المسلمون في نيجيريا.. حقائق تاريخية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١١:٣٥، ٢٥ سبتمبر ٢٠١١ بواسطة Do wiki3 (نقاش | مساهمات) (حمى "المسلمون في نيجيريا.. حقائق تاريخية" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
المسلمون في نيجيريا.. حقائق تاريخية
Asd22.jpg

بقلم:عبد العظيم الأنصاري

وصل الإسلام إلى نيجيريا في وقت متأخر، مقارنةً ببلاد إفريقية أخرى مثل مصر ومناطق شمال وغرب إفريقيا، وجاء ذلك بعد إتمام الفتوحات الإسلامية في إفريقيا في عهد الدولة الأموية، بدايةً من مصر ووصولاً إلى ساحل المحيط الأطلنطي؛ حيث بدأت قبائل الهوسا- التي يقطن جزء منها شمالي نيجيريا- الدخول تحت ظلال الإسلام في القرن الثالث عشر الميلادي السابع الهجري، إلى أن ظللهم الإسلام بشكل كامل مع بداية القرن الخامس عشر الميلادي؛ حيث كانت لقبائل الهوسا سبع إدارات تستمد كل منها اسمها من المدينة الرئيسية التي تقطنها، وهم كما يلي: كانو ورانو وزاراي ودورا وجويير وكتسينا وزامغاريا، لكل منها ملك ومجموعة من الوزراء.

وتعرَّضت مناطق الهوسا لهجرات من الشعب الغلاني الذي اختلط بالهوسا، واعتنق الإسلام، وكان عمل المسلمين حينئذٍ التجارة، والتي كانت طريقهم للإسلام عن طريق التجار المسلمين الذين وجدوا في بلاد الصحراء الكبرى جنوبي دولة الخلافة الإسلامية سوقًا لبضائعهم، وكان للمرابطين دور بارز في انتشار الإسلام في نيجيريا، كما في عموم غرب إفريقيا؛ حيث وصل الدعاة المرابطون مع التجار المسلمين إلى نيجيريا وغينيا والكاميرون ومعظم مناطق الصحراء الكبرى وجنوبها حتى الجابون.

وأُقيمت العديد من الإمبراطوريات الإسلامية في هذه المنطقة في العصور الوسطى، ومنها إمبراطورية السونجاي، والتي تقع ناحية الداهومي إلى جهات بوسا شمالي نيجيريا، وكانت عاصمتها جاو ويروى أن أصل ملوكها يرجع إلى اليمن، وأنهم نزحوا إلى السودان زمن فرعون موسى، وكانوا أربعة عشر ملكًا في جاهلية تبدأ أسماؤهم بـ" زا "، ولعله تحريفًا لـ"ضيا" وأول من أسلم منهم الملك زاكمن سنة 400 هجريًّا.

مقابر جماعية لضحايا المجازر في نيجيريا

وفي مطلع القرن الثامن عشر الميلادي ظهر بين فقهاء شعب الغلاني الشيخ عثمان دونفديو الذي تلقب بـ"ساركين مسلماني" أي أمير المسلمين، فوحَّد الجماعات المسلمة المتناثرة في إقليم الهوسا- والذي شمل أغلب مساحة الغرب الإفريقي- وأعلن الجهاد ضد مملكة جوبير الوثنية لدفع عدوانها على المسلمين، واستقر في سكوتو، واتخذها قاعدة لحملاته، وبعد أن استتبت الأمور اعتزل الحكم، وسلم شئون الدولة لأخيه عبد الله وابنه بلو اللذين تقاسما مملكة امتد حكمها من حدود الكاميرون الحالية وحتى حدود مالي الحالية، وغزت مملكة الشيخ عثمان أجزاء من الغابات الاستوائية باتجاه الوسط الإفريقي، وطبَّقت الشريعة الإسلامية على المناطق التي خضعت لها، واتخذت من المذهب المالكي مذهبًا رسميًّا لها، وتم بناء المساجد والمدارس والمكتبات في أنحاء البلاد، وحافظوا على الحكم إلى بداية النفوذ البريطاني، وبدأت محاولات استعمار البلاد من قِبل بريطانيا عام 1851م؛ حيث احتلت مساحة من الساحل الأطلسي الجنوبي للبلاد، ولم تستطع احتلاله بالكامل؛ حيث كان يسيطر عليه التجار الأسبان والبرتغاليون، وأخذت بريطانيا في التغلغل حتى 1861م

