال الرئيس..

الدجوي: ( مقاطعا) : لأ.. الذى بدأ الكلام عبد الفتاح الشريف.

عبد الفتاح: عبد الفتاح الشريف قال انه يمكن اغتيال الرئيس بعد معين.. والشيخ عبد الفتاح يرى أن خمسين واحد يقلببوا نظام الحكم وأنا ثرت عليه.

الدجوي: القيادة مكونة من مين ومين؟

عبد الفتاح : علي عشماوي مسئول عن التسليح والقاهرة و مجدى عبد العزيز للتدريب على السلاح و الإسكندرية و البحيرة وصبري عرفة للدقهلية والغربية وأحمد عبد المجيد للصعيد والمعلومات والذى اتفقنا عليه أن برنامج التنظيم يكون فيه مراعاة التدريب العقائدى ثم اللياقة البدنية والعسكرية.

الدجوي: والتدريب على السلاح اللى قاله سيد قطب امبارح

عبد الفتاح: هذا ما اتفقنا عليه يا سيادة الرئيس.

الدجوي: عملت معسكر فى بلطيم؟

عبد الفتاح: أيوه..

الدجوي : ليه

عبد الفتاح: للمصارعة.

الدجوي: اتدربتم على الأسلحة.

عبد الفتاح: أيوه هنا فى القاهرة.. واللى دربنى على عشماوى

الدجوي: مين كان معاك فى معسكر بلطيم.

عبد الفتاح: علي عشماوي و صبري عرفة و أحمد عبد المجيد و محمود عزت و إسماعيل عبد العال و صلاح و مجدي عبد الحق و محمد بدير.

الدجوي: (بسؤال مفاجىء) شلت قنابل .. ووصلت قنابل؟

عبد الفتاح: ولا قنابل ولا خناجر..

الدجوي: أنت سبقتنا فى حكاية الخناجر.. وهذا كويس.. كيف عرفت زينب الغزالي؟

عبد الفتاح: سنة 59 فى موسم الحج فى السعودية قابلتها عند الشيخ محمد إبراهيم المفتي وبعدين ترددت عليها.

الدجوي: ( بنرفزة): صلتك بها عنا يا بنى آدم.

عبد الفتاح: سيادتك طلبت الصلة عامة.. وهى لما عادت كنت أتردد عليها وقابلت عندها الأستاذ محمد قطب وعبد العزيز علي.

الدجوي: مين اللى عرفك بعبد العزيز علي؟

عبد الفتاح : هى نفسها.

الدجوي: فين؟

عبد الفتاح: فى منزلها.

الدجوي: لأ..

عبد الفتاح: إذا كان الأمر غير ذلك... فأقرأ لى ما تيسر.

الدجوي: ( ثائرا) : هو أنا فقي.. ما تتعلم الأدب وألا اعلمهولك..

عبد الفتاح: أقصد أقوالى فى التحقيق.

الدجوي: أنت قلت أنك عرفت عبد العزيز على فى المستشفى عند زينب الغزالى.

عبد الفتاح: هو كان بيتردد عليها فى المستشفى ولكن التعرف كان فى المنزل عندها.

الدجوي: قابلت عبد العزيز على عدة مرات ليه..؟

عبد الفتاح: نعم .. وتحدثنا معه واستمر اللقاء شهورا ونفرا منه فى العمل لأن طريقته فى العمل بطريقة وطنية غير متصلة بالعقيدة.

الدجوي: لأنه لم يتفق معكم.. أنت حضرت لما قدم زجاجة بها مادة سامة.

عبد الفتاح : نعم..

الدجوي: اتدربت على الخناجر؟

عبد الفتاح : لأ ... أتدربت على المدفع الرشاش والمسدس والقنبلة.

الدجوي: اللي اشترى الأسلحة مين؟

عبد الفتاح : أنا اشتريت 5 مدافعو5 مسدسات و على عشماوى اشترى..

