المصري: قاطعنا انتخابات لبنان لأنها أشبه بالتعيين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
المصري: قاطعنا انتخابات لبنان لأنها أشبه بالتعيين
شعار الجماعة الإسلامية بلبنان.jpg


كتب- محمد هاني

أكدت الجماعة الإسلامية في لبنان مقاطعتها للانتخابات البلدية، مشيرةً إلى أنَّ لبنان يعيش منذ أشهر تطورات سياسية متسارعة، بدأت مع التمديد غير الدستوري القسري للرئيس لحود، وصدور القرار الدولي 1559، مما أوجد تأزمًا حادًّا في الحياة السياسية، بلغ ذروته مع الجريمة النكراء في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري التي كانت بداية تحوُّل في مسار لبنان وعلاقاته الإقليمية والدولية، ثمَّ جاء تشكيل الحكومة الانتقالية للإشراف على الانتخابات النيابية، والبدء في إزالة آثار النظام الأمني المخابراتي، لكن الرأي العام اللبناني صُدِمَ بحجم التدخلات الدولية، كما فُجِعَ بمدى انسياق بعض القوى الوطنية وراء هذا التدخُّل.

وقال د. إبراهيم المصري- نائب الأمين العام للجماعة الإسلامية- لـ(إخوان أون لاين): إننا إذ نرفض أن تُخاض المعركة بين لوائح الرئيس الحريري وبين من يفترض أنه "خصم" له؛ لأن هذه القسمة غير عادلة، فهناك الكثير ممن ضمّتهم هذه اللوائح أو المتحالفين معهم معروفون بمدى مخاصمتهم التاريخية للحريري، كذلك فإنَّ الكثير من القوى خارج هذا التحالف تعتبر أن مصابها برفيق الحريري أكبر وأعظم بكثير من تباكي الحلفاء الجدد وبعض المنتفعين والمتاجرين والمتسلقين.

وأضاف: لقد كانت الصدمة الأولى لنا هي إجراء الانتخابات النيابية وفق قانون الألفين، رغم أنَّ جميع القوى اللبنانية والقيادات والأحزاب والنواب اتَّفقوا على أنَّه قانون ظالم، وعلى أنَّه وُضِعَ للمجيء بنواب وإبعاد آخرين، وعلى أنَّه يتعامل مع اللبنانيين بأكثر من مقياس لكن السفارة الأمريكية أصرَّت على إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري ولو على أساس قانون الألفين، وكان هذا الإصرار كلمة سرَّ جديدة جعلت الحكومة ومعها مجلس النواب يخالفون قناعاتهم، ويخالفون أبسط مبادئ الديمقراطية التي لا تقوم إلاَّ على أساس الانتخاب الحرَّ النزيه القائم على قانون عادل يضمن التمثيل الصحيح.

وأشار المصري إلى أنَّ المجلس الذي أقدم على تعديل الدستور لتمديد مدَّة رئيس الجمهورية ثلاث سنوات دون حاجة إلى ذلك كان من واجبه أن يمدَّد لنفسه شهرًا أو شهرين لإعادة النظر في قانون ظالم باتفاق جميع أعضائه، لكنه لم يفعل وجعل هذه الانتخابات (إنجازًا ديمقراطيًّا مزيفًا) فرضته الولايات المتَّحدة رغمًا عن إرادة اللبنانيين وضدَّ مصلحتهم الحقيقية.

وأكد أنَّ هناك تدخل سافر من السفيرين الأمريكي والفرنسي في تسمية أعضاء اللوائح، وظهور نزعة الاستعلاء عند الكثيرين، والرغبة في احتكار التمثيل سواء على صعيد الطائفة أحيانًا أو المنطقة حينًا آخر.

موضحًا أنَّ كلَّ ذلك أدَّى إلى جعل الانتخابات أشبه بالتعيين، ويتناقل الناس أخبارًا موثوقة عن فرض فلان وشطب فلان من قبل السفير الأمريكي، لكن هذه المرَّة تحت شعارات الاستقلال والسيادة والحرية.

وأضاف: أنَّ الانسحابات بدأت من المعركة الانتخابية في بيروت؛ حيث فاز تسعة بالتزكية من أصل تسعة عشر، والحبل على الجرار، وغدًا سيتتابع المرشحون في المناطق اللبنانية الأخرى بالإنسحاب من انتخابات لا طعمَ لها ولا لون، وهي في الحقيقة تعيين قائم على توافق مفروض بين تيارات لبنانية لها نفوذها على الأرض، وكان يمكنها أن تفوز بانتخابات حقيقية.

وأوضح المصري أنَّ الجماعة الإسلامية في لبنان تشعر اليوم أنَّ الانتخابات الحالية لا يمكن أن تؤسس لمرحلة جديدة يتمناها كلَّ لبناني، تبدأ من مجلس نيابي منتخب وفق قانون عادل، وتستمرَّ في تحالفات بين مختلف الشرائح اللبنانية قائمة على برامج وأهداف وطنية واضحة، بعيدة عن المصالح الشخصية أو الحزبية أو الطائفية، وبعيدة عن الاحتكار أو الاستئثار، وبعيدة عن الوصاية الأجنبية، وأن تعلن مقاطعتها لهذه الانتخابات المهزلة ترشيحًا واقتراعًا في كلِّ المناطق اللبنانية.

المصدر