حيث أتمت إنشاء مستعمرة لاجوس، ثم وضعت كل نيجيريا تحت حمايتها بالاتفاق مع فرنسا التي تقدَّمت من الشمال والغرب في حوض نهر النيجر، واقتربت كثيرًا من نيجيريا بعد سلسلة مفاوضات انتهت إلى تقسيم المنطقة بينهما، ومع الاحتلال وجد غطاء قوي للحملات التبشيرية التي انتشرت جمعياتها، وتعدَّدت أساليبها، واستطاعت استمالة عدد من القبائل الوثنية التي كانت معزولةً في جنوب البلاد، رغم وقد وصل الإسلام إلى المناطق الجنوبية في وقت متأخر نسبيًّا عن المناطق الشمالية، والتي كانت بها المدن الرئيسية ومركز الحكم.

ويدعي البعض من قبيلة اليوروبا أكبر القبائل النيجيرية- وبها نسبة من المسلمين والوثنيين- أنهم جاءوا من مكة، بينما ينسبهم البعض إلى صعيد مصر أو إلى بلاد العرب بوجه عام وأسس اليوروبا المسلمون ملكًا عريضًا، امتد من مصب نهر النيجر إلى داهومي غربًا، كما دخلت الإسلام مملكة أيجيبو في نيجيريا الجنوبية.

ويقول بعض الرحالة والمؤرخين إن قبيلة كانوري أهم قبائل مملكة برنو شرقي نيجيريا، تختلط فيها الدماء العربية والحامية والزنجية، وعند تحولها للإسلام عملت على إحداث تغيير حقيقي في حياتها بما يتلاءم معه، أما إقليم الحشائش فقد شهد دولاً وممالك إسلامية مستقرة، وكانت تربطها علاقات ثقافية وتجارية بكل من مصر والمغرب في الوقت الذي هبط فيه الأوروبيون على السواحل الغربية الإفريقية لاختطاف واستعباد الشعوب الإفريقية، واستغلالهم في بناء حضارتهم فيما وراء "بحر الظلمات" المحيط الأطلنطي.

وما تشهده نيجيريا الآن من مذابح ضد المسلمين ليس بعيدًا عن تاريخها مع الإسلام والاستعمار الغربي الذي تغلغل إليها في نهاية العصور الوسطى؛ لاستنزاف مواردها الطبيعية، واستغلالها في شحن ثورته الصناعية، واستعباد شعبها؛ حيث ينظر الغرب الرأسمالي إلى الإنسان باعتباره موارد يمكن استخدامها في حصد المزيد من المكاسب المادية، فمارسوا الاختطاف والاستعباد ضد المسلمين وغيرهم غربي إفريقيا وهو ما يتذكره جيدًا زنوج الولايات المتحدة الذين شيدوا حضارتها، وكان معظمهم ساعة الاختطاف من المسلمين وهو ما لم يغب عن ذاكرة التراث الأمريكي؛ حيث ذكر الكاتب الأمريكي أليكس هايلي في روايته "جذور" قصة الانتهاكات غير المسبوقة في التاريخ الإنساني التي ارتكبها الأوروبيون أثناء استعباد الأفارقة لبناء أمريكا، وذكرت الرواية تفاصيل دقيقة عن حياة كونتا عمر كنتي الإفريقي المسلم الذي جلبه الأوروبيون من جامبيا جنوبي موريتانيا لبيعه كعبد في أسواق القارة الجديدة...

هكذا تغلغل الاستعمار قديمًا إلى نيجيريا المسلمة، وتغلغل الآن بزرع الفتن ودعمها بكل وقود يلزمها للاشتعال، المهم أن يكون وقودًا غير البترول حتى لو كان وقودًا من دم.

للمزيد عن الإخوان في نيجيريا

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

من أعلام نيجيريا