الدجوي: متى تعرفت بسيد قطب؟

عبد الفتاح : فى يوليو 46 فى رأس البر وحدى.. وتانى مرة كان معى على عشماوى وأحمد عبد المجيد.

الدجوي: طلبتم منه إيه؟

عبد الفتاح: أن يزودنا بالثقافة.

الدجوي: إيه حكاية أسلحة السعودية؟

عبد الفتاح : عشماوى طلب 50 جنيه علشان يسافر لدوار لاستقبال أسلحة.. فأنا قلت له مين قال على الأسلحة.. ورفضنا الأسلحة.

الدجوي: أنت قلت فى التحقيق أن مسألة السلاح وافق عليها سيد قطب.. حصل ده.

عبد الفتاح: حصل والهدف كان عدم كشف التنظيم.

الدجوي: إيه أغراض التنظيم؟

عبد الفتاح: العمل الإسلامى وتربية أمة مسلمة.

الدجوي: قلت فى التحقيق أن الهدف النهائى قلب نظام الحكم القائم بالقوة.

عبد الفتاح: لم اقل القائم.

الدجوي: ( بعصبية وتهكم) : امال الحكم الماضى.. الحكم مقلوب وكل سنة وأنت طيب.

عبد الفتاح: لأ.. أنا قلت لما تتكون الأمة المسلمة تعمل انقلاب اسلامى.

الدجوي: زينب الغزالى تعرف تنظيم على عشماوى قبل انضمامك له.

عبد الفتاح: لا تعرفه.. ولكن عرفت تنظيمنا الكبير.

الدجوي: ( ساخرا): بأسلحته وتخريبه وأمواله؟

عبد الفتاح: أيوه.

الدجوي: فيه رسالة وصلتكم من حميدة قطب؟

عبد الفتاح: سمعت من علي عشماوي أن أول رسالة أن سيد قطب يطلب منا ألا نعمل شىء والثانية أن نعمل كل شىء.

الدجوي: سيد قطب قال خليفته مين؟


النموذج الخامس: محاكمة زينب الغزالى و حميدة قطب

الحاجة زينب الغزالي في قضية 1965م وحميدة قطب بعد النطق بالحكم

وخصص جلسة يوم 16 مايو لمحاكمة زينب الغزالي و حميدة قطب.. ووقفت زينب أمام القاضى وقفة أشد صلابة من وقفة كثير من الرجال.. كانت ترد على محاولات القاضى فى وصف الشباب المسلم بأنه تنظيم إرهابى.. وأنا هنا أنقل جانبا من الحوار الذى دار بين الاثنين..

سألها القاضى :حميدة طلبت منك حاجة خاصة بالتنظيم؟

- وردت بسرعة: مفيش تنظيم..

-وتراجع الدجوي وقال: طيب الأفراد موضوع القضية.

-وهمهمت قائلة : أيو كدة..

-الدجوي: كنتى أيضا حلقة اتصال بين سيد والأفراد دول قبل وبعد خروجه من السجن.

-زينب: ايوه.. للتجمع العلمى الإسلامى.

-الدجوي: قلتى فى اقوالك إن التنظيم عايز الفلوس لتسليح نفسه لقلب نظام الحكم بالقوة؟

زينب : محصلش.. وإن كان مكتوب كدة تبقى النيابة زورت كلامى.

-الدجوي: وقلت كمان أنك تعرفى أن الإخوان عايزين يقلبوا نظام الحكم.

-زينب: محصلش... منين الكلام ده

-الدجوي: علي عشماوي قال أنك بلغتيه بذلك.

-زينب : على عشماوى كاذب

الدجوي: عشماوى بيقول أن زينب تعرف جميع أهدافنا.

زينب : السلمية.

الدجوي: وقال أنها أجرت اتصالات بالخارج وبالهضيبي و سيد قطب لتحقيق هذا الهدف.

زينب: الهدف السلمى.

وأحس الدجوي أنه مهما استمر فى مناقشة زينب الغزالي ومحاورتها فلن يحصل منها على تأكيد لما يردده من مزاعم واعترافات منسوبة للمتهمين أدلوا تحت سياط التعذيب.. وسارع بالنداء على حميدة قطب عله يجد بغيته فى أقوالها .. ولكنها كانت هى الأخرى قوية... صلبة... لم يرهبها صوت الدجوي.. ولا نظرات حراسها... ونفت كل ما يزعمه الدحوى..

وانتهت بذلك مناقشة كل المتهمين.. وبدأ الدجوي يسمع الدفاع عن المتهمين.. وانتهى الدفاع فى يوم 18 مايو وأعلن القاضى حجز القضية للحكم.. ومن الغريب أن نفس يوم انتهاء المحاكمات كان هو نفس يوم مغادرة اليكسى كوسيجين رئيس وزراء الاتحاد السو فيتى لمصر والتى بدأها يوم 9 مايو.. ويا للمصادفة ...


بيان هيئة العفو الدولية عن سيد قطب وزملائه

وبعد المحاكمات أصدرت هيئة العفو العالمية بيانا رسميا بشان محكمة سيد قطب وزملائه من الإخوان المسلمين بتاريخ 15/ أبريل 1966م، تحت عنوان: تقرير هيئة العفو الدولية عن محاكمات الإخوان المسلمين، جاء فيه:

سجل تقرير هيئة العفو الذى وزعته على الصحف العالمية ما يلى :

أولا :ان الهيئة العالمية طلبت تأشيرة دخول لمحام دولى لحضور المحاكمات بصفة مراقب ولكن السلطات المصرية لم تقبل إعطاءه تأشيرة لدخول مصر.

ثانيا : ان الهيئة العالمية اضطرت لإيفاد أحد أعضائها وهو عضو بالبرلمان البريطاني إلى مصر بصفته رقيبا غير رسمى نظرا لرفض السلطات المصرية دخول مراقب مصرى.

ثالثا : ان محاكمات الإخوان المسلمين فرض عليها قانون استثنائي صدر بعد وقوع الاعتقالات بأثر رجعى.

رابعا":المحاكم العسكرية رفضت سماع أقوال المتهمين عن التعذيب الذى وقع عليهم خامسا : الأستاذ سيد قطب وزملاؤه من الإخوان المسلمين حرموا من حقهم الشرعى والطبيعى فى اختيار محامين للدفاع عنهم.

سادسا : ان السلطات المصرية طردت المحامين السودانيين الذين ذهبوا للقاهرة بقصد الدفاع عن الإخوان المسلمين وأبعدتهم من مصر بدون مبرر.

سابعا: أن السلطات المصرية خالفت قرارات مؤتمر المحامين العرب الذى شاركت فيه نقابة المحامين بالجمهورية العربية المتحد ووافقت على قراره بالعطاء المحامين العرب الحق فى المرافعة عن المتهمين السياسيين أمام القضاء المصرى.

ثامنا : ان السلطات المصرية منعت الجمهور والصحافة من حضور الجلسات وفرضت الرقابة على أنباء المحاكمات و الجلسات.

تاسعا : الهيئة نبهت السلطات المصرية الى ضرورة إقامة محاكمة عادلة حرصا على سمعة القضاء المصرى.

وأصدرت أيضا في نفس اليوم تعلن فيه ما يلى :

أن المستر بيتر آرشر عضو البرلمان البريطانى عن دائرة راول رجيس وتبتون وعضو المجلس التنفيذى البريطانى للهيئة العالمية لرعاية المسجونين السياسين قد عاد من القاهرة حيث قام بمهمة استطلاعية بشان محاكمة ثلاثة و أربعين عضوا من جماعة الإخوان المسلمين المتهمين بانهم حاولوا الاعتداء على الرئيس ناصر وقد قام المستر آرشر بمهمته بصفته رقيبا غير رسمى للهيئة العالمية لرعاية المسجونين السياسيين وذلك لأن الهيئة سبقت ان قدمت طلبا رسميا للحصول على تاشيرة للأستاذ المحامى نيقولاس جاكوب ولكن هذا الطلب لم يصل عنه جواب الآن وقد قدم المستر آرشر تقريرا فيه النقاط الآتية :


قانون استثنائي للاعتقالات دون محاكمة والمحاكمات السياسية:

بمقتضى قانون خاص صدر بتاريخ 24 مارس 1964 منحت حكومة الجمهورية العربية المتحدة للرئيس سلطة اعتقال الأشخاص بدون محاكمة بسبب الاتهامات السياسية وهؤلاء المعتقلون السياسيون يحاكمون بواسطة محاكم تتشكل من اعضاء يعينهم الرئيس بصفة استثنائية وفى العمل فان هذه المحاكم أخذت صفة محاكمة عسكرية وليس لسلطتها أى حدود سوى أن الرئيس الذى شكلها هو الذى له حق التصديق على أحكامها والمتهمون يعلنون وقوع التعذيب عليهم والمحكمة ترفض سماع ذلك.

وأثناء نظر احدى القضايا أمام تلك المحكمة فى شهر يناير 1966 وأثناء نظر قضيتين ثانيتين فى شهر فبراير 1966 تمسك المتهمون بوقوع تعذيب عليهم لانتزاع الاعترافات منهم وقد وجه هذا الاتهام الى سلطات التحقيق من جانب السيد قطب وهو المتهم الرئيسى فى القضية الحالية ولكن رئيس المحكمة بادر فورا الى إسكات المتهم رافضا أن يسمع منه الأدلة على هذه المسألة معلنا بأن المتهمين يكذبون، وأن السيد قطب وإخوانه حرموا من حق اختيار المحامين للدفاع عنه، وان السيد قطب وزملائه المتهمين من الإخوان المسلمين لم يسمح لهم بحرية اختيار المحامين للدفاع عنهم وفى شهر فبراير توجه اثنان من المحامين السودانيين الى القاهرة للدفاع عن بعض هؤلاء المتهمين ولقد صدر قرار من مؤتمر المحامين العرب الذى عقد فى شهر نوفمبر 1965 أيدته نقابة المحامين المصرية وادمج فى التشريع المصرى وبمقتضى هذا القرار يتمتع المحامون السودانيون بحق الترافع أمام المحاكم الدولية ورغم ذلك فان هذين المحاميين قد طردا من مصر دون ابداء الاسباب وبدون أن يسمح لهما بمقابلة المتهمين الموكلين لهما، كما منع الجمهور والصحافة من حضور الجلسات وفرض رقابة على انباء المحاكمات..

إن الصحافة والجمهور قد منعوا من حضور الجلسات منذ أن تمسك المتهمون بوجود التعذيب فى الجلسة لأول مرة وتبعا لذلك فان أنباء المحاكمات كانت تخضع لرقابة الجهات الحكومية وان مستر آرشر نفسه قد عجز عن الحضور الى الجلسات وان كان من الانصاف القول بانه قد تلقى دعوة ليبقى فى القاهرة انتظارا لبحث طلبه وبدون اى حكم من جانبنا بشأن براءة المتهمين او ادانتهم فان الهيئة العالمية لرعاية المسجونين السياسيين تعلن أسفها العميق لكون الظروف التى أحاطت بتلك المحاكمات لا يمكن الا ان تؤيد الادعاء بوجود التعذيب وبانها تلقى الشك على حياد القضاء المصرى، ومن ثم الهيئة تدعو الحكومة المصرية لإقامة محاكمات عادلة حرصا على سمعتها الدولية، وان الهيئة العالمية لرعاية المسجونين السياسيين تدعوا لحكومة المصرية الى احترام الحقوق الإنسانية الاولية للمتهمين السياسين والى ضرورة إقامة محاكمات عادله حرصا على سمعتها الدولية (7)

سلق المحاكمات إحصائية طريفة، ما جاء في الصحف:

لو أردنا ان نحصى الامثلة على جنوح المحكمة وعلى كونها ستارا أعده المبطلين لحرب الإسلام والتشهير بأهله لاحتجنا الى مجلدات ولكننا نضرب أمثلة تبين جوانب من هذه الحرب ليفهم كل حر وعا قل أبعاد هذه الغارة على الإسلام وليدركوا انما المقصود بهذه الحرب كل من يؤمن بلا اله الا الله ولنأخذ هذه الامثلة :

1 – نأخذ من صحيفة " الجمهورية " القاهرية من عددها الصادر بتاريخ 19-4-1966 احصائية عن وقائع جلسة الدائرة الاولى لمحكمة أمن الدولة التى يرئسها الفريق اول محمد فؤاد الدجوي والتى انعقدت فى اليوم السابق 18-4-66 لمتابعة نظر قضية " قيادة التنظيم السرى للإخوان المسلمين ":

- بلغت مدة الجلسة من غير الاستراحات ساعتين وأربعين دقيقة .

- تمت مناقشة ثمانية عشر متهما فى هذه الجلسة .

- كان متوسط نصيب المتهم الواحد عشر دقائق ونصف منها ست دقائق لرئيس المحكمة واربع دقائق ونصف للمتهم هكذا قالت الجمهورية .

- يستقطع من ذلك الزمن الذى يستغرقه دخول متهم الى القفص وخروج المتهم فاذا ما علمنا أن مناقشة الاخ عبد الفتاح الشريف وهو أحد المتهمين الذين ناقشتهم المحكمة فى هذه الجلسة بلغت أربعين دقيقة فماذا يكون نصيب الفرد الواحد من بقية المتهمين ؟؟؟

ولعل كلمات رئيس المحكمة للاخ عبد الفتاح الشريف فى بدء محاكمته تعطينا صورة عن طبيعة هذه السرعة الفائقة فقد قالت الأهرام-19-4-1966 ما يلى:

" ونودى على المتهم عبد الفتاح الشريف أنت عاوز لك يوم لوحدك .. والا على ايه عبد الفتاح الشريف – قصتى طويلة .

رئيس المحكمة – لأ بيتهيأ لك ".

بقى أن نعرف ان الاحكام التى صدرت بحق هلاء الاخوة الثانى عشرة عاما مع الأشغال الشاقة على ثلاثة وبالأشغال الشاقة مع السجن عشر سنوات على الثلاثة الباقين .

ألا فلتحيا العدالة وليحيى هذا الاهتمام بالإنسان وبحرية الإنسان وكرامة الإنسان وحياة الإنسان 2-ولم تكن هذه السرعة فى محاكمة الإخوان والتخليص عليهم قاصرة على الدائرة الاولى برئاسة الدجوي وانما كانت طبيعة كل المحاكمات امام كل الدوائر فقد حاكمت الدائرة الثانية مثلا التى كان يرئسها الفريق على جمال محمود اثنى عشر أخا فى جلسة واحدة.

كانت هذه علاقة محمد الدجوي بالإخوان اقتصرت فقط على محاكمة هزلية لم يستشعر القاضي فيها دوره كقاضي بل كان منفذا لقرارات اتخذت سلفا ليرفع أعناق العلماء والدعاة على المشانق ثم يختفى بعد ذلك.

أهم المراجع والمصادر

1- كتاب الموتى يتكلمون ،للأستاذ سامي جوهر ،نسخة الكترونية على إخوان ويكي.

2- كتاب لماذا أعدم سيد قطب وإخوانه ،نسخة الكترونية على إخوان ويكي.

3- حميدة قطب ،نسخة الكترونية على إخوان ويكي.

4- اعدام سيد قطب ،نسخة الكترونية على إخوان ويكي.


للمزيد عن الدجوي


للمزيد عن تنظيم 1965م

وصلات داخلية

كتب متعلقة

مقالات متعلقة

ترجمة المتهمون في القضية

متعلقات أخري

تابع متعلقات أخري

وصلات خارجية

وصلات فيديو

.